رواية || الزهرة الزرقاء

De BilsaneShayne

418K 29.4K 17.5K

عن فتاة، نصف بشرية و نصف زهرة زرقاء. و عن الزهرة، التي تحيا بجسدها باحثةً عن حياة. -الحقوق محفوظة ©® -كل شيء... Mais

- حياتي اليومية كفاشلة
- العثور على عمل
- على مشارف الطريق
- بداية لكتابة حياتي
- مالذي يحدث معي؟
- لا بأس انا بخير
- زواج مصلحة
- رسالة تهديد
- صرخة قلب
- رضًا بالحال
- إستيقاظ الزهرة
- نداء إستغاثة للشخص الايجابي
- خلف القضبان أسرار تبتسم
- ذات الرداء الأسود
- انطلاق الرحلة
- أسطورة ٱودورولان
- إبنتي؟!!
- مدينة غافريش
- الكوخ
- كيان الجثة و سيدتها
- خيانة تلو الاخرى
عيد سعييييد
تسمم
تخطيط و تنفيذ
خادمة الزهرة
ألعابٌ نارية
البوابة الزرقاء
عودة بلور
سمانثا:سيدة فانوس الشمعة الزرقاء
تمرد و عصيان
محاولة نجاة
صراع البقاء
أربعة وجوه و صدى
ضحايا انكشاف و احتجاز
ريفادور بين أزهار الٱقحوان
أسفل دموع الحيتان
انقلاب الزهرة
هروب مزدوج
ضوءٌ أسود
تأثيراتٌ جانبِية
تأثيرات جانبية 2
عروس البحيرة
متاعب
عائلة كلايد
دعوة الزفاف
بابروسات و إليكسيل
بابروسات و إليكسيل 2
-دلوٌ فضي
اختبار
-صندوقٌ خشبي
-صندوقٌ خشبي 2
وجهة نظر ليام
-أيلٌ صغير
ٱودري المتجمدة
غرفة أفرين

كرة حجرية

5.9K 433 714
De BilsaneShayne


(47)

تذكير: تحدثت آن مع كل من بابروسات و إليكسيل، كذلك الزهرة. علمنا أن والدها هو نفسه كاتب كتاب لوداريوس، و أن الشخص الذي أحبته إنداك -الورد الأسود- ميت و قبره موجود بأسفل دموع الحيتان.

.
.

ظلوا ينظرون لي بعيون مندهشة، و أنا أنتظر رد فعلهم. علمت أن قولي هذا لن يجلب سوى المشاكل، لكن مع هذا.

اللعنة عليهم جميعا.

"أنا لن ٱغير رأيي بهذا الأمر، لذلك أرجو من سادتكم احترامه"

تكلمت بثقة، ثم نظرت لليام فوجدته حد عينيه. فورا غيرت نظري للأرض و قبضت على ثوبي. هو وحده من يخيفني، و لا أعلم لما. أغمضت عيناي بتوتر بادٍ على وجهي و قد قلت لنفسي،

هيا آن أنت على قدرها، لأجل الزهرة تشجعي.

ثم فتحتهما ثانية، فوجدت المدعوة فايوليت قالت بصوت عال قليلا: و من تعتقدين نفسك حتى ترفضي؟! يبدو أن الغرور قد وصلك بالفعل.

لم أرد عليها و ظللت صامتة، لم أود أن ٱعاندها.

فأضافت حين وجدت الفرصة: ستفعلين ذلك رغمًا عنك، لن أخرج من هنا إلا بعد أن نسيطر على الزهرة.

قلت بانفعال: نسيطر؟! ألم تقولي منذ قليل تسيطري أم أنك غيرتي رأيك فجأة؟!

صمتتْ لٱضيف ألوحُ بعيناي حولهم: بل أخبروني، هل هذا لأجلي أم لأجلكم؟!

حل السكون و أنا أنتظر جوابهم ليقول إدوارد بحاجبان مقطبان: كل ما يهم للآن أنه يجب أن تتم السيطرة على الوحش الذي بداخلك.

ارتعدت. فقد طرأ ببالي فورًا أطفال مدينتي، و هم أسفل بيتنا، ينادون علي بتلك الكلمة ليستفزوني و ٱطل لهم من النافذة.

حتى يقذفوني ببعضٍ من حلواهم.

كتف يداه و قال: أنت لا تعلمين ماذا قد تفعل إذا سيطرت عليك.

ضغطت على يدي ثم نظرت له بوحشية و صرخت: أنا لست وحشًا!!

ارتعب، جميعهم. فقد حدقت به بحقد داكن للغاية ثم قلت: و الزهرة أيضا ليست وحشًا.
أضقت عيناي،
" أنتم الوحوش!!"
أكملت.

لم ٱبعد عيناي عنه حتى شعرت بأحدهم يمسك ذراعي التفت، فلمحت قلقًا على بلور حينها توترت إذ انتبهت لفعلتي.

أضقت عيناي بحزن و قد قوست شفاهي، شبكت كلتا يداي ثم أعدت رأسي للأمام. نظرت للأسفل و قلت: أنا..
صمتت لحظات،
"أعتذر لانفعالي"
أكملت مغلقة عيناي في ندم.

لم يرد أحد حتى تكلم روبرت: لا عليك جلالتك.

رفعت عيناي له، رمقته لحظات. ثم ابتسمت بحزن كشكرٍ له لتفهمه، و لكونه الوحيد الذي ألقى لي بالاً.

و لم ألبث كثيرًا حتى وجدت فايوليت قالت: حسنًا طفح الكيل.

تراجعت بعدها متجهة لكرسي حملت حقيبةً كانت مخفية خلفه، راحت تقلبها بحثا عن شيء حتى أخرجت خنجرًا صغيرًا.

قالت و هي تتقدم بغضب لنحوي: سأعلم الآن إذا كنت حقا الزهرة أم أنهم يلفقون الأمر.

ارتعبت و رفعت ذراعي متراجعة خطوة للخلف لكنهما وقفا فجاة أمامي.

كلٌ من بلور و ليام.

شعرت بالراحة للحظة و زفرت بخفة دون أن تنتبه، في حين لازال بعضٌ من التوتر ظاهرًا على وجهي.

نطق ليام و قد احتدت ملامحه: لا تحل الٱمور هكذا فايوليت.

توترت المقصودة فملامحه كانت غاضبة، ثم نظرت لي ببعضٍ من الحقد لكن بلور وقفت بمرأى رؤيتها و قد نظرت لها بغضب كتحذير.

تراجعت فايوليت للخلف أدارت رأسها لجهة معينة رافعةً أنفها لتلتفت و تعود لمقعدها.

جلست بقوة لتقول بعدها: و الحل، أنا علي معرفة إذا كانت حقا الزهرة و لن أستطيع فعل هذا دون الحصول على بعضٍ من دمائها.

ارتعدت، لكن بلور أمالت رأسها فجأة لترفع يداها و تقوم بطرطقة أصابعها تنظر لها بحدة. أنا حقًا شعرت برغبة في الضحك لولا صعوبة الموقف. في حين أن فايوليت رفعت ظهرها عن سطح الكرسي تاركةً ذراعاها ملتصقتان بذراعي الكرسي،

قالت بحاجبان يكادان يتقاطعان: يا إلهي تلك الفتاة تهددني ثانية؟!
التفت لرجالها،
"أرأيتما ذلك؟!"

قال ليام متجاهلا الأمر: يمكنك أن تعرفي أنها الزهرة من خلال الوشم الذي على خلفية رقبتها.

نظرتُ له، ثم لها حين ردت: لا تمازحني، و ما أدراني قد يكون الوشم مجرد لعنة أو خدعة من قبل ساحرة قوية.

ليضيف لها: و ماذا عن بلور؟!
أشار للمقصودة برأسه،
" إنها الإفروديس الخاص بها، و تعلمين أن الزهور الزرقاء وحدها من تملك إفروديس خاصًا بهم."
أكمل.

ابتسمت بسخرية و قالت: هناك تعويذة سحر أسود، تسمح لأي من أنواع الزهور أو الحجر حتى أن يمتلك إفروديس.

أضاق ليام عيناه تقدم خطوات ثم توقف و قال بصبر يكاد ينفذ: أخبرتك سابقًا أنها استطاعت إنقاذي من الموت، و أنها عادت من منه أيضا. و عن الأحداث التي جرت حين استيقظت الزهرة الزرقاء.

صمت لحظات،
"أستقولين لي أن كل هذا أيضا سحر؟!"
قال.

قهقهت بسخرية أكثر لتقف و تتغير ملامحها لجدية قالت: لا، لكن ربما تكذب علي.
سارت خطوتين إليه لتقول بثقة: ربما تكون قد لفقت كل هذا فقط لتحميها.

نظر لها ليام ببرود، و قد كان واضح أنها أثارت استفزازه كثيرًا.

نطقت أنا لأقطع الأجواء قلت بثقة: أنا لا يهمني إذا صدقتي أم لا، كل ما عندي أني لن ٱسيطر على الزهرة إطلاقًا.

تكلم إدوارد هذه المرة: ألن تكفي عن عنادك هذا؟! نحن نتكلم بأمر جدي هنا.

"و أنا كذلك"
رددت عليه، لٱضيف بعدها ٱغير نظري حولهم: ألا تظنون أن هذا هو الخطأ الذي ارتكبته الزهرات اللاتي قبلي؟! أن الجميع يحاول السيطرة عليها.
ركزت عيناي على إدوارد و قلت بألم،
"لأجل مصالحهم!!"

ركز نظره علي أكثر.

"لو حاولنا فهمها سترضى لوحدها بنا، هي ليست حقا بذاك السوء. هي فقط حزينة."
أردفت، ٱحاول إقناعهم بأي طريقة.

لأسمع قهقهات فايوليت، ارتعبت و توترت. في حين نظرت للبقية وجدتهم يرمقونني بنظرات مثيرة للشفقة، تلى جنومي. حتى ليام!! و أنا خفت!!

"يالك من ساذجة"
تكلمت، مسحت عيناها بسبابتها المثنية ثم نظرت لي بغضب تتقدم لعندي و هي تقول: أتظنيننا حمقى مثلك حتى نتفهم أمرًا كهذا؟!

وصلت لعندي لتقوم بضربي بفترات متقاطة و بسبابتها على صدري تدفعني للخلف بقوة و هي تقول،

"التي تدافعين عنها هي قاتلة، أتعلمين كم شخصًا قتلت؟! ليس حامليها و حسب لكن أحبابهم و آخرين. "

واصلت دفعي لتقول،

"هي تسببت بموت أجدادي و أجدادك و كثيرين، هي لا تستحق الحياة التي تد-"

ضربت يدها بقوة مبعدةً إياها لأصرخ: بل تستحق!!

مددت بكلتا راحة يداي و دفعتها لأقول: و ماذا تعلمين أنت عنها حتى تقولي هذا؟! أتعلمين كم شخصًا خسرت هي!!

قمت بدفعها مرة ٱخرى،

"والدها و والدتها عائلتها شعبها حتى حبها و خسرته بسبب أجدادك و أجدادي الذين تدافعين عنهم!!"

سرت خطوة ثم رحت أدفعها بقوة و قد لمعت عيناي بدموع،

"ثم إن هذا جسدي صحيح!! لا دخل لك به، حياتي و لا شأن لك أنا من ستموت!!"

توقفت لتقول هي بصوت عال: و كأني أهتم لموتك أو لا، أنا ٱريد أن أعرف طاقتها و أستفيد منها لا غير.

سرعان ما أمسك ليام يداي و أرجعني للخلف و كذلك هي أحكم عليها أحد رجالها قائلا: اهدإي سيدتي.

صرخت و أنا ٱحاول الإفلات من ليام: و لذلك لن أدعك تسيطري عليها أبدًا!!

"توقفا حالا!!"

صرخ ليام بقوة فتوقفت كلانا و جمدت أوصالي، استدرت له فنظر لي ثم لفايوليت و قال: يكفي الآن.

أرخى قبضته على يداي فسحبت هاتان الأخيرتان لعندي.

"و آن"
قال فرفعت رأسي له، ليضيف:
"عليك أن تسيطري على الزهرة"

تفاجأت، و قد فتحت فمي قليلا. في حين صوت ضحكة خفيفة ساخرة لفايوليت، أوجعني أكثر!!

ألم يسمع حرفا واحدًا مما قلته؟!!

|الكاتبة|

شعرت بالضيق و تراجعت للخلف غير مصدقة لما يقول، اعتقدت أنه سيدعمها، أو على الأقل يحاول. أدارت رأسها للبقية، لهم جميعًا علّء أحدهم يوافقها لكنهم فقط ظلوا ينظرون لها بنفس النظرات السابقة.

أنها لا تملك ذرة عقل، و أنها لن تحصل على شيء سوى شفقتهم.

"قد تضعين أنت ثقتك بها، لكننا لن نفعل"
قال ليام. لٱدهش أكثر و يضيف هو بلا مبالاة: نحن لا نعلم ماضيها و لا يمكنك أن تتكهني فقط من العدم أنها فقدت عائلتها.

حركت رأسي نافية ثم قلت: مالذي تقصده؟! أنا أقول لك بابروسات و إليكسيل سمعتاها، و هي أيضا وافقتني حين سألتها عن موت حبها.

بدى منصدما بعض الشيء، لتقول فايوليت مكتفة يداها و قد التفت آن برأسها لها: يا إلهي يبدو أن الفتاة البريئة تخفي بعض الأشياء.

تعجبت آن للحظة، حتى سأل ليام: بابروسات و إليكسيل؟!

دق قلبها برعب، فهي انتبهت أن لسانها زل.

التفت له فوجدته ينظر لها بغضب جعل جسدها يهتز ليقول: هل قابلت أشخاصًا دون علمي؟!

"أنا.."
نطقت بصوت منخفض و متوتر.

ليضيف هو،
" و هل حادثت الزهرة أيضا!!"

قال روبرت و قد سار خطوات قليلة: جلالتك اهدأ قليلا.

"أنا فقط تبعتهما ثم.."

لكنه قاطعها: هل خرجت من غرفتك أيضا؟!؟

شعرت أنها تزيد الطين بلة، لذلك قررت أن تصمت ريثما ينهي إهانتها أمام الجميع.

" ألم أقل لك أن لا تخرجي من غرفتك إطلاقا بل كيف فعلت هذا؟! لقد وضعت حراسا!!"

ظل يحدق بها منتظرًا الإجابات، شعرت بهم يخنقونها ثانيةً بتحديقاتهم.

قالت بنفاذ صبر: هذا لا يهم، كيف أين متى كل هذا لا جدوى منه.

أضاقت عيناها المتلألأتان بالدموع و قد أصبح فمها نصف دائرة قوست للأسفل رفعت يمناها بالهواء محركة إياها قالت: لما..

أنزلتها بخيبة تنهدت بقوة،

"لما لا يمكنك الوثوق بي؟!"
قالت.

صمت هو حين استطاع أن يقيس مقدار وجع سماتها، و لمعان عينيها. أما الآخرون تهذبت ملامحهم أخيرا و نظروا لها بجدية.

أمسكت ثوبها ثم قالت متحركة ناحية الباب: أنا راحلةٌ من هنا.

حتى نظر أحد الرجلان لفايوليت فهزت رأسها له ليتجه ناحية آن التي كانت تحدق بالأرض و لم تدرك شيئا إلا و هو يضع يده على كتفها. استدارت له بنظرات حائرة لكنه أمسك ذراعها فجأة و أخرج سكينا.

خافت بشدة و تفاجأت كثيرًا كادت تبعده، لكن أحدهم لكمه بقوة جعلته يسقط للخلف مبتعدًا بخطوتين. حركت عيناها فوجدتها بلور تنظر له بغضب شديد و الجميع دهش لقوتها، أكثرهم فايوليت.

حتى اتجهت إليه و هي تقوم بكي أكمامها نزلت إليه ثم أمسكته من ياقته و قد بدأت الأشواك تظهر.

أسرعت إليها أثنيت نفسي لأسحبها قائلة: بلور يكفي هذا!!

ظلت متشبثة بها حتى بعد أن سحبتها لتتركه للحظة. هدات لثانية، لكنها فجأة قامت بالعودة له لترفع قدمها و تركله مرة ٱخرى على بطنه بقوة جعلته يتأوه.

"بلور!!"
قالت آن بدهشة مرة ٱخرى لتبعدها عنه.

قهقهت لحظتها غير قادرة على إمساك نفسها، رغم الحزن الباد على وجهها المصفر. و لاحظه هو، لكنها رفضت أن تظهره هي فقط سارت رفقة بلور بجانبها تمسكها من رسغها تخاف أن تعود إليه.

"شيءٌ أخير"

تكلمت معطية للجميع ظهرها، التفت بلور لها لتكمل آن دون أن تستدير.

"اسمها بوفينيل"

استغرب الجميع، لتواصل،

"الزهرة الزرقاء، لها اسم. ليس الوحش أو الآلة أو حتى الطاقة، تدعى بوفينيل.

أدارت رأسها لهم بابتسامة حزينة مكملة،

"و هو اسم جميل للغاية، ألا توافقون؟!"

ثم أدارت نظرها للباب بسرعة فتحته و خرجت مع بلور لتغلقه خلفها.

تركت يدها و شعرت بلور بالأمر راحت تنفض ثوبها و تكتب،

"شكرا لأنك أمسكتني كنت سأقتله"

لكن آن لم ترد عليها فانتبهت للأمر، و حين التفت لها دهشت و بشدة، فقد كانت تذرف دموعًا كثيرة. خافت عليها، فهي بدت منصدمة بعيناها الفاغرتان و الخطان الطويلان اللذان يتقاطعان بذقنها، ثم يسقطان قطراتٍ متتالية.

وضعت بلور يدها على ذراعها فارتعدت آن كردة فعل للأمر، التفت ليسارها لتلاحظ النظرات القلقة لبلور.

حينها فقط ابتسمت ثم سارعت بمسح دموعها و هي تقول: أنا آسفة بلور هل كتبت شيئا؟! لقد كنت سارحة لذلك..

أخفضت نبرة صوتها بآخر كلمتين و قد أوطأت رأسها. هزتها بلور فرفعت آن عيناها لتكتب لها،

"هل أنت بخير؟! أيعقل أنه أصابك بمكان ما؟! ااه ذلك الوغد!!"

ثم تجهمت ملامحها لتلتف عائدة للغرفة. أمسكتها آن بسرعة و قالت: مهلا توقفي هو لم يصبني إطلاقا.

نظرت لها،

"أنا فقط أشعر بالضيق لذلك سأذهب للحديقة و أشتم بعض الهواء"

أكملت لها مبتسمة، لتكتب بلور،

"حسنا لنذهب"

حركت آن رأسها نافية ثم قالت: سأذهب لوحدي بلور.

و أردفت كلامها بابتسامة حزينة لم تستطع بلور معارضته لتكتفي بإيماءة. و تتحرك آن مبتعدة حتى اختفى أثرها.

حينها قررت بلور أن تدخل و تضرب الرجل أكثر.

بالداخل، و بتلك الهنيهات السابقة. وقف الرجل من على الأرض ينفض نفسه لم يبدو عليه التأثر الكبير.

قالت فايوليت بعينا حادتان: حقا كيف لفتاة أن تسقطك بلكمة واحدة لفَّان؟!

نظر لها ثم قال: هي لم تكن عادية.

ثم شعر بشخص يقف بجانبه و حين أدار رأسه مُدت يدٌ لرقبته ثم راحت تضيق عليه بشدة كبيرة.

ارتعبت ملامح فايوليت و تقدمت خطوة واحدة قالت: ليام مالذي تفعله؟!

لكنه ظل يضيق بيديه عليه ثم راح يرفعه ببطء و قد ارتفعت قدما الشخص بعض الشيء عن الأرض.

قال ليام ينظر له بغضب شديد و قد احتدت ملامحه و صارت داكنة، في حين كل من روبرت جاك و حتى إدوارد ظلوا هادئين، رغم أن هذا الأخير استغرب لغضب ليام.

"أخبرني.."
قال، ثم زاد شد يديه على رقبته ليكمل،
"مالذي قد يمنعني الآن من قتلك لمحاولتك إغتيال الحاكمة و أمام عيناي؟!"

زاد خوف فايوليت رغم أنها لم تظهر ذلك و تصرفت ببرود كذلك الشخص الثاني الذي معها لتنطق: ليام أجننت!! أنت تعلم أنه كان يود أن يجرحها فقط للحصول على بعض الدماء.

"و مالذي يؤكد لي ذلك؟! ربما تكونين متعاونة معه حتى؟!"

تكلم دون أن يلتف له لتضيف بانكار: كلا هذا غير صحيح و أنت تعلم، أردنا فقط أن نتأكد من إذا كانت الزهرة.

استدار لها ليقول،
"و من قال هذا؟! ما أدراني. قد تكونين فقط تكذبين لتحميه!!"

توترت أكثر و فتحت فاهها قليلا فقد انقلب كلامها عليها.

حين لاحظ ليام انهزامها و زرقة وجه الشخص قام بدفعه للخلف فوقف للحظة لكنه سرعان ما سقط على ظهره. التف بعدها ليصبح على بطنه مثني ركبتا قدمه واضعا يمناه برقبته و يسراه ارتكز بها على الأرض يزفر و يتنفس بقوة. تحرك مساعدها الثاني ناحيته يتأكد من سلامته مع أن ملامحه الميتة لا تظهر أي قلق.

"افعلي شيئًا كهذا ثانية دون إذني و لن أتردد بخنقك أنت بدلاً عنه"
قال لفايوليت بنظرات قاسية.

فارتعبت و فقط غيرت نظرها ليواصل هو: احترامي لوالدك لا يعني أن تتصرفي في هواك. أنا ٱعز والدك لكن لا علاقة لقتلك عندي بالأمر أتفهمين؟!

ارتفعت نبرة آخر كلمة، لترفع عيناها و تقول: و الحل يا سيد؟! من الواضح أن حاكمتك ترفض أن تتعاون معنا.

ليتقدم إدوارد بجانب فايوليت و يقول: إنها محقة يا ليام، فالحاكمة مصرة على رأيها. و أنت تعلم أني لم أقطع كل المسافة من كايفيريدان لهنا حتى أعود خائبا.

"تلك مسألتي و لا تتدخلوا بها ثانية"
قال و نظر لفايوليت ففهمت أنه يقصدها ليلتف بعدها ناحية الباب قال: أنا سٱقنعها، الآن أرجو منكم أن تذهبوا لغرفكم و ترتاحوا جاك سيأمر الخدم بدلكم عليها.

وضع يده بالمقبض ثم قال: و روبرت اتبعني أحتاجك بشيء مهم.

خرج و خلفه روبرت لكنه لاحظ أنه فتح الباب مع أحد آخر ليجدها بلور، لكنها سرعان ما وجهت نظرها للشخص المدعو لفّان.

فهمها ليام ليقول بحدة: إياك و التفكير بالأمر.

أخرج غلق الباب و لم تبدو هي مقتنعة بكلامه ليضيف: أحتاجكِ أنت الٱخرى بشيء تعالي.

لكنها أخرجت كراسًا صغيرا من جيبها و راحت تكتب بسرعة ثم مزقت له ثلاثة أوراق قامت بإعطائه إياهم بقوة و التفت راحلة بغضب تهز يداها بالهواء.

نادى روبرت: مهلاً أنت ألم يقل لك الحاكم أنه يحتاجك عودي فو-

لكن ليام وضع يده عليه ليقول: لا بأس.

استدار له روبرت،

"روبرت ٱريدك أن تضع حراسًا ماهرين بالاختباء من أجل مراقبة ضيوفنا الأعزاء واحد واحدا، حتى الحاكم إدوارد"

قال له، ليقبض يداه على الرسالة و يكمل: عد بعدها لمكتبي و سٱلاقيك هناك، استدعي معك جاك.

ثم حد عيناه قائلا،

" و ٱريدك أيضا أن تطلب حضور كيم و رفيقته احتاجهم"

حملق به بعض الشيء، و قال: حاضر جلالتك.

ليسير ليام بعدها مبتعدا و قد زعم للذهاب و البحث عنها بسرعة.

كانت هي تسير بالحديقة الخالية، فالهواء بارد للغاية و هي بكل إهمال خرجت دون رداء فقط بثوبها الفخم و الذي لن يستطيع أن يبعد البرد عنها، ثم إنه لم يلف حتى وجع قلبها.

مشت بلا هدف فقد كان الخارج المحيط بالقصر ضخمًا لذلك هي اعتقدت أنه سيكون جيدًا مع أي مكان. شعرت بالألم الشديد، و قد ظهر هذا من ملامحها الفارغة. اعتقدت أنه حقا سيساندها، سيقف معها و يتفق على فكرتها.

هي تذكرت الآن فقط كيف اعتادت القول أنه نقطة الإيجاب بحياتها، لا تدري لما يتحول خطوة بخطوة للسلب.

لا تدري لما يستمر بقتلها هكذا!!

وقفت بالمنتصف و الريح قد قشعرت كل شبر بجسدها، امتلئت جفونها بالدموع حتى سقطت دون توان على الأرض. راحت تفتح فمها و تغلقه للحظات حتى تشجعت لتردف و ما بعيناها لم يتوقف عن النزول،

"مالذي علي فعله؟!"

لكن لا أحد رد عليها، قبضت على ثوبها لتكرر،

"مالذي علي فعله!!"

ثم أغلقت عيناها و وضعت كلتا يداها بفمها مشكلة بهما مثلثًا صغير يكاد يلتصق ضلعاه. ظلت كذلك حتى سمعت صوتًا، لسقوط شيء قوي أمامها. فتحت عيناها و رفعت رأسها بسرعة.

فلاحظت قبالتها كرةً حجرية.

أنزلت يداها قليلا فقط دون أن تزيحهما من بعض و هي ترمقها باستغراب، لكنها لاحظت شيئا غريبا جعلها تميل رأسها و تتأكد، و بالفعل هي لم تتخيل!!

ظل الكرة، كان ظل باب!!

شعرت بدقاتها ترتفع بسرعة و بيداها ترتجفان كأن النوبة أصابتهما بدل قلبها. أمسكت أطراف ثوبها و تراجعت خطوتين للخلف، هي متأكدة أن وجهها الآن سيصبح أخضرًا لشدة خوفها.

لكن الظل، بدأ يصعد من جوفه أغصان بنية بأوراق حمراء، راحت تخرج ببطء حتى شكلت هيئة بابٍ عريض طغى عليه لون الأوراق بمقبض غصني.

شعرت بصخابة أفكارها ثم أزاحت كم الثوب عن ذراعها قالت: لابد أني أحلم.

قرصت نفسها و ظلت تضغط حتى تألمت بشدة و احمرت المنطقة لتبعد يدها بتأوه، رفعت رأسها برعب: هذا ليس حلمًا!!

قالت لنفسها. ظلت ترمقه قليلاً ثم تذكرت شيئا ما، بعد تركيزها بالكرة.

إنها نفس الكرة التي ألقتها المرأة في الكوخ عبر المرآة!!

قالت لنفسها، ثم تسائلت بهمس: مالذي جلبها لهنا؟!

أوطات رأسها،

"لابد أن لها علاقة بالنساء"

أكملت، لترفع نظرها تقدمت ناحيته ببطء شديد حتى وصلت له. أمالت رأسها لخلف الباب فوجدت المكان فارغًا. مدت يدها للمقبض ترددت لحظات، لكنها تشجعت بعدها لتحاول فتحه. و للأسف كان مغلق.

علت ملامحها خيبة، فهي بعد كل شيء أرادت أن تعرف المزيد. حتى طرأت ببالها فكرة قالت: مهلا لحظة!!

نزعت يدها ثم وضعتها برقبتها حتى تحسست سلسلة فسحبتها ليخرج المفتاح الذي أخبرتها عنه كلٌ من بابروسات و إليكسيل. نزعته من رقبتها و وضعته بالقفل.
حبست أنفاسها لوهلة، حتى زفرت بأنفها مغلقة عيناها تحاول تهدئة من روعها.

أدارت المفتاح.

لم يحدث شيء، انتظرت ست ثوان ثم سحبت المفتاح لها قالت: هي قالت أي قفل بالقصر، و ليس قفل حجر!!

و نظرت للأرض، لولا أنها لاحظت شق الباب يفتح و صدور صوت حفيف الورق و إحتكاك الأغصان. لاحظت أيضا، بياض الأرض!!

رفعت رأسها ببطء حتى فُتح الباب على مشرعه و كذلك عيناها لما رأته. كانت تثلج!! خلف الباب، السماء بيضاء الأشجار عارية أجواء شتوية على عكس سيلافرين الخريفية.

لقد هطلت السماء خلف الباب، ثلجًا!! و ايضا توقيت اليوم كان الليل!!

مدت رؤوس قدمها اليمنى حتى لامست الأرض لتتحسها و قد شعرت حقا ببرودة الثلج، كان كل ذلك حقيقيًا!! و تفاجأت هي، تقدمت بعدها لكنها فجأة توقفت. قالت لنفسها،

لكن ماذا لو اختفيت كآخر مرة؟! سيغضب ثانية مني. و سيحبسني للأبد في الغرفة.

خافت كادت تتراجع، لكن ثانية تشجعت. قالت بصوت: لا بأس، إذا حدث شيء هذه المرة فقط سٱخبره.

دخلت و ٱغلق خلفها الباب، لترجع الأوراق لظل الكرة، و تدفن الأخيرة لوحدها بالأرض. أما آن فلم تعلم لأن الباب كان لازال بمكانه حين وطأت قدمها الأرض المجهول . هي أيضا لم تعلم لحظتها أن ليام خرج من القصر، و بدأ يبحث عنها بالحديقة.

نظرت حولها، شعرت بالبرد لكنها تحملت، نظرت ثانية فوجدت أنها بغابة و لسبب ما هي تعتقد أنها زارتها من قبل.

وضعت خطوة حتى لاحظت أنها دهست شيئا، رفعت قدمها و نظرت لتجد أن غصنا طويلاً من الباب يتحرك للأمام و كأنه يقودها لتتبعه. سارت خلفه تتعقبه و هو يمتد أكثر وحده.

ظلت تلتف حول الأشجار حتى وقفت أعلى منحدر ضعيف لتلمح الكوخ!! دهشت و شعرت بالرعب الشديد، فقد كان الكوخ الموجود بكايفيريدان. هي لم تخف منه، بل تسائلت لابد أنها مثل البحيرة، استغرقت نفس توقيت السفر بالعربة.

وضعت يداها على رأسها و قالت: يا إلهي هذا يعني اختفائي ثلاثة أسابيع!! سيعتقد اني هربت!!

التفت بسرعة و قد قررت العودة لكنها تعثرت فجأة و سقطت. رفعت نفسها مرتكزة على يداها و الثلج أصاب بعضا من سماتها و شعرها. حين أدارت رأسها وجدت أن الغصن كان يلتف كالثعبان حول قدمها.

مدت يدها و حاولت إبعاده لكن أشواكًا ظهرت من العدم لتجرح أصابعها و قد تقاطر الدم على الثلج.

قالت باهتزاز في بؤبؤتها: إنها ترفض تركي أرحل!!

و أحست بالهلع أكثر، لتجد أن الغصن راح يتحرك ثانية و قد سحبها للحظة بقوة، يدفعها لتقف رغمًا عنها و تمشي. كان الأمر أشبه باقتتات سجين للتهلكة.

وقفت مجبرة لتقرر السير و الأغصان لازالت تلتف حول رجلها، تخاف هربها.

نزلت المنحدر بالثلج و قدماها بدأت تحمران لسدة البرودة كذلك أنفها يداها و البياض الشديد لوجهها. توقفت الأغصان قرب النافذة. استغربت آن فاقتربت منها و ألقت نظرة لتفاجئ بوجود اثنين من النساء.

كانت كل من سيدة الضمير ران و سيدة الكيان ريدان. و اللتان قتلتا بكايفيريدان و جوزيفران على التوالي.

ران جالسة على كرسي الطاولة في حين ريدان تقف و ملامح كلتاهما كانت متضايقة بشائبة من الحزن.

|آن|

سمعتُ فجأة خطوات خلفي، أنا خفت و استدرت بسرعة لأجد أن المرأة الثالثة، أفرين. و التي كانت تدهس على الثلج حتى تقدمت للباب وقفت على العتبة أزاحت الغطاء من رأسها لتدق و تقول،

"ريدان ران افتحا هذه أنا أفرين."

نظرت للنافذة فوجدت ريدان تقدمت للباب و فتحته لتدخل أفرين و يتحرك الغصن ناحية الباب. أسرعت أنا و دخلت قبل أفرين لتلحقني هي و قد أغلقت الباب خلفها. نفضت رأسي من الثلج الذي تكدس عليه، في حين الغصن الطويل لازال مربوطًا. ثم ظللت أنظر لهن ثلاثة.

"لما تأخرت هكذا أفرين؟!"
تكلمت ريدان ببعض من الحدة.

لترفع أفرين رأسها و تقول: اسفة، لكن الصغيرة بصعوبة نامت.

همهت منْ طرحت السؤال، لتسأل ران و قد وقفت ببعض من الخوف: أفرين لما طلبتني، ألم تقولي أنه لا يجب أن نلتقي ثانية؟!

صمتت المقصودة، في حين غيرت ريدان نظرتها لأفرين.

ابتسمت الأخيرة بحزن و قالت: لأنها ستكون آخر مرة نلتقي فيها.

لم أفهم ما قصدته، بل رأيت الدموع تتجمع بكل من أفرين و ران حتى قالت ران: هل رأيت الحلم ثانية؟!

هزت رأسها إيجابا لتضيف تنظر لريدان: انا اسفة يا ريدان، لكنه سيقتلك اليوم. أنا بذلت جهدي لأجد ثغرة بالحلم، لكن كل شيء مرتب.

صمتت لحظات لتكمل،

"سواءًا اليوم أو غدًا، مصيرنا أن نقتل على يده."

بدى عليها الهدوء، رغم أنها سمعت لتوها خبر موتها. بل ظهر أني أنا خائفة أكثر منها.

أطلقت ريدان ضحكة سخرية، لترفع رأسها و تقول: إذا من حسن حظي أني ارتديت اليوم أريح ثوب عندي.

لم تقل كلتاهما شيء، لتلتف أفرين ناحية ران و تقول: ستموتين أنت بعدها، ثم انا.

ارتعدت، ثم هزت رأسها، لتردف،

"أنا لا أذكر الكثير عن موتك، لكنك كنت واقفة على سطح و بارتفاع عالي."

أومات برأسها لتتكلم: و ماذا عنك؟! هل تعلمين كيف تموتين؟!

هزت رأسها إيجابا لتضيف بابتسامة حزينة: قرب البحيرة التي اعتادتْ لقاء لوتبري بها.

انتبهت لنطقها اسم عروس البحيرة.

حل الصمت لحظة لتقول ريدان ببعض من الغضب: كل هذا حدث بسببها.

رفعت أفرين رأسها لتقول: ألن تكفي عن إلقاء اللوم عليها حتى و هي ميتة؟!

قلت لنفسي، أيقصدون المرأة الرابعة؟!

ثم ما لبثت أن قالت ريدان بصوت عال: أجل هي، و إلا لما قد يود ذاك العجوز المجنون قتلنا بهذه البساطة.

صرخت أفرين  بدموع في عيناها و يدها بصدرها: لكنه لم يكن ليفعل هذا لولا أننا تسببنا بموتها، نحن من قتلناها أنسيتي؟!

بكُمَت و بدت عليها الدهشة،

لتضيف أفرين و قد سقطت بعض من دموعها: نحن من سرقنا الكرة الزجاجية من أبي و أعطيناها للملك الفاسق ليتباهى بها. و أخبرنا أبي أن زوجها من أعطاه إياها، فألقى أبي اللعنة على سكان ٱودورولان!!

فتحت فاهي فور ما سمعت، هي تتحدث عن أحد سباب احتراق ٱدورولان!!

لعنة العجوز.

"و نحن من تسببنا بموت زوجة مورفن، حتى استخدم السحر الأسود و أحرق ٱدورولان!!"

أكملت، و أنا غير مصدقة لتردف، بشفاه مقوسة،

"و نحن أيضا من أقنع الحاكم السابق لٱودورولان، خونة. فقتلهم ليلة احتراق ٱودورولان!!"

راح فمي يهتز لوحده و أنا أتراجع للخلف ببطء أكاد أسقط لشدة الصدمة، و قد أصابني خوف شديد منهن، مثل خوفي من ذو اللحية.

"ألا ترون!!"

صرخت بشكل أعلى، لتسقط أرضًا مرتكزة على يداها: نحن الشخصيات الشريرة بالقصة، و ليس والدنا!!

ثم ظلت تبكي و أنا أنظر لها بخوف، غير مصدقة لما فعلت. تقدمت ران إليها و ضمتها محاولة كتمها عن البكاء.

حدت ريدان عيناها لتقول: هراء، نحو لسنا السبب إطلاقا في ما حدث.

زاد اتساع عيناي لها، لتكمل و بنبرتها بكاء،

"كل ما حدث بسبب ولادة تلك المعجزة، لقد أخبرتها أنها ستجلب الدمار. لكنها رفضت، و أصرت حتى جلبت لها و لنا الهلاك."

أنصتُ لها باتزان لتكمل و قد جلست على الكرسي،

"سمانثا أيضا حذرتها بالوصية"

اتسعت عيناي،

"لقد قالت لها أن ثمن المعجزات غال و لكنها لا تفهم، كانت عنيدة، و عنادها قتلها هي و معجزتها تلك."

ثم راحت تبكي هي الٱخرى، و لم تنطق أي منهما بشيء. في حين أنا علمت شيئا آخر، سمانثا هي من كتبت الوصية التي أبحث عنها!! لا ٱصدق!!

و فجأة رفعت أفرين رأسها و قالت: إنه قادم!!

وقفت ريدان بسرعة و كذلك ران، لتسرع أفرين و تغلق الباب ثم قدمت لها حقيبة و قالت لريدان: أرجوك ريدان، مرري هذه الأغراض عبر المرآة. أرجوك!!

و قبل أن تسألها السبب قامت بضمها و قالت: أنت ستظلين ٱختي، و أنا ٱحبك يا ريدان. أعلم أنك كنت مضطرة لحماية أطفالك.

ثم بكت بكتفها و كذلك ريدان، فهي لحظتهم الأخيرة. لتنضم لهم ران و تضمهم. بينما صدر من بين شهقات ريدان كلام،

"أنا آسفة آن، أرجوك سامحيني. لكل الألم الذي سببته لك، سامحيني ٱختي"

شعرت بالدهشة من كل شيء. أنا حقا ضعت، لا أعلم من السيء أو الجيد.

ابتعدت أفرين بعدها عن ريدان و كذلك ران لينظروا لبعضهم نظرة أخيرة ثم تقول ران: وداعا ريدان.

بينما أفرين فقط خرجت مطاطاة الرأس و تبعتها ران مغلقة الباب خلفها.

سقطت ريدان على ركبتاها و قد راحت تبكي بشهقات طويلة، تلم يداها لصدرها، و كدت أبكي معها لشدة ما آلمتني ملامحها. لكني لم أستطع، لقد أصبح النظر لها أو لأخواتها يذكرني بشناعة ما فعلوا!!

لقد دمروا أكثر من حياة!!

حتى لاحظت أنها توقفت فجأة و نظرت للباب، لتتقدم ببطء حتى وصلت له نظرت عبر الثقب لألاحظ أنها وضعت يدها بفمها التفت بسرعة أمسكت الحقيبة التي بها الأشياء و صعدت الدرج.

في حين اقتربت أنا الٱخرى بخطوات هادئة لمست يدي الباب ثم قربت عيني ببطء شديد و بؤبها يرتعد. ما إن وضعت نظري حتى تقابل مع وجهه لأهتز تماما و أتراجع بسرعة للخلف فتعثرت بشيء و سقطت أرضًا.

ضرب الباب هو بفأسه حتى قام بكسرها ليصعد الدرج و هو يصرخ: ريدان!!! ريدان!!

أنا لم أفعل شيئا سوى التحديق بالأعلى، حتى سمعت صوت صراخ، لأضع يداي على ٱذناي و أصرخ أيضًا.

لاحظت من بين دموعي تحرك الغصن الذي يربط قدمي منسحبا، فأسرعت بلاحقه. أنا رأيت بالفعل سابقا ما سيحدث بالأعلى، ستقتل و تدفن أسفل الكوخ.

لحقت به بسرعة و الثلج على ما يبدو قد ارتفع أكثر، كنت خائفة للغاية، منهم و منه. جميعهم، غير مصدقة لما سمعت. ٱودورولان كانت حقا موجودة، و الأسباب الثلاثة حقيقية. و من تسبب بحدوث كل هذا، النساء الثلاث؟!

لمحت الباب فسارعت إليه اكثر حتى وصلت. عاد الغصن و أصبح جزءًا من هيئة الباب أخرجت المفتاح من رقبتي. أصبحت ٱدخله و أنا أرتعد حتى دخل القفل، لٱديره و يفتح ف
قابلتني نفس المنطقة التي دخلت منها، نفس البقعة بالحديقة لكنها كانت تمطر.

دخلت بسرعة ثم أرجعت الباب خلفي بقوة لٱغلقه ساحبةً المفتاح لعندي. تراجعت للخلف خطوات فوجدته ينسحب ببطء للأسفل حتى اختفى بعمق الظل الأسود ثم بدأ يتشكل فوق الكرة فراشات سوداء لتطير فجأة في السماء مبتعدة و تختفي الكرة!!

نظرت لها تصبح خارج منطقة نظري، لألمح كرسيًا قريب اتجهت إليه و أنا أهمس: علي أن ٱكلم الزهرة بسرعة.

جلست عليه و رغم أنها تمطر علي إلا أن رعبي جعلني ٱهمل الأمر قلت: أحتاج لمكالمتك بأمر ضروري.

ثم أغلقت عيناي.

رأيتها في نفس المكان كالعادة، لكنها كانت تمطر بالداخل.

"هل كنت تعلمين أن سمانثا هي من كتبت الوصية؟!"

قلت بسرعة دون لف أو دوران،

"الوصية التي طلبت مني البحث عنها كانت أهي هي من كتبتها؟! ثم إذا كانت تعرف مكانها لما لم تخبرني و حسب؟!"

أضفت ببعض من التوتر و الغضب ثم أكملت،

"لما عليها أن تصعب الٱمور دومًا؟!"

لم ترد علي، ثم وقفت تنفض ثوبها كتبت،

"أجل سمانثا هي من كتبتها، و لكن المرأة الرابعة من أخفتها"

أدارت رأسها قليلا،

"و أخبرت لوتبري عن مكانها، تلك العفريتة وحدها من تعرف مخبأها. حتى أنا لا أعلم."

ثم اختفت الكتابة حين أكملت. نظرت لها ببعض من الحدة،

"و هي ترفض إخباري عن مكانها دون إحضار كتاب لوداريوس."

أدارت رأسها إلي قليلا،

"و أنا أرفض إخبارك مكانه إلا إذا زرت قبر إنداك."

كتبت. فأوطأت رأسي بقلق، حتى ظهرت كتابة أمام عيناي،

"لكن.."

استغربت،

"ريفادور يعرف حاكمة أسفل دموع الحيتان"

دهشت، ثم رفعت رأسي لها. أعادته ناحية الضوء و كتبت،

"إذا طلب منها معروفًا، فيمكنها أن تعطيك مدة معينة للبقاء بأسفل دموع الحيتان دون أن يتم إلقائك"

ابتسمت بفرح و قلت: حقًا!! شكرًا جزيلا لك!!

"الأمر ليس مجاني"

كتبت، لتضيف بعدها،

"عليك أن تدفعي ثمن الوقت، و هو التضحية بيوم سعيد من ذكرياتك"

و شعرت أنا بضياع أكثر.

.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.

شكرًا للقرائة جميعًا ❤


مارأيكم بالفصل؟!

هل أنتم مع أم ضد آن في فكرتها؟!

سمانثا من كتبت الوصية، برأيكم ما علاقتها بالأمر؟! و بالنساء؟!

هل تعتقدن أن النساء الثلاث استحققن القتل أم كلا؟!

تحطم مملكة ٱدورولان كان من تحت يد النساء الثلاث، برأيكم لما فعلن ذلك؟!

من هو مورفن الذي تحدثوا عنه؟! الساحر الذي أحرق ٱدورولان؟!

مارأيكم بالكرة الحجرية و ما فعلت؟! هل أحببتم الفكرة؟!

ما علاقة ريفادور بحاكمة أسفل دموع الحيتان؟!

و بظنكم، أستقبل آن انتظار الكتاب، إلقاء جسدها، أو التضحية بذكرى يوم سعيد؟!

كذلك، ماذا كتبت بلور لليام يا ترى؟!

و سؤال أخير، ترى مين مو حاب بلور 🌚❤❤❤❤؟!



أنا خقيت على المخلوقة أكثر من آن نفسها 😭😭😭😭😭❤

+مهم:
في واحدة على السايات ذكرتني بنقطة "ليام الإيجابي" شكرًا جزيلا لك و الله نسيت 😅 لذلك شكرًًا جزيلا لك أود إبلاغك أن صوتك وصل لي.





سؤال اليوم:
أأنت إنطوائي اجتماعي أم مزاجي؟!

عنوان الفصل القادم:
دلوٌ فضي
مهم:قد ٱغير العنوان.







القادم إن شاء الله ❤
و يا إلهي كم أنتم رائعون للغاية 💐


بيلسان ✨

Continue lendo

Você também vai gostar

35.7K 2.7K 38
سيلفيريا... رواية ستأخذك في رحلة مليئة بالخيال والإثارة في العصور القديمة... حيث يسود عالمٌ مختلف تمامًا عن عصرنا الحالي... بذالك العصر كان يسوده عال...
294K 11.8K 27
كانا من ألد الأعداء لبعضهما لكن... ماذا لو جمعت بينهما قوةٌ غريبة!؟ "رفيق" 'نزلت تلك الكلمة عليّ كالصاعقة! لا حتماً لا يمكن أن يكون أكثر من كرهت يوما...
34.2K 3.3K 7
فتاة مسلمة تعيش في بلاد عربية وبنمط روتيني ، تجد نفسها بين ليلة وضحاها إبنة أكبر العائلات في كوريا وأخت أشهر أيدول من أشهر الفرق الكورية ، مين يونقي...
95.9K 4.2K 26
ماذا عن فتاه ذكيه جميله مهووسه بالكتب والقراءه سافرت عبر الزمن ، .. .. روايتي جهدي الشخصي 😚 8/12/2023 ... #1التاريخية #3الروحانية #7الخيال العلمي