الاداب الباطنيه للبسمله

194 2 0
                                    

عظمة البسملة

.١ لو كانت هنالك عبارة أعظم وأجل من بسم الله الرحمن الرحيم لاختارها الله تعالى مفتتحا لسور كتابه الكريم، فقد جرت العادة أن يفتتح المتكلم كلامه والمؤلف كتابه، بأفضل عنوان يكون مرآة عاكسة لمعنونه، وهذا الافتتاح الإلهي المبارك في مفتتح كل سورة، جعل البسملة أكثر آية متكررة في القرآن الكريم، يضاف إليها ما ورد في سورة النمل، حيث عنون سليمان (عليه السلام) كتابه بالبسملة أيضا، حيث قال: ﴿إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحن الرحيم﴾ وليعلم أن البسملة جزء لا يتجزأ من كل السور ما عدا سورة البراءة، بل ورد العتاب الشديد على حذفها، فعن الصادق (عليه السلام) أنه قال: ] ما لهم قاتلهم الله عمدوا إلى أعظم آية في كتاب الله، فزعموا أنّها بدعة إذا أظهروها، وهي بسم الله الرّحمن الرّحيم [ ، وعن الباقر (عليه السلام) أنه قال: ] سرقوا أكرم آية في كتاب الله، بسم الله الرحن الرحيم [

  

الاستئذان بالبسملة

.٢ البسملة من الحقائق الكبرى التي لها انعكاسات جمة في حياة الإنسان المؤمن، فعلى المصلي أن يستحضر الآداب الباطنية للتسمية، والتي منها أنها بمثابة استئذان صاحب الملك للتصرف في ملكه، فإذا كان الإنسان عند أحدهم، وأراد أن يأخذ متاعا منه، فمن الطبيعي أن يستأذنه حتى لو كان راضيا في باطنه، فهكذا جرت العادات والآداب بين الناس.

وهنا أيضا نقول: أن العبد المراقب يرى نفسه في محضر الله تعالى دائما وأبدا، فإذا أراد أن يتصرف فيما هيأ له من طعام وشراب ولباس أو ركوب دابة، فمن الأدب أن يستأذن مولاه عند التصرف في كل ذلك، واستئذانه لا يحتاج إلى إذن لفظي، بل يكون بالتوفيق إلى التسمية، والله تعالى أكرم وأجل من أن يمجده عبده، ثم لا يأذن له بالتصرف!.. فما قيمة الوجود بين يديه كيلا يأذن له في التصرف فيه، وهو الذي بيده خزائن كل شيء؟.

  

تخليد العمل

.٣ إن من بركات البسملة هو تخليد العمل، فعندما يستأذن العبد ربه بالبسملة ـ عند الأكل والشرب مثلا ـ فإنه وإن انطلق من منطلق الغريزة واقعا، إلا أنه يريد أن يربط فعله بمراد مولاه ولو تلقينا وادعاء، وكأن الله تعالى هو الذي يريد من عبده أن يأكل ويشرب تحقيقا لغاية أخرى، والمتمثلة في الاستقواء على عبادته، وحينئذ فإن العبد بهذه التسمية يربط هذا الفاني بالباقي، فصار أكله وشربه في حكم عبادة يستحق عليها الأجر الخالد، ويا له من مكسب!.. حيث أكل وشرب فانيا، وبقي له عوض إلى أبد الآبدين!.

  

  

متعلق البسملة

.٤ من المعلوم أن البسملة جملة متعلقة بمحذوف، فإنها بمجموعها جار ومجرور لا بد له من متعلق وهو الفعل الذي كان لا بد أن تتصدر به البسملة، وهذا الفعل يمكن أن يكون مرتبطا بالعمل الجزئي الذي يقوم به العبد، فيقدر فيها: آكل ، أو أقرأ ، أو أعمل هذا العمل المعين وذلك باسم الله تعالى.. فعليه يكون في البين فعل محذوف يتناسب مع طبيعة العمل الذي يزاوله العبد، ولكن يمكن أيضا أن يكون الفعل المقدر جامعا لكل أنحاء تصرفاته، فيقدر فيها: أبتدأ ، أو ابتدائي باسمه تعالى.

ومن المعلوم أن كل عمل بدئ فيه باسم الله تعالى فهو منتسب إليه، وفي المقابل فإنه كما روي عن النبي (صلى الله عليه وآله): ] كل أمر ذي بال لا يبدأ باسم الله الرحمن الرحيم فهو أبتر [ ، والأبتر هو المقطوع الذي لا عقب ولا دوام له.

أسرار الصلاة जहाँ कहानियाँ रहती हैं। अभी खोजें