رواية || الزهرة الزرقاء

By BilsaneShayne

418K 29.4K 17.5K

عن فتاة، نصف بشرية و نصف زهرة زرقاء. و عن الزهرة، التي تحيا بجسدها باحثةً عن حياة. -الحقوق محفوظة ©® -كل شيء... More

- حياتي اليومية كفاشلة
- العثور على عمل
- على مشارف الطريق
- بداية لكتابة حياتي
- مالذي يحدث معي؟
- لا بأس انا بخير
- زواج مصلحة
- رسالة تهديد
- صرخة قلب
- رضًا بالحال
- إستيقاظ الزهرة
- نداء إستغاثة للشخص الايجابي
- خلف القضبان أسرار تبتسم
- ذات الرداء الأسود
- انطلاق الرحلة
- أسطورة ٱودورولان
- إبنتي؟!!
- مدينة غافريش
- الكوخ
- كيان الجثة و سيدتها
- خيانة تلو الاخرى
عيد سعييييد
تسمم
تخطيط و تنفيذ
خادمة الزهرة
ألعابٌ نارية
البوابة الزرقاء
عودة بلور
سمانثا:سيدة فانوس الشمعة الزرقاء
تمرد و عصيان
محاولة نجاة
صراع البقاء
أربعة وجوه و صدى
ضحايا انكشاف و احتجاز
ريفادور بين أزهار الٱقحوان
أسفل دموع الحيتان
انقلاب الزهرة
هروب مزدوج
ضوءٌ أسود
تأثيراتٌ جانبِية
تأثيرات جانبية 2
عروس البحيرة
عائلة كلايد
دعوة الزفاف
بابروسات و إليكسيل
بابروسات و إليكسيل 2
كرة حجرية
-دلوٌ فضي
اختبار
-صندوقٌ خشبي
-صندوقٌ خشبي 2
وجهة نظر ليام
-أيلٌ صغير
ٱودري المتجمدة
غرفة أفرين

متاعب

4.7K 412 303
By BilsaneShayne


(42)

تذكير: الفصل السابق ذهبت آن للبحيرة و التقت بعروس البحيرة تحدثت معها و كشفت لها عن بعض الحقائق، رفضت إعطائها الوصية قبل أن تحضر لها كتاب لوداريوس، لحقت بها الظلال لكنها نجحت بالهرب و حين عادت لم تجد أي حراس و ركضت بالمتاهة.

.
.

ركضت بسرعة كبيرة و المطر لم يتوقف، لففت رأسي حول كل مكان لكن الأمر انتهى بي دوما بطريق مسدودة و العودة لنفس نقطة البداية.

وضعت القفة أرضا ثم سقطت على ركبتاي ببركة المياه، أتنفس بصعوبة لشدة ما تعبت. المطر لا زال يهطل، أشعر بالبرد كثيرًا و معصمي يؤلمني أكثر. ضاقت عيناي ثم وضعت يدي على قلبي و بدأت البكاء مرة ٱخرى.

" يا إلهي لما يا رب لما؟!"
قلت بأنين ثم أردفت: لم تقتلني الظلال و الآن سيقتلتي ليام.

كان غزيرًا للغاية، ماء السماء. لذا وقفت ثانية مسحت دموعي و قررت العودة للركض داخل المتاهة، لكن هذه المرة الإنتقال للمنطقة المقابلة فكل ما فعلته طوال الوقت هو محاولة الخروج لنفس المنطقة التي دخلت منها لكن لا جدوى.

|الكاتبة|

ركضتْ مرة ٱخرى، و قد انطلقت هذه المرة للجهة المقابلة، كانت تضرب بأقدامها برك المياه ملطخةً ثوبها غير مبالية، لقد شعرت بالخوف الشديد، تضغط على معصمها الذي يؤلمها و قد حل الليل و هي لم تخرج بعد.

تلك المتاهة كانت مظلمة للغاية حتى النجوم و حرثت بسبب الغيوم الكثيرة. كانت تجري بالظلام دون شعلة أو شمعة، مع هذا خوفها هذه المرة لم يكن من المتاهة و حسب، رغم برودة الجو إلا أنها كانت ترتجف من ردة فعل ليام حين تراه هي علمت أنها ستقع بمتاعب، متاعب كبيرة و كثيرة.

فهي منذ الصباح لليل مختفية، دون ترك ملاحظة أو رسالة.

ابتلت ثيابها كاملة، و هذا المطر لم يتوقف أصبحت تكرر: أرجوك لوتبري لا تبكي، أرجوك!!

و لكن يبدو أن عروس البحيرة تلك الليلة كانت حقا حزينة و هطلت بدموعها على آن لتزيد مشاكلها. هو خطأ آن أيضا التي نست نصيحة سمانثا حين قالت لها أن التوقيت لا يتغير، و أن نفس الزمن المستغرق بالعربة يُستغرب باستعمال النافورة.

توقفت عند إحدى الطرق حين سمعت ضجة حرس فأسرعت للجدار النباتي و استمعت رغم كثرة المطر لكنها سكعت صوت خطوات تركض.

صرخت بقوة: مهلا أرجوكم ساعدوني!! أنا هنا!!

لكن الجدار كان سميك، صوتها ضعيف و هم لم يمهلوها الوقت فقد ركضوا. شعرت بالخيبة و راحت تضرب الجدار ثم حاولت الغش و الخروج عبره لكنها فقط زادت جروح نفسها.

راحت تبكي ثانية كان هذا هو كل ما استطاعت فعله، سرعان ما عادت للركض بدموعها بشفاهها المقوسة و الغطاء قد طار تاركا إياها فقط بردائها.

تعثرت، و أكلت المياه سماتها فصرخت لتألمها بمعصمها و أَنَتْ تلعن حظها لكنها عاودت الوقوف ثانية لتركض ثم صرخت: سحقا لوتبري كفي بكاءًا أنا أموت هنا!!

لقد مضى وقت طويل و هي تركض لكن لا جدوى فتوقفت قرب أحد الجدران اتكأت جالسةً ببركة مياه و قد قررت أن تنتظر لحين النجدة أو الموت هنا.

ظلت كذلك فقط متكأة ثم تحول الأمر لنبرة بكاء و قد حاولت تغطية عيناها بقبعة الرداء، كانت تعبة، جدا، و من كل شيء.

ندمت كثيرا للحظة التي قررت فيها الترجل دون سابق إنذار، أو إعلام احد بمخططاتها. تمنت لو أنها فقط تركت له ملاحظة صغيرة، أو أخبرته بطريقة مبهمة ربما ما كان ليحدث كل هذا.

"سيدتي؟!!"

سمعت صوتا بعد مدة طويلة، بدى على نبرته الخوف، التفت و الدموع عالقة بجفونها و ما إن رآها اكتست ملامحه الدهشة ثم صرخ: يا شباب لقد وجدتها!! إنها هنا!!

هي لم تفرح برؤيته بل قالت لنفسها،

لقد وجدتها؟! يا إلهي سيقتلني حقا اليوم.

|آن|

تقدم لعندي الحارس و ساعدني بالوقوف
ثم حضر حراس آخرون و قام أحدهم بتغطيتي، كانوا لسبب أجهله يدهشون واحدا واحدا برؤيتي فانطويت على نفسي، يكفيني ما أملك من قلق، لذلك اكتفيت بالنظر للأرض.

الأمر لم يتوقف هنا، حين خرجنا من المتاهة، وجدت مجموعة ٱخرى من الحراس صدموا بخروجي فشعرت بخجل أكثر من نفسي و رعب، بحق الله ماذا ينتظرني فقط.

قاموا بالتفرق و كلٌ ذهب باتجاه عدى أحدهم ركض يسبقنا للقصر في حين سرت أنا ببطء مع الأربعة حراس الذين معي بممر يغطيه القصر فلم يصبنا المطر.

دخلنا القلعة و كذلك الخدم ظلوا ينظرون لي، رجوت لو أنهم  يتوقفون فأنا أشعر فعليا بالذنب لذا لا حاجة للمزيد. صعدنا السلالم و اتجهوا بي لقاعة العرش، تُركت رفقة حارسين خلفي بعيدا، واقفة بالمنتصف أعطس بين الحنية و الٱخرى و قد بللتُ الأرضية التي أقف عليها لا أزال أضع قبعة الرداء و أسحب الغطاء الجاف الذي قُدم لي لشدة البرد.

لقد كنت خائفة جدًا منه، أنتظر دخوله برعب شديد فأنا منذ الصباح لليل مختفية، ناهيك عن أني لا أعلم لمن ذلك الدم و أين ذهب الحراس أيضا.

قمت برفع يمناي المرتعدة و تشبثت بوسط الغطاء حتى لا يسقط، لا أستطيع تحريك يسراي لشدة ألمها. و ظللت على تلك الحالة حتى فتح الباب و سمعت خطوات سريعة علمت من خلالها أنه هو.

|الكاتبة|

فتح الباب بقوة و شعرت هي بخطوات سريعة التفت لها ببطء شديد استطاعت أن تلمح بين نصف ثوينة غضبه الكثير و ما إن رفعت نظرها كان أمامها تماما و قد صرخ بقوة: بحق الله أين كنت؟!

لقد اهتز جسدها، لقد اهتز حرفيا و تحرك من مكانه بسبب صوته و ملامحه الغاضبة، كادت تنطق لكنه قطعها بصوت عال: أيها الحراس ٱخرجوا.

انحن المعنيون ثم التفوا راحلين، تشبثت هي بالغطاء أكثر عيناها مفجوعتان تماما، يا ليتهم لم ينفذوا أوامره هذا ما رجته فجلوسهم لوحدهم يعني صرخا أكثر.

قال بخشونة و نظرة مخيفة: منذ الصباح و نحن نبحث عنك أين كنت؟!

لقد شعرت بالخوف الشديد منه لم يسبق أن رأته بهذه الحالة تمنت لو يغمى عليها الآن أو ترتفع حراتها و تسقط، تسائلت لما لا تحدث هذه الأشياء حين تريدها.

"ل-لقد كنت قرب النافورة!"
تكلمت بتوتر و اصفرار في وجهها.

أسفة.

قالت لنفسها بعد أن كذبت بكلامها، ليصرخ هو ثانية و تهتز معه مغلقة عيناها: كلا لم تكوني، لقد تفقد الحراس المتاهة شاملة خمس مرات و لم يعثروا عليك، لذا لا تكذبي و أخبريني أين كنت؟!

نظرت للأرض لم تكن بتلك الشجاعة لرمقه مرة ٱخرى، تراجعت بارتجاف خطوة للخلف، لما أصبح هكذا فجأة؟! أجل تعلم تماما أنها أخطأت و لكن لما هو غاضب لهذه الدرجة؟!

"ل-لقد اخبرتك.."
قالت برعب ثم أكملت: لقد كنت قرب النافورة و ضِعت بالمتاهة.

كررت كذبتها لينظر لها بحدة و يقول: أخبرتك أن لا تكذبي و تقولي الحقيقة.
أضاق عينيه أكثر ليزيد رعبها ثم قال: أين كنت؟؟ بل الأحرى أين ذهبت؟!

برقت الدموع بعيناها فرفعت رأسها قليلا فقط لتقول له: أنا آسفة حسنا..
ثم تتوقف و تنزله ثانية مكملة: أعلم أني تأخرت لكن لما أنت غاضب هكذا؟!

تقدم إليها خطوة و أجابها بنبرة غاضبة: و كيف لا أغضب و أنا اعتقدت أنهم أمسكوا بك ثانية.

رفعت نظرها له استغربت و لم تفهم ليقول: لربما لا تعلمين لكن حين بعثت خادمة و حارسا للتحقق من حالتك وجدوا حراسك مقتولين و كل حاجياتك مبعثرة لأن أفراد العصابة كانوا يبحثون عنك.

"أ-اي عصابة؟!"
نطقت بتوتر.

فأجابها بسرعة: نفس التي اختطفتك بكايفريدان مع الرهائن، إذا تذكُرين رئيسهم فهو على ما يبدو قد أحبك كثيرا و يريدك حية أم ميتة.

ارتعبت أكثر و شعرت بالضعف زادتها كلماته ألما ماذا حدث له؟! ليزيد من خوفها: لقد اعتقدنا جميعا أنه تم خطفك أو قتلك، ناسيما أن لا أحد شاهدك بعد دخولك للمتاهة.

ثم رفع صوته قليلا ليردف: و بسبب تهورك هذا، الجميع عاش حالة رعب اليوم و قد كنت على وشك أن أنطلق لكايفردان بعد ساعتين بحثا عن العصابة التي اختطفتك، بحثا عنك!!

شعرت بالذنب و كثيرا ففتحت فمها قائلة: أنا آسفة لم أعلم بمـ-..

لكنه قطعها بقسوة دون إهتمام قائلا: الآن تعلمين و عليك أن تخبريني أين ذهبت؟!

ظلت تنظر له بألم و بريق بعينيها على عكسه هو كان غاضبا لكنا استطاعت استوضاح قلق بعيناه. أرادت أن تخبره، بشدة. لكن الأمر لم يكن لصالحها، إذا علم أنها ذهبت لوحدها لتلك البحيرة لن يغضب فقط سينفجر بوجهها. ثم إنها لم تود أن تدخله بالمشاكل، هي لن تُقتل فالزهرة معها لكن هو إذا ورطته، فلا مجال للعودة أو استرجاعه ثانية.

أوطأت رأسها نظرت للأرض ثم أغلقت عينيها و كررت نفس الكذبة: لقد أخبرتك، بالمتاهة.

شعرت به زفر الصعداء و قد زاد غضبه حقا، وضع يده بجبهته ثم رفعها للأعلى مرجعا شعره مستديرا لها بظهره، فسنحت لها الفرصة لتفتح عيناها و تتسرب دمعة. لكنه فجأة و بسرعة، التفتَ لها و أمسك معصمها ليجرها. لكنه أمسك المعصم الخطأ، المعصم الذي يؤلمها بشدة و سقطت عليه.

مشى متقدما و قام بفتح الباب، تأوهت هي ألما و عضت بقوة على شفتها، إذ كان الألم مفاجئا و دون سابق إنذار. حاولت أن تجعله يفلتها حتى أن أصابع يدها اليمنى كانت تحاول إنتزاع أصابعه لكن لا فائدة لن يقدر الصغير على الكبير.

تألمت أكثر فقد كان يشد عليها لتنادي عليه: ليام أنت تؤلمني أرجوك!!

لكنه لم يسمعها لقد كان بعالم آخر و اعتقدت أنه تجاهلها، ضغط عليها أكثر بسبب سرحه بأفكار غاضبة و زيادته لسرعته، تألمت هي كثيرا، حتى بكت. كانت تضغط بيمناها على ذراع اليد الذي تمسكها في كل مرة يؤلمها، لكنه لم يحس.

لقد رفضت أن تتذمر منه أو تخبره بشدة وجعها ظنت أن لا حق لها بعد كل ما سببته و ربما هي طريقته ليخرج غضبه، لكن يا ليتها تكلمت، فهو فقط لم يعلم بالأمر و كان غارقا بشناعة غضبه و أشياء أخرى لم تعلم بها.

أشياء كان يفضل كبتها لنفسه.

أخذ يسحبها لحيث لا تدري حتى وصل لغرفتها و أدخلها في حين ٱغلق الباب خلفهم. تركها و حرر يدها فشعرت أن روحها صعدت لكثرة ما تألمت، سقطت على ركبتيها تضم يدها بألم شديد و تبكي، انتبه هو للأمر الآن و لاحظ زرقة معصمها فقلق!! كاد يتقدم.

لكنها صرخت: لكن حقا مالذي حدث لك؟! لما أنت غاضب هكذا؟؟

ثم شدت على معصمها أكثر، كان لا يزال غاضبا و أراد أن يؤنبها أكثر لكنه أحس بالذنب بسبب ما فعله بيدها لذا عاد لبروده!!

قال بهدوء تام و حدة في عينيه: من الآن فصاعدا لن تخرجي من غرفتك أو حتى للشرفة، سأضع حراسا بكل منطقة، و يمنع عليك الذهاب لأي مكان.

رفعت نظرها له و الدموع بعينيها ليضيف: حتى الطعام و سيحضر لك هنا.

ثم التف راحلا لتقول بصراخ: أنا آسفة ، لقد أخطأت و اعتذرت أليس هذا كافيا؟! أنا آسفة أنا آسفة لما لا تفهم؟!

كرىت له ثم ضغطت على يدها و هي تتألم بشدة: لم أقصد أن ٱقلقك أو ٱسبب أي مشاكل ٱقسم، فقط لا تغضب.
و ضمت يدها أكثر لشدة ما تألمت بسببها.

شعر بالذنب أكثر، و الغضب بنفس الوقت لكنه تألم لصوتها مع هذا خرج دون أن يلتف لها معتقدًا أن هذا نوع من العقاب، و كان عقابًا قاس و تركها تموت ألف ميتة، نادمة على ما فعلته و أشياء ٱخرى.

أوقف إحدى الخادمات و قال لها: أحضري طبيبة لغرفة الملكة و خذي لها بعض الطعام.
فانصاعت له.

بكت كثيرا لحظتها، لما تدفع الثمن غاليا في كل مرة تحاول التقدم، لما لا تعود للبيت فرحة ليوم واحد دون أن تفكر أو تلقى متاعب.

بكت بشدة لعدم وجود أحد هنا، و لمللها من ذرف دموعها لوحدها على الدوام. لكن لم يستغرق الأمر كثيرا حتى دق الباب فسارعت بمسح عيناها بيمناها.

وقفت تحمل يدها اليسرى و قالت بصوت متعب: تفضل.

فدخلت الطبيبة و معها خادمة تحمل صينية طعام، وضعت الصينية على الطاولة ثم خرجت تاركة إياهما لوحدهما. قامت بفحصها و قد لاحظت الزرقة الشديدة ليدها لقد تجاوز الأمر مجرد إلتواء.

لتقول لها: لقد إلتوت.
فاكتفت بإيماءة و لم ترغب بالنقاش لتضيف: لكن الإلتواء سيء قليلا.

ثم بدأت تخرج أدواتها من قفتها لتقول: الأمر سيؤلمك قليلا .

لتجيبها: لا بأس.

و في قرارة نفسها قد اعترفت، ليس و أنها أول مرة تتألم بها. قامت الطبيبة بوضع خلطة أعشاب على يدها كانت باردة ثم سرعان ما بدأت تلف الرباط بقوة و إحكام شديد عليها فآلمها ذلك لكنها تحملت.

انتهت من عملها و جفت دموع آن معها مسحت الأخيرة عيناه و قد احمر وجهها لتقول الطبيبة: اسفة لابد أني آلمتك.

نظرت لها و حركت رأسها نافية بابتسامة شاحبة أضافت بصعوبة: لا عليك بل شكرا.

لاحظت المقصودة ذبولها فتحسيت حرارتها لتتنهد و تقول: يا إلهي الحمى ثانية!! صدقا أنت أكثر شخص قابلته بحياتي و يصاب بها لهذه الدرجة.

قهقهت قليلا ثم أضافت: آسفة، هذا كله لأني الهواء أصابني و انا مبتلة.

فهمهمت متفقة معها، لتتنهد آن بضيق منتظرة إياها إخراج الدواء. انتبهت الطبيبة لها لتقول: تعلمين أنه خطأك صحيح؟!

استغربت قليلا ثم فهمت ما تقصد فأنزلت عيناها و أجابت: أجل، أعلم.

لتخرج نوعا من الأدوية و تقوم بطحنها أمامها متكلمة بنفس الوقت: لقد كان يبحث عنك اليوم كالمجنون، جاب سيلافرين بأكملها شبرا لشبر وحده.
ثم نظرت لي و قالت: حتى أنه من المفترض أن ينطلق لكايفريدان إن لم يجدوك خلال ساعتين.

ضاق قلبها عليها، لتضيف الطبيبة بزلة لسان و قد سرحت بعملها: أنا لا ألومه صراحة كنت لأفعل نفس الشيء بعدما حدث.

"ماذا تقصدين؟!"
سألتها.

لتجيبها و قد توقفت عن العمل: ألا تعلمين؟! لقد توفيت ٱخته بهذه الطريقة.
شهقتُ نفَسي ثم نظرت لي قائلة: لقد اختطفت من قبل عصابة ثم قتلت و ٱلقت وسط الغابة.

صدمت و بشدة و شعرت بالهواء ينفذ من رئتيها لتنطق بصعوبة: متى حدث هذا؟!

رفعت الطبيبة رأسها لتقول: ألا تعلمين؟!
ثم عادت لعملها لتقول: منذ ثلاث سنوات، اه لقد كانت صدمة شديدة عليه.

أخذت لاصقة و وضعت بها الدواء لتقترب منها تتكلم و هي تلصقها: كانت مليئة بالحياة، في الواقع الوحيدة التي يسمع صوت ضحكها العال بهذا القصر عبيس الذكريات.

أبعدت يداها لتنظر للأسفل بحزن: ٱودري كانت آخر ما تبقى من عائلة الملك ليام، و قد قتلت بغابة سيلافرين.

أنزلت رأسي و دموعي تحجرت بمكانها في حين جمعت هي حقيبتها ثم وقفت التفت راحلة لتتوقف لحظة، تكلمت بصوت أشبه بهامس: ثم إن ٱودري لم تكن أول فرد سرقته تلك الغابة.

نظرت لي بنصف عينها: إحذري دخولها، فبتلك الغابة لعنات لا أحد إستطاع فك سحرها أو النجاة منها.

ثم مشت متقدمة لتردف مكملة: أسفل ذلك التراب، جثث طال مبيتها مخفية، فاحذريها، احذري الغابة سيدتي.

ثم خرجت بعدها تاركة إياي لوحدي، يتآكلني الندم و الخوف بين الجدران الأربعة. ظللت لوقت معين على تلك الحالة بنفس الجلسة و الملامح الأليمة، ظللت سارحة وسط ألمي.

|الكاتبة|

ضاعت وسط أفكارها حتى نست نفسها، كانت عيناها تحرران دموعا كثيرة و ملامحها شاحبة شرب الدم منها. شعرت بفشل و عدم مقدرة على الحراك.لكنها بعد مدة معينة، قررت أن تقتل نفسها بالنوم.

استحمت ثم غيرت ملابسها لخاصة بالنوم، لم تأكل لقمة واحدة طوال بقية اليوم و ليس لها رغبة بالأكل الآن. وضعت رأسها على الوسادة و أطفئت الشموع إلا واحدة وضعتها قربها.
كان المطر لا يزال ينزل و بقوة أكبر، جعلها تتذكر لحظة اكتساحه لجسدها فشعرت بقشعريرة و تكورت بالغطاء أكثر.

تذكرت ملامحه الغاضبة أيضا و كيف كان ينظر لها فتحول الأمر لألم ثم بكاء تكررت فيه كلمتا أنا آسفة.

عطست، ثم مسحت عيناها و أغلقتهما، كانت قد شربت الدواء بعد ملعقة واحدة من الطعام، تخاطر بجسدها كثيرا. شعرت بالبرد الشديد أيضا لذا وقفت ناحية الخزانة و لكثرة الأغطية حين سحبت غطاءا سقطت أرضا.

أحست بالفشل فارتكزت على يدها و سقطت ثانية. كانت تشعر بالألم في يدها اليسرى لذا لم تقدر على رفع جسدها الثقيل سحبت فقط الأغطية التي سقطت معها و نامت أرضا!! الحرارة أثرت على دماغها.

ازدوجت رؤيتها بين لحظاتِ رمقها للمطر من النافذة البعيدة، شعرت بدفء لم تشعر به على الفراش لذا ما لبثت أن نامت بجفون مبللة.
ظلت على تلك الحالة ضعيفة واهنة و لم يدق بابها أحد رغم الحراس الذين زاد عددهم.

ساعات طويلة، تجاوزت الثلاث حتى دخل هو نظر مباشرة لفراشها فانتبه لخلوه، فورا ارتعب و غضب لثانية معتقدا أنها هربت بإحدى طرقها الغريبة و التي ترفض إطلاعها عنها.

تقدم بسرعة و ٱغلق الباب خلفه لكنه ما لبث أن لمح شعرها الأسود متناثرًا على الأرض، استغرب للحظة لكنه حين اقترب استفهم الأمر اذ وجدها نائمة على الأرض.

زَفُر هواءًا ثقيلا و ارتخ كتفاه برؤيتها، أصبحت تجعله يجلط عصبيا بسهولة، تقدم إليها ثم أثنى قدماه للأسفل حتى راح ينزع الأغطية ببطء عنها يتحذر من إيقاظها ليستوضح وجهها و بقية جسدها.

ظل ينظر لها للحظات لكنه سرعان ما شعر بالأسى لشيء ما فضاقت عيناه، ثم فقط قام بحملها متجها للسرير، وضعها عليه ثم قام بتغطيتها جيدا و أضاف لها آخر نسبةَ أنه فهم أنها شعرت بالبرد.

توجه بعدها للخزانة و راح يعيد الأغطية لها و حين إنتهى لاحظ سقوط حقيبةٍ على الأرض، كانت حقيبة آن فهو لاحظ كيف تحملها معها دوما. نظر لها لحظات، ثم قرر أن يفتحها حتى و إن كان دون إذن.

قام بفتحها، فلاحظ وجود ثلاثة أشياء، مشط و ظن أنها أحضرته معها، القلادة الورقية و اعتقد أيضا أنها أحضرتها معه.

ثم وصل بعدها للمذكرة.

علم أن الأمر خاطئ، و أنه شيء يخصها و لا يجب أن يقرأه. لكن كل ما فكر به هو أنها لابد و كتبت شيئا ما، عن ما حدث اليوم. لكنه لم يعلم أنها ليست بمذكراتها!!

قام بقلب الصفحات فوجدها كلها فارغة لذلك قام فقط بإعادة المذكرة و بقية الأشياء للحقيبة ثم خرج مغلقًا معه الغرفة.

لكنه لم يعلم بفذاحة خطأه، هو لم يعلم أي مصيبةٍ اقترفها حين فتح المذكرة لقلقه.

استيقظت صباحا، فوجدت نفسها بالسرير. لم تتعب نفسها بالتفكير و اعتقدت أن بعضا من الخدم قاموا بوضعها هنا ليلة البارحة. لذا فقط اغتسلت ارتديت ثيابها و جلست بالغرفة.

مرت الأيام، و هي على تلك الحالة. يمنع خروجها من الغرفة أو للشرفة، حتى حين كانت تخبرهم أنها تود مقابلة ليام يرفضون قائلين: الملك ليام منعنا من أن نسمح لك بالخروج لأي سبب كان، و إذا أردت مقابلته سنخبره بدلا عنك و يحضر.

كان سجنا راقيا هذا ما حدث لها، تجلس لوحدها دوما وسط الغرفة تنام أم تقرأ أم فقط تُضرِب عن أكل الطعام، لا شيء كان ليغير من حقيقة أنه لازال غاضبا منها.

طوال ٱسبوع هو لم يحضر و هي لم تخرج، كانت تبكي كثيرا بالليل لشعورها بالوحدة و الضيق، لافتقادها عائلتها و الغرفة البسيطة التي كانت تبيت بها. تمنت كثيرا عودة بلور و أنجيليكا بأسرع وقت لتكلم أحدًا غير الكتب.

بدت الغرفة بنظرها لأول مرة كبيرة، ليس بالكبر الذي تعنيه إحدى عشر خطوة لتصل لها، لكن بالكبر الذي تصبح ترى فيه الخزانة بعيدة عنها كبعد مدينتها.

كانت تفكر معظم الوقت بالأحداث و بما يجري و اكتشفت، لكن لا إراديا تذكر نظرات ليام إليها فتبعد الأمر من بالها و يتحول لألم بقلبها فتتراجع عن حل أي شيء.

حين مر يومان آخران، علمت أنه لن يأتي و أنه ربما لن يغفر لها خطأها. وقفت لحظتها مدركة أن كرامته ربما لا تسمح له، أو أنه أشغل نفسه عمدًا بأشياء لا تعلمها حتى لا يأتي.

لكنها فقط لو علمت كيف كان ينظر لها كل ليلة، حين يأتي ليتفقدها و هي نائمة، كيف تجابه أعصابه ذكريات تُذكره ملامحها بها، و كيف يعتصر قلبه ألما لأشياء لن يخبرها عنها مثلما هي لم تفعل.

لما قالت ما قالت، لما ظنت ما ظنت، و لعذرته كثيرًا.

قررت أن تُكلم سمانثا، فقد عاقبت نفسها و عاقبتها معها ما يكفي من الوقت، ٱسبوع كامل و يومان.

لقد تقدمت بخطوات ثابتة، و بعض من الحزن لا يزال بسماتها، فقط ألم. فتحت الخزانة و سحبت حقيبتها بالمقلوب فتناثر بعض من الورق على الأرضية.

ظلت تنظر له لحظات لم تفهم مصدره، لكن الورق كان أسود.

هو ربما فقط من الخزانة، قالت لنفسها ثم تراجعت عائدة لسريرها لكنها انتبهت لسقوط الورق مرة ٱخرى من حقيبتها، توقفت وسط الطريق و فتحت الحقيبة.

هي أحست أن الدم توقف بأوردتها و أن لون عينيها سيضمحل لشدة وسعهما. اهتزت يداها بارتعاد و تجمع الدمع بعيناها لم تعد ترى جيدا، هي فقط لاحظت إسودادًا يملئ حقيبتها و لكن سرعان ما نزلت دمعتها لتتوضح رؤيتها و تجد أنه ليس وهم لقلة الأكل أو النوم.

مدت يدها و أمسكا بالفتات الذي يتجمع بحقيبتها ثم رفعته، لقد كان نفس الورق، هي عرفته من ملمسه القديم و الغير موجود بهذا الزمن. قلبت يدها لتتساقط الأوراق المحترقة أرضا ببطء شديد.

همست لحظتها بصدمة: سمانثا!!

ثم سرعان ما قامت بقلب حقيبتها كلها بغضب و خوف تهزها حتى سقط المشط و القلادة مع الورق المحترق دون أثر للمذكرة!!!

شعرت بفشل في قدماها حتى سقطت جالسة أرضا، ظلت تذرف دموعها على الورق المحترق و صديقتها التي ذهبت إثر إهمالها، لقد كانت تثق بها رغم أنها تخفي عنها الكثير و تجبرها على خضوع تجارب مخيفة.

لكنها بعد كل شيء كانت تساعدها.

كانت الغرفة كئيبة بعض الشيء، كون الجو مسحب و المطر يهطل تناغم الأمر مع مزاجها فزادها وجعا.

لم تدري ما تفعل، من سيرشدها بعد الآن، ماذا عن الكتاب، أستظل عالقة بين كل هذه الأحداث؟! ألن تجد عقارا ما لطول الكوابيس؟! و الماضي، من سيكشفه؟!

لكنها لم تفهم شيئا واحدا، من قام بقرائتها؟! من فتحها أساسا؟! لم تستطع أن تعلم من أو متى، لأنها كانت تنام أوقاتا و يأتي الخدم بنومها دون أن تنتبه. ثم إنه مر ٱسبوع و يومان على آخر مرة فتحتها لذا يستحيل أن تستوضح أي شخص من بين الكثيرين الذين يدخلون و يخرجون.

هي حتى لم تشكرها أو تودعها!!

لكن هناك شيء آخر حدث، لقد دُق الباب، و دخلت خادمة.

لقد كانت تحمل رسالتين،

"سيدتي هناك رسالتين أحضرهما أحد الأشخاص منذ قليل"

قالت الخادمة، لكن آن لم تملك القدرة لتقف، لذا تقدمت عندها الٱخرى.

قالت و هي تمشي: لقد أراد لقائك لكن الحراس رفضوا إدخاله.

مسحت دموعها لتستفسر: و من هو؟!

هزت رأسها نافية لتقول: لا أعلم سيدتي.

أخذت الرسائل من يدها، بينما التفت الٱخرى راحلة. نظرت للمغلف و قرأت ببطء:

" إلى زوجة الحاكم بمملكة سيلافرين، و من الآنسة إل- .."

توقفت عن النطق و سرعان ما وقفت لتسقط الحقيبة من حجرها و تتناثر الأوراق قالت بغير تصديق: إليزابيث كلايد!!

ثم أردفت بهمس: ٱختي!!

كادت الخادمة ترحل لكن آن ركضت إليها تشبثت بها من معصمها و قالت: مهلا هلا وصفت لي الشخص الذي أحضر الرسالة من فضلك؟!

نظرت لها باستغراب لتقول: لقد كان رجلا بشعرٍ أسود و عيون رمادية قليلا يبدو قوي البنية بعض الشيء.

لم تصدق ما تسمعه و ظنت أنها تتوهم حتى تكلمت بدموع: إنه هو!! جاك!!

جاك هنا!!

.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.

و انتهيناااا
+اسفة لسوء الفصل قليلا لم يعجبني حقا.

مارأيكم بالفصل؟!

مارأيكم بالأحداث؟!

مارأيكم بكل ما جرى؟!

المذكرة احترقت هل من توقعات؟!

تتذكروا، هي كذرتها بأول مرة إذا رآها أحد ما غير آن بتحترق لهذا السبب احترقت.

ماذا تتوقعون كتب بالرسالة؟!

ماذا تتوقعون حدث بماضي ليام؟!

جاك يكون أخ آن الأكبر.

سؤال اليوم:
ماهي القدرة الخارقة التي كنت لتتمنى الحصول عليها؟!

عنوان الفصل القادم:
عائلة كلايد

شكرا للقرائة 👋
القادم إن شاء الله ❤

باباي 🌷
مع حبي، بيلسان ✨

Continue Reading

You'll Also Like

361K 30.4K 84
الابنة الكبرى كانت كعلبة قمامة عاطفية حيث يتم القاء كل إحباطاتهم عليها ، ليست محبوبة او ثمينة او شخصًا يُفتخر فيه ، هي كانت تعلم ذلك ومع هذا حاولت جا...
198K 7.6K 27
| مكتَملة.. قيدَ التعدِيل |. ما الذِي ستعيشُه تيانَا عندَ إنتقالهَا لعالمٍ آخرٍ؟، عندمَا تدركُ أنّها كانَت جزءاً منهُ وأنّها ذاتُ تأثير؟. كيفَ ستستَم...
294K 11.8K 27
كانا من ألد الأعداء لبعضهما لكن... ماذا لو جمعت بينهما قوةٌ غريبة!؟ "رفيق" 'نزلت تلك الكلمة عليّ كالصاعقة! لا حتماً لا يمكن أن يكون أكثر من كرهت يوما...
594K 14K 34
من يقول إن النور لاغاب رجع ؟ ومن منّا يضمن مشاوير الطريق ! وحتى الصياد لو قضى ليله سّهر يجمع بين شبّك ومغارات الموج عودّ التيّار ولا رجع وخيب آماله و...