رواية || الزهرة الزرقاء

By BilsaneShayne

418K 29.4K 17.5K

عن فتاة، نصف بشرية و نصف زهرة زرقاء. و عن الزهرة، التي تحيا بجسدها باحثةً عن حياة. -الحقوق محفوظة ©® -كل شيء... More

- حياتي اليومية كفاشلة
- العثور على عمل
- على مشارف الطريق
- بداية لكتابة حياتي
- مالذي يحدث معي؟
- لا بأس انا بخير
- زواج مصلحة
- رسالة تهديد
- صرخة قلب
- رضًا بالحال
- إستيقاظ الزهرة
- نداء إستغاثة للشخص الايجابي
- خلف القضبان أسرار تبتسم
- ذات الرداء الأسود
- انطلاق الرحلة
- أسطورة ٱودورولان
- إبنتي؟!!
- مدينة غافريش
- الكوخ
- كيان الجثة و سيدتها
- خيانة تلو الاخرى
عيد سعييييد
تسمم
تخطيط و تنفيذ
خادمة الزهرة
ألعابٌ نارية
البوابة الزرقاء
عودة بلور
سمانثا:سيدة فانوس الشمعة الزرقاء
تمرد و عصيان
محاولة نجاة
صراع البقاء
أربعة وجوه و صدى
ضحايا انكشاف و احتجاز
ريفادور بين أزهار الٱقحوان
أسفل دموع الحيتان
انقلاب الزهرة
هروب مزدوج
ضوءٌ أسود
تأثيراتٌ جانبِية
تأثيرات جانبية 2
عروس البحيرة
متاعب
عائلة كلايد
دعوة الزفاف
بابروسات و إليكسيل
كرة حجرية
-دلوٌ فضي
اختبار
-صندوقٌ خشبي
-صندوقٌ خشبي 2
وجهة نظر ليام
-أيلٌ صغير
ٱودري المتجمدة
غرفة أفرين

بابروسات و إليكسيل 2

5.2K 389 497
By BilsaneShayne

(46)

تذكير: في الفصل السابق عادت بلور لوحدها حين احست بألم آن، عبروا الباب الصغير الموجود اسفل منضدة التزيين و انتهى الامر بآن في حديقة صغيرة بمكان ما التقت فيه هناك بالفتاة و الصغيرة و أخبرتاها أنهما تمثلان قلبها فاحظاهما قسم السعادة -الفتاة الصغيرة التي اسمها بابروسات- و الثانية تمثل الألم -الشابة التي اسمها إليكسيل- .

.
.

"و نحن نملك أجسادًا بسبب قدرة الزهرة على الإحياء"

قالتا لي و شعرت بالأرض تدور، خفت أكثر و أصبح نفسي شيئا لم ٱسيطر عليه. وضعت يدي على المقبض حاولت إدارته ببطء شديد قبل أن ترياني.

"نحن نعلم كيف تجدين كتاب لوداريوس"

قالت الكبرى، بابروسات. و قد تقدمت ناحيتي خطوة، فتوقفت فورا مكاني.

نظرت ناحية المقبض و قالت: إذا أردت أن تعرفيها فلا أنصحك بأن تديري المقبض.

توترت، أنا أحتاج للمعلومات. فأزحت يدي ببطء حتى أنزلتها تماما.

لتمد الكبرى يدها، رفعت نظري لها بتعجب فقالت: ثقي بنا، لا يمكن للقلب أن يؤذي نفسه صحيح؟!

نظرت لها لأبتسم بشحوب بعض الشيء، أمسكت يدها و قلت: مخطأة.

رفعت رأسي إليها،

"لطالما آذيت قلبي بنفسي"
ابتسمت بوهنٍ و أردفت،

"آسفة لإيذاءكما"

ما لبثت أن سحبتني الصغيرة من ثوبي و قالت: مالذي تقولينه أنت لم تؤذنا هذا عملنا لذلك لا بأس.

فابتسمت لها لأمشي معهما. جلست الصغيرة أرضًا بينما الكبرى على كرسي، في حين اخترت أنا إحدى الأرجوحتان مبقية مسافة أمان بعد كل شيء.

نظرت لهما بالتوالي حتى قلت: ح-حسنا إذا، أين هو كتاب لود-

لكن الكبرى قاطعتني،

"هل تعلمين لما إحدانا كبرى و الثانية صغرى؟!"

استغربت ثم نظرت للصغيرة فابتسمت بوجهي ببرائة في حين الٱخرى ظلت تنظر لي ببرود.

هززت رأسي نافية و قلت: كلا.

نظرت بابروسات -الكبرى- للسماء ثم قالت: هذا لأن حزنك أكبر من فرحك.

استغربت فنظرت لي و أردفت،

"لقد ولدنا أنا و إليكسيل في نفس يوم ولادتك، نحن ٱختان، توأمتان. و قد كنا نكبر معا و بطبيعية حتى بلغت أنت الخامسة و توقف فرحك"

دهشت للحظة، نطقت الصغيرة و قد بدى عليها الألم: لقد توقفت عن النمو أنا منذ الخامسة، و ظلت ٱختي تكبر، لأن حزنك لم يتوقف عن الظهور.

أوطأت رأسي، ثم رحت ٱحرك الٱرجوحة قليلا قائلة: لكن هذا محال، فأنا أملك ذكريات سعيدة بالسنوات الماضية.

" لا، لا تملكين"
نطقت الصغيرة فنظرت لها لتبتسم لي في حزن: و إن فعلت فهي مجرد إنشات تزيد طولي و حسب أما بنيتي فظلت صغيرة، لأن سعادتك ليست كاملة و دائما ما يشوبها شيء.

قهقهت بسخرية ثم فقط صمتت لتسألني بابروسات: هل تذكرين طفولتك؟!

نظرت لها و حركت رأسي نافية، لتهمهم بعض الشيء ثم تقف و تجلس بجانبي على الٱرجوحة محركةً إياها.

"إليكسيل أيضا لا تذكر شيئا"
تكلمت لٱوجه عيناي للصغيرة.

هزت رأسها إيجابا ثم قالت: أنا لا أذكر شيئا من صغري، أعني صغرك كل ما أعلمه أن الألم بدأ بعمر الخمس سنوات.

ثم أضافت بابروسات: و أنا لا أذكر سبب نموي، أعني اللحظة المؤلمة التي أدت لوجودي بحياتك.

رفعت عيناي للأعلى و قلت: ربما هي لحظة وفاة أبي، فكل ما أذكره منها أني استيقظت و وجدت الجميع يبكي و يرتدي الأسود.

تنهدت بخفة مرجعةً رأسي للخلف: و في نفس اليوم أيضا كنت قد ٱصبت بالشلل.

أجابت إليكسيل: أجل، ربما ذلك هو السبب.

أوطأت رأسي ثم سألتها: و الآن أخبريني أين هو كتاب لوداريوس؟!

"لما أنت مستعجلة هكذا؟!"

سألتني بابروسات فابتسمت لأقول: لأن صديقتي عالقة لوحدها بالداخل كما أنه تجاوز منتصف الليل.

"لا يمكنني أن ٱخبرك مكانه فهو يظهر فقط للأشخاص الذين يريد أن يظهر لهم"

كدت أنطق لكنها قاطعتني ببرود: قلت لك سٱخبرك كيف تجدينه لا أين هو.

صمتت،

يا إلهي بحق هل هذا قلبي لما هو بارد هكذا.

قلت لنفسي، حتى وجدتها تجيب: و هل تظننينه سيكون سعيدًا مثلاً.

ابتسمت بتوتر فقد سمعتني لتضيف بجدية: أنا حزنك، أتدرين كم هو بارد؟؟

نظرت لها بألم و قلت: حسنا أنا آسفة.

ابتسمت إليكسيل و قالت: لا داعي لتتأسفي آن، هي هكذا دائما. مهما كان الحزن باردًا، فهو يشمل جزءًا من الدفء. ذاك الدفء الذي يظهر بدموعنا، أو حتى بعناق أنفسنا، لابد من وجود ثغرة.

نظرت لها بدهشة ثم قلت بمرح: يا إلهي ما ألطفك أنت ذكية رغم صغرك، أشعر بالفخر بقلبي حقًا لأنه يمثل شخصان مثلكما.

فخجلت مطاطأة الرأس في حين ابتسمت بابروسات بشحوب لأسأل الصغرى: صحيح أوَ ليس من المفترض أن اسمك هو بابروسات، لوسيندا أخبرتني هذا.

حركت رأسها نافية و قالت: لالا، لوسيندا تخطأ بيننا لأنني أنا و بابروسات نتشابه.

"شيءٌ آخر"
تكلمت، لأزيد: كيف استطاعت لوسيندا رؤيتك؟! أيضا تلك الليلة حين جرى التمرد و بقبو الذي اختبأنا به..

"هي التي أوصلتك صحيح؟!"

قاطعتني بابروسات -الكبرى- لأهز رأسي إيجابا فأضافت: لا تقلقي لقد كانت مجرد وصلة، النساء الثلاث هن من تحكمن بها ليلتها.

"و ماذا عن رؤيتها لإليكسيل؟!"

سألت، فأجابتني المقصودة تبتسم: لأني أنا من أريتها نفسي عن قصد.

"لهذا إذًا.."
تكلمت بفاه مفتوح لأقول برعب بعدها: لقد أخافتني حقا بتلك الفترة.

قهقهت إليكسيل علي، لتتكلم بابروسات: بالنسبة لكتاب لوداريوس، هل سبق أن ظهر لك؟!

أومأت برأسي لأقول: أجل، حين ٱصيب ليام لقد وجدته بالمكتبة في تلك المرة.

همهمت، حركت الٱرجوحة و قالت: ليظهر عليك أن تكوني في خطر، أن تنقذي أحدًا من الخطر، أن تنتظري ظهوره مرة ٱخرى لوحده، أو تسألي الزهرة عن مكانه.

وقفت إليكسيل و جلست على الكرسي الذي بيميننا فحركت بابروسات الٱرجوحة بقوة قليلا.

تكلمت أنا و قد دفعت ٱرجوحتي أكثر: حسنا الخياران الأولان احذفيهما، و الثالث أيضا فأنا لا يمكنني انتظاره. لذا فبقي الثالث لكن كيف تعرف الزهرة عن مكانه؟! ألم تقولي أنه يظهر فقط لمن يريد.

"أجل، و هما يربطهما الدم لهذا بالطبع سيظهر أمامها و هي تعلم جيدًا كيف تجده"

صعدت أنا للأعلى في حين نزلت هي، كنا نتأرجح بالتوالي و إليكسيل فقط تراقبنا، سألتها: ماذا تقصدين بمترابطين بالدم؟!

" ألا تعلمين؟!"

قالت، فالتفت لها و أنا بالأعلى ثم سرعان ما نزلنا لٱجيبها: أعلم ماذا؟!

"صاحب الكتاب، أعني لوداريوس. إنه يكون والد الزهرة"

فتحت فمي تلقائيا و وضعت قدماي على الأرض فور ملامستهما لها لٱصدر صوت احتكاك ثم تتوقف. قلت بدهشة: والدها؟! كيف هذا؟! أعني اشرحي لي أكثر.

توقفت هي أيضا ثم نظرت لي: ماذا أشرح لك، هذا كل ما أعلمه لوداريوس كان حاكم قبيلة الزهور و هو نفسه والد الزهرة.

أغمضت عيناي واضعةً كلتا راحة يداي بالمقدمة محركة إياهما للأمام و الخلف بمسافة قليلة موقفةً إياها بقولي: مهلاً مهلاً قلت حاكم قبيلة الزهور؟! أهذا يعني أن الزهرة أميرة!!

نظرت لي ببرود و قالت: نعم.

فتحت فمي بقوة و صرخت ممسكة بحبل الٱرجوحة مقدمةً رأسي ناحيتها: كيف علمتما، أيعقل أن يعلم قلبي أشياء لا أعلمها أنا؟!

تكلمت إليكسيل: لكن آن، نحن نعيش معها. بنفس الظلمة، و نسمعها دومًا تكرر نفس الأشياء منذ سنوات لذلك استنتجنا.

"تسمعونها؟! أتكلمكم؟!"
سألتها بتعجب مرخية نفسي.

حركت إليكسيل رأسها نفيا فأجابتني بابروسات: لا حاجة للقلب أن يسمع، يكفي أنه يشعر فيترجم ما بخلدها و إن انعدم الصوت.

رفعت يدي و وضعته على صدري ثم لهما و قد لمعت بعيناي نجوم: يا إلهي قلبي حقا رائع!!

قهقهتا لثوان ثم ضحكتا و كذلك أنا، حتى عدت لسؤالهما: و هل تعلمون شيئا آخر عنها؟!

حركت بابروسات رأسها نافية لكن إليكسيل قالت: منطقة أسفل دموع الحيتان؟!

اعتدلت بجلستي و قلت: لا أنا أعرف عنها.

"أنت لا تفهمين، لقد تحدثت عن وجود قبر إنداك بأسفل دموع الحيتان"

تكلمت، و التفت لها فورا سألتها: قبر إنداك؟! من هو إنداك؟!

توترت للحظة ثم أنزلت عيناها للأسفل بحزن و قد رفعت قدماها ضامةً إياهما لصدرها. استغربت فنظرت لبابروسات لأجدها هي الٱخرى بشفاه مقوسة تلعب بقدماها في الأرض.

" إنداك.."
تكلمت بابروسات،خطفت عينها لي بلحظة سريعة ثم أعادتها للتراب حين قالت: إنداك هو اسم الورد الأسود الذي أحبته الزهرة.

فتحت فمي و كذلك اتسعت عيناي قلت بغير تصديق: أهو ميت؟!

ثانية نظرت لي بابروسات بنصف عينها ثم أرجعتها للأرض قائلة بألم: أجل.

وضعت يدي على فمي في صدمة ثم اعتدلت بجلستي و قد أسقطت يدي الأخرى. سرعان ما نظرت لأمامي في صمت و قد ضاقت عيناي حتى قلت: عائلتها، جميعهم موتى كذلك صحيح؟!

نظرت لي للحظة، بابروسات. ثم راحت تحرك الٱرجوحة ببطء شديد مصدرة ضجيجًا خفيفًا أجابتني: كل قوم الزهر الأزرق، ٱبيدوا عن بكرة أبيهم. الزهرة الزرقاء، هي آخر فرد.

أضقت عيناي أكثر، و قد شعرت ببعضٍ من الألم عليها. هي وحيدة تمامًا، و لسبب ما لم أعد ألومها، تستحق أن تنتقم.

"بالمناسبة سٱريك شيئا تعالي"

قالت بابروسات ثم وقفت لألحق بها أنا و إليكسيل. اتجهت ناحية شجرة ثم وقفت خلفها أدخلت يدها بالجذع ثم أخرجت قطعة زجاج مثلثة.

قدمتها لي و قالت: ضعيها قرب إحدى عينيك و أغلقيهما، ثم احسبي حتى ثمانية و افتحيهما ثانية.

أخذت القطعة رمقتها للحظات ثم نفذت ما قالت لأنطق: واحد، اثنان، ثلاثة.

فتحت عيناي، لتحتل الدهشة سماتي في حين التمعت عيناي. لقد رأيت أشخاصًا آخرين غيرنا. كان هناك أطفال أيضا نساء و حتى بعض الرجال. كان لكل منهم شعر بلون مختلف، غريب، و العيون أيضا. لم يبدوا أنهم لاحظونا إطلاقا.

قالت بابروسات: لقد ظهرت الزهرة الزرقاء سابقًا بهذا القصر، كل هؤلاء الأشخاص الذين ترينهم تم إحيائهم بطاقتها.

سألتها: لا ينتبهون لنا؟!

نظرت لي لحظة ثم لهم قالت: لا ينتبهون لك فقط.

ثم وجدت إليكسيل فجأة ركضت لتتجه ناحية بعض الأطفال و تبدأ اللعب.

" بطريقة ما، إحيائهم لم يكن كاملا. لذلك امتلكوا نصف أجساد"
قالت بابروسات، لتسير خطوة و تكمل: حيث أنه يمكنهم التفاعل مع بعضهم البعض فقط و أقصد بذلك الركض الجري و أشياء بشرية، لكن لا يستطيعون التفاعل مع البشر.

أنزلت قطعة الزجاط فلم أستطع رؤيتهم ثم رفعتها لعيناي فعادوا لناظري. رفعت القطعة و قلت لها: و ما هذه؟!

مدت يدها لٱقدمها لها في حين قالت و هي تعيدها لوسط الجذع: إنها بعض من الزجاج الذي تخلفه الزهرة بعد أن يتم قطفها و هو قديم للغاية يتجاوز الأربع قرون.

ابتعدت بعدها عن الشجرة لأقول: مالذي تقصدين بتخلفه؟!

"في كل مرة تقطف الزهرة فإن هناك بضع قطعٍ قليلة لزجاج منكسر تظهر بالتربة تسمح للبشر بأن يكشفوا بها الزهور عن طريق الرؤية عبرها. و يختلف العد من قطعة لٱخرى حسب عدد الرؤوس التي بها."

أجابتني ببرود تحدق بإليكسيل ففعلت نفس الشيء، حتى وجدناها ركضت لعندنا حينها تكلمت بابروسات،

"عليك أن تذهبي الآن، تأخر الوقت."

التفت لها لأقول: معك حق، لكن أخبريني كيف أجد صديقتي؟!

" لا تقلقي فقط عودي من نفس الطريق و حين تقتربين سيفتح الجدار لوحده"

أومأت برأسي ثم وقفت و كذلك كلاهما.

" حسنا، شكرًا جزيلا لكما على كل المعلومات"
أردفت بابتسامة.

لتومئ بابروسات و تجيب إليكسيل: لا شكر على واجب.

تقدمت بالسير نحو الباب حتى نادت علي بابروسات،

"آن"

استدرت لها برأسي فقط لتقول ببعضٍ من القلق: القصر ليس كما يبدو، عليك أن تنتبهي.

التفت لها كاملة و سألت: مالذي تقصدين؟!

توترت قليلاً ثم أنزلت رأسها بضيق، نظرت لها إليكسيل ثم إلي و تكلمت: نحن نستطيع أن نسمع الأحاسيس.

غيرت بعيناي لبابروسات التي نطقت: و حين نجوب القصر بين الفترات، فهناك مشاعر مخيفة. هناك شيء ما مخفي لم نستطع تحديده، لكنه مرعب و مليء بالحقد و الألم.

ابتسمت بشحوب ثم ضممت يداي لي قلت: لا تقلقن أعلم هذا، إن للأمر علاقة بالنساء الأربع و ما حدث معهن.

لكن نظرة القلق لم تخفى عن وجهها بل أضافت: ذلك شيء آخر.

استغربت، فأكملت،

"النساء، إنهن يملكن شيئا مظلمًا، أو إحداهن على الأقل. لسن نقيات بالكامل، انتبهي. "

لم أدري أي ملامح أرسم فابتسمت مرة ٱخرى بضعف و قلت: حسنا فهمت، شكرًا جزيلا لكما على قلقكما، لكن هناك ما أود السؤال عنه.

صمتتا فاعتبرته موافقة لأسأل: لمن تعود تلك الدمى؟! التي تشبه ليام و البقية؟!

نظروا لها ثم ما لبثت أن أجابت إليكسيل: نحن لا نعلم، إنها موجودة هنا منذ عثرنا على هذه الحديقة.

أمسكت بيد بابروسات ثم أغلقت عيناها و قد ارتسم بملامحها فرح غريب، قالت: هذه الحديقة مليئة بالأحاسيس السعيدة، ثمة تفاؤلٌ غريب بها و صدى ضحك، الكثير من الضحك، لأشخاص مبتهجين.

فتحت عيناها مضيقة إياهما بحزن،

" لكن بلحظة ما، كل شيء يقطع."
أنزلت رأسها بألم و واصلت: لقد كان هناك فرح، و كأي فرح، اضمحل لملوحة الدمع.

صمتنا و رفعت أنا رأسي للسماء، كانت النجوم واضحة و جميلة للغاية، القمر لم يكتمل بعد.

" لا بأس إليكسيل"
قلت، فالتفت لي لأبتسم ناحية السماء: سيسطع الفرح يومًا، و إن كان بسيطًا فسيكون كافيًا لتجفيف الدموع.

ثم نظرت لها و ابتسمت فظهرت نفس الملامح بوجهها، قالت: أجل.

لتردف بابروسات: أيضا، إياك و أن تضيعي المفتاح الذي على رقبتك.

أمسكته و أنا أنظر له، سلسلته طويلة،

" هو يفتح أي باب بالقصر"
رفعت رأسي بدهشة لتضيف بحدة: و أنا أعني بذلك أي بابٍ و أي قفل.

أعدت بعيناي له ثم لها، قلت بثقة: حسنا، لن أفعل.

لن ٱكرر نفس الخطأ مثل ما حدث لسمانثا.

ضاقت عيناي للحظة حتى قالت إليكسيل: اسرعي الآن سيحضر ليام بعد قليل.

انتبهت لكلامها فرفعت عيناي بقلق لأقول: مالذي تقصدين؟!

ابتسمت مثنية ظهرها قليلا للأمام لتقول: إنه يأتي لتفقدك كل يوم عند الثالثة فجرًا.

خجلت لأسألها: هذا مستحيل!! ثم كيف تعلمين بهذا؟!

أجابتني بابروسات ببرودها: نحن لا ننام، القلب لا يفعل. نحن دومًا بجانبك لذلك نراه حين يأتي، و من دقات نبضه يبدو أنه يعاني من نفس الكابوس يوميًا.

"كابوس؟!"

تكلمت بحيرة لتهز رأسها إيجابا، حينها قلقت بعض الشيء.

تقدما لعندي لتقول بابروسات: حاولي محادثته، أنا أظن أنه يعلم ببعض الأشياء.

رفعت رأسي لها ابتسمت بضعف قليلا و قلت: حسنا سأفعل.

" أيضا.."
تكلمت إليكسيل فنظرت إليها،
"لأجلي من فضلك امضي بعض الوقت معه، فأنت تشعرين بالسعادة و أنا أنمو"
أكملت.

فاحمر وجهي لتبتسم بابروسات و أنا توترت. قلت: حسنا سٱحاول، الآن عن إذنكما علي الذهاب.

تقدمت بالسير تاركةً إياهما خلفي، أمسكت المقبض حينها فقط قلت: اسمعا..
التفت بابتسامة: آسفة لكل الألم الذي سببته لكما، آسفة يا قلبي.
قلت.

دهشتا للحظة، لاحظت هذا لكني سرعان ما رفعت يدي ملوحة لهما ثم فتحت الباب عبرته و أغلقته خلفي.

ظللت متكأة عليه للحظات و قد غزا ملامحي ألم لم أفهم مصدره. لا أعلم أهو على قلبي المسكين على الزهرة أم على نفسي؟! قسم سعادتي ليس بعمر الدخول للمدرسة حتى!! و حزني يكاد يتخرج!! يالشدة ألمي على حالي و عليهما.

ظلت الأضواء الكروية تضيء الممر كلما تقدمت و أنا أتشبث بالمفتاح على صدري، ابتسمت بفرح لوهلة حين تذكرت قولهما، أن ليام يتفقدني كل ليلة. أشعر بالسعادة، أرجو أن تكون و لو بمقدار سنتيمترين لتطولي يا إليكسيل.

رفعت رأسي فلمحت الجدار و ما إن ظل بيني و بينه أربع خطوات حتى فتح لوحده. ظهر وجه بلور و قد كانت غاضبة بشدة سرعان ما ركضت لعندي و راحت تكتبت:

" لما تأخرت هكذا؟! هل حدث لك شيء؟! أين ذهبت؟! هل تعرضت للأذى؟! لقد قلقت كثيرًا كنت سٱمهلك نصف ساعة ٱخرى و أذهب لإخبار الملك ليام"

ارتعدت و تكلمت بسرعة: مهلاً إياك و إخباره أنا بخير لا تخبريه.

تنهدت الصعداء و أرخت أكتافها لتكتب: قلت لك كنت، من حظك أنك ظهرت الآن.

ثم قامت بسحبي من يدي و قد كتبت: لنعد بسرعة الآن تأخر الوقت.

أومأت لها و مشيت معها، التفت أثناء ذلك فوجدت أن الجدار اختفى و البوابة ظلت مفتوحة. أمعنت جيدًا بالمكان كان ليبدو جميلاً لو انه لم يكن مهدمًا.

غُصنا بعدها وسط ذلك الظلام مجددًا و الكرات الضوئية تنير المكان، كنت أتبع بلور هذه المرة و أنا ٱفكر، علي حقًا الذهاب لمنطقة أسفل دموع الحيتان.

علي أن أعرف ما حدث للزهرة.

" حسنا اصعدي أنت أولا ثم أنا بعدك"

كتبتت بلور فوافقتها لأضع قدما على السلم ثم أبدأ بالصعود شيئا فشيء و قد سقطت قلنسوتي، نظرت للأسفل أتحقق من وجودها ثم أكملت الصعود حتى وصلنا للفتحة بعد مدة، و لاحظت حينها أن كل الكرات التي ٱشعلت أثناء ارتفاعنا ٱطفئت لحظة وصولي.

أدخلت رأسي و يداي ثم سحبت نفسي للداخل حتى عبرت. التفت لورائي بعدها و مددت يداي قائلة: بلور تمسكي بي.

ففعلت لأقوم بجذبها ناحيتي حتى دخلت هي الٱخرى. نظرت للفتحة فوجدت أن الظلام عاد إليها، خرجت بلور من أسفل منضدة التزيين و قمت أنا بدفع الباب لأظل ٱراقبه فأجد أن الشق اختفى و القفل كذلك كأنما محي، عاد الجدار لطبيعته و أنا في دهشة.

تزحزحت للخلف ثم وقفت سرعان ما أمنت ابتعادي عن المنضدة. فتحت الرداء وضعته على الكرسي و حين استدرت لبلور كانت تمسك بالفعل ردائها.

"هاته عنك"
قلت لها ثم أخذته لكنها رفضت أن تقدمه لي، و حين رفعت رأسي كانت قد كتبت:

"أين ذهبتِ؟! و لما تأخرت؟!"

كانت نظراتها جدية، فابتسمت ثم أخذت منها الرداء قلت: لا تقلقي، كل ما في الأمر أني حادثت قلبي.

استغربت، لكني سرت ناحية السرير، نزعت الغطاء و استلقيت فوق السرير بينما أقول: دعك من هذا، كل ما يهم للآن أني صرت متأكدة من شيئ واحد.

أسرعت هي و استلقت بجانبي، أطفأت الأضواء لأقول مغلقةً العينان: الزهرة لديها كل الحق لتنتقم.

لم أترك لها الفرصة لتسألني، فقد تظاهرت فورًا بالنوم لذلك هي فقط صمتت التفتت على جانبها الآخر و أعطتني بظهرها ثم نامت.

أما أنا، فظللت أنتظره.

أردت أن أتاكد من كلام إليكسيل عن ليام، أنه يأتي كل ليلة. ظلت لدي تلك السذاجة البسيطة، لأستنتج لنفسي من العدم أنه يهتم قليلا، و أنه ليس بالصلابة التي يبدو عليها. لكنه لم يفعل، لقد ظللت كالبومة حتى أشرقت الشمس. حينها ضحكت على نفسي، حتى قلبي و أصبح يسخر مني، لأنام.

حين استيقظت صباحا، بلور لم تكن بجانبي. استحممت و غيرت ملابسي ثم نظرت للنافذة، كان الجو لطيفًا للغاية، لكن الحديقة التي ٱطل عليها بها حراس لذلك لم أود الخروج.

حاولت أن ٱجرب حظي، و اتجهت ناحية الباب كدت أخرج لولا أن الحارسان أوقفاني ليقول أحدهما: نحن آسفان سيدتي، لكن الحاكم لا يزال يمنع خروجك.

نظرت لهما بضيق ثم فقط انسحبت و أغلقت البابا خلفي في هدوء. ظللت طوال اليوم لوحدي و لا أعلم أين ذهبت بلور، كل ما فعلته كان القراءة و النظر من النافذة بين الحين و الآخر حتى حل المساء.

رميت بنفسي على السرير و ظللت أنظر للسقف، فكرت بأمر الزهرة مرة ٱخرى. لقد كنت خائفة من محادثتها، لا أعلم كيف ٱواجهها، حتى قررت أن أفعل و ليحدث ما يحظث انا بالفعل غارقة.

"أود أن ٱحادثك"

قلت، ثم أغمضت عيناي و قد همست:

"بوفينيل"

و لم ألبث دقيقتين، حتى فتحت عيناي مرة ٱخرى فوجدت الظلام و فتحة الضوء تنير بعضًا منه. كانت تجلس ضامةً قدماها لها السلاسل حول يداها و تعطيني بظهرها.

تقدمت خطوتين، فدهست شيئا و قد أحدثت صوت انكساره. أمسكت اطراف ثوبي لأرفعه قليلا ثم أنزلت نظري فوجدت أني دهست بتلات مفتتةً إياها لجزيئات صغيرة.

ثم مددت عيناي بالمكان فانتبهت أني أقف فوق ساحة ملئت بالبتلات الزرقاء، أو الأفضل قول فتاتها. فمعظمها كان محطم و قليل فقط لا زال على هيئته، مثل الذي وضعت قدمي عليه، نظرت لللبتلات بألم.

أذكر أن العجوز من يوم التمرد، قالت أن البتلات تمثل قلب الزهور.

أعتقد أن قلبها محطم.

عبست ملامحي و حركت عيناي لها لٱرخي يداي تاركةً ثوبي.

فتحت فمي لوهلة ثم تراجعت، لكني تشجعت مرة ٱخرى لأقول: سأستمع لك إن أردتِ.

لم ترد علي، بل لم تتحرك حتى.

"هل أنت بخير؟!"

سألتها، و ثانية أجابني الصمت. أوطأت رأسي لحظتها و قد ضممت يداي لبعض ابتسمت بحزن قلت: هل أحببته كثيرًا؟!

رفعت رأسي،

"إنداك"

أكملت، شعرت حينها بالبتلات تتفتت أكثر. ثم لمحت دموعها من بعيد و قد رفعت رأسها للأعلى.

جلست أرضا على ركبتاي و قد فردت ثوبي، لٱضيف: أتعلمين، أنا بحياتي لم أخسر إلا شخصًا واحدًا كان أبي. و حياتي بالفعل دمرت بعد ذهابه.

نظرت لثوبي،

"لذلك أنا حقًا مهما فعلت، لا يمكنني أن أشعر بمقدار ألمك. لكني بالتأكيد سأعذرك"

ابتسمت بحزن لها،

"لك كل الحق في ما تفعلينه"

لم ترد علي، بداية. حتى كتبت،

"سٱساعدك لتجدي الكتاب"

قلت بغير تصديق: حقًا؟!

"أجل"

كتبت،

"لكن في المقابل، حين نذهب لأسفل دموع الحيتان. ستتركينني لأنفصل عنك لحظات"

أضافت، فوقفت و قلت لها: طبعًا، كما تشائين.

"هذا ليس بتلك البساطة"

كتبت ثم تحركت بجلستها قليلا لتواصل،

" لا يدخل أسفل دموع الحيتان البشر، فقط من هم أشياء حسية جماد نبات و آخرون، من ليس لهم الحق في امتلاك أجساد و أحياء. "

وقفت بعدها لتكمل،

"و حين انفصل عنك، أنت ستكونين بشرية كاملة و ليس نصف زهرة و نصف إنسان. أسفل دموع الحيتان ستطردك و هذه أيضا ليست المشكلة"

استغربت فسألتها: مالأمر إذا؟!

التفت بزاوية صغيرة فقط لتقول،

"حين انفصل عنك أنت ستموتين "

ارتعدت و قبل أن أسألها سبقتني،

"كم مرة ٱكرر لك، أنا ما يبقيك على قيد الحياة. بفضل قوتي أنت موجودة. حين تلقيك أسفل دموع الحيتان خارجًا ستلقيك جثة، و قد تضعك بأي مكان."

و زادت رعبي حين قالت،

"قد تلقيك بالبحر، قد تضعك خلف متجر، أو حتى وسط سوق شعبي. و تخيلي أنت ردة الناس لرؤيتهم جثة. قد يدفنونك قد يشرحونك أو حتى يخفونك، حسب المكان الذي ظهرت به. "

توترت بشدة فنطقت: لكن لما لا تخرجني فقط لنفس المكان الذي دخلت عبره؟!

حركت رأسها نافية،

"أنت خرقت قانون دخولها، و أسفل دموع الحيتان لا تتساهل. خاصة مع البشر، فهم سبب معاناة سكانها. و سبب بكاء الحيتان طول العام لحماية تلك المنطقة."

مدت يدها للأمام لتقول،

" إذا حدث مكروه لجسدك، أنا لا أستطيع فعل شيء. و إن استطعت بث الحياة فأنا أفعل ذلك للشخص مرة واحدة بالعمر، لست إله بعد كل شيء."

لمست أصابعها البيضاء الضوء لتردف،

"ثم تذكري أنت استهلكت بالفعل فرصتك ليلة الألعاب النارية، لقد توفيت و أعدتك للحياة. الآن كل ما أستطيع فعله هو حمايتك حين أكون بداخلك، لكن إعادتك من الموت هو أمر ليس بيدي بعد اليوم"

أعادت يدها لها لتقول ببرود،

"لذا إذا قطع رأسك أو حدث لجسدك شيء و أنا لست بداخلك، انتهى أمرك. و أنتظر أنا أربعة قرون ٱخرى للزهرة القادمة"

شعرت بالرعب و قلت لها: سيقطع رأسي!! لا نستطيع إذا الانفصال، كيف سأعثر على الكتاب هكذا؟!

شعرت بالخيبة فقلت: أرجوك ألا يوجد حل آخر.

صمتت لحظات، لتكتبت،

"أنا لم أزر قبر إنداك، منذ ثمانية عشر قرنًا. و لن ٱضيع الفرصة الآن."

شعرت بالتوتر و شبكت على ثوبي، لما لا يمكنها أن تقدم فقط شيئا بالمجان. حتى سمعت صوتا يناديني،

"سيدتي!! سيدتي!!"

رفعت رأسي للأعلى من حيث كان مصدر الصوت فلم أرى شيئا، كتبت،

"إنهم ينادونك، اذهبي الآن، سٱكلمك فيما بعد و فكري بالأمر جيدًا."

لم أرد عليها للحظة، حتى قلت: حسنا.

ثم أغلقت عيناي، لأفتحهما مرة ٱخرى.

اعتدلت بجلستي فوجدت بضع خادمات حولي و قد استغربت وجودهن، كن ثلاثة و بلور الرابعة.

ابتعدت عني التي كانت توقظني لتقول: آسفة لإيقاظك سيدتي.

اعتدلت بجلستي فسقط شعري ببطء للأسفل قلت: لا بأس.

ثم رفعت نظري لهم فسألتهن: لكن مالأمر؟! لما أنتن مجتمعات فجأة؟!

نطقت نفس التي أيقظتني: الحاكم طلب مني أن أطلب منك تجهيز نفسك فهناك ضيوف يريدك أن تقابليهم.

استغربت: ضيوف؟!

أومأت إيجابا لتقول: أجل، إنهم ينتظرون قدومك.

"لكن من هم؟!"

سألتها فأردفت: نحن لا نعلم سيدتي.

أومأت متفهمة و قد قلت: حسنا.

وقفت بعدها و قمت بتغيير ثيابي لٱخرى رسمية بعض الشيء و أسدلت شعري. خرجت معي بلور و أنا سعيدة و إن شعرت ببعض من القلق، فأخيرًا تركت الغرفة.

توقفت وسط الطريق، و التفت فوجدت بقية الخادمات يتبعنني ابتسمت و قلت: لو سمحتم أيمكنني التحدث مع بلور على الإنفراد؟!

نظرن لبعض في قلق لوهلة لكني أضفت: لن ٱطيل الأمر.

حينها أومأن لتقول واحدة: سننتظرك في نهاية الرواق سيدتي.

هززت رأسي موافقة ليتقدمن، و ما إن ابتعدن عن ناظري أمسكت ثوبي ثم أسرعت ناحية بلور و هي كذلك.

"هل تعلمين ما يحدث؟!"

سألتها فحركت رأسها نفيا لأقول: و لا أنا، ثم أليس من الغريب أن يمنع خروجي كل تلك المدة ثم يقول فجأة أن هناك ضيوف.

نظرت لي بحدة ثم كتبت،

"كما أنه طرح علي أسئلة كثيرة، أيضا أحسست منذ الصباح أن هناك من يراقبني."

استغربت فتقدمت إليها خطوة و قلت: مالذي تقصدينه؟!
اعتدلت بوقفتي،
"و صحيح أين كنت منذ الصباح؟!"
أضفت.

قامت بضم يداها ثم كتبت،

" لقد نادى علي الملك بداية، ثم بدأ بطرح أسئلة عن الزهرة و عنك. بعدها أردت أن آتي لعندك حتى ٱخبرك لكني شعرت بأحدهم يراقبني طول اليوم لذلك لم أستطع القدوم."

قلقت لأسألها: و مالذي سألك بالضبط ليام؟!

نظرت لي بحدة و كتبت،

" سألني إذا كنت أعرف معلومات عن حياة الزهرة في الماضي، و إذا لاحظت تصرفات غريبة عليك أو حتى اختفائك ثانية. أو إن كنت تحادثين الزهرة دون علمنا."

اصفر وجهي،

هل يشك بشيء؟!

قلت لنفسي ثم نظرت لها بخوف و قلت: أنت لم تخبريه عن البارحة صحيح؟!

كتفت يداها ثم كتبت بملامح غاضبة بعض الشيء،

" هل أنت مجنونة ذلك سرنا و بالطبع لم ٱخبره، لقد وعدتك."

ابتسمت بدفء ثم تقدمت إليها و ضممتها بقوة، ابتعدت و قلت: شكرًا جزيلا لك بلور.

استغربت للحظة ثم ما لبثت أن ابتسمت و هزت رأسها إيجابا.

التفت بعدها بثقة قلت: لنذهب إذا، أقله واثقة أني لم أفعل خطأ هذه المرة.

ثم مشيت و هي تتبعني.

تقدمنا و وجدت بالفعل الخادمات في نهاية الرواق ينتظرن، سرت بالأمام في حين تلحقني بلور و الخادمات. حين وصلنا للباب أخذت نفسا عميقا و زفرته ثم التفت لبلور فنظرت لي نظرات واثقة لأهز رأسي لها.

تركت ثوبي ثم نفضته، لأدق الباب بعدها و ٱعيد يدي أشبكها بالثانية. فُتح الباب و ظهر منه الضوء، لمحت كذلك ليام التف سرعان ما سمع صوت الباب.

لقد لاحظت أشخاصًا آخرين، كان جاك هناك. جاك!! مرت فترة طويلة منذ آخر مرة رأيته فيها. و بجانبه روبرت الشخص الذي ترك ليام المملكة بعهدته حين زرنا كايفيريدان.

لكن كان هناك غيره. لقد رأيت رجلان بثياب ريفية، متسخة، بدى عليهم السفر. و امرأة بثياب راقية تجلس على كرسي.

و إدوارد هنا!! الحاكم إدوارد من كايفيريدان!!

كان معه حارسان أيضا، لقد سرحت للحظة. حتى شعرت بيد بلور على ظهري، حينها انتبهت فتقدمت للأمام بنظرات واثقة. وقفت بالوسط، فلاحظت ضجيجًا خلفي، استرقت بنظري لأجدها بلور، منعوها من الدخول.

سرعان ما التفت و قلت ببعض من الحزم: ٱتركاها تدخل إنها معي.

لم يردا علي بداية، الحراس. بل نظرا لليام حينها استدرت للمقصود فأومأ لهم ليسمحوا لها بالدخول و تبعد هي يدها عنهم بالقوة. لحقتني و وقفت خلفي لأسترق لها النظر و أبتسم براحة.

أعدت عيناي للأمام بثقة عالية، ثنيت قدماي قليلا كاحترام لإدوارد و قد أغلقت عيناي قائلة: جلالتك.
ثم اعتدلت بوقفتي و اكتفى هو بهز رأسه قائلا: الحاكمة آن.

ظلوا صامتين بعدها فقط ينظرون لي توترت، لأسأل: مع بالغ احترامي للضيوف و للسادة البقية، لكن هل لي أن أسأل لماذا طلبني جلالة الملك ليام الآن؟!

لم يجبني فقد وقفت السيدة و اتجهت الأنظار لها، طبقت يداها فوق بعض و قالت: لا بأس بك بعد كل شيء، فلا أحد كان ليعرف من طريقة كلامك أنك ريفية.

نظرت لها ببعض من الحدة، و قررت عدم الرد عليها. قد تكون ذات مكانة عالية فيغضب ليام إذا رددت عليها بطريقة تهينها.

التفت له برأسي متجاهلة و قلت: جلالتك، اعذرني لتكرار السؤال. لكن لما ناديتني؟!

نظر لي لحظات ثم تقدم: ٱعرفك، هذه فايوليت و هي ابنة أحد النبلاء من خارج البلاد.

استرقت نظري إليها للحظة ثم له مشيرة له ليكمل،

" هي درست السحر، و ستعلمك كيفية السيطرة على الزهرة"

قال، فشعرت بشيء من الألم في صدري جعلني أتوتر حقًا، و أنا واثقة أنها الزهرة.

"مع أني لست مؤمنة للآن أنك الزهرة الزرقاء"
تكلمت فرمقتها ببعض من الغضب.

نظرت لليام بعدها، ثم للمرأة و البقية حتى قلت لهم،

"أنا أرفض"

دهش، و كذلك هي. كل من بالغرفة فعلوا حتى بلور و كانت من بينهم.

لتقول المرأة بابتسامة سخرية: ماذا؟! أتمزحين؟!

نظرت لها بجدية و قلت،

" و هل أبدو كذلك، لقد قلت لكم. أنا أرفض السيطرة على الزهرة."

.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.

آسفة جدًا للتأخير.
رمضاان كريم، تقبل الله صلواتكم صيامكم و جل دعواتكم أنتم و الأجمعين إن شاء الله ❤
+طولت الفصل كتعويض.

مارأيكم بالفصل؟!

هل أحببتم بابروسات و إليكسيل؟!

لوداريوس والد الزهرة، هل من توقعات بهذا الشأن؟!

الشخص الذي تحبه الزهرة ميت، هل من توقعات حوله؟!

الزهرة تود زيارة قبر إنداك و عليها أن تنفصل علمتم العواقب فبظنكم هل ستقبل آن أم كلا؟!

من تكون هذه المرأة؟! فايوليت؟!

لماذا في اعتقادكم لم تقبل آن؟!



-الأشخاص الذي أصابوا توقعهم فيما يخص السؤال "لما إحداهم كبرى و الثانية صغرى" هم الآتون:
Almeer_22
aN9988mZS
ofag0707
atota24
clara_stevenson
aroma55
hguhff12345
ImaneNour5
Menameee505
meeraaii
motdepassecorrect
sarraroom
ixlo_9
01Memo
HadeelEltahir
eva1novels
JejeO_o
reem200144
HETO_CHAN2000

و التي حزرت السؤال مضبوط تمامًًا هي:
sheroyoke

-الذي حزروا موت الورد الأسود المسمى إنداك هم قليلون:
Almeer_22
motdepassecorrect

-الأسئلة الٱخرى لا أستطيع الإخبار عنهم، فهي حرق مباشر.

+بقية الأسماء المخترعة:
إنداك: بداية النهاية.
لوداريوس: أعلى القمة، أو الأول.
ريفادور: نهر من الٱقحوان.



سؤال اليوم:
لنقل أنك تملك بابروسات و إليكسيل خاص بك، ماهي الرسالة التي توجهها لهما؟!

عنوان الفصل القادم:
كرة حجرية.







شكرًا جزيلا للقرائة،
القادم إن شاء الله ❤

مع حبي، بيلسان ✨

Continue Reading

You'll Also Like

600K 13K 23
عندما تتعثر كريسيلدا على أرض الجليد الاسود لإنقاذ صديقتها، تصادف رفيقها لكن ... ظنت أنه سوف يركض نحوها ويحملها بين ذراعيه ويقبلها بشغف . لكن لا شيء م...
295K 11.9K 27
كانا من ألد الأعداء لبعضهما لكن... ماذا لو جمعت بينهما قوةٌ غريبة!؟ "رفيق" 'نزلت تلك الكلمة عليّ كالصاعقة! لا حتماً لا يمكن أن يكون أكثر من كرهت يوما...
785K 45.6K 50
هي الأفضل لكنها الأسوأ إنها مثالية لكن متناقضة هي جيدة لكن الظلام داخلها هي ألفا قوية ولن تقبل سوى بالفا يستطيع مجاراتها رفضت البحث عنه خشية أن تض...
97.8K 4.2K 26
ماذا عن فتاه ذكيه جميله مهووسه بالكتب والقراءه سافرت عبر الزمن ، .. .. روايتي جهدي الشخصي 😚 8/12/2023 ... #1التاريخية #3الروحانية #7الخيال العلمي