حصون من جليد

By Durah2016

731K 13.4K 1.5K

غرفة ذات جدران قاتمة اللون رغم طلائها الفاتح ومكتبة برفوف ضخمة خشبية مدعمة بالحديد كي لا تتآكل مع مرور الزمن... More

1
2
3
4
5
6
7
8
10
12
13
14
15
16
17
18
19
20
21
22
23
24
25
26
27
28
29
30
31
32
33
34
35
36
37
38
39
40
41
42
43
44
45
46
47
48
49
50
51
50
52
53
54
55
56
57
58
59
60
61
62 the end

11

9.4K 206 7
By Durah2016





قبل الفصل حبيت أنوه لخطأ في الفصل السابق وكان في كلام

المذيعة لجد دُرر حين سؤالها عن تركه القضاء من عشرين

علم والحقيقة أقل من عشر أعوام بقليل فآسفة على الخطأ

الفصل الحادي عشر

مزقت صورتنا في الجريدة بحيث بقيت صورة دُرر وحدها واسمها

الحقيقي كاملا وخبر الزواج فيبدوا أن جدها لم يصله خبر إيجادها

بعد وكما توقعت لن توافق المخابرات على تعميم الخبر من أجل

المطلوبان كما يقولون لكنهم يخجلون حقا من الإفصاح عن خبايا

الحدث وكيف أوقعت بهم العجوز وشقيقها وهربا وكانا سيتسببان

للفتيات بفضيحة , ثم كشف الخبر سيكشف ملابسات الحدث ليلتها

وستصبحن في دائرة الشبهة من جديد وسيبقى الخبر داخليا ولن يصل

للأخبار العالمية وسيأتيك الخبر مغلفا بعطر الورد يا علي يا رضوان

لنرى من القذر الصعلوك , طويت القصاصة ووضعتها في ظرف

وألصقت عليه الطابع البريدي والعنوان ولا حل سوا البريد ليصله

ولو بعد حين , وقفت وخرجت من المكتب وتوجهت لغرفة النوم

فتحت الباب فكانت نائمة على الأرض وتتلوى من الألم وتمسك

ذراعها بقوة فقلت " نعم تخلصي من السموم يا حثالة

فإما أن تشفي أو تموتي "

قالت بتألم " أحضر حتى مسكننا أو منوم سأموت من الألم "

قلت بسخرية " ولما حين كنتِ تتعاطي تلك القذارة لم تفكري في

كل هذا , لن تأخذي شيئا ولن تموتي لا تخافي على عمرك "

ثم حملت إبريق الماء وسكبته على رأسها مما جعلها تشهق بقوة

وهي تحركه ثم خرجت وتركتها , عليها أن تتخطى مراحل العلاج

فها قد بدأ ذاك السم ينفذ من جسدها وبدأ يطلبه , لعلي أكسب فيها

أجرا وأخلصها من هذا البلاء الذي كانت تشتريه بمالي بالتأكيد وأنا

من لم أكن أحاسبها ولا أسألها لما تريد المال وأين ذهبت به

طبيب متخصص يتابع معي حالتها دون أن يعلم من تكون وقال أننا

نسير في الطريق السليم وعلى جسمها أن يقاوم ويخرج المخدرات

من عروقها بما أنه نوع خفيف نسبيا وإعطائها المنوم أو المسكن لن

يعطي الجسم المجال لمقاومة الرغبة فيه , نزلت السلالم مسرعا

فعليا أخذ الظرف سريعا لأكسب اليوم في صالحي , وصلت الباب

ووضعت يدي على مقبضه لأخرج فأوقفني الصوت المنادي

خلفي بهدوء " أواس "

فأبعدت يدي والتفت لها فقالت بذات هدوئها

" ماذا بشأن ثيابي وأغراضي "

أوليتها ظهري وقلت وأنا أفتح الباب " إنسي كل شيء هناك

فالمنزل مقلوب رأس على عقب ومحجور عليه من

قبل الشرطة "

ثم خرجت فلحقت بي قائلة " لكنك شرطي ويمكنك دخوله "

التفت لها وقلت بضيق " هل لي أن أعلم ما هذا

الكنز المهم هناك "

تركتني حينها ودخلت دون أن تجيب فتأففت وأخرجت مفاتيحي

من جيبي وركبت السيارة وغادرت أحرك المقود بذهن شارد

عليا أن لا أضعف ولا أشفق عليها لأكمل باقي مخططي ولن

أتركها تسيطر عليا كما في صغرها ولن أنسى أبدا ضربها لي

حتى إن كانت لا تذكره , فلما لم يخبرها عقلها الصغير حينها

أن هذا أواس الذي يلعبك في أرجوحتك كلما طلبتِ ذلك , أواس

الذي كان في عز ألمه من ضرب جدك تقولين له هيا قف لنخرج

يقف وقدماه دامية ويخرج معك للحديقة , ضغطت على المقبض

بقوة ولففت يمينا وقلت من بين أسناني " والأسوأ من كل ذلك يا

دُره أنك لا تذكرين شيئا ولا حتى ما كنت أفعل من أجلك بل

والأقسى لا تذكرين جلدك لي بسوط الأحصنة "

أوقفت حينها السيارة لأوقف الأفكار معها ونزلت لمبنى

البريد لأبدأ المرحلة الأولى مع ذاك المغرور

*~~***~~*

عدت للداخل مقهورة وغاضبة من كل شيء وأولهم نفسي

وصبري عليه وغادر هوا وترك كل ما قلته وطلبته , أريد أن

أفهم أجبروه على الزواج بي لما لا يطلقني فلن يحاسبه أحد الآن

ينقلني من أعلى لأسفل كالكرسي , لا يتحدث معي وكأني لست

زوجته لا ثياب يحضرها لي ولا يسأل حتى إن كنت أحتاج شيئا

لا شيء سوا النظرات القاسية الغريبة والغموض والصمت والنتيجة

مستقبل مجهول مع رجل يحمل ذكريات من ماضينا لا أحملها أنا

وهنا تكون المعادلة الصعبة , دخلت الغرفة وأغلقت الباب خلفي

واتكأت عليه يداي خلف ظهري أنظر للسقف بشرود , ما يحيرني

كيف عرفني قبل الجميع ورغم مرور كل هذه السنوات ولما تركهم

حتى أدخلونا ذاك المنزل ولم يقتحموا منزل العجوز ويمسكوا بها

ويخرجونا !! هل أراد أن نصل لهذا أم أنه لم يكن متأكدا أو سبب

آخر أجهله ؟ قد يكون ليتزوجني ويسجنني هنا فلن يفعلها إلا بهذه

الطريقة فقد قال بنفسه حين زار منزلنا أنه خاطب أو أنها خطة

فقط ليدخل ؟؟

نظرت للأرض وتنهدت بضيق بل تأففت هواء قويا علّه يُخرج كل

هذه الأفكار والتساؤلات من رأسي لأني لن أجد لها إجابة مع هذه

الحياة , منزل يحيطه الغموض من كل جانب والكائن الوحيد الذي

يتحدث معي عمته التي يبدوا لا تريد قول شيء ولا عن زوجته

مجهولة الهوية , تحركت جهة النافذة وفتحتها فوصلني صوت

عصافير كانت عصافير زينة أنا متأكدة فليس الصوت للعصافير

العادية , خرجت من الغرفة بحثت عن عمته ولم أجدها فتوجهت

وحدي لباب المنزل فتحته وخرجت , كنت أريد أن نخرج معا

مع هذا الجو الغائم الجميل لكنها اختفت , نزلت الدرجات النصف

دائرية وتوجهت يمينا , ما أجملها من حديقة لا تحتاج سوا لعائلة

وأطفال ليجلسوا فيها , وصلت حيث الأزهار بأحواضها المنسقة

وجلست على حافة أحدها وبدأت بلمسها بيدي لتتحول الصورة في

عقلي فجأة ليد بيضاء هكذا وسط الورود الحمراء لكن حجمها أصغر

بكثير وصوت من خلفي قال ( دُره لا تقطفي الأزهار كي لا تبكي )

وقفت من فوري مصدومة والتفت للخلف وكأني متأكدة من أن

صاحب ذاك الصوت في عقلي موجود خلفي بالفعل , لما لا أتذكر

كل شيء بوضوح ! مجرد لمحات وأطياف غير واضحة وأصوات

مجهولة ؟؟ نعم لأني كنت صغيرة فخمس سنين قليلة ولا يمكن أن

تبقى كل الذكريات فيها حتى هذا العمر , نظرت بعدها لحوض

الورود الحمراء تحديدا وبحيرة , ترى هل كنت أعيش هنا أم أنه

منزل آخر فيه أزهار كهذه !! لو أجد من يجيبني على سؤال ولو

واحد فقط , تحركت يمينا أكثر حتى وجدت مصدر كل ذاك الصوت

ووقفت أنظر له بذهول وانبهار , كان قفصا كبيرا جدا أبيض وثابت

على الأرض وبه مجموعة كبيره من طيور الزينة وشجرة غريبة

الشكل في منتصفه ويوجد بها منازل خشبية لهم , كان منظرا مدهشا

جعلني أقف أراقبه لوقت بذهول قبل أن أقترب منه وأنا أشعر أني في

مكان غير هنا وكأني في أحد براري أستراليا مع صوت ماء النافورة

وحبات المطر الرقيقة التي بدأت تنزل من السماء فرفعت رأسي للأعلى

أنظر لها مبتسمة ثم رفعت يداي جانبا ورأسي لازال للأعلى مغمضة

عيناي ودرت حول نفسي في حركة كم كنا نعشق فعلها أنا وسراب حين

ينزل المطر رقيقا هكذا , ترى أين أنتي يا سراب وما حدث معكما

توقفت فجأة حين سمعت صوتا لحركة أحدهم وفتحت عيناي فكان

أمامي رجل فيما يتجاوز الستين من عمره ففرت هاربة منه خلف

القفص فورا وسمعت صوته قائلا بإحراج " اعذريني يا آنسة

ظننتك الآنسة غدير ابنة السيدة خديجة "

قلت بحياء " بل أنا الآسفة فلأني دون حجاب هربت وليس خوفا منك "

وصلني صوته مبتسما " لا تعتذري يا ابنتي فأنا المخطئ في هذه

الحالة , أنا من أهتم بالحديقة والعصافير هنا فإن احتجتِ شيء

نادني أدعى العم عثمان "

قلت بابتسامة صغيرة " شكرا لك "

سمعت بعدها خطواته تبتعد فتذكرت شيئا فقلت من فوري

" عم عثمان "

فتوقف عن السير وقال من بعيد " نعم يا ابنتي "

قلت بعد تردد " هل توجد أرجوحة هنا حتى لو قديمة "

هوا يعرف كل مكان في هذه الحديقة ومؤكد لديه الجواب وسأعرف

إن كان هذا المنزل الذي عشت فيه أم غيره , قال من فوره

" توجد واحدة قديمة , أنا عملت هنا مؤخرا لكن يبدوا أنها

مربوطة هناك منذ زمن "

قلت بفضول " أين أجدها "

قال مغادر " تقدمي أكثر يمينا حتى نهاية الحديقة وستجدينها "

تحركت حيث قال حتى وصلت جدار سور المنزل ولم أجد شيئا

فنظرت من حول كثيرا أبحث عنها لألمح الشجرة الكبيرة عند الزاوية

فتوجهت نحوها فورا , مؤكد ستكون مربوطة فيها لأنها الأكبر ويبدوا

لي عمرها كبير جدا وغير مثمرة عكس باقي الأشجار التي تبدوا حديثة

لم تتجاوز العشر سنين , اقتربت منها وكما قال وتوقعت أرجوحة تتدلى

منها مربوطة في أكبر أغصانها في الأعلى , أردت أن أتقدم وأقترب

منها لكن ساقاي تسمرت مكانها ولم أستطع التقدم ولا أعلم لما !!

كنت أشعر بنبضات قلبي تزداد وتضطرب وأنا أتذكر ذاك الحلم

وصوت الفتى والطفلة التي تقول ضاحكة

( ادفعني أكثر حتى ألامس السحاب يا.... )

ارتجف جسدي وشددته بذراعاي بقوة أحضن نفسي وأنا أتذكر

باقي الجملة ( يا أواس ) نعم هوا الاسم المبهم الذي كنت لا أتذكره

صباحا مهما حاولت , نعم هوا من كان يدفعني على هذه الأرجوحة

وبقوة كما أريد , اقتربت منها أكثر بخطوات ضعيفة ومددت يدي

لحبلها وأمسكته وحركتها قليلا أنظر لها بحزن , من أنا في طفولتك

يا أواس فلم أعد أريد أن أعرف من أنت فيها , فقط من أنا وما سر

كلامك ذاك , لفت نظري مكان جعلني أنظر له مباشرة وكان بباب

ومنفصل عن المنزل ويبدوا أنه ملحق له , توجهت نحوه وكل خطوة

تخبرني أني أعرف المكان أعرف كل شبر من هذا المكان تحديدا

وكأنه وحده الذي لم يتغير من هذه الحديقة وأبقاه كما هوا , حاولت

فتح الباب لكنه كان مقفلا ولم يفتح لي وبدأ المطر يزداد فأسرعت

عائدة جهة المنزل حتى ووصلت سريعا ووجدت عمة أواس تقف

خارجا تحت مضلة الباب وقالت ما أن رأتني " أين ذهبتِ يا

دُرر خفت أنك غادرتِ ولن يرحمني أواس حينها "

قلت باستغراب " ولما أغادر ولما يلومك أنتي ؟؟ "

شدت يدي وسحبتني منها للداخل قائلة " أدخلي عن المطر كي

لا تمرضي أو يأتي أواس ويجدك مبللة هكذا ويغضب "

دخلت معها مبتسمة بسخرية , وهل يهتم إن تبللت أو مرضت ؟

قالت وهي تسحبني جهة غرفة الطعام " الغداء جاهز هيا

تعالي لتتناوليه معي هذه المرة "

كنت سأقول لها اتركينا نغلق الباب أولا فالريح واتجاه المطر

جهته وقد تشتد أكثر وتدخل المياه لكني لم أجد فرصة لذلك بسبب

الصراخ القوي بكلام غير مفهوم الذي سمعناه في الأعلى وضرب

لباب ما فنظرت لها وقلت بخوف " ماذا يحدث هناك معها لما

تتركوها هكذا ؟ هل يريد قتلها "

قلت من فورها " لا دخل لنا بكل هذا يا دُرر فلا تُغضبي

أواس منك فأنتي لا تعرفيه حين يغضب "

قلت بضيق وصوت الطرق والصراخ يزداد " وهل من

الإنسانية تركه يسجنها ويعذبها هكذا ؟ لا يوجد جرم في

الحياة يستحق كل هذا "

أمسكت يدي لتمنعني من الصعود لأني نظرت جهة السلالم

لكني سحبتها منها بقوة وركضت نحوه وصعدت الدرجات

مسرعة لتوقفني تلك الصرخة من خلفي " دُرررررة "

*~~***~~*

مر يومان على وجودي هنا لم أرى إياس فيهما لأنه كان في عمل

خارج المدينة كما فهمت ليوم كامل وقبلها كان عمله هنا ولم أره

سوا صاعدا للغرفة ونزل وخرج من فوره ولم يرجع سوا اليوم

انشغلت في غرفتي حتى وقت الظهيرة أرتب أغراضي وثيابي

لأنها مرتبة ليس كما أريد وانتهيت بعد جهد فأخذت حماما سريعا

ولبست بيجامة قطنية قصيرة بلا أكمام ورفعت شعري ذيل حصان

وطرق أحدهم الباب ففتحته فكانت سدين دفعتني ودخلت خلفي قائلة

" إياس وغير موجود لما تسجنين نفسك في الغرفة أم تعيشين

مع ذكرى الأحباب الغائبين "

دفعتها على السرير وركبت فوقها ونحن في ضحك مستمر

أحاول خنقها وهي تحاول الخلاص مني حتى قالت صارخة

" تعال أبعد زوجتك عني ما هذه التي تزوجتها "

فابتعدت عنها وكان إياس واقفا خلفي فوضعت يداي وسط جسدي

وقلت ناظرة لها " وما الذي جاء بك لغرفتي ؟ هل خنقتك في غرفتك "

غادرت السرير قائلة " أعانك الله عليها يا أخي "

وهوا ولا حرف فيبدوا لي كثلة من الصمت زيادة على غروره

ما هذا الرجل الأخرق الذي ابتليت به , خرجت سدين قائلة

" الغداء جاهز والجميع ينتظركما "

ثم أغلقت الباب وغادرت وكنت سأخرج فأوقفني صوته

قائلا " انتظري "

وقفت مكاني ونظرت له فأشار لملابسي وقال ببرود

" غيري هذه كيف تنزلين بها أمام والدتي "

كنت سأتحدث فوضع أصبعه على شفتيه وقال بحزم

" وشيء آخر جنون الأطفال هذا ينتهي أو كان

لي تصرف آخر في الأمر "

قلت بضيق " ماذا في ذلك هل التسلي حرام أم ممنوع "

قال بحدة " لا تناقشيني "

قلت بحدة أكبر " بلى سأناقشك هل تراني خادمة أمامك

أسمع وأصمت ؟ وحتى إن كنت خادمة فلن أسكت ولا أرى

أني أخطأت في شيء "

قبض على يده وقال من بين أسنانه " ترجمان لا تجعلي

تصرفي معك يخرج عن السيطرة واكسبي نفسك بصمتك "

قلت بتحدي " لن أصمت "

قال متوجها جهة الحمام " انزلي هكذا وستري ما سيحدث "

ثم دخله وأغلق بابه خلفه بقوة , آه شكرا على الهدايا الجميلة في

أول أيام لي معك لكن هداياي أجمل , نزلت طبعا دون أن أغير

ثيابي فليريني ما سيفعل , أعلم أنها لا تليق على الغداء لكن عندما

يكون الأمر تحدي بالنسبة لي أفعله ولو كان النزول عارية , خلقني

الله هكذا وأموت إن كسر أحد كلمتي أو خسرت أمامه , وصلت

طاولة الطعام وجلست معهم وهم منشغلين بالحديث وسدين

تطعم ابنة رغد وقالت ما أن جلست " كيف كان التوبيخ "

قلت ببرود " ومن قال لك أن فيها توبيخا "

غمزت لي بعينها وقالت " لا يكون أستاذي وأعرفه حينها فأنا

أكثر من يعلم أنه يكره هذه التصرفات "

قالت عمتي " أي أستاذ هذا الذي وبخك وأنتي لم تذهبي "

ضحكت سدين حينها ونظرت أنا لها بغيظ لحظة دخول إياس

وقف عند الباب وقال " ترجمان تعالي "

ثم غادر فلم يكن أمامي من مناص أمامهم سوا اللحاق به

خرجت ولم أجده ولا في الصالة فرفعت كتفاي وصعدت للغرفة

دخلت ولم يكن هناك أحد ليغلق عليا بابها بقوة فعدت ناحيته فكان

مغلقا بالمفتاح فطرقت وقلت منادية " إياس يا أحمق افتح الباب "

ولا من مجيب طبعا ذاك الوغد عرف كيف ينتقم مني وسيتركني

بدون غداء الآن وسيرى حسابه فيما بعد

*~~***~~*
مردة العنيدة تكسر كلمتي من أول

يومين لنا معا وهذا المتوقع من فتاة مثلها وعليها أن تعلم أني لن أستسلم

وعليها أن ترضخ , أعلم أن مشواري طويل لأروض واحدة مثلها لكني

لن أيأس حتى ترضخ لي أو تصبح تفعل ما أريد لترضيني فلا حل غيره

بما أن الطلاق أمر مستبعد , وقفت عند الباب لوقت حتى سمعت باب

الحمام ففتحت الباب ودخلت وأغلقته خلفي وجلست على الأريكة

وشغلت التلفاز فخرجت حينها وقالت من خلفي " هل لي أن أعلم

لما جنون الأطفال هذا "

تجاهلتها ولم أجب عليها لأنها ترميني بما قلت سابقا فاقتربت

مني وقالت " أريد أن أتناول الغداء "

قلت ببرود " غيري ملابسك أولا "

قالت بتحدي " لا "

قلت وأنا أقلب القنوات " إذا لا غداء اليوم أصبري

للعشاء وغيريها أو ستبقي من دون أكل "

ضربت الأرض بقدمها وقالت " أقسم أن أفضحك أمامهم

وأخبرهم أنك حرمتني من الطعام "

قلت بسخرية " ولا أنا تناولته فأريني كيف ستفضحينني

بل كيف ستنزلين لهم "

قالت بغيظ " هل أخبرك أحدهم أنك بارد جدا وتسبب الاختناق "

قلت ببرود " أعلم وتعجبني نفسي كما تعجبك نفسك "

امتدت يدها من جانب رأسي لتأخذ مني جهز التحكم فأمسكته

بقوة فقالت وقد قفزت على ظهري وأغمضتْ عيناي بيدها الأخرى

"إذا سآخذ منك هذا ولن تشاهد التلفاز وأرني كيف ستبقى هنا "

كنت كلما أبعدت يدي لأبعد يدها عن عيناي تنتهز الفرصة لتشده من

يدي الأخرى ثم تمسك عنقي بذراعها أكثر ولا تعلم أنني في النهاية

رجل ومشاغبتها هذه قد لا تكون عواقبها سليمة كما خططت , بدأتْ

بعدها بالضحك وقالت صارخة " هوووب أرني كيف ستتخلص

مني وسآخذه رغما عنك "

قلت بضيق وأنا أحاول دفعها " أخفضي صوتك فضحتنا

قد يسمعك أحد "

ثم سحبتها من يدها بقوة حتى سقطت من خلف الأريكة في

حضني ورفعتُ الجهاز عاليا وقلت " تخيلي ما سيفهمون من

كلامك وانهضي هيا حطمت لي ساقاي "

وقفت بيني وبين التلفاز المعلق على الجدار وقالت

" لن ترى شيئا إذا "

قلت بسخرية " بل أراه فهوا فوقك "

قفزت حينها فضحكت رغما عني وقلت " ابتعدي

يا طفلة وإعقلي خيرا لك "

توقفت عن القفز ووضعت يداها وسط جسدها وقالت

" أنت هوا الطفل فاتركني أخرج فورا "

وضعت ساق على الأخرى وقلت " ليس قبل أن تغيري

ملابسك وتغيري من هذا الجنون "

أشارت لي بإصبعها وقالت " لا تلعب معي لعبة التحدي

يا إياس لأنك لن تتغلب علي "

تجاهلتها ووجهت الجهاز للتلفاز فسحبت الكرسي ووقفت فوقه

ولم أعد أراه فضغطت الجهاز على وجهها ففكت شعرها لينسدل

على كتفيها وقالت ونظرها بعيد عني تحرك يدها فيه

" استخدموا منتجنا لتحصلوا على شعر رائع "

ضغطت الزر مجددا فنظرت لي وقالت وهي تحرك يديها

وكأنه فيها ورق " إليكم أخبار التاسعة انفجار في منزل .... "

وقفتُ حينها وتوجهت نحوها فقفزت من الكرسي مبتعدة

فنظرت لها وقلت بحدة " ترجمااان "

قالت بنبرة طفولية " جااائعة "

قلت بحزم " غيري ثيابك إذا "

هزت رأسها بلا فتأففت بضيق , عليا أن أكسب هذه الجولة لأن

البداية أهم ما في المشوار , لو كان لي ذرة حظ لكانت زوجتي

عاقلة ورصينة وهادئة نزلنا تناولنا غدائنا وصعدنا لننام لكن مع

هذه المتغطرسة لا نوم ولا راحة ولا أكل , قالت بضيق

" توقف عن النظر لي واتركني أنزل "

هززت رأسي بلا مثلها فقالت ببرود " حسنا أنا وتعاقبني

أنت ما تفعل هنا "

لم أجب عليها فقالت باستفزاز " جبان تخاف أن يسألوك عني "

قلت ببرود " ترجمان غيري من تصرفاتك ليمر الوقت

المحدد بيننا بسلام "

رفعت شعرها من جديد وأمسكته للأعلى وتجاهلتني فقلت

" إذا بقيتِ على عنادك هذا فلن تنزلي أبدا ولعلمك إحدى

اللتان كانتا تعيشان معك ستزورنا الليلة "

صرخت قائلة بحماس " قل قسما "

قلت بانزعاج " أنتي ما بك مع الصراخ والصوت المرتفع "

توجهت حينها للخزانة وأخرجت منها توبا قائلة بحماس

" إذا سأغيرها لأجل ذلك فقط "

ثم توجهت راكضة للحمام وأنا أراقبها حتى أغلقت الباب

هززت رأسي بقلة حيلة وخرجت من الغرفة لحظة خروجها من

الحمام ونزلت خلفي قائلة " من منهما ومتى قالت أنها ستأتي

ولما لم تأتي الأخرى "

قلت بانزعاج محركا يدي بجانب رأسي " يكفي ما هذا الإزعاج "

اختفى صوتها حينها بل وخطواتها فوقفت والتفت للخلف

ولم أجدها , كيف اختفت هكذا فجأة وأين ذهبت ! تأففت بقلة

صبر ثم عدت أدراجي وصعدت للغرفة , وصلت هناك فكانت

جالسة على السرير وتمسك هاتفها في يدها فوقفت عند الباب

وقلت " ومن التي كانت تصرخ تريد أن تأكل "

نظرت لي ببرود ثم عادت بنظرها لهاتفها فقلت بجدية

" انزلي هيا "

قالت ببرود " لم أعد أريد كله أنت "

تنهدت بضيق وقلت " سراب هي التي ستأتي والأخرى

سوف آخذك لها هيا انزلي لتأكلي "

وقفت حينها وخرجت أمامي دون أن تنظر لي فهززت رأسي

متأففا وتبعتها , ما هذا النموذج الجديد على البشرية وفي النهاية

حدث كل ما تريد هي باستثناء الثياب فلا بأس نقطة بنقطة حتى

يحصل ما أريد , دخلنا غرفة الطعام على نظراتهم المستغربة

ومعهم حق أناديها ثم نرجع وقد غيرت ثيابها فاحتمالين سيضعونها

للأمر وكله بسببها طبعا , جلست وبدأت الأكل ويبدوا أن البقية انتهوا

حيث وقفت والدتي وأخذت ندى من جانب سدين قائلة بضيق

" يكفيك هذا ستقتلينها "

وتبعتها رغد قائلة " هاتي عنك يا أمي سأغير لها ثيابها

فقد اتسخت "

ووقفت سلسبيل وقالت مغادرة وهي تتثاءب " أنتي التي اسمك

سدين لا تدخلي غرفتي حتى أستيقظ لا أريد أي إزعاج "

ثم غادرت وسدين لم تعلق بشيء بل وقفت وغيرت مكانها وجلست

بجوار ترجمان وهمست لها شيئا فضربتها على رأسها وأنا أدعي

الانشغال بالأكل ولا أراهما واستمرت هي في مضايقتها فوقفت

وقلت " أنتي يبدوا أنك شبعتِ فتعالي أريدك في أمر "

فوقفت من فورها ولحقت بي قائلة " هل سيطول الأمر لأني سأنام "

دخلت غرفة الجلوس وجلست قائلا " ومنذ متى كنت أمدد الأحاديث "

جلست أمامي قائلة ببرود " أعلم وأعان الله زوجتك عليك "

نظرت لها بضيق فضحكت وقالت " لو كانت غير ترجمان لما

قلت ذلك , أما أنتما فكالزيت والماء لا أعرف من هذا الذي

جمعكما وكيف وافقت عليها "

قلت ببرود " يبدوا أنك أنتي من ستطيلين الحديث يا

من تريدين النوم "

لوت شفتيها ولم تتحدث فقلت " هناك عريس لك فهل توافقي

أو لا أتعب نفسي بقول شيء عنه "

قالت من فورها " الذي تريده سأفعله "

قلت بسخرية " ولن نقول لاحقا لدينا شخص قادم لخطبتي "

هزت رأسها بلا وقالت " أنت تعرفني لا أثق في لعب الشبان

على الفتيات ثم حتى لو كان هناك من ذلك فسأبدي رأيك

على قلبي أيضا "

قلت مبتسما " وهذا عشمي فيك يا سدين والشاب لا يعوض وكم

أراد نسبنا وكم تمنيته لإحداكن , هوا ضابط معي في الشرطة

ولديه تجارة أمسكها بعد والده وأحواله المادية فوق الممتازة "

قالت باستغراب " ولما يعمل إذا ؟؟ "

قلت وأنا أنظف أظافري ونظري عليهم " الشرطة يتخذها

كهواية لأنه يحبها "

ثم نظرت لها وقلت " هل أعطيه موافقتك ليحضر أهله "

هزت رأسها بحسنا وقالت " افعل ما تراه مناسبا لكني

أريد إنهاء السنة أولا "

وقفت وقلت " وهوا كذلك فأنا أيضا أريد أن تنهي دراستك

قبل كل شيء فخطأ رغد لن يتكرر "

ثم غادرت من هناك وخرجت من المنزل

*~~***~~*

طرقت باب غرفته بقوة فصرخ من الداخل " ماذا تريدين "

قلت بضيق " التمتع بالنظر لك طبعا , الغداء جاهز يا كاذب "

فتح حينها الباب وقال خارجا منها " وما هذه الصفة الجديدة أيضا "

قلت وأنا أتبعه للطاولة " تقول لي سنزور منزل زوج ترجمان

ومر يومان والوعد أصبح خبزا يابسا "

جلس وقال ببرود " أجلسي تغذي بدلا من النكد لقد

أكرهتني في حياتي "

قلت متوجهة جهة الغرفة " نعم فأنت جعلتني أحب

حياتي كثيرا يا وجه الفقر "

ثم دخلت الغرفة وأغلقت الباب خلفي وجلست على الكرسي

آكل نفسي من الغيظ ككل يوم ووقت وما مرت لحظات حتى

نادى " سراااب "

فتأففت ولم أجب فقال مناديا بتطويل الحرف كالأطفال

" سراااآآآآآاااب "

فنظرت للسقف وقلت من بين أسناني " يا رب صبرني على هذا

المخلوق الذي أنعمت به على والديه في يوم ما لأبتلى أنا به

ويهربا هما , لما لا يفهم أني أكره سماع صوته "

عاد لمناداتي مجددا فقلت بصراخ " ماذا تريد بي "

قال " تعالي أريدك "

فتأففت للمرة العاشرة وتوجهت للباب فتحته ووقفت أمامه

وقلت ببرود " ها هي ذي السيدة قروش ماذا تريد منها "

انفجر ضحاكا وشرق بالأرز في فمه وشرب الماء سريعا يتنفس

بقوة ويسعل ويشرب مجددا وأنا أنظر له ببرود فقال

" كدتِ تقتلينني وهذا مناك طبعا "

لويت شفتاي وقلت " أنت تموت !! أنت ترسل البشرية

اجمع وتبقى حيا لي حتى تدفني أولا "

قال مبتسما " تعالي تناولي الطعام لآخذك لصديقتك "

قلت بسخرية " شبعت من هذا الكذب "

حرك الملعقة في الهواء وقال " أقسم أن آخذك لها الليلة "

نظرت له نظرة عدم التصديق فنظر لصحنه وعاد للأكل قائلا

" حسنا كما تريدين سأخبره يحضرها هوا هنا "

قلت بسخرية " نعم من جمال منزلك "

نظر لي نظرة قاسية وقال " وما به منزلي ثم ما أدراك كيف

يكون منزلها فقد يكون هذا أفضل منه "

ضحكت ضحكة ساخرة وقلت " إلا إن كان زريبة "

سكب من السلطة على الأرز وقال ببرود " إذا سأخبره

أنك لا تريدين رؤيتها "

قلت بضيق " ولما هوا يهتم لأمرها وأن تراني

وأنت لا يا حظي وسعدي "

شرب الماء ثم قال بلا مبالاة " ليس زوجها يا حظي أنا

هذا عمها لأنها طلبت منه ذلك "

قلت بسخرية " آه أجل لهذا أنت وافقت "

أشار للكرسي أمامه وقال " تعالي تعالي قبل أن أغير رأيي "

توجهت هناك وجلست قبل أن يكبر الموضوع في رأسه ويتركهم

يزورونا هنا وأنا لا أعرف مستوى زوجها المعيشي وستسخر مني

تلك الحرباء فأنا أعرفها جيدا , آه كم اشتقت لكما لو تعلمان

قلت وأنا أنظر له وهوا يأكل " ودُرر ستكون هناك أيضا ؟؟ "

أكل ملعقة أرز وقال " أعتقد لا "

قلت " ولما "

نظر للأسفل حيث أوقع شيئا وقال " زوجها مشغول أغلب

الوقت ولن يتوافق مع يوم عطلتي عن العمل "

قلت باستغراب " وفيما مشغول وهوا يعمل معك ! "

رفع ما كان على الأرض وقال وقد عاد لتناول الطعام " لديه

مجموعة محلات أغلبها لقطع غيار السيارات ومعرضا أيضا

وهوا من يشرف عليه "

وضعت يداي وسط جسدي وقلت " وزوج ترجمان "

نظر لي وقال بابتسامة جانبية " ذاك ورث منزلا كبيرا

من والده ومزرعة أيضا "

قلت بحسرة " ولما كان حضي أنت من بينهم ثلاثتهم ؟ ما

بي منحوسة منذ ولدت "

قال بضيق " صراحة لم يخيروني بينكن لما كنت اخترتك

فمِن حظي أنا المبتسم دائما كنتِ أنتي مصيبتي "

قلت ساخرة " هه معك حق كانوا زوجوك بترجمان وستحول

عشك هذا لحريق وتخرج أمام عينيك وستجرب حينها

تعاسة الحظ الحقيقية "

قال ببرود " إذا الثالثة "

قلت بسخرية " تلك الله لا يهبها لك فهي ستتحمل كل شيء

برحابة صدر لأنها غبية دائما وستقول قدري والله اختار

لي هذا وفيه الخير لي بالتأكيد "

قال بحدة " ولما لا تتعلمي منها ؟ عشتِ معها عشرون عاما عبثا "

قلت ببرود ناظرة جهة المطبخ " غدا لن نجد ما نأكل "

وضع الملعقة ونظر لي وقال " أنتي ماذا درستِ "

نظرت له باهتمام فيبدوا سيتركني أعمل , قلت مبتسمة

" زراعة "

نظر لي بصدمة وقال " زراعة !! "

قلت " نعم زراعة ألا تسمع جيدا "

قال باستغراب " ما الذي جعلك تدرسين هذا "

رميت يدي في الهواء وقلت بلامبالاة " معدلي لم يدخلني غيرها "

لتنطلق ضحكته القوية حتى انحنى قليلا للطاولة تحته مستندا بيده

عليها فقلت بضيق " هل قلت نكته "

نظر لي وقال من بين ضحكه " زراعة !! معدل لم يدخلك

سوا الزراعة يعني مقبول "

قلت بحدة " وما به المقبول المهم نجحت لكنهم لا يقدرون

الإنسان ومجهوده "

استمر في ضحكه دون توقف فقلت بضيق " يكفي أو سكبت

الماء على رأسك "

وضع أصابعه على شفتيه ليمسك ضحكته لكنه لم ينجح وعاد

للضحك مجددا وأنا أنظر له بضيق ليتحول لتركيز في ملامحه

وهوا يضحك , خسارة فيك هذه الوسامة يا وجه الفقر قليل الذوق

والمنطق , آه أتخيله كيف سيكون لو كان غنيا واثقا من نفسه رافعا

أنفه للأعلى وكلامه لا يخرج إلا للضرورة متناسق مرتب مؤدب

راقي كان سيكون أمير زمانه لكن ذلك مستحيل فأين سيذهب حظي

التعيس حينها ولن يحدث ذلك إلا إن كنت ميتة , قال عندما

انتهى من ضحكه " ما أعرفه أن الشبان فقط تكون نسبهم في

الثانوية هكذا لهذا فتحوا لهم هذا القسم "

قلت ببرود " انتهى الموضوع ضحكت بما فيه

الكفاية وهات الخلاصة "

قال باستغراب " خلاصة ماذا ؟؟ "

قلت بضيق " من سؤالك طبعا , هل ستتركني أعمل ؟ "

وقف وقال " سبق وقلت لا ولم أسأل من أجله "

ثم قال متوجها للحمام " إن كنتِ تريدين الذهاب لها

فكوني جاهزة عند التاسعة "

وقفت وحملت الأطباق وقلت بهمس " جاهزة من الآن يا

حظي وهنائي فما الذي سأفعله بنفسي ولا شيء لدي "

دخلت المطبخ ووضعتهم في المغسلة بقوة ووضعت يداي وسط

جسدي أنظر لهم بقهر وحسرة , ما هذا الحظ الذي لدي من بيننا

ثلاثتنا , يالك من محظوظة يا دُرر طوال حياتك تضحين من أجلنا

وتعملين وتعطينا المال وتصبري وتتحملي أذى الجميع والآن نلتِ

جزاء صبرك وتضحيتك , تأففت وبدأت بغسل الأطباق فلا شيء

من هذا سيغير في واقعي المرير شيئا , آخ وما يزيدني قهرا أنه

سيأخذ كل أموال ذاك العجوز وسيبقى هنا ويبقيني معه

*~~***~~*

وقفت مكاني منتصف السلالم وظهري له ليس لأني صاعدة

لها بل لأنه سبق ونبهني عن الصعود للأعلى وفعلتها الآن

بل الأغرب أني بدأت أنصاع لهذا الاسم وكأنه اسمي فعلا

التفت له وهوا قادم نحوي وصعد الدرجات حتى وصل عندي

وأمسكني من ذراعي وأنزلني بخطوات سريعة حتى كاد

يوقعني فقلت بضيق وأنا أجاري خطواته الغاضبة

" ألا تسمعها تصرخ ألا رحمة لديك "

وصل بي للأسفل وسحبني بقوة لأقف أمامه وضغط على

ذراعي أكثر وقال بغضب " كم سأقول الكلمة يا دُره ؟ سبق

وقلت لا تصعدي ولا تتدخلي فيما لا يعنيك , قلت أم لم أقل "

قلت بضيق وأنا أحاول سحب ذراعي منه " وأنا سبق وقلت

اسمي ليس دُره وأنا لم أتدخل ولا يوجد بشر يسمع صراخها

ولا يصعد لها فقد تكون في خطر وستموت "

سحبني نحوه وقرب وجهي من وجهه وقال بغضب أشد

" وأصبح لك لسان أيضا ؟ هذا كله من تساهلي معك , قسما

يا دُره إن صعدتِ لها قصصت ساقيك , لا تقتربي من هناك

ولا تتحدثي معها أو رأيت ما لم تراه ولا هي تفهمي "

صرخت في وجهه بكل قوتي ونظرتي ثابتة في عينيه

" بأي حق تفعل كل هذا يا أواس هل ترى نفسك إله تحاسب

وتعاقب ؟ لا وبوحشية , وهذا إن هي أخطأت من أساسه "

رفع يده الأخرى فأمسكتها عمته وتشبثت بذراعه وقالت

برجاء " توقفا ولا تنسيا أنكما زوجين "

كانت كلماتها كالماء الذي سكبوه على الجمر وذكرتني أنه زوجي

لكنه من أجبرني على عصيانه ورفع صوتي , سحب ذراعه منها

بقوة وقال بذات صراخه الغاضب " دعيني أريها كيف أحاسب

وآخذ بالحقوق أيضا ولنرى من المحق والمحقوق "

أمسكتني أنا هذه المرة وقالت بذات رجائها " أسكتي يا دُرر

لا تناقشيه ولا تتدخلي قلت لك منذ البداية "

نظرت لها وقلت بضيق " ألا تسمعيها كيف تستنجد وهوا لن

يصعد إلا ليضربها ويمارس عليها تغطرسه , مما مخلوقين أنتم "

ضغط على ذراعي بقوة أكبر بل وأمسك الأخرى أيضا بيده

الثانية وقال من بين أسنانه " لم ترى شيئا بعد فحكمي عليها

لم ينتهي ودورك في المحاكمة بعدها يا حفيدة القاضي العادل "

نظرت لعينيه بثبات وقلت " { إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ

وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ } "

فدفعني حينها للخلف فاصطدمت بالعمود الموجود خلفي

بقوة شعرت أنها حطمت ضلوعي وعمودي الفقري فأنزلت

رأسي للأرض أخفي ملامحي المتألمة ولم أُصدر ولا صوتا

وقال شيئا لم أفهمه ولم أعد أرى إلا ضباب وخيالات من شدة

ألمي فترك ذراعاي لأسقط على صدره ولم أعي بعدها شيئاً

المخرج كلمات لشاعرتنا الحلوة منى سعد

أخاف

أخاف الإحتراق ببرائة عيناك
أخاف أن أخوض الحرب معها فأفقد
حصون ذاكرتي
وأجدني وأنا كالمخدر أرفع رآية
استسلامي
أخاف طيبة يداكي أن تعمل كالسحر على
جراحي وتمحي بلحظة ضعف مني كل
نذوب قلبي وجسدي
أخاف لحظة أن تري المسخ الذي داخلي
وأكون حينها قد اعتدت صورتي الجميلة
بعيناكي



Continue Reading

You'll Also Like

500K 34.7K 15
قتلوا الفتى البريء ودفنوا جثته حيًا في أرض البلدة، حرموه من الدفء بين أذرعتهم وألقوه في النيران والحُجة كانت وصول الدفء لجسده، الآن عاد الفتى ينتقم و...
243K 8.3K 36
توقفت النساء عما كنا يقمن به، لتتركز أنظارهن نحو مدخل المنزل، ليهل هو بهيئته المبهرة، حين ولج لداخل المنزل، ليخفق قلبها هي داخل صــ درها، بقوة غريبة...
61.8K 687 1
هل جربت يوماً أن تخوض تجربة الخوف ... أن تجد نفسك تواجه الموت ... وأنت عاجز لا محاله ... أن تجد نفسك في عالم اخر ... القريب أصبح غريب ليس ذلك الشخص و...
637K 39.6K 37
مرات تندم أشد ندم على قرار تاخذة بدون تفكير -أي مثل حالتي هسه، حزام الكاميرا ملفوف على رگبتي وواگفه بمكان أظلم بعيد شوي عن الشارع الرئيسي الفارغ بهال...