"مزحة ، فحقيقة .."
استقبل لؤي هذا المديح بصدر رحب ، تشجع كثيرا فور قراءته لتعابير وجهها الجميل
وراح يقذف بهذه الكلمات عليهما ..ليحدث بذالك طوفانا من المشاعر المختلطة..
" انا زوج جيد لك ، او حقا اوافقك الراي و انتي كذالك لن اجد مثلك كرفيقة درب ! تملكين من المحاسن ما يثلج قلبي و يستهوي روحي ..فلنجرب ذالك ما رايك "
رمقه الاثنان بذهول شديد ..
جميلة تحجرت بمكانها ، فما سمعته من لؤي لم يكن مزاحا قط .. كان جاد بكل حرف نطقه ..
اما سليم فضحك ضحكة صفراء ..استغرب جراءة صديقه و هو الذي عهده خجولا ، لا يجيد السباحة في قلوب النساء و تخبطات احاسيسهن !
واصل لؤي هذا المد من الهجمات الغير متوقعة و عاود سؤالها مرة أخرى :
" ماذا قلتي ؟ هل اخطبك و الان "
ابستمت هي لثواني بعد ، ظنته مازحا ..و ردت عليه بحرارة !
قائلة :
" دعنا من هذا المزاح الثقيل يا صديقي ! فنحن لن نسمح لك بتوريطنا و اخذ حقك منا ! هيا لنوقف هذه اللعبة و الان ! "
جلست بمكانها مترددة و تابعت كلماتها ..
" دعونا نتكلم عن العمل .."
قاطعها و هو يتحرى اجابتها ..لاحظ عليها الحياء الجميل و تبدل لون خديها للوردي ، ادرك قبولها به و لو لم تنطق بذالك علنا ..
اشار لصديقه سليم مبتسما :
" انظر الى زوجتي المستقبلية ، كيف يغرقها الخجل و يتمكن منها التردد عندما تكون موافقة ! اظنك ستشهد على عرسي قريبا .. "
لم تتمالك جميلة نفسها و راحت تخرج من الصالون الى غرفتها هاربة ..
فهذا الطوفان الذي احدثه لؤي ! انتزعها أخيرا و من جذورها ..ليظهر عليها الحب أخيرا ..
رغم كل الترقيعات ..
كان باب المنزل مفتوحا ، ظهر منه فريد يسترق السمع و هو في حالة دهشه !
تبدلا كلاهما النظرات ...قبل أن يهرع هو الى منزله و خياله به غضب !
اما هي فاغلقت على نفسها غرفتها الى حين ..
يتبع ..