وقف حازم فى المستشفى وهو يشعر بحيرة بسبب تصرف خاله وتبادل النظرات مع شمس وفكرو بانه ربما يخطط لشئ وقالت شمس : مش معقول ياحازم إحنا إتصارحنا وإتكلمنا فى كل حاجة .
ده خالى, مين يضمنه .. تعالى لما نشوف راح فين وبيعمل إيه؟
إجتمعو فى بيت عبد الحميد ينتظرو ظهروه وقالت نسرين: اخويا يدخل المستشفى وانا معرفش.
شمس: هو الى طلب منى ماقولش لحد حاجة , مكانش عايز يقلقكم.
نسرين: طيب راح فين ده؟ انا كده قلقانة يكون خرج وتعب هنا وإلا هنا
حمدى: ربنا يستر ياماما
قام حازم بعمل إتصالات ربما يكون خاله ذهب لأى مكان ولكنه لم يخرج بنتيجة لم يراه احد من المعارف او الأصدقاء وزاد قلقهم وقال حازم: انا مش هاقعد كده وانا مش عارف خالى فين انا هابلغ البوليس و..
قبل أن ينهى حازم جملته فتح الباب ودخل عبد الحميد .. إلتفو حوله وكل منهم بسؤال فقال: بس.. بقى هاجمين على ليه؟ انا لسه خارج من المسشفى... ,سيبونى أقعد.
نسرين: قول لنفسك خرجت من المستشفى ورحت فين؟
مشوار مهم جدا جدا قلت اخلصه وأرجع ياللا حد يعمل لى فطار وقهوة هاموت من الجوع وعايز انام فى أوضتى بقى سرير المستشفى كان مزعج جدا...
نسرين: هانده الخدامة.
لأ بنتى شمس هى اللى تعمل لى فطارى وقهوتى من النهاردة ,
نظرو له بدهشة فقال: ياللا واقفة ليه؟ مش عارفة طريق المطبخ ياشمس؟ .
إبتسمت شمس وقالت: حاضر
ياإيه؟؟؟
حاضر يابابا..
كان الجميع فى دهشة وتركهم عبد الحميد فى قلق وطلب تمارا وعندما نزلت ضمها لقلبه وتنهد: حبيبة جدو وحشتينى قوى قوى...
وإنت كمان ياجدو, كده خرجت من غيرى..
أفطر بس وتدينى فرصة ارتاح شوية وبعدين هآخدك افسحك فى اى حتة إنت عايزاها ياقلب جدو
ظلو بجواره يتابعونه وهو يأكل فقال: هاتوقفو اللقمة فى زورى .. بطلو بحلقة
نسرين: مش هاتقول كنت فين؟
لما آكل وأرتاح...
إلتفت إلى إحسان وإبتسم: منورة ياست إحسان.
ده نورك ياعبد الحميد بيه ألف سلامة عليك....
الله يسلمك ياست الكل..
إتسعت عيونهم وهو يتكلم بدفء مع إحسان حتى هى إندهشت منه.. وقفت وهى تقول: بدل إطمنا عليك أستأذن انا بقى وأرجع بيتى..
عبد الحميد: لأ والله ماهاتمشى تفضلى هنا طول اليوم وتتغدى معانا...
كان عبد الحميد يتكلم معهم بطريقة فيها حميمية ودفء لم يعد ينظر لهم نظرة حادة او قوية كما كان يفعل.. وقدمت له شمس القهوة وارتشف منها وقال: الله على قهوتك ياشمس.. تسلم إيدك.
بالهنا والشفا.
إقعدى ياست إحسان., أقعدى ..
جلست إحسان فى صمت , لم يعبأ عبد الحميد بقلقهم وتوترهم وشرب قهوته وهو مبتسم ثم وقف قائلا: هاطلع اوضتى انام شوية الكل هايتغدى هنا ... محدش يروح فى اى حتة مفهوم...
إبتعد وقالت نسرين: هو إيه اللى جرى له؟
حمدى: مش عارف ياماما... شكله.. مختلف...
يمكن واخد مهدئ فى المستشفى .. ده هادى ومبتسم ومرتاح على الآخر...
انا خايف يكون بيخطط لحاجة ..
انا قلقانة من هدوءه ده. عبد الحميد مش طبيعى أبدا... فيه حاجة حصلت...
إرتاح عبد الحميد فى حجرته حتى موعد الغداء وكان الجميع ينتظر بقلق ويتساءل عن سبب التغيير الذى حل عليه , أرتدى ملابسه وأمسك البوم صور ميرنا وقبل صورتها وقال: حبيبة بابا الله يرحمك يارب تكونى فى الجنة إنت وامك وأقابلكم لما آجى... بنتك فى عنيه ياميرنا مش هاعمل فيها زى ماعملت معاكم إنتى وأمك .. هاتعيش سعيدة فى حضن ام بتحبها وأب بيعشقها..
أغلق ألبوم الصور ووضعه فى الدرج وأغلقه وأخذ نفس عميق ..
عندما نزل عبد الحميد للدور الأرضى , كان وجهه منير ويبتسم وإقترب منهم وسأل: الغداء خلص انا نفسى مفتوحة قوى النهاردة...
نسرين: ربنا يفتح نفسك دايما , مش هاتحكى لنا بقى.
إنتو قلقانبن ليه يعنى ؟؟ هاتعرفو كل حاجة. فين شمس وحازم ؟؟
طلعو أوضتهم يرتاحو شوية .
والست إحسان إوعى تكون مشت..
لأ مع تمارا فى الجنينة...
طيب ياللا قولى لهم يحطو الغداء...
فى هذا الوقت كانت شمس تنام بجوار حازم وهو يضمها وقال وهو يقبل شعرها: إحنا عايزين نآخد لنا يومين عسل بقى علشان نبقى على راحتنا.
اكتر من كده؟؟
أيوه.. نقضى شهر عسل بجد بقى..
كان سيقبلها فدق الباب وسمعو صوت الخادمة تقول: الغداء جاهز ياحازم بيه ... والكل منتظر.
عبس حازم: مش بأقول لك انا مقدرش على كده...
ضحكت شمس وجذبته لينهض من السرير وقالت: الليالى جاية كتير... قوم بقى ميصحش نتأخر على الغداء وكمان عايزين نعرف خالك كان فين؟؟
الراجل ده بيحب الغموض طول عمره... ربنا يستر وميكونش عمل مصيبة...
إجتمع الجميع على السفرة ولاحظ الجميع إهتمام عبد الحميد بإحسان يملأ لها طبقها ويلح عليها لتتناول الطعام .. وتبادلت شمس النظرات مع امها بدهشة لم يتكلم عبد الحميد إلا بعد إنتهاء الطعام وقال: شوفو بقى أنا.. عملت حاجة كده من غير ماأقول لكم وإتصرفت لوحدى.. تمام...
حازم: عملت إيه ياخالى؟؟
متقلقش ياولد ياحازم.. معملتش حاجة تضركم بالعكس.. انا عملت الصح المرة دى..
كان كلامه الغامض يمثل علامة إستفهام كبيرة بالنسبة لهم ورن جرس الباب فالتفت وتابع الخادمة وهى تفتح وعادت بمظروف كبير وناولته لعبد الحميد: إتفضل ياعبد الحميد بيه السكرتير جاب ده..
أيوه,, ايوه هو ده المطلوب...
فتح عبد الحميد الظرف وقرأ ألوراق ثم إبتسم وقال: بس كده تمام قوى....
إمسك ياحازم الورق ده
امسكه حازم وسأل: ورق إيه؟
أنا إستغليت إتصالاتى ومعارفى و رحت لغيت شهادة الميلاد المضروبة علشان بنتى شمس تبقى فى أمان.
إبتسم حازم وأكمل عبد الحميد: وكمان عملت حاجة .. تسعدكم بالرغم من إنها كانت صعبة على.... غيرت شهادة ميلاد بيرى بإسمها الجديد تمارا حازم..
نظر حازم فى شهادة ميلاد بيرى وقال: مش معقول... خالى.. . الأم!!
قاطعه عبد الحميد وقال بحزن : ايوه الأم شمس
نظرو له بتأثر وقالت نسرين : عبد الحميد عملت إيه؟؟؟
دفعت فلوس كتير وغيرت الشهادة علشان تمارا تتسجل بإسم أمها اللى ربتها, ميرنا الله يرحمها خلاص ماتت والبنت متعرفهاش ده الصح علشان ميبقاش فيه اى مشكلة فى المستقبل بسبب شهادة الميلاد وفضلك لازم نعترف بيه ياشمس
ضمته شمس بقوة وقبلته: شكرا لحضرتك شكرا
أنا اللى بأشكرك يابنتى لأنك فوقتنينى قبل ما أعمل غلطة كبيرة فى حقكم مكنتش ممكن تتصلح أبدا ,, وبعندى كنت هاضر حفيدتى وإبنى حازم....
وقف حازم ورفع يد خاله وقبلها فقال عبد الحميد إنت إبنى ياحازم وانا للى مربيك وسعادتك تهمنى ياحبيبى.
ربنا يخليك لينا ياخالى وميحرمناش منك أبدا...
وضمه حازم أيضا فقال: انا مش واخد على العواطف دى كلها سيبونى بقى , بس إعملو حسابكم انا عندى شرط,
حازم: تانى ياخالى
شرط بسيط.. عيشو معايا ,مش عايز اعيش لوحدى, يعنى نعيش كلنا فى بيت واحد.
حمدى: وتعيش لوحدك ليه ياخالى , نجوزك.
ومين هاترضى تتجوز راجل عجوز؟
نشوف لك عروسة مناسبة وتتجوز واهو نرتاح من مشاكلك...
ضحكو حتى عبد الحميد ونظر لإحسان وقال والله فيه قدامى ست كاملة بس هى توافق..
تورد وجه غحسان وهو ينظر لها ونظرت بإستنكار فقال: توافقى يا إحسان هانم.
انا يالهوى بعد السن ده؟؟ ده إسمه كلام
بنتك هاتعيش مع جوزها وانا لوحدى وإنت لوحدك نعمل عايلة بقى ونعيش سواء انا زهقت من الوحدة وعايز واحدة اناكف فيها
إحمر وجه إحسان وهى تحرك رأسها برفض: لأ... لأ.. متقولش كده الناس تقول على إيه؟؟؟
هايوقولو إيه ياماما؟؟ انا كمان مش عايزاكى تعيشى لوحدك...
نظرو لإحسان وهم يبتسمون فقالت: بس إنت طبعك صعب
نغيره ..ياستى
إستطاعو إقناع إحسان فعلا بالزواج من عبد الحميد ونظرت لشمس فقالت: ماما إنت عايشة لوحدك من سنين وآن الآوان يكون ليكى شريك وونيس.. وبابا احسن إختيار..
ووافقت بعد إلحاح وقال عبد الحميد: وفيه شرط تانى
نظرو له بشك وقال حمدى: إيه ياخالى فيه عروسة تانية؟؟ خلاص هاتنطلق وتتجوز إتنين.
بتتريأ ياولد ... !!
ضحكو وقال عبد الحميد: عايز البيت يتملى عيال حواليا
أمسك حازم يد شمس وقال وهو مبتسم: دى سيبها علينا انا وشمس هانبذل قصارى جهدنا...
إحمر وجه شمس وضربته على يده بخجل وقال عبد الحميد: وإنت ياولد ياحمدى إتجوز بقى إنت كمان.
لأ انا لسه صغير و..
قاطعه عبد الحميد قدامك شهر تختار عروستك يا إما هاجوزك على مزاجى ..
لأ.. .أرجوك أختار احسن..
إطلع من دول إنت فاكر إنى مش عارف .. مانت بتحب ومرتبط هاتها بقى نتعرف عليها.
آه منك ياخالى محدش يعرف يخبى عليك حاجة أبدا...
نسرين: يعنى كلكم هاتتجوزو وتسيبونى اعيش لوحدى.
نظرو لها بدهشة وقال حازم: ماما عايزة تتجوزى إنت كمان؟
إيه شايفنى كبيرة
ضحكو واكملت :لأ ياحبيبى متخافش إنتو كفاية على بس الأحفاد ييجو
سهرت العائلة معا فى ضحك ومزاح بعد ان ذهب عنهم الهم والحزن وإستقرت الأمور بينهم ودخل حازم وشمس لحجرتهم وكان حازم يضحك: خالى ده رجل المفاجأت بجد والله..
مكنتش متصورة إنه ممكن يعمل كده ويضحى بإسم بنته..
الحقيقة هو معاه حق تمارا مش هاتستفيد من أسم ام مش موجودة فى الدنيا وبعدين تخيلى صدمتها لما تكبر وتعرف غنك مش امها الحقيقية ...
الحمد لله كابوس وإنزاح بجد...
ضمها حازم وإبتسم لوجهها الجميل: شموسة حبيبة قلبى ... أخيرا هانرتاح...
آه هانرتاح...
إنتى اجمل حاجة حصلت فى حياتى ياشمس...
قبل جبينها فقالت: أنا رأيى تقفل الباب بالمفتاح يا إما هاتلاقى تامى هنا و..
قبل ان تكمل كلامها فتح الباب ودخلت تامى نظر حازم لشمس وضحك معها وقالت تامى: عايزة انام معاكم..
أشار لها حازم: تعالى ياحبيبتى..
قفزت تامى لتنام بينهما وضمها حازم هى وشمس فقالت شمس: معلش بقى حظك كده. .
ماله حظى معايا مراتى اللى باحبها وبنتى القمر....
إنتظرو قليلا حتى إستغرقت تامى فى النوم وحملها حازم وأعادها لحجرتها وأغلق الباب بالمفتاح وهو يقول: نشوف حياتنا بقى.
نشوف....
ضمها حازم وقبلها بقوة وإستسلمت له شمس بسعادة وفرحة ....
أصر حازم على قضاء شهر عسل مع شمس فعلا وسافرو لمدة أسبوع وقضت شمس اياما سعيدة ممتعة مع زوجها تحظى بإهتمامه وحبه وعادو لحضور زواج والدتها من عبد الحميد الذى تم على خير وبعدها بفترة غير طويلة بدأ أعداد لزفاف حمدى على عروسته وإستعد الجميع .
وتألقت شمس بوار زوجها فى الحفل وهى ترتدى فستان من تصميمها لونه زهرى أظهر لون بشرتها البيضاء وجمالها وصنعت فستان بنفس اللون لتمارا الجميلة ... وقفت شمس بجوار حازم حول العروسين وأمسكت يده فضمها ليرقص معها وهمست فى أذنه بكلمة جعلته بتجمد فى مكانه ويتوقف, إبتسمت له وسألها: بجد؟؟؟؟
أبوه بجد تمارا جاى لها اخ او اخت ...
رفعها حازم عن الأرض ودار بها وراقبهم الجميع بدهشة وإقتربو منهم لينقلو لهم الخبرالسعيد بحمل شمس لأول طفل لها من زوجها .. وإصبحت فرحتهم فرحتان زواج حمدى وحمل شمس...
زادت فرحتهم عندما علمو نوع الجنين وكانت فتاة اخرى تنضم للعائلة... مرت شهور حمل شمس جميلة وعادية وزادت شمس جمالا وفرحت تمارا جدا وكانت تضع يدها على بطن امها وتسأل تقريبا كل يوم إمتى اختى هاتيجى؟؟؟
لم تكن وحدها نافذة الصبر بل كان حازم أيضا ينتظر ولادة الطفلة وعبد الحميد بلهفة.
رزقفت بطفلة جميلة تشبهها إلى حد كبير واطلقو عليها إسم ميرنا تكريما للراحلة وليظل إسمها موجود وقدر عبد الحميد ذلك لشمس وبعدها توالى إنجاب الأطفال هى وحمدى وإمتلأ البيت حول عبد الحميد ونسرين بالأحفاد وعاش الجميع بسعادة فى بيت واحد عائلة كبيرة سعيدة.. جمعهم حب تامى.
النهاية