أسطورة آل ڨاسيليا || The Lege...

By Jolianakingdom

298K 24.3K 16.2K

التزمتُ بكلّ القواعد كدمية معلقة بخيوطٍ يحرّكها الجميع كما يريدون... لم أجرؤ على تخطي الحدود المرسومة لي يوم... More

الجزء الأوّل: إلى عالمٍ آخر
1. عائلة جديدة
2. اللقاء الأول
3. السحرة
4. غابة الوحوش
5. إلى الخارج
6. الفرصة الأخيرة
7. حفلة وافتراء
8. هزيمةٌ ساحقة
9. ليليا مارت
10. تضحية وحوش
11. مشاعر مزيّفة
12. انتحار
13. زيارةٌ عائلية
14. نقطة سوداء
15. الماضي والبطولة
16.ابنةٌ ثانية
17.اختطاف
18. نزهةٌ عائلية
19.سعادةٌ بطعم الخوف
20. نحو القاع المظلم
21. نهاية حلم
22. جزيرة الآثمين
23. أرض الجان
24. السفاح البارد
25. اتفاقٌ دمويّ
26. انتقامٌ مشتعل
27. الأرواح الضّالة
الجزء الثاني: أكاديميّة السحرة
28. التوأم الشيطاني
29. الحياة في الأكاديمية
30. الملاك القرمزي
31. مصاصي الدماء!
32. جريمةٌ كاملة!
33.شيطانةٌ متمردة!
34. بداية الكارثة
35. عقابٌ ظالم
36. آثمة قبل شيطانة
37. مهمّةٌ حتى الموت
38. شيطانةٌ مختلفة
39. توأم..!
40. عندما تبكي الشياطين
41. تأديب حثالة
42. حدسٌ لا يخيب
43.ملاكٌ أنانيّ وشيطانةٌ طيبة
44. دموعٌ حارقة
45. غريزة تحالف الشياطين
46. رحلة تخييم الأكاديميّة
47. مهمّة من الدرجة صفر
48. إنّه فخ ولكن!
49. ستٌّ وخمسون عائلة حرقاً
50. لقد عدتُ...أخي
51. لقاء الملك
52. مهرجان السحرة
53. إلى مملكة سيليا مجدداً
54. قربان!
55. ساحر الشفق
56. ملك الحثالة
57. مأساة آل سلفادور
58. خلف قناع القسوة
59. حتّى آخر نفس!
60. الطعنة بعشرة أمثالها
61. لكلّ غروبٍ نهاية
الجزء الثالث: عرش الممالك السبعة
63. أنا أكرهك!
64. إنهاء كلّ شيء
65. خيباتٌ لاذعة..!
66. أقوى رابط في الوجود
67. إلى مملكة لوران
68. ڨاسيليا مجدداً

62. إلى مملكة دراكون

3.5K 318 389
By Jolianakingdom

مع شروق شمس الغد وعلى أنقاض أكاديمية السحرة العريقة لونا كانت واقفة تراقب الأطلال بابتسامةٍ راضية.

كانت فخورة جداً بهذه النتيجة وفي أعماقها كانت تتمنّى رؤية العالم بأسره مدمّراً هكذا.

هي عادت شيطانةً كاملة...مع حقدٍ عارمٍ تجاه العالم بكلّ ما فيه.

على كتفها يجلس تشابي برضىً وهناءٍ أيضاً تأثّراً بها.

شعرت بحضورٍ مألوفٍ بجوارها ونطقت دون أن تلتفت:
-ماذا تريدين بعدُ إيميلي؟

ما بيننا انتهى بالفعل بدمار هذه الأكاديميّة.

وإيميلي ردّت بحزم:
-أنا أريد أن أكون ظلّك من الآن فصاعداً.

ولكنّ لونا ردّت ببرود:
-ارحلي بعيداً. لا أريد أيّ رفقة. وجودك لن يكون إلّا عبئاً.

وإيميلي عارضت بإصرار:
-لن أفارقك إلّا جثّةً هامدة.

اعتبريني ذراعك اليمنى التي يمكنك بترها متى شئتِ.

أنتِ انتشلتني من قعر الهاوية المظلمة،
أنتِ الوحيدة التي مدّت يدها لي حين كنتُ بأمسّ الحاجة لأيّ مخلوق وكمقابل حياتي وسحري سيكونان طوع أمرك دوماً.

لونا التفتت إليها أخيراً وحدّقت بها مطوّلاً باستغرابٍ طفيف قبل أن تقول:
-إن أردتِ مرافقتي فعليكِ أن تعلمي أنّ الطريقَ الذي قرّرتُ السير به حالكُ الظلمة فهل أنتِ مستعدّة للسير معي به حقاً؟

وإيميلي ردّت بحزم:
-أظنّ أنّ إجابتي وصلتك مسبقاً حين شاركتُ بتدمير تلك الأكاديمية لأجلك فقط.

ولونا أردفت ببرود:
-تذكّري أنّه كان قرارك بالكامل إيميلي وتذكّري أنّني قد أتخلّى عنكِ أو أضحّي بكِ في أيّ لحظة إن اضطررتُ لذلك أو حتّى لمجرّد أنّني رغبتُ بذلك.

وأيضاً، إن حاولتِ العبث معي أو مخالفتي واعتراض طريقي ذات يوم لن أرحمكِ أبداً.

ومجدداً إيميلي أومأت بثقة وتفهّم تام.

لونا تدرك جيّداً أنّ إيميلي تملكُ قوّةً ساحقة ومدمّرة وستساعدها كثيراً في أيّ شيء تريد فعله في المستقبل.

بالنسبة لإيميلي فهي كانت عمياء طوال سنوات ولونا كانت أوّل نورٍ تبصره عيناها وسط الظلام الدامس، لونا بالنسبة لها بطلةٌ خارقة وهي مدينةٌ لها بحياتها وكلّ شيء، لولاها لبقيت تلك الفتاة النكرة!

لونا صنعتها، أعادت إليها طعم الحياة والقوّة، وهي أقسمت لنفسها أن تنذر حياتها وقوّتها وسحرها لخدمة لونا حتّى آخر لحظة من حياتها.

مهما كان ما تفعله لونا ومهما كانت قرارتها  ومهما كان طريقها خطيراً ومظلماً وينتهي بهاوية فهي ستسير معها به حتى آخر خطوة.

لوسيان الذي كان يقف قريباً منهما ويصغي لحديثهما بهدوء تدخّل في النهاية قائلاً:
-إيميلي اختارت طريقها يا لونا وأنا اخترتُ طريقي وحسمتُ قراري أيضاً.

هناك الكثير من الأمور التي بقيت عالقة زمناً طويلاً وأحتاج لحلّها الآن وعليّ الرحيل بعيداً لأجل ذلك. لذا هذا سيكون لقاؤنا الأخير حتّى حين.

لونا التفتت نحو لوسيان ونطقت بهدوء:
-أنا لن أنسى ما فعلته لأجلي أبداً لوسيان، ويوماً ما، ستكون ممتنّاً جداً أنّني مدينةٌ لك. ثق بذلك.

لوسيان ابتسم بثقة وقال:
-أعلمُ ذلك جيّداً.

إيميلي كانت تحدّق بلوسيان بهدوء وإن كانت في أعماقها حزينةً جداً. هي قضت وقتاً طويلاً في الغابة مع لوسيان وبقيّة مصاصي الدماء. كان سعيدةً برفقتهم أكثر مما كانت سعيدةً برفقة إنسانٍ يوماً.

كما أنّ لوسيان كان معها خطوةً بخطوة، درّبها وشجّعها ودعمها حتّى أصبحت ما هي عليه اليوم. لذا رحيله الآن كان يؤلمها جداً.

ولوسيان الذي أدرك ذلك اقترب منها ووضع يده على رأسها مبعثراً خصلاتها ونطق بابتسامةٍ فخورة:
-أنا فخورٌ بكِ إيميلي، رغم أنّها أسابيع قليلة فقط ما درّبتك بها ولكنّكِ فعلتِ المستحيل خلالها. هذا ليس الوداع، نحن سنلتقي مجدداً ذات يوم وأتمنّى أن تكوني ساحرةً لا تُهزم في ذلك الحين.

إيميلي شعرت بحرقةٍ في عينيها ورغم ذلك قاومتها وهي تقول بابتسامةٍ ممتنّة:
-أنا مدينةٌ لكَ يا سموّ الأمير مثلما أنا مدينةٌ للونا تماماً. وفي أيّ وقتٍ تحتاج فيه لأيّ مساعدة فتذكّر أنّني موجودةٌ دوماً.

لوسيان ربّت على رأسها بلطفٍ قبل أن يتراجع خطوةً وينطق بابتسامةٍ خافتة:
-إلى اللقاء.

واختفى في تلك اللحظة.

إيميلي بقيت تحدّق بأثره طويلاً بحزن وفي النهاية تمالكت نفسها والتفتت نحو لونا قائلة:
-ما الذي ستفعلينه من الآن فصاعداً إذاً لونا؟

لونا ردّت بخمول:
-لا أعلم. ولكن مهما كان لن يكون أمراً جيّداً أبداً.

إيميلي شعرت بالحزن لأجلها جداً. لونا ليست فتاةً سيئة ولن تكون كذلك يوماً. الظّلم والقسوة هما من جعلاها هكذا.

لونا في أعماقها كانت خائفة جداً، خائفة من مشاعرها البشرية وخائفة أن تضعف وأن تتصرّف بلطفٍ مجدداً فتتجرّع الويلات. خائفة لدرجة الشلل الكامل.

الجدار الوحيد الذي كان يحول بينها والانهيار هو كونها شيطانةٌ كاملة الآن.

إيميلي كانت تدرك ذلك جيداً. وقد قطعت على نفسها عهداً بمساعدة لونا ودعمها في كلّ خطوة وبذات الوقت منعها من الغرق في هاوية الظلام بقدر ما تستطيع.

لذا سألت بخفوت:
-أليس لديكِ عائلة تعودين إليها لونا؟

اهتزّت حدقتا لونا إذ أنّ كلمة عائلة التي كانت حلماً جميلاً دافئاً أصبحت كابوساً مريعاً لها.

وكلمات القائد لوثر مرّت في ذهنها في تلك اللحظة.

"أنتِ مثلي تماماً، طفلةٌ ملعونة! بلا عائلة، بلا انتماء، بلا مبادئ، أنتِ كائنٌ مشوّه، آثمة حتّى النخاع."

رغم أنّ كلماته من المفترض ألا تؤثّر بها ولكنّها لا تغيب عن ذهنها لحظةً!

هي تائهة جداً. أكثر من أيّ وقتٍ مضى. مشتتة جداً. ووحيدة!

خسرت الشخص الوحيد الذي لم يخذلها أبداً، بل دمّرته تماماً وذنبه الوحيد كان وثوقه بها.

ولكن حتماً، هذا هو الأفضل له، ابتعاده عنها، هي لن تقوده إلّا إلى الهاوية...كما فعلت براي وآيلا وروي.

هي مثل نيرانٍ دافئة في ليلةٍ باردة ومظلمة، وكلُّ من يقترب منها يحترق..!

وفي النهاية ردّت بجفاء:
-لا أحتاج لأيّ عائلة، ولا لأيّ أحد. أنا بأفضل حالٍ وحدي.

إيميلي رفعت حاجبيها بدهشة وقد أدركت أمراً مهمّاً.

لونا لديها عائلة حقاً!

لم تتوقع ذلك. ظنّت أنّها خسرتهم في حادثٍ أو ما شابه منذ طفولتها.

هذا رائع، عليها العمل على إصلاح علاقتها بعائلتها إذاً. لونا تحتاج إليهم الآن أكثر من أيّ وقتٍ مضى.

ولكن أولاً، عليها اكتشاف من هم وأين هم الآن وما سرّ انفصال لونا عنهم!

وهذا سيستغرق بعض الوقت.

عليها كسب ثقة لونا أولاً وهذا يبدو مستحيلاً.

ولكنّها لن تيأس ولن تستسلم أبداً وستعيد للونا طعم الحياة والسعادة التي فقدتهما مهما كان الثمن.

في تلك اللحظة آيزاك ظهر أمامهما فجأة. لونا لم تستغرب ذلك كثيراً بل كانت تتوقّع أمراً مماثلاً وآيزاك نطق ببرود:
-جلالة الملك يرغب برؤيتك.

هي لم تُعِر كلام آيزاك أيّ انتباه بل لفت نظرها أمرٌ آخر.

عينا آيزاك الذهبيّتان كانتا غريبتين عنها وبذات الوقت مألوفتين جداً. لا يمكنها معرفة السبّب ولكنّها تشعر كما لو أنّها تعرفُ الكثير من الأشخاص الذين يمتلكون عيوناً ذهبيّة.

رغم أنّ المرة الأولى في حياتها التي رأت فيها أعيناً ذهبية كانت للقائد لوثر بهيئة الملاك.

من المفترض أنّ الملائكة فقط من تمتلك أعيناً ذهبيّة في هذا العالم. ولكن يبدو أنّ آيزاك ورثهما منذ ولادته. هل كان أحدُ والديه أو أجداده ملاكاً يا ترى؟

حتّى لو كان ليس من المفترض أن يورّثهما لأبنائه أو لأحفاده.

كان هذا غريباً بالفعل.

آيزاك أردف ببرود حين لم يلقَ أيّ استجابة:
-الملك يريد لقاءك. هناك ضيوفٌ مهمّين لكِ بانتظاركِ هناك أيضاً.

إن أردتِ التكفير عن ذنبك تجاه آدريان فهذه فرصتك لإنقاذ حياته لأنّ الملك لا ينوي السماح له برؤية شروق شمس الغد حتّى.

لم تتغيّر ملامح لونا قيد أنملة. وكأنّ الأمر لا يعنيها مطلقاً.

حتّى أنّها نطقت بنبرةٍ خاويّة:
-هل كان انضمامك للفريق منذ البداية لأجل الإيقاع بآدريان؟

وآيزاك ردّ ببرود:
-أجل، ماذا ستفعلين إذاً؟

أظلمت نظراتُ لونا ونطقت بجفاء:
-سأجعلك تدفع ثمن العبث معه فقط، وأنا حذّرتك من قبل.

وآيزاك سخر قائلاً:
-بحقك! أنتِ آخر شخصٌ يحقّ له ادّعاء البراءة!

هل نسيتِ أنّكِ من قام باستغلال آدريان الذي كان مستعدّاً للتضحية بحياته لأجلك بتلك الطريقة القذرة؟ هذا أمرٌ لا يفعله إلّا الحثالة!

أنا لا أهتمّ لأيّ شيء عادةً ولكن لا يمكنني التوقّف عن الشعور بالاحتقار تجاهك يا لونا.

لونا ابتسمت ابتسامةً مظلمة وخاوية جداً وقالت بهدوء:
-إيميلي، هل سمعتِ ما قال؟ سيكون مصيركِ كمصير آدريان ذات يوم إن بقيتِ بجواري.

وهذه آخر فرصة لكِ للتراجع.

وإيميلي ردّت بحزم:
-أنا لن أتراجع أبداً.

اتسعت ابتسامة لونا وقالت:
-إليكِ اختبارك الأوّل إذاً. اقتلي آيزاك حالاً.

إيميلي صدمت بالأمر وتردّدت كثيراً. لا تملك أيّ سببٍ أو دافعٍ أو ضغينة تجاه آيزاك وهو لا يبدو شخصاً سيئاً أساساً.

ولكن...إن أرادت البقاء بجوار لونا فعليها أن تنفّذ كلّ ما تريده.

وإن لم تفعل هي ذلك فلونا ستفعله بنفسها.

وهي لن تسمح بذلك بل ستحمل كلّ آثامها عنها.

لذا بطرفة عين وابلٌ من الشفرات الهوائية مزّق جسد آيزاك إرباً.

وجسده تلاشى بعدها.

كانت تلك مجرّد نسخة..!

لونا التفتت إلى إيميلي في تلك اللحظة لتجد ملامحها شاحبة وجبينها يتصبب عرقاً لذا نطقت بابتسامةٍ راضية:
-لا تقلقي ستعتادين الأمر مع الوقت. لحسن حظّه أنّه كان مجرّد نسخة. ولكنّه لن يهرب منّي طويلاً. لن أغفر لأيّ أحد يرتكب خطأً معي بعد الآن!

إيميلي حدّقت بلونا بقلقٍ شديد.

لونا حتماً تسير نحو الهاوية بملء إرادتها وعليها إيقافها بأيّ ثمن.

-هيّا بنا. لقد قرّرتُ أين سنذهب!

إيميلي حدّقت بها باستغراب وقالت:
-إلى أين؟

ولونا ردّت بابتسامةٍ خاوية:
-ملك دراكون قام بدعوتي بكلّ لطف. لا يجب أن أرفض دعوةً نبيلةً كهذه الدعوة.

وإيميلي استنكرت قائلة:
-ستذهبين لملك دراكون بقدميكِ! إنّه أكبر طاغية في هذا العالم وأيّاً كان ما يريده منكِ سيكون سيئاً جداً.

لونا استدارت راحلة بالفعل وقد نطقت ببرود:
-يمكنك البقاء هنا إيميلي. أنا لا أرغمك على أيّ شيء.

وإيميلي فكّرت قليلاً قبل أن تقول:
-هل تفعلين ذلك لأجل آدريان؟

ولونا سخرت قائلة:
-لا أهتمّ لما يحدث له بعد الآن. لديه شقيقٌ ليقلق عليه.

هناك أمرٌ أحتاج للتفاهم مع ملك دراكون بشأنه فقط.

إيميلي عبست ولم تستطع معرفة إن كانت لونا صادقة بكلامها هذا أم تحاول إخفاء الحقيقة فقط.

في النهاية تنهدت بعمق قبل أن تلحق بها وقد تمنّت أن يمرّ هذا اللقاء بسلام رغم معرفتها أنّ ذلك مستحيل!
.
.
.
.
.
.
.
.

-يا جلالة الملك، لونا إيلوس في ضيافتنا وبرفقتها ساحرة ثانية. ماذا تأمرنا؟

اتسعت ابتسامة الملك وقال:
-اسمحوا لهما بالدخول إلى قاعة العرش.

وبالفعل ما هي إلّا دقائق معدودة وكانتا تقفان أمامه.

الملك راكان كان يملك هيئةً شابّة ثابتة لا تتغيّر مهمّا كبر عمره بسبب خلوده وملامح جذّابة وقويّة ومخيفة بذات الوقت.

شعره كان رماديّاً داكناً وعيناه كانتا حالكتا الظلمة وتحيط به هالةٌ قويّة تفرض وجوده في أيّ مكانٍ طوال الوقت.

والملك نطق بحماس:
-وأخيراً التقينا مجدداً يا لونا. لا يمكنك تخيّل كم أنا سعيدٌ بقدومكِ إليّ الآن!
بعد قتلكِ لنسخة آيزاك ظننتكِ لن تأتي أبداً.

لونا ردّت بلا مبالاة:
-أعلمُ أنّك لن تتركني وشأني أينما ذهبت. لذا أتيت للتفاهم معك. ما الذي تريده منّي؟

اتسعت ابتسامة الملك المتحمّسة وقال:
-أريدك أن تصبحي تابعةً مخلصةً لي. مثل آيزاك تماماً.

لونا سخرت حالاً:
-في أحلامك الورديّة أيّها الملك، أنا لن أكون تابعةً لأحد بعد الآن.

اتسعت ابتسامة الملك الماكرة وقال:
-ماذا لو أخبرتك أنّ حياة صديقك العزيز مرهونةٌ بذلك؟

ضحكةٌ ساخرة ندت عن لونا وهي تقول:
-جرّب غيرها أيّها الملك، ربّما كنتَ لتقتل آدريان إيلوس فعلاً دون أن يطرف لكَ جفن.

ولكن مع آدريان سلفادور ستضطر للعدِّ للألف قبل إيذاء شعرةٍ منه.

وفي الحالتين أمره لا يهمّني بأيّ شكل وأنا لم آتِ إلى هنا خوفاً عليه بل رغبةً بالتخلّص من مطاردتك المزعجة لي والتوصّل لاتفاقٍ معك.

لمعت عيناه ببريق الإعجاب الشديد وقال:
-لا يمكنك تخيّل كيف يتضاعف إعجابي بكِ مع كلّ ثانيةٍ تمرّ يا لونا!

ولكن هل نسيتِ أنّ لوثر سلفادور خسر سحره ولم يعد يشكّل خطراً على أيّ أحد وليس هناك مبررٌ من القلق منه بعد الآن.

ولونا ردّت بسخرية مجدداً:
-جرّب إذاً. اقتل آدريان وسنرى كيف ستكون ردّة فعل لوثر سلفادور بعدها. ربّما تكون محقّاً وربّما...يكون ذلك آخر يومٍ في حياتك.

الملك ضحك باستمتاعٍ وقال:
-مع أنّها مخاطرة مشوّقة ولكن للأسف أنا لديّ أهداف وطموحات كبيرة ولا أريد أن تتمّ عرقلتها بسبب لوثر سلفادور أبداً.

لا أريد أن أقامر ببدء حربٍ معه الآن مهما كان.

كلامك يدلّ على أنّ آدريان لن يكون بطاقةً يمكنني استخدامها للضغط عليكِ.

لا تقلقي لديّ المزيد من البطاقات، وأظنّها ستهمّك! ولكن عليّ التّحقق من كلامك أولاً.

هو رفع بصره لأحد الحرّاس ونطق آمراً:
-أحضروا آدريان سلفادور إلى هنا.

لونا كانت تعلمُ أنّ هناك المزيد في جعبته.

وملك دراكون كان يعلمُ أنّ ما في جعبته ليس كافياً لإخضاعها، لذا هو مستعدٌّ للمخاطرة بمعاداة لوثر سلفادور في سبيل ذلك.

كان يحتاج للوصول لعائلتها وحينها كلّ شيء سيكون يسيراً. تهديدها بهم كان سيجعلها خاضعةً تماماً كما فعل مع آيزاك ولكنّه للأسف لم يستطع الوصول لأيّ طرف خيط يتعلّق بهم.

وكأنّها لا تنتمي لأيّ عائلة وهذا كان يزيد حيرته حيالها كثيراً. من هذه الفتاة حقاً؟

ما هي إلّا بضع لحظات وكان آدريان يدخل القاعة مقيّداً بسلاسل سحرية متينة ويبدو بحالةٍ سيئة جداً وبالكاد يكافح للسير.

تلاقت عيناه بعينيّ لونا لوهلة واتسعت حدقتاه بصدمة ومرارةٌ رهيبة خنقت روحه وأشاح ببصره بعيداً عنها في حين أنّ لونا بقيت تحدّق به طويلاً.

خسارتها لمشاعرها البشريّة كانت أكبر نعمة، هذا اللقاء بعد كلّ ما فعلته وغدرها به كان ليدمّرها تماماً.

ولكنّها الآن لا تشعر إلّا بالفراغ الشديد. فراغٌ قاتم وفجوةٌ موحشة جداً في صدرها.

ملك دراكون ابتسم باتّساعٍ وقال:
-مقابل التوقّف عن مطاردتك وعدم السعي خلفك أبداً سأقتل آدريان سلفادور وسأجد طريقةً للتعامل مع لوثر لاحقاً إن ساءت الأمور. ما رأيك؟

لونا حافظت على جمود ملامحها ولم تستطع النظر نحو آدريان حتّى بل ردّت ببرود:
-افعل ما تريد. أخبرتك أنّ أمره لا يهمّني بأيّ شكل.

لمعت عينا الملك بخبثٍ مجدداً وبطرفة عينٍ كان يقف أمام آدريان ويرفعه من عنقه وأظافره قد انغرست بعنقه بقوّة.

آدريان حاول المقاومة لالتقاط أنفاسه ولكنّه الآن أضعف من الملك بمراحل شاسعة لذا لم يستطع إزاحة يده وبدأ صدره يضيق ويختنق بالفعل.

لونا صرّت على أسنانها وقبضت يدها بقوّة.

مهما حاولت هي لا يمكنها الوصول لتلك المرحلة أبداً، رؤية شخصٍ عزيزٍ يموت أمامها دون أن يطرف لها جفن. وهذا الملك لا رادع له عن فعل أيّ شيء إن أراد فعله حقاً.

-توقّف، اتركه!

الملك أفلت قبضته عن عنق آدريان بالفعل وآدريان انهار يلتقط أنفاسه بصعوبة في حين أنّ نظرات الملك التي تقطر مكراً حطّت على لونا وقال:
-أنتِ تهتمّين إذاً..!

رغم أنّ ذلك يفيدني كثيراً ولكنّه مخيّبٌ للآمال.

والآن لننتقل للخطوة الثانية.

أمر أتباعه بإحضار من تبقّى وبعدها بقليل آيلا كانت تدخل القاعة.

حدقتا لونا اتسعتا بصدمة شديدة رغماً عنها.

آيلا على قيد الحياة!

هذا مستحيل!

هل هذه خدعةٌ ما؟

رغم أنّها حاولت إخفاء كلّ ذرة تأثّر على ملامحها ولكنّ ملك دراكون اقتنص صدمتها وتأثّرها برؤيتها بالفعل وابتسم برضى.

آيلا كانت بحالةٍ سيئة جداً والسلاسل التي تقيّدها كانت تنهكها بالكامل مثل آدريان.

آيلا ابتسمت بإشراق حالما رأت لونا بخير وحرّة مجدداً وحاولت الاقتراب منها ولكنّ الحارس منعها لذا نطقت من مكانها وقد اغرورقت عيناها بالدموع:
-أنا سعيدة برؤيتك حرّةً مجدداً لونا.

كلمة حرّة كان لها أثرٌ خاص على روح لونا.

أجل، هي حرّة الآن!

كان ذلك أقصى ما تتمناه قبل أيام.

وذلك الكابوس انتهى أخيراً.

لمَ لا يمكنها الشعور بالسعادة إذاً؟

لا يمكنها أن تنكر أنّها شعرت براحةٍ شديدة لأنّ آيلا مازالت على قيد الحياة.

ولكن وجودها في قبضة ملك دراكون كان مؤشّراً سيّئاً جداً.

لونا نطقت باستياء:
-من الجيّد رؤيتك على قيد الحياة مجدداً يا حمقاء!

عليكِ أن تتعلّمي الأنانيّة من الآن فصاعداً أو اذهبي وضحّي بحياتك بعيداً عنّي في المرة القادمة!

آيلا ابتسمت بإنهاك ولم تعلّق بأيّ شيء.

وحين حلّ الصمت الملك نطق بابتسامةٍ مستمتعة:
-إذاً بهذا تبقّى لدينا ضيفٌ وحيدٌ لم نستطع دعوته للأسف بما أنّه اختفى فجأة.

ولكن لن يطول الأمر. سأصل إليه ولو كان في نهاية العالم وحينها سيلتمّ شملكم جميعاً هنا.

لونا أعادت بصرها إليه ونطقت ببرود:
-ما الذي تنوي فعله بهم؟

والملك ابتسم بمكرٍ قائلاً:
-آدريان رهينةٌ ثمينة يمكنني استغلالها أمام لوثر سلفادور لاحقاً.

أمّا آيلا سأقوم بقتلها، هي وليون لوريوس عاثا فساداً في مملكتي وآن أوان القصاص، إلّا إن طلبتِ خلاف ذلك..!

آيلا اعترفت بأنّ ليون شريكها في النهاية، ليس بسبب التعذيب، بل بسبب تهديدها بحياة آدريان. يستحيل أن تتسبّب بمقتله أبداً.
وهي حذّرت ليون سابقاً من سعي ملك دراكون خلفه.

لونا أدركت أنّه لا رادع له عن قتل آيلا أبداً. وليون في خطرٍ محدقٍ أيضاً.

هل يمكنها تركهما وراء ظهرها والرحيل ببساطة حقاً؟

يمكنها ذلك غالباً. هي لا تشعر بأيّ شيءٍ تجاههما بعد الآن.

ولكنّها لا تنسى ديونها أبداً.

وهي مدينةٌ لآيلا ومدينةٌ لليون بالكثير.

لذا تنهّدت قائلة في النهاية ببرود:
-أنا سأبقى وسأعمل تحت إمرتك. ولكن بالمقابل ستطلق سراحهم جميعاً ولن تحاول السعي خلف ليون لوريوس أبداً.

ضحك الملك باستمتاعٍ مجدداً وقال:
-آخ يا لونا، حتّى وأنتِ شيطانةٌ كاملة مازلتِ طيّبة القلب. لا تقلقي سأعمل على تغيير ذلك قريباً.

سأصفح عن آيلا وليون ولكن آدريان سيبقى في قبضتي. لا يمكنني التفريط به بعد كلّ ذلك العناء لإمساكه.

وهذا آخر كلامٍ عندي.

لونا علمت أنّه لن يتخلّى عن آدريان أبداً لذا أومأت قائلة:
-حسناً لكَ ذلك.

وآيلا عارضت بشدة:
-ماذا تفعلين لونا! لا يمكن أن ترهني حياتك ومصيرك لوغدٍ طاغية مثله!

بطرفة عين آيلا انهارت أرضاً تصرخ ألماً وهالة الملك طغت على المكان وبثّت الرعب في قلوب الجميع وتركّز الضغط على آيلا أكثر.

ورغم ذلك آيلا رفعت نظراتها الحاقدة إليه ونطقت بصعوبة:
-لونا إيّاكِ أن تخضعي لهذا السافل أبداً!

وانهارت فاقدة للوعي بعدها.

والملك كان على وشكِ سحقها لو لم توقفه لونا بقولها:
-لا تنسَ اتفاقنا أيّها الملك!

وهالة الملك الطاغية تلاشت في تلك اللحظة وابتسم وكأنّ شيئاً لم يكن وقال:
-لأجلكِ فقط لونا. ولكن في المرّة القادمة لن أرحمها أبداً.

حطّ بصره على إيميلي في تلك اللحظة وبدا أنّه انتبه لوجودها لأوّل مرّة وقال:
-هل ستبقى معك؟ تعلمين أنّ وجود السحرة ممنوعٌ في مملكتي ولكن يمكنني منحها استثناءً لأجلك.

ولونا ردّت ببرود:
-أجل هي معي.

وهكذا في النهاية تمّ إرسال آيلا مع بعض الجنود إلى مملكتها في حين أنّ آدريان تمّ اقتياده للزنزانة مجدداً دون أن ينطق بأيّ حرف ودون أن يمنح لونا أيّ نظرة.

ملك دراكون نطق حينها بابتسامةٍ مستمتعة:
-لقد اتخذتِ القرار الصحيح لونا.

أنا أضمن لكِ أنّ أحداً لن يجرؤ على الإساءة إليكِ ولو بكلمة أو نظرة وستكونين سعيدةً هنا أكثر ممّا كنتِ في أيّ مكان آخر.

ستشعرين أنّك في وطنكِ أخيراً.

لونا حافظت على ملامحها الخاوية ولم تعلّق بأيّ حرف.

الملك أمر حينها:
-آيزاك..!

وآيزاك ظهر أمام الملك في تلك اللحظة والملك أردف:
-خذ لونا وإيميلي إلى جناحهما الجديد وأخبرهما بكلّ ما تحتاجان معرفته للحياة هنا من الآن فصاعداً.

آيزاك نفّذ الأمر ببرود وبدأ السير بالفعل وهو يقول:
-هيّا بنا.

ولونا استدارت لاحقةً بآيزاك وإيميلي تبعتها كظلّها.

قصر ملك دراكون كان قلعةً تاريخيّة قديمة وتمنح شعوراً غريباً جداً لذا إيميلي كانت تستشعر ما يحيط بها بدهشة. كانت ترى أشياءً لا يمكن لأحد غيرها أن يراها.

في حين أنّ لونا لم تكن تهتمّ بأيّ شيء حولها بل نطقت ببرود موجّهةً كلامها لآيزاك:
-إذاً كم قضيتَ في خدمة ملك دراكون؟

وآيزاك رمقها باحتقارٍ قائلاً:
-لا علاقة لكِ بي أبداً. أكره حتّى فكرة أنّني سأكون مضطراً للتعامل مع شخصٍ مثلكِ كلّ يوم.

لونا ابتسمت باستمتاعٍ وقالت:
-إنّه شعورٌ متبادل حقاً.

ولكن أشعر بالفضول لمعرفة السبب الذي يجعلك تكرهني لتلك الدرجة؟

وآيزاك رمقها بحدة قائلاً:
-لأنّك لا تتوقفين عن قتل الأبرياء وإقحامهم في انتقامك.

ابتداءً بالمجزرة التي ارتكبتها بمملكة دراكون بحقِّ عائلاتٍ كاملة بأطفالها وكبارها وكلّ من ينتمي إليها وانتهاءً بتسبّبك بمقتل والديّ القائد لوثر واستغلالك لشخصٍ كان أقرب إليكِ من روحك فقط لأجل انتقامك!

هل أحتاج سبباً أكثر من هذا لكي أكرهك؟

لونا ضحكت حينها باستمتاعٍ قائلة:
-أوه كم أنتَ محق!

رغم أنّك لم ترَ شيئاً بعدُ ممّا يمكنني فعله حقاً!

وآيزاك رمقها بازدراءٍ وقال:
-لا عجب أنّ الملك فعل المستحيل للحصول عليكِ.

أنتِ نسخةٌ مصغّرةٌ عنه وقريباً ستصبحين مثله تماماً بعد أن يعيد تركيبك كما يريد.

لونا ردّت باستمتاع:
-لهذا السبب فقط قرّرتُ البقاء هنا. لأنني أشعر أنّ رغباتي تتوافق مع رغباته جداً.

وأنا أنصحك يا آيزاك، أن تكون حذراً جداً، أنتَ تجاوزتَ الحدود معي كثيراً وأنا لن أنسى ذلك أبداً.

ستركع طالباً الغفران منّي قريباً...ولن تحصل عليه!

آيزاك نطق ببرود:
-لقد وصلنا. هذا هو جناحكما. اطلبي الخدم أو الحرّاس إن احتجتِ لأيّ شيء.

واستدار راحلاً بالفعل.

بعد رحيله مباشرةً لونا التفتت إلى إيميلي ونطقت ببرود:
-هناك أمرٌ عليكِ فعله بأقصى سرعة إيميلي.

إيميلي التفتت إليها بدهشة قبل أن تقول:
-أنا طوع أمرك لونا.

.
.
.
.
.
.
.
.

آدريان في زنزانته الباردة كان يعيش جحيماً حقيقيّاً.

قلبه الذي استعاد مشاعره البشريّة بعد زمنٍ طويل كان عذاباً.

لم يكن معتاداً على التعامل مع كلّ هذه المشاعر لذا كان يجد صعوبةً بالسيطرة عليها الآن أو التأقلم معها.

الألم والخذلان كانا أقسى تلك المشاعر، كالخنجر الذي يستمرّ بطعن قلبه بلا توقف.

كلّما تذكّر لونا وكلّما تذكّر ما فعلته به كان يشعر بعذابٍ لا مثيل له.

رؤيتها مجدداً جعلت الأمور أسوأ.

لم يكن قادراً على تجاوز ما فعلته به ولم يكن قادراً على نسيانه ولا للحظة وهذا كان جحيماً.

كان غارقاً بالظلام الدّامس من الأعماق ومن الخارج.

ولكن باب الزنزانة الفولاذي تحطّم فجأة والنور الذي غمر الزنزانة المظلمة فجأة أرغمه على إغماض عينيه لبرهة.

شعر بقيوده تتحطّم جميعها وتلا ذلك حضنٌ دافئ مألوف كان بأمسّ الحاجة إليه وافتقده كثيراً.

فتح عينيه المرهقتين وأوّل ما أبصره هو جوليان الذي يحتضنه بخوفٍ هائل وكأنّه لا يصدّق أنّه هنا حقاً.

بالكاد طاوعته قوّته المتبقيّة لإحاطة جوليان وضمّه بقوّة أكبر والسماح لكلّ ذرة دفء تنبعث من جسد جوليان بالتغلغل في داخله وتهدئة الاضطراب الذي يجتاح روحه.

آدريان شعر بالسكينة لأوّل مرّة منذ عودة ذكرياته ومشاعره البشريّة.

جوليان رفع بصره يحدّق بملامح توأمه ويحاول استشفاف ما قاساه وحده هنا.

شعر بحرقةٍ في عينيه والدموع فاضت رغماً عنه ونطق بنبرةٍ تفيض ألماً:
-أنا آسفٌ آد. آسفٌ لأنني تركتك وحدك وآسفٌ لأنّك عانيت كلّ ذلك وحدك وأنا لم أكن موجوداً لمساعدتك، أنا آسف حقاً.

آدريان أحاط وجه جوليان بيديه وبدأ بمسح دموعه بإبهامه ونطق بحزمٍ خلال ذلك:
-لا تلم نفسك على ذنبٍ لم تقترفه أخي!

أنتَ أتيتَ لإنقاذي في النهاية وهذا هو المهمّ فقط.

جوليان شعر بقهرٍ أكبر، تعامل آدريان بلطفٍ معه دوماً وغفرانه لأيّ خطأ يرتكبه يزيد شعوره بالذنب كثيراً.

ولكن هذا ليس الوقت المناسب للوم نفسه، عليه إخراجه من هنا أولاً.

لذا نطق بحزم وهو ينهض واقفاً:
-هيّا بنا أخي، علينا الرحيل قبل أن يكتشفوا أمرنا.

مدّ يده لآدريان الذي أمسك بها بالفعل وحاول النهوض ولكنّه فقد توازنه حالاً وكاد يسقط لو لم يسنده جوليان بآخر لحظة.

السلاسل امتصّت كلّ طاقته بالفعل وأصبح الوقوف والسير عملاً مضنياً، هو بالكاد يستطيع التقاط أنفاسه.

جوليان الذي أدرك ذلك نطق بخفوت:
-سأمنحك جزءاً من طاقتي ولكن إن فقدتُ السيطرة كن حذراً.

آدريان لم يملك أيّ طاقة للردّ حتّى فاكتفى بالإيماء بإرهاق.

يد جوليان حطّت على صدر آدريان بلطف وسمح لطاقته السحرية بالتدفق إلى جسده.

طاقة جوليان كانت دافئة جداً ولطيفة وقد انسابت لكلّ مكانٍ في جسده المرهق وآدريان بدأ يشعر بالتحسّن حالاً.

ولكن عند نقطةٍ ما جوليان توقّف وحدّق بشقيقه بعينين مظلمتين جداً وآدريان أدرك أنّ لعنته تفعّلت لذا لم يتردد بسحبه لحضنه وضمّه بقوّة وهو يهمس بخفوت:
-شكراً لكَ أخي. هذا كان كافياً.

جوليان طرف بعينيه وقد استعاد إدراكه لما يحدث وتنهّد بارتياح أنّ الأمر مرّ بسلام وأنّه لم يؤذِ آدريان.

-هيّا بنا.

هما توجّها نحو الخارج بالفعل. آدريان انتبه للحرّاس الفاقدين لوعيهم بفعل جوليان على طول طريقهم خارج القبو الذي يضمّ الزنزانات أسفل القلعة.

شعور القلق غزاه تلقائياً.

هل يعقل أنّ ملك دراكون لم يشعر بوجود ساحرٍ دخيلٍ حتّى الآن؟

هذه القلعة محصّنة بحاجزٍ سحريّ يمنع استخدام التعاويذ وعليهم الخروج منها أولاً لاستخدامها.

هو همس لجوليان محذّراً:
-لا تستخدم سحرك أبداً. ودعنا نسرع أكثر. لمَ أتيتَ وحدك؟ أين لوثر؟

جوليان كان قلقاً أساساً وكلام آدريان جعله يشعر بخطرٍ محدقٍ قريب وردّ خلال ذلك:
-لوثر لم يكن موجوداً حين علمتُ أنّك هنا ولم أستطع انتظار عودته ولكن تركتُ له ما يدلّه على مكاننا.

آدريان لم يستطع لوم جوليان على مخاطرته بالقدوم وحده، لأنّه كان سيفعل المثل حتماً.

إنّه توأمه وليس أيّ أحدٍ آخر.

نجحا بالخروج من الممرّات السفليّة نحو الباحة الخلفيّة للقلعة وحالما أصبحا خارج القلعة وبالكاد شعرا أنّهما أصبحا بمأمن حتّى وجدا أنفسهما وجهاً لوجه مع ملك دراكون وابتسامةٌ تشعُّ مكراً كانت تعلو شفتيه ونظراته لا تطمئن أبداً.

ونطق باستمتاعٍ شديد:
-كان لديّ سلفادورٌ واحد، والآن أصبحا اثنين. كم هذا جميل!

آدريان وجوليان أدركا أنّهما وقعا في مصيدةٍ لا فكاك منها.

ولكنّهما لن يستسلما بهذه السهولة أبداً.

لم يتردّدا بمهاجمته بذات اللحظة وبكلّ قوّتهما.

ملك دراكون لم يتزحزح من مكانه وقد شعر بضعفٍ شديدٍ مباغت في طاقته بعد أن قام جوليان بتقييدها وقبضة آدريان سحقت جمجمته بذات اللحظة.

هو انهار أرضاً جثّةً هامدة وآدريان التفت نحو جوليان ونطق محذّراً:
-هو خالد وسيعود قريباً. علينا الرحيل حالاً.

وقبل أن يقوما بأيّ حركة وقبل أن يدركا ما حدث كرتين عملاقتين من الطاقة انطلقتا نحوهما من العدم بسرعةٍ مهولة ولم يستطيعا تفاديهما لتصطدم بهما راميةً كلّاً منهما بعيداً بقوّةٍ مهولة.

جدار القلعة الذي اصطدما به تحطّم بالكامل ولكنّ الضرر عليهما كان محدوداً إذ أنّ جوليان امتصّ طاقة الضربة وحمى نفسه بحاجزٍ متينٍ من الطاقة.

وآدريان يتمتع بجسدٍ فولاذيٍّ أساساً ولن يشكّل هذا الهجوم مشكلةً لديه.

ولكن الصدمة لهما كانت الهجوم بحدّ ذاته، إنّه نفس سحر جوليان!

كلاهما نهض واقفاً ليجدا ملك دراكون أمامهما فجأة وقبضته الفولاذيّة التحمت بمعدة آدريان ليسقط أرضاً يتقياً الدماء.

جوليان هاجم الملك لإبعاده عن آدريان ولكنّ الملك تفادى الهجوم ببساطة وركلةٌ فولاذيّة مرعبة التحمت بخاصرة جوليان متسببةً برميه بعيداً يتقياً الدماء أيضاً.

إنّه سحر آدريان أيضاً!

هل هو ساحر نسخ؟

ولكن هذه القوّة الساحقة! إنّها تفوق قوّتهما أضعافاً مضاعفة!

ساحر النسخ لا يستطيع التفوّق بالسحر المنسوخ على السحر الحقيقي!

الملك نطق بابتسامةٍ مستمتعة:
-استسلما، لا أمل لكما أمامي أبداً.

ولكن آدريان نهض واقفاً وجوليان فعل المثل واقترب من شقيقه ليقف بجواره ومجدداً إصاباتهما لم تكن شيئاً يذكر.

كلاهما حدّقا بملك دراكون بنظراتٍ واثقة وآدريان نطق بابتسامةٍ ساخرة:
-أنتَ تمزح حتماً، هذا كان إحماءً فقط، نحن لم نبدأ بعد!

لمعت عينا الملك بإعجابٍ واستمتاعٍ وقال:
-هذا أقلّ ما أتوقعه من آل سلفادور.

لم أشعر بهذه المتعة منذ زمن!

جوليان وآدريان تبادلا نظرةً واحدة واثقة تفاهما من خلالها على كلّ شيء.

ستكون معركةً شرسة ودامية....ومصيريّة!

.
.
.
.
.
.
.
في تلك الأثناء لونا كانت جالسة على حافّة إحدى شرفات القلعة تراقب المعركة الدائرة بملامح باردة وفي حضنها يرقد تشابي يراقب بهدوء أيضاً.

إيميلي كانت تقف خلفها تراقب بقلق.

لونا في السابق طلبت منها الوصول لجوليان وإخباره هو تحديداً بمكان آدريان.

ولكن انقلبت الموازين الآن وعوض أن ينقذ آدريان هو سيقع في قبضة الملك أيضاً!

هي نطقت بقلقٍ في النهاية:
-ماذا سنفعل الآن لوتا؟

ولونا ردّت ببرودٍ شديد:
-لا داعي لكلّ هذا القلق إيميلي، سيكونان بخير.

إيميلي لم تستطع معرفة ما سبب ثقة لونا بهذا أبداً! هل تظنّ أنّهما يمكن أن يهزما الملك حقاً؟ أم هناك أمرٌ آخر؟

ستكتشف الجواب قريباً.
.
.
.
.

المعركة القائمة كانت شرسة جداً.

رغم أنّ ملك دراكون متفوّقٌ بالقوّة ولكن آدريان وجوليان كانا يقاتلان كما لو أنّهما شخصٌ واحد، تناسق الهجمات وتواليها بلا توقّف جعلت ملك دراكون يعاني في التصدي بالفعل.

كرةٌ ضخمة من الطاقة استهدفت آدريان ولكنّ جوليان اعترض طريقها وامتصّها وآدريان بلمح البرق كان يستهدف ملك دراكون بقبضةٍ ساحقة والملك بالكاد استطاع حماية نفسه بدرعٍ متينٍ من الطاقة.

ولكنّ آدريان لم يتوقف بل كوّر قبضته الثانية ووجهها نحو الدرع محطّماً إيّاه والتحمت يده بصدر الملك.

ولكن أثر الضربة كان محدوداً لأنّ الملك امتصّ طاقة الضربة السحرية كاملة وما تبقى هو أثر ضربة آدريان العادية ورغم ذلك لم يكن سهلاً بل الملك تراجع خطوتين بالفعل.

جوليان في تلك اللحظة حطّ خلف الملك تماماً ولمس ظهره بيده ليبدأ بامتصاص أكبر قدرٍ ممكنٍ من طاقته.

الملك شعر بضعفٍ شديد ورغم رؤيته لآدريان قادماً نحوه بهجومٍ جديد إلّا أنّه كان عاجزاً عن الحركة أو حماية نفسه بسحره مجدداً.

وقبضة آدريان اخترقت صدره وسحقت قلبه ليسقط أرضاً جثةً هامدة مجدداً.

آدريان وجوليان تبادلا نظراتٍ محذّرة إذ أنّهما يجهلان السرعة التي يحتاجها للعودة في كلّ مرة.

ولم يستغرق الأمر أجزاء من الثانية حتّى شعرا بوجوده قربهما.

التفتا إليه ليجداه يبتسم باستمتاعٍ قبل أن يقول:
-كان ذلك رائعاً، أعترف أنّكما خصمٌ لا يستهان به. لو لم أكن خالداً لكنتُ ميّتاً بالفعل.

أنتما أوّل من ينجح بالصمود أمامي كلّ هذا الوقت وقتلي مرّتين أيضاً!

يبدو أنّ لوثر ورث كلّ حظّ العالم!

ألا يكفي امتلاكه لقوّة مدمّرة وسحرٍ أسطوريٍّ وفوق ذلك لديه أيضاً شقيقان بمثل هذه القوّة!

إنّه لا يقدّر ما يملك، لو كان لديّ شقيقان مثلكما لحكمتُ العالم بأسره منذ زمنٍ طويل.

ولكن للأسف شقيقتي الوحيدة كانت مجرّد مغفّلة لا فائدة منها.

ملامحه كانت محبطة في النهاية ولكنّ عينيه لمعت بنظرةٍ تنذر بخطرٍ وشيك وآدريان وجوليان تحفّزا بشدّة حالاً إذ أنّهما يعلمان أنّ هذا الملك لم يظهر قوّته الكاملة حتّى الآن.

هو ابتسم ابتسامةً تقشعرّ لها الأبدان وقال:
-هذه المعركة جعلتني أدرك كم وجودكما يشكّل خطراً على كلّ ما أطمح له.

لم أكن أعلم أنّكما بهذه القوّة، لذا يبدو أنّ معاداتي للوثر سلفادور منذ الآن حتميّة.

هذه فرصتي ويجب أن أزيحكما عن طريقي بأيّ ثمن!

هالته الطاغية المتجبّرة غمرت الأرجاء فجأة وآدريان وجوليان وجدا صعوبةً شديدة بمقاومة الضغط حتّى.

ولكن فجأة ومن العدم لوثر حطّ أمام الملك بنظراتٍ مظلمة جداً والملك صُدم بظهوره المفاجئ وأدرك أنّه خسر فرصته بالفعل لذا هالته تراجعت وملامحه استكانت وهو يقول بابتسامة:
-تبدو بخير بخلاف الأخبار التي وصلتني عنك لوثر.

لوثر تجاهله ونطق محذّراً:
-هذه آخر مرّة راكان..!

إن تجرّأتَ على التفكير بإيذاء شعرةٍ من أحدهما مجدداً لن أرحمك.

ملك دراكون حدّق بلوثر مطوّلاً يحاول اكتشاف القوّة التي يستند عليها بتهديده ذلك.

هو لا يشعر بأيّ قوّة سحرية صادرة عنه، ليس هناك سوى هالته الملائكية، ولكن قوى الملاك وحدها لا تكفي لهزيمته لذا ردّ ساخراً:
-لا يمكنك تهديدي بعد أن خسرت سحرك لوثر! أنتَ الآن أضعف منّي بكثير.

لوثر ابتسم ساخراً وقال:
-أتراهن أنّني أستطيع سحقك بدون سحري حتّى راكان؟

راكان يدرك أنّ لوثر لا يتحدّث عن فراغ أو يهدّد عبثاً. مازال في جعبته بطاقةٌ خفيّة لم يستطع اكتشافها.

استمرّ تبادل النظرات بينهما زمناً طويلاً وراكان في النهاية تنهّد قائلاً:
-أنا سأترك شقيقيك وشأنهما ولكن حذّرهما من التدخل في شؤوني يوماً لوثر، لن أرحمهما حينها أبداً وأنتَ لن تكون موجوداً لحمايتهما في الوقت المناسب في كلّ مرة.

لوثر ردّ محذّراً:
-افعل ما تريد راكان، أنا لا أريد حرباً بيننا ولن أتدخل في أيٍّ مما تفعله ولكن حذاري من المساس بمملكتي أو بأيّ أحدٍ يخصّني لأنّك ستكون قد حفرت قبرك بيديك. كما فعل ملك الشياطين ذات يوم.

ملك دراكون ابتسم برضى. طالما أنّ لوثر لن يعترض طريقه فسيصبح تحقيق هدفه يسيراً جداً.

لوثر في تلك اللحظة رفع بصره نحو إحدى شرفات القلعة حيث تجلس لونا تماماً وتلاقت عيناهما بنظرةٍ عابرة طال أمدها قليلاً قبل أن يشيح ببصره ويستدير نحو شقيقيه لينطق بتعويذة انتقالٍ آني للعودة لمملكة لوران.

هو خسر سحره ولكن مازال بإمكانه استخدام التعاويذ السحريّة.

ملك دراكون رحل أيضاً.

لونا كانت تراقب ما يحدث بابتسامةٍ مستمتعة ومتحمّسة أيضاً ونطقت موجّهةً كلامها لإيميلي:
-ألم أخبركِ أنّهما سيكونان بخير؟

إيميلي كانت مصدومة بما حدث وسألتها:
-هل كنتِ تعلمين أنّ لوثر سلفادور سيظهر؟

ولونا ردّت باستمتاع:
-لا محالة!

إيميلي حدّقت بلونا بدهشةٍ شديدة. ليس بسبب توقعها لظهوره بل لسببٍ آخر.

منذ ظهوره الابتسامة المستمتعة والمتحمّسة لم تفارق ثغر لونا.

حتى أنّ إيميلي كانت قادرة على الشعور بنبضات قلبها التي تسارعت لحظة ظهوره.

وهي كانت عاجزةً عن فهم ذلك ونطقت قائلة باستغراب:
-ألستِ غاضبةً منه؟ لمَ تشعرين بكلّ هذا الحماس لظهوره؟

لونا ضحكت ساخرة وقالت:
-يا لكِ من مسكينة إيميلي. تحتاجين لقرونٍ لتفهمي سبب حماسي الآن.

أجل بالطبع أنا أكرهه أكثر من أيّ مخلوقٍ آخر وأريد تدميره بأيّ ثمن.

ولكن هذا لا ينفي أنّه رائع، إنّه الأقوى بلا منازع، بسحره أو بدونه، ألم تري كيف أخضع ملك دراكون بكلّ جبروته بلحظات!

حضوره وظهوره وقوّته وشخصيته وكلّ ما يتعلّق به استثنائيّ، هو شخصٌ لا مثيل له في هذا العالم لذا عليكِ أن تدركي مدى قيمة مراقبته في كلّ فرصة.

القوّة وحدها ليست كلّ شيء، وإن كانت هي الأساس.

لوثر سلفادور شخصٌ لن يكرّره التاريخ أبداً.

إيميلي كانت مصدومةً فقط. لأنّ لونا هي من تقول ذلك!

أجل هو قوي ومميز ولكن لونا تراه بطريقة مختلفة تماماً، بل هي لا تبصر شيئاً سواه.

إيميلي شعرت بحيرةٍ أكبر وقالت:
-لمَ لم تطلبي منّي إخبار القائد لوثر عوضاً عن جوليان عن مكان شقيقه إذاً؟

لونا عبست وحدّقت بإيميلي بازدراءٍ قائلة:
-أنتِ مغفّلة حتماً. مساعدة جوليان الذي لا أحمل أيّ ضغينةٍ تجاهه للوصول لآدريان وإنقاذه شيء، والتفكير حتّى بمساعدة لوثر سلفادور شيءٌ آخر.

أنا أريد تدميره لا مساعدته! ولكن هذه المرّة سأفعل ذلك بنفسي ودون إقحام أيّ أحد بيننا كي يكون للانتقام لذّته! 

إيميلي كانت تجد صعوبة بفهم كيف تفكّر لونا ولكنّها وجدت شرارة أملٍ بكلامها وقالت:
-إذاً أنتِ تهتمّين لأمر آدريان وجوليان؟

ولونا عبست مجدداً وقالت:
-لا أهتم. ولكن لا أريد أن يكونا وسيلةً يهدّدني بها ملك دراكون كلّما أراد.

إيميلي غرقت بالضحك في تلك اللحظة وقالت:
-لمَ قد يهددكِ بهما لو لم تكوني تهتمّين لأمرهما حقاً..!

لو ترين كم تبدو محاولتك لإخفاء الحقيقة فاشلة وبائسة يا لونا!

ولونا ردّت ببرود:
-أنا لا أهتم ولكنّي مدينةٌ لهما. هذا كلّ ما في الأمر.

ولكن إيميلي لم تقتنع أبداً وبقيت تسخر منها وفي النهاية لونا تجاهلتها فقط واستدارت عائدة لداخل القلعة في حين أنّ إيميلي كانت سعيدةً بما وصلت إليه جداً.

هناك أمل!

وكم كان أمل إيميلي مزيّفاً، وهماً فقط.

لونا لم تعد ذات الفتاة التي ساعدتها ذات يوم أبداً.

لونا لم تعد تلك النصف شيطانة التي تحاول التظاهر بكونها سيئة وشريرة رغم أنّها طيّبة في الأعماق.

ربّما لونا في ذلك الوقت كانت وحشاً...ولكن وحشاً رحيماً.

أمّا الآن، وبعد كلّ ما حدث معها وما مرّت به من جحيم ومن خذلان ومن غدر وخيانة وذلٍّ وعبوديّة وعذاب وألم وقتل للأبرياء....بعد كلّ ذلك، هي أضحت وحشاً لا يرحم.

العالم لم يرحمها ولا للحظة فلمَ عليها أن ترحم أيّ أحد!

زمن الرحمة والغفران انتهى بالفعل. هي الآن شيطانةٌ كاملة قلباً وقالباً. لونا الإنسانة ماتت للأبد، هذا العالم قتلها.

وإيميلي اكتشفت ذلك لاحقاً وبأسوأ طريقة ممكنة!
.
.
.
.
.
.

     ************   
The End of this part 
     ************
🌟🌟🌟🌟🌟🌟🌟🌟🌟
رفاق لطفاً، أنيروا عالمي بنجومكم المضيئة✨
دعمكم يعني لي الكثير💕✨


كل عامٍ وأنتم بألف خيرٍ يا رفاق❤️✨

كما وعدتكم، ها هو ذا البارت في العيد❤️

وبإذن الله سيكون هناك بارتٌ ثاني غداً أو بعد غد ولكن هذا ليس مؤكّداً لأنّ البارت لم يكتمل بعد ومن الصعب كتابة حرف في العيد💔

المهم الآن، كما رأيتم، حقبة جديدة بدأت بالفعل، في مملكة دراكون!

برأيكم هل ستبقى لونا تابعةً لملك دراكون زمناً طويلاً أو ستتخلّص من ذلك قريباً؟

ما هو أفضل مكانٍ قد تذهب لونا إليه الآن؟ مملكة دراكون...عائلتها...أو أيّ مكانٍ آخر؟

إيميلي قرّرت البقاء مع لونا في كلّ خطوة. ما توقعاتكم حيال ذلك؟

ولوسيان قرّر أمراً أيضاً، ما الذي سيفعله برأيكم؟

آدريان ولونا...نقطة انتهى...حتى إشعارٍ آخر. لونا تجد أنّ هذا الأفضل لآدريان...هل توافقونها؟ وهل ترون أنّ هذا يبرّر لها ما فعلته به؟

آدريان وجوليان...توأمٌ مجدداً. إن كان هناك أمرٌ إيجابيٌّ وحيد فيما فعلته لونا بآدريان فهو سيكون منع شيطانه من العبث بذكرياته بعد الآن. ما رأيكم وما توقعاتكم حيال ما سيحدث معهما من الآن فصاعداً؟ هل هناك ما قد يفرّقهما بعد الآن؟

ملك دراكون كان يستهدف ليون ولكن ليون مختفٍ حالياً...ماذا سيحدث بهذا الخصوص؟

ما رأيكم بلونا الشيطانة الكاملة وما حدود ما يمكن لها فعله برأيكم؟

ما الذي يخطّط له ملك دراكون؟

لونا ومشاعرها المتناقضة تجاه لوثر، لو أخبرتكم أنّهما سيلتقيان قريباً فكيف سيكون هذا اللقاء برأيكم؟

لونا الشيطانة الكاملة ليست لونا النصف شيطانة وليست لونا الإنسانة، شاهدتم الفرق بين لونا كإنسانة ونصف شيطانة في السابق والآن ستكتشفون من هي لونا الشيطانة الكاملة حقاً.

وأخيراً...ملك دراكون يسعى للوصول لعائلة لونا وتهديدها بهم كي يضمن أنّها لن تجرؤ على التمرّد عليه يوماً كما فعل مع آيزاك، كيف يمكن أن سيعثر عليهم برأيكم؟ 

هذا كلّ شيء لهذا البارت رفاق❤️✨

إلى اللقاء❤️

Continue Reading

You'll Also Like

495K 12.5K 34
من يقول إن النور لاغاب رجع ؟ ومن منّا يضمن مشاوير الطريق ! وحتى الصياد لو قضى ليله سّهر يجمع بين شبّك ومغارات الموج عودّ التيّار ولا رجع وخيب آماله و...
5K 451 14
بدأ الأمر بدخولي لتلك الغابة حيث قادني ذلك لمُقابلة آندريه ، شابٌ غريب ذو مظهراً حاد يسكن وسط الغابة .. منذ مقابلته لم يعد بإمكاني الخروج .. فقد...
132K 8K 153
الوصف بالتشابتر 0 رواية مترجمة
1.5K 670 25
خرافة قديمة تقول : عند بلوغ الساعة الثالثة تماما، عند سكون الأرض وإختلاط رائحة السحر مع دموع البشر هناك تماما قد تبدو كل الأحداث ملائمة لبدأ قصة ملحم...