حصون من جليد

By Durah2016

738K 13.4K 1.5K

غرفة ذات جدران قاتمة اللون رغم طلائها الفاتح ومكتبة برفوف ضخمة خشبية مدعمة بالحديد كي لا تتآكل مع مرور الزمن... More

1
2
3
4
5
6
7
10
11
12
13
14
15
16
17
18
19
20
21
22
23
24
25
26
27
28
29
30
31
32
33
34
35
36
37
38
39
40
41
42
43
44
45
46
47
48
49
50
51
50
52
53
54
55
56
57
58
59
60
61
62 the end

8

10.3K 229 3
By Durah2016


الفصل التاسع

صرخت في وجهه بكل قوتي " يااااااااااااااااا "

فصرخ فيا بقوة أكبر " ميااااااااااااااااوو "

فانهرت جالسة على الأرض أرتجف من الخوف ونظري جمد

على القط الأشهب الكبير الذي التف حول نفسه ونام وسط السرير

وكأن المكان له وأنا من تطفلت عليه ثم بدأت بحك ساقاي وفخذاي

بقوة وأنا أبكي وبقيت على ذاك الحال لوقت حتى طرق آسر الباب

وهوا يصرخ " سراب افتحي الباب ما بك "

وقفت بصعوبة وتوجهت نحوه وفتحته فدخل ونظر لي باستغراب

ودموعي ملئت وجهي فأشرت له على السرير بإصبع يرتجف وأنا

أشهت بقوة فدخل وتوجه نحوه وقال " داشر هذا أنت فقط ؟ "

نظرت له بصدمة وهوا يجلس على السرير وذاك القط وقف

وجلس في حجره فقلت بصدمة " قطك "

قال وهوا يمسح على ظهره " نعم واعتاد على النوم معي "

قلت بحدة " وهذا ما ينقص منزلك الجميل قطط ضخمة تنام فيه "

نظر لي وقال ببرود " ومن قال لك تنامي هنا , لو بقيتِ

هناك ما ذهب لك "

قلت بغضب " أخرجه من المنزل أو أقسم قتلته لك "

وقف قائلا بضيق " وهذا ما ينقص "

ليسقط ذاك القط بسبب وقوفه ويصدر صوتا وكأنه كيس رمل

وقع على الأرض ثم ركض جهتي عند الباب ليخرج فابتعدت

صارخة بقوة على صوت ضحك هذا المعتوه فخرجت من هناك

أبكي وتوجهت للحمام من فوري وأغلقته خلفي ونزعت الفستان

وغسلت جسدي بالصابون عشرات المرات وأنا أفرك وأحكه

بقوة وكلما تخيلت فقط أنه لمس جسدي ازداد بكائي وفركت

فخذاي بقوة أكبر حتى طرق آسر الباب وقال من الخارج

" توقفي عن البكاء وأخرجي "

قلت بعبرة " لا شأن لك بي أتركني وحدي "

وعدت لفرك جسدي ثم أخذت الفستان ووضعته تحت قدماي

في حوض الاستحمام وسكبت عليه كل الصابون وبدأت برفسه

بقدماي حتى تعبت ثم أخرجته وعصرته وغسلته بالماء كثيرا

ونشرته على النافذة وجلست على حافة الحوض فطرق

الباب مجددا وقال " أخرجي أريد أن أتناول فطوري "

قلت بصراخ غاضب " لن أخرج حتى يجف الفستان أو اذهب

وأحضر غيره أو كل أنت وقطك ما تجدانه "

قال وكأنه ينادي " سرراااااب تخرجي أو أدخلته لك من النافذة "

شعرت بجسدي ارتجف وقلت " أقسم أغرقه حينها "

ضحك وقال " لن تستطيعي يا جبانة وسأفعلها حالا

أمامك حتى العشرة "

واحد اثنان .... "

وقفت مفزوعة حين سمعت صوت القط وهذا يعني أنه عنده

فلبست الفستان بسرعة وهوا مبلول وفتحت الباب ووقفت ورائه

من الداخل وقلت " ادخل لغرفتك حتى أدخل المطبخ "

قال " حسنا لا تتأخري لأني جائع وأريد أن أنام "

تمتمت بغيظ " نامت عليك جرّافة "

قال حينها من بعيد " ماذا قلتِ "

قلت بصراخ " لا شيء اذهب أذهبني الله من حياتك "

وخرجت بعدها ركضا لغرفة الضيوف صليت الصبح بعدما

فآتني وقت الفجر وأغلقت الباب عليا من الداخل فليريني كيف

سيرغمني على إعداد فطوره فلا نافذة هنا يهددني بإدخاله منها

*~~***~~*

حضنت الوسادة بقوة أخفي وجهي فيها بل عبرتي كي لا يسمعها

أحد فحتى دموعي التي لا يراها جفني إلا نادرا استطاع إنزالها

من يوم واحد لي معه هنا , ضممتها أكثر وأنا أتذكر كلماته

حين قال بجمود " هل تذكرين يا دُره كل تلك الأمور "

فقلت بحيرة ونظري يتنقل بين سواد عينيه الواسعة

" أذكر ماذا "

أبعد نظره للطاولة وقال ببرود " ضربك لي بالسوط "

فشعرت بكل خلية في جسدي ارتجفت وبقوة وقلت بصدمة

" أنا !! "

نظر لعيناي مجددا ولم يتكلم فهززت رأسي بلا وقلت بصوت

مخنوق " مستحيل ... كذب "

فابتسم بسخرية ثم ترك يدي بعنف بل رماها من يده رميا وغادر

ماذا يعني بهذا كيف أنا أضربه في ذاك السن مستحيل يكذب بالتأكيد

لكن صوته ونظرته تدل على أن ما يقوله حقيقة بل خارجة من صميم

الألم داخله فنظرته كانت ملئها غضب من كل شيء وأنا أولهم

غادرت السرير أجر خطواتي جرا ودخلت الحمام نزعت ثيابي ودخلت

تحت الماء لتعود لي نوبة البكاء مجددا وأنا نفسي أجهل سبب كل هذا

البكاء , ترى من أنت يا أواس بل من أنا في ماضيك وحياتك

ليثه يجيبني أحد عن كل هذا

*~~***~~*

دخلت المنزل ليصلني صوت ضحكهم المرتفع , غريب ما

سر كل هذا الضحك وما يجمعهم جميعهم !! بحثت عنهم فكانوا

في الحديقة المضللة التي يفتح عليها الباب الخلفي للمنزل جالسات

معا يشاهدن شيء ما ويضحكن عليه وندى تلعب بالتراب بالمقربة

منهم فاقتربت منهن وانتبهت لي سلسبيل وهمست لهم شيئا فأخفوا

ما كن يضحكن عليه فوقفت أمامهن وقلت " أين أمي "

قالت رغد مبتسمة " في غرفتك الجديدة لم تترك شيئا لم تفعله

ولن تخرج منها إلا بقدوم العروس "

وضحكن معا فقلت ببرود " هل لي أن أعرف سبب كل

هذا الضحك وما الذي تخفينه "

ضحكت سدين بصمت تكتم تنفسها لأنها تفضحهم دائما فوكزتها

رغد بمرفقها ووقفت ندى ومسحت وجها بيدها المليئة بالتراب

لتلطخ خدها به وقالت " علوسة علوسة "

فانفجرن ضاحكات فنظرت لهن وقلت " أخرجن ما تخفينه

أو أخرجته بنفسي "

قالت رغد " لا أنصحك أن تعلم ما يكون "

وضعت يداي وسط جسدي أضرب الأرض بقدمي بملل فقالت

سلسبيل " اذهب وغير ملابس الشرطة نخاف أن تعتقلنا "

مددت يدي لهم وقلت " أخرجاه فورا أو أخرجت سلاحي "

ركضت ندى خلف كرسي سدين وأخرجت من خلف ظهرها

شيئا وركضت به نحوي وركضت هي خلفها لتمسكها لكن حضني

كان الأقرب لها فارتمت فيه ضاحكة وأخذت من يدها قصاصة

الجريدة فدخلت رغد من فورها وسلسبيل تتبعها وكانت سدين ستلحق

بهم لولا وقفت وأمسكتها من كتف قميصها ثم رأيت القصاصة

فكانت صورتي وترجمان فنظرت لوجهها بضيق فقالت ضاحكة

" لم تخبرني أنها إحدى صديقاتي المفضلات "

قلت بحدة " بل لم أخبرك أني لم أكن راض عن صداقتك لها "

نظرت لي بصدمة وقالت " ولما تزوجتها إذا "

تركت قميصها وقلت مغادرا " ليكتمل المهرجان طبعا

لأنها من ينقصكم هنا "

ثم صعدت للأعلى وتوجهت لغرفتي لتوقفني والدتي قبل أن

أدخل قائلة من خلفي " إياس بني تعال قبل أن تدخل "

التفت لها وقلت " متعب يا أمي أريد أن أستحم وأنام "

قالت بشيء من الحزن في ملامحها " حسنا بني كما تريد "

وغادرت فتنهدت باستسلام , عليا أن لا أكسر فرحتها فكم تمنت

أن أتزوج وانتظرت هذا اليوم بالساعة , تبعتها قائلا

" انتظري أمي سأذهب معك "

فوقفت والتفتت لي وقالت بابتسامتها الحنونة

" لن أؤخرك قليلا فقط "

فابتسمت وحضنت كتفاها بذراعي وسرت بها حيث أعلم جيدا

أين ستأخذني وقالت ما أن وصلنا باب الغرفة " أريد رأيك في

لون الأغطية ولا تجاملني لنغيرها قبل المساء "

قلت مبتسما " أمي افعلي ما تريه مناسبا , فيما سيغير

رأيي ثم أنا لا أفهم في هذه الأمور "

أمسكت يدي وقالت " بل ادخل لترى كل شيء ولا تكسر

فرحتي يا ابن قلبي الذي لم تنجب غيري مثله "

قبلت رأسها ويدها ودخلت معها فعليا أن أقدر مشاعرها وفرحتها

بي وأتغاضى عن الباقي فيكفي أن أتعس وحدي لما أتعس الجميع

معي , دخلت الغرفة وقلت وأنا أنظر لها نظرة شاملة

" متى فعلتم كل هذا "

قالت مبتسمة " وهل عندي غيرك أسعى من فجر ربي له

وأتعبت خالك معي وقال إما أن يوافق ابنك على سائق

لكم أو يشتري لإحدى بناتك سيارة "

وضعت يداي وسط جسدي وقلت " وهذا ما بقي يقدن السيارات "

قالت وهى تلمس أغطية السرير " ما رأيك في اللون أحببت

السكري كثيرا يتماشى مع الستائر لأنه بها نقوش سكرية

أيضا وإن كانت بسيطة "

ثم نظرت جانبا وقالت " التحف ومفارش الطاولات ذهبية فقد

أعجبني تنسيق المحل للون هكذا بما أن السجادة مذهبة "

ثم نظرت لي وقالت " ها ما رأيك أم ينقص شيء "

قلت وأنا أنظر حولي " جميل لا شيء ينقصها "

قالت مبتسمة " بلى العروس ويا شوقي للمساء لتكون فيها "

ابتسمت رغم الإحباط في داخلي وقلت " قليلا ونجد

أنفسنا فيه فلا شيء يركض أسرع من الوقت "

ضمت يداها لصدرها ونظرها للأعلى وقالت بحنان

" أسعدك الله يا إياس كما أسعدتنا وعوضك بها عن كل

تعبك معنا وأراني أبنائكما عاجلا قبل أن أموت "

لتنزل دمعتها الغالية فحضنتها وقلت بحزن " أطال الله

في عمرك يا شمعة حياتنا حتى تزوجيهم أيضا "

ابتعدت عن حضني ومسحت دموعها ثم نظرت لوجهي

وقالت ودمعتها ما تزال عالقة على رموشها " وأتمنى

أن تكون كما أحب وليس مريضة نفسيا "

ضحكت ومسحت دمعتها وقلت " لا تخافي فهي من

النوع الذي تحبين وزيادة "

قالت مبتسمة " يكفي أنها ابنة شقيقي الذي حرمنا منه وحُرمت

هي منا فقد عوضكما الله ببعض ولا أوصيك يا إياس لا

تتركها لألسن الناس تلتهمها "

قبلت رأسها وقلت " حاضر يا أمي فلن أنسى أنها ابنة خالي

وإن طلقتها فلن يرحمها أحد خصوصا بعد قضية اختطافها

وإيجادنا لها , هل أذهب لأستحم الآن "

قالت " نعم لكن لا تنم ورائنا الكثير ولا سائق غيرك "

تنهدت باستسلام وغادرت من هناك فيبدوا أن هذا اليوم طويل

وكله على رأسي , دخلت غرفتي وأخرجت قصاصة الجريدة

من جيبي ونظرت للصورة , آخر ما كنت أتمنى عروس متوحشة

وزواج ببذلة الشرطة فكم انتقدت من تصوروا بها في زواجهم

*~~***~~*

بقيت في الغرفة ولم آبه لطرقه ولم أجب عليه فبدأ

باستفزازي قائلا " أخرجي يا سيدة قروش يا وجه الفقر

يا مصيبة حلت عليا في ليلة مظلمة كحياتي "

وأنا طبعا لا حياة لمن تنادي فقال " لو كان لي حظ كرفقاي

لزوجوني بإحدى صديقتاك ولم يكن نصيبي بشعة مثلك "

حقير نسي أني أشبهه يعني بشع مثلي , لكني لن أجيب وإن

سب أهل أهلي , ذهب بعدما يئس مني وأنا لم أخرج إلا بعد

مرور وقت فمؤكد نام الآن لأنه سيكون متعب ولم ينم طيلة ليلة

البارحة , أخذت عباءتي ولبستها سيكون منظري سيئا عباءة بلا

حجاب لكن لا حل غيرها فلو كانت مغلقة للأسفل لكنت شققت

الفستان وصنعت منه وشاحا لكنها مفتوحة حتى المنتصف فهل

سأخرج متحجبة بساقين عاريتين , سرت بخطوات بطيئة حتى

باب المنزل لأكتشف أنه يغلقه بالمفتاح من الداخل فضربته بقدمي

وعدت أدراجي للغرفة فيبدوا لا يمكن ولا الخروج من هذا السجن

دخلت الغرفة وشهقت بقوة حين وجدته جالس على الكرسي

وقال بسخرية " أهلن أين كنتِ "

وضعت يداي وسط جسدي وقلت بضيق " وهل تركت لي

مجالا لأكون , لما تغلق الباب بالمفتاح "

وضع ساق على الأخرى وقال " كي لا يدخل اللصوص "

قلت بذات ضيقي " أريد الخروج إذا "

قال ببرود " ولما "

قلت ببرود أشد " لأجلب هاتفي وأوراقي وشهادتي

طبعا لأعمل بها "

قال بحدة " جميل هذا ما كان ينقص تعملي "

قلت بغضب " ولما لا ؟ هل يعجبك الفقر الذي نحن فيه

على الأقل نستأجر منزلا أفضل من هذا "

أشار برأسه وقال " في أحلامك هذا منزلك لآخر يوم في

عمرك وخروج لن تخرجي "

نفضت يدي وقلت باستياء " ولما ؟ أي جرم هذا الذي ارتكبته

في حقك تعاملني هكذا "

وقف واقترب مني حتى أصبح أمامي وأمسك ذقني ورفع

وجهي له وقال من بين أسنانه " جرمك أنك تزوجتِ بي "

أبعدت يده بقوة وقلت وعيناي في عينيه " طلقني إذا "

ضحك رافعا رأسه للأعلى ثم قال مغادرا الغرفة

" في منامك سيدة قروش , نامي واحلمي بها "

ثم غادر فضربت الباب خلفه بقوة وجلست على الأريكة آكل نفسي

من الغيظ فيبدوا لا خلاص لي منه ومستمتع جدا بقهري وأنا من

ضننت أن مناه طلاقي وسيفعلها سريعا , عاد بعد قليل ورمى

كومة ثياب وقال " اغسليهم هل ستتركين ثيابي حتى تنتهي

لتغسليها نهارا كاملا , وأعدي الغداء بسرعة أم

ستتهربين كالفطور "

ثم غادر فأخرجت له لساني ورميت ثيابه بقدمي رغم

أني أعلم أنه لا مفر لي من غسلها

*~~***~~*

جلست في الصالة أنتظره حتى دخل فتوجهت نحوه وأمسكت يده

وسحبته معي قائلة " تعال أريد التحدث معك "

قال وهوا يجاري خطواتي " انتظري عمتي حتى أستحم

وأغير ثياب عملي "

دخلت به لغرفتي وأغلقت الباب ووضعت يداي وسط جسدي

وقلت " أواس هل أفهم الآن من هذه التي أحضرتها

وسبب زواجك المفاجئ والغريب منها "

نظر جانبا وتأفف فقلت بضيق " أعلم أنك لست صغيرا لأتدخل

في قراراتك ولن أعارضك إن تزوجت حتى أربعة لكن لما الفتاة

بدون ثياب ؟ حتى الحديث لا تتحدث وتتهرب كلما حاولت فتح

الموضوع معها "

تنفس بقوة ونظر لعيناي وقال بجمود " هذه تكون دُرر

حفيدة علي رضوان "

شهقت بقوة أغلق فمي بيدي وقلت بصدمة " دُرر حفيدته "

قال ببرود " نعم "

وضعت يدي على جبيني وقلت بعدم تصديق

" حية ولم تمت كل هذه السنوات "

أبعد نظره عني وقال " نعم ظهرت هي والطفلتان الأخريان

اللتان اختُطفتا معها في نفس اليوم "

هززت رأسي وقلت بحيرة " بعد كل هذه السنوات والبحث

الطويل وبعدما يئسوا منهن يظهرن فجأة "

نظر للأسفل وقال " هكذا حدث "

نظرت لوجهه وقلت بريبة " ولما تزوجتها ولم

يستدعوا جدها ليأخذها "

نظر لي وقال بضيق " في منامه ليس قبل أن

يتسولها مني تسولا وأحقق ما أريد "

قلت بصدمة " أواس ما هذا الذي تقوله "

أشاح بوجهه عني وقال " ما سمعته "

ثم نظر لي ورفع سبابته وقال مهددا " وإياك يا عمتي إياك

وإخراجها أو مساعدتها في شيء لأنك حينها لن

تريني ما حييت "

قلت بريبة " هل تعلم هي بسبب جلبك لها هنا ؟؟ "

لم يجب ينظر لي بجمود فقط فأمسكت ذراعه وهززتها وقلت

" تكلم يا أواس هل تعلم شيئا "

قال بجمود " لا ... لكنها ستعلم قريبا "

ثم خرج وتركني فضربت كف بالآخر وجلست على السرير

هذا ما كان ينقصك يا أواس أن تطبق فكرة الانتقام التي زرعتها

في رأسك لسنوات وتكون ضحيته هذه الفتاة المسكينة , هذا إن لم

تكن أنت وحدك الضحية ككل مرة تحاول فيها لملمة جراحك

والمضي للمستقبل , لن يثني أحد قراره أعرفه جيدا يفعل ما

يقرر وإن كان فيه موته , أواس الرجل الذي ربته فصول السنة

أربعتها ... ربيع والدته خريف والده وشتاء زوج والدته وصيف

زوجته وجاءت من ستدير عجلة فصوله من جديد والله أعلم

ستكون ماذا منهم وأخشى أن تكون شتاءً آخر لتكون الضربة

القاضية له لينتقم بها جدها منه بدلا من أن يكون الضحية

خرجت من الغرفة وتوجهت لغرفتها وطرقت الباب

ليصلني صوتها الهادئ قائلة " تفضلي "

فابتسمت بعفوية , ماذا إن كان أواس وليس أنا هل ستقول له

تفضلي !! ثم ضحكت على نفسي حين تذكرت أنه زوجها لما

سيطرق الباب , تنهدت بحيرة وأسى ثم فتحته ودخلت فكانت

جالسة تمسك المصحف الذي لا أدخل إلا وأجده في يدها

وضعته جانبا وقالت " تفضلي سيدتي "

اقتربت منها وجلست معها على السرير وقلت مبتسمة

" لا تناديني سيدتي كم مرة قلتها لك "

قالت بحيائها الذي لا يزيدها إلا جمالا " وبما أناديك إذا "

قلت مبتسمة " عمتي كما يناديني زوجك "

قالت بابتسامتها الجميلة التي على ما يبدوا لا تظهر إلا

نادرا " وكيف أناديك عمتي وأنتي في هذا السن

تكادين تكونين في عمري "

ضحكت وقلت " لا تجعليني أغتر بنفسي فأنا تجاوزت

الخامسة والأربعين "

قالت بذات ابتسامتها " تبدين صغيرة جدا وأستغرب كيف

أن لك ابنة هذه ملابسها "

قلت مبتسمة " إن حسبتها تجديها صحيحة "

نظرت بعدها حولي وقلت " أرى كل شيء مكانه لا تقيدي نفسك

يا دُرر واعتبري الغرفة غرفتك والثياب لك ألبسي ما تريدين

فابنتي مدمنة على الثياب لديها أكثر منها في منزل والدها "

قالت بهدوء " هل تعيش هناك "

تنهدت وقلت " أغلب الوقت وتقضي الإجازة معي

هكذا كتب الله لنا "

قالت بحزن " المهم أن تكون موجودة فالأموات

وحدهم من نتحسر عليهم "

أمسكت يدها بين كفاي وقلت " احكي لي حكايتك يا دُرر , أواس

أخبرني أنك حفيدة زوج والدته المختفية من سنوات "

قالت باستغراب " هوا قال لك هذا ؟؟ "

هززت رأسي بنعم وقلت " أجل وهذا فقط ما قاله "

قالت بهدوء " ولا شيء غيره لدي لأقوله لك , كانت الظروف

التي وجدوني فيها صعبة وتزوجني وأحضرني هنا ولا

أعلم ما يخبئ لي المستقبل أيضا "

تنهدت بأسى ولذت بالصمت فكم أخشى عليك من حقده يا دُرر

رغم أني أجزم أنه لا رجل يصمد أمام هذا الجمال والرقة وقد

يكون هذا ضدك وليس في صالحك فإن أحبك سيقسو عليك

أكثر كي تقتلي مشاعره نحوك

قالت بحيرة " عمتي هل لي بسؤال "

قلت مبتسمة " نعم "

قالت بهدوء " أين جدي هل هوا على قيد الحياة ؟ "

تركت يدها وأبعدت نظري عنها وقلت " لا أعلم يا دُرر فهوا

سافر منذ سنوات ولا أخبار عنه فهوا ليس سوا زوج زوجة

شقيقي الثانية أي لا صلة تربطني به "

قالت بهدوء " وزوجته أين هي ولما يضربها ويسجنها "

هززت رأسي بلا وقلت " لا يحق لي قول شيء عن هذا ولا

أعلم سببه لكن أواس ليس بطبعه يضرب النساء فمؤكد

بينهما شيء "

لاذت بالصمت ولم تتحدث فنظرت للمصحف وقلت

" أراك تمسكينه طوال الوقت هل تحفظين منه أم تثبتي حفظك "

نظرت له وقالت " بلى الاثنتين لكن الآن لا أشرطة كاسيتان

عندي أحفظ بواسطتها فقد بقيَت في المنزل الذي كنت أعيش فيه "

قلت باستغراب " ألم تلتحقي بدورة لتدريس القرآن "

هزت رأسها بلا وقالت " لا أريد أن أكون مجبرة وأتمسك

به خجلا من الناس , أريد أن أثابر بنفسي من أجل الله فقط "

قلت مبتسمة " ما أكبر عقلك يا دُرر حتى أنك لم تتذمري من

وضعك الغريب هنا "

انفتح حينها الباب فالتفت سريعا فكان أواس قد استحم وغير

ثيابه وشعره لازال مبللا فوقفت من فوري وقلت " عن إذنك

الآن وإن أردت شيئا فلا تترددي في طلبه مني "

ثم خرجت ووقفت أمامه وضغطت على يده التي تمسك مقبض

الباب وقلت هامسة " خاف الله فيها يا أواس فهي لا

ذنب لها فيما كان بينكما "

ثم غادرت وتركتهما وقلبي يطلب الله سرا أن تكون دوائه

وليس دائه الجديد فأنا أخشى عليه أكثر مما أخشى عليها

*~~***~~*

غادرت عمته وتركتني في مواجهته وحدي وهذا الطبيعي فمن

سيواجهه معي ومن الذي يشارك غيره في قدره , وقفت ونظرت

له دون أن أزيح عيناي فعليا أن أفهم معنى ما قاله , أغلق الباب

بيده دون أن يلتفت له كما فعل المرة السابقة فشعرت أن قوتي التي

جمعتها قد انهارت فشتت نظري بعيدا عنه ليصلني صوته قائلا

" ستنتقلين لغرفتك في الأعلى "

نظرت للأسفل وقلت بهدوء " أريد ثيابي إن كنتم دخلتم منزل

العجوز ولدي أغراض أريدها من هناك "

قال بجدية " مثل ماذا "

رفعت نظري له وقلت " مثل أشرطة الكاسيتات الخاصة بي

ومسجل الصوت الشخصي الصغير أوراقي و..... "

وسكتُّ فجأة حين رن هاتفه وأخرجه من جيبه وأجاب

عليه قائلا " نعم "

سكت قليلا ثم قال " لا ليس اليوم "

قال بعدها بحدة " قلت لا وليست مهزلة هي ومن المفترض أن

يكون الرجل بكلمة لا كلمتين وقلت من البداية واتفقت معه أني

سأستلمها بداية الأسبوع ولم يحترم الموعد فليرى لنفسه صرفة

فيها أو يرميها في البحر وانتهى وداعا "

بلعت ريقي ولا أعلم لما كل شيء أعرفه عنه يزيدني خوفا

منه وتوثرا , قلت بتوجس " ماذا كنت تقصد بكلامك صباحا "

تحولت ملامحه للقسوة فجأة فتراجعت حتى التصقت بالجدار وأنا

أراه يقترب مني حتى وقف أمامي وسند يده بالجدار خلفي لتغمرني

رائحة عطره والصابون الذي لا يزال يفوح من جسده وشعره

المبلل وقال بجمود وعيناه في عيناي " لا تسأليني هذه الأسئلة

لأن نتائجها لن ترضيك "

قلت بنظرة ثابتة في عينيه " من حقي أن أفهم كيف لطفلة

في الخامسة أو أقل أن تضرب بالسوط "

أمسك فكاي بقبضته بقوة ليصبح ذقني في قبضة يده وقال

من بين أسنانه " أكذب إذاً هل هذا ما تعنيه "

بقيت أنظر له بصلابة وعينان ثابتتان ثم قلت بهمس

" كله إلا رفع اليد يا أواس لا تجعله الحوار الوحيد بيننا "

قبض على فكي أكثر حتى خرجت مني أنة متوجعة ثم قرب

وجهه مني حتى لامست شفتاه خدي وأمسك وجهي بيديه

وقال بهمس " ولا أنا أريده لغتي معك فلا تحديني على فعلها "

ثم قبل أعلى خدي ثم وسطه وانتقل لآخره ويداه تخترق شعري

لعنقي فأغمضت عيناي بقوة لأقاوم دموعي التي ستخونني فما

أقساه من شعور أن تصوني نفسك كل حياتك لتصبحي مباحة

لرجل كيف يشاء وإن كان زوجك , تركني بعدها متمتما بشيء

لم أفهمه ثم توجه جهة الباب وفتحه ووقف عنده وقال موليا

ظهره لي " لا تسالي كثيرا عما تريه هنا ولا تتدخلي فيما

لا يعنيك كي لا تعرفي أواس الحقيقي مبكرا "

ثم خرج من فوره وترك الباب مفتوحا لأنزل على الجدار حتى

وصلت الأرض وهززت رأسي بحيرة وضياع , من أنت يا

أواس من ماضيا ومن أنا من ماضيك ليخبرني أحدكم ؟؟!!

*~~***~~*

" ارفعي ذراعك للأعلى قليلا سيدتي "

تأففت ورفعتها وقلت بضيق " متى ينتهي هذا العرض

كسرتم لي ظهري "

قالت مبتسمة وهي تعدل من خصر الفستان " لا توجد عروس

بظهر سليم فتحملي قليلا لننجز عملنا على أكمل وجه "

حركت كتفي وقلت للأخرى باستياء " يكفي خنقتني

بها , كل هذا بُودرة للجسم "

لم تكترث لي طبعا وكأنهم أحضروهم من مركز الشرطة وليس

خبيرات تجميل يطبقن الأوامر بحذافيرها ولا يُقدّرن أني منهكة

وكنت ألف الأسواق من الفجر واستلموني هم من الظهر للعصر

لولا الحفل هناك ما رضيت بكل هذا فليس هناك زوج أتزين له

طرق أحدهم باب الغرفة ودخل فصرخت بصدمة قائلة

" سديييين "

فأشارت لي بحركة بأصابعها ثم توجهت نحوي وحضنتني

بقوة فقلت بسعادة " لا أصدق , من رماك هنا من سيارته "

ضحكت كثيرا وقالت " مبارك يا زوجة شقيقي "

ابتعدت عنها ونظرت لها بصدمة وقلت " شقيقك !! "

ضربت لي التحية وقالت " نعم حضرة الضابط إياس هل

رأيت محاسن الصدف "

ضحكت وقلت " لم تخبريني أنه شقيقك لكنت هربت

من المدينة مبكرا "

ضحكت كثيرا ثم قالت " لو أفهم فقط سر هذا الزواج "

لويت شفتاي وقلت " أفضل لك أن لا تعرفي "

نظرت لي بحيرة وهزت رأسها بمعنى ماذا هناك فسحبتها

من يدها وجلسنا سويا وقلت " اتركينا من هذا الآن سأحكي

لك لاحقا كل شيء واتركيني أعلم منك ما حدث

هذين اليومين مع شلتنا "

ضحكت وقالت " حتى وأنتي تتزوجي تفكرين فيهم "

" علينا إنهاء عملنا سيدة ترجمان "

نظرت لها فوقي وقلت " انتهى ماذا تركتم ولم تفعلوه "

قالت سدين مبتسمة " أجل هي بذر هكذا ولا ينقصها شيء "

ثم غمزت لي وقالت بهمس " ويا ليلة إياس الليلة "

ضربت كتفها وقلت بضيق " وقحة وجاءتك الفرصة "

وقفت وأوقفتني وقالت " هيا بسرعة فإياس ينتظر في الأسفل "

قلت بصدمة " وما جاء به هنا "

ضحكت وقالت " ليأخذك طبعا فوالدتي تشتغل له اليوم من الصباح

وبنشاط حتى ضغطها تعدل بمعدل لم يصله من قبل "

ابتسمت لها دون تعليق فقالت وهي ترفع الغطاء من السرير

" أمي كانت تنتظر باليوم والساعة أن تزوجه هوا تحديدا

تشعرنا بالغيرة من حبها الشديد له "

نظرت بعدها لي ووضعت يدها وسط جسدها وقالت

" تحركي لما كالتمثال هكذا "

ضحكت وقلت " لا أصدق حتى الآن أن تكوني شقيقة زوجي "

قالت مبتسمة وهي تدير الغطاء حول كتفاي " صدّقي وابنة

عمتك أيضا ويا ويلهم في ذاك المنزل فقد اجتمعنا لهم "

حمدا لله هذه حسنة ولو واحدة أن سدين شقيقته , سأجد من يرفه عني

على الأقل , قلت وهي تعدله وتربطه " هل الضيوف كثر هناك "

قالت وهي ترفع القبعة وتغطي بها رأسي " حاولت أمي

تقليص العدد لأن الحفل في المنزل ورغم هذا هوا مليء

الآن والجميع ينتظر ليراك "

تنهدت باستسلام وذهب تفكيري لسراب ودُرر , ليثهما كانتا

معي الآن فهما أهلي لأني لم أعرف حياتي غيرهما , ترى

هل حضت كل واحدة منهما بحفل أيضا ؟ هل سافرتا ما سر

كل هذا الانقطاع واحدة تغلق هاتفها والأخرى لا تجيب

خرجت بي سدين تتحدث ولا أفهم مما تقول شيئا ففكري كان

مع شقيقتاي خصوصا بعدما علمت أن زوج دُرر متزوج

وأرادها تحديدا والآن هاتفها مقفل ! نزلنا للأسفل وسمعت عمي

يقول " لا أوصيك عليها يا إياس فهي ابنة خالك ومن دمك "

جاء صوته حينها لكن ليس ردا على كلام عمي بل لشخص آخر

قائلا بضيق " ساعة... ؟؟ أرسلناك لتنزليها تنامين معها "

فلويت شفتاي بضيق وعضضتهما من الغيظ بما أنه لا

أحد يرى وجهي , أعانني الله على كثلة الجليد والغرور هذه

قالت سدين ضاحكة " صبرك قليلا نهايتها ستكون معك "

شعرت برغبة في لكمها على وجهها وما زاد الأمر سوءا

ضحكة عمي التي ملئت المكاني ثم قال وصوته يبتعد

" مبارك لكما وأنا سأسبقكم هناك "

وصلنا للأسفل فأمسكت بيد سدين وهمست لها

" ستذهبين معنا أليس كذلك "

قالت ضاحكة وبهمس " نعم لأفسد الجو طبعا

فهذه وصايا أمي "

شعرت بارتياح كبير لأني حقا لا أريد الركوب معه وحدي

خرجنا ولست أرى شيئا طبعا سوا الأرض تحتي وأركبتني

سدين السيارة في الخلف وركبت بجانبي وسمعت صوت بابه

في الأمام أُغلق ثم انطلقنا وقال من فوره " من سمح

لك بالركوب معنا يا غصن الزيتون "

كتمت ضحكتي وقالت سدين بضيق " لا غصن زيتون سوا

زوجتك فها هي نحيفة مثلي فتوقف عن تعييري أو لن أرحمها "

زادت سرعة السيارة بشكل مخيف وقال " ستمن ولو

أطعمتها علف الحيوانات "

صررت على أسناني بغيظ كي لا تخرج الكلمات مني وقالت

سدين بخوف " مهلك خفف السرعة أعلم أنك تفعلها عمدا "

دار بالسيارة فملنا على بعض بقوة وصرخت سدين من الخوف

فقلت بضيق وأنا أدفعها عني " خنقتني يا غبية وثقبتِ لي

طبلة أذني لم أعرفك جبانة هكذا "

وذاك المغرور طبعا وكأنه لم يفعل شيء وابتعدتْ هي عني قائلة

" لدي فوبيا من السرعة وزوجك المبجل يستغل الفرصة "

جاء صوته قائلا ببرود " من طلب منك الركوب معنا "

قالت بضيق " والدتك طبعا وليثني لم أطاوعها "

قال بلهجة جافة وكأنه يوجه الحديث لي " هذا كي

لا تعيديها في المرة القادمة "

قالت بصدمة " هل ستتزوج مرة أخرى !! "

وقفت حينها السيارة وفتح بابه وقال " حسب سلوك ابنة

خالك طبعا "

ثم أغلق الباب ذاك الثلجي الأحمق هل يضن الأمر يعنيني

قالت سدين وكأنها تلطف الجو " مزاح إياس ثقيل دائما "

قلت بلامبالاة " ولما مزاح فليفعل ما يحلو له لأني لن أكون

كما يريد وأولها لن أسمن وأفسد جسدي "

ضحكت وقالت " نعم هكذا قوة النساء تعجبني دائما , هيا

لننزل فوالدتي تجديها على جمر الآن "

نزلنا من السيارة وكأن سدين العريس وليس شقيقها , هي

تركبني وتنزلني أخرجتني من هناك وتدخلني هنا وجيدا فعلت

والدته أن أرسلتها معه كي لا يفعل هوا كل هذا متذمرا , دخلنا

للداخل ليستقبلني الصوت الحنون الذي خاطبني في الهاتف سابقا

وقالت " أزيلي عنها هذه الخيمة لأرى زوجة ابني "

ضحكت سدين ورفعت الغطاء عني لأجد والدتهم أمامي امرأة رغم

سنها إلا أن جمالها ملفت للنظر ومن هنا اكتسبت سدين وذاك البيضة

المسلوقة البياض والجمال , نظرت لي بحب وعينان دامعة وقالت

" ما شاء الله عروس حقا وأتمنى أن يكون لسانك كاسمك "

حضنتها بحب وقلت " حمدا لله أن كان لي عمة أو

خالة على قيد الحياة "

قالت بحزن " عائلة والدتك رحمها الله في بلاد مجاورة لنا

هي ليست من هنا ولك خالات ستتعرفين عليهم بالتأكيد "

ابتعدت عنها فأمسكت يدي وقالت " هيا أريد أن أدخلك

بنفسي كما رغبت دائما "

سرت معها منصاعة فاليوم كل شيء مخطط له على ما يبدوا

سمعت عن فرحة الأم بزواج ابنها لكني لم أضنه هكذا ! والخبر

الأروع أن لي عائلة والدة أيضا أي خلاصي منك سيكون قريبا

يا إياس وسأغادر من هنا كما دخلت لأن كرهك لي سيجعلك تطلقني

سريعا, وصلنا للداخل حيث النساء أشكال وألوان رغم اتساع

المكان إلا أني أراه ضيقا بهم

*~~***~~*

ما أن مر وقت بعد العصر وبردت الشمس أخرجت تسط

حديدي كان في الحمام وملأته بالماء و الصابون لأكمل وظائف

الزوجية طبعا التي لا أرى منها إلا الشقاء , جلست على الأرض

وبدأت بغسل ثيابه وأنا أتحسر على حظي فحتى منزل العجوز

كان فيه غسالة قديمة تغسل الثياب على الأقل , هذا المنزل علمني

أن منزلنا ذاك كان قصرا رغم أنه حتى الخدم يعافوه لكن هذا

لا أعرف ما أقول عنه زريبة مقبرة متحف لا وصف يليق به

أبدا , رميت القميص من يدي بغيظ ليتطاير الصابون على جسدي

وشعري فبدأت بمسحه بتذمر واستياء وأشعر بأعصابي تحترق

ثم نظرت لغرفته المغلقة من وقت , ينام ويتركني كالبغل يحرث

علي ولا حق من حقوقي كزوجة يوفره لي وعليا أنا أن أكون

الزوجة المثالية , أمسكت القميص مجددا وبدأت بفركه

والغناء بصوت مرتفع لأنغص عليه نومه ولا ينعم بالراحة

*~~***~~*

اتكأت على طهر السرير وضحكت بصمت على غنائها المرتفع

تريد إزعاج نومي إذا تلك الحرباء ولا تعلم أني لست نائما , سنرى

يا سيدة قروش من سينغص على من , فتحت الباب ووقفت أمامه

أنظر لها مبتسما ومتكأ عليه ويدي في جيب بنطالي القصير فنظرت

لي ببرود وقد توقفت عن الغناء فقلت " من هذا الذي كذب عليك

وقال أن صوتك جميل ؟ لقد هربت العصافير بسببك "

تجاهلتني ولم تتحدث وعادت للغسل فتوجهت للطاولة وجلست على

الكرسي مقابلا لها ووضعت ساق على الأخرى أنظر لها وهي تحاول

رفع رقبة الفستان وتغطية كتفها كلما وقع ونسيت ساقيها وبعضا من

فخذيها المكشوفان ثم نظرت لي وغطتهم وقالت بضيق

" على ماذا تتفرج ؟ انتهى العرض عد لغرفتك فورا "

ضحكت ولم أعلق ثم أخرجت هاتفي واتصلت بالمحامي أمامها

عمدا فأجاب عليا فقلت من فوري " اطلعت على جميع الأوراق

أعماله يديرها مديره حتى أستلم أنا الأموال بما أنه لا وريث له

والمال لوالدتي وقاضي اطلع على أوراق القضية وقال أنها

رابحة بلا شك "

قال ضاحكا " أنت تكرر كلامي لك صباحا "

ضحكت وقلت " أعلم أريد أن أتأكد فقط "

قال من فوره " مسألة وقت ليس إلا "

قلت ونظري عليها وهي تنظر لي وقد توقفت عن الغسل

" لا مشكلة خذ وقتك فسأترك مدير أعماله يستلم كل شيء

وسأرى الأوراق فقط فلست أريد شيئا من مال حرمني

منه ووالدتي "

قال ضاحكا " من عقلك تقول هذا "

قلت مبتسما " لا طبعا وسنلتقي غدا صباحا وداعا الآن "

ثم أغلقت الهاتف وأعدته لجيبي فقالت من فورها

" هل جننت يا وجه الفقر "

هززت رأسي بنعم دون كلام فوضعت يداها وسط جسدها

وقالت بضيق " أريد أن أفهم كيف تريد مني أن أقوم بجميع

واجباتي وأنت لا تقوم بواجبك نحوي "

قلت ببرود " وما الذي قصرت فيه ها "

قالت بحدة " كل شيء "

اتكأت على ظهر الكرسي وكتفت يداي لصدري وقلت

" طعام وأحضر ما أقدر عليه فستان طلبته وجلبته

لك في لحظات "

ثم أشرت بعيناي لغرفته وقلت " وأي شيء آخر

تفضلي تجديه هناك "

شهقت بصدمة وقالت " ما تعني يا وقح "

قلت بابتسامة ماكرة " أعني ما تكلمتِ عنه أنتي "

عادت للغسيل وتأففت تتمتم بأشياء لا أفهمها فقلت مبتسما

" بسرعة لتكوي لي قميصي كي أذهب لحفل زواج صديقي إياس "

نظرت لي بصدمة وقالت " زوج ترجمان تعني "

هززت رأسي بنعم مبتسما فرمت الثياب من يدها وقالت باستياء

" واحدة يحتفلون بها وواحدة تعيش كالبغل هنا ما هذا العدل "

وقفت وقلت متوجها نحوها " يبدوا أنك تصرين على أن

أكمل واجبي كزوج "

فوقفت من فورها مبتعدة ويداها مليئة بالصابون وقالت بتحذير

" ابتعد عني يا آسر أفضل لك "

فضحكت بصوت مرتفع ثم غادرت جهة غرفتي قائلا

" فقط كي لا تقولي أني قصرت معك كزوج "

ثم دخلت الغرفة أضحك على شكلها فلم تري شيئا بعد يا سراب

رن هاتفي فنظرت للمتصل فكان العم صابر الذي رباني فاستغربت

اتصاله الآن وأنا كنت عنده فجرا قبل أن آتي هنا , أجبت عليه فكان

الصوت ليس له بل لفتاة تبكي فقلت بصدمة وقلق

" ما بك يا صبا ما يبكيك "

نهاية الفصل ....

Continue Reading

You'll Also Like

706K 52.3K 17
عَالم مظلم مغمور بالغموض حكاية خطت ورُسمت بالوان الغموض والخفية سَنشاهد التقاء روحين للتصدي للماضي الأليم والمواجهة مع التحديات الجادية هل ستجد ال...
9M 624K 55
نار حُبّكَ في قلبي تعذبني تسير ملتهبة في جميع أحشائي خذني إليك وكن عشقي والعشق ذنبًا لست اخفيه ما بالكَ يا وجعي الجميل وحبي الأعمى أراك معذبي يا قلب...
1.5M 119K 52
قصة حقيقة بقلمي الكاتبة زهراء امجد _شال ايدة من حلگي بعد مصاح مروان رجعت كملت جملتي اكرهك انت اناني متحب بس نفسك كأنما معيشنا بسجن مو محاضرة !!! مروا...
2.7M 187K 73
النبذه :- فَي ذَلك المَنزل الدافئ ، المَملوء بالمشاعرِ يحتضن أسفل سَقفهِ و بين جُدرانه تِلك الطفلةُ الَتي كَبُرَت قَبل أونها نُسخة والدها الصغيرة ...