-صندوقٌ خشبي

6K 399 553
                                    

(50)

تذكير: الفصل السابق حاولت الظلال قتل آن لكنها نجت بٱعجوبة، تحدثت مع ليام ليلاً و قال لها أنه يرى كابوسا بهذات الرداء. طلبت منها الزهرة الزرقاء القبول بالسيطرة عليها حتى لا تتأذى و قد تم اختبارها حيث أنبتت من بذرة دوار الشمس شجرة أزهار الكرز.

.
.

"لا ٱريد أن أذهب"
قلت بدموع، ثم رفعت رأسي لأفرين بشفاهٍ مقوسة أكملت: أنا خائفة، من الحقيقة.

نظرت لي بدهشة للحظة ثم تقدمت خطوتان قالت: لا تقلقي، لن تري الحقيقة كاملة بعد.

نظرت لها فأردفت بابتسامة حزينة: الحقيقة ستعرضها كل منا واحدةً واحدة بمن فيهم المرأة الرابعة.

ضاقت عيناي لأسألها: لما حدث كل هذا؟!

تلئلئت عيناها ألمًا ثم قالت: كل هذا الألم، كان ثمن المعجزة.

فتحت فمي لكنها قالت: اذهبي الآن!!

شعرت بالصداع فاستيقظت، فتحت عيناي و كان السقف أمامي. اعتدلت بجلستي و ظللت ٱحدق، حين نظرت للساعة وجدت أمه تجاون منتصف الليل. أنمت كل تلك الفترة؟! لكني سمعت صوت أزيز، رفعت رأسي بسرعة فوجدت أن الباب الصغير الذي أسفل منضدة التزيين، قد فتح. وحده!؟

وضعت قدمي على الأرض و رمشت فظهر السواد، رفعت رأسي لأجد الزهرة بعيدة.

"و ماذا عن ليام، سيأتي ليتفقدك كالعادة و لا يجدك ثانية. أنا سئمت هذه الغرفة إن لم تفعلي."

كتبت، و كانت تعني عقابي بآخر جملة. تنهدت بخفة و قلت: و هل تقترحين علي أن ٱخبره؟! أتريدين مني أن أبعثه للموت معي؟! و إذا طلبت منه أن يسمح بذهابي وحدي فهو لا يثق بي حتى.

"إذا ساعدتك، أتعدينني أنك ستأخذينني لقبر إنداك مهما حدث؟!"

ذهلت، فوقفت ثم قلت: أجل، أنا أعدك.

هزت رأسها إيجابًا ثم قالت: سأسمح لبابروسات بالإنفصال عنك و النوم مكانك، لكن الأمر سيدوم لثلاث ساعاتٍ كحدٍ أقصى، إليكسيل لن تتحمل لوحدها خذي معك ساعة.

ابتسمت بقوة و قلت: شكرًا جزيلاً لن أنسى معروفك أبدًا.

"ليس معروفًا، بل صفقة."

ردت فابتسمت، ثم لاحظت شفاهها المقوسة. تذكرت بكائها لأقول: لما كنت تبكين، عند رؤيتك لشجرة الكرز؟!

تأوهت للحظة، حتى كتبت،

"صديقة طفولتي كانت شجرة كرز."

سألتها: و ماذا حدث لها؟!

قبضت على ثوبها الأبيض و كتبت،

"علم الحاكم أنها نصف نبات و نصف بشر، فأحرقوها."

فتحت فمي بصدمة و قد اصفر وجهي و قبل أن أنطق عادت الغرفة لي بمجرد رمشة.

نظرت حولي ثم همست: آسفة لذلك.

رواية || الزهرة الزرقاء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن