حصون من جليد

By Durah2016

735K 13.4K 1.5K

غرفة ذات جدران قاتمة اللون رغم طلائها الفاتح ومكتبة برفوف ضخمة خشبية مدعمة بالحديد كي لا تتآكل مع مرور الزمن... More

1
2
3
4
5
7
8
10
11
12
13
14
15
16
17
18
19
20
21
22
23
24
25
26
27
28
29
30
31
32
33
34
35
36
37
38
39
40
41
42
43
44
45
46
47
48
49
50
51
50
52
53
54
55
56
57
58
59
60
61
62 the end

6

10.9K 230 30
By Durah2016


الفصل السادس

فجأة وجدنا أنفسنا في قبضة الشرطة ثم في سيارتهم ثم في المركز

النساء جميعنا في مكان ضيق وكل واحدة تدفع الأخرى لتبتعد عنها

التي تبكي وتضرب خديها خوفا من أهلها والتي تقول عمي سيقتلني

وكل واحدة تسرد حكايتها عدانا نحن الثلاثة فلا أهل لنا نخاف منهم

ولا أحد غير العجوز وشقيقها اللذان أخذانا لمنزل لنكتشف أنه للفسق

والفجور وتركانا وهربا بالتأكيد لكانت معنا هنا , قالت سراب

من بين أسنانها " القذران هذا كان مخططهما "

قالت دُرر ببرود " المهم لم يمسوا شرفنا بشيء "

قلت بسخرية " وما الفائدة ونحن في قسم الشرطة وللسجن فورا

يا ثلاثي اليتيمات المنحوسات ولنكمل باقي حياتنا البائسة

هناك فحتى أهل يكفلونا ويخرجونا ليس لدينا "

انفتح حينها الباب ودخل منه شرطيان وقال أحدهما بصوت

مرتفع " سراب ودُرر وترجمان الأصمعي يخرجن فورا

من بين أكياس النجاسة "

قلت صارخة فيه من بعيد " ولما تتوج جملتك بتلك الخاتمة لا

أعلم ما الذي يُدرّسوه لكم في كلية الشرطة غير قلة الأدب "

شدت سراب فستاني وقالت بغيظ " ترجمان هذا ليس وقته

لا تنسي أننا في مركز للشرطة "

تأففت وخرجت وهما يتبعانني وقال " من منكما طويلة

اللسان التي تكلمت "

قلت ببرود " أنا هل لديك مانع "

كان سيتحدث لكن الذي معه قال له " توقف يا أسعد لا نريد

عقابا من سيادة العقيد "

تأفف وقال مشيرا بيده " أمامي بسرعة "

قالت دُرر " أين ستأخذوننا "

قال بسخرية " للبار يا حبيبة أمك لتكملي ليلتك "

قالت " أحضروا لي عباءتي وحجابي أولا "

أمسك ذراعها وسحبها قائلا " تحركي بسرعة وهل وجدنا

معك عباءة لنعطيها لك "

استلت يدها منه مع ضربة على رأسه سبقتها وكانت من حدائي

الذي خلعته حينها وقلت بغضب " وتمسك ذراعها يا قليل الأدب "

ابتعد بعدما اقترب اثنان آخران منا وهوا يقول " كسر الله

يدك الدماء تنزف مني "

أبعدوه وقلت للبقية بحدة " فليجرب أحد غيره أن يقول لنا كلمة

أو يلمس إحدانا ليجرب مثله كعب حدائي "

انفتح حينها أحد الأبواب وخرج منه رجل بلباس مختلف عنهم

وشارات كثيرة وعمر أكبر وقال " ما بكم ما كل هذا الضجيج ؟؟ "

ضربوا له تحية فورا وقال أحدهم باحترام " لا شيء سيدي

إحداهن ضربت الشرطي بكعب حدائها "

ضحك حينا ونحن ننظر له بصدمة وقال " لا تقل أنها

التي أسمها ترجمان "

عدنا لتبادل النظرات المستغربة فمن أين يعرفني فيبدوا أنه

صاحب رتبة عالية في الشرطة , قال بعدها " أجلبوهم "

تحركنا وقلت بحزم ناظرة لهم " لا أحد يلمسنا نذهب وحدنا "

دخلنا الغرفة وكان فيها الرجل نفسه واثنان يبدوان ضابطان

وقال " محمود استلم الباقيات أريد كل شيء عنهم لنكتب

استدعاء لأولياء أمورهم "

قلت حينها " وما ستفعلون بنا نحن "

نظر لي وقال " وما أسمك أنتي "

لم أجب وقالت دُرر " أريد عباءتي أرجوكم "

نظر لها وقال " أنتي ترجمان "

هزت رأسها بلا وأشارت لي برأسها فنظر لي وقال

" ومن ضربت الشرطي "

قلت ببرود " أنا فزدها على لائحة عقوباتي فلا يهم عندي

ودرّسوا رجالكم الأدب كمادة أساسية "

ضحك وقال " كوالدك وعمك تماما "

نظرت له بصدمة وقلت " أي والد وعم ؟ ما تخرف أنت "

قال الضابط بجانبه بحدة " لا تتجاوزي حدودك يا فتاة فهذا

عقيد في الشرطة الذي تقللي احترامك له "

تجاهلته ونظرت للجانب الآخر وتمتمت ببرود " تشرفنا يا "

ضحك حينها رئسه من جديد وقال " أين أواس والبقية "

قال الآخر " في طريقهم لنا فقد تولوا أمر الرجال ونقلهم لسجن

جنوب العاصمة حتى التحقيق معهم "

جلس حينها خلف الطاولة وقال " دُرر علي رضوان , سراب

حلمي نصران وترجمان أحمد صياد , هذه هي أسمائكم هل

لديكم علم بهذا أم لا "

نظرنا لبعضنا وكأننا نرى بعض للمرة الأولى وقلت لسراب

" هل هذه أنتي "

هزت رأسها بلا فنظرت لدُرر وقلت " وأنتي "

قالت بهمس " لا "

فنظرت له وقلت " لسن نحن أي أطلقوا سراحنا لأننا بريئات

مما فعلن من ذكرت أسمائهن "

ضحك وقال " بل لو كنتن من ذكرت تكن بريئات فاحكوا

لي سبب وجودكن هناك "

بدأت أنا وسراب بالكلام معا ودُرر صامته كعادتها

فقال بضيق " واحدة تتحدث لأفهم "

سكتنا فنظر لدُرر وقال " تكلمي أنتي "

فسردت له ما حدث اليوم ثم قالت بعبرة ودمعة وحيدة لا نراها

إلا نادرا " أريد أن أستر جسدي بأي شيء أرجوكم أشعر

أنني عارية أمامكم "

انفتح حينها باب الغرفة التي نحن فيها ودخل منها ... أووووه الشاب

الذي وجدناه في السوق مع ذاك المغرور وقالت سراب أنه معجب بدُرر

فنظر لها من فوره وشهقت هي بصمت وأنزلت رأسها للأرض فاقترب

منها دون كلام ونظره مركز عليها حتى وصل لها , يبدوا سيضربها

على وجودها هناك وسأجد من سأضربه بكعب حدائي غير ذاك الشرطي

لكنه فاجأنا وهوا يفتح أزرار سترة بذلته ثم خلعها وبقي بالقميص الأبيض

وربطة العنق ووضع السترة على كتفيها فتمسكت هي بها بقوة وغطت

بها كامل جسدها من الأعلى بما أن فستانها من الأسفل طويل فنظرت

لسراب من فوري وأشرت لها بحسرة فتنهدت وقالت بهمس

" يا خيبتي سأبقى هكذا بفستاني حتى يشبعوا الشرطة من النظر

لي , أين فارس أحلامي يا رب ليأتي لي وينقذني "

دخل حينها شخص آخر جعلها تشهق بقوة فالتفت له فكان ضابطا

آخر ونظر لها من فوره وقال بسخرية " يا محاسن الصدف "

أمسكت ضحكتي بصعوبة فها قد جاءها فارس أحلامها وبقي

دوري فلا أريد فارسا ولا فرس من هذا النوع

توجه حينها ذاك الوسيم صاحب الشخصية المبهرة جهة طاولة

رئيسهم وتسند عليها بيديه ومال له لتتدلى ربطة عنقه تلامس

الدفتر تحته وقال بجدية وصوت منخفض " لا داعي لإبقائهم

وسأخرجها معي "

نظرت لدُرر فورا وهي تنظر له بصدمة , آه وداعا يا دُرر

وجدتِ من ينقذك وحدك ويهتم لأمرك , دخل حينها واحد آخر

قائلا " بحق الله من هذه التي دمغت الشرطي بينهن "

ووقف مكانه حين التفتُ له فقال بصدمة مشيرا لي بإصبعه

" هذه أنتي يا لصة أقسم لن تكون إلا فعلتك "

نظرت للسقف وقلت بهمس " يا رب رحمتك ها قد جاء

الفارس الحقيقي لأحلامي "

وقف رئيسهم وقال " يبدوا أن ضباطي يعرفونكم مسبقا "

نظرت جهة ذاك المغرور بنصف عين فضيق عينيه متوعدا

لي فتجاهلته وحمل رئيسهم ظرفا ورقيا ورماه أمامنا

على طاولته وقال " أنظرن ما في هذا "

أخذته سراب من فورها وأخرجت منه مجموعة صور وشهقت

ما أن رأتها ثم مدتها لدُرر بيد ترتجف فأخذتها منها ونظرت

لهم بصدمة لتمتلئ عيناها الخضراء الواسعة بالدموع وهي تنظر

له وقالت بغصة " كذب كانوا يريدون .... "

وبلعت كلماتها بعبرة دون بكاء فأخذتهم منها وشهقت بقوة ما أن

رأيتهم وقلت وأنا أقلبهم " تلك العجوز السحارة وراء هذا

أمسكوها لي فقط "

ثم مزقتها لقطع وقلت " انتهى لا دليل لديكم "

قال رئيسهم " بل وصلت نسخ عنها للعديد من الصحف قبل أن

نصل هناك لنمسك العجوز التي كان مخططها ترككم والهروب

لولا البلاغ الذي وصل وأمسكنا مالكة المنزل وحكت لنا القصة

والأعداد ستنزل فجرا بأسمائكم الحقيقية التي ذكرتُ لكم "

قالت دُرر" أي أسماء وأي حقيقة "

قال بجدية " الحكاية وما فيها أنه تم اختطافكن وأنتن طفلات من

منازلكم من عشرين عام , بحثوا عنكم أهلكم ودون جدوى حتى

دونت القضايا ضد مجهول وفقدوا الأمل من وجودكن أحياء وكان

كله مدبر من العجوز التي كنتن معها لأن زوجها وابنيها توفوا في

عملية بعد قضية كبيرة جدا لذلك اختطفوكن , حفيدة قاضي المحكمة

العليا حينها وهي دُرر وابنة المدعي العام وقتها وهي سراب وابنة

أحد الضباط الذين تولى القضية في البداية وهي ترجمان والغرض

ما نحن وأنتن فيه اليوم وهوا توريطكم في شبهة وقضية شرف

ونشرها في الصحف بأسمائكن الحقيقية انتقاما من عائلاتكم "

قلت بصدمة " تعني أني ابنة ضابط في الشرطة "

قال بهدوء " نعم والدك رحمه الله كان ضابطا شهدت

له السنين بنجاحات كبيرة وكان وعمك في تلك العملية "

قلت بقهر " ميت !! ما هذا الحظ الذي لدي "

قالت سراب " وأنا "

قال " وأنتي أيضا والدك توفي لكن لك عم "

قالت دُرر " وجدي "

قال " ترك القضاء بعد أعوام وترك البلاد وهاجر للخارج "

نظرت لهما وقلت " منحوسات حتى بعدما ظهر أهلنا "

وقف على طوله وقال " ترجمان تكونين ابنة شقيقي "

نظرت له من فوري وقلت بصدمة " أنت عمي !! "

هز رأسه بنعم وقال " والواقف خلفك ابن عمتك "

نظرت للخلف بريبة لتقع عيناي على ذاك المغرور وابتسم لي

بسخرية فعدت بنظري للأمام , يع بقيت وحدك قريب لي من بين

كل أهلي ومن بين كل هؤلاء الضباط , ما هذا اليوم المشئوم

أشعر أنني في دوامة , قال بعدها " سراب عمك توفي منذ

ساعتين بأزمة قلبية "

شهقت بقوة وقالت " وهذا آخر عائلتي ضاع مني "

أشار جانبا وقال " لا هنا ابن خالتك أيضا "

نظرت حيث أشار وشهقت بقوة وقالت " هذا ابن خالتي أنا "

قال ذاك الضابط " نعم ألا أعجبك وهذا من محاسن الحظ لدي "

نظرت لدُرر وقلت " بقيتِ أنتي بدون قريب غثيت وأنقدك الله "

ضحك من قال انه عمي وقال " بل أواس ابن زوجة جدها رحمها

الله وعاش طفولته معها "

نظرت له باستغراب ثم لدُرر التي كانت تنظر له بصدمة وهوا

ينظر لها بهدوء وخرجت من صمتها أخيرا قائلة

" أنت تعرفني منذ كنت طفلة "

لم يتحدث ولم يزح عينيه من عليها فقلت " حسنا وها أنتم

تعلمون ببراءتنا فلما نبقى هنا "

قال من فوره " والفضيحة يا ابنة أخي والصور "

هززت رأسي بحيرة فخرج من خلف طاولته وفتح ذراعاه لي

وقال " دعيني أولا أفرح بأني وجدتك بعد بحثي كل هذه السنين "

نظرت لهم بصمت ثم له وهوا على حاله ينتظرني ثم توجهت نحوه

ونمت في حضنه فطوقني بذراعيه وقال مبتسما " سامحيني يا ابنتي

يا ترجمان لقد عملت جهدي لأجدك ولم أنجح "

قلت بحزن " المهم أنك وجدتني ولن أخرج للشارع "

لا أصدق أنه عقيد في الشرطة ويحضنني أمامهم هكذا شعور

غريب أشعر به , قريب لي أنا يهتم لأمري وسعيد بوجودي في

الحياة , ابتعدت عن حضنه وقلت " وأين والدتي "

تنهد وقال " أخبرتكم بمن بقي لكم سراب فقط والدتها لا

معلومات أكيدة لدينا عنها "

ثم نظر لهم وقال " أواس وإياس وآسر اسبقوني للمكتب المجاور "

خرجوا من فورهم وبقينا ثلاثتنا معه والضابط الذي كان هنا منذ

البداية وقالت دُرر " ماذا سيحل بنا الآن "

قال بهدوء " علينا إيجاد حل لمداراة الفضيحة فتلك العجوز هربت

هي وشقيقها وقد دبرا كل شيء فحتى الصحف لا يمكننا سحب

الصور منها جميعها قبل الفجر لأنه بقي عليه ساعات قليلة فقط "

ثم قال مغادرا " هناك حل واحد علينا دراسته أولا "

ثم خرج وأغلق الباب وتبعه ذاك الضبط وبقينا وحدنا ثلاثتنا

نظرت لهما وقلت بحيرة " هل تصدقا كل هذا ؟؟ "

جلست دُرر وقالت بحزن ناظرة للأرض " ومن يستطيع

تصديق هذا ؟ وما قد خفت منه حدث فذاك الشاب يعرفني "

قالت سراب بحزن " على الأقل أنظري كيف يخاف عليك أعطاك

سترته ويريد إخراجك ليس مثلي حتى عمي لم يجد متى يموت

إلا اليوم ولم يبقى لي سوا ذاك المصبية وقال أنه ابن خالتي

يا لها من خالة "

ضحكتُ رغم ما نحن فيه وقالت سراب بتذمر " نعم اضحكي

وجدتِ عمك ومؤكد لك عمة بما أن ذاك ابنها "

قلت وقد خيم عليا الحزن " هل هذا يعني أننا سنفترق "

قالت دُرر " فلنجد حلا لهذه المصيبة التي نحن فيها أولا فمن

سيقبلني في وضيفة الآن وحتى جدي لا أعرف أين يكون "

شهقت وقلت " نعم وجامعتني لن يقبلوني أبدا بل

سيتحدث الجميع عني هناك "

قالت سراب باستياء " يا حسرتي يعني لن أتزوج ما حييت "

قلت بضيق " يالا تفكيرك الساذج "

قالت بضيق أكبر " معي حق من سيتزوجني وينقذني من الشارع

والفقر فحتى ذاك العجوز لن يقبل بي بعد الآن , كله بسبب ذاك

المعتوه لكنا هربنا منذ ساعات وأنا الآن زوجته "

قالت دُرر بهدوء ناظرة للأرض " وعسى أن تكرهوا شيئا

وهوا خير لكم "

قالت سراب بحزن " لا شر أكبر مما نحن فيه وعلينا أن

نرضى بحلّهم مهما كان لينقذونا من الفضيحة "

قلت بحيرة " ترى ما سيكون ذاك الحل

قال إياس باعتراض " مستحيل أنا أتزوج تلك !! ولا

على قطع عنقي "

قلت بضيق " هذا وأنت ابن عمتها وأنا عمها وخالك

وأطلبها منك فماذا سيقول الباقيان "

قال آسر " لتتحمل نتائج فعلتها لن أتزوج بتلك الجشعة

عاشقة المال "

هززت رأسي ونظرت جهة أواس الذي قال بهدوء

" موافق "

نظرا له بصدمة وقال إياس " توافق على أن تتزوج حفيدة

زوج والدتك وأنت لا تعرف شيء عنها وفي الصباح

ستخرج فضيحتها "

قال باختصار " نعم "

قال آسر هامسا " سحرته أم الخدان المتوردان من البياض "

نظر له أواس نظرة حارقة وقلت أنا بجدية " ليثكما تفكران مثله

لأن خبر زواجكم وحده ما سيلغي تلك الفضيحة ولن تجرؤ أي

صحيفة على نشر الخبر والليلة كان زفاف كل واحد منكم على

واحدة منهن وكانت في حفل زفاف ثم نائمة مع زوجها "

أغمض إياس عيناه بقوة وهز رأسه بلا فقلت " أعرفكم رجالي

في كل شيء ولا تعصون أوامري "

قال آسر ناظرا للأرض " وهذا ما يكسر ظهري وخوفي من أن

ترجع خالتي في أي وقت وتفجع بخبر ابنتها أو يصلها الآن

فسأوافق لكن بشرط "

قلت من فوري " وما هوا "

رفع نظره لي وقال " لا تخبرها بأن عمها يكون الرجل

الثري ذاك حتى تعلم مني أنا "

قلت بحيرة " ولما "

قال " لسبب في نفسي "

قلت " لعلمك هوا كتب ثروته باسمها حال وجدناها "

قال باستياء " أعلم وقضيتي ستكون رابحة أيضا وما تحكم لها

به المحكمة ستأخذه لكن لا أريدها أن تعلم أو لن أوافق

ولو تركت الشرطة "

تنهدت وقلت " حسننا هذا الثاني اقتنع بقي أنت "

تأفف إياس وقال " تراها بعينك كيف تكون من يرضى

بزوجة هكذا "

تنفست بقوة وقلت " آخر ما كنت أتوقع أن يكون هذا قرارك

وأنا من كنت أجزم أنك ستكون أول الموافقين ولو من أجلي

إن كان لا يهمك سمعتي وسمعتك بعدي "

مرر أصابعه في شعره وقال بقهر" وما يكسر ظهري غير

السمعة والفضيحة "

ثم أخرجها من شعره وقال بضيق " رضينا وأمرنا لله

فأرني كيف ستقنعهن "

تحركت من خلف المكتب قائلا " وهل هذا بمزاجهن بل

سيكون رغما عن أنوفهن "

ثم غادرت قائلا " نصف ساعة فقط أجلب ورقة من القاضي

فعليا إيقاظه في هذا الليل "

ثم خرجت وتركتهم وتوجهت لمنزل قاضي عام محكمة

العاصمة قبل أن يدركنا الوقت

*~~***~~*

خرج العقيد رفعت وتركنا في صمت موحش ننظر لبعضنا

بصمت وكل واحد يفكر بما حل به أما أنا فقد وافقت بمحض

إرادتي لأنها فرصة وجاءت لي وكنت سأسعى لها من دون

طلبه , كان يكفي جدها فضيحة أن يعلم أنها من هذا النوع الذي

خطط له العجوزان لكن لن تكون مني ولن تشفي غليلي فعليه

أن يعلم أن عنقه بين يداي , خرج إياس من صمته وقال

" آخر ما كنت أتوقع أن أتزوج الليلة وممن من

لصة طويلة لسان "

قال آسر بسخرية " أسكت ما سأقول أنا عن تلك الجشعة التي

كانت على استعداد لأن تتزوج من عجوز هرِم من أجل المال

لا وفي النهاية ظهر أنه عمها ! جيد أن الزواج لم يتم "

نظر له إياس وقال " وما ستفعل معها "

قال بمكر " سترى بعينها إن لم أجعلها تكره المال

وتكره نفسها "

قلت " ألن تخبرها بثروتها من عمها "

هز رأسه بلا وقال " سأحرق قلبها وهي ترى مالي ولا تلمسه "

هز إياس رأسه وقال " يالها من ليلة ولا أعلم لما ستنتهي "

رن حينها هاتفه وأجاب عليه في صمت ثم قال ببعض الضيق

" ومن أين سنجده الآن مقربة الفجر "

ثم تنهد وقال " نعم سنتصل به والفستان تبدوا فكرة مستحيلة "

قال بعدها " حسنا حاضر هدئ من أعصابك "

ثم أنهى المكالمة وقال " نريد فستان زواج ومصورة القسم "

قال آسر بسخرية " وهذا ما كان ينقص نلبسهم فستان زواج "

قال إياس ساخرا " لا ونفس الفستان حتى الغبي لن يصدقها "

ثم قال مستاء " آخر ما كان في خيالي زواج بلا حفل

ولا شيء وكأني ارتكبت معها جرما "

قال آسر " أما أنا فلم أتخيل أن أتزوج لأنه لا قدُره عندي

على الخرافات التي تتمسك بها الفتيات وجاءني زواج

بالمجان لولا أن العروس تسد النفس "

قلت بتذمر " يكفي صدعتماني لا أرى شيئا ينقصهما لتنفرا

منهما ثم يمكنكم الزواج لاحقا بمن وكيف تريدان

وتطلقاهما إن أردتما "

قال إياس ببرود " لا أعلم لما تأخذ الموضوع هكذا بكل

بساطة وراض به يا أواس , هذا وأنت متزوج "

ضحك آسر وقال " يبدوا أنه كما يقولون من يتزوج تنفتح عيناه

على النساء ولا تكفيه واحدة فأخبرنا ما السر بما أنك جربت "

هه لو تعلم حالي فقد سدت تلك القذرة نفسي عن كل النساء

قلت ببرود " ستجرب وترى بنفسك "

قال إياس " المهم الآن كيف نتصرف في مشكلة الفستان "

نظر لي آسر وقال " أنت سبق وتزوجت هل اشتريتم

الفستان أم استأجرتموه "

قلت من فوري " بل اشتريته لها "

قال " إذا المشكلة محلولة إن كان لا يزال موجودا "

قلت ببرود " لا أعلم "

نظرا لي بصدمة واستغراب فتأففت وقلت " لا تسألا فلن أجيب "

ثم وقفت وغادرت من عندهما , كيف سأعلم وأنا لم أفتح خزانتها

من أشهر طويلة ولا أعلم حتى أحرقته أم باعته أو ما فعلت به

غادرت المركز وتوجهت للمنزل دخلت وصعدت للجناح ولغرفة

النوم فورا فتحت الباب فكانت مظلمة سوا من الضوء عند السرير

فجلست من فورها ما أن دخلت وكالعادة نائمة بقميص نوم ولا

أعلم ما يخبرها عقلها تفعل كل هذه التفاهات فحتى إن نامت عارية

لن ترف نفسي لها ولن أقربها ما حييت , توجهت للخزانة من

فوري وفتحت جهتها دون كلام فوصلني صوتها من خلفي قائلة

" وما ستبحث عنه أيضا فيها هل ستتهمني بالسرقة "

قلت ببرود وأنا منشغل بالبحت " لو تشتري سلامتك مني

وتصمتي أفضل لك "

وجدت ضالتي أخيرا تعلقه في الخزانة الأخيرة الفارغة , هه

تحتفظ بماذا هذه النجسة أو لا تكن ستتزوج غيري بعد طلاقنا

وتلبسه له واهمة ويخدعها عقلها , أخرجته وأخرجت معه الكيس

الكبير في نفس الخزانة وبدأت بدسه فيه أجمعه وأرصه ليدخل

جميعه فقالت ساخرة " لا تكن ستتزوج وتلبسها ذات الفستان "

قلت وأنا أحاول جمع ذيله داخل الكيس " نعم هل لديك مانع "

قالت من فورها " أنت آخر من سيتزوج لأنك حطام وزدت الآن "

وقفت وحملته وقلت " وهنيئا لك بذلك يا نجسة ولعلمك

ستكون هنا أول الصباح "

ثم خرجت به وأغلقت الجناح بالمفتاح وغادرت عائدا هناك

كذب من قال أن الضرب يسكت طول اللسان لكان قطع

لها لسانها لأنه لا يزيده إلا طولا

*~~***~~*

مر الوقت ونحن جالسات في هذه الغرفة لا أحد جاء أو طل علينا

وحتى ذاك العقيد لم يرجع , تمسكت بسترته أكثر رغم أنه لا يوجد

هنا غيرنا ثلاثتنا ولا رجل معنا لكن لا أعلم لما أشعر بالأمان وهي

تغطي جسدي وأشدها عليه بقوة وقد شعرت للحظات وكأني في

حضنه , غريب كيف تعرّف علي وهوا لم يراني منذ كنت طفلة !!

انتفض جسدي حين عاد هاتفه في جيب السترة للرنين فقالت

سراب بتذمر " دُرر أجيبي أو أجيب أنا فهذا الهاتف يزيدنا

توتر مع توترنا "

قلت باستهجان " وكيف أجيب على هاتف ليس لي "

قالت ترجمان " وصاحبه ليس هنا ولا نعلم متى سيأتي ولن

يتصل به أحد هذا الوقت إلا لأمر ضروري فعلى الأقل

نخبرهم ليخبروه "

أقنعاني بكلامهما فقد يكون بالفعل شخصا ما يحتاجه وسنخبر

أحدا هنا ليخبره , أخرجت الهاتف من جيبها ونظرت

لشاشته وكان الاسم ( شبيه الأب )

نظرت للاسم باستغراب , كيف يكون أبا شبيه بأب ولما يسجله لديه

هكذا ! ظننت أن والده ميت بما أن جدي كان متزوجا بوالدته !!!

فتحت الخط ووضعته على أذني لأقول أن صاحب الهاتف ليس هنا

وسنخبره إن كان الأمر ضروريا لكن الذي في الطرف الآخر لم

يعطني المجال لأنه صرخ من فوره بغضب " ساعة لتجيب ؟ ترى

اتصالاتي وتتجاهلها كعادتك ولم يخبرك عقلك أنه آخر الليل وقد

أكون حتى ميت وأحدهم يتصل بك , ألا تستطيع ترك حضن

زوجتك قليلا لتجيب علي يا عاق يا شبيه الابن "

ثم أغلق الخط في وجهي وأنا جامدة مكاني من الصدمة , ما هذا

الهجوم وسيل الشتائم , أبعدت الهاتف عن أذني ونظرت له وجملة

واحدة تدور في رأسي ( ألا تستطيع ترك حضن زوجتك قليلا

لتجيب علي ) كان من المتوقع أن يكون متزوجا ومن المفترض

أن لا يعنيني الأمر لكن لا أعلم لما شعرت بأن الخبر فاجأني ولم

أتوقعه , قالت ترجمان " من هذا الذي اتصل ولم تقولي له شيئا "

أعدت الهاتف لجيب السترة وقلت " لم يجب أحد "

تنهدت سراب وقالت " أريد أن أعلم لما الذي من المفترض انه

ابن خالتي والآخر ابن عمة ترجمات لم يلبسانا ستراتهم وأنتي التي

تكونين حفيدة زوج والدته ما أن دخل ستر لك جسدك , ما هذا

الحظ الذي لديك يا دُرر "

قلت ببرود " لما لا تزيحي هذه الأفكار من رأسك فقد يكون متزوج "

تنهدت ترجمان وقالت " فليعجب بي أنا ويتزوجني حتى متزوج "

نظرت لها بصدمة فضحكت وقالت " سمرته الخفيفة مع ملامحه

الحادة الوسيمة تسلب اللب أليس كذلك "

هززت رأسي بيأس منهما وقالت سراب " غبية بل ذاك الذي

سرقتِ محفظته أكثر وسامة "

نظرت لها ترجان وقالت " يع ذاك البيضة المسلوقة شبيه الفتيات "

ثم ضحكت كثيرا وقالت " سراب هل لاحظتِ شيئا على ابن خالتك "

قالت ببرود " لا تقولي ابن خالتي والشبه نعم لاحظته نفس أنفي

الذي أكرهتني فيه طفولتي من كثرة ما كنتِ تضحكين عليه "

قالت ضاحكة " بل والعينين والنقرة عند الذقن "

تجاهلتها سراب ونظرتْ جهة الجدار فلم أستطع إمساك ابتسامتي

وقلت " المهم أنه ظهر لنا عائلات وأسماء ولسنا مجهولين

ومنسوبين لشلة السحرة تلك "

قالت ترجمان باهتمام " دُرر هل ستبحثين عن جدك "

قلت بشرود " لا أعلم لا أين أجده ولا كيف سأصل إليه "

قالت من فورها " عمي سيساعدك بالتأكيد "

قالت سراب بحسرة " عمي .... يالك من محظوظة أنا التي

ليس لي ولا حتى جد لا والد ولا شيء وحتى عمي توفي "

دارت ترجمان ناحيتها وقالت " قد يكون ترك لك إرثا "

قالت بضيق " غبية وهل سيتركه بلا أبناء يأخذوه "

قلت بهدوء " إذا ستذهبين لعائلة عمك "

تأففت وقالت " الوحيدة مجهولة المصير هي أنا "

انفتح حينها الباب أخيرا ودخل منه رئيسهم عم ترجمان ومد

لسراب وترجمان عباءتان وقال " البساهما واسترا نفسيكما بهما "

أخذتاهما منه ووضعتاهما على جسديهما دون لبس وجلس

هوا على كرسي المكتب ونظر لنا وقال بجدية " هناك حل

واحد لكل هذه المصيبة وسيخلصكن من الشبهة ولن تجرأ

أي جريدة على نشر خبر الفضيحة "

قالت سراب من فورها " هل ستعلنون خبر وفاتنا

منذ يوم أمس "

ضحك وقال " لا طبعا بل خبر آخر "

نظرنا لبعضنا باستغراب ثم له وقالت ترجمان " خبر ماذا ؟؟ "

نظر للورقة في يديه وفتحها وقال " خبر زواجكن وسيكون حقيقيا "

حينها لم تُسمع سوا شهقة ثلاثتنا معا ووقفنا على طولنا ووقف هوا

وقال " من دون كثرة كلام ولا نقاش ولا أريد سماع رأي

أي منكن وسأذهب للمكتب الآخر لنتم الأمر "

ثم خرج دون أن يضيف شيئا ولا يسمع منا حرفا ولا حتى

يخبرنا من يكونون الذين سنتزوجهم , وقفت ترجمان وقالت

وهي تتجه نحو الباب " ما هذه المهزلة من قال أني

موافقة على ذاك المجهول "

لحقت بها وأمسكتها قبل أن تخرج وقلت " توقفي يا غبية هل

تريدي أن تبقي في الفضيحة طوال حياتك "

التفتت لي وقالت بضيق " مجنونة أنتي ! هل تعي معنى

ما قال وسيفعل "

قلت بحدة " نعم أعي وهل تعي أنتي معنى فضيحة كهذه ستصبحين

صيدا للرجال في كل مكان لظنهم أنك فتاة تبيع جسدها حقا وزيدي

عليه أن يضيع مستقبلك لا دراسة لا وضيفة ولا أهل سيقبلون بك

وفكري في عمك ومركزه الحساس مع فضيحة كهذه "

قالت بتذمر بعدما ضربت الأرض بقدمها " وكيف هكذا يكون

زواج بالإكراه ودون حتى أن أعلم من هذا الذي ورطوني فيه "

جلست سراب على الكرسي منهارة وقالت بقهر وحزن

" وكأن ثمة من سمع أني لا أريد أن أبقى دون زواج "

نظرت لها وقلت بجدية " لا تنسيا أن ترجمان ابنة

شقيقه أي لن يزوجنا لأي كان "

قالت ترجمان بسخرية " نعم ومن هذا الذي سيرضى بي في

هذا الوقت القياسي غير الحارس في الخارج أو سجين يطلقوا

سراحه إن تزوجني "

قالت سراب بشرود " كل ما أخشاه أن يزوجوني بذاك ابن خالتي "

قالت ترجمان بنفي " مستحيل تري كيف يكرهك فلن يرضى "

شددت يداي على سترته التي تحضن جسدي وأكتافي وقلت

" وأنا مثلك أخشى من صاحب هذه السترة رغم أنه متزوج "

نظرتا لي باستغراب وقالت سراب " ومن أين علمت أنه متزوج "

قالت ترجمان بعدها " أما أنا فيستحيل أن يكون ذاك المغرور

لأني والحمد لله أعلم مدى كرهه لي "

قالت سراب بحزن " أراكما وافقتما على الأمر سريعا "

جلست أيضا وقلت بحزن " وما في يدنا نفعله فأهم شيء أن

لا تنتشر تلك الفضيحة ومن لا تعجبها حياتها تُطلق منه

وانتهى كل شيء "

قالت ترجمان بحسرة " ما هذا الزواج السيئ في مركز

شرطة !! تمنيت أن نتزوج معا لكن ليس هكذا "

وضعت سراب يدها على خدها وقالت بحزن " لما حين

دعوتي الله أن نتزوج معا لم تقولي وفي صالة أفراح فخمة

ورجال أثرياء وسيمين وشهر عسل وحياة سعيدة "

وضعت ترجمان يداها وسط جسدها وقالت باستياء

" وما أدراني أنا لكنت قلت في أي مكان إلا قسم الشرطة "

انفتح حينها الباب مجددا ودخل عم ترجان تتبعه امرأة ترتدي

حجابا ووجهها عليه آثار النوم الواضح وعيناها منتفختان تحمل

في يدها حقيبة وضعتها على الطاولة وقالت " لنبدأ العمل سريعا "

أخرج حينها هاتفه واتصل بأحدهم وقال " أخبر أواس يأتي "

نظرنا لبعضنا فأسمائهم متشابهة ولا أعرف أي منهم يعني حتى

دخل الشاب صاحب السترة يحمل في يده كيسا كبيرا وضعه

عند الباب ودفعه بقدمه جانبا وقال " لا أريد لزوجتي أن تلبسه أبدا "

شعرت بقلبي وقع على الأرض فمن يعني بزوجته هنا فيبدوا أنه

أول عريس بين الثلاثة المجهولين , نظر له عم ترجمان وقال

" إذا بفستانها من أجل تجنب تكرار الفستان "

ثم نظر لي وقال " دُرر أعيدي السترة لزوجك لتلتقط لكما

المصورة الصورة "

شهقت في وجهه وقلت بهمس " زوجي أنا "

قال وهوا يجلس " نعم وأنا سأخرج ورقة من هنا وأخرج "

فتح الدرج وبدأ يبحث عنها وأنا سافرت بنظري للأرض وقد زدت

تشبثا بسترته ولم أجرؤا ولا على رفع رأسي والنظر له ولم أعد أعي

شيئا مما يجري حولي , كيف يحدث هذا يخرج في حياتي بغموض

وغرابة يلاحقني ثم يتزوجني !! حسنا وزوجته كيف ستكون ردة فعلها

ألم يفكروا فيها , انتفض كل جسدي حين شعرت بيدين تمسكان السترة

وتبعدانها عني فأرخيت يداي حتى ابتعدت عن جسدي وشعرت به خلفي

يلبسها لكني لم أكن أراه , رفعت نظري لسراب فغمزت لي بعينها مبتسمة

وتبدوا سعيدة بهذا فابتسمت لها بحزن , لا أعلم لما أشعر أن ورائه حكاية

وأنه يريد شيئا ما من الزواج بي لَما كان رضي بي وهوا متزوج

سمعت حينها همسه الجاد من خلفي قائلا " هيا يا دُره فلا وقت أمامنا "

شددت قبضتي لصدري وتنفست بقوة مغمضة عيناي , يا رب ساعدني

وكن معي ما هذه الدُره الجديدة , تحركت والتفتُّ ناحيته ووجهي لا

يزال في الأرض وقالت المصورة " قفا هناك عند الجدار المقابل "

تحرك حينها وأنا لم أكن أرى سوا قدميه وجزء من ساقيه وتحركت

أتبعه حتى وقفت بجانبه على مسافة صغيرة وأشعر بقلبي سيتوقف

ليثهم تركونا للفضيحة أشعر أنه سيغمى علي , وصلني

حينها صوت المصورة قائلة " اقترب منها قليلا "

يا رب ما هذا اليوم المنهك للأعصاب والمصائب المتتالية

تحرك خطوة بجانبي حتى أصبح ملتصقا بي وقال بصوته

الجهوري الجاد " خلصينا من اقترب وابتعد "

رفعت رأسي ونظرت لها وكانت تحرك آلة تصوير كبيرة في يدها

وهي تضعها على عينها وقالت " حسنا ابتسما أو افعلا أي شيء

يدل أنكما متزوجان , هذه ليست صورة شخصية "

تأففت حينها بصوت مسموع فيبدوا لن ننتهي من هذا وقليلا وستقول

قبّل خدها , انتفض قلبي حين شعرت بيده على كتفي العاري وشعرت

أني لحظات وسأبكي , كانت يده باردة رغم أننا لسنا في فصل الشتاء

والموقف يرفع الحرارة لا إراديا لكن كفه وأصابعه كانوا كالجليد

تنفست بقوة محاولة تهدئة نفسي فهمس بجدية " يكفي ارتجاف

فكلها صورة فقط لن آكلك "

بلعت ريقي ولم أعرف ما أقول وسمعت صوت آلة التصوير

فتنهدت براحة , وأخيرا التقطتها ورحمتني

خلع سترته مجددا ووضعها على كتفاي كما كانت وقال وهوا

يخرج هاتفه من جيبها " بسرعة سوف آخذك للمنزل لأعود لعملي "

نظرت له فورا بل بصدمة لتلقي عينانا عن قرب وقلت بهمس

" الآن "

أبعد نظره عني وقال وهوا يضع هاتفه في جيب بنطاله

" متى إذاً في الغد ؟؟ "

نظرت لسراب وترجمان فورا فكانتا تلوحان لي مبتسمتان وسراب

ترمي لي بقبل بيدها مبتسمة , كيف سأتركهما وهل سأراهما مجددا

وأين ستذهب كل واحدة منهما وما سيحل بي و بهما ؟ كل تلك الأفكار

كانت تدور في رأسي وأنا أنظر لهما بعينان تمتلئان دموعا فلم

نفترق حياتنا أبدا وأخشى أن لا نلتقي مجددا

شعرت بذراعه على كتفاي ثم سار بي أحببت ذلك أم كرهت ونظري

كان معهما , لا أريد أن أذهب ولا أن نفترق فنصف الحلم تحقق حين

حذرتني تلك المرأة من العجوز وها قد ظهرت على حقيقتها وبقي

النصف الآخر وهوا ماضيا وتحذيرها لي منه وهذا الرجل جزء

من الماضي المجهول لي حتى الآن

*~~***~~*

غادرت دُرر أول الناجين من سفينة الغرق مع زوجها الوسيم

الأسمر وبقيت أنا وسراب والمصورة فنظرت لها وقلت

" أخذَته تلك المحظوظة وبقينا نحن مجهولات الحبيب "

تنهدت وقالت " لما لم يخترني أنا "

ضحكت وقلت " ضننت أن ذاك البيضة من يعجبك "

رمت يدها في وجهي بلا مبالاة ثم نظرت للمصورة وقالت

" لما لا تلتقطي لي ولها صورة معا كذكرى "

ثم تابعت بابتسامة عريضة " صورة في الزنزانة "

هزت تلك رأسها بيأس ثم غادرت وعادت بعد قليل وعمي

الجديد يتبعها ثم أغلق الباب وقال " ترجمان أرتدي هذا

الفستان , الغرفة هناك فارغة "

قلت بتذمر " لما أنا ؟ وذاك الضابط رفض أن تلبسه دُرر

يبدوا أن به شيء ما قد يصيبني بالجرب "

ضحك بصوت مرتفع ثم قال " لا تخافي لا شيء فيه بسرعة

يا ابنة أخي لا وقت أمامنا لنرسل الصور لأكبر

وأهم الصحف هنا "

توجهت للكيس وسحبته للغرفة ودخلت به وأنا أتذمر وأتمتم

بغيظ " رائع تحقق أحد الأحلام البائسة فستان زواج ويا

لا السخرية صورة في غرفة تحقيق في قسم الشرطة "

لبست الفستان كان فخما ورائعا ولم أتوقعه هكذا ويبدوا جديدا

وليس من محلات تأجير الفساتين , نظرت له على جسدي

وتنهدت بحسرة , لقد أعجبني حقا فلو أعلم فقط لما رفض زوج

دُرر أن تلبسه , ابتسمت بعدها بحزن وقلت " دُرر حبيبتي وأخيرا

تزوجتِ قبل أن يضيع منك العمر ويهرم جمالك الأخاذ "

سمعت حينها طرقات على الباب فتأففت وقلت بتذمر

" حسنا حسنا ألا يستمتع المرء قليلا أوف "

فتحتُ بعدها الباب وخرجت وأنا أنظر للذيل خلفي لأخرجه

منه ثم دُرت حول نفسي أنظر له وقلت " سراب ما رأيك

ينقصه فقط عريس بمستواه "

ثم رفعت نظري لها فكانت تعض شفتها مسكته لي ومشيرة للباب

بعينيها فنظرت هناك من فوري وشهقت بقوة حين وقع نظري على

الواقف مستندا عليه ومكتفا يديه لصدره وينظر لي بابتسامة ساخرة

نهاية الفصل ....

وهذي قصيدة بقلمي هدية للغالية ميمي حسب

طلبها وأتمنى تنال إعجابك

إلا الأسامي صعب تتغير أسامينا ...

أما المشاعر ويلنا لو حصل واتغيرت

اقسى علي صعب القسى يحطم أمانينا ...

مهما قسيت أقول يموت القسى وما أكرهك

أحتاجلك كلما تنفست الهوى لآخر نفس فينا ...

أشتاقلك وفي كل شي أتخيله أتخيلك

ليت الكلام ايطير ويحكي قصص أجمل ليالينا ...

ليت العمر يرضى كنت أخسره وما أخسرك

يمكن يطول الوقت ويتغير وتتغير أسمينا ...

أما المشاعر موووج يلين الحجر وما نقوا اتحجرت

وسلامتكم

Continue Reading

You'll Also Like

1M 36.8K 43
روايتي الرابعة " مستمرة " كُتبت بواسطة : الجُّود بِنت آل مطّلق 🤎
120K 4.5K 25
ودائماً تغدر بنا الحياة فهي ليست جميعها باللون الأبيض أو جميعها باللون الأسود فالحياة إمتحان للجميع لا يجتازها سوى القوي هنا ليس مكان الضعفاء تعلم ج...
320K 6.4K 32
هى ملاك على هيئه انسان تعمل نادله فى مطعم التقت به احبته فتزوجها وعاشت معه فى غموضه واسرارة ترى ماسيحدت معها ترقبوا لتعرفوا مصيرها معه
388K 23.3K 50
قصه من أرض الواقع.. بقلمي أنا آيات علي ها أنا قد خلقتُ من الظُلم و العذاب الذي جار علي من وحش جبار فہ لقد وقعت بيد من لا يعرف معنى الرحمه و انهُ ذو...