رواية || الزهرة الزرقاء

By BilsaneShayne

418K 29.4K 17.5K

عن فتاة، نصف بشرية و نصف زهرة زرقاء. و عن الزهرة، التي تحيا بجسدها باحثةً عن حياة. -الحقوق محفوظة ©® -كل شيء... More

- حياتي اليومية كفاشلة
- العثور على عمل
- على مشارف الطريق
- بداية لكتابة حياتي
- مالذي يحدث معي؟
- لا بأس انا بخير
- زواج مصلحة
- رسالة تهديد
- صرخة قلب
- رضًا بالحال
- إستيقاظ الزهرة
- نداء إستغاثة للشخص الايجابي
- خلف القضبان أسرار تبتسم
- ذات الرداء الأسود
- انطلاق الرحلة
- أسطورة ٱودورولان
- إبنتي؟!!
- مدينة غافريش
- الكوخ
- كيان الجثة و سيدتها
- خيانة تلو الاخرى
عيد سعييييد
تسمم
تخطيط و تنفيذ
خادمة الزهرة
ألعابٌ نارية
البوابة الزرقاء
عودة بلور
سمانثا:سيدة فانوس الشمعة الزرقاء
تمرد و عصيان
محاولة نجاة
صراع البقاء
أربعة وجوه و صدى
ضحايا انكشاف و احتجاز
ريفادور بين أزهار الٱقحوان
أسفل دموع الحيتان
انقلاب الزهرة
هروب مزدوج
ضوءٌ أسود
تأثيراتٌ جانبِية
تأثيرات جانبية 2
عروس البحيرة
متاعب
عائلة كلايد
دعوة الزفاف
بابروسات و إليكسيل
بابروسات و إليكسيل 2
كرة حجرية
-دلوٌ فضي
اختبار
-صندوقٌ خشبي
-صندوقٌ خشبي 2
وجهة نظر ليام
-أيلٌ صغير
ٱودري المتجمدة

غرفة أفرين

12.1K 573 917
By BilsaneShayne

(55)

تذكير: الفصل السابق رأت آن بحلمها اودري علمت انها ماتت متجمدة تحت الماء و ان من قتلها شخص يحمي العجوز ذو اللحية. طلبت منها توصيل بعض الكلام لليام، كما علمت آن عن هدنة بيزون. هدنة بيزون هدنة وقعها شخص يدعى دانييل بيزون و ملكة اسفل دموع الحيتان تنص على ان كل سنة يحضر عشرة اشخاص للارض البشر و كل قرن يذهب فرد من سلالة بيزون لارض اسفل دموع الحيتان. توجد خاصية تعويض الروح لدى الزهرة، و هي ما يسعى له الاخرون تستطيع إعادة الاخرين للحياة مقابل تضحيات. فايوليت من سلالة بيزون. كما أن آن ستبدأ تعلم القتال على يدر بلور.

.
.

-آن

في المساء، خرجت للحديقة مرة ٱخرى رغم أنها كانت تثلج بقوة شديدة. لقد تسللت خفية عن بلور مع حارسين، لقد أردت فقط أن أطمئن على الورود التي أوجدتها اليوم خوفًا من أن تقلعها الريح. حين وصلت لها لم يكن بها شيء، فزفرت براحة.

على عكس الحارسين اللذان تفاجآ لوجود ورود صامدة بهذا الريح.

تكلم أحد الحارسين و قال: سيدتي هل نعود الآن؟! إن الجو يزداد برودة.

تأوهت لوهلة ثم قلت: حسنا.

فالتفت، و لكن صوتًا مناديًا باسمي أوقفني: آن؟!

استدرت فتفاجأت لرؤيتي له، قلت باستغراب: ليام؟!

-الكاتبة.

كانت الريح قوية، لذا صدر صوت قبعة ردائها و الهواء يعبث بها، حتى رداء ليام و بعثر. وقف كلاهما مقابلاً لبعض و خلف كل واحد حارسان، توسطهما مشتل الورود الذي زرعته. و للحظة رغم قساوة الجو، بدت لحظة مثالية.

تقدم ناحيتها و قال: مالذي تفعلينه هنا بهذا الوقت؟!

أمسكها من ذراعها و سحبها لتجيب: لقد قلقت على الورود.

سار بها خطواتٍ قليلة حتى اختبٱوا تحت القصر، برواق خارجي يلتف حول القلعة. و بقي الحراس بعيدين عنهم تاركين مساحة خاصة لكلاهما. نفض الثلج عن ثيابه و هي عن قبعة ردائها لتزيحها بعدها.

نظرت له و سألت: ماذا عنك، لما خرجت بهذا الجو؟!

استدار لها مجيبًا: رأيتك من النافذة تسيرين بسرعة في الخارج لذا اعتقدت أن شيئًا حدث.

ابتسمت بسعادة و قالت: شكرًا لقلقك، لكني فقط خفت على الورود.

صمت و لم يرد عليها، استنبطت ما أرادت سماعه لوحدها.

حدق بها لحظات بنصف عينه، ثم أطبق يداه و قال: على ذكر هذا، ما سبب هذه الورود؟!

سألته: هل الآن فقط رأيتها؟!

هز رأسه إيجابًا فشعرت هي بنوع من الخيبة، تنهدت ليضيف: هل أنت من أظهرها؟!

أومأت، ثم قالت بابتسامة: و قد جعلت بنية بتلاتها دافئة، أين أنه لن يتجمع إطلاقا الثلج عليها و لن تذبل يومًا.

مرة ٱخرى، نظر لها بنصف عينه ثم أعاده للزهور. اتكأ على الجدار و قال: لكن لأي سبب بالضبط ظهرت هذه الفكرة ببالك؟!

ابتسمت بحزن، سرحت في المشتل و قالت: لأجلك.

انعقدت حواجبه لوهلة، لم يفهم. أشبكت هي يداها للأسفل و قالت دون إبعاد عيناها عن الورود: أنا أيضًا، لا ٱريدك أن تكره الشتاء.

سرعان ما أبعد عيناه و قد احتدت، ضاق صدره فهو حقًا يكره الشتاء.

التفت هي له و قالت: صحيح أن لون الدماء، يبدو واضحًا بكتل الثلج أكثر من الورود أو رمال البحر.

أمسكت يده على غفلةٍ منه و غلفتها بكلتا يداها، نظر لها هو باستغراب.

لتبتسم بحزن قائلة: لكنه أيضًا لون الضوء.

اتسعت عيناه، أدار وجهه للورود فورًا و حدق. لقد فهم مغزى تركها للون الورود أبيض، رغم أنها بدت فقط ككتل ثلج مكدس منفصلة.

لقد أضائت قلبه.

"تلك الورود، ستبقى الدليل الحي على أن الثلج و إن كان بارد."
تكلمت فأعاد بنظره لها حيث أكملت: فبالإمكان أن يكون دافئ.

لم يرد عليها، بقدر ما أثرت كلماتها به. كانت يدا كلاهما باردة جدًا، لكن بطريقة أو ٱخرى استطاع أن يشعر بالدفء من وسطهما. لم تكتفي هي بهذا، بل ما لبثت أن تركت يده، استغفلته مرة ٱخرى فقد بردت يده فورًا. لكن بلحظة، كانت قد لفت يداها حول رقبته و ضمته بقسوة، أرادت أن تشد عليه.

أحس بمحاولاتها لتؤلمه، فضحك مع نفسه دون انتباهها. كانت تبذل مجهودها بلا فائدة، لذا لإرضائها خان برودته و قال: آلمتني.

ابتسمت هي بسعادة، ابتعدت قائلة: حقًا!!
ثم عادت لضمه بقوة أكبر، فزادتها ضحكًا مع ذاته من الصعب توقعها. ارتخت للحظة و شعر بها لتقول: أنا أيضًا كنت أكره الشتاء، كان يذكرني فقط بكرات الثلج الحجرية التي أنزفت وجهي كثيرًا و كسرت زجاج غرفتي أكثر من مرة.

رفع هذه المرة هو يده لظهرها، سأل: لما غيرت رأيك؟!

ابتعدت عنه و قالت: لأنه أصبح يضحكني.

لم يفهم مقصدها، وضعت سبابة يمناها و يسراها بحافة كلتا عينيها ثم سحبتهما قليلاً فبدت كصينية.

"ألم تفهم؟!"
تكلمت.

أجاب ببرود: كلا.

قهقهت ثم أبعدت سبابتيها بابتسامة واسعة قالت: لأنه يذكرني بعيناك الحادتان، فأضحك.

حدق بها لدقيقة، حتى ضحك. فتحت هي عيناها بسرعة و نظرت له، كان يضحك!! فغر فاهها و خجلت، بدى جميلاً للغاية بسمات فرحه لم تستطع نزع عيناه منه. أما هو، شعر حقًا بالرغبة في الضحك على شكلها لم يعلم أنها ستنتهي بسبب مبتذل كهذا.

توقف بعدها، ليجدها تحدق به. عاد لبرودها و نظر لها بحدة قائلاً: مالأمر؟!

حركت رأسها نفيًا لتقول: لا شيء.
ثم أضافت:لكن  إذا كان هذا يضحكك سٱسلمك عليك بهذا الشكل كل يوم.
و أعادت سحب عيناها.

قهقه ثم أنزل يداها قائلا: أمام إدوارد و فايوليت؟!

توترت فتكلمت: غيرت رأيي.

ابتسم لها و حين لمحته، فعلت نفس الشيء له. قهقه مرة ٱخرى، و لاحظ ارتعاد يداها لبرودة الجو. انتبهت هي أنه ضحك أكثر من العادة، أو ربما لا يفعل إطلاقًا بالعادة. لكن صورة ٱودري الميتة، جعلتها تشعر بألمه. أرين بداية، ثم ٱودري. لابد أنه غرق حد التجشأ.

استقام بوقفته مبعدًا ظهره عن الحائط سار خطوة متكلمًا: لنعد الآن.

هزت رأسها و تبعتها قائلة: حسنا.

سارت بجانبه، ثم توقفت للحظة لتقول: أنا..

صمتت، فاستدار لها. ابتسمت بأنف أحمر و وجنتان متوردة لتنطق: لن أتركك أبدًا، لذا لا تحزن اتفقنا!!

عادت بسمته الخافتة، ليقول بصوت منخفض: اتفقنا.

عادا للسير معًا مرة ٱخرى، اعتاد هو بعض الشيء على أحاديثها البسيطة حتى أنه بدأ يتأقلم مع الأمر. أما هي، بقرارة نفسها قالت.

اعذريني ٱودري، سٱؤجل إخباره.

في العشاء، فضلت البقاء صامتة كالعادة. و لكن مما التقطته ٱذناها يبدو أن إدوارد سيعود لقلعته غدا و يزور سيلافرين مرة ٱخرى بعد ٱسبوع لرؤية تطورات. أما فايوليت فستطول إقامتها أكثر هنا.

مضت الايام بين تدريبات مع فايوليت صباحا و ٱخرى خفية مساؤا مع بلور. كانت تتحسن حقًا، سواءًا بالسيطرة على طاقتها أو استخدام الأسلحة و تقنيات الدفاع. لقاءًات بين الحنية و الأخرى مع ليام قرب المشتل، ضوءهما الصغير. أما الجو فأخذ يزداد برودة ليلة بعد ليلة. لم تملك هي الشجاعة لإخباره عن ما طلبته ٱودري، كانت كل مرة تخاف أن تفتح جرحا أخفاه الزمن.

حتى قرر أن ليام سيذهب لزيارة إحدى المدن، لسبب تجهله.

عند مدخل القصر وقفت في أمل توديعه لكنها نطقت: ليام، أيمكنني طلب شيء؟!

هز رأسه إيجابًا فأخفضت عيناها ثم رفعتهما لتقول: أيمكننا زيارة القسم المحرم من القصر؟!

شعرت بتغير مزاجه، و سرعان ما استدار و أعطاها ظهره. قال: لا، إياك و دخوله و لا يهمني السبب.

مدت يدها متقدمة خطوة و قد فتحت فمها لكنه التف بنصف رأسه قائلاً: هذا أمر.

صمتت و أوطات رأسها بتوتر لتقول: حسنًا، كما تريد.

ركب حصانه، لتبتسم هي: بالتوفيق.

اكتفى بالنظر لها ليتحرك بعدها رفقة حراسه و جاك الذي بالكاد يحادث آن، لا تزال واثقة أنه يرفض وجودها. خرجت الأحصنة و تلاها غلق البوابة الحديدية.

-آن

أمسكت أطراف ثوبي الأمامية و بحماس قلت: حسنا بلور لنذهب، لدينا مهمة عظيمة اليوم.

استغربت لتلحقني بسرعة كتبت: مهمة؟!

هززت رأسي بهمهمة ثم قلت بابتسامة عريضة: سنتسلل للقسم المحرم من القلعة.

فجعت و توقفت أمامي لتكتب: هل جننت؟! أرأيت كيف غضب ما إن ذكرت فقط اسم القسم سيثور إذا علم بعصيانك له.

تنهدت ثم أطبقت يداي فوق بعض: بلور، إذا اتبعنا مزاج الدب لن نكشف شيئا.

نظرت لها بجدية و قلت: إنها الطريقة الوحيدة، لٱحضر الأغراض فحتى لو سمح لي بالدخول لن يتركني ٱخرج شيئًا.

أعد إمساك ثوبي متحركة لأقول: لذا لنلجأ لهذه الخطة حاليا.

زفرت بلور و قد كتبت: لقد حذرتك.

لم يكن هناك تدريب اليوم، كان أمر التسلل سهل. لكن بقي أمر فايوليت، إذ تم توصيتها من قبل ليام على مراقبتي. نظرت لبلور و الخادمتان اللتان طلبت حضورهما.

ابتسمت بلطف قائلة: أنا أعلم أن ما ستفعلانه لأجلي قد يغضب رئيسة الخدم لكن لا تقلقا، أنتما تحت حصانتي.

أومأتا معا، لأتكلم بعدها: إحداكما ستبقى بغرفتي في الحمام، في حال ما سمعت دق الباب عليك بالإغلاق على نفسك في الحمام و سكب المياه بحوض الاستحمام بقوة. سيتم الاعتقاد أني أستحم لذا لن يتجرٱوا على الحديث سيرحلون فقط حتى فايوليت.

فأجابت: حسنا.

غيرت رؤيتي للثانية و قلت: أما أنت فستراقبين فايوليت، إذا رأيتها تتجه للخارج أو تبحث عني عليك إلهاؤها بأي شيء مثلي الإغماء أو اسكبي عليها شيئا.

ثم أضفت باستغباء: إنها مغرورة لذا قد تقضي ساعة أخرى باختيار ثوب لها.

لكنها سألت: و ماذا إذا لم أستطع إلهاؤها؟!

أجبتها قائلة: إذا كانت قد زارت بالفعل الغرفة و انطوت عليها حيلة الاستحمام عليك يا دايزي أن تخرجي منه لأنها ستبدأ بإلقاء كلام لاذع عن تأخري و إطالتي و لأن صوتانا مختلفان ستشك بحدوث شيء و تقتحم الحمام. لذا، اخرجي بعد أول مرة نحتال فيها على فايوليت أنك بالحمام.

نظرت لدانا و قلت: أما أنت، إذا لم تستطيعي إلهاؤها أسرعي بالخارج و نادي قرب القسم المحرم باسم بلور بصوت عالي كأنك تبحثين عنها سننسحب عندها فورًا.

هزت رأسها إيجابا، نظرت لبلور بعدها بحزم: بلور أنت لديك أهم مهمة، عليك بابراح حراس القسم المحرم ضربا.

ابتسمت بلور بانتصار و قالت: دعي هذا لي.

ثم غيرت عيناي للفتاتان قائلة بابتسامة عريضة: لتبدأ الخطة الآن.

بقيت دايزي بالداخل، افترقت دانا عنا عند الخروج بينما سرت أنا و بلور لأسأل هذه الأخيرة: بلور هل أنت متأكدة أنه يمكننا الوثوق بهما؟!

هزت رأسها إيجابًا لتقول: أجل لا تقلقي، لقد أنقذتهما مرة حين كادت رئيسة الخدم تثبطهما يأخذان الطعام لذا هما مدينتان لي و خيانتهما تعني عقابا صارما من الرئيسة.

همهمت متفهمة لأتكلم بعدها: صحيح، هل نظرت في أمر أنجيليكا؟! لقد مضى شهر منذ حادثة التمرد و هي لم تظهر.

هزت رأسها إيجابا لتكتب: حين سألت الرئيسة صرخت علي و رفضت الإجابة، اعتقدت أنها أخذت عطلة فألقيت نظرة على سجلات الخدم لكن كتب أنها لازالت تحت التوظيف.

نظرت للأمام و قلت: إن للأمر علاقة باختفاء كريس أيضا، لابد أنهما ٱرسلا لمكان ما. ةف أسأل ليام لاحقا ربما يخبرني.

نظرت لي بلور بنصف عينها فتحدثت: مالأمر؟! و كأن لديك شيئا لقوله.

أخفضت عيناها، أغلقت البوابة و كنا خارج القصر بالفعل. سرنا معا لتتكلم: صحيح، إنه بشأن زفاف ٱختك هل ستذهبين؟!

تأوهت لوهلة، ثم نزلت الدرج قائلة: بالطبع، و إن كان على جثتي.

تبعتني هي، البرد شديد و المكان مليء بالثلج. عادت لحديثها كتبت: حتى بعد سماعك عن تقنية تعويض الروح؟!

توقفت، و كذلك هي. ظللت ساكنة لحظات ثم قلت: أجل.

فاستغربت لٱضيف: لكن لا داعي للقلق، إذا حدث و وصلت لتلك المرحلة.

التفت لها مبتسمة ببعض حزن: سيكون الشخص الوحيد الذي بحاجة لروح هو أنا.

ارتعدت و بدى بملامحها الخوف، تقدمت مسرعةً لأقول: كفانا تضييعًا للوقت و لنسرع.

كتبت هي بحدة: إذًا حين تقررين الذهاب، أنا أيضا سآتي معك.

فاكتفيت بإجابة ملئت غموض: حتى ذاك الوقت، قد تتغير الكثير من الأشياء.

خطونا بعدها في صمت، حتى وصلنا للقسم المحرم. اختبأنا في شجيرات صغيرة شكلت جدارا لم تسقط أوراقها بعد بينما حسبت عدد الحراس.

قلت بقلق لبلور: إنهم ثمانية!! هل واثقة أنك ستتمكنين منهم؟!

ابتسمت بخبث و كتبت: كقطع حلوى.

وقفت بعدها بسرعة كبيرة قلت بهمس: لا تقتليهم فيقتلنا ليام!!

لكنها لم تسمعني بل سارت ناحيتهم بثقة، أخفضت رأسي مختبأة و قد سمعت صوت تهديداتهم و الشجارات. سكن الهدوء المكان بعدها فرفعت رأسي، كانت حقا قد تغلبت عليهم جميعا. تقدمت بدهشة ناحيتها مبعدة الأغصان عن طريقي.

نظرت لهم كلهم مغمى عليهم ثم قلت: عمل رائع بلور!!

أطبقت يداها معًا مبتسمة بشر و كتبت: سيكون رائعا لو تركتني أفعل هذا بحراس فايوليت.

قهقهت بتوتر و قلت: كفاك مزاحًا.

مددت يداي ناحية أغصان الشجيرات و قلت: لحظة سٱريك خدعة.

ركزت بعيناي عليها فبدأت بالحراك قليلاً، ارتفعت الأغصان و اتجهت ناحيتنا لكنها بلحظة تهاوت أرضًا.

شعرت بالخجل و أصبحت أقهقه بتوتر قائلة: لازلت بحاجة لبعض التدريب.

تنهدت هي فتكلمت: لا تقلقي، لقد أحضرت منومًا مؤقت سيستغرق لنصف ساعة و لن يتذكروا آخر شيء حدث لهم.

أخرجت زجاجة صغيرة من حقيبتي. غطيت أنفي و كذلك بلور ثم جعلت الحراس يشمونها.

نظرت لها و قلت: سأدخل أنا الآن تولي أنت الحراسة، و تذكري مهما حدث إياك ترك موقعك إلا للضرورة.

قدمت لها الزجاجة المنومة و قلت: في حال ما استيقظ أحدهم أو ظهر.

هزت رأسها إيجابًا نزعت مفتاح الذي قدمته لي إليكسيل و بابروسات ثم أدخلته بالقفل، ما إن أدرته فتح الباب.

أمسكتني بلور من كتفي و كتبت بخوف: كوني حذرة.

ابتسمت لها و قد أومأت ثم أدرت المقبض لأدفع الباب و أدخل. كان الظلام محيطًا بالمكان، و ضوء خفيفٌ أناره متسللاً من النوافذ المليئة بالغبار. أغلقت الباب خلفي لتتصاعد كومة غبار فعطست.

أخذت فانوسا كان ملقى على الأرض ثم أخرجت مجموعة بتلات زهور صفراء متوسطة الحجم من حقيبتي، ركزت نظري عليها و قلت: أضيئي!!

فبدأت تسطع شيئًا فشيء حتى أصبحت منيرة. ابتسمت بسعادة لاستطاعتي تطبيق ما تعلمت ثم قلت: على الأقل هذا نجح.

كان المكان مثل الحلم، مدمرًا و مبعثرًا، الشعل مرمية أرضًا بعض الجدران محترقة الزرابي ممزقة و متداخلة ببعضها البعض. لم أعلم أين أتجه بالضبط، فأنا لا أتذكر الكثير لذا رحت أفتح الغرف أتحققها ثم ٱعيد غلقها. صعدت السلالم و في إحدى أروقتها لاحظت غرفة منفردة، أيقنت على الفور أنها المنشودة.

و أنها غرفة أفرين.

كان الباب مغلق على عكس بقية الغرف، لذا استعملت المفتاح ففتح. حين أوطأت بقدمي على الغرفة دهست أقدامي زجاج، لكن ما فاجأني أني عثرت على ورقة على الطاولة، تأوهت ثم أسرعت إليها فوجدت أنها نفسها رسالة ٱودري و يبدو أن ليام تركها هنا.

سرت بعظعها لحيث علق الإطار، فوق المدفئة. ضربت على الجدار الذي أمامه بضع مرات ففتح المخبأ السري. تمامًا كما حدث عند رؤيتي لتلك الذكريات. أخذت قطعة القماش المخفية داخله، ثم أعدت غلقه. سحبت كرسيًا من الطاولة المجاورة و وقفت عليه.

حين وصلت للوحة، قمت بمسحها بقطعة القماش ثم وضعت هذه الأخيرة على حافة المدفأة. زفرت بعض الهواء، مددت يدي ببطء حتى دخل للوحة. فغر فمي قليلاً و قد صغرت يدي و فتحت الصندوق الذي بداخل اللوحة ثم بدأت بسحب الأشياء التي به.

نزلت عن الكرسي و أنا أنظر لها، قرطي ٱذن السوار و ورقة بالية قديمة. جلست فوق الكرسي وضعت القرطين و السوار بحجري، ثم فتحت الورقة لأقرأ و قد علا بمخيلتي صوت أفرين،

"لقد تركت هذه الأشياء، في أمل أنه ربما سيمنع أحدهم ما سيحدث بالمستقبل.
إن أبي لن يتوقف، لقد فقد عقله إنه يلوم الناس كلهم على موت آن. لم أستطع أنا و ٱختاي حتى أخي منع ما حدث، لذا آمل أن أحدهم سيفعل.
سوار الأجراس، عند هزه إذا لم يصدر صوتا فالشخص لا يكذب إذا أصدر صوتا فهو يكذب.
القرطين لران، عند وضعهما ستسمعين الصوت الحقيقي لمشاعر من حولك.
بقيت قلادة ريدان و خاتم آن لم أستطع العثور عليهما. لكن إذا ما وجدتهم، فإن القلادة الورقية، بامكانها حجز روح شخص داخلها مؤقتًا.
أما خاتم القمر، فهو يتتبع خطوات الزهور و ما تحييه الزهرة الزرقاء.
الصندوق الضخم، يمكنك من السفر. إنه يستغرق خمس دقائق لأي منطقة، لكنه لا يعيدك. كما أن مكان ذهابك يشترط أن يحتوي على أحد عناصر الطبيعة.
استخدمي الأشياء بشكل ذكي، لا تسمحي للغرباء باكتشاف عملها أو سرقتها. لقد توارثها حاملوا الزهرة الزرقاء منذ أول زهرة.
و أرجوك أيًا تكن، أوقف أبي.

نظرت للأشياء بيدي، كان كل من السوار و القرطين باليان و تبدو رخيصة و قديمة. فالقرطان كان عبارة عن دائرتين لون داخلهما الأسود و ٱضيف للحواف دوائر بيضاء فشبها لزهرتين صغيرتان.

ارتديت السوار ثم قلت: أنا ٱدعى آن.
و هززته، فلم يرن!!

دهشت و اعتقدتها مجرد صدفة فكررت المحاولة: أنا ٱدعى إليزابيث.
و حين هززته، رن!!

قلت بسمات معجبة: إنه رائع!!
و لبقية الأشياء: هذا يعني أن كلها حقيقة!!

وضعت القرطين بٱذني، القلاة الرملية مخفية بغرفتي بقي خاتم القمر الذي لا علم لي أين هو. لوهلة سرحت متحدثة: إذا وجدته، قد أستطيع العثور على ريفادور!!

أخفيت قطعة القماش بحقيبتي، و أخذت الفانوس ثانية. اتجهت ناحية السرير ثم جلست أرضًا. ارتكزت بيدي و أخفضت رأسي، حركت الفانوس على طوله قائلة: أنيري بضوءٍ أسطع.

فزادت البتلات ضوءًا و ظهر في الأمام علبة صغيرة، مددت يمناي لأسفل السرير و بالكاد لمسته بأطراف أصابعي، تنهدت ثم رفعت رؤيتي للغرفة جلت بعيناي بها حتى رأيت قطعة خشب. حملتها ثم عدت للسرير، و كالسابق فعلت لكن بدل مد يدي أدخلت قطعة الخشب لأسحب بها العلبة حتى قربتها مني ثم أخرجتها بيداي.

نفخت بها الهواء ثم مسحتها براحة يدي، انتبهت لوجود رسم يديوي و متقن للغاية لواجهة بحر و شمس ساطعة. فتحت العلبة ببطء، حتى استوضح ما بداخلها، عطرٌ متوسط الحجم بزجاجة دائرية.

أخرجته ثم شممت بعضه، كان زكيًا للغاية.

أضقت عيناي في استغراب و قلت: لكن ما علاقة هذا بقاتلها؟!

أعدته للعلبة ثم أضفت: أتعني أنه من أهداها هذا العطر؟!

أخفيته بحقيبتي ثم وقفت، لففت نظري بالغرفة مرة ٱخرى ثم قررت أن أستكشفها أكثر ربما أجد شيئا ما. بحثت أسفل فرش السرير و داخل الوسادات، فتشت الدروج لكنها لم تحتوي على شيء سوى العطور و أدوات الزينة. ثم اتجهت للمدفأة حيث الرماد أسود، أخذت نفس قطعة الخشب السابقة و بدأت أقلبه بعناية.

و بلحظة كما توقعت، عثرت على ورقة مطوية.

رميت قطعة الخشب ثم نزعت الرماد بيداي فاسودت هذه الأخيرة، كانت ورقة مطوية بشدة بالية و قديمة للغاية كان هذا واضحًا من ورقها البني الذي به بقع سوداء.

فتحتها ببطء حتى لا ٱمزقها، ففوجئت بما ظهر عليها. كانت صورة عائلية، و ربما لوحة فنية نزعت من إطارها. و قد اقتضبت حواجبي و ضاقت عيناي حزنًا حين تعرفت على من توسطها.

لقد كانت النساء الأربعة، ذات الرداء الأسود و و اللحية الحمراء.

رغم أن النساء بعمر صغير، لكنها ملئت حيوية. كانت والدتهم تجلس على كرسي هي و زوجها. على الأرض كانت أفرين و الزهرة التي سبقتني ملصقتان رأسيهما ببعض و تشبك أفرين يمناها بيسرى ٱختها. خلف الوالدين وقفت ريدان بابتسامة واثقة على عكس الخاصة بران التي كانت هادئة. حتى الساحر، كان سعيدًا مطبقًا يداه فوق بعض.

و ابتسمت بسخرية، حين نظرت للعجوز الذي كادت أسنانه تنفجر لوسع ابتسامته. حتى جولان، بدت فرحة و قد تملكتها سمات دافئة للغاية أفشت مقدار سرورها. في داخلي، شعرت بالأسى عليهم، اضمحلت ابتسامتي حين ظهرت الصورة المستقبلية التي تحول كل منهم لها.

الأب الذي قتل بناته، الابن العاق الذي أحرق والدته، و الأخوات اللاتي أخذن بحياة ٱختهن.

كيف تحولت الصورة الرائعة للعائلة المثالية، إلى دم؟!

ما كان سبب كل هذا؟!

ترددت بين أخذ الصورة و تركها ثم قررت وضعها بالحقيبة، ربما أحتاجها لاحقًا. رفعت الفانوس ثم سرت ناحية الباب، تأكدت أن كل شيء كما كان حتى أني أعدت الرماد لنفس شكل كتلته السابقة. أغلقت الباب خلفي ثم سرت في الرواق.

لم يستغرفني الأمر طويلاً حتى وصلت للبوابة، فتحتها و خرجت. لتلتف بلور لي.

استدرت و أدرت المفتاح به لٱغلقه تنهدت قائلة: الحمد لله سار كل شيء على ما يرام.

هزت رأسها ثم كتبت: ماذا عن الحراس؟! كيف سنوقظهم و نفسر لهم ما حدث؟!

نظرت لهم بتوتر و قلت: صحيح!! لم أحسب لهذا!! ماذا نفعل؟!

زفرت هي بقوة لترد: لننزع وثاقهم و نحاول إيقاظهم، أخبريهم أني اعتقدت أنهم من سرقوا مالي لذا ضربتهم.

قلت بقلق: لكني لا ٱريدك أن تتلقي اللوم.

بدأت توقظهم لتكتب: لا تقلقي لن يفعلوا شيء، سٱبرحهم حينها ضربًا مرة ٱخرى.

ضحكت عليها ثم تحركت لمساعدتها قائلة: و سٱساعدك أنا إذا ٱضطر الأمر.

ابتسمت بهدو ثم أضافت: و لكن ما بها يداك لما هي متسخة؟!

أجبت: لا شيء لقد اتسخت برماد المدفأة و حسب.

بعد أن قمنا بايقاظ الحرس، فسرت لهم مثل ما قالت بلور، و حين شك بعضهم بالأمر مثلت عليهم هي الغضب ثانية مهددة أنها لولا وجودي لكانت عذبتهم بالضرب.

فتفهموا الأمر، بل ربما أرعبتهم هي على الأغلب. كنت خائفة، أنهم بطريقة ما قد يوصلون الأمر لليام. و فكرة ساذجة كسرقوا مالي لن تفلح معهم، لقد أصابني الرعب. لكني أردت أن ٱصدق، أنهم لن يفعلوا هذا.

حين عدنا للقلعة، جرت الخطة كما المراد. ففايوليت زارت بالفعل غرفتي لكنها خرجت حين سمعت صوت الماء بالحمام، و دانا نجحت بجعلها تستغرق أكثر من نصف ساعة بتغيير ثوبها و تسريحتها لتتلائم معه.

ألقيت حقيبتي على السرير، ثم اتجهت للحمام و غسلت يداي من الإسوداد. نظرت بعدها لنفسي بالمرآة و بالضبط للقرطين فحلق ببالي الصورة المثالية للعائلة.

شعرت بالألم فزفرت الصعداء، خرجت بعدها من الغرفة بينما بلور ذهبت لتساعد دانا و دايزي بالأعمال التي خلفوها لأجل المهمة. بحثت بالخزانة عن القلادة الرملية فوجدتها بدرج و بجانبها مشط الزهور.

لاحظت أن لون زهوره تحول بأكمله للأزرق و لم أفهم حقيقةً السبب. طرأ بمخيلتي المذكرة، فزاد الضيق بصدري و همست في خفوت: أفتقد مساعداتها لي.

وضعته جانبًا ثم نظرت للقلادة قطعة القماش و بقية الأشياء. قلت: ما هي الخطوة التالية بعد هذا؟!

أخذت العطر و شممته ثانية، كان ذو رائحة جذابة للغاية و قوية. اتجهت لمنضدة التزيين و أخذت إحدى علب المجوهرات، وضعت هذه الأخيرة باهمال في الدرج و أخذت العلبة. أخفيت بداخلها القلادة السوار القرطين و قطعة القماش، ثم أدخلته بحقيبتي رفقة علبة العطر الصغيرة لأحشوهم في الخزانة.

ألقيت نفسي بعدها وسط السرير و قربت أقدامي لي، كان جو الغرفة مسحبًا هادئًا للغاية تخلله صوت النيران بالمدفأة. حدقت بالنافذة بعينان ناعسة حيث بدأ الثلج يتساقط، كنت لا أزال أضع قبعة ردائي لذا ضممت يداي لي و قد شعرت بالتعب.

همست بخفوت: جميل جدًا.

و لم أشعر بعدها بشيء.

لكني رأيت حلمًا.

لقد شاهدت ريفادور.

كان يلوح لي من بعيد، و حين نظرت له أشار بيده للسماء. رفعت رأسي فوجدت أن القمر بازغ و متربع بوضوح في الأعلى، تذكرت أمر لقائنا المحدد.

فصرخت بقوة: أين؟!

ابتسم في هدوء مغلقًا عيناه، تقدم ناحيتي محركًا أقدامه بتكدسات الثلج. حين وصل لي رفعت نظري له، فأخذ بيدي لأجفل بعيني من برودة أنامله الشديدة. فتح أصابعي ببطء و وضع براحة يدي شيئًا.

كان خاتم القمر.

تفاجأت بشدة، أكان عنده؟!

رفعت رأسي له فابتعد خطوتان للخلف، حرك شفاهه لأفهم مقصده.

"أنتظرك"

كدت أسأله كيف أستعمل الخاتم، لكنه بلحظة سريعة مد يداه و دفعني للخلف. شهقت بقوة و استيقظت من النوم، كان الليل قد حل بالفعل و بعض الشموع أنارت غرفتي. شددت يدي اليمنى فانتبهت لإحاطتي بشيء.

رفعتها ثم فتحتها فزادت دهشتي لوجود الخاتم بمنتصفها.

لففت رأسي قائلة: هل أنت هنا؟!!

لكن لا شيء رد، انتبهت كذلك لوجود غطاء فوقي، استغربت. أذكر أني نمت بدونه، و لكن لم ٱلق للأمر بالاً. أزحته عني، ثم وضعت أقدامي أرضًا، اتجهت حافية القدمين ناحية النافذة لٱبعد الستار.

رفعت رأسي للسماء، فضاقتا بعض الشيء. رغم الثلج و سواد الغيوم، لكن القمر كان مكشوفًا بكل أجزائه جميلاً رغم برودة الجو. طرأ ببالي عدة أشياء، لا أستطيع سؤاله عن الكتاب بعد الآن و قد اتفقت مع بوفينيل و كشفت لي مكانه.

زفرت الهواء، لٱواصل قائلة لنفسي.

لكن أسيقبل مساعدتي للتحدث مع ملكة أسفل دموع الحيتان؟!

بل هل سيستمع لي، و أنت بداخلي؟!

أخفضت عيناي لأزيد نفسي كآبة، دق الباب بعدها لألتفت و ٱخفي الخاتم بجيب ردائي.

تكلمت: تفضل.

لتظهر فايوليت رفقة بلور، استغربت فقالت: الحاكم يريد رؤيتك.

احترت أكثر، نظرت لبلور لألحظ أن ملامحها متوترة قلت: هل عاد؟! و لما أرسلك أنت بالضبط لطلبي؟!

صمتت لوهلة ثم أجابت في برود: لا أعلم.

اتجهت للسرير ارتديت حذائي ثم سرت ناحيتهما، تقدمت فايوليت أولاً لأخطف بسرعة نظري لبلور و التي كتبت.

"لقد أخبرته عن تسللنا للقسم المحرم"

اصفر وجهي فورًا و أصبح مشابهًا لوجه بلور، لابد أنه سألها الكثير قبل أن تحضر أو حتى صرخ عليها. انخفضَ نفَسي و استرقت النظر لجانبي مع بلور، كانت تكتب دون أن ترى فايوليت هذا.

"لقد وضعت فايوليت إحدى الخادمات لمراقبتنا و قد تتبعتنا منذ الصباح حتى العودة، سرعان ما عاد ليام أخبرته فايوليت كل شيء. إنها تعتقد أنك تتفقين مع الزهرة خفية عنها و تحاولين الهرب."

شبكت يداي معًا و أنزلت رأسي لأقول: مالذي قلته لليام؟!

ظنت فايويت أني ٱحادثها فردت بنظرة بنصف عينها: لا شيء.

أما بلور كتبت لي،

"لم أقل حرفًا واحدًا، لقد ظللت صامتة لأترك لك زمام الأمور، أنا أعتذر خفت أن أقول شيئا خاطئًا فتختلف أقوالنا و أزيد الوضع سوءًا."

حركت رأسي نفيًا ثم همست: بل شكرًا.

لم تسمعنا فايوليت و تنهدت، ثم رفعت رأسي لأنظر بثقة مبعدة أي سمات خوف. لم أتصور أنها ستباغتنا بمتتبع، ضاعت كل تلك المخططات هباءًا. لكن الأمر كان قراري منذ البداية و هذا أفضل.

سٱوصل له رسالة ٱودري.

حين وصلت و فتح الباب دخلت لوحدي و كتبت بلور: سأنتظرك.

فهززت رأسي لها. ٱغلق الباب خلفنا، و دلفت أنا للغرفة.

لم يتكلم لثوان فتوترت لكن رغم هذا أعدت اتزان أحاسيسي و قلت: ليام، لما طلبتني؟!

بدت فكرة التظاهر بعدم معرفة شيء أمرًا غبيًا، لكنها أأمن خطوة في هذا الوضع.

التف هو لي بعيون حادة و قال: هل حقًا ذهبت للقسم المحرم من القاعة رغم رفضي؟!

ضاقت عيناي حزنًا لٱجيب: يبدو أنه حقًا لا شيء يفوتك.

"هل ذهبت؟!"
كرر السؤال.

أخفضت عيناي و قلت: أجل، فعلت.

لم أرفع رأسي بعدها لأسمع صوته: لما؟!

حركت رؤيتي لٱعيدها له قلت: أتعدُ بتصديقي إن أخبرتك؟!

لم يجب، فقررت المخاطرة.

"لقد رأيت مسبقًا والدتك أفرين بحلم، لقد طلبت مني أن أذهب لغرفتها و ٱحضر بعض الأغراض."

لم يرد ثانية علي و هذه المرة قال بنبرة حادة: والدتي متوفية، كيف يعقل هذا؟!

تورتر لوهلة من نظراته فأجبت: لا أعلم أيضًا، لكنها من أشارت لي لتلك الأشياء.

"و ماهي هذه الأشياء؟!"
سألني.

غيرت نظري لأقول: لا شيء، مجرد مجوهرات و حسب.

تقدم خطوة ليقول: دعيني أراه-

قاطعته بسرعة: لقد رأيت ٱودري أيضًا.

توقف في مكانه، و شعرت بدهشته. تأوهت مرتين ترددًا لأتشجع أخيرًا و أقول بشفقة: لقد رأيت الرسالة التي تركتها لك، و كذلك كيف ماتت.

حركت عيناي للأسفل ثم أضفت: و إن كنت لا تصدقني لقد ماتت غرقًا.
بصوت منخفض،
"صحيح؟!"

لم يتحدث لوهلة ثم رفع رأسه لي فشعرت بالخوف من نظراته الفارغة اتجاهي. شبكت على ثوبي ليقول: صحيح، لقد قال الطبيب أنه من لون بشرتها ماتت غرقًا، ثم تم إلقاؤها في الغابة.

لم أنفذ هذه المرة و ظهر التوتر بملامحي، نطق هو: لكن من أخبرك بالأمر؟! كيف يمكنك الكذب بشيءٍ كهذا؟!

اتسعت عيناي لأقول: أنا لا أكذب صدقني لقد رأيتها بعيناي!!

ليقول في هدوء مخيف: لكنك كذبت بشأن موعد زفاف ٱختك، ألست محقًا؟!

توقف قلبي للحظة، لتضيق عيناه حدة و يضيف بصوتٍ مرتفع بعض الشيء: لقد كذبت بأكثر من شيء مسبقًا أيضًا، عن أحلامك و الأشخاص الذين ترينهم و الأعذار التي القيتها لتخفي الحقيقة عني صحيح؟!

التمعت عيناي بالدموع و كدت ٱسقطها لولا أني تداركت الأمر لأنفعل و أرد: لكني فعلت كل ذلك فقط لحمايتك!! أما زفاف ٱختي فأنت من ٱضطرني لهذا!!

أجابني بغضبٍ أكثر: و مالذي يؤكد لي هذا؟! كيف لي أن ٱصدقك و أنت مليئة بالأسرار؟! حين تفشين عن واحد تخفين عشرة.

صمتت، لقد كان محقًا.

تلئئت عيناي، لٱنزلهما أرضًا بشفاه خلفها أسنان تضغط على بعض، أحكمت على ثوبي. أما هو لم يقل شيء، تجاوزني و كاد يخرج لأتكلم بسرعة،

"أخبريه، أني ٱحبه كثيرًا ٱريده أن يكون سعيدًا، و يتوقف عن لوم نفسه في مقتلي."

ثبت مكانه.

فتحت عيناي لٱضيف،

"أن كل ما حدث، كان بسبب سذاجتي و حسب، و تصديقي للرجل القذر. لا ذنب له أو للشتاء في الأمر."

ارتخت يدي، و سقطت بعض دموعي لأقول: و أننا جميعًا، بجانبه.

ابتسمت بحزن و قلت: هذا ما طلبت مني ٱودري إيصاله لك، و كإضافة فقط.

بصوت هادئ،
"قاتلها هو من تسبب بموتها، و ليس أنت."

حين طال الصمت، استرقت بنظري له. شعرت بالحزن على هيكله، كان واضحًا من وقفته الخلفية أنه يشعر بثقلٍ شديد. بدى أنه على حافة الهاوية، لقد أردت مد يدي. لا، بل فعلت. كنت أنوي سحق كل ما حدث توًا فقط لسحبه، لكن على بعد بضع خطوات. تحرك.

أرجعت يدي لي بسرعة، و لم يشعر هو بها في الأصل. فتح الباب ثم خرج تاركًا هذا الأخير مفتوح. سرعان ما أخفضت عيناي بألم ليتناوب مع الأمر دخول بلور.

حركت عيناي للنافذة، لازال الثلج يهطل.

كتبت لي بسرعة و قلق: مالذي حدث؟! هل غضب عليك؟!

"غضب؟!"
قلت، ثم ابتسمت بحزن لأقول: لا، إنه فقط. يتألم بشدة.

يتألم، و لا يريد أن يرى أحدٌ هذا.

"أتدرين، إنه يعلم بكذبتي عن موعد الزفاف."

قلت لتتأوه هي، لم تنطق بعدها بشيء. بينما سحبت أنا خاتم القمر من ردائي، نظرت له يتوسط راحة يدي لأقول و الدموع عادت لتغزو عيناي.

"إن خياراتي، تقل يومًا بعد يوم."

.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.

و انتهينااا يا الله.

اسفة، لكني لن ارد على كل التعليقات التي كتبت بالفصول السابقة سيستغرق هذا وقت طويل لذا فقط الضرورية سارد عليها. و لكن شكرًا شكرًا من أعماق قلبي على التعليقات سواءا من سألوا أو جنوا بسبب التأخير. شكرًًا.

بهذا أكون عوضتكم، مو كليًا صراحة. انا اسفة اعلم ان هذا لا يكفي - يلي يقول ما تكفي اذبحه 👹👹 انا وحدي يلي تقول ما بيكفي لانه طلعت روحي و سهرت للثانية ايام الدوام مع الفصول لهيك يلي يقول ما يكفي اذبحه و اطلع روحه منه حتى اني خليتهم اكشن و عاطفي ايضا 👹- لذا اعتذر ☺

لا تخبروني اكتبي ايام العطلة، حتى ايام العطل اداوم صباح و مساء. المهم، العطلة الشتوية قادمة و ساخصص وقت للكتابة لذا ساعوضكم اكثر بها، اسفة مجددا للتاخير.

الأسئلة،

لما يملك ريفادور خاتم القمر؟!

كيف يعمل خاتم القمر أصلا؟!

أي تكهن لمن قتل ٱودري؟!

هل فايوليت شخص سيء أم جيد؟!

هل سيساعد ريفادور آن؟!

ماذا سيكون الثمن؟!

لما يلوم ليام نفسه على موت ٱودري؟!


سؤال اليوم:
لنقل أنك أحد سكان سيلافرين و صدفة عثرت على أحد الأغراض، ماهو الغرض الذي تفضل الحصول عليه؟!

عنوان الفصل القادم:
اكتمال القمر.





باي.
برعاية بيلسان.

Continue Reading

You'll Also Like

18.9K 663 18
القصة تحكي عن بطلتنا الي ماتؤمن بالحُب ولا تحب السوالف هذي ولكن يتغير حالها وتبدا قصة حُبها الطاهر مع دعواتها لما تحس بشعور تجاه بطلنا
149K 4.3K 33
يقولون: الحب أعمى.. وهو يقول:أصابني العمى حين أحببت ولكن ماذا يفعل؟ ها هو قد أحب وحدث ما حدث...
33.8K 3.3K 7
فتاة مسلمة تعيش في بلاد عربية وبنمط روتيني ، تجد نفسها بين ليلة وضحاها إبنة أكبر العائلات في كوريا وأخت أشهر أيدول من أشهر الفرق الكورية ، مين يونقي...
58.3K 2.2K 42
" سُكري الأسمرَ هو مُلكً لِي ، خـصرُه الرقيق لأنامِلي ، ثُغره لشفتايَ و عُنقُه مقبرةً لِقُبلاتِي " TOP : Jk TK : ✓ © : rune_vk