كنت قوية....عشت في أحد الأحياء الفقيرة المليئة بالعصابات لذا كان عليّ أن أبني قوّتي مذ كنت طفلةً صغيرة.
دربني والدي على الكثير من فنون القتال والدفاع عن النفس وبالفعل أصبحت قوية بما يكفي للاستمرار بالعيش في ذلك الحي.
والدتي توفيت أثناء ولادتي وعشت مع والدي حتى بلغت الثانية عشرة. إذ أنّه توفي في ذلك العام متأثراً بمرضه. لم يكن لدينا ما يكفي من المال لتحمل تكاليف علاجه الباهظة.
بعد وفاته بشهر تعرضت لحادث سيرٍ حيث صدمتني سيارة مسرعة ومتُّ بسبب ذلك.
عندما استيقظت ظننت أنني انتقلت للعالم الآخر بالفعل. ربما الجنة وربما الجحيم ولكن بالتأكيد المكان الذي كنت فيه لم يكن يشبه أيّا منهما.
اكتشفت لاحقاً أنني انتقلت لعالمٍ آخر. أصبحت الابنة الأصغر لأسرةٍ نبيلة وأعيش في قصرٍ يضاهي حجم حينا القديم خمسة مرات وربما أكثر.
كان هذا الجانب المشرق لحياتي الجديدة أمّا الجانب المظلم هو أنني كنت ابنةً منبوذةً تماماً.
ليس لأنّ عائلتي سيّئة بل لأنني أنا السيئة. كنت أنانية وذات تصرفات مريعة ولطالما اقترفت الكثير من الفظائع التي جعلتني لطخة سوداء في تاريخ عائلتنا اللامع.
في النهاية تم منعي من مغادرة المنزل ومن الخروج من جناحي إلا بإذنٍ منهم.
أنا هنا منذ أسبوع. اكتشفت كلّ ذلك من خلال مذكراتي الشخصية التي وجدتها في الغرفة.
ربما هذا كان الأمر الوحيد الإيجابي الذي فعلته مالكة هذا الجسد الحقيقية في حياتها.
اكتشفت في نهاية مذكراتها أنها قرّرت الانتحار بتناول كمية كبيرة من دواءٍ مخدر. ربما مات كلانا بذات اللحظة لهذا انتهى بي المطاف هنا بدلاً من الموت.
لا أدري ما الذي حلّ بها أو كيف انتهى بي الأمر هنا بدلاً عنها ولكنها فرصة لن تتكرر وقد قرّرت استغلالها جيداً.
أول ما عليّ فعله هو تحسين صورتي السيئة مع عائلتي.
هذا لن يكون سهلاً.
لديّ ثلاثة أشقاء آخرين. اثنان أكبر مني والآخر توأمي.
علاقتي بهم مدمرة لدرجة مرعبة. ما فعلته بحقهم لا يغتفر أبداً.
سمعت صوت طرقاتٍ على الباب. نظرت باتجاهه لأرى خادمةً تدخل بنظراتٍ قلقة كعادتها.
هذا طبيعي لأنّ لونا والتي هي مالكة هذا الجسد كانت تتنمر عليها دائماً وتقوم بضربها كلما دخلت إلى هنا.
هناك حارسٌ يقف على الباب من الخارج لمنعي من الهرب كما أنه سيتدخل إن حاولت الاقتراب من كلارا مجدداً لإيذائها.
وضعت كلارا أطباق الطعام على المائدة ثم انحنت لتغادر دون أن تنطق بحرف.
-كلارا انتظري.
أنت تقرأ
أسطورة آل ڨاسيليا || The Legend of Vassilia
Fantasyالتزمتُ بكلّ القواعد كدمية معلقة بخيوطٍ يحرّكها الجميع كما يريدون... لم أجرؤ على تخطي الحدود المرسومة لي يوماً... اعتدتُ دوماً أن أكون لطيفة... ولكني تأذيتُ للمرة الأخيرة... والآن أنا أقسم لنفسي ولهذا العالم الفاسد! سأعيد كتابة التاريخ وسأمزّق...
