رواية || الزهرة الزرقاء

By BilsaneShayne

418K 29.4K 17.5K

عن فتاة، نصف بشرية و نصف زهرة زرقاء. و عن الزهرة، التي تحيا بجسدها باحثةً عن حياة. -الحقوق محفوظة ©® -كل شيء... More

- حياتي اليومية كفاشلة
- العثور على عمل
- على مشارف الطريق
- بداية لكتابة حياتي
- مالذي يحدث معي؟
- لا بأس انا بخير
- زواج مصلحة
- رسالة تهديد
- صرخة قلب
- رضًا بالحال
- إستيقاظ الزهرة
- نداء إستغاثة للشخص الايجابي
- خلف القضبان أسرار تبتسم
- ذات الرداء الأسود
- انطلاق الرحلة
- أسطورة ٱودورولان
- إبنتي؟!!
- مدينة غافريش
- الكوخ
- كيان الجثة و سيدتها
- خيانة تلو الاخرى
عيد سعييييد
تسمم
تخطيط و تنفيذ
خادمة الزهرة
ألعابٌ نارية
البوابة الزرقاء
عودة بلور
سمانثا:سيدة فانوس الشمعة الزرقاء
تمرد و عصيان
محاولة نجاة
صراع البقاء
أربعة وجوه و صدى
ضحايا انكشاف و احتجاز
ريفادور بين أزهار الٱقحوان
أسفل دموع الحيتان
انقلاب الزهرة
هروب مزدوج
ضوءٌ أسود
تأثيراتٌ جانبِية
تأثيرات جانبية 2
عروس البحيرة
متاعب
عائلة كلايد
دعوة الزفاف
بابروسات و إليكسيل 2
كرة حجرية
-دلوٌ فضي
اختبار
-صندوقٌ خشبي
-صندوقٌ خشبي 2
وجهة نظر ليام
-أيلٌ صغير
ٱودري المتجمدة
غرفة أفرين

بابروسات و إليكسيل

6.5K 435 538
By BilsaneShayne

(45)

تذكير: الفصل القادم تعاركت آن و ليام، أضربت عن الطعام لكي يقبل بذهابها لكنه لم يفعل. طلبت مساعدة من الزهرة لكنها رفصت و حين استفزتها آن قامت بتعذيبها بعدها ظهرت الشابة و الصغيرة أروها خطوات ما ثم ٱغمي عليها.

.
.

|الكاتبة|

"إليزابيث أمسكي!!"

حلقت كرة بنية في السماء المسحبة، لترتد بعدها مبتعدة و قد خفضت السرعة حتى سكنت بجانب شجرة.

وضعت إليزابيث يداها بخصرها، تبدو بالعاشرة حتى قالت بتذمر: آن!!! ألم ٱخبرك أن تكفي عن رميها بعيدًا؟! لقد تعبت من إحضارها.

توترت المقصودة، ثم قامت بالمسح على ثوبها و هي جالسة أرضا لتقول: آسفة.

تكلمت إليزابيث و هي تركض ناحية الكرة: حسنا..
أمسكت الكرة،
" فقط لا تكرري الأمر ثانية."
قالت و هي ترفع نفسها مستديرة.

اتجهت لمكانها و حين رفعت كلتا ذراعيها لترمي الكرة، ٱصيبت فجأة بخدها مما جعلها الأمر تترك الكرة.

"إليزابيث!!"

نادت آن بقلق، لتبعد ٱختها يدها من خدها و يظهر أثر كدمة صغيرة.

"اه آسفون أصبنا الشخص الخطأ"

التفت كلاهما لمصدر الصوت، فوجدوا نفس العصابة الصغيرة التي تزعجهم طوال الوقت. ثلاثة صبيان و فتاتان.

"أنتم ثانية؟!"
تكلمت آن، ثم ضغطت على قدمها لتصرخ: لماذا قمتم بضربها؟!

فابتسم القائد بسخرية و أجاب: نحن فقط..
قام برمي حجر آخر عليها لتصدم آن و تظل إليزابيث صامتة.
أكمل هو: أخطأنا الهدف.

التفت له آن بغضب و قالت: توقف عن هذا!! سٱخبر جون و يضربكم!!

فضحكوا لتتكلم فتاة: و كيف ستخبرين أخيك الشجاع و أنت لا تستطيعين السير؟!

خجلت بعض الشيء، و شدت على قدميها أكثر. لتعلق الفتاة الٱخرى: اه لابد أنها ستطير إليه.

فقهقهوا ثانية لكن الولد ما لبث أن قام بإلقاء حجر آخر على جسد إليزابيث و الأخيرة صامتة، تكلمت آن: إليزابيث مالذي تفعلينه؟! لا تدعيه يضربك!!

لكنها لم ترد عليها، بل لسبب ما بدل أن تنظر للولد بحقد نظرت لآن. و التي دهشت، و ارتعدت لوهلة، هل أخطأت بشيء؟!

"مسكينة كيف تتحمل ٱختًا مثلك حتى أنها تتلقى الضرب بدلك!!"

تكلم الصبي لتستدير له آن تسأل: مالذي تقصده؟!

اقترب منهما ليقول: ألا تعلمين، يقولون أن من يضربك ستصيبه لعنة و يموت، لذلك نحن نضرب ٱختك بدلا منك.

صدمت، هي أول مرة تسمع عن الأمر. ليس و كأنه سمح لها بالخروج منذ زمن طويل، لكنها لم تتوقع أن تلقى شيئا كهذا!!

تقدم بعدها أكثر ناحية ٱختها، حتى قام بإمساك إليزابيث من ياقة ردائها و قال: لكنها مملة فهي ضعيفة للغاية.

ركضت إحدى الفتيات و أمسكت إليزابيث من شعرها ثم بدأت تسحبها فتألمت و بكت تئن بصمت لتقول آن بصوت عال: ٱتركاها!!

ثم تتجمع الدموع بعيناها، و لكن عبثًا فقد جرى البقية كذلك. حاولت أن تحرك قدماها قبل أن يضربوا ٱختها أكثر لكنها لم تستطع.

فهي بالفعل معاقة.

شدت بيداها على العشب ثم نظرت لهم بغضب و صرخت: قلت ٱتركاها!!

و بلحظتها سطع البرق بقوة، فارتعد الأطفال للصدفة، و التي تكررت حين أعادت آن قولها: قلت لكم ٱتركاها!!

فقال أحدهم بخوف: يا إلهي إنها لعنة الوحش!!

ثم أتبعت فتاة: لنهرب بسرعة!!

فقام الصبي بدفع إليزابيث لتسقط للخلف جالسة، ثم ركضوا هاربين مهللين: يا إلهي لقد استيقظ الوحش!!

حل الصمت لحظة، و كادت إليزابيث أن تقطع العشب بيداها في حين أخفت غرتها عيناها.

"إليزابيث.."
همست آن ثم مسحت دموعها بذراعها. حاولت الزحف بيداها ناحية ٱختها قائلة: هل أنت بخير؟! هل ضربوك بقوة؟!

"لا تحادثيني!!"
قالت بهدوء، لتستغرب آن، لكن إليزابيث سرعان ما رفعت رأسها بدموع و صرخت: لا تحادثيني أو حتى تلمسيني!!

صدمت، و اعتدلت بجلستها.

لتقف إليزابيث قائلة بنبرة قاسية و دموع تنزل: لماذا يجب علي دوما أن أتحمل خطاياك؟! حتى بالبيت، آن دومًا بريئة و إليزابيث تأخذ المسؤولية؟!

التمعت عينا آن و قد فتحت فاهها لتهمس: إليزاب-..

"لا تقاطعيني"
صرخت عليها فأغلقت فمها بارتعاد.

لتثني ذراعيها ضامة كلتا قبضتي يديها لصدرها، عضت على شفتها ثم صرخت: لما علي أن ٱضرب و أنت الوحش لا أنا؟!!

شعرت بقلبها الصغير قد خلع و تمزق، و كذلك الٱخرى سرعان ما وضعت يدها على فمها و قد التمعت عيناها.

أوطئت آن رأسها بشفاه مقوسة، لم تلبث أن تحولت لبسمة سخرية مغلقةً العينين، كادت تنطق معتذرة لكن ٱختها التفت فجأة و ركضت بغضب تهرب غير آبهة لشيء.

رفعت آن رأسها حين سمعت صوت أقدام تبتعد، فدهشت حين وجدتها بالفعل اختفت من ناظريها.

"إليزابيث لا تتركيني!!"

صرخت برعب كيف قامت بنسيها هنا!! ارتكزت على يديها و تقدمت بجلسة.

"إليزابيث أرجوكِ أنا لا أستطيع المشي!!"

صرخت ثانية، لكن ٱختها بالفعل ركضت دون أن تلتفت و يبدو أنها لم تتوقف عن البكاء، فهي من بعيد ظهرت تمسح دموعها. اختفى ظهرها بعد أن نزلت الهضبة.

لاحظت آن أن لا أمل بعودتها، فحاولت أن تحرك قدماها، حاولت بكل جهدها لكن لا نتيجة، فكيف لمشلولة أن تمشي من العدم فجأة.

سقطت قطرة مطر، لترفع رأسها بعيناها النيليتان و شعرها للكتفين، سرعان ما زادت سرعة المطر فأصبح خيوطا متتالية بعد أن كان مجرد قطرات متفاوتة.

امتلئت عيناها بالدموع، أخفضت رأسها للأرض و قد وضعت كلتا راحة يديها على عينيها ضاغطة بقسوة، لتتوالى دموعها، شاركت صوت سقوط المطر ببكائها كيف لٱختها أن تفعل هذا بها؟! كانت ستعتذر فلما تركتها.

لكنها ما لبثت أن صمتت فجأة، أنزلت يداها و شبكت على ثوبها. ظلت على تلك الحالة خمس دقائق، حتى فتحت فمها بارتجاف و دموع كثيرة.

صرخت،

"أنا لست وحشًا!!"

لتضرب صاعقة ٱخرى بقوة.

|آن|

استفقت!!

فتحت عيناي بسرعة و أنا أتنفس بصعوبة. كنت أتصبب عرقا و عيناي مبللتان. رفعت يدي لأمسح الدموع فلاحظت كيف أن لا شيء من ذراعي ظاهر سوى رسغي و يدي، البقية كان ملفوفا بالضمادات في كلتا اليدين.

كيف نسيت ذلك.

قلت لنفسي، ثم أوصلت،

لقد تركتني يومها إليزابيث وسط الغابة و رحلت، لقد بقيت ساعة و نصف لوحدي تحت المطر. لقد كانت تلك آخر مرة سمحت لي والدتي بالخروج رفقتها. و كانت آخر مرة أطلب منهم أن يخرجوني من غرفتي.

لقد فُطر قلبي يومها.

بالسابعة من عمري، عانيت من شلل مؤقت في قدماي استمر لخمس سنوات.

|الكاتبة|

تسللت بضع دموع إضافية لكنها بلهفة قامت بمسحها براحة بدها ثم غيرت موضع نومها لليسار حتى سمعت صوتًا.

"أكان كابوس؟!"

لقد كان صوته، و هي استغربت، التفت مرة ٱخرى على يمينها و هذه المرة أدارت رأسها للجهة. تقابلت عيناهما رغم البعد بانشات قليلة، و كان بعيناها دموع على شارفة السقوط.

لقد ظلت تحدق به للحظات و هو ينظر لها ببرود كالمعتاد، مستلقي بجانبها.

"لازالت لديك دموع برموشك"

تكلم، ثم مد يده و مسحها. هي فقط لازالت تحدق حتى همست:ليام؟!

نظر لها و قال: ماذا؟!

الآن فقط استوعبت.

تجمد الدم بأوردتها، تيبست من أخمص قدميها لأعلاها و قد شعرت بتوتر شديد و هو يقابلها. لقد اختلطت عليها الأحلام بالواقع حتى اعتقدته حلما. قامت بالتراجع للخلف قليلا، ثم فتحت فمها و صرخت متراجعةً بسرعة كبيرة إلى أن سقطت أرضًا و قد سحبت الغطاء معها.

وضع بقدميه على الأرض في حين قالت هي بخجل: م-مالذي تفعله هنا؟! هل أخطأت الغرف؟! و كم الساعة؟؟

قام باشعال عود الثقاب ثم استعمله بجعل لهب الشمعة يظهر في مصباحين ثم قام بتخريك يده في الهواء مطفأ بحركته تلك عود الثقاب.

"لم ٱخطأ الغرفة و أنا هنا منذ أن ٱغمي عليك."

تكلم، ثم نظر لها بنصف عينها ليكمل: لقد كنت ٱراقبك في حال عادت حالتك السابقة و غفوت صدفة.

استغربت هي، فيما ظل هو جالسا معطيًا إياها بظهره لذا وقفت و قد همهمت مضيفة: اه حسنا، شكرًا لك.

نظرت له و لاحظت أنه هز رأسه، لتبتسم بخفة بغض الشيء، نفس الإجابة، دوما صامتة.

ثم جلست على طرف السرير و هي الٱخرى أعطته ظهرها دون أن تنظر له. ظل كلاهما صامتا، نظرت هي للساعة و وجدت أن الثانية و نصف ليلا. تسائلت لحظتها، أظل طوال الليل يراقبها؟! أكان قلق؟!

لكنها أبعدت دوما ذلك الاحتمال، و هي واثقة أن ما بداخلها هو ما يهمه. لا أحد فهم لما تضع نفسها دوما بآخر القائمة، رغم انها تستحق أكثر من هذا.

في حين هو فقط حدق بالأرضية لثوان، لم يشأ أن يبدأ الحديث أراد أن يدع لها الحرية، بعدما أصابها منذ قليل.

لاحظت هي أنه لم يسألها عن ما حدث أو سببه، ثم رمقت ضماداتها بقلق حتى قالت: أنا آسفة للضجة التي افتعلتها قبل إغمائي..

نظر لها بنصف عينه،

"و آسفة كذلك لصراخي بتلك الطريقة"
ابتسمت بتوتر هامسة: مع انها ليست أول مرة.

"كل هذا حدث لأني كلمت الزهرة."

أردفت مكملة، انتظرت جوابه ليتكلم: حسنًا فهمت، لا بأس.

احتارت للحظة و أدارت رأسها له، هو حقا لم يسألها عن أي شيء و هي لم تتوقع هذا!! أبدا!! حتى عن الزهرة!!

ابتسمت بسخرية لتقول: حسنا، و فجأة أود إخبارك الحقيقة فقط لٱعاند بما أنك لم تسأل.

استغرب، و فضل أن لا يتكلم. أما هي أعادت الإعتدال بجلستها و أعادت كذلك إعطائه ظهرها.

شبكت على كلتا يديها ثم أغمضت عينيها و قالت بكامل إرادتها،

"لقد طلبت منها أن تساعدني على الذهاب لحفل زفاف ٱختي."

شد على قبضته بقوة، لقد غضب!!

فتحت عيناها بابتسامة خيبة أكملت: لكن لا تقلق، هي بالفعل رفضت، لذلك استفززتها كانتقام مني.

رفعت كلتا يداها و أردفت: و في النهاية دفعت أنا ثمن ذلك.

احتدت عيناه، لكنها لم تنتبه للأمر و لا هو التفت لها ليريها.

"متى موعد الزفاف؟!"

سألها،

"ثلاثة أشهر و خمسة عشر يوما"

فكذبت.

لكنها لم تلحظ الملامح التي رسمها، و لو فعلت لفهمت، أنها أخطأت.

نظرت له بطرف عينها بحزن، بضيق لأنها فعلت ذلك. ثم ما لبثت أن نظرت لجروحها و بقرارة نفسها،

أنا آسفة، لكني أعلم أنه يستحيل عليك أن تترك طاقة كهذه تصطاد.

لكنها أرادت أن تتأكد، فسألت: هل ستتركني أذهب؟!

صمت ثوان،

"كلا"

ثم أجاب، فابتسمت بحزن لتضيف: لا بأس لقد أصبحت أتفهمك.

حركت أصابع يديها تفتحهما ثم تقبضهما لتقول بثغر واسع يتألم: وحش كأنا إذا سقط بالأيادي الخطأ سيفترس الجميع.

مرة ٱخرى لم يرد عليها، و هي لم تنتظر شيئا منه لكنها لم تتوقعه ثانية.

إذ قال،

"كفاك مزاحا، أنت لست وحشًا"

لمعت عيناها للحظة، في حين وقف هو، قال،

"أنت مميزة، و التميز لم يعد يوما عاهة أو حتى عيبًا"

تساقطت دموعها، في حين حمل هو الشمعة و تقدم إليها. وضعها فوق الخزانة الصغيرة التي بجانبها، لقد أشعل ظلمتها!! و لم يعلم بذلك، لم يعلم أنها قدرت هذا أكثر مما ظنه هو تافه.

ظلت تنظر إلى الشمعة و دموعها تنساب، وقف هو لحظات ينظر إليها، لقد أشفق عليها، كيف لاحظ نظراته للشعلة الصغيرة.

نظرات، توحي بمقدار حاجتها الشديدة لتفاهة شمعة.

"أظن أنك لا تعلمين"
قال، و رفعت رأسها له، يقف بعيناه الباردة،
"لكن.."

سار مبتعدًا ناحية الخزانة، فتحها و أثناء رفعه ليداه للأعلى قال: أنت تمثلين الحياة بأكملها.

لقد اهتزت لوهلة، و سقطت دمعة، ليضيف و قد سحب الغطاء ثم التف لها،

"سيأتيك وقت، تكون لك فيه المقدرة على بث الحياة بالروح نفسها."

سار ناحية الأريكة و افترش الغطاء ثم اكمل،

" طاقتك لن تبث الحياة بالجماد النبات الأحاسيس و غيرها و حسب.."

ترك الغطاء ثم نظر لها قائلا،

"لكنها ستكون قادرة على إعادة نبض الموتى، على إعطاء الجسد حياةً ثانية."

ظلت تذرف دموعها، جلس هو على الأريكة ثم نظر للأرض قال بحدة: قديمًا، وجدت أكثر من زهرة زرقاء واحدة.

دهشت، و غزت الحيرة محياها ليضيف،

"لقد اعتاد أن يكون هناك قوم بأكملهم عبارة عن زهرة -إناث- و زهور -ذكور- زرقاء لكن الناس حين علمت بوجود حياة للزهور، نبذتهم، و راحت تعذبهم."

قامت بمسح دموعها لتردف: أتقصد أنه كان للزهرة التي بداخلي عائلة؟!

أومأ إيجابا، ثم أضاف: لقد ٱخرج قانون بحقهم، أنه مقابل كل حياة أحدهم سيضحى بثلاثة منهم.

فتحت فاهها و لاحظ ذلك ليقول: أعلم هذا ليس عادلا.

ثم صمت، انتظرته ليتكلم لكنه لم يفعل فقالت: و البقية؟! ماذا حدث بعدها؟!

"تلك هي المشكلة"
تكلم، ثم رفع بعيناه لها،
"لا شيء كتب عن الأمر بعدها، كل الكتب وضعت البداية و النهاية لقصة ظهور الزهرة الزرقاء لكن ما حدث، ما جعلها هكذا و الأحداث، لا أحد يعلم."
تكلم.

ثم أردف بعدها و قد اتكأ على الأريكة: نحن نعلم أن البداية كانت وجود قوم كامل للزهور الزرقاء، و النهاية لعنة إحدى الزهرات الزرقاء لتحيا بجسد أحدهم كل فترة زمن معينة تتراوح بين أربع قرون و خمسة."

قام بالقاء رأسه على حافة الأريكة التي تقابلها و كذلك قدماه رفعهما من الأرض ليضيف ناظرًا للٱفق: لكننا لا نعلم عن أي شيء أو أي سبب أدى إلى انقراض القوم و لعنة الزهرة الزرقاء.

ثم التف لها و قال: حتى أني قرأت بكتاب معين، أنه ليست الزهور الزرقاء وحدها من كانت حية. بل وجدت جمادات و نباتات ٱخرى، كزهور الٱقحوان..

ريفادور!!

قالت لنفسها، و استغربت إذ لم يتم وخزها هذه المرة!!
في حين أكمل هو،

" النرجس و أشجار القيقب، حتى الحجر و امتلك جسدًا!!"

صمت بعدها، ليتقلب على يمينه و يعطيها ظهره قال: يكفي هذا لليلة، نامي الآن.

استغربت استلقائه فسألته: أستنام هنا؟!

ليجيب: أجل، علي أن ٱراقبك في حال عادت حالتك كالسابق.

فأبعدت عنها الغطاء و وضعت قدمها على الأرض لتقول: تعال و نم أنت بالسرير و أنا على الأريكة.

ثم تقدمت ناحيته لتقول بنوع من الابتسامة: ثم حين كنا بكايفيريدان أنت نمت طوال المدة على الأريكة.

لكنه لم يرد عليها و حين أمالت نظرها و حدقت بوجهه وجدته بالفعل نائم. ظلت تحدق به للحظات و قد ابتسمت لاإراديا لسماته لكنها سرعان ماالتفت عائدة للسرير متجاهلة الأمر.

القت بجسدها ثم غطت نفسها جيدا، نظرت لظهره و قد ابتسمت بحماقة مرة ٱهرى، بسعادة!! لكن هي لم تمانع وجوده فهو بعد كل شيء يشعرها بالأمان، إذ أن لا أحد سيقترب و هو هنا.

نظرت لوهلة لمنضدة التزيين و قد تذكرت ما حدث ليقشعر جسدها، ودت لو تتأكد من الأمر لكنه هنا، و لن تستطيع ذلك لذا أجلت الأمر للصباح.

أغلقت عيناها ثم همست دون أن يسمعها.

"ليلة سعيدة."

|آن|

حين استيقظت في الصباح، أنا لم أجده، و لا الشموع التي أشعلها. لقد جلست كالعادة لوحدي، أقرأ، لكني في المساء تذكرت أمر القفل و المفتاح. اتجهت ناحية الخزانة و فتحتها، ثم أخرجت فردتيْ الحذاء الوردي و قلبتهما أهزهما حتى سقط، لقد سقط مفتاح!!!

كان معلقا بقلادة طويلة، أرجعت الأحذية لمكانها و أنا لا ٱبعد عيناي عنه ثم أغلقت الخزانة و انحنيت.

أخذته بيدي أتفحصه، كان صغيرًا و فضي اللون لا نقش به. سرت ناحية منضدة التزيين ثم أخفضت نفسي، ارتكزت على راحتا يداي و ركبتاي ثم أدخلت رأسي.

بحثت عن الزخرفة البنفسجية و حين رأيتها وضعت بيدي اليمنى عليها، حركتها من اليمين لليسارة مرة، مرتين و ثلاثة. ثم كدت ٱحركها من اليسار لليمين حتى وجدت الباب فتح بقوة كبيرة جعلتني أرتفع لا إراديا و أضرب رأسي.

تأوهت و أنا أنسحب للخارج ممسكة المفتاح، كان غباءًا مني منذ البداية أن أفعل شيئا بمثل هذا التوقيت، لكني أصبحت أخاف الليل.

"كان يجب عليكم الدق على الأقل"
قلت و أنا اضع يدي على رأسي.

ثم استدرت و أنا على وشك أن أنطق، لٱفاجأ بكونها بلور!!

بلور؟!!!

فتحت فاهي بصدمة، في حين هي كانت تتنفس بصعوبة و هي تنظر لي بتعب، وقفت ببطء لأتكلم: بلور!!! منذ متى وصلتي؟! ألا يفترض أنه لا زال هناك يومان بعد؟!

ثم نظرت لحالها اقتربت خطوات و قلت: مابك؟! لما أنت متسخة هكذا و بحالة سيئة؟! و أين البقي-..

لكنها خطت بسرعة ناحيتي ثم رفعت ذراعي نظرت للضمادات فصدمت لوهلة ثم كتبت بسرعة: هل الزهرة من فعلت هذا؟!

لاحظت بداية ظهور للعروق بيدها و اجتماع شعرها ببطء و غضب للأعلى على شكل شوكة، لقد بدت غاضبة!!

"أ-أجل"
زاد غضبها و زاد استوضاح العروق لأقول بسرعة: ل-لا بأس أنا بخير ثم إنه ذنبي لأني استفززتها.

هدأت بعض الشيء لكن بدى على نظراتها الحزن لتكتب: أنا آسفة لعدم حمايتي لك.

استغربت للحظة ثم ابتسمت لأقول: كفاك هراءًا أنت دوما حميتني ليس خطأك أني تصرفت بحماقة و أغضبتها.

ثم كل هذا لأني ذكرت ريفادور.

قلت بقرارة نفسي، لكن دهشت مرة ٱخرى. لما لم تخزني؟!

أبعدت الأمر من بالي و سألت بلور: بالمناسبة أين أنجيليكا؟! ألم تصعد بعد.

رفعت رأسها و كتبت بهدوء،

"لكنهم لم يعودوا بعد، لقد عدت لوحدي"

دهشت فتكلمت: ماذا؟! لكن كيف؟! و لما؟!

ثم سحبتها ناحية الأريكةة لٱجلسها ثم ٱضيف: و ماذا عن جرحك؟! هل أنت بخير؟! و هل ٱصبت أثناء الطريق؟!

فأظهرت ابتسامة خفيفة و كتبت: أنا بخير.

ثم أكملت،

" لقد شعرت بألمك ليلة البارحة لمدة خمس دقائق و هذا عادي فأنا و أنت متصلان ببعضنا البعض كوني الإفروديس الخاص بك. و يحق لي مرة كل شهر أن أتهيأ على شكل حيوان معين"

أخذت نفسًا ثم أضافت: و لذلك تشكلت على هيئة طائر الرنان و منذ البارحة و أنا أطير.

تقوست شفاهي و ارتخت كتفاي لأقول: أنا آسفة لابد و أن الألم الذي شعرت به لخمس دقائق كان حقا مؤلم.

حركت رأسها نفيا ثم أردفت: لا، ليس بقدر ألم قلقي عليك.

فالتمعت عيناي و أنا أبتسم ثم هززت رأسي إيجابا قائلة: سعيدة جدًا لعودتك، سعيدة أني لن أجلس لوحدي بعد الآن.

فابتسمت لي.

ثم وقفت لتقول: عن إذنك سأذهب لأستحم الآن، ثم سٱخبر الحاكم بعودتي و أعود إليك.

فهززت رأسي متفهمة لتذهب.

أغلقت الباب خلفها، و نظرت للمفتاح بيدي. لا أستطيع أن أفعل شيئا الآن.

قمت بارتدائه حول رقبتي.

لننتظر حتى منتصف الليل.

ثم أخذت كتابا من يميني و بدأت أقرأه.

في الليل، جلست بلور معي و لا زال ليام يمنع عني الخروج من الغرفة أو للشرفة. تناولنا العشاء معا، ثم طلبت منها أن تنام معي، بسبب خوفي.

استلقينا بجانب بعض على الفراش حتى قمت بسؤالها و أنا أنظر للسقف: بلور هل تعلمين شيئا عن قوم الزهرةِ الزرقاء؟!

لم ترد لٱضيف: أخبرني ليام أنها امتلكت عائلة لكن شعبها انقرض.

أدرت رأسي لظهرها لأسئلها: هل تعلمين أي شيء بهذا الخصوص؟!

حركت رأسها نافية لتجيب: كلا.

ثم سألتها ثانية: و ريفادور؟!

هي لم تخزني ثانية!!!!

التفت لي و قالت: من هذا؟!

انتبهت لنفسي فابتسمت بتوتر و نمت على جنبي المعاكس لأقول: لا شيء اسم خطر ببالي فجأة.

لم تعاندني و عادت لوضعيتها نائمة.

هناك شيء ما يحدث لها،

قلت بقرارة نفسي.

هي لا تخُزني حين أذكر اسمه!!

أغلقت عيناي ثم همست: أود لقائك.

و لم ألبث كثيرا، حتى فتحتهما لأجد أني وسط الظلام مرة ٱخرى.

و هذه المرة بدل أن أجد بتلات زرقاء تدلني، لقد وجدت خصلات شعر زرقاء!!

حركت قدماي بسرعة قلقة حتى وصلت لها، كانت تجلس أرضا على ركبتاها بعينان فارغتان و شعرها يسقط لوحده.

تقدمت خطوة ثم قلت: هل أنت بخير؟! مالذي يحدث لك؟!

"لقد اعتدت أن أملك عائلة"

تكلمت بصوت ضعيف، و قبل أن انطق صرخت: لقد اعتدت أن أملك ٱما أبا و إخوة!!

شعرت بألم شديد في قلبي بصراخها لكنها واصلت: لقد كان لي اسم!!! لم أكن القاسية الأنانية لقد كنت بوفينيل!! و لقد أحببت اسمي!!!

أحسست بالألم أكثر حتى جثوت على ركبتاي لتضيف: أنا امتلكت بيتًا!! صديقة!! حتى أني كنت بالحب واقعة!!

هذا الاسم!! انه نفس الاسم ااذي صرخت به ظلال العيون الملونة يومها!!

حين وجدت البوابة الزرقاء!!

رأيت دموعها تسقط لتصرخ بقوة جعلتني أبكي لشدة الألم،

" أنا كنت اعيش!!"

هدأ صوتها بعض الشيء لتقول: فلما أخذتم مني الحياة؟! منا؟!

"توقفي.."
قطعتها لٱردف شابكةً على جهة قلبي: أنا أشعر بألمك فكفي.

" لا لن أفعل!!"
علا صوتها لتضيف: حتى ريفادور، حتى هو و قام بالقاء لعنته علي.

رفعت رأسي إليها فوجدتها قد وضعت يداها بشعرها الذي لم يتوقف عن السقوط لتقول: لأني لم ٱحبه، و أحببت غيره!!

ثم صرخت: أذنبي أني فضلت الورد الأسود على الٱقحوان؟!

هي أحبت شخصًا آخرا!!

صرخت: أنا لن أغفر له يومًا!!و لن ٱسامحه!!

حتى وجدته شدت على شعرها: لا هو و لا البشر!!

ثم استيقظت.

اعتدلت بجلستي في سرعة ٱحاول التنفس وضعت بيدي على جبهتي و قلت: يا إلهي كان ذلك حقًا مؤلم.

ثم أنزلت يدي التفت على يميني فوجدت بلور لازالت كما هي نائمة. نظرت لرقبتي فوجدت أن المفتاح لازال ملتفا حولي، رفعت عيناي لمنضدة التزيين.

أنا علي حقا التحرك، علي أن أعلم ما حدث للزهرة، و ما حدث للنساء الأربع.

علي ان أعلم ما علاقتي بكل هذا.

نزعت الغطاء و وضعت قدماي على الأرض و ما إن وقفت اعتدل الثوب الطويل و أخفى رجلاي اللتان عُريتا منذ قليل. اتجهت ناحية منضدة التزيين و أثنيت قدماي ثم قمت بادخال رأسي. أخذت نفسا طويلا و وضعت راحة يدي على الزخرفة لكن ظهرت كتابة على الجدار من العدم ففجعت و ضربت رأسي ثانية.

"مالذي تفعلينه؟!"

هذا ما كتب، ثم أخرجت رأسي و أنا أضع كلتا يداي عليه التفت فوجدت بلور تقف خلفي فجأة و قد توترت.

"هذه ثاني مرة أجدك تحت المنضدة؟! ماذا يوجد هناك؟!"
كتبت ثم أمالت رأسها تحاول النظر.

وقفت و أنا أنظر لها بقليل من الخوف و التوتر،

هل ٱخبرها؟!

قلت بقرارة نفسي،

لكني لا أود أن ٱعرضها هي الٱخرى للخطر.

"ل-لا شيء فقط كنت أبحث عن قلمي الذي سقط بالخطأ"
قلت مبررة و قد قررت العودة لسريري.

لم تتكلم بداية، حتى ظهرت كتابة أمامي،

" حسنا إذا لن تخبريني سأذهب و أقول للحاكم انك تخفين شيئا"

التفت بسرعة لها فوجدته قد سارت ناحية الباب أسرعت إليها و أمسكتها قلت برعب: مهلا كلا أرجوك نحن بالكاد عدنا لوفاقنا بعد تلك الحادثة.

"تقصدين اختفائك بالمتاهة؟!"

كتبت ثم عبست و استغربت لتضيف: لقد أخبرني.

لما؟!

"اعتقد أني أعلم شيئا"

أكملت و كأنما سمعت سؤالي، فتنهدت بخفة لٱخفض رأسي بعدها و أقول: بلور أنا أثق بك، و اعذريني لكن ربما أكثر من أجيليكا.

ثم رفعت عيناي لها بحدة: فهل تعدينني ألا تخيبي تلك الثقة إذا أخبرتك؟!

دهشت للحظة، ثم نقلت نظراتي لها، هزت رأسها بعينان حادتان.

لآخذ نفسا و أقول: أنا أرى فتاتان تشبهانني، إحداهما شابة و الثانية صغيرة.

تكلمت، لتستغرب فٱضيف و قد التفت للمنضدة: و هناك شيء ما مخفي، خلف قفل أسفل منضدة التزيين.

استدرت لها ثم قلت: و أنا أنوي اكتشاف الأمر.

لم تتكلم لوهلة، حتى وجداها كتبت،

"حسنا لنكتشفه معا، فأنا أستطيع حمايتك بعد كل شيء"

فابتسمت بسعادة لأضمها بقوة قلت: شكرًا خفت أن تعارضيني.

ثم ابتعدت عنها لتكتب: كنت سأفعل لو ذهبت لوحدك، لكني معك و أنا أكسر الحجر إذا أردت.

فابتسمت بسعادة ثم هززت رأسي إيجابا.

اتجهت بعدها ناحية المنضدة و لحقتني هي، أخفضت رأسي ثم أدخلته مرة ٱخرى.

نظرت للخلف فوجدت بلور لتهز رأسها لي بثقة و أفعل نفس الشيء. أعدت نظري للزخرفة ثم وضعت راحة يدي عليها، حركتها ثلاث مرات من اليمين لليسار، ثم العمس. بعدها قبضت يدي و ضربت ثلاث مرات.

أبعدت يدي فظهر قفل فضي، دهشت و التفت فوجدت بلور رسمت نفس الملامح. بعدها نزعت قلادة المفتاح من عنقي و وضعته وسط القفل.

حركته من اليسار لليمين في محاولة لفتحه، حتى صدر صوت ما و لاحظت ظهور شق. قمت بالتشبث بحافته ثم سحبته ناحيتي و قد كان ثقيلا.

لقد كان مستطيل الشكل، و لم أرى سوى الظلام خلفه. أنا تقدمت و مددت يدي في محاولة للعثور على شيء ما لكني لم أفعل.

فتقدمت أكثر و قد قلت: بلور إنه يبدو فارغا تماما، لا أعل-

لكني فجأة وجدت ركبتاي بالهواء و أني بطريقة ما أصبح رأسي بالأسفل و أحدهم أمسكني من رباطة الثوب حول خصري.

شعرت بالخوف الشديد فلم أرى شيئا سوى الظلام لكن فجأة ٱشعلت أضواء. لقد نظرت لمصدرها و قد دهشت، كانت كراتٍ زجاجية توسطتها أزهار بيضاء مشعة تحلق بالسماء و تمتد حتى الأسفل.

حينها فقط رفعت رأسي فلاحظت نظرات بلور المتعبة و هي تمسكني فارتعبت لأنظر على يساري و أجد سلم!!!

مددت يداي له حتى أمسكته ثم قلت: بلور أفلتيني لقد تمسكت بسلم!!

فتحت عيناها و حين تأكدت من صحة قولي تركتني لأسقط و أصدم جسدي بالسلم فتألمت للحظة لكني سرعان ما وضعت قدماي به ثم قمت بتسلقه حتى وصلت للباب الصغير الذي خرجت منه وضعت نصف جسدي و قامت بلور بسحبي.

ثبت يدي على قلبي بخوف ثم قلت: يا للهول اعتقدت لبرهة أني سقطت بهاوية.

أخذت هي الٱخرى تتنفس بصعوبة لتكتب: و كنت تنوين اكتشاف الأمر لوحدك؟! كنت ستقسمين عظام جسدك لا غير.

فابتسمت بتوتر مضيفة: معك حق.

ثم وقفت بعدها اتجهت ناحية الخزانة و أخذت ردائين أحدهما أزرق و الثاني أخضر كلاهما داكن ارتديت الأول و ربطته جيدا حولي ثم اتجهت ناحية بلور و أعطيتها واحدًا.

ظلت مستغربة فقلت: ماذا؟! نحن بسبتمبر و لابد أن نهاية ذلك الظلام بارد.

أمسكته ثم وقفت بغير تصديق كتبت: ماذا؟! ألا تزالين تودين الذهاب؟!

اومأت لها ثم اتجهت للخزانة انحنيت و أخرجت سكينًا قمت بربطها في قدمي لأقف و تظهر كتابة: هل أنت مجنونة؟! نحن لا نعلم ماذا يوجد بالأسفل.

ارتديت حذائي البسيط و الغير عالي ثم قمت باحضار حذائها لها رميته أرضا أمامها ثم اتجهت ناحية مصباح جانب السرير أجبت: أجل سأذهب.

جعلت ذراع المصباح تعبر يدي و تتأرجح بمنطقة إنثناء ذراعي كأنها حقيبة ثم سرت ناحية المنضدة لكن بلور أمسكتني من يدي اليسرى لتكتب.

"أنا لن أسمح لك بتعريض نفسك للخطر"

استغربت للحظة ثم قلت بابتسامة: لكني لن أفعل فأنت معي.

دهشت هي فتركت يدي لأقول و قد انحنيت: اه صحيح ما رأيك هل ٱغلق الباب بالقفل؟! لكني أخاف أن يدق أحدهم فلا يجد جواب.

نظرت لي ثم ابتسمت بسخرية لفت الرداء حولها ثم كتبت،

"لا فقط دعيه مفتوح، سيثير الشبهات أكثر إذا وجدوه مغلقا"

ابتسمت و ارتدت هي حذائها لأقول: معك حق.

زحفت هذه المرة على بطني للخلف ثم مددت قدماي في الهواء و حين تحسست وجود سلم ارتزكت عليه ثم تركت نفسي بهدوء و بطء شديد حتى تشبثت يداي به. نزلت قليلا ثم ناديت: بلور يمكنك لحاقي الآن.

أخرجت رأسها و هزته ثم ما لبثت أن نزلت و تشبثت هي الٱخرى بالسلم حينها فقط انتبهت للأضواء و دهشت.

لٱردف: أرأيت كم هي جميلة!!

أومأت ثم قلت: حسنا سأبدأ بالنزول اتبعيني.

ثانية أومأت و بدأت أنا بالتحرك، وضعت قدما خلف قدم ببطء و حذر شديد لقد ظللنا ننزل فقط و في كل مرة تضاء كرة حجرية بداخلها زهرة بيضاء منيرة.

لحظات و لمست قدماي الأرضية قلت بفرح: اه بلور لقد وصلنا!!

ثم نزلت و ابتعدت بخطوات للخلف أحمل المصباح لتقفز هي و أتقدم عندها لقد عاد الظلام ثانية لذا لم أستطع رؤية كتابتها للحظة رغم أنها تكون مشعة.

حينها بدأت نفس مرات الضوء تظهر مضيئةً لنا الطريق تدلنا قلت أسحبها: هيا بنا من هنا.

سرنا معا و بجانب بعض نتبع الأضواء ماهي إلا دقائق حتى وصلنا لساحة ما و قبالتنا كانت هناك ثلاثة أنفاق و الأضواء التفت حول الساحة و لم تمتد بعدها لأي نفق.

كانووسط الساحةزطاتلةوحجرية محطمة و حولها أربع كراسي ثلاث بجانب بعضها ووالرابع يقابلها. بالجدران وجدت نقوش لم أفهمها اذ كانت بلغة غريبة، و التف حول الطاولة دائرة ما.

مشينا للمنتصف اتجهت هي للأنفاق في حين أنا نظرت للطاولة و قد دهشت!! لقد وجدت أسماء فتيات!!

وجدت بجانب الكرشي الوحيد أسماء متتالية كان آخرها أفرين!!!

بالكرسي على اليسار آخر اسم ريدان!!

كرسي اليمين آخر اسم ران!!!

و كرسي الوسط آن!!!

تجمدت و تؤاجعت للخلف لكني انتبهت لوجود اسم سمانثا!! ذلك الكرسي نثل الزهرات الزرقاء!!

لقد كانت الاسماء تمتد من مركز الطاولة الدائرية مشكلا خطًا مستقيمًا ناحية الكراسي. لكني خفت، فالأسماء كانت مشطبة!!

التفت بسرعة و اذ ببلور تقابلني لأفجع لوهلة و قد وضعت يدي على فمي.

كتبت: مالذي تفعلينه؟!

تنهدت بخوف ثم قلت: لا شيء فقط سرحت.

سرت ناحية الأنفاق متجاهلة الأمر و سألتها: و الآن أيهم نختار برأيك؟!

هزت كتفيها على أنها لا تعلم لأعبس أنا ثم أقول: لنختر المنتصف و حسب.

ثم تقدمت و عبرته حتى قام الظلام بتغطيتي، لكني سمعت ضجيجًا خلفي و حين التفت صدمت إذ أن جدارًا من النباتات ظهر و قد أخفى رؤيتي تماما.

ركضت بسرعة ناحيته و صرخت: بلور!! بلور هل أنت بخير؟!

لكني لم أسمع ردًا فهي بكماء بعد كل شيء، و الكتابة لن تظهر بوجود هذا الجدار صرخت ثانية برعب: بلور إذا كنت تسمعينني اكسري شيئا أو اطرقي أصدري أي ضجيج!!!!

حينها سمعت صوت تحطم كبير لشيء ما جعلني أرتعد، ثم تنفست الصعداء لأقول: الحمد لله أنت بخير.

ثم صرخت بقوة: بلور لا تتحركي من مكانك حسنا، سأبحث عن طريق للعودة و آتي.

ثم أردفت: أصدري الضجيج ثانية إذا كنت موافقة.

فلم أسمع رد لأقول بجدية: بلور!!

لأسمع صوت تحطم أكبر، يبدو أنها غاضبة.

"لا تقلقي علي حسنا سأكون بخير، أنا ذاهبة"

ثم التفت ناحية الظلام لأجد الأضواء قد ٱشعلت ثانية. سرت بهدوء و أنا خائفة بعض الشيء حتى لمحت شق باب مضيء و صوت كلام أسرعت بخطواتي و قمت بدفعه.

لقد رأيت حديقة متوسطة الحجم، أوسع من حديقة شرفتي. كان بها طاولة كراسي و بحيرة صغيرة، شجرة عالية جدًا و مشتل زهورٍ مختلف الألوان بالقرب من هناك. رأيت رسومات أطفال على الحيطان، و ٱرجوحتان تتدلى كل واحدة من فرع شجرة.

تقدمت خطوة حين انبهرت بجمال المكان، لكني دهست على شيء ما فجأة.

حين نظرت كانت دمى، لكني خفت و تراجعت للخلف بسرعة.

لقد كانت دمية لليام، إدوارد جوناثن و أشخاص آخرين لا أعرفهم.

ارتعبت لكني سمعت صوتا أمامي قال،

"لا تخافي"

رفعت بصري و المصباح عاليا بقلق لٱصدم أكثر، ٱسقط المصباح من شدة رعبي، و تتوسع حدقتا عيناي على مشرعهما.

لقد رأيت نفسي!!

لقد رأيت أنا بالسابعة عشر تكلمني!!

تراجعت للخلف أكثر حتى اصطدمت بالباب لأسمع صوتا آخر بجانبها قال،

"تلك ماهي إلا دمى ماضٍ"

حركت قزحيَتي ناحية صوت فتاة صغيرة، فارتعدت أكثر و فتحت فاهي، أي مزحة هي هذه بحق الله!!!

أتلك أنا بعمر الخامسة!!!

لم أستطع أن اتحدث أكثر و استدرت بسرعة ناحية الباب ناويةً الهرب لكن الصغرى تحدثت،

" مهلاً لا تذهبي أرجوك!!"

أمسكت المقبض بارتعاد ثم أدرت رأسي بتوتر لتقول بقلق: نحن لن نؤذيك إطلاقا، بل نود أن نساعدك و نكلمك.

تكلمت بخوف و اهتزاز بصوتي: م-من أنتما؟! و ل-لما تشبهانني؟!

الآن فقط لاحظت، هناك رسم لدمعة زرقاء أسفل العين اليمنى للكبر. و في المقابل يوجد قوس مرتفع للأعلى أسفل العين اليمنى للصغر، على شكل ابتسامة.

ابتسمت الكبرى بسخرية لتقول: هذا لأننا أنتِ.

ذب بي الرعب أكثر، لأسأل: م-مالذي تقصدينه؟!

تقدمت خطوة متشبثة بالصغرى لتقول لي: نحن نمثل قلبك.

دهشت، و التصقت بالباب، لتتكلم الصغرى،

" أنا إليكسيل، قسم السعادة بقلبك"

فتحت فاهي بغير تصديق، في حين ابتسمت هي لتقول الكبرى ببرود،

" و أنا بابروسات، قسم الألم"

ارتجفت قدماي فرت الكلمات مني و لمعت عيناي بالددموع بعيناي لأقول: لما تفعلان هذا بي، هذه ليست مزحة جميلة إن الأمر مخيف.

حتى وجدت الكبرى بدأت تبكي هي الٱخرى!! لتضيف،

" إذا هذه الدموع التي أذرفها معك، ماهي إلا دليل على صدق كلامنا."

بعدها رفع كلاهما اليدان الشاغرتان في الهواء، اليسرى للكبرى و اليمنى للصغيرة. ليظهر عند الكبرى نصف قلب أسود و لدى الثانية نصف قلب أبيض ثم قرباهما مع بعض و حين التصقا أصبح القلب أزرق تلتف حوله خيوط ما، إنه حقا قلبي!!

قلبي الذي قالت لوتبري، أن الزهرة تحييه بطاقتها!!

تجمعت الدموع بعيناي أكثر لتقول الكبرى،

"سواءًا صدقتي أم لا، فنحن قلبك"

لتهز الصغيرة رأسها و تضيف،

" و نحن نملك أجسادا، بسبب قوة الزهرة على الإحياء."
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.

تترااااااااااااا

هاه كييف؟!

-شيء مهم جدا بالأول:
https://sayat.me/BilsaneShayne2

-تنظر لكم ببرائة- T_____T


حسنا، هذا السايات تبعي، فتحته منذ مدة. من لديه ما يقوله خفية يرسله لي، انتقاد خجلت من كتابته او اي شيء لا تستطيع أن تقوله لي وجها لوجه اكتبه.
و لا بقلك، مش مهم خجلان ترا بس ارسلي حاجة 👵❤
+ستجدونه أيضا حول التغليق فوق ⬆ و كذلك بعلبة الوصف.


#نرجع_للجدي

يا الهييييييي بالزور خلصته 💀💀💀💀
و طولت به لأني ساتاخر بالفصل القادم -امتحانات- 😅❤

الذي يقول ليس طويل 🔪🔪
لأنه +ثرثرتي صار 5000 كلمة.

المهم،

من توقع أن الفتاتان ستشكلان قلب آن؟!

لما برأيكم إحداهما صغيرة و الثانية كبيرة؟!

من بقية الأشخاص الذين ظهروا بالدمى؟! و ما دخل ادوارد و جوناثن بالامر؟!

ماذا سيحدث لبلور؟!

و باعتقادكم ما سبب انقراض قوم الزهرة؟! و ماذا حدث لهم؟!

هل تظنون ان من أحبت الزهرة لا زال موجود؟! أقصد الورد الأسود؟!

اتعتقدون أن الزهرة من اخطات بحق ريفادور؟! ام انه هو؟! ام ان الاشياء لا تزال غير واضحة؟!

+مهم:

-تتذكروا بفصل البوابة الزرقاء الظلال نات "روجيندا" انا غيرت الاسم لـ " بوفينيل" لان هناك فتاة قالت انه يشابه لوسيندا و هي معها حق ثم لم يعجبني.

+الأسماء المخترعة من عندي حتى الآن:

ميرزيسكا-Merziska: معناه كابوس لا ينام أو لا ينتهي.
بلور-Blore: معناه أزرق كالسماء الصافية.
إليكسيل-Ilixcile: معناه طريق الفرح أو مطر قوس قزح.
بابروسات-Pabrossate: معناه لنتألم معا، أو لنقفز حتى ذهاب الألم.
بوفينيل-Bouvinelle: معناه جميل و مضيء حد إصابة العين بالعمى، أو ماء ملون.

و الله العظيم أنا التي اخترعتها ابحثوا عنها بجوجل و لن تجدوها 💀❤

المهم، شكرا للقرائة.



سؤال اليوم:
هل أنت بخير؟! أتود البكاء؟! ما حالك وسط كل ذلك؟!

عنوان الفصل القادم:
بابروسات و إليكسيل 2







أنتم رائعون، بشوائبكم و أفعالكم، فأنتم بعد كل شيء بشر ✨ و البشر رائعون ✨
تقريبا 🌚💔

+ما تنسوا السايات يرحمكم 😭😭😭

القادم إن شاء الله ❤
تشاو 👵👋


مع حبي، بيلسان ✨

Continue Reading

You'll Also Like

597K 11.5K 20
عندما تتعثر كريسيلدا على أرض الجليد الاسود لإنقاذ صديقتها، تصادف رفيقها لكن ... ظنت أنه سوف يركض نحوها ويحملها بين ذراعيه ويقبلها بشغف . لكن لا شيء م...
266K 11.3K 23
مالذي سيحل بليام الذي استيقظ ووجد نفسه شريراً في رواية كان قد قرأها من قبل؟ بداية كل شيء في وسط الظلام فتحت عيناه بصعوبة يبدو عليهما التعب والثقل..أ...
390K 15.5K 30
يَا فاتنِ العيَنينُ إنيَ أحبكَ بقدرَ غراميَ لعيناكَ" الروايه مثليه اي حب بين ولد ولد.. مايعجبك دون كلام.. اي تعليق سلبي بلوك جونغكوك :توب تاي:بوتوم...
280K 13.2K 33
أنا جوليا،تجست كشريرة في رواية مبتزله،عندما كانت مجبرة علي الزواج من ابن الامبراطور غير الشرعي بدلا من ولي العهد الذي رفض الزواج منها لانه اغرم بالبط...