الجانبُ الآخر.

By ImSarax

447K 26.8K 10.6K

القصة فازت بمسابقة الواتيز لعام ٢٠١٦. "الأحداث تحول بيني وبينكِ ، رغم ذلك ، أشعر بأن كثرتها تجعلني أقتربُ منك... More

مُقدمة.
الفصل الأول.
الفصل الثاني.
الفصل الثالث.
الفصل الرابع.
الفصل الخامس.
الفصل السادس.
الفصل السابع.
الفصل الثامن.
الفصل التاسع.
الفصل العاشر.
الفصل الحادي عشر.
الفصل الثاني عشر.
الفصل الثالث عشر.
الفصل الرابع عشر.
الفصل الخامس عشر.
الفصل السادس عشر.
الفصل السابع عشر.
الفصل الثامن عشر.
الفصل التاسع عشر.
الفصل العشرون.
الفصل الواحد والعشرون.
الفصل الثاني والعشرون.
الفصل الثالث والعشرون.
الفصل الرابع والعشرون.
الفصل الخامس والعشرون.
الفصل السادس والعشرون.
الفصل السابع والعشرون.
الفصل الثامن والعشرون.
الفصل التاسع والعشرون.
الفصل الثلاثون.
الفصل الواحد والثلاثون.
الفصل الثاني والثلاثون.
الفصل الثالث والثلاثون.
الفصل الرابع والثلاثون.
الفصل الخامس والثلاثون.
الفصل السادس والثلاثون.
الفصل السابع والثلاثون.
الفصل التاسع والثلاثون.
الفصل الأربعون.
الفصل الواحد والأربعون.
الفصل الثاني والأربعون.
الفصل الثالث والأربعون.
الفصل الرابع و الأربعون.
خاتِمة.
مُلاحظة الكاتبة.
إستفسار ❤.
الخامس و الأربعون *الإضافي*.
THE WATTYS WINNER!
مُقابلة

الفصل الثامن والثلاثون.

7.3K 444 159
By ImSarax

Olivia.

"إنها ليست من تدبير شخص واحد، لكنني عرفت احد افراد هذه الخطة، إنه سايمون! لقد كان يعمل كحارس عند بوابة الشركة لدي!!".

قال هاري بغضب واضح.

"لقد عاملته وكأنه صديق لي، كنا نتحدث حتى في فترات العمل، كنت ازيد من راتبه رغم ان عمله ليس ذو شأن في الشركة، لقد إحترمته! وهو يرد جميلي بهذه الطريقة! انا فقط لا استطيع التصديق!." ضرب هاري على المقود بقلة حيلة.

وضعت يدي على كتفه ليهدأ.

"اوه بالتأكيد! هذا مايفعله الجميع! تضعون ايديكم على كتفي لتهدأونني، لقد سئمت الأمر."

رمى رأسه للخلف واضعاً يداً على جبينه، إنه غاضب فعلاً، اكره ان اراه بهذا الشكل.

"هاري ارجوك، فكر قليلاً، ربما هو مجبور على فعل ذلك-" قاطعني هاري.

"اوه بحب الإله اوليفيا لقد وجه فوهه مسدسه نحو رأسي مباشرة! لقد هزأ مني وهددني وكأنه لايعرفني!."

صمتت، لم اعلم مالذي يجب علي قوله، إنه حزين. جلّ ما استطعت فعله هو ان امسح على كتفه لأواسيه.

فرك عينيه وتنهد قبل ان يتحدث. "إنظري..ا-اعتذر عمّا بدر مني طيلة اليوم، لقد كنت غاضباً و لا اعلم، لم استطع ان اكبت ما بداخلي."

نظر لي وهو يتحدث، كنت سأفتحُ فمي لأقول شيئاً لكنه سبقني. "لكنني اعدك بأنني سأعلمُ من وراء كلِّ هذا، إنها فقط مسألة وقت، فقط إنتظري."

"اقدّر ذلك هاري، فعلاً. ولا اريدك ان تعتذر، انا اتفهّمُ غضبك، سأسانِدكَ حتى نجد من فعل ذلك، لاتقلق، إنها مسألة وقتٍ فحسب، صحيح؟" قلت لأبدّل من الأجواء المتوترة.

إبتسم هاري. "اعلمُ بأنكِ ستفعلين، ولهذا لازلت ابقيكِ معي، بأمان."

إبتسمت، نظرت لحضني قليلاً ثم نظرت له. "الن نذهب للداخل؟".

"اجل، هيّا."

إرتجلتُ من السيارة ودلفنا لداخل المنزل.

"ماذا ستفعلين الآن؟." سأل هاري بينما نخطو لنصل للأعلى.

"لاشيء، ربما سأجلس فقط!" هزّيت كتفي.

"إذاً في هذه الحالة، يمكننا الجلوس سويّاً لنشاهِد الأفلام، او ربما..نتحدث؟."

"لِما لا؟!".

"رائع، لنذهب لغرفتي، هناك لديّ الأفلام."

توجهنا لغرفته، فتح التكييف وقام بإسدال الستائر وإغلاق الإضاءة، يبدو اننا سنشاهد فيلماً.

اخرج هاري كومة من الأقراص، بدا محتاراً في الإختيار.

"اظن انني سأشاهد هذا الفيلم." قلت مشيرةً نحو احدِ الأقراص.

"اوه اوليفيا، لا تبدأي! تعلمين كم اكره الأفلام الرومانسيه!" ضحكت على تذمره.

"لاشيء يبدو جيداً هنا سواه." قلت.

"لا اصدق انّكِ ستجعلينني اشاهد هذا الفيلم معكِ." قال هاري وهو يضع القُرص بالمشغّل.

"إن كنتَ تكره هذه الأفلام فعلاً، لما انتَ تحتفِظُ بها؟" سألت.

"معظم الأفلام التي هنا ليست ملكاً لي، لذا لا تتصرفي وكأنكِ قد أمسكتي بي متلبِّساً."

"آوه،فهمت. لن تنطلي عليّ كذبتك."

"لايهمنيّ."

"إذاً لِمن تكون؟ آوه إنتظر، إنها لجنية الأسنان، لقد نسيت افلامَها هنا." سخرت منه.

"جنيّة الأسنان؟." تسائل هاري.

يبدو انه لم يفهم النكتة.

"انت تسكن وحدك في المنزل بإستثناء الخدم، أتقول لي بأنها ليست ملكٌ لك؟ لمن إذاً؟".

بدأت تتلاشى إبتسامته شيئاً فشيئاً، يا إلهي، هل قلت شيئاً خاطئاً؟.

"هاري؟" قلت بعد فتره قصيرة من الصمت، ألقى هاري بالقرص جانباً وهو ينظر له.

"إنه لأختي." قال بضعف واضح.

هل حدث شيءٌ لها ليتحدث عنها بهذه النبره الحزينة؟ اكاد اجنّ لأعرف.

"هاري،هل انتَ بخير؟ مابالُ صوتِك؟" إقتربت منه.

"أجل، انا بخير. هيّا لنشاهد الفيلم." قال وهو يلتقط القرص مجدداً، لكنني اسقطته من يده وحوّلت وجهه ليقابلني.

"هاري انت لستَ بخير،اخبرني مابك؟".

إستطعت ان ارى تفاحة آدم في عنقه تهبط وتعلو، إنه يبتلع ريقه وعلى ما اظن،يحارب دموعه.

صمَتَ قليلاً، اخذ نفساً ثم اردف."إسمها جيما،كانت تبلغ من العمر خمسٌ وعشرونَ سنة، مخطوبة لرجلٍ يدعى ماركوس، كانا يتواعدان لخمس سنوات حتى قررا أخيراً الإرتباط، كنّا نعيش سوياً في منزلٍ واحد بعد ان توفي ابي تاركاً عبىء شركته فوق رأسي، لكنني إستطعت التحكم بزمام الأمور رغم صغر سني حينها، ذات يوم، عندما عُدت من الشركة بعد ان انتهيت من صفقة كادت ان تودي بمستقبل الشركة للحضيض، عدت للمنزل ولازال الضغط و التوتر يسريان في داخلي، عندها قررت ان اذهب لجيما فهي تعلم كيف تجعلني اشعر بالإسترخاء وتصفية ذهني، لكنني عندما دخلت غرفتها، تسرعت، كانت تتحدث على الهاتف بهمس، لكن الهدوء جعل سماع ماتقوله واضحاً، سمعتها تقول -أمي إهدأي! لايمكنني ان اعارض هاري بأمر كهذا! إنه يتصرف كوالدي!...لا امي، لا استطيع هو يبقي ماله بالبنك الخاص به و انا لا اعرف الرمز!...ماذا؟؟!! امي هل قلتي للتو بأن أخدره؟ لكنه اخي!- عندها سمعت صوت امي يعلو من الهاتف، علمت انها كانت تصرخ، اكلمت جيما -حسناً سأفعل، لكن عندما يعود، لاتقلقي او حتى تشغلي بالكِ، وداعاً.-، صعقت عندما سمعتها تقول ذلك، وحان دورها لِتُصعَق حينما رأتني اقف عند باب غرفتها، اسقطت الهاتف من يديها وعينيها متسعتين، بدأت تتأتأ بإسمي محاولةً ان تجد اي عذر، لكنني قمت بصفعها قبل ان تقول ايّ شيء.

-إسترجاع لما حدث-.

صفعها هاري بأقوى مالديه، صرخت جيما وهي تحاول الركض بعيداً عنه.

"إنتظر! هاري ارجوك انت لاتفهم شيئاً!" قالت جيما ببكاء.

"لقد سمعْتكِ بنفسي! لاتنكري!" صرخ هاري محاولاً ان يمسك جيما.

"لقد فهمتني بشكل خاطئ، إنتظر لأشرح لك ارجوك!" إزداد بكاء جيما وهي ترتعش.

"لا مجال جيما، ليس هناك اي تفسير لما سمعته سوى انكِ تريدين ان تستولي امكِ على ما ورثته انا!".

"هاري.."

لم تكمل ماقالته جيما حتى إنهالت عليها صفعةٌ اخرى من هاري.

خطيبها ماركوس عاد باللحظة المناسبة، لقد سمع صراخ جيما وهاري ليركض مسرعاً للأعلى.

كان هاري سيشدّ شعر جيما، لكن تم إيقافه من قبل ماركوس الذي دفعه ليرتطم جسده بالخزانة.

"ايّها المجرم! مالذي تفعله بخطيبتي!" صرخ ماركوس.

لم تكن رؤية هاري واضحة إثر تجمع الدموع في عينيه، لقد كان غاضباً ومجروحاً في الآنِ ذاته.

"لا اصدق بأنكِ لازلتي تقفين بصف والدتي رغم خيانتها لنا، هي كانت السبب في موت والدي الا تدركين ذلك جيما!" صرخ هاري وهو يبكي.

"هاري كلانا يعلم ان ابي لم يكنّ الحب لها طوال سنين زواجهما! مالذي تعتقد انها ستفعل؟ لديها كامل الحق بأن تعيش حياتها!" صرخت جيما بالمقابل، كلاهما يبكي الآن.

"لا جيما! توقفي عن الدفاعِ عنها! لايوجد سببٌ كافٍ ليبرر مافعلته، الا تدركين، انه ربما نحن من والدين مختلفين!؟ قد اكون الأخ الشقيق بالنسبة لكِ وانتِ لاتعلمين ذلك! قد نكتشف بالمستقبل اننا من ابوين مختلفين الا تدركين جيما؟ اخبريني بحب الإله!!" صرخ هاري ، الدموع تشوّش على رؤيته اكثر.

"توقف عن التفكير بهذه الطريقة! إنها امك-" قاطعها هاري.

"لا! لا جيما لا! إنها ربما تكون أمكِ انتي، لكنها ليست امّي، انا لن اعترف بها مهما طال الزمان، لقد سلبت مني والدي، وبذلك لقد فقدتني للأبد." قال هاري، توقف ليبعد الدموع عن مقلتيه.

"ويبدو ان شخصاً آخر سيفقدني الليلة ايضاً."

إستقام هاري من مكانه وهمّ بالخروج.

"لا! هاري ارجوك لاتفعل هذا بي! انت كل ماتبقى لدي هاري، ارجوك لاتتركني!" صرخت جيما وهي تنتحب وتلحق به لتتعلق بذراعه.

"إتركيني، من الآن، انا اعتبر نفسي يتيماً، يتيم الأبوين، ويتيمُ الإخوة."

غادر هاري تاركاً جيما تنتحب بإسمه، لم تتوقف دموعه عن النزول من مقلتيه، إنها تشوش نظره، ونذا ماجعل القيادة صعبة.

غادر هاري مدينة نيويورك متجهاً للبلدة المجاورة، اقام في إحدى الفنادق لمدة إسبوع، كان يعاني فيها من الأرق، الكوابيس، البكاء، الذكريات، والوحدة.

ارسل رسالة لشقيقته جيما بأن تغادر من المنزل مع خطيبها، فالمنزل بإسمه، لنذكر ايضاً ان الشركة خاصّته في نيويورك.

ترك لهم يومين ليخلوا المنزل، وبعد يومين تحديداً، عاد للمنزل ليراه فارغاً، يفتقر للحيوية، وكأنه مهجور، يمكن ملاحظة ذلك لإتساع المنزل، فهو تقريباً اشبه بالقصر.

تنهد وصعد لغرفته، لاحظ وجود ورقه أعلى سريره، قام بفتحها وهو يعلم انها من جيما.

"هاري، إنه انا ماركوس، قررت ان اكتب هذه الرسالة بعد ان اشفقت على خطيبتي التي رفضت ان تزعجك بوضع رسالة لتفسّر فيها مافهِمته انت بشكل خاطىء، اتعلم لما كانت تتحدث مع والدتك؟ حسناً سأخبرك.

هي كانت تريد ان تصلح بينكما، كانت تشتكي لي كل يوم بأنها حزينة لما انتم عليه، تريد ان تلمّ شمل العائلة كما في السابق، اخبرتها والدتها بأنها تريد التحدث إليك، لكنها رفضت لأنها ظنت ان الوقت غير مناسب، وبشٱن المال و تخديرك، كانت تلك فكرة والدتك، هي اخبرت جيما بأن ترسل لها المال لتسافر إلى هنا، لنيويورك، لكنها رفضت تماماً الأمر، قالت بأنك شقيقها ولن تتجرأ على فعل شىءٍ كهذا بك، اما بالنسبة لآخر شيءٍ قالته، والذي ظننت بأنها ستسرق مالك وتأخذ شركتك، والدتها قد اخبرتها بأنها تريد من جيما بأن تدبّر لها المال للعودة لنيويورك، وإقترحت عليها بأن تخبرك انت بشأنها رغم انها تعلم إجابتك، لكنها ارادت ان تحاول، لهذا وافقت جيما وقالت بأنها ستفعل عندما تعود انتَ للمنزل، ولقد فهمت الأمر بشكل خاطىء كلياً هاري.

الآن نحن سنهاجر لبريطانيا، سنسكن بمنزلي هناك، حالما تقرأ انت الرسالة، سنكون في طريقنا نحو المطار، سنحقق إمنيتك بكونك يتيماً، لن ترانا مجدداً."

سقطت الورقة من بين يدي هاري، لقد كان في صدمة مما قرأه للتو، لقد اساء الحكم في شقيقته، لم يسمع لها حتى، لم يجعلها تبرر له، تسرّع كثيراً ولقد ادرك ذلك بوقت متأخر جداً.

رغم ذلك، امسك بمفاتيح سيارته مقاوماً رغبته العارمة بالبكاء، سيتجه للمطار، يدعوا بداخله بأن يصل بالوقت المناسب.

اصبح يقود بسرعة جنونية، غير آبهٍ بإشارات المرور وعلامات التوقف.

لكنه علق بزحمة المرور، لكنها ليست زحمة عادية، بين إكتضاض السيارات، هناك دخان يتدافع من بينها، صفّارات الإنذار تملأ مسامعه لتجعله يدعوا بأن مايظنه غير صحيح.

ركض خارج سيارته كالمجنون نحو مكان تصاعد الدخان، يرى الإسعاف يسحب جسد فتاه على مقربه العشرين، يرى شعرها المطابق لشقيقته، جسدها، طولها، ووجهها، إنها جيما شقيقته.

"لاا!!!" صرخ هاري وهو يركض ويدفع الذين امامه بقوة ليصل لشقيقته، لكنه يقع جراء احد الشرطيين.

"إبتعد! غير مسموحٍ بالإقتراب، الا ترى كمية الدخان يارجل!".

"إنها شقيقتي! إبتعد عني!" دفع هاري الشرطي جاعلاً جسده يسقط.

ركض نحو جثه اخته، يصفعها مراراً وتكراراً لعلّها تستيقظ لتسمع إعتذاره.

"جيما ارجوكي! لايمكنكِ تركي وحيداً هنا! انا كاذب!! نعم انا كنت اكذب، اريدك بجانبي جيما، اريد ان اسمعكِ تقولين انكِ قد سامحتني، لا اريد ان اتعذب بسبب غبائي بقية حياتي، جيما انا اتوسّلُ إليكي لا تتركينني!".

إنتحب هاري كالطفل امام الجميع، كان صوته وصوت صفارات الإنذار يملأ المكان، امسك جسدها بين يديه وهو يحتضنها ويبكي بحرقة، يتسائل، لما لا تجيب عليّ؟.

لم تتحرك، لم تتفوه بحرف، هي ساقطة كالجثة تماماً، الدم يملأ مقدمة رأسها وشفتيها وانفها، لقد كانت تنزف.

"جيما!" صرخ هاري وهو يضرب بيديه على صدرها، تدافع رجال الشرطة نحوه ليوقفوه، ظل ينازع ويصرخ، لم يتمكنوا من إيقافه، لقد إضطرّوا لإستعمال المخدّر.

إستيقظ بعدها في المشفى، كان قد لبث فيها يومين، ظل يسأل عن اخته وخطيبها كل يوم، هو يرفض التصديق بأنهما قد فارقا الحياة، لقد تركاه وحيداً، تماماً كما قال.

مر أسبوع، وهو يحدق برسالة ماركوس ليل نهار، وفي كل مرة، تتعالى شهقاته عند قرائتها، يلوم نفسه كل يوم، بأنه السبب في وفاتهما، لولم يطردها من منزله، لما إضطرت للسفر، لما تعرضت لحادث في طريقها، لما كان وحيداً الآن.

-نهاية الإسترجاع.-

مسح هاري دموعه بحزن، استطيع ان اراه يقاوم شهقاته، ادركت بأنني ابكي عندما اصبحت رؤيتي ضبابية، مسحت دموعي وقاومت رغبتي بالبكاء لأتجه لهاري سريعاً واقوم بمعانقته بأقوى مالدي.

يديه إلتفت حولي سريعاً وهو يحكمها لأصبح ملتصقةً به، إن هاري يبكي وكأنه طفلٌ بالرابعة، اسمعه ينتحب واضعاً رأسه في عنقي وهو يبكي بشدة، لا اريده ان يبكي، اريد ان اراه سعيداً دوماً، اكره ان اراه ضعيفاً، وحقيقة انه لازال يتعذب بسبب ذلك اليوم تجعلني اريد البكاء وبشدة.

"هاري ارجوك، لاتفعل هذا بنفسك!" قلت محاولةً بأن اجعل صوتي متزناً، لا اريد البكاء ولا استطيع منع نفسي في الوقت نفسه.

"انا السبب في وحدتي! لو كنت فقط اعطيتها فرصة الحديث والتبرير لماكانت ميتةً الآن! منذ ٧ سنين حتى الآن، انا لا ازال اتعذب بسبب هذا اليوم المشؤوم، انا لا ازال اعاني في نومي، انا لا ازال بغيضاً، انا لا ازال اعاني من الوحدة، وسأعاني منها طالما حييت، كل ذلك بسبب غبائي!".

إنتحب هاري وهو يشدّ ذراعيه حول جسدي اكثر مما جعل كبت الدموع اصعب.

"لا هاري! إيّاك ان تقول بأنك وحيد، انا هنا دوماً لأجلك! زين ايضاً، اعلم انه لن يتركك وحيداً، طالما انني موجودة بهذه الحياة، انت لست وحيد، انت لن تعاني من ايّ شيء، ستعيش كغيرك من الناس، مهما ظننت انك وحيد وليس لديك احدٌ بقربك، إنظر، إنني هنا بجانبك، انت لست وحيداً هاري، انت لست بغيضاً، انت لن تعاني من كل هذا بعد الآن، اعدك."

قلت بينما دموعي تتسابق على خداي، احكمت العناق مجدداً، لا اظن انه حتى يمكنني ان أحكمه اكثر.

كان هاري لازال يبكي، دافناً رأسه في عنقي ويديه حول جسدي، مسحت على رأسه بيدي آملةً بأن يهدأ.

"توقف عن البكاء، ارجوك." همست في إذنه.

شعرت به يومئ وهو لازال يعانقني. "اريد معانقتكِ اكثر."

قال بصوتٍ باكي. "حسناً."

يدي تمسح على ظهره، بينما الأخرى تلعب بخصلات شعره، اغلقت عيناي و إتكأت ضد خشبة السرير، اسمع شهقاته الخافتة بينما هو يتكأ ضد جسدي مغلقاً عينيه، بقينا هناك متعانقين لفترة لم استطع ان اتنبأ كم مدتها، لكنها دامت طويلاً، نظرت للوقت وكانت الساعة تشير إلى الثامنة.

نظرت لهاري، كان لايزال مغلقاً عينيه، واضعاً رأسه على عنقي حيث اشعر بأنفاسه تلفح رقبتي، هزّيته بلطف لأتأكد إن كانَ نائماً ام لا.

"هاري؟" همست.

فتح عينيه ببطىء ونظر لي. "ههمم؟" قال بصوت مبحوح من البكاء.

"يبدو انك مرهق، إنظر لعينيك، هل تودّ النوم؟" سألته بلطف.

اومأ بخفة، رفع رأسه وسحب يديه من خلفي وإبتعد ليصعد السرير، اخضرت الملاءة وقمت بتغطيته.

"ليلة سعيدة هاري." مسحت علي يده، كنت سأغادر لكن قبضة يده إشتدت حول كفيّ.

"هلّا نمتي بجانبي الليلة؟".

قال ولم الحظ التردد، وبالنسبة لي، لم اتردد ايضاً.

اومأت وتوجهت للجه الأخرى من السرير، أقحمت جسدي داخل الملاءة وهممّت بإغلاق الإضاءة الصغيرة بجانب السرير، حينها شعرت بيديّ هاري تلتف حولي ليقرّبني من مكانه، وضع رأسه اسفل ذقني وهو يلف قدميه حولي، يدي لم تتردد في ان تلتف حول ظهره، اغلقت عيني بينما هاري نائم في احضاني، لم أتخذ وقتاً لأغط في النوم.

لم اشعر من قبل بأنني في امان أكثر من الآن، حقيقة انه ملتف حولي ويديه محكمة على ظهري تجعلني اشعر بأن كل شيء بخير، اشعر وكأنني في حصنٍ مؤمن، حيث لايمكن لشيءٍ ان يكدّر ما اشعر به، وبمجرد ان اغلق عيني، هنا اشعر بأنني إنتقلت لعالم آخر ، حيث يمكن لدقات قلبي ان تتسارع وكأنني في سباق الماراثون، فقط بمجرد ان اعانقه، لا اريد ان اتخيّل كيف ستكون حياتي إن لم أقابله، بالحقيقة، شعوري بأنني اتمنى ان اكون على معرفةٍ به منذ زمن بدأ ينمو، وحالياً، اشعر بالخوف بأنني سأستيقظ لأرى ان كل ماشعرت به كان حلماً او وهماً، اشعر بالخوف بأن استيقظ هنا، في هذا السرير، رلا اجد هاري، فقط انا واثاث الغرفة، حينها سأبدأ بالبحث عنه ولن اجده، وسأظل افكر به طيلة ماتبقى من حياتي، التفكير بالأمر بحد ذاته يرعبني، والذي يرعبني اكثر الآن هو شعوري نحوه.

++++

بارت طويل قعدت خايفة بأي لحظة انه جوالي يطفي وينمسح ، مجرد التفكير خلاني اصير زي المجنونة، الحمدلله ما انمسح 🗿💖.

اصلاً اكتب وشحن جوالي ٤% حالة رعب قسم بالله.

وبليز تجاهلوا اي خطأ املائي رح يتعدل قريب ان شاءالله لكن حالياً صايبني حول من كثر ما اكتب.

رأيكم بالبارت الطويل ذا 🌚❤؟.

نزلته بمناسبة انه لوي نزل سيلفي+يوم ميلادي كان امس بس ماعلينا مالحقت اكتبه.

و إيه ترا يمكن خلال فترة تواجدي بالمدينة رح اكون ارسل البارتات بعد ما اكتبها لصديقتي لمى عشان تنشرها.

lldstyles

هذا حسابها، وبس سلامتكم، بحفظ الله 💖.

Continue Reading

You'll Also Like

11.5K 1.2K 17
يَظُن البَشر أنّ السُعداء المَبُتَسمين لا يواجِهون مَشاكل لَكن هَؤلاء السُعداء هُم أكثر البَشر حُزنًا و إكتئابًا لَكن هُم فَقط يُجيدون التظَاهر سَالب...
139K 7.6K 30
نقدم لكم الرواية المشتركة التي نعمل عليها انا Mary Mouslim و Fidaa Obeidat باسم : "Why Would We Get Married? // لما سنتزوج ؟؟ " - نوعها : كوميدية...
162K 6.3K 27
-مَا رأيكِ في أن نتحَدث في مَكتبي على إنفِراد؟ 'لكِنّي طالبتك أستاذ جُيون،ألا تَعتقد أنّ هَذا مُثير للشّكوك؟' -لَن يُلاحِظ أَحد هَذا عَزيزتي،هَذا بَي...