رواية || الزهرة الزرقاء

Por BilsaneShayne

418K 29.4K 17.5K

عن فتاة، نصف بشرية و نصف زهرة زرقاء. و عن الزهرة، التي تحيا بجسدها باحثةً عن حياة. -الحقوق محفوظة ©® -كل شيء... Más

- حياتي اليومية كفاشلة
- العثور على عمل
- على مشارف الطريق
- بداية لكتابة حياتي
- مالذي يحدث معي؟
- لا بأس انا بخير
- زواج مصلحة
- رسالة تهديد
- صرخة قلب
- رضًا بالحال
- إستيقاظ الزهرة
- نداء إستغاثة للشخص الايجابي
- خلف القضبان أسرار تبتسم
- ذات الرداء الأسود
- انطلاق الرحلة
- أسطورة ٱودورولان
- إبنتي؟!!
- مدينة غافريش
- الكوخ
- كيان الجثة و سيدتها
- خيانة تلو الاخرى
عيد سعييييد
تسمم
تخطيط و تنفيذ
خادمة الزهرة
ألعابٌ نارية
البوابة الزرقاء
عودة بلور
سمانثا:سيدة فانوس الشمعة الزرقاء
تمرد و عصيان
محاولة نجاة
صراع البقاء
أربعة وجوه و صدى
ضحايا انكشاف و احتجاز
ريفادور بين أزهار الٱقحوان
أسفل دموع الحيتان
انقلاب الزهرة
هروب مزدوج
تأثيراتٌ جانبِية
تأثيرات جانبية 2
عروس البحيرة
متاعب
عائلة كلايد
دعوة الزفاف
بابروسات و إليكسيل
بابروسات و إليكسيل 2
كرة حجرية
-دلوٌ فضي
اختبار
-صندوقٌ خشبي
-صندوقٌ خشبي 2
وجهة نظر ليام
-أيلٌ صغير
ٱودري المتجمدة
غرفة أفرين

ضوءٌ أسود

6.8K 519 657
Por BilsaneShayne

08.01.2017

(38)

تذكير: الفصل السابق قام ليام بتتبع احد المتمردين بعد ان أطلق سراحه عن قصد و قد استطاع من خلاله الوصول لمكان آن لكن الجنود حاصروهم مما جعلهم يقفزون من النافذة. أيضا علمنا أن حل اللغز:
"جدي ذاتك قبل أن تقعي بقبرك لا تنظري خلفك فللمرآة وجهين ينكسر الزجاج و تبقى قطرات الدماء.. من أنا؟!"
هو الصوت.

أرجو بشدة ان يعحبكم و لا تحسوا بطوله، أرجو أن يغفر لتقصيري بحقكم قرائة ممتعة.

.
.

|الكاتبة|

سقط كلاهما بعد ان أكلت أغصان الأشجار ما يكفي من لحميهما، كانا مُكورين حول بعضهما كمن يتشبث بالحياة أو ما تبقى منها. تراخت يدها بعد أن كانت تكاد تقطع قميصه، لكنها هكذا فجأة تراخت، ليس يدها و حسب، إنما كامل جسدها!!

أما هو، فقد شعر بصداع، و ألم شديد بكل جزء فيه، شعر بدماء تتسرب من جسده، و لِجسده!!! فتح عيناه بثقل يتأوه بألم، أبعدها عنه قليلا حتى يجلس فقط، بينما هي لا تزال متكأةً عليه يحيطُ بيده اليُسرى على كتفها.

وضع يده بنصف وجهه و قال: يا إلهي كان هذا مؤلم.

ثم نظر ليٙداه فوجد أنهما تنزفان بمناطق مختلفة بسبب جرح الأغصان لهما. ثم انتبه لشيء، لما هو وحده من تحرك، لما لم تبتعد عنه؟! بل لما فجأة لم تتحدث ؟!

التف ليمينه فوجد أنها حقا لم تفتح عيناها تستلقي فقط و الخدوش تملئ وجهها قلق و نادى: آن؟! آن!!

ثم راح يهزها لكنها لا ترد، حتى أزاح يدٙه من كتفها و جعلها تستٙلقي أرضا. حينها فقط قبل ان يكرر النداء لاحظ الدماء بكتِفه، لقد صُدم و كان عنده اعتقاد لكنه نفاه قرر التحقق منه. رفع كمه فوجد أنه لا وجود للجرح و أن إعتقاده كان محقا!!

بسرعة كبيرة قام برفعها و جعل رأسها يتكأ على كتفه، راح يضع يده برأسها يتحسسه و يبحث عن منطقة الإصابة حتى شعر بأن أنامله قد أصبحت باردة. رفع يده ببطء حتى ظهرت و ظهر معها كمية دماذ ليست بقليلة ، لقد ٱصيبت برأسها رغم أنه درٙعها بجسده لكنها في النهاية ٱصيبت.

لم تكن الإصابة بالخطيرة فقط نزيف، لكن ما أقلقه كانت حرارتها التي بدأت ترتفع شيئا فشيئ بشكل غير طبيعي، تسائل بفكره، أو لم تكن منذ قليل بخير؟!

نظر لها بقلق شديد كيف يضيق نفسها ترتفع حرارتها و ترتعد من البرد لقد قال بدهشة و صدمة شديدة: مالذي يحدث؟!

الأمر لم يكن طبيعيا كيف تنقلب حالها هكذا فجأة، لكنه لم يعلم أن هذا من عمل الزهرة. سمع ضجيجا بل دهس أغصانْ، فأسرع بوضعها على ظهره، وقف و قد حملها ثم بسرعة و راح يركض.

واصل ركضه يسمع أقدامًا تجري خلفه لكنه تجاهلها و راح فقط يجعل قدماه تسابقان برد تلك الليلة و صبحها يقترب اكثر، ثم لاحظ أن الأشجار تقل مع هذا اكمل حتى وجد أنه وقف بمنحدر ليس بعال حقا لكنه حين رفع عينيه حلت الدهشة عليه و قد غزت كامل ملامحه.

كان هناك جيش كامل أسفل المنحدر مقاتلون احصنة و صوت كلام، و شعر ليام براحة أكبر حين وجد أن إدوارد هو من ترأس الجنود، و شيئا فشيء انتبه احد الجنود لليام ليثير ذلك انتباه إدوارد هو الآخر فرفع رأسه لحيث هو.

و سرعان ما رآه انسل سيفه و صرخ بسرعة: يا جنود تقدموا الآن!!

فراح نصفهم يخرج عدته يحرك حصانه ة إدوارد يكرر: كما خططنا نصفكم ليعصف بالمخبأ و النصف أخرجوا الرهائن و السجناء!!

ثم شد حبل حصانه ليضيف بغضب: و أحضروا لي قائدهم حيا ميتا أو حتى رأسه!!!

صعد الجنود يتسلقون و منهم من اتخذ الطريق بحصانه و سرعان ما تلاقو مع من كانوا يتبعون ليام فدخلوا بشجار.

التف احد الجنود و قال: سيدي من فضلك انزل بسرعة!!

فهز ليام رأسه ثم راح ينزلق من المنحدر ببطء و حذر فهو يحمل آن معه، حتى وصل للأرض حينها كان إدوارد هناك و قد سحب ناحيته حصانا مجهزا.

قال إدوارد: خذ هذا و عودوا بسرعة للقصر، سيرافقك بعض من الحراس للحيطة.

لكن ليام سأله: مالذي أحضركم إلى هنا؟! كيف وجدتمونا؟!

فابتسم المقصود بانتصار و قال: بنفس الطريقة التي عثرت أنت عليها، لكن الفريسة هذه المرة كانت أنت لقد وضعت أحدهم ليتتبعك.

ففهم ليام الأمر ليبتسم بمكر و قال: لا بأس بك بعد كل شيء.

و قد ارسم إدوارد نفس ابتسامة لكنه سرعان ما نظر لآن فاختفت ليقول: كيف حالها؟! لا تبدو بخير.

فأدار ليام رأسه إليها ليجد أنها تتنفس بصعوبة و صوت خفيف وجهها احمر و حراىتها ترتفع ليقول: هي كذلك..

ثم تحرك و قام بوضعها فوق الحصان أولا ليلحق بها بعدها و يجعلها تسند برأسها على كتفه قال: إذا أعتمد عليك لإنهاء الأمر.

اومأ إدوارد و انطلق ليام ليشير قائد الجنود لهم و يقول: ليذهب خمسة منكم معه!!

فانصاعوا لحاكمهم و راحوا يلحقون به، كان يهز حصانه أكثر من مرة فقط ليصل بسرعة و ينجدها قبل أن تتنهي الحمى مناعتها.

كان نفسها يرتفع حرارتها كذلك، و قلقه يزاد أيضا. لقد اقتربوا، أرادها أن تصبر قليلا بعد، تقاتل. قليلا بعد و لكنه لو علم ما تمر به لما قال شيئا، أو طلب حتى.

فالفتاة، كانت تخوض حربا.

|آن|

كنت أغرق، و لا أعلم أين. فقاعاتٌ من فمي تدحرجت تطفو للأعلى بينما أنا ٱواصل السقوط للأسفل، فتحت عيناي بهدوء لأجد أن دموعي هي الٱخرى من تصعد بجوارها.

ظللت كذلك ثانيتين، حتى لمحت أمامي يدًا و ظلاً لامرأة لم يبدو وجهها لكنها كانت تقترب مني أكثر حولها كان هناك ضوء، كان ضوءًا غريب و جديد، كان ضوءًا أسود!! و أنا غير دارية بما يحل بي و لما أشعر بهذا الضعف. قليلاً بعد و كانت ستصل لي فرفعت يدي بثقل و ما تبقى من قوة عندي.

كان الضوء يملئ المكان أكثر و خيوط ظلام تلتف حولي تتراقص بمحاذاتي و رأيت الٱفق يبتعد عني. لم أصل بعد ليدها، حركت نفسي للأمامِ قليلاً، تلامست أصابعنا ببعض ثم فجأة قامت بإمساك يدي بأكملها نتج لها عنها رد فعل فتقدمت عندي قليلا لأرى ردائها الأبيض صدمت لذلك هي إحدى المرأتين المتبقيتين و أردت ان أنسحب هي لم تأت لتنقذني، بل لتغرقني أكثر في الضوء الأسود!!

و ريفادور قال لي.. لا تتبعي الأسود!! لا ٱريد الذهاب دعيني!!

لكنها دون إذن مني فجأة سحبتني بقوة كبيرة.

علا ضوءٌ قوي، ثم لحظات و صدر صوت فتح بقوة لبابٍ سقطت منه أنا على الأرض. سعلت بكثرة كأنما كنت أختنق حقا ثم رفعت رأسي بتعب و قطرات المياه تتدلى على الأرض من خصلاتي جبيني و رموشي، شعرت بشعري يتحرك لوحده نتيجة نسمات الهواء قبل أن أستفسر سمعت صوتا..

"إذا فقد حان دوري أليس كذلك؟!"

انبثقت عيناي..

لقد كان صوتها!!

صوتٙ الصوت!!

رفعت رأسي بسرعة كبيرة و قد سببت رؤيتي لما أمامي اهتزازًا ببؤبتاي و انبثاق عيناي على مشرعهما. كانا أمامي تماما، ذو اللحية الحمراء، والد أفرين المدعو سامويل و امرأة لم أعرفها لكنها كانت الصوت، أنا واثقة فهو صوتها!!

كانت بشعرٍ أحمر طويلٍ للغاية و مسدول يتجاوز خصرها، ترفع غرتها و ذفيرةٌ على شكل تاج تمسكها، بعينان خضراوتان كالزمرد و بشرةٍ سمراء خفيفة.

نظر لها العجوز انتبهت لشكله الان، كان طويلا رغم عمره و بوجهٍ شاحب قاسٍ و خشن أغرب مافي الأمر كانت عيناه، فرغم حمرة شعره و لحيته إلا انهما كانتا بلون أزرق فاتحٍ للغاية يكاد يكون أبيض.

كنا على السطح، بقلعة ما و بالليل لا أعلم أي توقيت بالضبط لكن البرد كان كثير، و لاحظت شيئا أنها كانت تنزف من بطنها و لذلك تضع يدها على السور لشعةرها بالفشل.

"أجل، حان الوقت.."

نظرت له بصدمة بعد أن تكلم جسدي يهتز لوحده بردًا و خوفا، رؤيته تذكرني بالموت و الدماء،حتى ابتسمت المرأة بحزن تنظر للأسفل قالت:

"إن ريدان مختفيةٌ منذ شهر، كذلك أفرين لم نعثر عليها، ألن تخبرني أين جثتهما قبل أن ألحق بهما؟! "

اختفت بسمتها لغضبٍ ترمقه به، ثم إذا كان اسم أفرين هو من قتلت بالبحيرة فريدان اسم أحد المرأتين المتبقيتين أو ربما هي.

"ٱختيك ماتتا و انتهى، اقلقي على جثتك أين سينتهي أمرها."

فتحت فمي بصدمة و قد تلئلئت دموعي أتحسر على ما يحدث لها و ما أسمعه، ٱختيها؟!

قالها ببرود تام و قد أضاف بعدها نبرةً ماكرة، نظرتْ له هي لحظات بعينانِ حزينتان تقولان له ماذا حدث لك!!

حتى نظٙرتْ للأرض ثم قامت بنزع قفاز يدها اليمنى لٱدهش، فيدها كانت بيضاء للغاية لا أثر لأي دماءٍ بها شاحبة جدا على عكس بشرتها كأنهما ملونتان بصباغٍ أبيض. وضعت يدها اليمنى بمنطقة الجرح و تمتمت بضع كلمات لم أسمعها حتى لاحظت أن قطرات الدماء توقفت و حل محلها سقوط لبتلاتٍ حمراء سرعان ما تتيبس و تتلاشى.

"إذا كنتِ تعتقدين أنك ستوقفين نزيفك ريثما تصل النجدة فأنت مخطأة، لا أحد يعلم بوجودك هنا"

قال فنظرتْ له لحظات و كذلك أنا، لكنها ما لبثت أن ابتسمت بسخرية لتقول بحزن:

"الأمر ليس كذلك، لكني لا أود أن أموت و أنا متسخة. تعرفني، لطالما كنت مهووسة بالنظافة، أم أنك نسيت يا أبي؟!"

صعقت تماما لما التقطته ٱذناي و فمي لم يكد يغلق من أول خبر حتى فُتح ثانية يشرب دموعي، أقالت.. أبي؟!

و حين لم يرد عليها أردفت..

"هه أظن أن حقدك أنساك ذلك بعد كل شيء"

لم يظهر عليه الإهتمام أبدًا، بل ظل باردًا ثم ما لبثٙ أن تقدم خطوة و سيفه الملطخ بالدماء، حينها وقفتُ أنا برعب و بطء، نزعت هي يدها من جرحها لكن نزيفها لم يتوقف ثم قامت بالإلتفاف و الصعود فوق السور.

انتبه هو لذلك تهاوت هي قليلا بوقفتها و لم يفهم ما تنوي عليه، ثم بدأت دموعها بالتقاطر تتْبع دمائها..

"قبل مماتي، أرجو منك أن تسامحني، ليس وحدي ريدان أفرين و ٱمي أيضا لقد كنا مضطرين لفعل ذلك "

فصك اسنانه بغضب ثم ما لبث أن صرخ كوحش هائج:

"لن ٱسامحكم أبدا يا ران، لا أنت و لا هن و لا تقولي اضطررنا فلا أحد يضطر للقتل!!"

صدمةٌ تلو الٱخرى كنت أتلقاها و قد اصفر وجهي تماما من ما أسمعه التفت ببطء لها و همست لنفسي: ق-قتل؟! قتلوا من؟!

ثم سمعت صوت خطوات راكضة و قبل أن أستدير لها علمت مصدرها، فقد شهقتُ دفعةً واحدة حتى كاد ينقطع نفسي حين رأيت سيفه يعبر جسدها و رأسه بل نصف السيف قد بدى من خلف ظهرها.

ارتجفت قدماي كأن زلزالاً، يعبرهما توالت دموعي و أنا أراها تتقطع ألما أمامي مصدومة أما هو فلم يطل حتى قام بإخراج سيفه متجاهلا كمية الدماء التي بيديه و ملابسه.

ظل فاهي يُفتح و يغلق بصدمة ٱحاول إخراج كلمة لكني كنت جبانة جدا، ثم ظلت هي واقفة هناك بألم شديد، استدارت لناحيته و وضعت يداها على منطقة الجرح لتسقط البتلات الحمراء ثانية قالت بدموع:

"لما لم تتركني أموت نظيفة؟! لما يا أبي تعذبني هكذا؟! كنت سأرمي نفسي بكل الأحوال فلما جرحتني هكذا؟!"

رمقها ببرود و لامبالاة حتى قال بملامح جافة:

"لأني إن تركت تسقطين فهذا يعني أنك أنت من قتلت نفسك، و ليس أنا."

لم ٱصدق ما اسمعه منه و هي الٱخرى كسر قلبها قلت بصوت خافت: وحش!!

لكنها المرأة فجأة قبل أن تكمل عملها بدأت تفقد وقفتها و اذ بها تتهاوى للخلف..

تداركت الأمر فركضت بسرعة و قد مرت اللحظة ببطء، فما إن قفزت أمد يدي لٱمسكها كانت قد أغلقت عيناها مبتسمة ثم بثانية.. سقطتْ.

سقطتُ على وجهي قرب السور ثم صرخت بأعلى صوت أملكه، حتى رفعت نفسي بسرعة فوجدتها قد اختفت و أني لم ٱلحقها. وقفت بسرعة و نظرت من السور، فوجدت أنها كانت مستلقية فوق بضع أشجار صغيرة فوق بعضها وجِدٙ عالقًا على حجرٍ صغير بحافة هضبة القلعة، ثم لحظات و بدأت الأشجار تغطيها حتى راحت هذه الأخيرة تبتلعها، ظلت بؤبتاي غير مصدقتان لما أراه فجأة بدأ الحجر يتفتت بجانبها لوحده حتى اختفت جثتها المبتسمة تماما، ٱبتلعت!!

من دفنت في البحيرة، تسمى أفرين، بكت عليها الحيوانات!!
من دفنت بين الأشجار، تسمى ران، بكت عليها الأحجار!!
و من دفنت أسفل الكوخ، تسمى ريدان، بكت عليها الأوراق!!

تراجعت للخلف بصدمة و رعب شديد دموعي لم تأخذ وقتًا مستقطع منذ وصولي، أتشبث بثوبي بألم..

و ثلاثتهن..

قلت لنفسي، ثم التفت دون ان أرفع رأسي خوفا منه..

قُتلن على يد والدهن!!

تقاطرت دموعي على الأرض ٱراقبها بصمت..

و هن بدورهن.. قتلن أحدهم!!

ظللت أبكي واقفة كالصنم أرمق الدماء التي أسفل قدماي بفراغ و للبتلات التي تتيبس ثم تتلاشى غير مصدقة على الإطلاق. أنا أعلم أني أحلم حاليا، لكني أعلم ايضا أني أحلم واقعًا، ماضٍ. حتى سمعت صوت سيفٍ يسقط، لم أهتم ثم طرق ٱذناي صوته يقول:

"أنا أعتذر يا صغيرتي أرجوك سامحيني لأني تركتهن يعذبنك طوال ذلك الوقت"

لم أهتم بغير حساب دموعي و المساحة التي تشملها قدماي ليضيف..

"لكن لا تقلقي لقد إنتقمت لأجلك، لقد قتلتهن واحدة واحدة مثلما فعلن بك.."

كنت خائفة جدا لأرفع عيناي له، قبضت على ثوبي بشدة و أنا بقمة فضولي من هذه التي انتقم لأجلها؟!

و لم ٱطل انتظاري حتى قال..

"اغفري لوالدك آن. "

أحسست.. أن قلبي سقط.

و أن الدماء أصبحت دمائي الآن، كادت زرقة عيناي تضمحل لشدة ما فتحت بؤبتاي في حين أن وجعي ارتشف من كل قطرة دم به، و شفتاي ترقصان بارتجاف.

رفعت رأسي بارتعاد و قد ظهرت بسمة مجنونة على شفتاي، وجدته يبكي واضعا بذراعه على عيناه و لم أقدر على نطق كلمة واحدة، على عكسه هو راح يضحك كالمجنون فجأة قائلاً:

"لقد قتلت ريدان بسكين أسفل الكوخ الذي اعتدتِ الاإختباء به، أتذكرين آن؟! قرب الحقل"

قال اسمي ثانية لأتقدم خطوة قلت بصوت خفيف: اخرس يا هذا!!
ثم صرخت بوجهه: توقف عن ذكر اسمي أيها القذر، أنت لست والدي و أنا لا أعرفك!!

لكن ظهر أنه لم يسمعني لذلك واصل بنبرةٍ من الجنون السعيد..

"أفرين كان حظها فأس بجانب بحيرتك المفضلة، لقد كنت تقولين لي أن لديك صديقة هناك تُخطٱ اسمك دومًا و تناديكِ آني بدل آن"

وضعت يدي على فمي بشهقات ثم صرخت ثانية: أخبرتك أن تخرس تلك ليست انا، أنا لم ٱؤذي احدا و لن أتسبب بقتله، توقف!! و أنا لم أمت أنا حية!!

لكنه لم يسمعني مرةً ٱخرى بل قال بصوت عالٍ و ابتسامة مخيفة:

"و ران هنا بالسيف على السطح، حيث كنت تبكين دوما لأن وشم الزهرة يؤلمك."

اختنقت عِباراتي و حتى صوت بكائي، تمنيت لو تبلعني الأرض الآن أو فقط أقفز من السور أتبع حتفي أنا الٱخرى. أحسست أني فارغة فجأة و بنفس الوقت متألمة يجري بدمي سم كلماته دون رأفة.

رفعت يدي ببطء و وضعتها على رقبتي أتحسس الوشم متجاهلة ألمي حتى همست: الوشم كان يؤلمني بصغري.. كيف علمتٙ بأمره؟!

ثم نظرت له بملامحه المخيفة بقذارة صفاته و كل ما تحمله الحياة من حقد تجسدت بهذا الشخص همست ثانية: أيعقل أنك والدي؟!

لكن ألم تقل ٱمي أنه توفي بصغري؟!

و لكن هذا.. ماضٍ!!

"أما والدتك فلا تقلقي آن.."

اهتز جسدي بأكمله حين رفع رأسه ينظر لي بابتسامة مرعبة جدا قاتلة، قال:

"فقد احترقت"

تقاطرت دموعي على الأرض..

تراجعت خطوات للخلف..

"أنت لست والدي.."

و قد حركت رأسي بنفي في حين هو راح يضحك كالمجانين، لٱحرك راسي مرة ٱخرى و قد صرخت: والدتي بالبيت لم تحترق و لا شيء، أنت مجنون أتمنى لك الموت!!

لكن كأنما كنت ٱكلم نفسي لأصرخ ثانية بكل ما أملك: أتمنى لك الجحيم أتمنى لك شخصا يقتلك بنفس الطريقة اخرس اخرس عجوز حقير!! قاتل!!

و واصل ضحكه رغم دموعه و أنا غير مصدقة أين علقت نفسي و ما يجري لي لأضع يداي بٱذناي و أصرخٙ بصوت عالٍ جداً مغلقةً عيناي: قلت لك اخرس!!

فسمعت صوت زجاج يتصدع ثم انكسارات كثيرة تسقط حولي صوتًا لشظايا تتفتت و أنينٍ لم يسمع لقوتها..

"تلك كانت سيدتي، و أنا صوتها.."

رفعت رأسي فوجدت امراة تقف أمامي في حين كل من الكيان و الضمير تقفان بعيدا عنها، ثم سقطت قلنسوةُ المرأة لتظهر شبيهتها نفس التي سقطت من السور، ران.

"قُتلت فقط لأنها أح-

"اخرسي!!"

صرخت مقاطعةً إياها و قد تدحرجت دموعي، لأصرخ مرة ٱخرى: لتذهب للجحيم هي الٱخرى!! ليحبها العذاب!!

صُدمت الصوت بعض الشيء لٱواصل بغضب: هي قاتلة مثله، لقد قتلت شخصا عزيزًا عليه لذلك فعل ما فعله أليس كذلك؟!!

نظرت لي لحظات ثم قالت بنبرة حزيمة: لكن هي فق-

" لا هي و لا أنتن"
قطعتها بصراخ مرة ٱخرى ثم نظرت للضمير و الكيان، حتى صرخت ثانية: أتقتلون شخصا و تعتقدون أنكم ستنجون، ثم تطلبون المساعدة؟!

فنظرت لي بهدوء ثم قالت..

"مع هذا هو م-"

"قلت لك اخرسي!!"
صرخت ثانية لٱضيف بنفس النبرة: سحقا لك لو قتلتِ من ٱحب كنت لأقتلكِ أيضا!! لذا لا تطلبي مني أن أتفهمكم و لا أتفهمه!!

صمتت و لم تجد ما تقول، في ذلك الظلام و كان الحق معي.

فتحت عيناي و نظرت لها بغضب شديد أضفتُ بدموع: لا فرق بينكم و بينه!!
ثم تشبثت بثوبي و صرخت: قتلة!! قذرون!! لن ٱساعدكم بشيء يكفي ما أمر به!!

صمتت لحظات و حين فتحت فهما صرخت بنفاذ صبر و حنقٍ بنبرتي:

"قلت كفى!!"

لم يعلو شيء غير صوت بكائي، انبطحت على الأرض بفشل و تعب أبكي بصوت عال و شهقات، لا تتوقف الدماء عن الظهور أمامي.

"و لكن من قال أن هذا لأجلنا"

بلعت صوتي و فتحت عيني بصدمة لتضيف هي..

"هل علمت لما كان ينادي باسمك؟!"

رفعت رأسي إليها انتظر إجابة لتقول..

"هذا لأن لك علاقة بالأمر."

زادت دموعي ثم أضقت عيناي ٱحرك رأسي بنفي قلت: كلا انت كاذبة لن ٱصدقك!! لا علاقة لي بالأمر لا تكذبي!!

"أجل هو كذلك"

فصرخت عليها بغضب: لا تكذبي، لابد أنه قصد شخصا غيري هو ليس والدي فأنا لا أملك غير ٱخت واحدة.

هززت رأسي نافية و أكملت: أنتن لستن اأخواتي و والدتي لم تحترق!!! هي بالبيت نائمة، مرتاحة، و سعيدة أفهمت!!

كان صوتي عال جدا و غاضب لأقصى الحدود لتزيده بقولها..

"هل أنت متأكدة؟!"

"أجل"
صرخت ثم نظرت إليها بدموع: لا علاقة لي بالأمر!!

"بل كل شيءٍ يدور حولك و إلا لما قد ترين ذات الرداء الأسود؟!"

فتحت عيناي بانبثاق مستسلمة للأمر غير قادرة على فعل شيء غير البكاء بألم في الصدارة لم أشعر به منذ زمن..

"و لما باعتقادك تود قتلك؟!"

"أخبريني مالذي تعرفينه؟؟ مالذي تعرفونه؟!" قلت بصدمة و عيون خالية من أي إحساس..

تراجعت هي إلى الخلف بجانبهما، الضمير و الكيان اللتان لم تنطقا بحرف، حتى سمعتها تقول:

"لقد كان حلك للغز صحيحا، حين يفقد الشخص ذاته، فهو يفقد ما يوصل نفسه للعالم و يذكر بوجوده، يهشمُ وجدانه متناسيا أنه كان له أثرٌ خاص به، أنه كان ذا حضور. و حين يخطفه الموت، يكون أكثر ما يحتاجه صوته ليوصل ضحك أو صراخ ما فعل بحياته..

للمرآة وجهين، ما ترينه و ما يراه غيرك، لكن كلاهما يصبح بدون فائدة حين يعلو صوتك، تحطمين عدوك، غيرك -الزجاج- ، و في المقابل تفقدين بعضا من نفسك -قطرات الدماء-

أنا.. الصوت "

علمت بحله، حين رأيت انعكاس ليام بالزجاج و أن ما أوضحه ليس نفس ما رأيته، و كيف أن نتاج ذلك كان دمائه.

"لن تستطيعي معرفة آخر واحدة منا، لأنها لم تكن ضحية نفس قاتلنا"

فهمت ما قصدته لأقول بصدمة: المرأة الرابعة.. أتكون ضحيتكم؟!

صمتت لحظات..

"أجل.."

فشلت ثانية و زادت دموعي شعرت باختناق حتى أردفت هي..

"هناك وصية، ليست من كتابةٍ أربعتنا لكنها تحمل الكثير و لن ترضى بفضح القليل، جديها و ستعلمين من هي، و من أسيادنا"

قصدت من ريدان ران و أفرين.

نظرت لها بضيق لأصرخ: لا ٱريد أسمعت، لما علي ذلك أرجوكم لا ٱريد مزيدًا..

صمتت، لأسمع صوتا آخر كان صوت الضمير
-أفرين- متجاهلةً ما قلت تكلمت:

"ابحثي عن البحيرة التي قتلتُ بها، اذهبي إليها و خذي معك قطعة ألماس، قطعة ذهب، و قطعة فضة. ارمي الٱولى و قولي ذهب الجمال، ارمي الثانية و قولي ذهب الغلاء، ارمي الثالثة و قولي بقيٙ الحقيقي "

استغربت من قولها لم أفهم ما قصدته حتى فأكملتْ قائلة:

"ستظهر لك عروس البحيرة، و ستخبرك بالخطوة القادمة لتعثري على الوصية"

"عروس البحيرة؟!"
تسائلت..

تقدمت الكيان بجانب المٙرأتين و قالتْ:

"بالوصية بقع دمائها، الأخيرة و من قُتل أسيادنا بسببها، و خلف أحرف الوصية التي ستعثرين عليها أسرار ٱخرى ستنزع قناعها"

ثم بدأ الزجاج يتصدع ثانية حولي في ذلك الظلام الذي نلتقي به دوما، خفت و صرخت: مهلا أنا لم أقل أني سأقبل لم-

"هناك حربٌ على الأبواب آن.."

قاطعتني الصوت -سيدتها ران-  فصدمت و دموعي لا تتوقف لتقول:

"و عليك أن تجهزي أسلحتك و هي بكشفك ما نفض عليه التراب"

علمت أن ما قادم أسوء لأقول: أرجوك لا ٱريد ذلك..

زاد الصدع و راحت التشققات تلتهم صورهن لتقول الصوت:

"نحن آسفات.."

ثم تكلمت الكيان و قد أمسكت بيد الصوت..

"لكنه قدرك بالفعل.."

أمسكت الضمير هي الٱخرى بيد الصوت لتضيف بابتسامة حزينة..

"سننتظرك دوما هنا.. حيث الضوء الأسود"

فتحت فاهي بخوف و حين همست نصف كلمة: مه-

انكسر الزجاج بأكمله ثانية و راح يتحطم فوقي و حولي، حتى بدات أتذكر، و ألمح برؤيتي و بعيناي أشياء كثيرة.

لمحت جثة الكوخ، البحيرة الدماء، ذات الرداء موت الجندي بسببي، تضحية ليسلي -الإيفروديس السابق للزهرة- و رأيت وجه ذو اللحية يتزعزع و هو يبتسم بكره و مكر، علا صوتهن، صوت ضحكه المجنون، صوت ترجيهن و صراخهن..

ثم نظرت ليداي فوجدت دماءًا بها جعلتني أشهق، تذكرت ما حدث للفتاة في الزنزانة. شحُبٙ وجهي تمامًا و انقشعت بؤبتيٙ من مكانهما ثم أغلقت عينيْ..

و صرخت بصوت عالٍ للغاية.

و رغم أني أخرجت كل ما تملكه حبالي إلا أن الأصوات لم تتوقف..

و معها أصوات نفسي تلومني.

|الكاتبة|

كان قد وصل بها للقصر منذ ساعاتٍ مضت، أشرفت الطبيبة على حالتها و من وقتها و هي تتناول أدوية لاثني عشر مريض إضافة لمرضها الخاص.

أغلق باب غرفتها بعد أن اطمئن عليها و وجد أنها نائمة رغم حرارتها التي لم تنخفض كليًا بعد، مشى مبتعد و هو لا يزال قلق فهي طوال الطريق كانت تبكي و تهمس بأشياء لم يفهمها أو يسمعها جيدًا حتى.

دخل قاعة كان جوناثن و إدوارد بها  حتى قال الأول: اه ليام، الحمد لله على سلامة الملكة لقد عثرت عليها بعد كل شيء.

لم يجب ليام بشيء سوى إيمائطءة ليردف إدوارد بابتسامة إمتنان: ليس هي و حسب بل استطعنا إكتشاف مخبأ قطاع الطرق قبضنا على بعضهم و أيضا أعدنا كل الرهائن تقريبا.

هز ليام رأسه لكنه قال بحسرة يوطأ راسه: لكن مع هذا تأخرنا، فهناك شابة و رجل لم يمنعا.

صمت كلاهما، فمن بين الرهائن اثنان كانا قد قتلا. فتاة وجدت ميتة بنفس زنزانة آن، و رجلٌ قتلٙ أثناء اشتباكه مع أحد الجنود.

تكلم جوناثن محاولا تغيير الموضوع:
إذا أخبرني متى قررت العودة لمملكة سيلافرين؟!

فنظر له ثم قال: غدًا سننطلق، لكن إن لم تتحسن حالة آن و تنخفض الحمى فقد نضطر لتأجيله لما بعده.

هز رأسه متفهمًا و موافقا ثم تكلم إدوارد: أنا مدين لها حقا بالكثير.

ثم أردف جوناثن مبتسم: و أنا أيضا، إميلي قالت أنه لولاها لما كانت على قيد الحياة هي و ابني الذي لم يولد بعد.

فنظر لهما ليام قليلا ثم قال بابتسامة باهتة و قد أومئ، همس بصوت منخفض: و لا أنا اعتقدت أنها قد تقاوم بتلك الدرجة.

ثم أضاق عينيه بحدة ليقول مع نفسه..

(و لا أظن انها ستفعل حين تستيقظ.)

ثم كاد أن يتكلم لولا أن صوت صراخٍ قطعه، انتبه ثلاثتهم للأمر و قد تسلل الخوف على رؤوس أصابعه لقلب كل منهم، لكن ليس بقدر ليام لأنه مرة ٱخرى، علم لمن هذا الصوت.

فتح الباب بسرعة و ركض بأقصى قوة يتبع مصدره متجها لغرفتها و قد لاحظ من بعيد أن بابه مفتوح فزاد سرعته، حينها وجد ان كلً من بلور و أنجيليكا بجانبها مع بعض الخدم.

تقدم بسرعة إليها و هم يحاولون تهدأتها، و حين رٱوا أنه وصل ابتعدوا لينظر لها و يجد أنها مغلقة عينيها و فقط تصرخ.

حينها أنجيليكا بقلق و سرعة: أنا لا أعلم ما بها هي تصرخ و لا تسمع لكلامنا أو حتى تفتح عينيها.

فنظر إليها و وجد أنها محقة هي فعلا تغلق عيناها و فقط تصرخ لينادي عليها: آن!!! آن افتحي عينيك!!

و لكن لا جدوى بدى كأنها لا تسمعه، و هو فعلا ما يحدث!!!

|آن|

كانت أصواتهم عالية جدا، صراخهن، صوت أقدام تركض صوت نفس يحترق لشدة جريه، و صوت نفسي كأكثر شيء يلومني على كل شيء، سمعت أصواتٙ انكسار الزجاج بقوة و سرعة و لم أرى بوجهي شيئا غير الظلام، و رغم علوِ صوتي أطلب به النجدة إلا أن لا أحد حضر، لا أحد ساعدني أو قدِم!!

لذلك ظللت فقط أرفع صوتي أكثر!! أصرخ!!

أنجدوني!!

و من بين طيات صوتي شعرت بدل الألم بشيءٍ يمسح دموعي يقطع طريقها قبل أن تفوز و تصل لذقني، شعرت بيدان جعلتني ٱخفضُ نبرتي قليلا قليلاً حتى بدأت اصوات غير الساخطة التي توجعني تطرق ٱذناي

كانت تقول: افتحي عيناك!!

أفتحها؟! أو لست لا ازال بذلك المكان؟! حيث الظلام؟! حيث الضوء الأسود؟!

صحيح.. فهناك من يمسح دموعي!!

فتحت عيناي ببطء و قد أخفضت نبرة صوتي، كان الضوء يسطع شيئا فشيء و لكنه أبيض لذلك ارتحت، و رؤيتي للألوان تظهر رغم ضبابيتها بسبب دموعي إلا أنها كانت أمامي.

رمشت بضع لحظات حتى أستوضح ما يجري، ثم استدرت لأرى مصدر اليدان، و قد رأيت وجهه رأيت شعره الأشقر فعلمت دون الحاجة لمعلومات أكثر أنه هو ليام. ثم نظرت حولي فتعرفت على بعض الوجوه كبلور أنجيليكا و أما البقية كانوا خدمًا محيطين بي.

أين أنا؟! كيف وصلت لهنا؟!

أردت طرح السؤالين لكني حين رأيتهم لم أرهم لوحدهم، لقد كانت عيناي مغبرتان بسبب ما رأيته سابقا فقد لاح بينهم ثلاثتهن -النساء- و رغم علو أصواتهم -الجميع- لم أسمع أيًا منهم بل سمعت ضحكه المجنون.

ثم ما لبثت قليلا حتى عاد صوتي ثانية لم يكن صراخا هذه المرة، بل شهيقًا. كان نحيبا بكل ما تعنيه الكلمة، لقد ظلوا مصدومين ينظرون لي و أنا هكذا كنت أكاد أبكي دمًا و لم أخجل فجسدي كان يهتز لوحده.

إقترب ليام مني أكثر ليسأل: مهلا لما تبكين؟! أيؤلمك شيء؟!

لكني لم أرد بل بين فتحات رؤيتي لاحظت أني مضمدة بكامل جسدي و الضمادات تملئ وجهي أيضا.

فقلق هو ليستدير للخدم و يقول : مالذي تفعلونه هنا؟! نادوا على الطبيبة.

فارتعدوا من نظراته و تراجعوا جميعا فلم تبقى غير بلور و أنجيليكا و الحاكمين في الخلف يراقبان فقط ما يحدث بقلق.

تكلم ليام ثانية يحاول إيقافي و قد أمسكني من كلتا ذراعي: ما بك؟؟ توقفي عن البكاء!!

فنطقت بصعوبة: أرجوك أوقفهم، إنهم لا يتوقفون عن الصراخ برأسي!!

دهش و زاد قلقه ليقول بصوت خافت و خائف ثم أجلسني و أنا بالكاد أثبت: من ؟!

لكني لم ٱجبه بل فقط ظللت أبكي لٱضيف: أنا لم أقتل الفتاة ٱقسم، قائدهم هو من فعل!! و الجندي كذلك. أرجوك سامحني لقد ماتوا بسببي!! أنا آسفة!!

و توالت شهقاتي بعدها ليفهم هو نصف ما أتحدث عنه، كذلك بلور و أنجيليكا فأوطئت الأخيرة رأسها بحزن و كذلك الٱولى، أما الحاكمان فأشفقا على ما أمر به حتى ليام ظل ينظر لي بندم.

فقام بضمي إليه و لكني لم أشعر إلا بالصداع و الألم بجسدي و بنفسيتي ثم تشبثت بقميصه بقوة و بكيت أكثر، أما هو فقط ظل يضمني أكثر و يكتفي بالصمت و كان هذا كل ما أردته. خرج الحاكمان و كذلك بلور و أنجيليكا مصدرين صوت غلق الباب.

"أرجوك لنعد للقصر.."
تحدثت بترجي لٱضيف بالكاد أتكلم: فقط لنعد يمكنك أن تحبسني بالغرفة لكن أرجوك، لنرحل من هنا!!

فنظر لي بحزن و قلق أكثر، ضمني أكثر يحاول تهدئتي و إيقاف صوت بكائي ثم قال: حسنا، سننطلق غدا صباحا.

.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
و انتهيناااا الحمد لله..

أربعة آلاف كلمة اسفة 💀✋

بس هذا لأن عندي خبر ماشاء الله عليه بالأخير ☺💔

إذا..

مارأيكم بما حدث؟! انتظروا سأشرح قبل أن اسألكم..

ريدان، ران، و أفرين هن ضحايا العجوز ذو اللحية الحمراء و الذي تبين من هذا الفصل أنه والدهن في ثلاثة أيضا و تبين أيضا أنهن في ثلاثة قتٙلن شخصًا ☺💔 عزيزا عليه لذلك انتقم و قتلهن.

خلص يلي عنده سؤال يطرحه و اذا بيسألني عن شيء خارج البارت كخش ☺🔪🔪

كمان.. حسيت الفصل رعب مو خيال ما ٥_٥ و خاصة لما قال احترقت  و صار يبتسم حسيت حالي زودتها شوي 💀✋

بس ما علينا..

مارأيكم بما حدث لران و ٱختيها ريدان و أفرين؟! و بأين قتلن و ما حدث؟!

كل واحدة بكى عليها عنصر من الطبيعة نياهاهاها

بأقوال العجوز و ران؟!

و عن أي وصية تحدثت؟!

عن عروس البحيرة؟! و عن الكلمات و الافعال التي يجب فعلها؟! اسفة بس انا حبيت تلك اللقطة 😍😍 اسفة..

و اسفة بشان اللغز مش واضح جدا تحليله بس ضاعلي الفصل يلي كتبت به حله، مع هذا مارأيكم به؟!

هل من توقعات؟! هنا من فضلكم..

المهم.. لن أرد على تعليقات اجابات لأني لا اريد أن اشير لأي شيء اسفة 🌞✌

سؤال اليوم:
في 3999 ميلادي قُرر على أنها نهاية العالم، ما آخر ٱمنية؟!

عنوان الفصل القادم:
تأثيراتٌ جانبية



أيضا في خبر.. بالأول ٱحبكم☺❤

الخبر لن أنشر لشهرين حتى العطلة الربيعية القادمة..

يلا سلامات مارأيكم بالفصل القادم إن شاء الله باباي

استغفر الله استغفر الله استغفر الله..

🏃

و لكن شكرًا حقًا لكل شيء ❤


Seguir leyendo

También te gustarán

34.4K 3.4K 7
فتاة مسلمة تعيش في بلاد عربية وبنمط روتيني ، تجد نفسها بين ليلة وضحاها إبنة أكبر العائلات في كوريا وأخت أشهر أيدول من أشهر الفرق الكورية ، مين يونقي...
149K 4.3K 33
يقولون: الحب أعمى.. وهو يقول:أصابني العمى حين أحببت ولكن ماذا يفعل؟ ها هو قد أحب وحدث ما حدث...
598K 12K 21
عندما تتعثر كريسيلدا على أرض الجليد الاسود لإنقاذ صديقتها، تصادف رفيقها لكن ... ظنت أنه سوف يركض نحوها ويحملها بين ذراعيه ويقبلها بشغف . لكن لا شيء م...
597K 14K 34
من يقول إن النور لاغاب رجع ؟ ومن منّا يضمن مشاوير الطريق ! وحتى الصياد لو قضى ليله سّهر يجمع بين شبّك ومغارات الموج عودّ التيّار ولا رجع وخيب آماله و...