الوداع ..
دخل الثلاثة إلى مركز الشرطة في ارتباك شديد ، خطواتهم متثاقلة و كأنهم يحملون من صخور الجبال ما يحملون !
فجميلة كانت في حرج شديد ، تفكر من أين ستسقي كل هؤلاء ، فضولهم الى الحقيقة ! علاقتها بفريد و زوجها الراحل ..
هل تخفي كل ما عاشته معه في صندوق اسود و ترمي بكل مفاتيح الرغبات التي بداخله في بحر عميق !
ام تصارح الجمع هنا ، بكل تلك الأحداث السابقة ، فهي لم تنكر للحظة صدق ما عاشته مع الثلاثة ..ولو تحت حزام من نار ..
" سيدتي ، المعتدي يقول بانه من معارفك (طبيبك الخاص) ، جاء ليزورك و يطمئن عليك بعد غيابه عن الحي لايام ، فقصد مكان عملك عن جهل بما سيحدث بعدها ! استفز من شريكك فحدث ذالك العراك "
غابت جميلة عن وعيها تماما و أمام الشرطيان اللذان كانا بصدد تحرير المحضر !
لم تسمع من كل كلامهما الا كلمتين " طبيبك الخاص" ، لتفقد وعيها و تفترش الارض هذه المرة وحيدة دون شريك ..كقبر بارد يشد على صاحبته من هول ما اقترفته من آثام و رغبات ماجنة ..
نادى الشرطي على لؤي و سليم ، يخبرهما بما حدث لها ! و هل هي ضريرة بمرض ما ، يستلزم منهم نقلها الى اقرب مستشفى ..
انكر الاثنان معرفتهما بحالتها هذه ..لكن فريد أقبل على الجميع و بخبث ابليس الماكر ، اخبرهم بانه سبق و ان كشف عليها سابقا و بصحبة زوجها أحمد ..فهو طبيب العائلة !
" السيدة لا تعاني من شيئ ، ينزل ضغطها أحيانا عندما تعاني من إجهاد ، بالمناسبة انا طبيب ، اقصد طبيبها و اعمل بالمستشفى الفلاني.. ! "
نظر الجميع اليه و هم محتارين ، كيف لمخمور كهذا ان يكون طبيب ! او أنه ادعى ذالك ..سال لؤي صديقه سليم و هو يرمقه بنظرات استغراب ..
ليشبع الشرطي الواقف معهما فضوله قائلا :
" كشفنا عليه قبل قليل ، لا يوجد اي أثر للخمر او الممنوعات بدمه "
ذهب الاثنان بحيرة واضحة يرمقانه (فريد ) من بعيد و علامات الاستفهام كانت بادية جدا للعيان..
ضحك فريد عليهما بعيون ساخرة و راح يغادر صوب جميلة التي كانت لتوها تستفيق من صرعها ..
" فريد انت هنا ، ماذا حدث لي ! "
يتبع ..