ضحايا انكشاف و احتجاز

5.2K 403 177
                                    


(33)

تذكير: الفصل السابق قامت آن بتنفيذ خاصية الحبس المؤقت و ايضا تكلمت مع لوسيندا حيث كشفت لها هذه الاخيرة بعض الاشياء.

.
.

علا صوت الصراخ صوت السيوف و هي تتضارب بقسوة، سمعت بكثرة شتما و تهديد شعرت بجسدي بأكمله يهتز دون حدود و نفسي يضيق أكثر.

ثم تشجعت كان يجب علي أن افتح عيناي فليس عادلا أن يصرخ الجميع و أنا لا. رحت أرفع رموشي ببطء شديد بتعقل و صبر عظيم، حتى فتحت رؤيتي كاملة و يا ليتني لم أفعل..

انبثقت عيناي بشدة للأوضاع المتقلبة للخوف و الرعب اللذان تملكاني فجأة و لدماء الجنود المتطايرة. كانوا كلهم يتآكلون فيما بعضهم يتقاتلون دون توقف عدد المتمردين يفوقهم و نساء كثيرات ينتحبن يدعمهن صوت أطفالهن و رضعهن.

لكن قلبي توقف حين لمحت ذاك الرجل، نفس الذي ضربته على عينه. كان يضع عليها ضمادة و يبدو أني أصبته بحدة، و ليس وحده فصديقه الذي اعتقدت أني قتلته وقف بجانبه.

لقد كانا يلفان المكان كأنما يبحثان عن شيء ما، و بالطبع لم يخل ببالي أنهما يريدان جثتي. حينها أنزلت رأسي، سحبته للأسفل بسرعة البرق أذرف دموعي بغيض و قهر لعدم مقدرتي على المساعدة لضعفي لجبني و لدموعي الواهية. أضقت قبضتي حتى ٱوقف ارتعادها فقط بكيت بهدوء و قد ساعدني ذلك على تبريد حرارة وجهي.

لكني أحسست بحالة أنجيليكا أسوء مني كانت ترتعد. مددت يدي المرتعدة و وضعتها فوق خاصتها لتنتبه لذلك. تنظر لي بدهشة، فاكتفي بإيمائة تريحها حينها ابتسمت بقلق و أوطئت كلتانا رأسها.

رجوت ربي من أعماق قلبي أن يساعدنا فتذكرت بلور لأرفع رأسي باحثةً عنها. حتى وجدتها بين الحشود تَلكم و تُلكم!! كانت تقاتل بكل ما لديها لكني لم أقلق عليها فهي قوية قدر ما قلقت على بقية الجنود إذ راحوا يسقطون الواحد تلو الآخر.

تزعزع فاهي و زادت وتيرة دموعي، فالمتمردون كانوا يهزموننا. ثم انتبهت لبلور التي شُدت من شعرها فجأة.

ضغطت على يد أنجيليكا بقوة لتنبه لي و أهمس: ا-اتركها..

لكن ذاك الشخص واصل بسحب شعرها حتى قام بضربها بالحائط.

زاد ضغطي أكثر على يد انجيليكا و تحول الخوف الى غضب لأهمس ثانية: اتركها!!

لكنه لم يفعل، المتمرد راح يضربها و هي على الأرض مستلقية بقوى خائرة..

حتى غمرني غضب شديد و عال شعرت ببشرتي تتشقق بالتصدعات تظهر بكامل جسدي و وجهي، خافت أنجيليكا كثيرا من أن أفضح نفسي لكني لم استطع إمساك غضبي.

بل وقفت فورا لم يهتم بي أحد فكلهم مشغولون بالنحيب. ركضت بسرعة ناحيته حتى لمحني بشارفة عينه لأقوم بدفعه بقوة كبيرة للغاية محطمة الجدار قليلا.

رواية || الزهرة الزرقاء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن