يا مالكٍ قلبي من أدناه لأقصاه

By nrwiat

37.4K 1.5K 575

ويلي على اللي غطاها الستر والعفه ما غير من بيت ابوها لبيت جدتها من دونها الشايب اللي هي في ضفّه والديره اللي... More

الشخصيات
١
٢
٤
٥
٦
٧
٨
٩
١٠
١١

٣

2.6K 144 51
By nrwiat

-
توسعت عيون غيث و قال: حشى علي ! ولدهم زوج اختي الله يرحمها.
نزل نايف عيونه و همس: الله يرحمها.
بّلل نايف شفته و سأل: أجل اللي عندها ولد صغير مطلقه منهي ؟
زفر غيث و قال: هذي بنتهم، تزوجت لكن ما ربي كتب و ربي رزقها ذا الولد اسمه مازن، اخت زوج اختي.
باله يدور اي سؤال يحاول يطرحه بس عشان يعرف من هي ذات العيون العسليه إلحاده اللي خذت عقله و كل تفكيره اول ما طب ذي الديره.
سأل بتردد: ما شفت احد شكل البيت ما فيه حد، ما واجهت إلا هذا عبدالهادي.
عقد غيث حواجبه و قال: لا يا رجال البيت فيه متروس، عندك سطام ابوهم و عياله غالب هذا زوج اختي الله يرحمها و عنده منها بنت وحده تسوى طوايف اهلي كلهم، و من زوجته الاولى عنده بنت و ولد بعد، و عبدالهادي عنده ثلاث بنات و ولد و عندك بعد فاهد لكنه مهب متزوج و ذي البنت و ولدها، عنده بنت ثانيه لكنها متزوجها و عندها بنت و ولد.
رفع نايف حاجبه بدهشه لـ حجم العائله و قال: ماشاءالله، الله يزيدهم ولا ينقصهم.
سكت غيث و كذالك نايف اللي يحاول يستنبط او يضع توقع ان اللي شافها اي وحده، تذكر الاسم المنحوت على قلادتها و اللي لمحه اول ما أقبلت عليه و قال في نفسه: اسمها هتّان.
كمّلوا مشيهم و هم يسولفون بكُل أريحيه لين تأخر الوقت و قرر نايف يرجع لـ مقر سكن العساكر عشان التدريب يبدأ من بكرا في الصباح الباكر.

« بيت سطام ال ناصر »
مسحت على ظهر أريج بعد ما قالت لـ بنات عبدالهادي كل اللي صار، سمعوا صوت فتح الباب و ترحيب سطام و عبدالهادي و عمتهم هند المتواجدة لاستقبال اخوها مع بنتها أصايل و ولدها راشد و أصغر أعمامهم فاهد.
كان مازن نايم بحضن امه و قالت أريج: بواجهه بعدين، ما اقدر اخلي مازن الحين.
هزت هتّان راسها بتفهم و لبست جلالها و تبعوها بنات عبدالهادي في لبس أجلتهم و توجهوا لـ الحوش.
تغطوا لـ تواجد راشد ولد عمتهم و سيف اللي ما يحلون عليه بنات عبدالهادي، وقفوا البنات خلف عمهم فاهد و تقّدمت هتّان و هي مطنشه راشد ولا كأنه موجود.
تقابلت عيون غالب بعيون بنته اللي نطقت من غير لا تقرب: الحمدلله على السلامه.
زفر غالب يرد: الله يسلمك.
تقّدم غالب و تخطى هتّان عشان يسلم على امه، يفتح مجال لـ سيف و وصايف يقابلون أختهم.
ابتسمت هتان من تحت جلالها اللي مغطيه في نصف وجها و قّرب سيف يحتضن اكتاف اصغر خواته و قّبل راسها، حاوطته هتّان و قالت: الحمدلله على السلامة يا اخوي.
شّد سيف على كتف هتّان و نطق بـ ابتسامه: الله يسلمك.
تبّع سيف ابوه و توجه لـ السلام على جدته، خففت هتّان ابتسامتها لما تلاقت عيونها بـ عيون زوجة أبوها مشاعل و نطقت: الحمدلله على السلامه.
تصنعت مشاعل الابتسامه و ردت: الله يسلمك حبيبتي.
و تعّدت هتّان، توسعت أبتسامة هتّان لما تلاقت مع أختها و مشت وصايف بخطوات سريعه لـ اختها و حضنتها.
ضحكت هتّان بخفه و قالت: الحمدلله على سلامتك يا الاخت الكبيره.
زفرت وصايف و ابعدت تنطق: ترى كلها خمس أشهر بينا هتّان !
أبعدت هتّان تسمح لـ وصايف بالسلام على جدتها و بعدها جلسوا في الدكّه كلهم و تأففت هتّان تشوف عيون راشد تروح و تجي عليها.
كانوا شيهانه و شموخ بحُكم انهم أصغر الموجودين يصبون القهوة عليهم، كان غالب فاتح الشنط و يوزع الهدايا اللي جايبها و الاغراض على أهله و لكن كالعاده هتّان بالنسبه له وجودها و عدمه واحد.
وصلت لـ مرحلة عدم الإحساس حتى بحزن لانها تعّودت، و لكن يوجعها قلبها، طولوا في الضحك و السوالف و لاحظت شيخه صمت هتّان و هي تعرف سببه.
قالت شيخه بهمس لـ هتّان: لا يضيق صدرك ماهي اول مره.
ضحكت هتّان بغصه و قالت: أبين اني قويه و ارد الكلمه بعشر و لكن شيء تافه و سخيف مثل هذا، يكسرني من عشانه، بالـ عشانه ابوي اللي جالس يسوي كذا، امي خسرتها و ما بقالي إلا هو، أنا بروح لـ غيث أبرك.
وقفت هتّان و نطقت تسمعهم: أنا بروح لـ خالي غيث يبيني.
رفع غالب حاجبه و قال بعناد: منتي رايحه في ذا الليل !
شدت هتّان على يدها و قالت بحده: بروح، عندنا مواعين مخلينها عنده و باخذهم.
قال غالب: ساعه و انتي اهنا ولا ما بيسرك حالك، توكلي.
راحت هتّان و عيون وصايف تناظرها بحسّره، حاولت وصايف توقف و تلحقها و لكن وقفتها يد امها اللي منعتها.
التفتت وصايف على امها اللي قالت: قلت لك علاقتك معها رسميه يا وصايف ! اختك هذي ما تحترم ابوك ولا تحشمه، خليها تولي تفهمين ؟!
سكتت وصايف و رفعت عيونها لـ سيف اللي يناظر امه بعدم رضى على كلامها و لكن فضّل السكوت بسبب وجود العائلة كلها حولهم.
لبست هتان عباية راسها بغضّب و الدموع محبوسه في محاجرها رافضه تسمح لها بالنزول على صافي خدها، ألبست برقعها و من الصّيقه ما اتصلت على غيث و قررت تروح لها برجولها.
مشت و بعد عدة دقايق وصلت لـ بيته و دخلت من الباب الجانبي لـ حوش البيت و فصخت عبايتها و برقعها و تركتهم على قطعة طوب موجوده في زاوية الحوش.
ما تسمح لـ نفسها تنهار إلا عنده، هو الوحيد اللي لو شاف ضعفها ما راح يزيد الهم همين عليها و لا راح يستغل ضعفه قدامه.
دارت داخل البيت و بحُكم ان غيث عايش لـ حاله كانت ماخذه راحتها، زفرت و توجهت لـ مجلسه بأعتقاد انه هناك.
دخلت من الباب الخلفي و تعمقت بخطواتها لـ مقلط المجلس المُتواضع و دخلت و مع دخلتها الدمعه طاحت من عينها.
لمحت شخص جالس على المسند بالثوب الابيض نفس لون ثوب غيث و بحُكم رؤيتها الضبابية آثر دموعها ما قدرت تتأكد إذا هو غيث او لا و من كثر ما هي كابته في صدرها ما قدرت تتحمل و أطلقته و هي في بالها انه غيث، نادت أسمه بصوت مبحوح طاغيته العّبره و الرجفة: غيث !
نزلت دموعها و شافت وجه الشخص بوضوح، صّد نايف و نطق: غيث داخل الحمام يا بنت عوّدي داخل !
شهقت و ركضت لـ خارج المجلس لين وصلت لـ داخل البيت و سكرت على نفسها باب البيت.
مسكت خدودها المُبلله و هي ترجع اللقطه في بالها، آخذت نفس عميق تحاول تفكر من هو و لكن ما خطر في بالها غير انه ضيف غيث اللي هو ولد عم صاحبه.
مسكت راسها و كل تفكيرها صار مشوش، ضيقّة صدر، و التقاط انفاس آثر الركض، و دموع تنهمر من محاجر صّمدت و مسكت دموعها لـ سنوات كثيره.

« المجّـلس »
وقف نايف و هو يمسح على شعره، يفكر وش علاقتها بـ غيث و كيف ماخذه راحتها في بيته زي كذا.
جّلس يراجع كلام غيث معه و تذكر انه مو متزوج، و انها كانت في البيت اللي يزعم غيث فيه ان بنت اخته المتوفيه ساكنه فيه عند ابوها.
ما لقى اي تفسير غير انها بنت اخته، قلادة هتّان على نحرها تدُل على انها هي نفسها و عيونها العسليه اللي لونهم بان له أكثر لمعة بسبب دموعها، شفّايف حُمر ترجف، وجنتين ورديتين مُبلله بدموع مثل الشلال الهادي، صدر يرقى و ينزل من شهقت بتفاجُئ لوجوده، شعر مجدل و لافته على جهة اليسار واصل لين خصرها مع شُعيرات بسيطة لاصقه في خذها آثر رطوبته بسبب الدموع.
رجع جلس على المسند و ظهروها له للمره الثانيه كان تثبيت لـ صورتها في عقله، اخذ شماغه الأحمر و دفن وجهه فيه يستغفر على عدم قُدرته على نسيان شكلها، يقول لـ نفسه انه تحسف على الموافقه على السهّر مع غيث بعد ما بلغوه القاعده عن تأجيل التدريب إلا العصر بحُكم الظروف المُناخيه و لكنه يشكر ربه في نفس الوقت انه صادفها.
طلع غيث من الحمام ~ أكرمكم الله ~ و رجع لـ نايف، وقف نايف و قال باستعجال: تصبح على خير يا ابو راجح أنا بسري.
رفع غيث حاجبه و قال: افا ! ليه ؟
تنحنح نايف و قال: حد متصل على جوالك أنا الصراحه تعبان من الخط و بيض الله وجهك عز الله انك رجالٍ فيه خير، ليت نهيان عرفني عليك من زمان.
ابتسم غيث و قال: ما تقصر يا ابو سيّاف، على راحتك.
طلع نايف و توجه لـ الونيت الأحمر و ركبه، أرخى جسده و مسح على شنبه يشوف تساقط المطر الخفيف على زُجاج السياره و ابتسم بخفه يهمس: يا هتّان بكيتي و جبتي معك المطر، مستعد اعيش بالجفاف ولا أشوف دمعه من عينك تنهمر.
أطلق نايف ضحكه عاليه و رجع همس لنفسه: وش سوت فيك يا نايف ؟ ما كملت يوم في ذا الديره و أغليتها ؟
تنهدت و شغل موتره متوجه لـ مبنى سكن العساكر.

« بيت غيث »
رفع جواله و شاف فقط رساله من هتان و مو مُكالمة مثل ما زعم نايف، فتح الرساله اللي كان مُحتواها: أنا داخل البيت لما تفضى تعال احتاجك.
توجه بـ أسرع ما عنده داخل البيت و فتح الباب و شافها جالسه سرحانه تتأمل نقش الفرشة، رفعت هتّان راسها و طاحت عيون غيث على عيونها الحُمر و خدها اللي مرسوم عليه آثار دموع.
فّز غيث و وقفت هتّان ترتمي في حضّنه، جّمد غيث يحس بأنهيارها في حضنه و زفر يهدي نفسه قبل يروح و يهجم على ابوها، كان حاس انها بتضيق اول ما شاف سيارة ابوها امام البيت و لكن ما توقع الليله و توقع بكرا.
شّد على اكتافها يحتضنها لـ صدره و قّبل راسها و همس: ابوك صح ؟
حس ان حركتها سكّنت و بعد ثواني ابتعد عنه و ردت بنبرة هادئه عكس عواصف الحزن اللي في جوف صدرها: مو مهم، ما دريت ان عندك ضيف هالحزه.
تنهد غيث و جلس على الارض و طبطب على فخذه، زفرت هتّان و جلست جنبه و انسدحت تريح راسها على ركبته.
مسح غيث على راسها و قال: لو بيدي خليته يبكي دم من الدم، لكن انتي الله يصلحك واقفه في وجهي.
تنهدت هتان و همست: شسوي بعد، ابوي.
هز غيث راسه و أرخى جسده يتأمل السقف و قال: لو اقدر أعيشك عندي بس، والله لـ أخليك شيخه و أعوضك عن كل اللي حطك فيه و لكن الشكوى لله.
أعتدلت هتّان و ابتسمت و قالت: أنا هالساعتين اللي اقضيهم معك كل يوم يسون عندي الدهر كله، لا تحاتي عندي هناك البنات و ما أواجهه كثير أصلاً، دايما عند بنات عمي عبدالهادي و جدتي.
عقد غيث حواجبه و سأل: صدق وش سالفة أريج و ولدها اليوم يقولي الرجال عنها قبل شوي.
رفعت هتّان حاجبها و قالت: اللي كان جالس معك الحين ؟
هز غيث راسه بالإيجاب و سألت هتّان: وش عرفه ؟
جاوب غيث: هو العسكري اللي فز لعمتك.
رفعت حواجبها باندهاش و رجعت تتذكر شكله و سرحت لين حست بخبطه من غيث على كتفها يقول: بنت ! هتّان ! وش فيهم اهلك اليوم يقولي مازن ضايع في بر مدري وين و بعدين عبدالهادي خذاه، وش السالفه ؟
سّردت له هتّان كل شي صار و لـ الامانه غيث ما انصدم، لانه عارف حقيقه كُل من طليق أريج و طليق هتّان و لكن كان متاخر جداً في أنقاذ هتّان بحُكم دراسته بالخارج و انقطاع أخبارها عنه.
عّدى الليل و خذت هتّان المواعين من بيت غيث و خذتهم لـ بيت جدها بمُساعدة غيث، تأكد غيث انها دخلت و قفلت الباب و رجع لـ بيته.
جّلس في مجلسه و فرك يدينه في بعض يفكر شلون يطلع هتّان من هذي العايله اللي هي فيها من دون لا تخسر اللي تغليهم، يدري فيها انها تحب ابوها رُغم اللي سواه لان مثل ما قالت يضّل ابوها.
و لا يقدر ياخذها من بيت ابوها دامه حّي، زفر و أرخى راسه على الجدار و سكر عيونه بتعب، وقف و توجه لـ بيته و خّلد لـ النوم لان عنده دوام الصباح.

« صباح يوم جديد، بيت سيّاف »
انتهت من تمشيط شعرها و بدت تجّدله، سمعت صوت نداء ابوها لها و توجهت لـ المجلس الداخلي الموجود فيه ابوها و اخوها جسّار و دخلت: سّم يبا ؟
سيّاف قال: حياك يا بنتي تعالي عندي أنا و اخوك، اختك وينهي ؟
رفعت ريماس حاجبها و قالت: يمكن بغرفتها بروح أناديها و اجي.
توجهت ريماس لـ غرفة نوف و دخلت عليها و حصّلتها واقفه عند شُباك غُرفتها ، تسمح لـ نسمات الهوى باللعب مع أطراف شعرها الأسود.
صغّرت ريماس عيونها و وقفت خلف اختها و شافت سيارة واقفه عند المجلس و قالت نوف: مين سيارته ذي ؟ مجلس الرجال فاضي صح ؟
هزت ريماس راسها بالإيجاب و ردت: صحيح فاضي، و لكن هذي سيارة خوي نايف ، منصور ، صّفها اهنا و راح هو و نايف بسيارة وحده.
توسعت عيون نوف و هي تناظر اختها و قالت بضحكه: ما يفوتك شي اعوذ بالله !
ضحكت ريماس و حاوطت ذراع اختها تقول: ابوي يبينا تعالي.
توجهوا الثنتين عند ابوهم و جلسوا معهم، بعد دقايق جابت هاجر الغداء و بدئوا يتغدون جميعاً سوى.
سألت هاجر: إلا نايف متى يخلص من الدوره العسكريه ؟
حاوبها جسّار: مب محدد، و لكن ما هي اقل من خمس شهور.
توسعت عيون هاجر و قالت: ايش !! خمس شهور لا خبر ولا شي عن ولدي !
قال سيّاف: يا مره اهجدي ! بنروح له كل شهرين لـ فضيت، لا تبدين فلم كل مره راح فيها دوره، خلي الرجال يتوفق و يترقى في شغله.
سكتت هاجر و أطلقت تنهيده، ناظروا نوف و ريماس في بعض و رجعوا يأكلون بصمت، نطق جسّار: إلا وش صار على موضوع خطبة نايف ؟
ضحكت ريماس و قالت: صباح الخير يا اخوي !
قالت نوف: أبوي عيّا، و نايف أصلاً ما يبغى فخلاص ما فيه.
رفع جسّار حاجبه و قال: ابرك له خلي يركز في شغله الحين لاحق على العرس.
أشر سيّاف على ولده و عيونه على هاجر و قال: سمعتي ولدك ؟ نفس كلامي لاحق على الشقى.
شهقت هاجر و قالت: وش قصدك ؟ أنا الشقى ؟!
توسعت عيون سيّاف و لف على عياله و قال: أنا قلت انها شقى ؟
هزوا رؤوسهم بـ النفي و كتموا ضحكتهم لما وقفت هاجر من السفره و لحقها سياف و هو يتحلطم عشان يراضيها.
قالت ريماس بضحكه: يا زينه أبوي للحين يراضيها على اسخف شي.
نوف بابتسامه: و يلوموني في حُب ابوي.
قال جسّار: اقول، أكلوا انتوا وياها و غسلوا المواعين بعدين، صوت ضحكك انتي وياها واصل جيرانا البخوا.
زفرت نوف و قالت: انت الين متى و انت حار كذا يعني ! ما عندك شي تروق عليه ؟
وقف و رد جسّار قبل يروح يغسل يده: احسن لك تلبخين عشان قدر الضغط ما تزيد حرارته، و اخلصوا علي يلا.
كتمت ريماس ضحكتها و همست لـ نوف: عرف لقبه عشان كذا منفس.
هزت نوف رأسها بالإيجاب تنطق: الله تعيّن اللي بتاخذه، و يصبّرها على قرادة حضها.
رفعت ريماس يدينها فوق و رددت: اللهم امين !
وقفوا البنات و شالوا السُفره و بدوا ينظفون المواعين و يسون قهوة و شاهي العصر مع فوايل بسيطه.

« بيت سطام »
طّلت و لمحت امها و ابوها يتغدون، مشت على أطراف اصابعها من قسمهم المنفصل عن البيت و لكنه في نفس الحوش و توجهت لـ بيت جدها اللي يبعد عنها عشر خطوات فقط.
دخلت بهدوء و واجهت شيهانه في الممر و نطقت شيهانه: هلا وصايف شفيك كنك حرامي داخل ؟
زفرت وصايف و قالت: ما ابي امي و ابوي يشوفوني، هتّان وينهي ؟
ردت شيهانه: في غرفتها شوي و بتنزل تساعدنا أنا و خواتي في تنظيم غداء المجلس.
هزت وصايف راسها بالإيجاب و توجهت لـ غرفة هتان و بين يدينها القطعه اللي كانت مخبيتها بين ملابسها، دقت الباب و سمعت صوت اختها الأصغر منها بـ خمس شهور و هي تنطق: حيّاك !
دخلت وصايف و ابتسمت من شافت اختها تلبس سلسالها، برزت غمازة وصايف اليسار من ابتسمت و اقتربت من اختها.
حضنت وصايف هتّان و قالت: ادري ان ضاق صدرك امس، و لكن امسحيها في وجهي تعرفين أبوي الله يصلحه.
تنهدت هتّان و هزت راسها، نزلت عيونها لـ يد وصايف الممدودة لها و فيها قطعة تذكاريه لـ جبال أبها و توسعت الابتسامة على ثغر هتّان الأحمر و حضّنت وصايف و هي تقول: تدرين اني احبك صح ؟
ضحكت وصايف و قالت: لو ما حبيتي اختك بتحبين مين يعني ؟
هتّان بعبط: اخوي.
ضحكت وصايف و هزت راسها، نطقت هتّان: صدق على طاري اخوي، سيف وينه ؟
جلست وصايف على سرير هتّان و جاوبت: على طول شغله طلبوه، عندهم كأنه قالي دورة عساكر جايين من ديرة ثانيه و لازم يراقبونهم عشان يوصلون ادائهم لـ القاعدة الرئيسه، مدري سالفه طويله عريضه.
هزت هتّان رأسها بالإيجاب و اقتربت تكحل عيونه بالكحله، وقفت وصايف تتأمل عيون هتّان و ابتسمت تقول: عيونك ماهي لـ ابوي، لـ امي امل صح ؟
ابتسمت هتّان بحزن من سمعت اسم امها و قالت: ايوه، خذيت لون عيون امي و حدّة عيون ابوي.
ابتسمت وصايف تنطق: مزيج حلو، لـ خلصتي من الكحله عطيني بكحل عيوني.
كحّلت هتّان عينها الثانيه و مدت الكحل لـ وصايف بعد ما انتهت.

« المغرب ، القاعدة العسكريه »
أخذ مفاتيح سيارته و خرج من القاعدة برفقة صديقه متعب، نطق سيف: مريت على ذا الدوره العسكريه اللي جايه ولا لا ؟
جاوب متعب: ايه، صدق انت وش قومك ما أشرفت عليهم ؟
قال سيف: وكّلوني شغل ثاني فجأة، بدوا تدريب ؟
رد عليه متعب: اكيد العسكريه هذي يا بابا، زين ما بدوا من البارح.
ركب سيف موتره و رافقه متعب، نزله بيته و توجه لـ بيت عمته هند بهدف انه يسلم عليها لانها اتصلت عليه و عزمته على قهوة.
صّف سيارته امام البيت و نزل، واجه في دخلته وليد زوج عمته، سّلم عليه و رحّب وليد: ارحب يا ابو غالب، حياك اقلط عمتك تنتظرك، ودي اسولف معك غير عند شغل لازم أتمه و ان شاءالله ارجع الحق عليك.
ابتسم سيف ينطق: معذور معذور يا ابو راشد، الله يحفظك.
دخل سيف لـ بيت عمته و بدء يتوجه لـ الخيمة الصغيره الموجوده في زاوية البيت بحُكم ان عمته تجلس فيها من العصر.
ناظر الحوش و ثبتت عيونه عليها و هي تشيل الملابس المعلقه بحُكم غروب الشمس، تلاقت عيونها بعيونه و بلعت ريقها ترفع جلالها تغطي وجها و تدخل لـ داخل.
صّد سيف عنها رُغم معرفته لـ كل ملامح وجها، عاشوا طفولتهم مع بعض كلها ولا يدري ليه طول هالسنين متعلق فيها ، تعود عليها في روتين حياته و فجأة اختفت عن عيونه، حاط في باله ان هذا السبب و فتره و تروح، و لكن هذا هو و هذي هي، عشر سنين و ما غاب احد عن بال الثاني.
كل ما دخل البيت يذكرها بوجوده، و لما يكون بينها و بين نسيانه شعره، يرجع يدخل حوش بيتهم يذكرها فيه و بوجوده حوّلها.
دخل سيف الخيمه بين تراحيب عمته و عيون أصايل اللي تراقبه، غمضت عيونها ترجع ظهرها على الباب و تفكر فيه، من يوم سافروا و هي ناسيته، و لكن هذا هو رجع يذكرها انه في حياتها.
بلعت ريقها تسمع نداء امها، غطت نفسها بالجلال و اخذت دلة القهوة الجديده و توجهت لـ الخيمه، حطتها امام امها على الطاولة و لا تجرأت ترفع عيونها له.
رجعت لـ الداخل و طلت من الشُباك تشوفه بـ بدلته العسكريه دليل انه طالع من دوامه و تسمع ضحكته و هو يسولف مع عمته.

« المستشفى »
طلع آخر عضو في مجموعة العساكر الاولى اللي فحصهم اليوم، توجه لـ المغسله و بدء يغسل يده و رفع عيونه يشوف انعكاسه في المرايا.
ناظر عيونه العسليه اللي وارثتها هتّان من اخته و حدة فكه اللي بدت تختفي بحُكم نمو عوارضه و همس: يبيلها حلاق.
نفّض يده و فصخ الزي الطبي يرخيه على كرسي مكتبه، و بدء يتوضى لأداء صلاة المغرب.
بعد ما خلص طلع من مكتبه متوجه لـ مسجد المستشفى و لمح نايف المُتقدم له و هو يقول: زيّن جيت الحق اصلي معك.
ضحك غيث و قال: عطيتني احساس ان القاعدة في الحنوب، تراك جنبي، امش امش حياك.
وصلوا لـ المسجد و صلوا المغرب جماعة، بعد ما أدوا صلاتهم توكل كل واحد فيهم في دربه.
نزل غيث عند بيته و تروش و بدل، لبس ثوب ابيض و شماغ احمر و ركب سيارته متوجه لـ بيت سطام.
وقف برا و طلعت له هتّان بعبايتها و برقعها و ركبت معه و قالت: هلا، شعندك وش المُفاجأه ؟
ابتسم غيث يقول: بتشوفين، سكري الباب.

« داخل بيت سطام، غرفة أريج »
رفعت راسها لـ ولدها اللي ناداها و نطقت: لبيه يا ابوي ؟
قال مازن: يُمه بكرا ما ابي اروح المدرسه.
تنهدت أريج و مسحت على راس ولدها اللي تغير حاله بعد اللي صار له مع ابوه و قالت: بس بكرا، طيب ؟
هز راسه بالإيجاب و زفرت أريج توقف و تمد يدها له و تقول: يلا مشينا نروح نلعب أنا و انت.
صّد مازن و قال: وش نلعب بعد ؟
رفعت أريج حاجبها و مسكت فك مازن ترفع عيونه لها و قالت: ذا الأسلوب معي أنا يا مازن ؟
سكت مازن و وقف يحتضن امه، هزّت أريج راسها بأسى و قالت: ابوك ان شاءالله منتب رايح معه مره ثانيه، لا تخاف.
همس مازن بعّبره: بس أنا ابي ابو، كل اخوياي في المدرسه يجيبونهم و ياخذونهم ابوانهم إلا أنا، مره لـ حالي و مره كل اسبوع يجيبني خالي عبدالهادي.
تنهدت و التفتت على دخول ابوها سطام، توسعت عيونها من وجوده لان اكيد سمع كلام ولدها اللي تحاول قد ما تقدر ما تخلي ولدها يسّمع هـ الكلام لـ ابوها.
انتقلت عيون سطام من حفيده لـ بنته و نطق: مازن، اطلع شوي ابي اكلم امك.
مازن و هو يخرج: أن شاءالله يُبا.
سكر سطام الباب و نزلت أريج عيونها من سمعته يقول: عاجبك ؟ عاجبك حال ولدك هـ الفقير ؟!
صّدت بقهر و هي تسمع يقول: ابوه متشتت و انتي متشتته و الولد مأكل تبن و هو يبي قرب امه و ابوه ! اسمعي يا أريج يا تتصالحين مع ابو ولدك يا تشوفين لك حد يصرف عليك انتي و ولدك !!
توسعت عيون أريج و شهقت و قالت: من صدقك يُبا ؟! تبيعني عشاني ما ابي ارجع حق واحد يصبحني و يمسيني على كف ! عشان واحد مشغلني كرف صباح و ليل كأنه ماخذ وحده تشتغل له مو زوجة !!
رد سطام: يصرف عليك ولا لا ؟! ضامك انتي و ولدك ولا لا ؟! مقصر عليكم في أكلكم ولا شربكم ؟!
زفرت أريج و قالت: لا ما هو مقصر مع ولده، لكن أنا مقصر و زياده ! و وينه تقول متشتت ؟ الرجال متزوج و عايش حياته ولا طلع في حياة ولده إلا في السنه حسنه و هذا هو اليوم كرّه ولده فيه !! يبيه يغدي رجال بدون قلب من الحين و هو توه صغير !!
رفع سطام حاجبه و قال: وش صار بعد ؟ راح لـ أبوه اليوم ؟
عضت أريج شفتها بغّضب و بدت تحكي اللي صار لـ ابوها و انصدمت من قال: دام مازن ما تعور عادي، يبي يقوي قلبه وش فيها يعني ؟ ولدك غدى ليّن من دلعك له !
أريج و عيونها تهمر الدموع: وش يقوي قلبه يُبا ؟! الولد جاني يبكي و يرجف من البندق و تقولي يقوي قلبه !!
نطق سطام بحده: شوفي عاد ! تراني عطيتك وجه و متحمل شوفة حفيدي و هو يشتاق لـ وجود ابوه حوله ! بحّل موضوعك مع شاهر و بترجعين له !!
انفتح الباب و دخل مازن و ركض قدام امه امام جده و نطق بعّلو صوته: إذا امي رجعت لـ أبوي والله لـ أكرهك طول عمري يا جدي !!
سكت سطام لـ ثواني و قال: انت ما عاد عرفنا لك ! تبي ابوك ولا لا ؟!
غطت أريج عيونها و صّدت عنهم تكتم شهقاتها، التفتت على ولدها اللي رد على جده: قلت أبي ابو ! ما ابي واحد بيحكم على رجولتي بـ بندق !
توسعت عيون أريج من كلام ولدها اللي تقص يدها انه ملقطه من مجالس الرجال اللي يروح لها مع خواله غالب و عبدالهادي و فاهد.
رفعت عيونها لـ ابوها اللي نطق: يعني تبي امك تتزوج ؟
قال مازن: إذا في واحد كفو يستاهلها و وافقت عليه هي، ذيك الساعه يصير خير، ابي واحد يكون ابو لي و لـ امي بعد.
توسعت عيون سطام و قال: وش قصدك يا ولد !!
جاوب مازن: محشوم يا جدي، لكن ابوي ما كان لـ امي غير عذاب و عيوني شاهده، ابي واحد يكون لها عّون سند من بعدك انت و خوالي.
سكت سطام و رفع عيونه لـ أريج و قال قبل يطلع: قولي لـ ولدك لا يتفلسف و يزيد حكيه، علميه بدال الدلع الزايد ذا !
و طلع سطام و سكر الباب بقوة خلفه، التفت مازن على امه و قال: اسف يمه لكن ما ابيك ترجعين لـ ابوي، ما ابيه يضربك زي اول.
جلست أريج على السرير و فتحت ذراعينها تحتضن ولدها، احتضن مازن امه و هو يسمع شهقاتها المكتومه و يشوف دموع عيونها.

« إحدى محلات الذهب »
قالت هتّان: يا ابن الحلال والله ما له داعي !
أخذ غيث معاضد الذهب من راعي المحل و سحب يدين هتّان و بدء يلبسها وحده وحده، توسعت عيون هّتان من لبسها ست حبات في كل يد و قالت: يويلي غيث !!
عطاها خاتمين و لبستهم في اصابعها الوسطانيه و قال غيث: باخذ ذولا كلهم.
رفعت عيونه من قال راعي المحل: أبشر.
قربت هتّان من غيث و قالت: منتب شاريها !!
قال غيث: والله لـ نتشرى و الله لا تلبس و تشوفها مرة ابوك الحيا الرقطى ذيك و خليها هي و ابوك مستانسين بأغراض أبها و انتي أسرحي بالذهب من راسك لـ رجولك !
مسكت راسها و بدت تفصخ الذهب، لمّها راعي المحل في كيسه و قالت هتّان: غيث ! والله ما يحتاج يا اخوي لا تحلف !
قال غيث: حلفت و خلصت الحين البخي و اخذي الذهب.
سكتت هتان و حاسب غيث و طلعوا بأتجاه موتر غيث، ركبوا و زفرت هتّان و قربت تقّبل راسه.
قالت بصوت هادي: ما تقصر، ربي يخليك لي.
ابتسم غيث و توجه لـ بيت سطام عشان ينزل هتّان.

« مساءاً ، مجلس عبدالعزيز ~ أبو سيّاف »
كانوا الرجال مجتمعين كعادتهم، التفت عناد على ولد اخوه عبدالرحمن نهيّان و نطق: ولد ! أخبار الديّره هناك ؟
هز نهيان راسه بالإيجاب و قال: زينه، لقيت حدى اخوياي ساكن هناك فـ ما حسيت بالوحده ولا الصعوبه يعني.
فر عناد و نزل عيونه لـ الضّو و سمع نهيان يقول: شقوم وجهك كذا ؟
جاوبه عناد: قالوا لنا ان القعدة البحرية بتنتقل هناك، و بيستقر الشغل هناك و كل العساكر بيروحون هناك لمُدة ثلاث شهور لين يرتبونهم على حسب المنطقه.
رفع نهيان حاجبه باستغراب و قال: غريبه، لكن لا تحاتي نايف هناك بتستانسون مع بعض.
تنهد عناد و همس: ما أداني ذيك الديره.
قال نهيان: احلف ؟ كله عشان عديم التربيه ذاك ؟
قال عناد: ما راح اقدم شغلي و أنا مرتاح دام ذاك الخسيس في نفس الديّره اللي بكون فيها.
سأل نهيان: انت وش صار لك معه ؟ ترى قدني ناسي.
جاوبه عناد: كان واقف جنبي هو و ولده في محل أسلحه، شرى أسلحته و شريت سلاحي و يوم ضربت بعيني صوبه إلا و هو مخلي الصبي يشل الأسلحه كلها و الولد ورع توه صغير، المهم، عصب هو على الولد و بغى يضربه، رحت أنا تدخلت و الرجال لسانه متبري منه قام يغلط علي و خبرك أنا...قاطعه نهيان.
قال نهيان بضحكه: قدر الضغط.
رفع عناد حاجبه و قال: وش دراك ؟ محد يدعيني بذا إلا بنات سيّاف.
قال نهيان: ان ولد سيّاف قالي، جسّار، المهم اسلم.
هز عناد راسه و كمل: سّلمت، و ابد بدء يغلط و رديت عليه الكلمتين بعشر لين مد يده، اول ما مد يده على طول سلاحي بين عيونه و شارتي العسكريه جنب سلاحي.
نهيان: يا رجال تلاقيه ناسيك و ناسي كل شي لو واجته، مع ان ما ضنتي.
عناد: هو يمكن نساني و لكن ولده اقص يدي ما نساني ولا راح ينساني.
نهيان باستغراب: و ليه ؟
عناد: سلاحي و على ابوه و ضرب و هواش تحسبه بينسى وجه واحد بغى يذبح ابوه مثلاً ؟ حط نفسك مكانه.
نهيان: منتب مواجه يا رجال وسع صدرك.
تنهد عناد و مسح على شعره قبل ياخذ جواله و يراسل نايف يبلغه بالخبر.

« صباح يوم جديد، بيت سطام »
لبست عباية و ريحتها على اكتافها هالمره، و لبست شيلتها و غطت نصف وجها بطرف شيلتها بحُكم قرب وجهتها من البيت.
طلعت من غرفتها و بيدها سلة الرطّب الفاضيه اللي رايحه تملئها من رطّب مزرعة جدها، و هي طالعه شافها غالب و نطق: يا هتّان !
زفرت و مشت له و وقفت عنده و قالت: سّم ؟
قال غالب: رايحه المزرعه تجيبين رطّب ؟
هزت رأسها بالإيجاب و قالت: ايه، جدتي عذاري تبي منه لان قده مخلص.
غالب: زين جيبي زياده ابي بعد.
هزت راسها بالإيجاب و قالت: أبشر.
طّلت وصايف من خلف ابوها و سمعت حوارهم و قالت: يُبا عادي اروح معها ؟
غالب: يا بنتي حّر، هي رايحه رايحه بتجيب معها.
وصايف: اي ادري بس ابي اغير جو ما عندي شي اسويه.
تنهد غالب و قال: أسألي امك اول.
صّدت هتّان و تكتفت تنتظر هل وصايف بتجي معها او لا و سمعت وصايف تقول: يُبا تعرف امي بتقول لا ! خلني اروح ما راح اطول معها تكفى !
زفر غالب و قال: خلاص روحي، و اسمعوا انتوا الثنتين قولي لـ خلدون بدون حساب حنا حفيدات سطام، و إذا سوى لكم فلم اتصلوا علي.
ركضت وصايف لـ الداخل و لبست عبايتها و شيلتها و اخذت سلة فاضيه و طلعت لـ هتّان، ابتسمت هتان من قلدتها وصايف في وضع جزء من الشيله على نصف وجها و توجهوا لـ المزرعة اللي يفصل بينها و بينهم شارع.
قالت وصايف: يوه يعني ضنك خلدون ما حفظنا ؟
هتّان: يحفظني يمكن بس انتي ماشاءالله عليك ما تجين الا في ألسنه حسّنه.
تنهدت وصايف و وقفوا من استقبلهم خلدون عند الباب و قالت هتّان: عساك عرفتني يا خلدون.
جاوبها خلدون اللي من الجنسيه السودانيه: أيّ عرفتِك لكن لازم اتصل على العم سطام عشان اكون في السليم.
قّلبت هتّان عيونها و قالت: بتفاهم معك بعدين، بروح اجمع رطّب و راجعه عشان تتصل على سطام.
دخلت هتّان داخل المزرعة و خلفها وصايف، التفتت هتّان على وصايف و قالت: لقطي من ذاك الصّوب و أنا من الصوب ذا.
هزت وصايف رأسها بالإيجاب و راحت في طريقها و راحت هتّان في طريق مُعاكس لها و وقفت قدام نخلة مليانه وطّب و رفعت يدها و بدت تجمع الزين منهم و تحطه في سلتها.

« خارج حدود المزرعة »
عقد حواجبه يشوف ناس يطلعون و يدخلون لـ هذي المزرعه و هم يشترون مُختلف الأنواع من المحاصيل، عنده وقت قبل فترة تدريبهم الثانيه فقرر يتجول حول الديّره و يكتشفها اكثر، و لا بدّل بدلته العسكريه و اكتفى بالتجول فيها ، لف و طاحت عيونه على بيتها و بعدين رجع أبصاره على المزرعه.
قرر يدخلها و واجه خلدون عند الباب اللي قال: أهلاً و سهلاً، كيف أقدر أخدمك ؟
بّلل نايف شفته و عيونه تراقب المكان: مزرعة مين هذي ؟
جاوبه خلدون و هو متوتر كون اللي أمامه عسكري: هذاك البيت الله يسلمك؟ سطام ال ناصر هو صاحب المزرعه و كُل الإجراءات الحكوميه مُتخذه في المزرعه و هي مُرخصه.
كتم نايف ضحكته و قال: زيّن زيّن، وش داخلها ؟
بدء خلدون يعلم نايف عن الأشياء الموجوده مثل الرطّب و الخُضار و الفواكه و مختلف أنواع الماشيه و الألحام و اللبن.
قرر نايف يدخل و يتجول فيها كوسيله لـ قضاء الوقت، مّر على اول قسم في وجهه و هو قسم النخيل، بدء يتمشى فيه و يدينه في جيبه و عيونه تدور حول النخيل ذو الرطّب المليان الذهبي.
سكّنت حركتها اول ما لمحته بصعوبه بحُكم الوان بدلته المُتناسقة مع ارضيه المزرعه، بلعت ريقها اول ما التفت عليها و ثبتّ عيونه على عيونها.
حست بحركة خلفها و سمعت وصايف تقول: شوفي هتّان يكفي ؟
التفتت هتّان على اختها عشان ما تشك و قالت: ايوه يكفي، يلا مشينا.
رفعت هتّان عيونها له و شافته يناظر الرطّب اللي في يدها، تنهدت و قالت في نفسها: وش هالحاله ياليل ! كل يوم و أنا اشوفه في وجهي ؟
راحوا الأخوات لـ عند خلدون اللي اتصل على سطام، تكتفت هتّان و هي واقفه امام خلدون و وراها وصايف و قالت: وش قال جدي ؟
خلدون: يقول عارف انو غالب مطرشكم، و يقول انو ما فيه لين يدفع ابوكم.
سمعت هتّان وصايف تضحك و تقول: ياخي جدي ديمُقراطي درجة أولى !
زفرت هتّان و قالت: وصايف، اتصلي على ابوي خليه يجي يدفع.
التفتوا البنتين اول ما نطق صوت رخّيم و ثقيل من جانب هتّان بـ مساحه: كم حسابهم ؟
التفتت هتّان و شاف الجُزي الجانبي من وجهه، رصّت على كفّها و هي تشوفه يطلع محفظته من جيبه و قالت بحده: مشكور، ابوي جاي بالطريق.
همست وصايف في أذن هتّان: ابوي ما يرد !
شدّت هتّان على قبضة كفّها و كررت قولها: ما تقصر لكن احفظ فلوسك لـ ناس محتاجتها.
رفع نايف حاجبه و انصدم نوعاً ما، ان واحده بهذا الشكل الملائكي طريقة ردودها بهذي النبرة و الأسلوب، جاهل الي مرت فيه و خلالها تصير كذا خاصةً مع الجنس الأخر.
قال نايف و عيونه صاده عنها: ماله داعي هـ الحّكي، كم حسابهم اخوي ؟
لف نايف اول ما سمع خبطة و شاف هتّان تاركه السله على طاولة خلدون و البنت اللي معها تناظرها بصدمه، تبعت وصايف اختها و هي تاركه السله جنب سلة اختها.
وصلت وصايف لـ هتان و هي تلهث و قالت: شفيك على الرجال يختي ترا ما كان قصده شي.
قالت هتّان بصوت هادي: كلهم تحسبينهم ما يبون شي، لين تجي ذيك الساعه اللي تكونين فيها بأشد مراحل ضعف في حياتك و يجلسون يتشرهون عليك و يزيدون الهّم هّمين على كبدك !
دخلوا داخل البيت و ناظرت وصايف هتّان اللي دخلت البيت و هي معصبه و همست لـ نفسها: بسم الله عليها، شفيها وش صاير لها ؟


~ تقبل الله طاعتكم 🤍.

Continue Reading

You'll Also Like

20.9K 439 27
رواية فريده من نوعها لا أبيح اقتباسها اول كتاباتي 🤍
329K 9.2K 37
بين بحور وهوجّاس ، انا ولد البر الي انصدم من زواج الي احبها ومن بعدها انعزل عن العالم بالبر , وبيوم اكون ماشي والمح بنت طايحه وانزل اشوفها وانصدم من...
23.5K 1K 24
انستا : reiwoc40 ||| تيك : xrwaya17 - " الكِـاتبة | جِـيان " - ابطال الرواية : " أمـجـد عـبـدالمـلـك ، تـغـريـد عـبـدالمـجـيد "
37.4K 2.2K 37
مانشدت الشمس عن حزن الغياب علمتنا الشمـس نرضا بالرحيـل كل يومٍ يغرق الضي في عــبــاب ما سمعنا ناعي ٍ .. مابه عــويل