أسرار الصلاة

By Teiba_NH

15.3K 487 32

كتاب أسرار الصلاة لسماحة الشيخ حبيب الكاظمي More

الآداب الباطنية في التهيؤ النفسي
الآداب الباطنية في التهيؤ النفسي
الآداب الباطنية في التهيؤ النفسي
الآداب الباطنية في التهيؤ النفسي
الآداب الباطنية في التهيؤ النفسي
الآداب الباطنية في التهيؤ النفسي
الآداب الباطنية في التهيؤ النفسي
الاداب الباطنية في التهيؤ النفسي
الاداب الباطنيه في التهيؤ النفسي
الاداب الباطنيه في التهيؤ النفسي
الآداب الباطنية للطهور
الاداب الباطنيه للساتر
الأسرار الباطنية للقبلة
الآداب الباطنية للوقت
الاداب الباطنيه للمكان
الاداب الباطنيه للأذان والاقامه
الاداب الباطنيه للتكبير
الاسرار الباطنيه للأستعاذه
الاداب الباطنيه للبسمله
الاداب الباطنيه للقراءه
الاداب الباطنيه للقراءه
الآداب الباطنيه للركوع
الاداب الباطنيه للسجود
الاداب الباطنيه للسجود
الآداب الباطنيه للتشهد
الاداب الباطنيه للتسليم
الآداب الباطنيه للقنوت والتعقيب
الاداب الباطنيه لصلاة الليل
الآداب الباطنيه لصلاة الليل
الآداب الباطنيه للمسجد
الآداب الباطنيه لصلاة الجماعه

الاداب الباطنيه للنيه

77 4 0
By Teiba_NH

نوايا المصلي

.١ إن النية هي أول ركن من أركان الصلاة المتمثلة في: النية والتكبير والقيام والركوع والسجدتين، وتعريف الركن فقهيا: هو ما تبطل الصلاة بتركه عمدا أو سهوا، والنية هي عبارة عن حركة قلبية للعبد بدعوى قصد التقرب إلى الله تعالى.

وهنا يمكن أن نتساءل: ما هو هدف العبد عندما يتقرب إلى الله تعالى بالعبادات التعبدية، وهي التي يشترط فيها قصد القربة إليه؟!.. والجواب المتصور: أن هناك عدة أهداف وإن لم يلتفت إليها العبد، فمنها:

طلب المزايا: فهناك من يتقرب إلى الله تعالى لتحقيق ما يريده من الحوائج، لثقته بأن قضاء حوائجه بيده تعالى، فلو جرت حاجته على يد غيره لم يعد له كثير التفات إلى ربه، والشاهد على ذلك أن بعضنا قد يكون في حال إقبال طلبا لحاجة من ربه، فإذا علم أن حاجته قد قضيت ساعة دعائه، فإنه يخرج مما كان فيه من الإقبال، لوضوح أن علاقة هذا الصنف مع ربه هي علاقة أصحاب المصالح، لا حبا لمن تجري على يديه المصلحة، والغريب أن هذا العبد نفسه قد يكون أكثر إخلاصا في تعامله مع المخلوقين، فتراه بارا بوالديه مثلا لا طلبا لمزية وإنما حبا لهما، ولكن عندما يصل الأمر إلى الخالق، فتراه يبتغي العاجل من المتاع في عبادته له.وهذا الكلام بعينه ينطبق أيضا على تعاملنا مع أئمة أهل البيت (عليهم السلام) ، فالزائرون لمشاهدهم كثيرون ـ وهذا أمر محمود ـ ولكن لننظر إلى المنطلقات الباطنية في زيارتهم!

الشعور بالخجل: فهناك قسم من الناس يعيش حالة التذلل والخجل لما سلف من المعاصي أيام حياته، وذكرها يقلقل أحشاءه ويمنعه من الرقاد ـ كما نقرأها في بعض الزيارات - فيتقرب إلى الله تعالى بالعبادات إذهابا لهذا الشعور المحزن، ومن الطبيعي أنه عندما يستذوق حلاوة المغفرة، فإنه سيعيش شعورا من الارتياح وراحة الضمير، ولا شك أن هذا القسم أقرب إلى الله تعالى من القسم السابق.

جـ المحبة الإلهية الدافعة للعبد لأن يبرد غليله الباطني بالعبادات المقربة إليه، إذ كان في أول الأمر عبدا مصلحيا، فصار خجلا وجلا، ثم أراح ضميره، ليرتقي أخيرا إلى سلم المحبة الإلهية الخالصة.. ومن المعلوم أن هذا الحب يجعله يخلص في عمله، ويتقرب إلى محبوبه من دون أن يطلب مزية من المزايا ـ حتى الباطنية منها ـ كراحة الضمير. إن عالم الحب الإلهي مغاير تماما لعالم الحب البشري الذي لو تم فيه وصال لصار مدفنا لذلك الحب وإن بلغ مرحلة العشق، ولكن هذه القاعدة لا تجري في دائرة الحب الإلهي؛ إذ لا مدفن لهذا العشق، بل يزداد تأججا واشتعالا، بل هناك قانون آخر حاكم في المقام، ألا وهو أنه لا تكرار في التجلي.

والشاهد على ذلك ما يعيشه ـ وجدانا ـ أهل قيام الليل، فلذة صلاة الليل ليست متساوية النسبة في كل الليالي، وكذلك الأمرفي الصلوات اليومية، فإن لكل صلاة خاشعة درجة من درجات التجلي، ورائحة من روائح العبق الربوبي، بل لو انفتحت عين البصيرة لدى العبد، لرأى تجليا في كل دقيقة بما يختلف عن سابقتها، والسبب في ذلك أن لرب العالمين نظرة التفاتة إلى عبده في كل آن، فإذا تلقى هذه النظرة وتفاعل معها، فإنه ستكون له في كل آن وقفة أنس معه، وقد روي عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال: ] إن الله يقبل على العبد في الصلاة ما لم يلتفت، فإذا صرف العبد وجهه انصرف الله عنه [ وليعلم أن بعضنا يتجاوز هذه الالتفاتة من الله تعالى إليه في الصلاة، ليلتفت إليه رب العالمين في كل آن، فهذا علي (عليه السلام) كان متفاعلا مع ربه دائما وأبدا، وهو القائل: ] ما رأيت شيئا إلا و رأيت الله قبله أو بعده أو معه [ وبعبارة جامعة مانعة في المقام نقول: هناك فرق بين العبادة لله تعالى، ثم جعله وسيلة إلى نيل المطلوب الدنيوي كالحوائج الزائلة، أو الأخروي كشرف الانتساب إليه، وبين العبودية له بمعنى الخضوع له تهيبا من مقامه، وخجلا من عظيم إنعامه.

وجل القلب

.٢ على المصلي المريد للخشوع بين يدي ربه، أن يعيش خوف الرد والرفض عند النية، ذلك أن القرآن الكريم يصف لنا حالة المنفق بأنه خائف وجل، كما في قوله تعالى: ﴿والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة﴾ ، وذلك لأنه يخاف من عدم القبول.. لذا ينبغي على المصلي أن يعيش هذه الحالة نفسها عند النية أيضا، وذلك أن الصلاة كالإنفاق في أن العبد يريد رضا مولاه بهما فيناسبهما خشية الرد، من جهة للشك في تحقق المعراجية في الأول، والقبولية في الثاني.

وعليه فإن المؤمن ـ قبل أن يكبر عند النية ـ يعيش حالة الوجل والاضطراب، وهي بدورها من مهيآت حالة الخشوع من أول أبواب الدخول في الصلاة ألا وهي النية، فمن المناسب أن يتوقف المصلي هنيئة ـ قبل تكبيرة الإحرام ـ بتوجه وبتأمل ويستحضر قصد قربته بدلا من الانشغال بالألفاظ والوسوسة فيها، ليعيش بذلك أجواء النية الواقعية.

واقعية النية

.٣ إن النية هي ذلك العنصر الواقعي الذي يحرك الإنسان نحو العمل، فالشاب الذي يقدم على الزواج، إنما ينطلق فيه بداعي الشهوة والأنس بالزوجة، فهذه الحالة الباطنية هي التي تدفعه دفعا حثيثا لأجل القيام بما نواه، وحركته نحو الزواج ـ في الواقع ـ هي هذه النية الحقيقية، ولا تحتاج إلى تلفظ وتكلف، وبكلمة واحدة فإن محركية الهوى عنده كافية لأن يندفع للإقدام على ما نواه، وهي الزيجة في المثال.

ومن الواضح أن الأمر في عالم الطاعة كذلك، فإن محركية الهدى هو الدافع للعبد لو كان متحققا في المقام، فإذا اختمر فكره بذكر ربه، وتفاعل قلبه مع حبه، فإن جوارحه ستنطلق قهرا بطاعته، ولسانه سينطلق قهرا بذكره، فلا تكون النية عنده إخطارا بالبال وإنما هو انبعاث حقيقي نحو ما نواه، ومن هنا يشتاق إلى الصلاة اشتياقا، فإن قلبه لا يطمئن إلا بذكره، وقد ربط الإمام الصادق (عليه السلام) بين هذا القلب السليم والنية السليمة، حيث يقول: ] صاحب النيّةالصادقة، صاحب القلب السليم [ ، وهكذا كان حال النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) الذي كان يشتد شوقه إلى الله تعالى قبيل الصلاة.

وحدة الحال

.٤ إن من علامات النية الخالصة، أن يكون حال الإنسان في الخلوة والجلوة على حد سواء، ولهذا فإن أصحاب صلاة الليل لا يخشى عليهم من الرياء في صلوات النهار، وذلك لأنه اجتاز امتحان القرب بنجاح، فإذا أرادت النفس الأمارة بالسوء أن تمنعه من الخشوع في الجماعة ـ بدعوى شبهة الرياء مثلا ـ فإنه يردعها بالقول: ] لا تحرميني الإقبال في الملأ، فأنا أقبلت على ربي في الخلوة [ ، ولهذا فإن من بركات العبادات الخفية، هي أن لا يعتني الإنسان بمن حوله في العبادات الجلية، ولا يعتني أيضا بهذه الوساوس المشغلة.

النية خير من العمل

.٥ لا بد من التطرق هنا إلى الحديث المعروف الذي رواه الإمام الصادق (عليه السلام) عن النبي (صلى الله عليه وآله) : ] نية المؤمن خير من عمله ونية الكافر شر من عمله [ ، وهي من الروايات التي وقع فيها البحث؛ إذ كيف تكون نية الجوانح خيرا من عمل الجوارح وهو الأصعب في المقام؟، فقيل في الجواب على ذلك:

إن النية هنا بمعنى الاعتقاد، فإن البنية الفكرية للمؤمن، أهم من أعماله الخارجية، حيث إن العمل الخارجي منبعث من البنية الاعتقادية، والباعث يأتي في رتبة أشرف من رتبة المنبعث، ولهذا فإنه لا يقاس بين مسلم فاسق وبين كافر أتى بالعبادات بكل فروعها من دون اعتراف بالمعبود، فإن هذا الكافر سيدخل النار على الرغم من إتيانه بالفروع كلها، وذلك لعدم تحقق قصد القربة فيها، أما ذلك المسلم الفاسق فإنه لا يخلد في النار، لسلامة بنيته الاعتقادية.

إن من الطبيعي ـ عند التفاضل ببن أمرين ـ أن تكون المفاضلة بين كل واحد منهما بلا ضميمة الآخر، أي إن نية المؤمن المجردة عن العمل، خير من العمل المجرد من النية، لا أن النية خير من العمل الذي فيه النية، حيث إن هذا العمل فيه النية وزيادة، ومن المعلوم أن الحكمة الإلهية تقتضي بأن الذي يهم بخير ولا يوفق له، كمن يذهب إلى الجهاد ويرى أن المعركة قد انتهت، أو يجهز الراحلة للحج ويرى بأن العدو قد صده، فإن الله عز وجل يكرمه بنيته الصالحة، كما لا يؤاخذه بنيته الطالحة. إن النية من حركات القلب، بينما العمل من أفعال الجوارح، وبما أن رتبة القلب أشرف من رتبة الجارحة، فإن ما يصدر من القلب أيضا أشرف مما يصدر من الجارحة.

ليس المراد هنا هو التفاضل بين أمرين، وأن النية خير من العمل، ولكن المراد أن النية خير من ضمن عمل الإنسان، فإن من أعماله هي نواياه، فكما أن الإنسان يحاول أن يتقن أعماله الخارجية؛ لأنها محسوسة، فإنه مأمور بأن يتقن أعماله الجوانحية؛ لأنها أيضا في حكم المحسوس، وكما أنه يعاقب أو يعاتب على أعماله الخارجية، كذلك فإنه قد يعاتب على نواياه الباطنية، وعليه فإن النية غير المحسوسة هي من ضمن دائرة الأعمال التي ينبغي الاهتمام بها، كباقي أفعال الجوارح المرئية.

تعدي النية

.٦ من الممكن أن نتعدى من النية الجزئية المحدودة بحال الصلاة، إلى تلك النية التي تعم ساحات الحياة كلها، بمعنى أن ينوي الكيس الفطن كل مساعيه في الحياة مرتبطا بوجه الله الكريم، بل يتمنى أن يجعل ختام حياته قتلا في سبيله ليفوز بالحظ الأوفر، وهذا المعنى يستفاد من قوله تعالى: ﴿قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين﴾

فما أجمل أن يستحضر الإنسان هذا المعنى الأعم قبل الصلاة، قائلا: يا رب!.. نذرت لك نفسي، لأكون في يديك أينما كنت: قائما أو قاعدا أو مضطجعا، في حال صلاة أو خارجها.

الوجه الإلهي

.٧ إن من الأسئلة المشغلة لفكر العارفين، هو أنه ما هو وجه الله المذكور في قوله تعالى: ﴿إنما نطعمكم لوجه الله﴾ ؟، وهل من الممكن أن يصل العبد إلى درجة يرى معها هذا الوجه، وذلك عندما ينوي في مفتتح صلاته أنه يصلي لوجه الله تعالى؟.

والجواب على ذلك يستفاد مما قيل لموسى (عليه السلام) في قوله تعالى: ﴿ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه قال رب أرني أنظر إليك قال لن تراني ولكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا وخر موسى صعقا فلما أفاق قال سبحانك تبت إليك وأنا أول المؤمنين﴾ ، فالمستفاد من هذه الآية أن موسى (عليه السلام) رأى شيئا من تجليات ذلك الوجه بما جعله يصعق، بل سرى إلى الجبل فجعله دكا أيضا.

وعليه فهنالك جهة معنوية لجلال الله وجماله وهو الذي يتجلى لعباده الصالحين في الدنيا بدرجة وفي الآخرة بدرجات، بحيث لا يرون إلا ذلك الوجه بمقتضى دلالة الحصر، حيث تقدم الضمير على متعلقه في قوله تعالى: ﴿وجوه يومئذ ناضرة * إلى ربها ناظرة﴾ إلى درجة تساءل بعضهم عن كيفية نظر أهل الجنة إلى متاعها بعد هذا الانشغال المذهل بالنظر إلى ربها، فكان الجواب: إن النظر إليه محصور به كما أفادت الآية، والنظر إلى غيره إنما يكون من باب أنه آية ومرآة له.

وهنا نقول: إنه من الممكن تحقيق هذا المعنى بعينه في الدنيا، فلا يرى المؤمن الواصل جمالا سواه، وما يتراءى له من الجمال البشري والطبيعي فإنما هو من باب الآيتية والمرآتية، والذي يريد أن ينظر إلى ذلك الجلال والجمال بالنظرة الأتم يوم القيامة، عليه أن يكتسب القابلة لهذه المزية في الحياة الدنيا.

ومن المعهود أن المؤمن بعد فترة من الصلاة الخاشعة، يصل إلى درجة يرى شيئا جميلا في صلاته، فجمال الوجوه والطبيعة ما هو إلا رشحة من ريشة ذلك الجمال المطلق.. فهل يحتاج المصلي بعدها إلى تكلف الخشوع في الصلاة بعدما يرى ذلك الجمال المجمل لكل جميل؟!.

الوسواس العابر والمستقر

.٨ لا بد من التفريق بين الوساوس العابرة على القلب عند نية الصلاة، وبين ما يستقر في القلب بحيث لا يصدر العبد إلا من منطلق تلك النية الفاسدة، و الإنسان على نفسه بصيرة، فلو رأى أن صلاته ـ التي يخشى فيها من الرياء ـ هي عين صلاته في الخلوة، فليعلم أن ذلك من إلقاء الشيطان ليسلب منه الإقبال في صلاته، وقد روي عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال: [ إذا أتى الشيطان أحدكم وهو في صلاته فقال: إنك مرائي فليطل صلاته ما بدا له ما لم يفته وقت الفريضة، وإن كان على شيء من أمر الآخرة فليتمكث ما بدا له، وإن كان على شيء من أمر الدنيا فليبرح ]

فليتمكث ما بدا له وإن كان عل شئ من أمر الدنيا فليبرح أي لينتقل عما هو فيه.

درجات القربة

.٩ رغم أن كتب الفتوى لا تتطرق للجهات الأخلاقية في الأحكام عموما إلا بمناسبة في البين، وإن بعض الفقهاء - كصاحب العروة الوثقى ـ ذكر تفاصيل نية القربة إلى الله تعالى، والتي تشترط بها صحة الصلاة، وذلك في مقام بيان غايات الامتثال فجعل لها درجات :

أحدها: وهو أعلاها أن يقصد امتثال أمر الله تعالى؛ لأنه أهل للعبادة والطاعة، وهذا ما أشار إليه أمير المؤمنين (عليه السلام) بقوله: [ إلهي ما عبدتك خوفا من عقابك ولا طمعا في ثوابك، ولكن وجدتك أهل للعبادة فعبدتك ]

الثاني: أن يقصد شكر نعمه التي لا تحصى.

الثالث: أن يقصد به تحصيل رضاه، والفرار من سخطه.

الرابع: أن يقصد به حصول القرب إليه.

الخامس: أن يقصد به الثواب ورفع العقاب، بأن يكون الداعي إلى امتثال أمره رجاء ثوابه، وتخليصه من النار، وأما إذا كان قصده ذلك على وجه المعاوضة، من دون أن يكون برجاء إثابته تعالى فيشكل صحته، وما ورد من صلاة الاستسقاء وصلاة الحاجة إنما يصح إذا كان على الوجه الأول.

استجماع القوى

.١٠ إن استجماع قوى النفس عند النية لهو أمر لازم ليصل الإنسان إلى مقام الإقبال، فإن لم أشعة النفس المتبعثرة طوال اليوم بحاجة إلى جهد جهيد لتوجيهها في حزمة واحدة متوجه إلى العرش، حيث تتحقق بها التجليات الإلهية للخواص من المصلين.

ومن المناسب هنا ذكر ما ذكره فقيه الفقهاء السيد اليزدي في كتاب: [ فإن الصحة والإجزاء غير القبول، فقد يكون العمل صحيحا ولا يعد فاعله تاركا بحيث يستحق العقاب على الترك، لكن لا يكون مقبولا للمولى، وعمدة شرائط القبول: إقبال القلب على العمل، فإنه روحه وهو بمنزلة الجسد، فإن كان حاصلا في جميعه فتمامه مقبول وإلا فبمقداره، فقد يكون نصفه مقبولا، وقد يكون ثلثه مقبولا، وقد يكون ربعه وهكذا... ]

الحذر من العجب

.١١ كما ينبغي الحذر من الرياء في النية و المقارن للعمل، فكذلك لا بد أيضا من الحذر من العجب اللاحق له؛ إذ هو أيضا من موانع القبول، وهو يتفق كثيرا لمن أقبل في صلاته اتفاقا، بخلاف أهل الخشية من العلماء، فإن رسوخ هذه الصفة في نفوسهم تزيل عنهم آفات القلوب: عجبا ورياء وسوسة وغيرها.

وما دام الحديث عن موانع القبول، فلنذكر أيضا ما ذكره بعضهم من الموانع من قبيل: حبس الزكاة وسائر الحقوق الواجبة، والحسد والكبر والغيبة، و أكل الحرام وشرب المسكر، بل مقتضى قوله تعالى: ﴿إنما يتقبل الله من المتقين﴾ عدم قبول الصلاة وغيرها من كل عاص وفاسق، بل يصل الأمر إلى درجة لا يتوقعها العبد من موانع الرد، وهو فيما لو نظر إلى أبويه نظر ماقت لهما، فقد ورد عن الصادق (عليه السلام) : [ من نظر إلى أبويه نظر ماقت وهما ظالمان له، لم يقبل الله له صلاة ]

موجبات قلة الأجر

.١٢ إن العبد قد يؤدي صلاة واجدة لشرائط القبول، إلا أنها مقترنة بما يوجب قلة الأجر والثواب، كأن يقوم إليها كسلا ثقيلا في سكرة النوم أو الغفلة، أو كان لاهيا فيها، أو مستعجلا، أو مدافعا للبول أو الغائط أو الريح، أو طامحا ببصره إلى السماء، بل ينبغي أن يخشع ببصره شبه المغمض للعين، كما ينبغي أيضا أن يستعمل ما يوجب زيادة الأجر وارتفاع الدرجة، كاستعمال الطيب، ولبس أنظف الثياب، والخاتم من عقيق، والتمشيط، والاستياك ونحو ذلك.

Continue Reading

You'll Also Like

787 158 14
شعرتُ بِما يُسمى الأمانُ و الّسلام الّداخلي معكَ و لكِن يا رفيقاً يُشبهُ قلبي أَودُ الهُروبَ مِن نَفسي هَل يُمكِنُك تخليصي مِن هَذا يَا دِياري؟ ▪︎تَا...
350K 20.3K 200
جمان الفريد
521 77 16
رواية اعلم من انت ملخص(الغاز سيتم حلها من قبل عده اشخاص ليس لهم دخل في مجال التحقيق اي ناس عاديه ) رواية اعلم من انت رواية من كتابتي الخاصه العرب...
79.1K 3.4K 41
كتاب اسرار علم النفس يتحدث عن كل الحب الالوان عقده النفسيه وصف الشخصيه تحسن حاله النفسيه الحفاظ علي الصحه الاسباب المشاكل ✋✋✋✋✋😙😙 اتمنه قر...