انتفاضة ...
كان الثلاثة امام المبنى الاصفر واقفين يتاملون بعضهم بشرارة مقاتل..
كسرت جميلة هذا السكون الذي دام ثواني قليلة بكلمات نزلت كبرق كاسر على لؤي ..
نظرت الى سليم و اعلنت هذا النبأ الغاضب !
" حسنا يا سليم أين هي سيارتك ؟ سارافقك الى هناك ( مركز الشرطة) ، طبعا انت على حق دعنا لا نتاخر اكثر .."
رمقها لؤي كمجنون و راح يسير بخطوات متسارعة ناحية سيارته ..ركبها كحصان و اقلع بها ؛ تحت سرعة كبيرة لفتت الانظار اليه ، فالعجلات من غضبه صرخت دخانا..
اوقفها امامهما ، نزل منها كسيل جارف في تربة جافة....فتح بابها الايمن و راح يشد ذراع جميلة ..
"اركبي و الان ، لا يوجد لدينا وقت حقا ، كما تقولين ! لهذا سنسرع الان ..حالا .. "
صاح به سليم قائلا :
" رفقا بها يا لؤي ، ستكسر ذراعها .. ما بك "
و رمق جميلة بملامح تهدئ من روعها و ترسل بها كحمامة مع صديقك المتهور...
ابتسمت له على عجل ، تؤكد بهذا موافقتها له و هي تزحف بخطواتها الى داخل السيارة ..
اغلق لؤي باب سيارته عليها (جميلة) ، و راح يجري الى الناح الاخر ..
اسدلت هي ستار السيارة و بعثت الى سليم حروفا بعبق الربيع المنتظر ..
قائلة:
" سليم هيا رافقنا ، الى نفس المكان و مع نفس الصديق و مع احلى شريكة لك بالمستقبل العاجل..! "
ضحكت جميلة بعد رميها لهذه القنابل على طريقهما الوعر ، استطاعت و في ظرف ثواني ان تقلب داخلهما الى جنة و نار !
انطلق الثلاثة و هم على ارتياح تام ، بان كل المشاحنات قد ظلت طريقها اليهم... و ارتحلت الى مكان اخر ..
لتسكن مكانها اشباح اخرى جنونية اكثر ، ماذا تقصد جميلة بهذه الكلمات .. ؟
بدات الرياح كعادتها تضرب الاشجار الموجودة على طول الطريق و السماء لم تنسى عادتها تلك ، فبعثت برسائل من ماء الى زجاج نوافذ سيارة لؤي !
نهض سليم من مكانه يشكوها الى صديقيه قائلا :
" جو كئيب و مكان ليس باحسن حال منه سنزوره قريبا "
ابتسمت جميلة و غازلته بذكاء قائلة :
" كيف لرجل وسيم و ذو ظل خفيف مثلك ان يكره المطر و رياح الامل هذه ! اتدري يا سليم انا اعشق الشتاء لا لشيئ فقط لأنه يشفي روحي العطشة الى العاطفة ! "
تسمر الرجلان مكانهما ..لم يصدقا هذه الجراة منها و راح يتجول بخاطرهما وسواس مبهم !
اشتعل لؤي بنار الغيرة ، و استنفر بسرعة كبيرة حتى لا يلحق سليم باجابته لجميلة فيتحول هو بعدها من بطل مغوار الى كومبارص فاشل في سماء رغبتها الزرقاء ..
" لقد وصلنا ، انظرو انهم يدخلونه الى الداخل (يقصد فريد ) !
ذهبت جميلة في غير وعي بيديها تمسك ذراع لؤي ! اعلنت على عجل بانها تفضله على سليم الذي جلس يقطع شفا هه بحسرة ..
نزل الثلاثة ..عانقت جميلة مرة أخرى يدي لؤي و تبعهما سليم من الوراء يشكوا رغبته المسجونه ؛ قال في نفسه :
" ستكونين لي أعدك بذالك ، مهما كلف الامر .."
يتبع ..
لا تنسوا التصويت لدعمي على المواصلة في كتابة هذه الشخصيات الصعبة 😅
كل الحب ♥️