50. لقد عدتُ...أخي

3.6K 330 469
                                    

قبل سنةٍ كاملة في مملكة لوران في القصر الملكيّ تحديداً، حيث كان يقبع جناح الأميرة الصغيرة، كانت جالسةً في غرفتها ترسم لوحةً جميلة عن غروب الشمس وتلوّنها بالألوان المائية.

رغم أنها في الخامسة من عمرها فقط ولكن موهبتها بالرسم كانت بارزة جداً.

طُرق الباب ودخلت إحدى الخادمات تدفع عربة الطعام أمامها.

وضعت الأطباق على المائدة وهي ترمق الأميرة الصغيرة بخوفٍ بين الحين والآخر حتى انتهت ورحلت بسرعة دون أن تنطق بأي حرف.

رغم أنها مجرّد طفلةٍ صغيرة ولكن الجميع يخشاها بشدة لأنها شيطانة. والدتها كانت شيطانةً كاملة وهي نصف شيطانة.

بالطبع وجود الشياطين محظورٌ ويجب قتلهم حالاً ولكن هذه الطفلة كانت استثناءً لأنها ابنة الأمير. رغم أنّ والدتها قُتلت بالفعل حال اكتشاف حقيقة كونها شيطانة متخفية بهيئة إنسان ولكن تمّ الإبقاء على حياة هذه الطفلة.

وبالمقابل هي حبيسة جناحها. لا يسمح لها بالخروج مطلقاً ولا يسمح لأحدٍ بالحديث معها حتى. الجميع يخشاها بشدة رغم أنّها لم تقترف أيّ ذنبٍ من قبل. وحتى المعلمين الذين يعطونها دروساً خاصة يرتعدون خوفاً منها طوال الوقت فقط لأنها شيطانة.

صحيحٌ أنها طفلةٌ مشاكسة ومتمردة ودوماً ما تحاول الهرب من جناحها أو افتعال بعض المشاكل الطفولية ولكنها لم تؤذي أحداً أبداً.

ومنذ أن شهدت مقتل والدتها أمامها هي فقدت القدرة على الكلام تماماً.

هي انتهت من الرسم وابتسمت برضىً عن لوحتها قبل أن تنهض واقفة وتقوم بوضعها في إطارٍ ذهبيٍّ جميل ومن ثمّ تعليقها على الحائط حيث توجد العديد من اللوحات والعديد من الأماكن الشاغرة للوحاتٍ جديدة.

نظرت نحو أطباق الطعام وتجاهلتها تماماً ثم اتجهت للحديقة الصغيرة الخاصّة بجناحها.

وهناك استخدمت سحر النباتات خاصتها لجعل الشجرة المجاورة تنخفض باتجاهها. صعدت على أحد الأغصان ومن ثمّ ارتفعت الشجرة وقامت بإنزالها على الجهة الأخرى للحديقة.

هي ركضت متخفية بعيداً عن أنظار الحرّاس الذين تحفظ مواقعهم جيّداً ووصلت للحديقة الخلفية الكبيرة جداً والتي تضمّ شتى أنواع الأزهار في العالم.

تجولت هناك بسعادةٍ غامرة وقامت بجمع باقةٍ جميلة من الأزهار البيضاء ومن ثمّ تابعت طريقها نحو بقعةٍ معينة من تلك الحديقة.

وعلى صخرة متوسطة الحجم هي وضعت الأزهار وأغمضت عينيها العشبيّتين الجميلتين وتمتمت ببضع كلماتٍ في قلبها لأجل والدتها.

إذ أنّ والدتها قتلت قرب هذه الصخرة. هي تقوم بزيارة هذا المكان كلّ شهر وتقديم الأزهار لأجل والدتها.

أسطورة آل ڨاسيليا || The Legend of Vassilia حيث تعيش القصص. اكتشف الآن