رواية || الزهرة الزرقاء

By BilsaneShayne

418K 29.4K 17.5K

عن فتاة، نصف بشرية و نصف زهرة زرقاء. و عن الزهرة، التي تحيا بجسدها باحثةً عن حياة. -الحقوق محفوظة ©® -كل شيء... More

- حياتي اليومية كفاشلة
- العثور على عمل
- على مشارف الطريق
- بداية لكتابة حياتي
- مالذي يحدث معي؟
- لا بأس انا بخير
- زواج مصلحة
- رسالة تهديد
- صرخة قلب
- رضًا بالحال
- إستيقاظ الزهرة
- نداء إستغاثة للشخص الايجابي
- خلف القضبان أسرار تبتسم
- ذات الرداء الأسود
- انطلاق الرحلة
- أسطورة ٱودورولان
- إبنتي؟!!
- مدينة غافريش
- الكوخ
- كيان الجثة و سيدتها
- خيانة تلو الاخرى
عيد سعييييد
تسمم
تخطيط و تنفيذ
خادمة الزهرة
ألعابٌ نارية
البوابة الزرقاء
عودة بلور
سمانثا:سيدة فانوس الشمعة الزرقاء
تمرد و عصيان
محاولة نجاة
صراع البقاء
أربعة وجوه و صدى
ضحايا انكشاف و احتجاز
ريفادور بين أزهار الٱقحوان
أسفل دموع الحيتان
انقلاب الزهرة
هروب مزدوج
ضوءٌ أسود
تأثيراتٌ جانبِية
تأثيرات جانبية 2
عروس البحيرة
متاعب
دعوة الزفاف
بابروسات و إليكسيل
بابروسات و إليكسيل 2
كرة حجرية
-دلوٌ فضي
اختبار
-صندوقٌ خشبي
-صندوقٌ خشبي 2
وجهة نظر ليام
-أيلٌ صغير
ٱودري المتجمدة
غرفة أفرين

عائلة كلايد

4.5K 388 264
By BilsaneShayne

(43)

تذكير: الفصل السابق تشاجر كل من آن و ليام، تلمت أنه كان له ٱخت تدعى ٱودري خطفت قتلت ثم ٱلقت وسط الغابة التي نفسها توجد بها البحيرة. كذلك احترقت المذكرة لأن ليام فتحها، و وصلتها رسالة من ٱختها إليزابيث.

.
.

|الكاتبة|

"مالذي تقصده بأننا سنتركها؟!"
صرخت، و قد هزت الطاولة بيدها.

ما لبثت أن نظرت لوالدتها مستغيثة بها: ٱمي قولي شيئا!!

لكن بدى على المقصودة نظرات خيبة، و وجه أشحب من أن يرفع نظره لها.

"إليزابيث إهداي"
تكلم ريك، ينظر لها بنصف عينه، مشبكا أصابعه بيده فوق الطاولة.

"كلا لن أفعل"
ردت بنفس النبرة الغاضبة لتضيف بعدها: كيف يعقل لك أن تقرر التخلي عنها هكذا فجأة؟! لما لا نكلم الحاكم ثانية؟! لابد أنه سيقبل بإعادتها.

حل الصمت هنيهات، هم فقط صامتون حتى لا يحبطوا همتها و أملها الفارغ، لكن الصبر فاض ضيقا ليتكلم جون: لن يقبل بذلك.

كادت تنطق ليبتعد عن عتبة باب المطبخ و يقول بصوت مرتفع قليلا: ألا تفهمين!! إن الأوامر قادمة من ملك سيلافرين نفسه!! إنها إحدى الممالك الثلاث الكبرى، هم لا يعرفون معنى كلمة الرفض أو العصيان.

نظرت له بعينان ترتجفان و شبكت أصابعها، نظرت للأرض بشفاه مقوسة لكنها لم تلبث ان رفعت نظرها ثانية كادت تنطق: و لما لا نس-..

لكن الجالس على الطاولة -ريك- سبقها: إليزابيث كُفي رجاءًا عن هذا!!

نظرت له ليفتح عيناه دون النظر لها قال بضيق: لا تعتقدي أنك وحدك المتأسفة عليها أو الحزينة.
غير نظره لها،
" جميعنا قلقون عليها، و نتمنى لو أنها تتجادل معنا الآن لكن الأمر إنتهى."

إلتمعت عيناها ليقف قائلا: آن لن تعود.
ثم تجهمت ملامحه ليتجه نحو الباب بغضب أكمل: و يستحيل ذلك، ليس بعد أن اكتشفوا عيش تلك الزهرة القذرة بداخلها.

ثم فتح الباب و خرج يسير بالمطر غير آبه اقتاته غضبه للتصرف دون تفكير.

قال ريك بخيبة: كلنا كنا نعلم حصول هذا يومًا ما.
ثم رفع نظره لإليزابيث لتفهم الأمر و توطأ رأسه مثلها مثل والدتها، ثم أكمل: لكنه كان أبكر من المتوقع!!

صكت إليزابيث أسنانها، ثم التفت بغضب و راحت تصعد لغرفتها ناوية تغيير ثيابها بعد تلك الوقعة بالخارج.

حين ودعت شقيقتها الوحيدة.

تأكد ريك من إختفائها حتى إقترب و كلم والدته قائلا: ٱمي.

نظرت له بنصف عينها، و قابلها بنظرات معينة ففهمت ما كان يريد من لتقف قائلة: مستحيل!!
ثم مشت مبتعدة لتردف: و إن نطقت بحرف واحد يا ريك لن ٱسامحك.

ليردف جون بضيق: لكن يا ٱمي ألا تعتقدين أن إخفائه سيزيد صعوبة الأمر فقط؟!

توقفت لحظة لتقول له بصوت واثق: جون، لا تعاندني بالأمر. أنا لن أسمح لابنتي أن تعاني، ليس مرة ثانية.

فأوقفها بصراخ: و لكن ألا تعتقدين أنها بالفعل تعاني الآن؟! كفى عنادًا يا ٱمي!!

صمتت، و لم ترد عليه بل فقط سارت لتصعد هي الٱخرى الدرج جاعلةً إياه يقلق لوحده.

شيءٌ ما، كانت تخفيه عائلة كلايد.

شيءٌ ما، لا يعرفه إلا جون و والدته.

كان هذا ما دار بعائلة كلايد بعد رحيل آن و أخذ العربات لها. توالت الأيام ببن محاولة إقناع إليزابيث لأخويها بضرورة التكلم مع الحاكم و رغم رفضهم لكنها استطاعت إقناعهم بطريقة أو ٱخرى.

هي في الحقيقة لم تقنعهم، لكنهم أرادوا أن يُروها الحقيقة بنفسها.

لقد اتجهوا لحاكم مدينتهم بإحدى الايام، و وحدها من كانت تحمل أملا بإقناعه.

سمح لهم الحراس بالدخول، بعد أن طلب منهم جون أن يخبروا جلالته أنهم عائلة الفتاة التي بُعثت زوجةً لملك سيلافرين. لولا ذلك لما سمح لهم حتى بلمس قضبان بوابته.

دخلوا لنفس قاعة العرش متوسطة الحجم، نفس التي اجتمعوا بها سابقا رفقة ٱختهم الصغرى. لحظات قليلة حتى دلف بخطاه الواثقة و سماته الخبيثة الطماعة.

تكلم بعد أن رمى نفسه بغير إهتمام على كرسيه: إذا؟؟! مالذي أحضركم إلى هنا؟!

نظروا لبعضهم لحظات، كاد ريك أن ينطق لكن إليزابيث سبقته، إذ تقدمت خطوة شابكة يديها ببعض قالت: سيدي لقد جئنا إليك بطلب لإستعادة ٱختنا.

نظر لها لحظات بعيون باردة، حتى قال: من تقصدين؟!

استغربت قليلا، و كذلك إخوتها. لكنها هدأت نفسها قائلة لها،

ربما هو فقط نسي ملامحهم من يومها، رغم أنه لم يمر إلا ٱسبوعان على الحادثة!! على أخذ ٱختهم مرغمة!!

"س-سيدي نحن نقصد آن ٱوديت كلايد."
تكلمت بتوتر لتضيف مضيقة على أناملها ببعض أكثر: إنها ذات شعر أسود و عيون زرقاء، نفس الشابة التي تم تزويجها بملك مملكة سيلافرين.

كذلك ظل يحدق لها لحظات بنبرات لم تفهمها، حتى راح يعبث بكأس المشروب الذي بيده قال: اه تقصدين جلالة الملكة آن ٱوديت سترونفر؟!

لاحظت تغير الكنية، لكنها لم تهتم بل قالت بابتسامة بلهاء: أجل هي!! و نود أن نبطل الزفاف أو أقله نلتقي بها فقط.

"على أي أساس ستفعلون؟!"

تكلم، لتملئ ملامحها علامات إستفهامية أجابته ببرائة: ل-لكننا عائلتها!!
ثم بنبرة رجاء: إنها ٱختنا!! ٱختي!!

تلك النظرات أخافتها، على أنه سيقول شيئا لن يعجبها و بالفعل. ارتشف آخر قطرة من كأسه ثم قام برميها بجانبهم جاعلا إياها ترتجف للحظة.

حتى قال: حسبما أعلن، فالحاكمة يتيمة و لا تملك أي عائلة.

وصل الخبر لٱذنيها كالصاعقة، و قد لامست أخويها كذلك. لقد جاؤوا فقط لجعلها ترى الحقيقة لكنهم بدل ذلك حطموا أملها و أملهم معها.

تقدم ريك بتوتر ليقول بصوت عال: مالذي تقصده؟!

انتبه لنبرته حين لاحظ تقدم الحراس خطوة و نظرات الحاكم المؤنبة، خفضه ليكلم: هي ٱختنا كيف لا تمتلك عائلة.

أجابه بلامبالاة: لا أعلم لكن ملك سيلافرين هو من قال هذا، و الملكة موافقة على ذلك أيضا.

صُدمت إليزابيث و فقط أوطأ ريك رأسه في حين ظلت نظرات جون معلقة بعيناي الحاكم يود بشدة لو يقتلعهما من مكانه أو يضع بدل العصير دمائه.

"أنت كاذب!!"
صرخت إليزابيث بغباء، من الواضح أن آن ليست وحدها من توارثته.
حد الحاكم عينيه لكنها لم تبالي بل أضافت بدموع: أنت حاكم كاذب جشع!! كل هذا لأجل مصلحتك لقد أخذت شقيقتي مني.

حاول جون أن يصمتها و يسحبها لكنها دفعته بعيدا و أكملت: آن لن تسمح بشيء مثل هذا!! أنت هو القذر الذي يلفق كل هذا!! أتمنى أن تموت و ترتاح المدينة منك نهائيًا!!

وقف بغضب و قد صرخ بقوة: كيف تجرؤين؟!

انتبهت حينها لأفعالها و عاد بعض من وعيها لكنها فقط أنزلت رأسها و تكلمت بدموع: لقد وعدتني، لقد قالت أنها ستصنع لي أجمل إكليل أين هي إذا؟!

نظر لها جون بشفقة في حين تكلم ريك محاولا تهدئة الأمور: أرجوك اغفر لها سيدي لديها مشكلة بعقلها الطبيب نفسه أخبرنا بأنها لم تولد طبيعية.

نظرت له بغضب و صرخت: أنت الغير طبيعي هنا!! ألا ترى كيف أنه باع ٱختنا لمصلحته؟!

زاد غضب الحاكم لينظر لها ريك بنظرات حادة و يقول: إليزابيث من الأفضل لك أن تخرسي!!!

توترت من نظرات أخيها الغاضبة حقا لتصمت في حين أكمل هو كذبته: أرأيت حتى أنها تخلط بين جلالتك العادل و جلالة ملك مدينة ٱخرى زارتها.

بدى الأحمق قد صدق الأمر لتجاري الأمر هي بسكونها حينها قال الحاكم: حسنا سأتفهم الأمر.

ارتاح ريك لكن "العادل" أضاف: مع هذا يجب أن تعاقب لفعلتها، و ستبيت بالزنزانة ليلة كاملة.

صدمت و انتابها الخوف هاهي تنال جزاة عدم تحكمها بلسانها، لكن جون تكلم بسرعة: أرجوك سيدي اغفر لها إنها مريضة عقلية!!

هي لم تهتم لحظتها بكمية الجنون التي يلقيها أخويها عليها لكن الحاكم بدى مُصرا ليقول: إما ان تبيت ليلة أو تجلد.

زادها الأمر رعبا ليصك جون أسنانه و رغم خوفها لكن كرامتها لم تسمح لها بأن تعتذر أو تترجى، هي اختلفت بهذه النقطة عن آن. لذا لم يكن سوى من جون أن يجد للأمر حل.

تكلم بانحناء: إذا سيدي دعني أنام بدلها بالزنزانة، فأنا من سمحت بدخول المريضة عقليا إلى هنا.

التفت لأخيها و هي تشعر بالمصيبة التي ألقتها على كاهليه حتى انسابت دموعها حين انحنى أكثر مترجيا: من فضلك سيدي!!

شعرت بالذنب أكثر، و مع هذا لم تتحرك إنشا واحدا. ليوافق الجشع أخيرا و يلقي جون بدلها بالزنزانة. لقد عادت تلك الليلة للبيت و هي تشعر أنها أنانية.

أغلقت عليها بالغرفة، و رفضت الحديث. كانت متأثرة أكثر من البقية على رحيل آن. لقد شعرت بالأسى على المسكينة فهي لم تعش و لو لحظة واحدة بحياتها سعيدة.

بين إعاقات و أمراض بالطفولة، لعدم تقبل و نبذٍ لها بالمراهقة، و هاهي ذي قد ذهب شبابها إثر عقد زواج سخفيف لا مغزى له سوى مصالح و مصالح تعقد خيوطها حول آن.

بكت كثيرا ليليتها، و كذلك والدتها، أما البقية فقرروا دفن أحاسيسهم على الوسادة محاولين الهرب بالنوم. هم الآخرون يعلمون بما عانته آن، ليس ليسا و كلوديا ربما، لكن العائلة تعلم.

عائلة كلايد، تدرك تماما أن آن لم تملك فرجًا تامًا بحياتها، دون أن تعيقه شائبة.

في صباح الغد كان ريك قد ذهب ليصطحب أخاه من الزنزانات. أحضره للبيت و قد بدى متعبا من أرضيتها الباردة، و جائعا لعدم تذوقه طعامًا منذ غذاء البارحة.

تقدمت إليه إليزابيث و هو يجلس على الطاولة قالت: جون..

التف لها ليجدها تنظر له بحسرة شديدة حتى إمتلئت الدموع بعيناها لتقول: أنا أعتذر على ما حدث، أرجوك سامحني!!

ثم توالت دموعها، ليبتسم لها و يقف بعدها. قام بضمها مهدئًا إياها ليقول: أنا أعلم جيدا أنك قلقة عليها، لكنك تعرفين آن. هي ليست ضعيفة، هي أقوى بكثير عما تبدو عليه من ملامحها.

اومأت برأسها تواصل بكائها.

لتقول مخفيةً وجهها بصدره: أنا أعلم، لكني خائفة أن لا تملك ما يكفي من القوة، لتصمد!!

صمت، و لم يدري بما يجيبها، اكتفى بإضاقة ذراعيه عليها لتشعر بالأمان، و تمنت هي لو أن آن هي من يضاق عليها هكذا. علمت أنها تعاني ما تعاني الآن بينما هي تبكي براحة على صدر أخيها.

كانت تلك آخر مرة فتحت فيها إليزابيث أو أي منهم موضوع استرجاع آن، كانوا يكتفون بتذكرها بلحظاتها المرحة و تصرفاتها. يتنهدون بحزن و تذرف إليزابيث دموعا تخليدًا لأنها كانت معهما من قبل.

و كأنها تعلم أنها لن تعود لهم يومًا.

لن يسمح لها.

مرت الأيام، و الشهور، لم يتقبلوا حقا بعد غيابها و لكنهم لم يطرحوا الموضوع، فقد علموا أنه قد يسبب مشكلةً أكبر لهم، لقد ذهب جون مرة بإحدى رحلاته، حاول الوصول للقلعة و إخبارهم أنه من العائلة لكن كذبة اليَتم بالفعل انتشرت.

الوالدة، كانت تعاني من كوابيس، كثيرًا. لقد كانت ترى نفس الحلم و لم ترغب أن تخبرهم عنه، خافت أن يقلقوا عليها أكثر عدى إليزابيث فهي تنام معها و لم تستطع أن تخفي الأمر عنها. إلا أنها بأحد الليالي لم تستطع أن تستفيق فأيقظت معها إليزابيث التي كانت بجانبها، هي تركت غرفتها لجون و عائلته.

"ٱمي!! ٱمي استيقظي!!"

أفاقت والدتها و هي تتنفس بصعوبة، لتحضر لها إليزابيث كوب ماء و قد سألتها: هل كان كابوسا؟!

شربت والدتها الماء الذي قدمته لها و هي تومئ، نظرت لها لحظات لتسألها ثانية: نفس الكابوس؟!

بنصف عينها فقط أجابتها، لتوطئ الٱخرى رأسها بألم و تعود والدتها لفراشها.

هو نفس الكابوس عن آن.

لم تود أن تسألها تفاصيله، فهي تعرفه جيدًا.

بطريقة أو ٱخرى، واتت جون فرصة ليزور سيلافرين بسبب عمله التجاري. لقد كانت إليزابيث أكثر من تحمس للفكرة. أرادت بشدة الذهاب معه، لكنه رفض إحتجاحا بكون المسيرة شاقة، و أنه سينشغل بعمله طوال الوقت، كما أنهم سيُخيمون خارجًا و هي لم تعتد على الترحال من قبل.

لذا ما كان منها إلا أن تخطر ببالها إرسال رسالة لها.

لقد كتبتها، بذلت جهدها، و ترجت جون بكل قوتها أن يوصله لها.

و قد فعل، فقد وصلت الرسالة لآنْ.

و بأسوأ لحظاتها.

|آن|

إنه جون!! جون هنا!!

تحركت ناحية الباب و كدت أسير مبتعدة، لولا أن الحراس منعوني قائلين: آسف سيدتي لكن يُمنع عليك الخروج.

دهشت حين تذكرت الأمر، فتكلمت بترجي: لكني أود لقاء أحدهم إنه أمر ضروري!!

رغم ذلك هز رأسه نافيا لتجتمع الدموع بعيناي و أتكلم: أرجوك يمكنك أن تخبر الملك إن أردت، أخبره أني أود لقاء أحدهم.

أجاب: آسف سيدتي كنت لأفعل لكن جلالة الملك ليس بالقصر.

شعرت بالدم يغلي بأوردتي و خيبة شديدة، أني حقا ضعيفة و لن أستطيع فعل شيء، أخي يضيع مني و أنا واقفة هنا، أبكي!!

ليس هذه المرة!!

نظرت له بهدوء، ثم التفت عائدة ريثما تبتعد عني الخادمات فقط. ثم و بلهفة ركضت إليه و دفعته بقوة ليسقط. التفت لي الآخر فركلته على قدمه ثم دفعته هو الآخر.

تقدمت لعندي الخادمات لذا جريت بسرعة و هن يلحقن بي، لم أهتم لأحد بل كنت خائفة للغاية أن يمسكوني. مع هذا، هذه المرة  لقد حفظت جيدا أرجاء القصر، أعرف من أين أخرج و من أين أدخل.

بيدق اللعبة، بيدي.

أمسكت أطرفق ثوبي من مقدمته و أسرعت بخطاي أكثر، كان بعض الحراس يلاحظونني لكنهم لم يحاولوا إيقافي لم يصلهم بعد الأمر لفعل ذلك.

وصلت للباب الكبير و دفعته بكامل يداي رغم أن الحارسان توترا و استغربا وجودي. كان هناك آخران بالخارج، أربعة. لكني فقط ركضت، وسط المطر و سط البرد، بأقدام حافية جريت و كُلي أمل بالوصول إليه.

كنت أنزل مبتعدة عن القصر أتنفس بصعوبة و قد تبللت بالكامل. اقتربت من البوابة، خطوات قليلة فقط حتى كنت قد إصطدمت بقضبانها و حراسها الخارجيون التفوا لي.

لقد رأيته!! رأيت جون من بعيد!! عرفته من ظهره و خصلاته!!

أنا أعرف أخي جيدًا!! و هذا هو!!

تشبثت بالقضبان ثم صرخت: جون!!!

لكنه لم يلتفت بل كان يركض لٱكرر بصوت عالٍ جدًا: جون!! جون!!! أنا هنا!!!

لكنه أبدًا لم يسمعني كان يبتعد أكثر فنظرت للحراس و بدأت أصرخ أهز الباب بقوة: افتحوا البوابة افتحوها!!

لكنهم رفضوا بل نظروا لي بشفقة ليتكلم أحدعم: نعتذر سيدتي لكن يمنع علينا فتحها دون مرسوم ملكي.

نظرت له بدهشة ثم أعدت نظري لجون فوجدته حقا إبتعد توسعت عيناي و صرخت بقوة كبيرة: جون!!!!

لكنه لم يرد.

جون لم يسمع صوتي.

سقطت على ركبتاي و قد تقوست شفاهي حتى وضعت رأسي على قضبان البوابة و بدأت البكاء. نظروا لي بنصف أعينهم لكنهم لم يلتفوا فصرخت أكثر: أنا هنا لما لم تلتف لي!!

رفعت بعيناي و كان بالفعل قد إختفى، صرخت أكثر: أرجوك خذني معك!! لا تتركني ثانية!! جون!!

ثم أوطأت رأسي و واصلت البكاء الأمر حتى إذ بي أسمع صوت خطوات تركض خلفي سمعت إحدى الخادمات تقول: سيدتي!!

ثم خطوتين فصرخت بقوة: لا تقتربوا مني!!

|الكاتبة|

"لا تقتربوا"
كررت بهمس.

بدت على ملامحهم الدهشة، الخادمتان، و الست حراس!! لاحظوا خشونة صوتها و نبرة الأنين ببكائها.

حتى وقفت لوحدها بترهل لتقول: سأقف لوحدي، لا يلمسني أحدكم.

ثم تقدمت بالمشي، دون النظر إليهم. سارت بسرعة و قد تركت مسافة ليست بالقليلة بينهم، أرادت تحاشيهم، أو حتى إقترابها منهم. خافت أن تفقد السيطرة على نفسها فتُفرغ جُم غضبها عليهم.

دخلت غرفتها، كادت تلحقها خادمة لكنها تكلمت: ٱريد البقاء لوحدي.

توترت المقصودة، فنطقت: ل-لكن سيدتي..

"من فضلك!!"
رفعت صوتها ثانية بدون قصد، هي تمر بضغط لا أكثر، لتضيف: أود البقاء لوحدي.

أوطات رأسها انحنت قليلا و قالت: حاضر سيدتي.

لتلتف راحلة، أغلقت الباب و حين سمعتها آن همست: شكرا.
في حين سقطت دموعها على الأرضية.

لمحت الرسالة على الأرض، فتقدمت لها بفراغ. كانت ملقاةً بجانب الحقيبة، و فُتات المذكرة المحترق. آه كم آلمها رؤيته، تذكرت أنها من الآن لوحدها.

ثنت قدماها حتى جلست، ثم إلتقطتها.

نزعت الاصقو  أخرجت الورقة. لتقرأ، و قد تجلى صوت إليزابيث ببالها.

"
عزيزتي الحاكمة،

لقد أعدت كتابة هذه الرسالة أكثر من مرة، ربما لتوتري و ربما لخوفي لست بدارية. مضت أيام كثيرة، شهران و بضعة أسابيع على ما أعتقد، بل أكثر. آن، كيف حالك؟! هل أنت بخير؟! هل استطعت التأقلم؟! و هل واجهت أي مشاكل؟! أسئلة كثيرة أود أن أطرحها عليك و ٱكلمك عنها، لكن للأسف لن يستطيع الورق أن يوصلها كما يريد القلب.

والدتي هنا تكاد تجن، هي تسأل عنك كثيرا، هي تخفي شيئا ما و لأجله أصبحت تنام قليلا، تراودها كوابيس. تكرر لنا دوما أن الأمر بسببها لأنها تركتك تذهبين للعمل، و كيف أنها تتمنى لو تعود بالزمن لتمنعك بذل أن تشجعك. إيرين يسأل عنك بشكل يسبب الصداع، يفتقد ألعابك المثيرة و لذلك يزعج كلوديا ببكاءه. جاك قرر أن يؤجل سفره لثلاثة أشهر مقبلة. أما ليسا و ريك ينتظران طفلهما بفارغ الصبر و اسمك لا يفارقهما.

الأيام مضت ببطء شديد هنا، المدينة كلها كانت تتحدث عن زواجك بالملك لخمسة عشر يوما. أفتقدك كثيرا آن، أكثر مما تتوقعين، أفتقد لأحاديثنا قبل النوم و لزياراتك لي بمتجر الكعك، حتى البيت و أصبح هادئا منذ رحيلك بالكاد يسمع به صوت أحد.

لقد حاولنا أن نصل إليك مسبقا و نزورك لكن الحراس كانوا يرفضون حتى إخبار الملك، قائلين أن الملكة يتيمة و لا تملك أي عائلة!! لذلك قررت أن أكتب لك رسالة خائفة من أن لا يسمح لنا الزمن برؤية بعضنا البعض مرة ٱخرى.

آن، بعد شهران و خمسة عشر يوما بالضبط، سيقام زفافي.

لقد قررنا الأمر منذ ٱسبوع فقط. كنت خائفة بعض الشيء، فلا يحق لي أن أفرح في حين أنك حزينة. لكني وجدتها فرصة و سببا لأستطيع إحضارك.

إنه نفس الشاب الذي رأيته معي يومها، زاك. هو فتى جيد، و طيب كذلك. لكنه يود السفر، و لذلك قررنا أن نُعجل الأمر. آن أرجوك يا ٱختي لا تدعيني لوحدي، أرجوك لا ٱريد أن تكون آخر صورة لك عندي ظهرك بالعربة و هو يبتعد و دموعي تناجي عودتك.

أرجوك يا آن، عزةً لي و لنا جميعا، حاولي القدوم. أنا لن أبقى بكابيرا بعد الآن. نحن سنسافر للقارة المجاورة بسبب رغبة زاك، لأنه يملك بيتا هناك و متجرًا ورثه من جده.

لذلك أود توديعك، أود رؤيتك يوم زفافي، و أود أن أضع إكليل زهورٍ صنع بيديك. أنا أنتظرك بفارغ الصبر، فلا تخيبي ظني.

                                     من إليزابيث كلايد.

تساقطت دموعها على الورقة، و شعرت بالهواء ينفذ من رئتيها، قامت بقلب الظرف فإذا بدعوة زفاف به، كُتب عليها اسمها و اسم زوجها، بخط إليزابيث نفسه!!

بدأ صوتها يخرج، حتى قامت بضم الرسالة و الدعوة لحجرها لتتكلم: إليزابيث!!
ثم بدأت البكاء و قد تزعزع صوتها.

زاد المطر خارجا، و سمع الحراس صوتها. أرادت بضع خادمات الدخول لكن بكائها منعهم من التقدم أو الدق حتى، كانت تعاني. و لم يحس بها سوى الحارسان ربما، و تلك التي تعيش بداخلها.

فقد كانت تزداد قوة، رغم كل شيء.

على حساب وجع آن.

و أسوء ما كان ببالها، أسيتركها حقا لتذهب؟!

.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.

انتهينااا

غراسياس للقرائة 😭✨❤
-دخلت فيها إسباني-

هل من توقعات لما تخفيه والدة آن و جون؟!

هل ستسطيع برأيكم آن حضور الزفاف؟!

و هل حقا ليام غاضب فقط لأنها هربت يومها؟! أهناك شيء آخر؟!

+هناك بنتان توقعت أن الرسالة ستكون دعوة زفاف لذلك تحية للآنسة ayat_ x و mari_chan_155

تصفيق لو سمحتم ٧_٧ 👏
-حطوا سمايل التصفيق لأخنقكم-

+من الآن الذي يحرز توقع أحطه فقط.

أيضا، آسففة للتأخير 😅😭💔

سؤال اليوم:
الإيموشن المفضل لك؟!

عنوان الفصل القادم:
دعوة الزفاف

مارأيكم بالفصل؟!
القادم إن شاء الله ❤

باباي 🌷

مع حبي، بيلسان ✨

Continue Reading

You'll Also Like

95.6K 4.2K 26
ماذا عن فتاه ذكيه جميله مهووسه بالكتب والقراءه سافرت عبر الزمن ، .. .. روايتي جهدي الشخصي 😚 8/12/2023 ... #1التاريخية #3الروحانية #7الخيال العلمي
596K 14K 34
من يقول إن النور لاغاب رجع ؟ ومن منّا يضمن مشاوير الطريق ! وحتى الصياد لو قضى ليله سّهر يجمع بين شبّك ومغارات الموج عودّ التيّار ولا رجع وخيب آماله و...
280K 13K 32
أنا جوليا،تجست كشريرة في رواية مبتزله،عندما كانت مجبرة علي الزواج من ابن الامبراطور غير الشرعي بدلا من ولي العهد الذي رفض الزواج منها لانه اغرم بالبط...
198K 7.6K 27
| مكتَملة.. قيدَ التعدِيل |. ما الذِي ستعيشُه تيانَا عندَ إنتقالهَا لعالمٍ آخرٍ؟، عندمَا تدركُ أنّها كانَت جزءاً منهُ وأنّها ذاتُ تأثير؟. كيفَ ستستَم...