حصون من جليد

By Durah2016

735K 13.4K 1.5K

غرفة ذات جدران قاتمة اللون رغم طلائها الفاتح ومكتبة برفوف ضخمة خشبية مدعمة بالحديد كي لا تتآكل مع مرور الزمن... More

1
2
3
4
5
6
7
8
10
11
12
13
14
15
16
17
18
19
20
21
22
23
24
25
26
27
28
29
30
31
32
33
35
36
37
38
39
40
41
42
43
44
45
46
47
48
49
50
51
50
52
53
54
55
56
57
58
59
60
61
62 the end

34

10.5K 180 23
By Durah2016





الفصل الرابع والثلاثون

المدخل : بقلم الغالية alilox

الايقولون اضرب النساء بالنساء،وهذا مافعلت لاسقط هذا الجدار،لاشعل بقلبك البراكين والنار،اعلنيها حربا عليا كما يفعل الثوار،فليبعثرك ويقتلعك من مكانك هذا الاعصار،ثوري اغضبي تمردي عليا هذا مااريد، اعلني حالة العصيان واطلقي لجنونك العنان،فليحترق هذا القلب ويذق طعم المرار ،كفاك سخرية من قلبي وشكلي لما كل هذا الاحتقار،قسما لاكمل مابدات ولوكلفني الامر ان اقلب الليل نهار،لايليق لانثى بجمالك وصفاتك هذا القناع من اللامبالاة والبرود،اشتكي مني تكلمي اصرخي في وجهي فقط خذي قرار،اريني ماتفعل الانثى المجروحة لاتقفي كالصنم الى متى الانتظار ،كرهت صمتك وهروبك وتجاهل مايدور بيني وبينك في الخفاء لاتكذبي على نفسك فكل نساء الارض تغار،فليذب هذا الجبل من الجليد لتروي ارض روحك العطشى لرجل يزرع بها ويجني مايريد،فانت بالاخر انثى بحاجة لرجل يعلمها فنون الحب والعشق والتلذذ بوجع الشوق لست امراة من حديد

سلمت الأيادي

~~~~~~~~~~

نظرت له بضيق وقلت " ماذا تقصد بهذا ؟ "

نظر لكاحلي وقال " أقصد أن الإصابة ليست فيه "

وضعت يداي وسط جسدي وقلت بضيق " ما قصدك بما تقول

أمثل عليك ؟؟ "

نظر لي وقال ببرود " عنيت أنه قد يكون ساقك المصاب وليس

كاحلك لكنك قلتها بنفسك "

حركت يدي في الهواء وقلت بحنق " إن كانت تلك تمثل ولا

تصدقها فلا تظن أن الجميع يتصرف مثلها "

قال ببلاهة أجزم أنها مصطنعة " من تلك ؟؟ "

فنفضت اللحاف وغطيت به نفسي مضجعة على السرير وقلت

" أخرج أريد أن أبقى وحدي "

فخرج دون أن يتحدث أو يضيف شيئا ولم يكلف نفسه ولا عناء سؤالي

إن كنت أريد الطبيب , بعدها بقليل غادرت السرير والغرفة وتوجهت

للمطبخ في الطابق العلوي هنا حيث كنا لا نستخدمه , فتحت نافذته

قليلا لأنها مطلة على الأرض تلك فكانت سدين المسكينة تعمل على

الرباط وحدها وإياس لازال يحاول إصلاح ما يمكن إصلاحه في

الجهة الأخرى والوحل يغطي ثيابه والهواء البارد يحرك خصلات

شعره البنية فوق جبينه وكأنه ليس ذاك البيضة التي تلمع من بعيد من

النظافة والأناقة , وتلك الناموسة واقفة بجانبه تحاول مضايقته وهوا

يدفعها ويرميها بالطين من وقت لآخر ويضحكان , ضربت النافذة بقوة

وأكاد أحطم أسناني من الغيظ والصر عليها وعدت لغرفتي ولسريري

مستمتع جدا ويعيش حياته كما يريد ويتركني هنا أتفرج عليه , سحقا

لك ولها لا بل لها فقط كي لا تحزن عمتي عليك , وبعد وقت طويل

اعتصمت فيه في السرير ولم أغادر إلا للصلاة طرق أحدهم الباب

ودخل وكانت سدين اقتربت مني قائلة " ترجمان هل أنتي مستيقظة "

قلت ببرود " لا نائمة وعيناي مفتوحتان "

قالت ببرود أشد " لا أعلم لما لم يلتوي لسانك بدلا عن كاحلك "

غطيت رأسي باللحاف ولم أتحدث فقالت " أمازال يؤلمك ؟ "

قلت من تحته " نعم وحالته سيئة جدا "

قالت من فورها " هل نأخذك للمستشفى "

قلت ببرود " لا داعي لذلك سأكون بخير "

قالت مغادرة الغرفة " حسنا سأجلب لك حبوبا لتسكن الألم قليلا "

جلست حينها وتوجهت لمرآة التزيين وأخرجت علبة الماكياج ووضعت

كدمة صناعية أسفل ساقي فلن أعطيه وتلك الشاحبة فرصة للسخرية مني

لونت دائرة خضراء وحولها لون بنفسجي وعدت للسرير على دخول سدين

تحمل في يدها كوب ماء وفي الأخرى علبة الحبوب واقتربت مني تنظر

لساقي وقالت " أنظري للكدمة يا ترجمان ! يبدوا أن الحجر سقط

عليها حين وقعتي وليس كاحلك ما آلمك "

تحركت للخلف قليلا واتكأت على ظهر السرير قائلة

" كدمة بسيطة وغدا سأكون بخير "

جلست وناولتني الكوب وحبتين من العلبة وقالت " إياس قال أنه

سينهي العمل هوا والعمال هنا وسيجلب اثنين آخران أي أعفانا منه "

بلعت الحبوب التي لا أحتاجها أساسا ثم أعطيتها الكوب وغطيت ساقي

ولم أعلق فقالت " ألا تحتاجين للذهاب للمستشفى إن كانت تؤلمك

كثيرا ؟ فقد يكون شعبا وعليك الذهاب فإياس طلب مني سؤالك "

نظرت بعيدا وقلت ببرود " لا ويهتم للأمر كثيرا "

قالت بحيرة " ماذا حدث ؟ هل تحدثتما حين جلبك إلى هنا "

قلت بسخرية " قال أني أمثل ذلك ولا شيء في كاحلي "

تنهدت وقالت بهدوء " لو كان الأمر كذلك ما طلب أن أسألك "

قلت بضيق " بالله عليك يا سدين لا تذكري اسمه ولا سيرته

أمامي وتحدثي في أمر آخر أو غادري "

انفتح حينها الباب الشبه مغلق وكان إياس فأشحت بوجهي

بعيدا وقال هوا " سدين اتركينا وحدنا "

*~~***~~*

دخلت المنزل عند أول المساء ووجدت عمي صابر يجلس في

وسطه وحده فتوجهت نحوه ألقيت التحية وجلست قائلا

" وأين البقية لا أحد معك "

قال من فوره " الصغيرات نمن طبعا فهن اليوم يقفزن في الخارج

منذ الصباح ويلعبن بالألعاب , عمتك وصفاء وداليا في

الأعلى عند زوجتك "

هززت رأسي بحسنا ونظرت للأسفل فقال " وماذا قال الطبيب "

قلت بهدوء " قال حمى بسيطة وستستعيد عافيتها بسرعة "

تنهد وقال " وما جعلك تجلبها في هذه الحالة المزرية وأنتما

قررتما البقاء هناك حتى تقرر أنت "

مررت أصابعي في شعري وقلت " ستبقى هي هنا وأنا هناك "

كان سيتحدث فقاطعته قائلا " عمي هذا قراري ولا نقاش فيه "

هز رأسه في صمت وعدم رضا فوقفت حينها وقلت

" سأغادر الآن وإن جد شيء أخبروني "

قال من فوره " بل اصعد وتحدث معها فعمتك قالت أنها ترفض

الطعام وتبكي دون توقف "

نظرت بعيدا وقلت " لن تؤثر رؤيتي لها شيئا وستتخطى

الصدمة وتأكل "

قال من فوره " علمتْ إذا وغاضبة منك ؟؟ "

لم أتحدث ولا أعلق فتحرك بكرسيه الكهربائي قائلا " آسر تصرف

بحكمة بني وحكّم العقل على العواطف "

ثم قال مبتعدا " نادي لي عمتك سعاد ما أن تصعد لتنقلني للسرير "

واختفى في الممر ونظري يراقبه ثم هززت رأسي متأففا وتوجهت للسلالم

صعدت حتى وصلت غرفتها وطرقت الباب وكانت الأحاديث كثيرة ولا

أفهم منها شيئا ولم أسمع صوت سراب بينها , بعد قليل فتحت عمتي

الباب وخرجت وأغلقته خلفها فقلت بهمس " ماذا حدث معكم "

هزت رأسها بيأس وقالت " لا أعلم ما بها وما أصابكم "

تنهدت بضيق وقلت " أمازلت ترفض الطعام "

قالت بأسى " ليته الطعام فقط "

نظرت لها باستغراب فتابعت باستياء " وترفض حتى النوم على

السرير والغطاء وجالسة من وقت على الأرضية الباردة "

نظرت لها بصدمة ولم أعرف ما أقول ولا بما أعبر فقالت " ما الذي

حدث جعلها رافضة المكان لهذا الحد وكل ما نعرفه أن هذا الطابق

ليس لنا فخمّنا اليوم حين جلبتها له أنكما كنتما ستعيشان فيه "

نظرت للأسفل وقلت " سأتصرف أنا في الأمر فانزلي لعمي

صابر فهوا يطلبك لتنقليه لسريره "

أمسكت حينها ذراعي وقالت بهدوء " آسر بني ادخل لها

وراضها إن كنتما متشاجران "

هززت رأسي بحسنا دون كلام فتحركت من أمامي قائلة

" جبر الله كسوركما بني وهدأ سركما "

ثم ابتعدت مغادرة فدفعت الباب ببطء ودخلت على التفات صفاء وداليا

للخلف ناظرتان لي وهما جالستان على طرف السرير أما سراب فكما

قالت جالسة على الأرض تضم ساقيها لحظنها وتخبئ وجهها فيهما

فأشرت برأسي للفتاتين لتخرجا فوقفتا من فورهما وغادرتا في صمت

فأغلقتُ الباب خلفهما واتكأتُ عليه يداي في جيوبي أنظر للجسد النحيل

والساعدان الأبيضان والشعر الأسود المتناثر حول جسدها المختبئ في

إحدى بيجامات صفاء الجديدة التي أستغرب كيف كانت على مقاسها

بل كان عليا أن أتوقع ذلك فهي فقدت الكثير من وزنها بعد زواجها بي

بدأتْ تزيد من ضم نفسها أكثر وبدأ صوت بكائها يخرج ضئيلا تحاول

إخفائه فمؤكد تعلم أني الآن هنا , آخر ما توقعته أن تكون هذه ردة فعلها

أن ترفض مالها !! أن ترفض شيئا حلمت به كل حياتها !! وآخر ما كنت

أتخيل أن أعجز أنا عن فهم وتفسير ما تفكر فيه ؟ هل هذا الرفض بسبب

غضبها مني أم لأن سراب القديمة ماتت بالفعل ؟ أم هوا جرح قلبها الذي

أحبني يوما وقد خذلتها بي ؟ نظرتُ للأعلى وتنفست بقوة واستغفرت

الله بهمس أطرد أفكار الشيطان التي قد تترجم تصرفاتها بشكل سيء

وبقيت أراقبها لوقت ثم قلت " سراب "

ولم تجب طبعا فتابعت " انهضي من الأرض هيا أو رفعتك بنفسي "

والجواب الصمت طبعا فقلت " سراب أنا لا أهدد فقط فتحركي

أو قسما رفعتك ووضعتك فيه وربطتك أيضا "

خرجت حينها من صمتها وقالت بنبرة غاضبة

" اخرج واتركني وحدي "

قلت بحزم " لن أخرج وطالما أنتي هكذا فلن أفارقك

فتخلصي مني وعودي لسريرك "

قالت على الفور " ليس سريري "

قلت بجدية " بل سريرك ومنزلك وكل ما في هذا الطابق

لك وأنتي تعلمين ذلك جيدا "

رفعت حينها رأسها ونظرت لي قائلة بحدة واستياء

" لا ليس منزلي تفهم , ليس لي "

بقيت أنظر بصمت لوجهها المتعب الشاحب وخداها المحمران

وجفناها المشتعلان بسبب البكاء تم تنهدت بضيق وقلت

" لن تضري إلا نفسك يا سراب "

ضحكت ضحكة ساخرة وقالت " صدقت حقا أنك تفكر فيما يضرني "

انفجرت حينها غاضبا " وهل يعجبك ما تفكرين فيه أنتي , أين

كنتِ تريدين الذهاب بحق الله ؟ هل فقدتِ عقلك "

ابتسمت بسخرية وأشاحت بوجهها للجانب الآخر ولم تتحدث

فقلت بذات غضبي " ظننتك أصبحتِ تفكرين بعقل لكني أخطئت حقا "

نظرت لي حينها وقالت بغضب مماثل " ومنذ متى تغيرت نظرتك

للجشعة تربية الشارع , طوال الوقت كنتُ في نظرك بلا عقل ولا قلب "

تنفست بقوة وقلت بجدية " لم أكن أنوي سرقة نصيبك وكنت

سأسلمك كل شيء يخصك "

قالت من فورها " ولما كل هذا إذا ؟ "

قلت بعد صمت " لأسباب شخصية "

وقفت حينها على طولها وقالت " وأي أسباب هذه التي

تبرر لك ما فعلت "

لم أجبها فهزت رأسها وتابعت " لن أصدق أنك كنت تنوي سرقة

مالي فقل لما فعلت ما فعلت "

بقيت أنظر لها بصمت ولم أعلق فقالت بسخرية

" لتختبرني يا آسر أليس كذلك "

نظرت حينها للأسفل ولم أتحدث فقالت بأسى " كل هذا ولا تثق بي

كل ما مررنا به وما فعلته ولازلت تراني كما أنا ؟ معك حق أنا الغبية

التي كنت أنتظر نظرة رضا فقط منك أو ابتسامة صغيرة تشح بهما علي

حتى علّمتَني المعنى الحقيقي للقهر , خبئتَ كل ذلك عني وحرمتني من

أبسط حقوقي حتى أن تخرج بي مرة أرفه عن نفسي أو تعطيني هاتفي

أحدث شقيقتاي ورغم كل هذا غفرت لك وأحببتك وتغيرت من أجلك

لكنك لا تستحق لأنك لا تتغير وسراب لن تتغير في نظرك أبدا "

رفعت نظري لها وقلت بجمود " نعم لا أحد فينا سيتغير والمحامي

سيكون هنا غدا ويدرس معك كل أملاكك والمستجدات فيها

وبحضور عمي صابر "

ثم فتحت الباب وغادرت الغرفة وأغلقته خلفي وخرجت من المنزل

لن يجدي معها شرحي وتبريري وستعاند أكثر لذلك لتبقى على ظنونها

بي وستستعيد توازنها فأنا بث أعرف سراب جيدا وكيف تفكر وتتصرف

فهي من النوع الذي عليك تركه يواجه الصدمات والنكبات وحده لأنك إن

مددت له يدك سينظر لكل شيء بسلبية ويرفضه فهي الآن ستقبل ثورتها

الجديدة بالتأكيد وستفهم يوما ما كنت أنوي ولما فعلت ما فعلت وسترجع

لي.. أنا متأكد فكما تجاوزت لوحدها صدمتها في الحياة معي في ذاك الفقر

وتعلمت درسا مهما وتغيرت وكما تجاوزت صدمتها في والدتها وأخذت

العبرة منها سيحدث ذلك الآن أيضا وستتجاوز كل هذا بنفسها وستعرف

الصحيح من الخطأ فإن حاولت تغيير فكرتها عني فلن أنجح مهما فعلت

ولن تغفر لي أبدا رغم أني أنا من يحتاج الآن لأن يضمها لصدره ويعتذر

منها ويعِدُها بأن كل شيء سيتغير وسيعوضها عن كل ما فات , أحتاج

لأن ينام رأسي المثقل بتعب الحياة على صدرها ويشعر أنه أخيرا وجد

وطنا ينتمي له , عدت لمنزلي الذي أصبح خاليا حتى منها وزاده ظلام

الليل وسكونه وحشة وغربة , وها أنا سأعود للعيش فيه وحيدا كما كنت

فلا نية لي ولا في استئجار غيره أو شراء منزل ولا العيش معهم

هناك لأراها تكرهني كل يوم أكثر وترفضني


*~~***~~*
بعد ساعات طويلة سمعت مفتاحا يدور في قفل الباب ثم دار مقبضه

فجلست من فوري لحظة ما انفتح ودخلت منه عمته ومؤكد هوا من

أعطاها إياه لتفتح لي لأنها لم تكن تملك واحدا , اقتربت مني وأنا

جالسة مكاني وجلست بجانبي ثم أمسكت يدي وقالت " دُرر هل

أنتي بخير ؟ وجهك مصفر ويدك كالجليد "

هززت رأسي وقلت ببحة وهمس " أنا بخير "

فركت كفي بين يديها وقالت " هيا أخرجي معي لغرفتك لتتدفئي

وتأكلي , المكان هنا بارد جدا "

نظرت لعينيها وقلت " هل عاد أواس ؟ هل هوا هنا "

هزت رأسها بنعم وقالت " من قرابة الساعة وقد طلب مني فتح

الباب لك , ماذا حدث يا دُرر ؟ ما قلب حالكما هكذا فجئه ! "

قلت وقد سقطت أولى دمعاتي من جديد " أواس يلعب لوحده مع

أناس أخطر منه عمتي وسيقتلونه , علينا أن نوقفه "

نظرت لي باستغراب وصدمة ثم قالت " ما هذا الذي

تقولينه يا دُرر ؟ "

قلت ببحة " أنتي تعلمي عن جدي وكل ما حدث في

الماضي أليس كذلك "

نظرت للأسفل وقالت بحزن " ليس كثيرا "

سحبت نفسا قويا تدحرجت معه دمعتي الثانية ثم قلت

" سنخسر أواس إن بقي هكذا يعيش في حقده وانتقامه "

هزت رأسها بحيرة وحزن ثم قالت بأسى " وما بيدنا نفعله فهوا

لن يرتاح ويعيش حياته كغيره إلا إن حقق ذلك "

أمسكت يدها بكلتا يداي بقوة وقلت وقد بدأت دموعي بالتقاطر تباعا

" سيقتلونه عمتي , إنهم كثر وخطيرين وإن علموا أنه يسعى

ورائهم فسيضرونه بالتأكيد "

قالت بتوتر " من هم يا دُرر عن ماذا تتحدثين ؟؟ "

نظرت للأسفل وقلت ماسحة دموعي " لا شيء عمتي لا شيء "

وقفت وشدت يدي قائلة " قفي هيا لتصعدي لغرفتك "

وقفت معها وخرجت أتبعها ولازالت يدي في يدها وقلت ونحن

نصعد السلالم " وأين هوا الآن ؟ أين قضى باقي اليوم "

قالت سائرة بي جهة غرفتنا " خرج من المنزل ولم يرجع إلا

من ساعة وهوا في مكتبه الآخر في جناحه السابق منذ وصل "

تبعتها حتى دخلنا الغرفة وأجلستني على السرير وقالت

" هل أحضر لك شيئا تأكليه "

هززت رأسي بلا ثم اضطجعت على السرير وقلت ببحة

" غطيني فقط أشعر بالبرد "

غطتني سريعا وتوجهت للخزانة وأخرجت بطانية وغطتني بها

وزادت من تدفئة الغرفة ثم عادت جهتي وجلست على حافة السرير

وقالت ماسحة على شعري " ماذا حدث يا دُرر فلم أفهم شيئا

مما كنتِ تقولين "

هززت رأسي وقلت بهمس " لا شيء "

تنهدت بحزن وقالت " خفت أن يخرج لتلك الغرفة ويسجن نفسه فيها

وحمدت الله أنه لم يفعلها , لقد تغير على يديك كثيرا يا دُرر "

ابتسمت بحزن وقد عادت دموعي للنزول وعدت لمسحها

وقلت بعبرة " وما الفائدة ولازالت فكرة الانتقام تسيطر عليه "

ضربت كفها بالآخر وقالت بأسى " انتقم الله ممن كان السبب

وحرمه بهجة الحياة كما فعل معه "

شددت طرف البطانية لحظني وبكيت ولم أستطع ولا الدعاء مثلها أو

قول كلمة ( آمين ) فكيف أدعي على جدي كيف ؟ ليثه يتوب ليته

يرجع عن كل هذا , ترى هل يجدي دعائي إن دعيت له ؟؟

مسحت بكفها على كتفي وقالت " يكفي بكاء يا ابنتي فلن يجدي هذا

في شيء وما أن يهدأ سيرجع هنا فتحدثا وتصالحا يا دُرر ولا تتخلي

عنه فأنتي أكثر ما يحتاج أواس في هذا العالم وهذه الحياة "

غطيت رأسي بالبطانية وواصلت بكائي تحتها وسمعت حينها صوت

خطواتها تخرج من الغرفة وأغلقت الباب خلفها فأخرجت رأسي وكان

الظلام يعم المكان فتركت السرير ودخلت الحمام توضأت وخرجت

لأصلي ما فآتني ثم عدت للسرير مجددا فلازال جسمي يرتجف بأكمله

من البرد , حاولت أن أنام ولكن النوم رفض أن يريحني ويرحمني بها

فكرت كثيرا أن أذهب له لكني تراجعت فقد يزيد ذلك الأمور سوءا

بعد وقت طويل انفتح باب الغرفة ودخل منه وتوجه من فوره للخزانة

دون أن يشعل النور , فتش فيها لوقت وأخرج ثيابا ومنشفة وتوجه

للطاولة أخذ عطره وباقي حاجياته وتوجه للباب من جديد وخرج , فها

هوا سيغادر الغرفة ويتركها لي ولا أستبعد أن يهجرها للأبد , غادرت

السرير من فوري وفتحت الباب وخرجت للممر منادية " أواس "

فوقف دون أن يلتفت لي وهذه أولى إشارات عودته كما كان سابقا

قلت من فوري " لا تترك الغرفة يا أواس , لن أتحدث ولن

أضايقك في شيء فابق فيها "

تابع حينها سيره دون أن يعلق ولا يتحدث فتحرك خلفه ليوقفني

وقوفه مجددا وصوته الحازم قائلا بأمر " دُرة عودي لغرفتك "

قلت بجدية " قل غرفتنا كما كنت تسميها ولا تقل غرفتك "

قال بحدة " دُرة عودي هناك وتوقفي عن العناد "

ثم عاد لمتابعة سيره حتى اختفى وتركني لدموعي عائدة أدراجي

بخطى ثقيلة مترنحة حتى وصلت الغرفة وعدت كما كنت منذ قليل

*~~***~~*

وقف ينظر لي ويداه في جيوبه وأنا مشيحة بوجهي عنه حتى

قال " هل أعلم سبب ما قلتيه "

لم أتحدث ولم أحرك رأسي فقال بضيق " أقلت أنك تمثلين

أم أنتي من قالها ؟؟ "

بقيت معتصمة بصمت فصرخ بحدة " تكلمي واحترمي

من أمامك يسألك من ساعة "

نظرت له حينها وقلت بحدة " وما تريد مني أن أقول , ألست من

قال أن كاحلي لا شيء فيه وأني قلتها من نفسي ( ممثله ) "

تأفف ثم تنفس بقوة وكأنه يحاول تهدئة نفسه ثم قال

" تتصرفين كالأطفال تماما هل لديك علم بذلك "

ابتسمت بسخرية أقرب للألم وقلت " شكرا مقبولة منك "

قال بضيق " لا ليست مقبولة مني وعليك أن تغيري من

هذه التصرفات "

كتفت يداي لصدري وقلت ببرود " تصرفاتي تعجبني ولن أغير

شيء أنا مقتنعة به ولديك تلك كما تحب وتريد فلا دخل لك بي "

قال حينها بحدة " تلك لديها أسم فلا تناديها كنكرة مجددا

وتوقفي عن مضايقتها "

قلت بسخرية " يا عيني وكذبت عليك وأخبرتك أني أضايقها

ولهذا أنت هنا وغاضب "

هز رأسه بقوة يتنفس كالإعصار ثم ركز نظره على عيناي وأشار

لي بسبابته وقال " أخرجيها من رأسك يا ترجمان مادامت لا

تضايقك ومادمتِ تنازلتِ عن كل شيء لها سابقا مفهوم "

قلت صارخة بغضب " للجحيم أنت وهي لن تعنيني أنت ولن

أتضايق من تلك لأضايقها , واخرج أريد أن أنام "

قال من بين أسنانه " أقسم لو لم تكوني متعبة لعرفت كيف

أعلمك احترامي وأن تطرديني من منزلي "

قلت بقهر " معك الحق واللوم ليس عليك بل على الذين

تركوني في منزلك عرضة للإهانة طوال الوقت "

نظر لي بصمت بل بشيء يشبه الصدمة من كلامي فاضطجعت

وغطيت رأسي ولم أسمع بعدها سوا صوت غلقه للباب فرميت

اللحاف خارج السرير وأتبعته الوسائد ونمت بلا غطاء ولا وسادة

وحدي فوقه وأشعر بكم لم أشعر به حياتي من الضيق والقهر



*~~***~~*


عند الصباح طرقت عليا والدتهم باب الغرفة ودخلت تحمل هاتفا

في يدها ومدته لي فقلت " من ؟ "

قالت ويدها ما تزل ممدودة " عمك صابر أم سترفضين الحديث

معه أيضا يا سراب "

مددت يدي ببطء وأخذته منها ووضعته على أذني وقلت بهدوء

" صباح الخير عمي "

قال من فوره " صباح النور انزلي هيا أنتظرك لتتناولي

الفطور معي "

بلعت ريقي ولم أعرف ما أقول وبما أتحجج فقال

" إن كان لي شأن وقيمة لديك فانزلي "

قلت من فوري " شأنك فوق رأسي لكني لست جــ... "

قال مقاطعا لي " بل جائعة ولم تأكلي من يومين فانزلي هيا أو

غضبت منك فأعتقد أنه لا يرضيك أن يغضب والدك منك "

ابتسمت بحزن وامتلأت عيناي بالدموع وقلت

" حسنا من أجلك سأنزل "

ثم مددت لها الهاتف ونزلت برفقتها بعدما لبست العباءة التي جئت بها

هنا وحجابي فهم غسلوهم وكووهم وجلبوهم لي هنا , وصلنا حيث طاولة

الطعام وكان يجلس عليها هوا وإسراء وعبير فقط فيبدوا أن باقي الفتيات

في مدارسهن , جلسنا أنا وعمتي معهم وبدأ الجميع بتناول الطعام في

صمت سوا من حديث عبير وإسراء وأجبرت نفسي على أكل القليل

فلا يمكنني رد هذا الرجل أبدا , قال بعد وقت " المحامي جواد

سيكون هنا بعد قليل لنقابله معا يا سراب "

نظرت له وقلت " لكني لا أريد مقابلته ولم أوافق على هذا "

نظر حينها لزوجته وقال " خذي ابنتيك "

فوقفت من فورها وغادرت بهما ونظر لي ما أن غادروا فنظرت

للأسفل على صوته قائلا " هذا مالك ومن حقك وعليك متابعته "

ابتسمت بسخرية وقلت " لم أتابعه من البداية فما نفع ذلك الآن "

تنهد وقال " لا يحق لي التدخل في أمور زوجين وشريكين في

المال لكني لن أتركك حتى تقابليه وتسمعي ما لديه "

رفعت نظري له وقلت " إن كان من أجلك واحتراما لك

أفعلها , غيره لا يعنيني شيء "

قال بجدية " بل من أجل أموالك فهذا نصيبك وورثك من عمك

وعليك أن تكوني على دراية بكل شيء يخصه "

قلت بسخرية " ورث ماذا وهي أموال مسروقة حرم منها

أصحابها ورماهم في الشارع "

قال من فوره " الورث ورث من أين ما كان مصدره وحتى الدِين

لا يحسب على الوارث شيئا ولا حتى الزكاة إن لم يخرجها

صاحب المال "

نظرت ليداي وقلت بحزن " خذوها أنتم حتى هي لأني

لا أريدها أقسم لا أريدها "

قال بشيء من الضيق " ولا تريدين العيش مع زوجك هناك فأين

ستذهبين وبماذا ستعيشين "

أشحت بوجهي جانبا ولم أتحدث فتحرك بكرسيه قائلا " ثمة

مكتب هنا في نهاية الممر الغربي , أكملي طعامك والحقي بي "

ثم غادر مبتعدا وبقيت جالسة مكاني أنظر للطاولة تحتي بشرود وحزن

وقامت خادمة بأخذ أطباق الطعام وأنا جالسة مكاني , كم تمنيت سابقا

هذه الحياة , كم سعيت لها وكنت مستعدة أن أفعل أي شيء من أجلها

إلا بيع شرفي والآن بعدما رأيت عمي وما فعل بآسر ووالدته من أجل

المال وما فعله العم صابر له وكيف يسعى لرد جميله عليه ورأيت والدتي

كيف استبدلتني بزوجها ومركزه أصبحت أكره ما كنت عليه وما كان

يراني عليه الناس, أخرجني من أفكار الصوت القائل بهدوء

" سيدتي السيد يطلبك في المكتب "

وقفت حينها وقلت " هلا أوصلتي له "

هزت رأسها بحسنا وسارت وأنا أتبعها حتى وصلتْ لباب معين طرقته

وفتحته وغادرتْ فدخلتُ لأجد عمي صابر هناك يجلس مقابلا له رجل

وأمامه حقيبة وأوراق , ألقيت التحية بصوت منخفض ودخلت وأغلقت

الباب ثم توجهت نحوهما وجلست مقابلة له حيث كان كرسي العم صابر

بجواري تقريبا وقال ذاك ما أن جلست " سيدة سراب سأطلعك الآن على

كل ما هوا لك وطريقة سيره منذ حكمت به المحكمة ورفعت الحجر

عنه لليوم وكل شيء موثق وقانوني "

قلت بجمود " لم يكن من داع لوجودي من البداية فما تغير الآن "

نظر لي باستغراب ثم لعمي صابر فقلت " أنت المحامي الذي

استلمت كل شيء منذ بداية القضية أسمك ذاته أليس كذلك "

قال بهدوء " نعم "

قلت بذات الجمود " ومن قال أني أوافق على استلامك لكل هذا "

نظرا لي حينها كليهما بصدمة ثم قال " السيد آسر من كلفني

وهوا شريكك كما أعلم "

قلت بسخرية " وشريكك أيضا أليس كذلك "

نظر لي بتجهم ولم يعرف ما يقول فتابعت " أنت من لعب بجميع

الأوراق قانونيا ليتم الأمر من بدايته في غيابي ثم التوكيل وأنا

لا أثق بك "

وقف حينها وقال " سأتفاهم مع زوجك وأترك كل شيء بما

أن أحد الشريكين لا يريدني "

خرج حينها العم صابر من صمته وقال " سراب استهدي

بالله المحامي لا دخل له بشيء "

وقفت حينها وقلت " أخبرتكم منذ البداية أني لا أريد كل هذا

أو تحملوني في حصتي وأفعل ما أريد "

حمل حينها ذاك المحامي حقيبته وأوراقه وغادر في صمت وقال العم

صابر " هذا الموضوع كان يفترض أن تناقشيه أنتي وآسر وليس

ترمي به الرجل في وجهه يا سراب "

نظرت له وقلت بأسى " هل تعلم أنهم استغفلوني وسخروا مني

وقادم الآن ليكمل باقي مسرحيتهم كما يريدوها هم "

قال بجدية " أعلم بكل شيء والمحامي عبد مأمور لا دخل له ولم

يأخذ منك أحد شيء فلم يخطئا في حقك يا ابنتي ولم يأكلاه والنتيجة

واحدة مهما اختلفت الأسباب "

قلت بأسى أكبر وعيناي تمتلئ بالدموع " لكنها خيانة لي أنا ومن آسر

تحديدا , لما لا يفكر بي أحد ؟ لما لا تضعون أنفسكم مكاني ؟ هل

ترضى أنت أن تفعل بك زوجتك التي تحبها هذا ؟ هل تغفر لها "

تنهد وهز رأسه بيأس فقلت بجدية " هذه هي سراب يريدها معه شريكة

يتحملها , لا يريد ... يأخذ هوا كل شيء لأني قلت أني مستغنية عنه

من البداية فأخبره بهذا ما أن تراه "

ثم خرجت وغادرت المكتب وعدت لغرفتي في الأعلى


*~~***~~*

دخلت مكتب خالي رفعت وكان أواس خارجا منه فقلت مبتسما

" مرحبا بالقاطع "

فقال بجفاف " مرحبا "

واجتازني دون أن يضيف شيئا ولا يسلم علي فتبعته بنظري

حتى غادر ثم دخلت قائلا " ما به ؟؟ "

أشار لي للكرسي أمام طاولته وقال " يريد مقابلة وزير الداخلية وأخبرته

أننا لا نراه إلا بطلب منه يجمعنا فيه ولا أستطيع خدمته في هذا حتى

يعقد اجتماعا آخر وأحاول التحدث معه وسيكون عليه حينها أن يدخل

اسمه في دفتر المواعيد الذي قد يرموه منه بسهولة لضيق وقت

الوزير وكثرة سفره "

هززت رأسي بحيرة وجلست أمامه وقلت " وما هذا الموضوع

المهم الذي يريد أن يقابله شخصيا لأجله "

قال وهوا يقلب الأوراق أمامه " لم يخبرني عنه ويصر بشكل

غريب وملح وهذا ليس طبع أواس "

نظرت للفراغ بشرود وقلت " أي أن الموضوع شخصي فهو

لا يُدخل أحدا في خصوصياته وكان من يكون "

ضم ذراعيه فوق الطاولة وقال بجدية " من مدة يحرك وحدة من

رجال الشرطة لمراقبة أشخاص وأماكن وهواتف معينة ويجمع

معلومات وحركته سرية فمؤكد مرتبط هذا الأمر بطلبه

لرؤية الوزير "

قلت باهتمام " يعمل لوحده ولا يعلم رئيسه أليست مصيبة ! "

هز رأسه بلا وقال " ليس إن كان أحد رجالي المهمين المخلصين "

قلت من فوري " وبما أنك واثق منه فمؤكد ورائه أمر مهم

فلما لا تخبر الوزير "

رفع كتفيه وقال " لم يقدم أوراقه وبلاغاته وأدلته هل أطلب مقابلة

الوزير في أمر مبني على التكهنات ومراقبتي لأحد ضباطي

هذه فضيحة قد يفصلني الوزير بسببها "

هززت رأسي بحيرة من أمره فقال " لم تخبرني ما جاء بك من

هناك ولا تقل لي ابنة شقيقك السبب لأني سأطردك من المكتب "

نظرت له بضيق فقال بجمود " هنا مكان عمل تعالى للمنزل

إن كانت زوجتك في الموضوع "

قلت ببرود " ليس هي "

هز رأسه بمعنى تكلم إذا فقلت " يوجد مزرعتين مشبوهتان هناك

الإهمال يلعب دورا في تلك المنطقة ومنذ أمسكت المركز هناك

اكتشفت الكثير من الثغر في عملهم "

قال باستغراب " غريب رغم أننا ننظم دوريات لتمر على

تلك المناطق الزراعية الشبه مقطوعة ! "

رفعت كتفاي وقلت " يبدوا لي الأمر من داخل المركز ذاته

فأحتاج عونا لي فانقل أحدا يساعدني ولو مؤقتا "

هز رأسه وقال " سأرى فيبدوا علينا بالفعل نقل ضابط آخر معك "

ثم قال بمكر " ما رأيك ننقل نسيبك معك هناك ونفرح

قلب شقيقتك قليلا "

ضحكت وقلت " كي لا يرجع هنا إلا بها "

ضحكنا معا ثم قال " وما أخبار رغد "

نظرت له بنصف عين وقلت " أعتقد أن هذا مكان عمل وليس

لمناقشة الشؤون العائلية "

قال ببرود " رغد لا بأس ... ترجمان لا "

كشرت في وجهه ثم وضعت له الملف الذي أحضرته معي على

طاولته وتناقشنا في كل ما فيه ثم غادرت من عنده وتوجهت لقسم

الشرطة ودخلت مكتب آسر فرفع نظره لي ثم وقف وسلم عليا

وجلس وعاد لما كان يفعل فقلت ببرود " ما بكم اليوم كل واحد

وجهه عابس ومزاجه أسوء من الآخر "

رفع رأسه وأشار للباب بقلمه وقال " تصمت أو رافقتك السلامة "

ضحكت وقلت " هذا بدل أن تستقبلوني بالأحضان يا حمقى "

عاد لدفتره وقال بسخرية " من يسمعك يضنك غائب عنا عاما وأنت

كل لحظة والأخرى قادم لزيارتنا وكأنه لا شيء ورائك هناك "

قلت باستياء " أحمق وما يأتي بي غير الضرورة وكأنه ينقصني

تعب لآتي لرؤية تكشيرك وسماع كلامك المسموم "

قال ببرود " حسننا أخبرنا في المرة القادمة لنفرش

لك الأرض ورودا "

قلت بسخرية " قسما أن زوجتك وراء كل هذا فتحدث

هيا ولا تكتمه في نفسك "

هز رأسه بيأس وعاد لكتابته فقلت " تزوج عليها يا رجل

وسيعتدل حالها "

قال بسخرية " هه والدليل عندك فهل تعدل حال زوجتك "

قلت ببرود " أنت على الأقل كادت تجن من ظنها فقط بزواجك

أي تجدي معها هذه الحركات "

قال ببرود أشد " ارفعني وزوجتي من رأسك , ليس علينا ثلاثتنا

أن نتساوى في كل شيء حتى في الزواج باثنتين "

ضحكت وقلت " لم تخطر في بالي هذه "

نظر لي وقال " أرى مزاجك أفضل من زيارتك السابقة فما الجديد "

مررت أصابعي في شعري وقلت " لا جديد أخبرني عنك أنت

فيبدوا لديك الكثير "

وقف وحمل ورقة معه وقال " لا شيء مهم , هل ترافقني لمركز

جنوب العاصمة "

وقفت وقلت " لا فعليا زيارة بعض معارفي هنا وعمي ثم سأغادر "

وخرجنا بعدها معا من المركز ثم افترقنا كل في طريقه ولم أغادر

من هناك إلا وقت المساء

*~~***~~*


غادرت غرفتي ونزلت للأسفل قاصدة غرفة عمته فتقابلت وزوجته

في الأسفل فنظرت لي تلك النظرة الساخرة الكريهة وقالت " ضننت

أنك تجيدين اللعب بقلوب وعقول الرجال لكني أخطأت "

وأطلقت ضحكتها العالية فنظرت لها باحتقار فهذه لا تستحق ولا حتى

الاحترام ولا أعلم كيف لم يقتلها ولازال يتحملها حتى الآن بل ولازال

يطعمها ويلبسها من ماله على أمل أن تتوب وتساعد العدالة , لا أظن

أن مثل هذه النماذج تملك ضميرا ليؤنبها وتتوب عن أفعالها وأواس

يتعب نفسه لا أكثر ولا أقل فلو يخرجها من حياته أفضل له , تجاهلتها

وتابعت طريقي ليوقفني صوتها قائلة بحقد " سأدمره يا دُرر وعينك تنظر "

التفت لها حينها أنظر لها بصدمة فكانت تبتسم ببرود وكأنها لم تقل

شيئا , قلت ببرود " علمت الآن من هوا المريض حقا "

قالت بسخرية " حبيبك أواس طبعا "

قلت حينها بتهديد " أقسم يا وجد إن فكرت في فعلها فأنا من سينهيك "

ضحكت ضحكة ساخرة وقالت " خفت منك هل تتصوري "

قلت بسخرية مماثلة " نعم خافي مني ولا تنسي أني حفيدة علي

رضوان الوحيدة يا عشيقة رجاله "

نظرت حينها لي بصدمة فقلت مغادرة " ويوم أصير لديه سأدمرك "

ثم تابعت سيري حتى وصلت ممر غرفة عمته ووقفت متكئة على

الجدار بيدي أتنفس بقوة وضيق , لم أتخيل يوما أن أهدد شخصا

وأن أقول كل ما قلت لكني ما أن ذكرت اسم أواس وتدميره حتى

فقد عقلي صوابه بل وما أن رأيتها وتذكرت ذاك المشهد تمنيت أن

بصقت في وجهها , مسحت وجهي وكأني بذلك سأزيل تلك

الصورة من ذهني وتمتمت بخفوت " اللهم عافنا اللهم استرنا

بسترك حتى نلقاك "

ثم تابعت سيري بخطى ضعيفة شبه متعثرة حتى وصلت غرفتها

وطرقت الباب ودخلت من قبل حتى أن تأذن لي ووجدتها نائمة لكني

لم أستطع الخروج , كنت أحتاج وجودها أحتاج وجود شخص بجانبي

أحتاج من يطمئنني أن أواس سيكون بخير وأن كل شيء علمته لا وجود

له وأن جدي ليس بتلك الصورة البشعة , توجهت للأريكة ونمت عليها

حاضنة نفسي أبكي بصمت حتى غلبني النعاس هناك


*~~***~~*

وصلت المزرعة والمنزل في وقت متأخر ودخلت وكان يعمه الظلام

والسكون , توجهت للسلالم وصعدت وما أن وصلت للأعلى نظرت جهة

باب غرفتها الذي كان مفتوحا قليلا وأغلق ما أن نظرتُ هناك , نظرت

بعدها لساعتي ثم للباب مجددا , ما يوقظها حتى هذا الوقت المتأخر ؟

لو لم أتصل بوالدتي وأخبرها أني سأتأخر لقلت أنها تنتظر عودتي وقلقة

علي , ابتسمت بسخرية على أفكاري فمؤكد كانت ستنزل للمطبخ وما أن

وجدتني عادت أدراجها كي لا ترى وجهي طبعا , توجهت للممر الآخر

ودخلت جناحي ثم غرفة النوم وشغلت النور وقلت ناظرا للنائمة بعمق

" سهاد "

ولم تجب طبعا فتوجهت للخزانة فتحتها وقلت " سهاد هذا ليس

نوما هذا موت "

قالت حينها بهمس " أممم ماذا "

رميتها بسترتي في يدي وقلت " اجلسي هيا هذا بدل أن أجدك

مستيقظة تنتظرينني وقلقة بشأني "

انقلبت للجانب الآخر وقالت بتأفف " إياس متعبة وأريد أن أنام

فاتركني الليلة وشأني "

أغلقت الخزانة وقلت مبتسما " اجلسي وانظري للفأر تحت السرير "

جلست حينها صارخة على ضحكتي العالية فشتمتني بكلمة روسية

فقلت متوجها للحمام " ستري حسابك مني على هذه الشتيمة

انتظري لأخرج فقط "


*~~***~~*

ما أن وصلت المنزل حتى صعدت للغرفة ودخلت لأخذ ثياب أخرى

ففوجئت بالسرير فارغ والحمام أيضا فخرجت فورا وبحثت عنها في

جناحي والمكتب وصالون الضيوف والمطبخ والحمامات ولا أثر لها

أين اختفت وما فعلت بنفسها ؟ خروج يستحيل أن تخرج مع الحراسة

وباب المنزل الداخلي كان مغلقا أيضا فأين ستكون ؟؟ فتشت باقي الغرف

وحتى غرفة وجد وآخر شيء ذهبت لغرفة عمتي رغم أنها تنام مبكرا

ويستحيل أن تقضيا الوقت تتحدثان حتى الآن , فتحت الباب ببطء وتنفست

بارتياح ما أن وقع نظري على النائمة على الأريكة تحضن وسادتها بقوة

ثم عدت وأغلقت الباب مجددا وغادرت صاعدا للأعلى , ما الذي أنزلها

هناك فلن تكون خافت من النوم وحدها بالتأكيد أم أنهما تحدثا وسهرتا

معا حتى غلبها النعاس هناك ؟؟ أخرجت بيجامة وأغلقت باب الخزانة

وتوجهت للحمام استحممت ولبست ثيابي ثم خرجت للغرفة وارتميت

على السرير وجذبت وسادتها ونمت عليها فلعلي أنام الليلة ولو قليلا

*~~***~~*

ما أن أنهيت عملي في قسم الشرطة وغادرت حتى توجهت لمنزلي

استحممت وغيرت ثيابي وخرجت مجددا فلم أنعم بالراحة من يوم

ربحت القضية واستلمت تجارة ذاك العجوز , بث أشعر الآن بحال

أواس وأمين فكم هما يعانيان ومن أعوام , ما أن أُنظّم كل أمورهم

ويرجع كل شيء لسابق عهده سأجد وقتا أكبر لأرتاح فيه أما الآن

فعليا أن أتحمل حتى يقف كل شيء على قدميه مجددا , توجهت

لمصنع الألبان والجبن وقابلت مديره التنفيذي المؤقت وما أن جلست

عند مكتبه حتى سلّمني ظرفا ورقيا وقال " السيد المحامي جهاد

سلمان بلغني أسلم لك هذا "

أخذته منه مستغربا وفتحته وأخرجت ما فيه وقرأت الاعتذار الخطي

منه للاستمرار في تولي كل شيء معي ثم وقفت وخرجت وحاولت

الاتصال به مرارا ولا يجيب , ما به ما جد جعله يقرر هذا القرار ؟؟

ترى هل لمقابلته لسراب بالأمس أي دخل بالأمر ؟؟؟ ركبت سيارتي

ورميت الظرف على المقعد بجانبي وشغلتها وغادرت من هناك

متوجها للمنزل الآخر فعمي صابر يملك جوابا لكل هذا بالتأكيد
~~~~~~~~~~~

المخرج : بقلم الغالية حالمهه

رسالهه من سراب..
ولتعلم إن سهم حبك قد قتلني..
ولتعلم إني وثقت بكك حد.. الادماآن..
ولتعلم إني كنت طفلهه تحتاج الى ارتواء..
ولتعلم إن قلبي الغبي..عيبه حب دون إستئذان..
ولتعلم انكك بت بيتي الكبير الذي إحتواني..بعدمآ كنت سراب الماضي.. الجشعهه .. محبهه المال.. دون توقف..
ولتعلم إنك غيرت سراب بأكملها.. أفلا تعيرني إنتباهه؟؟

سلمت الأيادي

~~~~~~~~~~

نهاية الفصل
دقائق وينزل الفصل الخامس والثلاثون

Continue Reading

You'll Also Like

1.4M 102K 26
. . « عندما فرضتُ نفسي في تلك الرحلة لم أكن أعلم شيئًا عن ذلك الماركيز الذي دعى عائلتي لقضاء العطلة في منزله الصيفي. ظننته رجلًا أربعينيًا وله أرب...
387K 23.2K 50
قصه من أرض الواقع.. بقلمي أنا آيات علي ها أنا قد خلقتُ من الظُلم و العذاب الذي جار علي من وحش جبار فہ لقد وقعت بيد من لا يعرف معنى الرحمه و انهُ ذو...
2.6M 177K 71
النبذه :- فَي ذَلك المَنزل الدافئ ، المَملوء بالمشاعرِ يحتضن أسفل سَقفهِ و بين جُدرانه تِلك الطفلةُ الَتي كَبُرَت قَبل أونها نُسخة والدها الصغيرة ...
735K 13.4K 62
غرفة ذات جدران قاتمة اللون رغم طلائها الفاتح ومكتبة برفوف ضخمة خشبية مدعمة بالحديد كي لا تتآكل مع مرور الزمن ورجل يليق بهذا المكان بمعطفه الخريفي الر...