-صندوقٌ خشبي 2

4.9K 376 907
                                    

(51)

تذكير: في الفصل السابق سمحت الزهرة لبابروسات بأن تنفصل عن آن لمدة ثلاث ساعات حتى تحل محلها بالفراش و تذهب هي. عبرت من الباب الصغير أسفل منضدتها ثم وصلت للسطح، حيث خرج خشب من الصندوق و شكل جسرا في الهواء نهايته باب من الألواح. رأت آن المرأة الرابعة و سمانثا و المعجزة كذلك النساء الثلاثة و حدثت أشياء سحرية طويلة لا أستطيع تفسيرها هنا.

الفصل إهداء لــ maiso2003 و  Almeer_22

.
.

نظرت حولي، كانت القلعة بأكملها تحترق و قد ٱشعلت النيرات في كل مكان. سمعت صوت سقوط الأشجار خلفي فالتفت، ثم تراحعت بسرعة كبيرة للخلف. كنت وسط الحلقة الدائرية و قابلتني ثلاثة أبواب، نفس الأبواب التي خرجت منها النساء سابقًا. سمعت صوت خطوات خلفي فنظرت ناحيتها لألحظ النساء الثلاثة يركضن اتجاهي ثم يتجاوزنني لتفتح كل واحدة منهن الباب و تختفي خلفه و معه.

ارتعدت و لم أدري أين أتجه بالضبط، كل شيء يلتهب و الدخان يتكاثف. حتى ظهرت الألواح الخشبية أمامي فركضت فوقها. كانت كثيرة و امتدت للبعيد حيث لم أرها، خرجت من القلعة و قد توقفت لوهلة. أخذ صدري يههتز لشدة ما أجذب الهواء بقوة ثم أزفره بنفس الكمية، كانت المدينة بأكملها تحترق!! حتى الٱفق البعيد اشتعل.

شددت على قبضتي ثم ركضت بهرولة أكبر فوق الألواح، في الطريق أوراق الأشجار المصطفة كانت تُحْلَقْ من قبل النيران. بالكاد ألتقط نفسًا مع كثرة الدخان، و حين وصلت للمدينة تفاجأت أكثر. كان كل من بالمدينة غائبون عن الوعي، ٱلقوا بأجمعهم في الطريق قرب منازلهم بالمتاجر. ركضت لأحد البيوت كان يحترق من فوق، وجدت النار حول جسد أحدهم. لكنها لم تكن تحرقه!!

دهشت، فأسرعت ناحية النار ثم مددت يدي لها، لم تؤلمني!! بل أشبه بكوني ألعب بالهواء. قلت بدهشة: مستحيل!!  لابد لأني مجرد خيال و حسب!!

انحنيت بعدها و لمست عنق الرجل الذي كان يتوسط النيران، لم يكن به أي نبض. كان ميتًا.
تأوهت، ثم خطوت ناحية امرأة و بضع أطفال كانوا هناك، تحسست رقابهم لكن لا شيء. كانوا بلا أرواح بالفعل دون أثر حرقٍ واحد!!

توسعت عيناي و قلت متذكرة ما أخبرتني أنجيليكا به سابقًا: كل من بالمدينة..
وقفت،
"توقفت قلوبهم عن العمل."

خرجت من البيت بسرعة  ثم استمررت بالجري فوق الألواح و أنا ألوح بعيناي في المكان. في الناس الذين بدوا نائمين أكثر من ميتين. النيرات التي تحرق البيوت الشجر و الحيوانات متجاهلةً البشر. توقفت للحظة حين تذكرت شيئا آخر.

"الجدار الناري الخارجي الذي منع الجنود من الدخول، كان يحرق البشر و لا يحرق النباتات أو الحيوانات."
قلت لنفسي، ثم مررت أدعيناي في المكان مكملة،
"لكن بالداخل العكس، النيران هنا لا تحرق الناس!!"

رواية || الزهرة الزرقاء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن