رواية || الزهرة الزرقاء

By BilsaneShayne

418K 29.4K 17.5K

عن فتاة، نصف بشرية و نصف زهرة زرقاء. و عن الزهرة، التي تحيا بجسدها باحثةً عن حياة. -الحقوق محفوظة ©® -كل شيء... More

- حياتي اليومية كفاشلة
- العثور على عمل
- على مشارف الطريق
- بداية لكتابة حياتي
- مالذي يحدث معي؟
- لا بأس انا بخير
- زواج مصلحة
- رسالة تهديد
- صرخة قلب
- رضًا بالحال
- إستيقاظ الزهرة
- نداء إستغاثة للشخص الايجابي
- خلف القضبان أسرار تبتسم
- ذات الرداء الأسود
- انطلاق الرحلة
- أسطورة ٱودورولان
- إبنتي؟!!
- مدينة غافريش
- الكوخ
- كيان الجثة و سيدتها
- خيانة تلو الاخرى
عيد سعييييد
تسمم
تخطيط و تنفيذ
خادمة الزهرة
ألعابٌ نارية
البوابة الزرقاء
عودة بلور
سمانثا:سيدة فانوس الشمعة الزرقاء
تمرد و عصيان
محاولة نجاة
صراع البقاء
أربعة وجوه و صدى
ضحايا انكشاف و احتجاز
ريفادور بين أزهار الٱقحوان
أسفل دموع الحيتان
انقلاب الزهرة
هروب مزدوج
ضوءٌ أسود
تأثيراتٌ جانبِية
تأثيرات جانبية 2
عروس البحيرة
متاعب
عائلة كلايد
بابروسات و إليكسيل
بابروسات و إليكسيل 2
كرة حجرية
-دلوٌ فضي
اختبار
-صندوقٌ خشبي
-صندوقٌ خشبي 2
وجهة نظر ليام
-أيلٌ صغير
ٱودري المتجمدة
غرفة أفرين

دعوة الزفاف

5.6K 382 371
By BilsaneShayne


(44)

تذكير: في الفصل السابق رأينا ما حدث مع عائلة آن كذلك أرسلت لها رسالة تطلعها فيها عن الأخبار و تدعوها لزفافها محذرة إياها أنها بعده ستسافر للقارة المجاورة.

.
.

|الكاتبة|

انتظرَته يومها على نيران صبر ليست بهادئة، لقد جلست كالمجانين تضم الرسالة و جيوب عيناها احمرت تماما لكثرة البكاء. كانت كلما قالت لنفسها أنها لن تذرف دموعا بعد الآن، خانت القول و بكت أكثر.

هي فقط شعرت بالوحدة، و الخوف من جهة.

خافت أن يكون لا زال غاضبا.

و تدفع هي ثمن هذا.

حل المساء يومها بصعوبة، حينها فقط دخلت خادمة لتنظر لها آن باستغراب و تتوتر هي للحظة من احمرار وجها.

"ع-عذرا للمقاطعة سيدتي لكن.."

قالت الخادمة ثم توقفت، لتسبقها آن قائلة: هل حضر؟! هل عاد الملك ليام؟!

فهي بالفعل أوصتها سابقا أن تخبرها فور حضوره، لتومئ لها و تسألها آن ثانية: هل أخبرته أني أود محادثته؟!

صمتت و لم ترد عليها لثانية، في حين أوطأت رأسها بالثانية الثالثة حتى نظرت لها و أجابتها بشفاه مقوسة: لقد فعلت سيدتي، لكنه رفض أن يقابلك لأن لديه عملا مهمًا.

احتدت ملامح آن لوهلة، ثم وقفت بسمات غاضبة بعض الشيء لتقول: و هو لم ينهي نفس العمل المهم طوال الٱسبوعان؟!

اكتفت الخادمة بالصمت، لتقوم آن برمي حقيبتها فوق السرير بقوة قالت: انتظريني هنا للحظة.

ثم اتجهت ناحية الحمام، غسلت وجهها و حاولت أن تنزع آثار البكاء منه لكنها لم تستطع، قامت بربط شعرها للخلف دون رفعه و خرجت.

سارت ناحية الباب و قالت: لنذهب.

صدمت الخادمة و حاولت منعها قائلة: مهلاً!! سيدتي يمنع عليك الخروج من الغرفة إلى أين تذهبين؟!

لكنها لم تنصت لها و فتحت الباب.

كان هو قد عاد منذ قليل فقط، دخل لغرفته و جلس دقيقتين ثم تذكر أمرها. نظر للنافذة و قد قرر للحظة أن يخفف عليها قليلا، ربما فعلا زاد الشيء عن حده.

خرج من غرفته و سار متجها لخاصتها، لكنه سمع صوتها من بعيد و ضجيجًا مضافا له. لم يفهم الأمر بداية فأسرع بخطاه حتى لمحها و هي على وشك دخول شجار مع الحراس و الخدم.

قالت: قلت لك ٱريد رؤية الحاكم.

و كادت تنطق مرة ٱخرى لكنها سمعت صوته: مالذي تفعلينه؟!

نظرت له بجدية، و نظرات حادة حتى تكلمت: أود محادثتك بأمر مهم للغاية.

لاح بعينيها إصرارًا كبير إستطاع أن يلحظه، فنظر للخدم و قال: دعوها.

ليطيعوا الأوامر و ينسحبوا، في حين دخل كلاهما للغرفة.

ظل الصمت سليط الجو للحظة، و فقدت هي كل ثقتها بثوينة. وترتها نظراته الحادة، و زادتها عبئا عما هي فيه. لكنها كانت بالفعل قد قررت المضي، و لا أحد سيوقفها.

"لقد وصلتني اليوم رسالة من ٱختي إليزابيث."

تكلمت، فضاقت عيناه، لتضيف بعدها: لقد كتبت فيها عن أوضاعهم و أحوالهم و لكن هناك شيء آخر.

صمتت ثم تقدمت لناحية درج قرب سريرها فتحته حتى قامت بسحب الدعوة و عادت لوسط الغرفة قالت: لقد أرسلت لي دعوة زفاف.

حدق بالدعوة، لتنطق هي ببعض من التوتر: و أنا أود حضو-

"لا"
سرعان ما قطع كلامها.

ليزيد من توترها ثم يرفع عيناه و يقول: إذا كان طلبك حضور الزفاف، فطلبك مرفوض.

توسعت حدقتا عيناها لتقول: ل-لكنه زفاف ٱختي!! إنها ٱختي الوحيدة!!

حد عيناه أكثر ليكمل: أخبرتك كلا، و لا نقاش بالأمر.

شعرت بالضعف الشديد، و الوهن، اجتمعت الدموع بعيناها في حين ضاعت الحروف منها. التف هو و لم يستطع أن يقابل عيونها، خاف أن يضعف هو الآخر.

"أرجوك.."
همست لتتقدم خطوة بعدها، و تضيف برجاء: أنا آسفة إذا كنت لا تزال غاضبا مني، لكن أرجوك..

أغلقت عيناها موطئةً رأسها و قد تبللت رموشها: دعني أذهب لزفاف إليزابيث.

اعتقدت للحظة أنه سيقبل.

" قلت لك لا."

لكنه لم يفعل.

فشُلت قدماها و ارتخت كلتا يديها، مع هذا تشجعت و نطقت مرة ٱخرى: أرجوك!! أعدك أني لن أرى الشمس حتى بعدها، فقط هذه المرة دعني أخرج و أحض-

"قلت لك كلا!!"
صرخ.

و بَكُمت هي، علمت أن لا رجاء بعد نبرته تلك. و أنه عنيد كالصخر، لا يتزحزح فقط يواصل رجمها بتصرفاته و كلامه.

تقدم خطوات بعدها، و قد تبعثرت هي ألما. لتحكم بقبضتها على الرسالة و تصرخ: ليام!!

توقف، و أكملت هي بنفس النبرة: أنا سأذهب، سواءًا شئت أم أبيت!!

توقف للحظة غير مصدق لما سمعه، يبدو أنها تمردت!!

التف بدهشة و قد بدى غاضبا ليقول: ماذا؟!

لم ترفع رأسها، و كادت تمزق الدعوة. هي ترتجف خوفا مع هذا تكابر عنوة، هدأ بعضٌ من صوتها لكنها سرعات ما رفعته نست موقفها: قلت لك، أنا سأذهب.

رفعت عيناها،

"سواءًا شئت أم أبيت!!"
أكملت بصوت عال.

ظلت تحدق به بغضب، بشفاه مقوسة و عينان ممتلئتات بالدموع. تقدم هو ناحيتها بخطوات سريعة و شعرت خلالها أن قلبها سيسقط إذ خافت أن يقتلها أو يرمي صفعة عليها، لكنه فقط اقترب منها بدرجة كبيرة، بحيث تقابلت عيناه الحادة بخاصتها المرتعدة.

نظر لها بغضب محتدم و توسعت عيناها ليقول غير مبال: حسنا سنرى بشأن ذلك.
ثم أمسك دعوة الزفاف رفعها و قال: حاولي فقط و حينها لن تري الشمس وحدها، بل لن تشمي الهواء نفسه ثانية!!

التمعت عيناها، و لاحظ هو ارتجاف يديها حينها فقط انتبه لما قاله. كاد يتراجع، لكنها بدون تفكير انتهزت فرصة أنه أبعد ناظره عنها للحظة و قامت بدفعه للخلف قائلة: ابتعد عني!!

لم يعاندها، في حين وضعت هي راحة كلتا يديها بعيناها و صرخت: اخرج من هنا، لا تكلمني أبدا!!

لاحظ دموعها و قد قلق لوهلة، لكنها صرخت بقسوة و نبرة خشنة: أنا أكرهك!!

شعر بالوخز رغم برودة سماته، صك أسنانه ثم التف بنفس السرعة السابقة مغادر، و حين وضع يده على المقبض رفعت صوتها بقوة مكملة: لن ٱسامحك أبدا!!

فضرب الباب بغضب محدثا ضجيجا عاليا لارتداده و قد خرج بالفعل من هناك راحلا لغرفته غير واضعا إحتمال العودة.

سقطت هي على ركبتاها، و شعرت بألم شديد يجتر أوردتها، لم تستطع أن تكبت نفسها فانفجرت بكاءًا. بكت بصوتٍ عال، و بأنين أعلى، أمسكت الدعوة التي أصبحت بالية و زادتها هي عما فيها باحتضانها بقوة.

لم ترِد ببالها أي أشياء أو أفكار غير الوجع الذي تمر به، ألا يعلم ما تضحي به في سبيل إبقائه بعيدا عن المشاكل؟! لما يعتقد أن حمايتها له ضده؟! أي أخرق ابتلاها الله به.

ظلت على تلك الحالة، تسرف و تذرف كثيرًا من دموعها دون إهتمام.

تعبت، و زادها هو تعبا.

حتى حل منتصف الليل.

|آن|

ضاع ليلي بين دمعة و جرح في الصدارة، لا زالت صينية الطعام كما وضعوها. أجلس أرضا أضع بذراعي فوق السرير و قد اتكات برأسي عليها أنظر وسط الظلام للنافذة البعيدة.

ماذا فعلت له، حتى يرد بي كل هذا؟!

ألأني هربت؟! لكني لمليون مرة اعتذرت!!

هو لن يسمح لي حتى بعد أن ترجتيه حد الموت، لقد ترجيته بالشمس!! ماذا يريد أكثر من ذلك؟!

لكن ليس هذه المرة.

رفعت رأسي عن السرير و قد مسحت عيناي، وقفت أتكأ عليه فترهلت لثانية لكن أناملي كانت تلامس الفراش لذا أعدت إتزاني. اقتربت من النافذة و أزحت الستار أكثر.

حتى ٱضيئت الغرفة قليلا، ثم اتجهت لناحية المنضدة، نظرت لصينية الطعام رفعتها و قد قلت: هي قالت أن الحرب اقتربت.

رمقتها بفراغ، اتجهت لسلة المهملات،

"و من الآن فصاعدًا "

نطقت مرة ٱخرى، ثم رميت الطعام.

"هذه حربي."

سٱريك يا ليام، سترى.

أنا لن أرحمك.

غيرت ملابسي للخاصة بالنوم، و رميت نفسي بالفراش لم يستغرقني الأمر كثيرًا حتى نمت فعيناي انتفختا من شدة البكاء.

لقد فكرت بالأمر جيدًا، نحن بالفعل في سبتمبر و موعد زفاف إليزابيث بالشتاء. لن أستطيع استعمال النافورة، ستتجمد إما قبل ذهابي أو بعد وصولي. و بكلتا الحالتان لا أستطيع المخاطرة.

فسينتج عن الأول، ضياع ٱختي مني. و الثاني، سأعلق هناك، و قد تجدني العصابة فأتسبب بمقتل عائلتي بأكملها و ٱحول الزفاف لجنازة ثم أنتحر بعدها.

لذلك علي أن ٱقنعه بأي طريقة على الموافقة.

أغلقت الكتاب، ثم نظرت للصينية الجديدة الموضوعة أمامي. استيقظت منذ ساعتان و هي العاشرة صباحا الآن. نظرت للطعام للحظة، ثم قمت بتغيير منطقة جلوسي حتى لا ٱقابله، لقد قررت.

سٱضرب عن الأكل و حسب.

قد تبدو فكرة سخيفة، لكنها حقا ستجدي. منذ صغري و مناعتي ضعيفة بالكاد تحميني، حتى أني كنت مصابةً بشلل مؤقت في قدماي بوقت معين.

ابتسمت بسخرية و قد أخذت ثان كتاب لي قلت: إذا لم أستطع الذهاب بقدماي لزفاف إليزابيث، فسأبعث روحي إليها.

و بدأت بالقرائة.

|الكاتبة|

انشغل هو بعمله كالعادة طوال اليوم، و رفضت هي وضع لقمة واحدة في فمها. تجاوز الأمر الفطور و الغذاء، كانت تلعب بجسدها لعبة خطيرة غير آبهة، كل ما كانت تفعله هو تخيل شكل ٱختها بالثوب و هي ترقص معها.

هي لم تدري أن البكاء أيضا سيتسبب بهلاك جسدها، و مضاعفة قوة الزهرة.

"لكن سيدتي أنت لم تفطري و حتى غدائك لم تلمسيه!!"
تكلمت الخادمة، لتضيف بعدها بقلق: أتودين حقا أن لا تأكلي؟!

لم تلتف لها آن تعطيها بظهرها و تنظر عبر النافذة للهلال، قالت: أخبرتك لا أود أن آكل، لذلك من فضلك أعيدي الطعام قبل أن يبرد.

ثم التفت لها و ابتسمت، لتتوتر المقصودة و فقط تخرج.

أطفئت الأضواء بأكملها، حتى الشمعة التي اعتادت وضعها بجانبها. شعرت باليأس من كل شيء، و بالضيق الشديد لما تمر به. هي محبوسة هنا منذ ٱسبوعان، حتى حديقتها الصغيرة و قد وضع بها حراسا.

نظرت للأعلى و ظلت كذلك، حتى تجمعت بعض الدموع بعيناها فسقطت مبللة وسادتها. ثم ما لبثت أن نامت و برأسها ألف هم و فكرة.

مر الثاني بنفس السابق، و الآن إنه اليوم الثالث، و هي لم تأكل شيئا!! لقد فاض الصبر و خرجت الخادمة بالصينية تتنهد.

كلمت صديقتها قائلة: اسمعي، هي لم تأكل اليوم أيضا ماذا نفعل؟!

توترت المقصودة لترد: حقا؟! لكنه ثالث يوم!!

هزت الٱخرى رأسها إيجابا لتضيف صديقتها: أعتقد أنه من الأفضل أن نخبر الملك، أنت تعلمين إذا حدث لها شيء فسيعاقبنا لعدم إخباره.

وافقتها لتقول: حسنا سأفعل.

لقد كانت تقرأ، رغم شعورها بالجوع و الفشل الشديد، حتى إذ بالباب يفتح بقوة شديد جعلتها تجفل و ترتعد لوهلة. نظرت لمن فتحه فوجدته يقابلها و بنظرات حادة.

وضعت الكتاب أرضا ثم وقفت بصعوبة و قد شعرت بالدوار لثانية لكنها سيطرت على الأمر.

تكلم هو: ضعي الطعام الطاولة.

لتدخل خادمة من خلفه حاملةً صينية سرعان ما وضعتها فوق الطاولة التي بقرب النافذة و خرجت لتغلق الباب خلفها. علمت هي فورا من الأمر أنه جاء ليجادلها بشأن إضرابها عن الطعام، تسائلت لما تأخر هكذا!!

"أصحيح ما سمعته؟!"

تكلم لتنظر له و تقول: سمعت ماذا؟!

"لا تمزحي معي"
أجابها لتتسمر بمكانها ثم يضيف: أنت لم تأكلي منذ ثلاثة أيام؟!

صمتت و لم تتكلم، ليتقدم لعندها و تتراجع هي للخلف بسرعة حتى ابتعدت عن السرير الذي كان سندًا لها، لاحظ حينها ارتعاد كلتا من يدها اليسرى و ذراعها اليمنى المثنية التي رفعتها.

"تعلمين أنك تؤذين نفسك بهذا؟!"
تكلم بنبرة من الغضب.

تجمعت الدموع بعيناها لتقول: ليس بقدر ما آذيتني أنت!!

تكلمت فرفع عيناه لها لتواصل: أنت من لم يسمح لي بالذهاب للزفاف.

"أخبرتك أن ذهابك لحفل الزفاف أمر مستحيل"
أجاب.

لتخطو نحوه بقدم و تقول: و لما هذا؟!

صرخ عليها: قلت لك هذا مستحيل و يكفي.

ارتعدت أكثر من صوته، ليرى هذا و يحاول أن يهدئ قال: العصابة لا تزال تبحث عنك، و قد جائنا خبر أنها تعلم بأمر زفاف ٱختك.

ثم نظر لي بحدة و واصل: و إذا ذهبت فسيقتلونك.

سارت إليه لتقول بنبرة رجاء و دموع: لكن ليام أرجوك، أنت بالفعل تقتلني برفضك!! أرجوك، أن يقتلوني خير من أن تقتلني أنت!! أرحم!!

فنظر لها ببعض من الشفقة، ثم التف و قد علمت الإجابة مسبقا من ظهره ليتكلم: لا أستطيع، لا أستطيع تركك تذهبين.

مد قدماه خطوتان ليقول: من فضلك كلِي طعامك.

لكنها ما لبثت أن سارعت له و قامت بضربه بكلتا يديها قائلة: بل ستدعني أذهب.

التف لها لكنها قامت بمواصلة ضربه و هو فقط صامت، حتى قام بامساك كلتا يداها لاحظ كيف تهتزان لوحدهما. سقطت على ركبتاها و سقط هو معها حاولت أن تفلت منه لكنه كان أقوى بأضعاف من أن تهزمه يدان بضعف يداها، و بدون طاقة.

"لما تفعل هذا بي؟! لأجل الزهرة يمكنك أخذها فقط دعني أذهب.."

و راحت تبكي لكنه لم يرد عليها حتى قام بضمها و هي تحاول الإبتعاد عنه لكنه أضاق بالفعل يداه حولها، يمنعها من الحركة أو حتى المقاومة. لتدفن رأسها بوجهه مرخية كلتا يديها للأسف،ل و قد علا صوت بكائها.

شعر بدفين ألمها من صوتها و أطلقت هي كل ما اعترى داخلها ببكائها، رغم أن اسمه كان من بين الأشياء التي لعنتها للحظة، لكنها سرعان ما تتوارى نادمة، تعلم أنه كل ما بقي لها. هو بعد كل شيء يحاول فقط حماية جسدها، و تحاول هي حماية أحاسيسها.

أغلق عيناه هامسا لها: صدقي أو لا..
ثم فتحهما مكملاً: الأمر لم يعد يعني الزهرة وحدها.

لكنها لم تسمعه، صوتها كان أعلى من أن يأذن لبضعة أحرف أن تهزمه. و هو الآخر أراد ذلك، أن لا تسمعه. و لا أحد علم لما، و لا هي سمعت حتى تسأل.

لكن دعوة الزفاف كانت تعني لها أكثر مما يظن، الأمر عائد لذكريات طفولة، لا يعلمها هو.

هدأت، و لاحظ هو ذلك. رفعت يداها بارتعاد لتبعده و انصاع هذه المرة، نظر لها و قد كان كامل وجهها أحمر.

بينما ظلت هي تنظر لقميصه حتى قالت: اسفة لقد تبلل.

فهم الأمر فهز رأسه إيجابا ليقول: لا بأس.

ثم وقف، و قام برفعها بسهولة من ذراعها لولا أنها سقطت ثانية ليلف يده الٱخرى حول خصرها قالت: شكرا.

مرة ٱخر،ى اكتفى بهز رأسه في حين وقفت هي لتتراجع خطوة و يزيح هو كلتا يداه. لم ترفع نظرها له و لا هو أبعد خاصته.

حتى نطق الأخير قائلا: كُلي طعامك.

علا رأسها له و قد فتحت فمها لكنه فهم ما كانت ستقول فحد عيناه قبل أن تكمل حتى لذا صمتت بسرعة أنزلت عيناها و قالت: حسنا فهمت.

"أنا ذاهب الآن أنهي طعامك"
تكلم فلم ترد ليكمل: و سآتي لأتفقد الأمر.

فتوترت و قد رفعت رأسها لكنه استدار و سار بعيدا حتى خرج مغلقًا خلفه الباب.

سمعت هي صوت قطرات مياه فالتفت للنافذة، لتجد أنها بالفعل تمطر. تقدمت ناحيتها -النافذة- وضعت براحة يمناها على الزجاج و راحت تراقب، خضرة العشب حديقة الزهور الصغيرة الطاولة و الكراسي المبللة حتى الحراس الأربع بكل زاوية.

تسائلت، إذا كانت لوتبري الآن من تبكي أم أن الرب نفسه قرر أن يواسي حزنها بالمطر. اجتمعت الدموع بعيناها و أضببت رؤيتها، و بتلك اللحظة،

شاهدت وسط الحديقة شابة تمسك بيد فتاة صغيرة.

لقد شاهدت نفسها الشابة بعمر الآن!! تمسك نفسها و هي صغيرة بعمر الطفولة!!!

ارتعدت و رمشت بعينها فسقطت الدموع العالقة و اختفى الشخصان!!

تراجعت للخلف ثم همست: لابد أن هذا كله بسبب عدم تناولي للطعام.

ثم تذكرت أمر تفقده لها فجلست على الطاولة و قررت الأكل، هو أصلا من المستحيل أن يقبل لها أن تذهب.

و هي بالفعل خططت لطرق ٱخرى.

حضر متأخرا، ليام. قال أنه سيعود لكن حتى حل الليل لذا دلف الغرفة فوجد أنها بالفعل نامت. لاحظ أنها أنهت الطعام فتنهد براحة، ثم اقترب منها و كالعادة، وجد رموشها مبللة.

أرجع بعضًا من خصلات شعرها حتى توضح وجهها ثم قام بتغطيتها و أطفأ كل الشموع، حتى أنه أخطأ و نفس على التي بجانبها.

|آن|

"ٱريد أن ٱحادثكِ بشيء مهم"

قلت وسط الظلام، لقد عزمت مسبقا على مقابلتها قبل أن أنام. لمحت بتلات زرقاء مرمية أمامي تدلني على الطريق.

قمت بتتبعها حتى وجدت أن البتلات اختفت، و حين رفعت رأسي وجدتها تقف مثل أي مرة، مكبلة ً بالسلاسل و تنظر للضوء القوي البعيد.

"كيف حالكِ؟!"
تكلمت بدايةً.

فلم ترد علي للحظة، لكنها كتبت بعدها: لماذا توقفت عن الأكل؟!

" و لما تهتمين؟!"
أجبتها.

فاستدارت قليلا لتكتبت: إن ذلك يضعف جسدك، و يضعفني معك. أنا أحيا بجسدك أنسيتِ، و موته يعني اختفائي.

ابتسمت بسخرية لأقول: صحيح كيف نسيت.
ثم أضفت: إذا قتلتُ نفسي مُتِ معي، و إذا قتلتِني مِتُ لوحدي.

فأعادت نظرها للضوء،
"أجل"
و كتبت.

ثم ما لبثت أن أضافت: مالأمر المهم الذي طلبتني لأجله؟!

نظرت لها بجدية و قلت: ٱريد الذهاب لزفاف ٱختي و ليام يمنعني.

"إذا؟!"

ردت بالحروف، لٱجيبها: لذلك أود مساعدتك، فخطة إضراب الطعام لم تنجح.

ظهر الوشم على رقبتها حين ارتفع شعرها، لجيب: لن أفعل.

احترت فأكملت: إذا ساعدتك ستشعرين بتحسن، و أنا لا ٱريد هذا.

دهشت من ردة فعلها تلك، لكنها أكملت: أنا ٱريدك أن تتحطمي، أن تشعري بألم كبير حتى ٱسيطر على جسدك اعلمي..

قامت بلف إحدى خصلاتها خلف ٱذنها لتضيف: أنا و أنت، لن نتفاهم يوما.

نزلت دموعي، و انتفخ الألم بجوفي.

أغلقت فمي ثم قبضت على يدي بقوة، ثم تكلمت:

"ريفادور كان محقًا.."

أدارت رأسها بسرعة،

"أنتِ لم و لن تتغيري يومًا، ستبقين أنانية، لهذا السبب لعنتِ.."

نظرت لها و دموعي لا تزال تنزل، ثم صرخت: و لهذا السبب لن تحصلي يوما على الحياة!!

صكت أسنانها بغضب، و رأيت سيقان نباتات ترتفع.

ابتسمت بسخرية، و قد جهزت لها قنبلة لأقول: لذلك بما أنك رفضت مساعدتي..

رفعت ذراعي مثنِية،

"فسأطلب من حبيبك السابق ريفادور أن يفعل"

أغضبها ذلك و بشدة، لكني لم أتوقف، لقد ألقيت عليها جُم ألمي.

حتى نسيت نفسي و قلت: أوتعلمين، هو حقًا وسيم. ٱفكر بتعريفه ببلور، فهي بعد كل شيء فراشة و هو مجموعة زهور لابد أنهما حقا سيتلائمان مع بعض، فمارأيك..

غضبت حقا، و رأيت أشواكا تتشكل بنهاية شعرها حتى أكملت: أيتها الزهرة؟!

و إذ بي ألمح سيقان نباتات طويلة تظهر من الأرض راحت تتقدم لعندي بسرعة، لذلك قمت بِعَضِ يدي بشكل أسرع و قوة شديدة.

استفقت بسرعة و قد شهقت، لكني شعرت بألم شديد فجأة، كأن شيئا يغرز بتجاويف قلبي و ليس صدفة. تقطعت ألما و تكورت بسريري، لكنها فقط واصلت الأمر، تنتقم مني!!

تحركت من فراشي متجهة ناحية الباب لٱنادي على الحراس، سرت خطوات مترهلة و تعثرت لكني استمررت متشبثة بجهة قلبي حتى لاحظت سقوط قطرات دماء على الأرض و قد كانت من أنفي.

قمت بمسحه بيدي من جهة و أنا ٱحاول تحمل الألم من جهة ٱخرى لكنه لم يتوقف. ثم لاحظت بداية تشكل للونٍ أحمر على ذراعيْ ثوبي و حين رفعت الكم لاحظت ظهور جروح من العدم!! كانت جلدتي تتمزق!! تنفتح لوحدها!!

سقطت أرضًا لشدة الألم، لم أستطع التحمل، فصرخت علهم ينجدونني. صرخت بقوة و دموع، سرعان ما تسببت بفتح الباب و دخول الحراس، ثنى أحدهما قدميه ليصل لطولي في حين أسرع الآخر و ذهب لمكان ما.

صمتت لدقيقتين في حين حمل هو يدي التي رفعت الكم منها و قد بدت عليه الدهشة الشديدة حتى سمعته يقول بصوت عال لإحدى الخادمات: بسرعة نادوا الطبيبة كذلك!!

لكن الجروح لم تتوقف عن الظهور، الطعن بقلبي اشتد لقد كانت تغرز شيئا و تسحبه، و أنفي كان ينزف. لحظات عدت للصراخ، لقد كان الأمر حقا مؤلمًا!!

لم أستطع أن ٱحادث الحارس رغم تكراره لهل أنا بخير كيف ٱصبت و أشياء ٱخرى، فقط كنت أبكي، الألم لم يتوقف. حتى ظهر ليام و أمسكني من كلتا كتفي كان يصرخ بكلمات، لكني لم أسمع شيئا، سمعي انقطع فجأة!!

هي حقا تفعل هذا بي عمدًا!!

أمسك بيداي و حين رآهما احتلت الدهشة الشديدة ملمحه إذ أن الأرض نفسها وُسخت بدمائي، و كلتا يداي كانتا حمراوتا اللون. شحب وجهي بشدة، و أصبح خال من الدم، ضبُبتْ رؤيتي، و حين رمشت بنصف ثانية،

ظهرت الشابة و الصغيرة!!

لقد انبثقت عيناي و سقطت دموعي أكثر، رأيتهما عند الباب تقفان و رأيت الناس حولي يكثرون.

لقد حركت يدي اليسرى التي تتخلها الدماء ببطء ثم تشبثت بيد ليام بشدة إذ خفت، همست: من أنتما؟!

لكنهما لم تردا، و لم أستطع رؤية ملامحهما جيدا، أما ليام فقد قلق أكثر و رأيته يصرخ بشيء ما.

قامتا بالتحرك معا و أنا ٱراقبهما بخوف، أدرت رأسي لهما حتى توقفتا واقفتان على يميني. أفلتت الصغيرة يد الكبيرة ثم اتجهت للخزانة، فتحتها و أخرجت قلادة طويلة بمفتاح متوسط الحجم أرته لي رافعةً القاادة و هي تنظر ناحيتي، بعدها وضعته داخل فردة حذاء وردي التفت لي و أشارت له بٱصبعها، بقيت على تلك الحالة.

لقد نظرت لليام و البقية، كيف لم يرهم أحد أو حتى يسمع الخزانة تفتح. لكني سمعت صوت خطوات فأعدت نظري لهما بخوف. نزلت الدموع من عيناي المنفتحتان أكثر، و نزف أنفي هو الآخر.

رأيت الشابة تنظر لي لحظات، ثم حركت قدمها خطوة لي. حينها مددت يدي اليمنى في الهواء بارتعاد شديد، بأصابعي التي حشيت بين فراغتها الدماء، حتى قام ليام بامساكها، فرميت رأسي في حضنه دون تفكير و أنا أهتز، لا أمزح، أهتز فعليا.

استدارت الشابة هذه المرة و اتجهت نحو منضدة التزيين حيث وضعت العطور صندوب المجوهرات و مرآة ملتصقة به.

حين وصلت له ثنت قدماها و جلست على ركبتيها، ثم نظرت لي و أشارت بسبابتها للمنطقة التي أسفله، حيث تخفى الأقدام عادة حين تجلس. تقدمت إليه أبعدت الكرسي الصغير و أدخلت رأسها أسفله ثم قامت بتدوير ٱصبعها على منطقة معينة، تشير لي إليها.

لزخرفة الزنرة البنفسجية على الحائط كانت الزخرفة الوحيدة ذات لون بنفسجي بذاك الشبر بالضبط. و هذا عادي، فزخرفة الغرفة كانت لزهور وردية تخللتها زهور قليلة و نادرة للغاية بنفسجية.

هي قامت بالمسح براحة يدها ثلاث مرات بشكل دائري من اليمين لليسار، ثم ثلاث مرات من اليسار لليمين. و حين انتهت شدت قبضتها و ضريت بها المنطقة ثلاث مرات. بعدها أزاحت يدها و ظهر قفل بالمكان!! قفل فضي لامع!!

لقد فتحت فاهي لا إراديا و ضممت ليام إلي أكثر، مؤمنة ببرائة أن وجوده سيحميني، و أنهم لن يقتربوا مني ما دام هو معي.

أشارت له، ثم خرجت الشابة نظرت للصغيرة فحركت الأخيرة سبابتها مشيرة لموضع المفتاح. وقفت الشابة لتعود جنب الصغيرة و تشبك هذه الأخيرة يدها بها. لقد ظللت أنظر لهما دون أن أستطيع استوضاح وجههما بسبب رؤيتي الضعيفة.

لقد رفعت كلاهما بعدها سبابتيهما، ثم أشارتا لمكان معين. و حين نظرت كانت الساعة المعلقة على الحائط، و التي فجأة، بدأ رقاصيها يتحركان لوحدهما، فذرفت دومعا أكثر لخوفي شبكت يداي بظهر ليام بقوة و قد لطخت كامل ثيابه، حتى أني نسيت ألمي لعمق خوفي.

ظل الرقاصان يدوران حتى توقفا بالساعة الثانية و عشرين دقيقة. أعدت نظري لهما لكنهما كانتة قد اختفتا!! ليزيد رعبي!! قطعه شعوري بصداع شديد أغلفت نتيجة له عيناي و حينها ظهرت كتابة منها.

"جربي اللعب معي ثانية، و سترين ماهو أسوء، آن"

علمت هذا، الزهرة كانت سبب كل هذا الألم.

ارتخت يداي بعدها!! دون إرادتي!! لقد سقطتا و شعرت بفشل شديد، شعرت أني مشلولة!! وصلت لحظتها الطبيبة، و قام ليام بقلبي فأسند برأسي على ذراعه و مد قدماي للأسفل، قامت هي بتمزيق كُم كلا يدي و باشرت بعلاج جروحي.

في حين لم أستطع سماع شيء أو الحراك أو حتى التكلم، كل ما فعلته هو البكاء و النظر لليام الذي كان يقول كلمات لم أفهمها، ثم مسحَ الدموع من عيناي فابتسمت بحزن.

لقد كذبت.

قلت لنفسي، أغلقت عيناي،

أنا حقا لا أستطيع أن أكرهك.

ثم رأيت الظلام.

.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.

انتهيناااا اسفة على التأخير.

لقد أطلت بالفصل كتعويض *٨*

شكراا للقرائة.

مارأيكم بالفصل؟!

هل سترضى آن بعدم الذهاب للزفاف أم انها ستخلق خطة؟!

برأيكم ما حكاية ريفادور و الزهرة؟!

و من الفتاة الشابة و الصغيرة؟! شبيهتا آن؟!

و ماذا يوجد خلف ذاك القفل؟!

للذين لم يفهموا أين وقفت الشابة، انظروا هنا:

شفتو لما تبعدوا الكرسي الصغير، في هذاك الفراغ الموجود بالجوف؟! هناك أدخلت الشابة رأسها و عملت الخطوات.
+المنضدة تشبه التي تخيلتها، لكن لا توجد زخرفة بحائط.


سؤال اليوم:
ماهو الشيء المدمن عليه؟!

عنوان الفصل القادم:
بابروسات و إليكسيل



مارأيكم بالفصل؟!
القادم إن شاء الله ❤

باي ✨
مع حبي بيلسان🌷

Continue Reading

You'll Also Like

196K 7.5K 27
| مكتَملة.. قيدَ التعدِيل |. ما الذِي ستعيشُه تيانَا عندَ إنتقالهَا لعالمٍ آخرٍ؟، عندمَا تدركُ أنّها كانَت جزءاً منهُ وأنّها ذاتُ تأثير؟. كيفَ ستستَم...
359K 30.3K 84
الابنة الكبرى كانت كعلبة قمامة عاطفية حيث يتم القاء كل إحباطاتهم عليها ، ليست محبوبة او ثمينة او شخصًا يُفتخر فيه ، هي كانت تعلم ذلك ومع هذا حاولت جا...
585K 13.8K 34
من يقول إن النور لاغاب رجع ؟ ومن منّا يضمن مشاوير الطريق ! وحتى الصياد لو قضى ليله سّهر يجمع بين شبّك ومغارات الموج عودّ التيّار ولا رجع وخيب آماله و...
11.7M 217K 71
" مُكتملة " اول رواية لي كاتبة مبتدئة جدًا اتمنى تعجبكم ونكبر سوا ❤️ ~ كُتبت بواسِطة : الجُّود بِنت آل مطّلق 🌟 ~