___
كيف ليان تفهم بقلبها قبل عقلها ، وكيف ان مناهل تفهم الي ودّها بس ، تنهد وناظر ليان وللحين في باله لقاءها مع بدر ، ما ودّه ابداً يخلف بوعده لبدر ولا ودّه تستمر حياة ليان بدون اخوها ، لو فرضاً شاءت الاقدار ما يجلسون مع بعض وكل واحد بطريقه ما ودّه ليان تبقى لحالها بدون سند لها ، ناظر سعود ؛ روح للحديقه العب .
هز راسه سعود بالايجاب وطلع ، ناظرها بهدوء ؛ ما ودك تقابلين اخوك ؟
سكنت ملامحها بذهول من ان فهد عرف بحقيقة غيث وعلاقتها فيه ، رفع حاجبه بذهول من صدمتها ؛ ما ودك تقابلينه ؟
بلعت ريقها ؛ اي اخو ؟
رفع حواجبه بذهول ؛ كم عندك اخ انتي ؟
رجفت يدينها وشد هو على كفها ؛ اهدي ، اسألك ما ودك تقابلين بدر اخوك ؟
وقفت الدنيا كلها من حولها وهمست هي ؛ بدر ؟
هز راسه فهد بالايجاب ؛ طلب مني اني اخليك تشوفينه ، واضح انه ندمان !
ضحكت بسخريه ؛ ندم بعد سنين ؟ وش جاب ذكراي له وهو ناسيني ؟
رفع حاجبه لها ؛ اخوك ما اقدر اقولك قابليه غصب ، لكن اعطيه فرصه وشوفي مبرراته .
قامت من على الطاوله بهدوء ؛ ما ظنتي في شي يبرر افعاله معي .
مسك كفها بهدوء عقلاني ؛ بعيداً عن علاقتنا ، فرضاً لو طلقتك مين بيكون عندك ؟ مين بيكون سندك ؟
رفعت حاجبها بهدوء ، ودّها تقول عندي غيث يكفيني لكن عجز لسانها ينطق ؛ ما احتاج سند احد انا لحالي اساند نفسي .
طلعت فوق بهدوء تصعد لغرفتها ، ولا تنكر انها متوتره ، ودّها تقابله ودّها تشوفه ودّها تسمع صوته ، رغم الاوجاع الي كانت بسببه الا انها حنّت له بالنهايه هو يبقى اخوها الكبير ، اشتاقت وحنّت لغيث ، تمنت لو انه هنا يساعدها يفهمها ، يوضح لها انها ما راح تخسر شي لا قابلته او اعطته فرصه ، بلعت ريقها انزل مع الدرج ، وناظرت الصاله ما كان موجود فيها ، دخلت المكتب بهدوء وناظرته على جهازه ورفع عينه عليها وعلى دخولها ، بلعت ريقها هي ؛ هو الي زوجني لك صح ؟
رفع حاجبه لها بهدوء ؛ ولي امرك واكيد .
فركت يدينها بتوتر ؛ عادي اقابله ؟ بشوفه .
ابتسم فهد وهز راسه بالايجاب ؛ حقك !
« بيت بدر »
من لحظة ما اتصل عليه فهد وبلغه انه بيجي وبتجي هي معه ، وهو التوتر يرتجف داخله ، الخوف من انها تصدّه ، والخوف من انها تجرحه وتعاتبه ، يعرف انه حقها وابسط حقوقه عتابها عليه ، سنين انحرم منها ولا يدري عنها وظنّه كله انها ميته ولا هي على الدنيا ، في اللحظه الي عرف فيها انها عايشه زوجها فوراً ، ناظر هنادي الي دخلت وابتسمت هي ؛ اعترف انك تحبها للحين .
تنهد هو ؛ اختي الصغيره هي بحبها لكن الدنيا خلتني عليها .
غمض عينه من سمع صوت الجرس معلن جيتهم ، طلع من جناحه بنزل مع الدرج ، وفتح الباب بهدوء ، كان فهد لحاله او بالاصح ليان خلفه لكنّها ما قوت ترفع عينها تشوفه ، لانت ملامح بدر بهدوء ؛ ما جات هي معك ؟
ابتسم فهد بهدوء من سمع صوتها من خلفه ؛ بدر !
ما يدري كيف دخل قلبه الانشراح من سمع صوتها ، من سمعت رجفتها الواضحه بنبرتها ، ابعد فهد لجل بدر يشوفها وانشرح قلب بدر من شافها ، صارت ملامحها اكبر من اخر مره هو شافها ، رفعت راسها تناظره ، تناظر غرابيل الدنيا بوجهه ، الشيب الي طغى عليه ، وابتسم هو ؛ ارحب فيك ولا اهلّ دموع الشوق لشوفك ؟
ما قدرت تخفي خوفها ولا وجعها منه ، وناظرت بفهد ، وهز راسه فهد لها ، ودخلت هي وكان على وشك بدر يمسك كفها الا انه ابعدت بهدوء ، ما قدر يلومها على حركتها وهو بعد سنين ظلم عيشها فيه يبي منها تمسك كفه ، دخلت المجلس بهدوء وناظرت ميهاف الي جالسه على الكنب وتشرب قهوتها ، ابتسمت ليان بوجهها من شافتها ركضت له تضمّها ، وابتسم بدر على هاللقاء ، من كانت ميهاف بعمر صغير هو كان يحاكيها عن ليان يخليها تشوف صورها لدرجة ان ميهاف تعلقت بليان بدون اي لقاء او موقف بسيط يجمعها ، تعلقت فيها من كلام ابوها ؛ عمتي ليان .
ابتسمت ليان تناظر بدر ، ولا غاب عن عينها الشوق الي ترجمته له نظرات عيونه لها ، جلست هي وبجنبها ميهاف ، وجلس فهد بجنب ليان ، وجلس بدر مقابل لهم وعينه على ليان ، رفعت ليان نظرها لفهد بتوتر ؛ اقدر اكلمه لحالي ؟
ناظرها فهد وهز راسه بالايجاب ، وناظر بميهاف ؛ عندي هدايا بسيارتي ، تجين تساعديني ؟
ناظرت ميهاف ابوها وهز راسه بالايجاب بمعنى روحي ، وطلعت هي وكفها بكف فهد ، وتسكر الباب خلفهم ، ناظر بدر ليان ولا هو قادر يتكلم او يفتح موضوع معها ، مو قادر يحط عينه بعينها ، ولا له وجه ابدا يجلس معها عقب السنين الي عاشته هي لحالها بدونه ، بلع ريقها يناظرها ؛ اقول انك بخير ؟ اقول كيف حالك ؟
ناظرته بهدوء ؛ تسأل عن حالي الحين ولا قبل سنين ؟ لان في فرق .
بلع ريقه بصعوبه ؛ الحين وقبل سنين .
رفعت اكتافها بهدوء ؛ الحين اقولك بخير لكن مو دايم ، وقبل سنين ما كنت بخير ابداً ، كيف اصير بخير واخوي ولد امي وابوي تركني لدنيا لحالي ؟
تنهد بدر بندم شديد ؛ اعرف كلمة اسف لا تودي ولا تجيب ، بس سامحيني ، ما عرفت بغلاك عندي الا بعد ما قالوا لي انك توفيتي بحريق بالعماره ، ومن بعدها وانا لا ليلي ليل ولا نهاري نهار .
ناظرته بسخريه ؛ قالوا لك توفت بس ما شفت جثتي على اي اساس صدقت ؟
رفع اكتافه بعدم معرفه ؛ غباء رخامه ، لاني حمار ما ركزت ، بس سامحيني .
ناظرته بهدوء ؛ اسامحك على وش ؟ في كثير افعال ضروري اسامحك عليها بدر بس قلي وش ؟ اسامحك لانك ظلمتني ؟ حملتني موت امي وابوي وانا صغيره ما ادري عن شي ، ما جيت عندي وراعيت مشاعري اني طفله صغيره ماتوا اهلها قدام عينها بطريقه بشعه ، اسامحك لانك ما كنت خير الاخو ولا راعيت حقوقي ؟ اسامحك لانك خليتني بين الشوراع امشي لحالي ؟ اسامحك لانك خليتني انسى دراستي واتوظف بس علشان اجيب كم ريال اساعد فيه نفسي ؟ اسامحك لانك كنت تعذبني ؟ اسامحك لانك ما اهتميت اني موجوده على الدنيا او لا ؟ اسامحك لانك زوجتني بدون علمي ؟ قولي بدر على وش اسامحك ؟
غصبً عنه نزلت دمعته من عتابها الي فج قلبه نصفين ، جلس على ركبه مقابل لها ماسك كفوفها ؛ سامحيني والله يا ليان اني رخمه وقليل مروه على الي سويته ، ادري اني غلطت ادري اني ما كنت لك خير الاخو بس سامحيني ، الايام ما اضمنها يا ليان ما اضمن ايامي اعيش لبعدين ولا اموت اليوم ، سنيني الي مضت كلها ودمعتي ما نشفت على مخدتي كل ليله ، ادعي يارب ترحمها يارب انك تغفر لي على اللي سويته معها ، مره وحده الي دعيت فيها انك ترجعين على الدنيا واصير لك خير الاخو اعوضك عن الي مضى ، وربي حقق دعوتي ، خلاني اشوفك من بعد سنين ، وعلى زواجك والله والي خلقني اني ما وقعت الا اني ابي رضاك كنت بقدم لك بس شي تقدرين تفهمين اني اسوي لك كل شي تبينه ، فهد بنفسه قالي انك ما ودك تشوفيني قالي يا بدر سو شي علشانه وابسط شي تسويه توقع على عقد زواجها وتعطيها الحياه الي هي تتمناها ، ما وقعت الا اني ابيك تعيشين حياتك بسعاده ، سامحيني انك كانك تعزين ابوي ولو شوي تسامحيني ، خلي ايامي وايامك تجمعنا ياليان ، يا بنت امي وابوي .
ناظرته بهدوء ، ومن دموعه هي نزلت دموعها ، وهزت راسها بالنفي ؛ عجزت تدري ؟ طول السنين الي مضت وانا عجزانه انطق بلساني يارب تسامح بدر ، عجزت اقولها تدري ؟ يمكن لانك ما تركت لك بقلبي شي يشفع لك يا بدر ما تركت غير الكرهه ، بس اقول شي يمكن يسعدك ، ما عمري كرهتك ممكن اكون زعلانه بس مصير الزعلان يرضى صح ؟
ابتسم هو غصبً عنه من كانت تحاول توصله انها بترضى لكن بعد تفكير ، وهز راسه بالايجاب ؛ عطيني فرصه والله والي خلقني ما اخليك مره ثانيه ، بس عطيني فرصه وحده ياليان فرصه وحده !
عضت شفايفها بشوق ؛ تتذكر وقت كانو يقولون ليان ما تقدر تسولف بدون بدر ؟ تتذكر وقت يقولون بدر يترك جلسة العيال لجل ليان ؟
هز راسه بالايجاب ودموعه تنهمر بعدم استطاعه منه ؛ اتذكر اتذكر كل تفصيل بيني وبينك ، اتذكر كل شي بس سامحيني ، لا تخليني اموت وانا ما عشت باقي ايامي معك .
همست له بهدوء ؛ غيث ! حتى انك نسيت غيث !
رفع عينه عليها بهدوء ولا غاب عن عينها كيف صدمته ؛ غيث !
هزت راسها بالايجاب ؛ اخونا غيث حتى هو نسيته ؟
هز راسه بالنفي بهدوء ؛ ما نسيته لكن ما جمعتنا المحبه .
هزت راسها بالنفي ؛ تدري اني عرفت وش معنى يكون عندك اخ كبير يا بدر ، عشت الشعور معه هو ، هو عوضني عنك تدري ؟
هز راسه بالنفي ؛ تكفين يا ليان تكفين لا تقولين لي كذا ، ادري غلطت وادري عذبتك وادري اني رخمه بس سامحيني .
لا شعورياً هي قبّلت راسه ، ودّها تسامحه ، حتى هي ما تضمن حياتها ، ما تضمن ايامها تعيش لبعدين ، ودّها تسامحه وترتاح وهو يرتاح ، ما عاد لها حيل تحارب الدنيا ، لا شعورياً هو وقف يضمّها لصدره ، وقبّل راسها بكل شوق وندم ؛ سامحيني ياخوك سامحيني يا بنت فيصل !
ابعدت بهدوء عنه وابتسمت له ؛ طيب اقولك اني سامحتك ، بس توعدني نكون عيال فيصل صدق ؟ اخوان ما نبعد عن بعض ؟
هز راسه بالايجاب يضّمها ؛ اخوك لو الدنيا وقفت في وجهك ، ما انساك ولا اتركك ياليان ، عيال فيصل الحين وبعدين .
« بيت فهد ، الحديقه »
من بعد رجوعها من عند بدر وهي لازالت هنا جالسه ، تناظر السماء بنجومها ، صحيح انها قالت له انها سامحته لكنّ تحس للحين ما انزاح شي بخاطرها ، تحس انها للحين متردده رغم انها اعلنت له صلحهم ، حست فيه يجلس خلفها وحست بيده الي جذبتها يمّه تحط راسها على صدره ، ما عاد لها حيل تبعد او تعاند ودّها ترتاح فعلاً ، ناظرها فهد بهدوء ؛ للحين خاطرك شايل ؟
لازالت عيونها تراقب النجوم ؛ يهمك ؟
هز راسه بسخريه ؛ ما يهمني والله بس نكون لك خير العوين .
ناظرته بهدوء ورجعت ترتكي على صدره تتأمل بهدوء ، ولا غاب عن عينه هدوءها ولا اعجبه رغم انها تعاند دايم الا انها هالمره كانت هاديه ، تنهدت هي بهدوء ؛ تدري اني احيانا احسد علاقتك بجيلان ؟
ناظرها فهد بعقدة حواجب ، ورفعت راسها تناظرها وهزت راسها ؛ احياناً اقول ليش انا مو مثلهم ، ليش انا وبدر مو كذا ، ليش بدر ما يخاف علي نفس ما انت اخاف على جيلان ، ليش بدر ما يسأل عني نفس ما انت تسأل عن جيلان ، ليش بدر ما يوقف بوجهه الدنيا علشاني نفس ما انت توقف بوجهه الدنيا علشان جيلان ، كثير مقارنات بينكم وبينا تمنيت لو حصلت بيني وبين بدر ، تمنيت لو اني عشت معه شعور الاخ من وانا صغيره ، شعور اني اخاف واحي في حضنه احس بالامان ، شعور اني اذا احتجت شي اجيه هو واطلبه ويقولي سمي ، بتقولي ليش هذا الحكي الحين ، بقولك ما ادري بس كان شي في خاطري ودي اقوله لاحد ، وللاسف كنت انت بوجهي .
للحظات كان عايش شعورها والاستياء لكنّ كانت ثواني يتبدل فيه ملامحه بغضب ؛ ياخي اشك ان في مرض بعقلك يخليك كذا .
لانت ملامحها بهدوء ، من كان يشك مو تأكيد ، ودّها تقول فعلاً انا مريضه ، كل يوم الورم يكبر لكنّي اتجاهله ، ابتسمت هي بهدوء ؛ وانا مريض نفسي لانك غريب ، تقولي ما احبك وانفر منك وبالاخير اشوفك جالس معي .
رفع حاجبه يدفعها عنه ؛ حسافه اني جالس اخذ بخاطرك .
قام من مكانه ووقفت هي تمسك كفه بهدوء تضحك ؛ خلاص نعتذر ، ليش صاير حساس .
ناظرها برفعة حاجب ؛ مو كأنك عشتي دور انك زوجتي .
رفعت حواجبها ؛ وانا وش طيب ؟
ترك كفها بهدوء ؛ زوجتي صح ، بس لا تاخذين الدور انك بتعيشين حياتك ولا كأنك مسويه شي .
ابعد هو عنها يدخل ، ما ودّه يعلق قلبه فيها اكثر ولا ودّه ابداً يعيش قصة الغرام معها من جديد ودّه يكمل حياته بدون اي حب ، ما ودّه يرجع يكرر غلطة الماضي من جديد ويحب وينخذل مره ثانيه.
« الصباح ، بالمطبخ »
كانت جالسه وتناظر العاملات كيف يطبخون ، وكيف يحضرون فطور البيت ، نزلت هي من وقت من ملل عاشته بغرفتها توقعت تنام وتصحى تلاقيه حولها لكن ما كان له اثر ابداً ، ناظرت الاطباق والاصناف الي يحضرونها والي بتكون على طاوله الاكل بعد شوي ، عقدت حواجبها من كانت الساعه 10 وهو للحينه ما بيّن ، بلعت ريقها تمشي بهدوء ، وطلعت الصاله تناظرها ما كان فيها احد ، رفعت عيونها للدور الي فوق لكن نفت افكارها بأنه فعلاً هو فوق ، ناظرت المكتب بهدوء وفتحت الباب تناظر خلو المكتب منه ، دخلت بهدوء ، وناظرت المدى ما كان موجود ، رفعت عينها على باب الغرفه الداخلي وشافته كيف كان مفتوح بشكل خفيف ، دخلت بهدوء وقشعر جلدها من برودة الغرفه ، فتحت الاضاءه ورفعت عينها عليه وكيف انه كان نايم على بطنه عاري الصدر ، مكتفي بالشورت فقط ، بلعت ريقها ودخلت بهدوء وتركت يدها على كتفه ووسعت عينها من كانت حرارته مرتفعه ، جلست على طرف السرير ، وبيدينها قلبته تتركه ينام على ظهره ، رفعت يدها تتركه على جبينه وكانت فعلاً حرارته مرتفعه ، ضربت وجهه بخفيف تناديه ؛ فهد !
ما كان له اي رد وبلعت ريقها ، اخذت المويا وبدت تمسح فيه على وجهه وكانت ثواني وفتح فيه عيونه يناظرها ، رجع يغمض عيونه وكانت ثواني وسحبها يدخلها في حضنه بعدم وعي منه ، تحس بالخجل كساها من كانت بحضنه متمدده ويده على خصرها شاد عليها ، غمضت عيونها بألم من ظهرها ، وضربت يده بخفيف ؛ فهد .
ابعد يدينه عنها وتنهدت هي ، واخذت المويا كلها ترشها على وجهها تتركه يقوم بخوف ، عقد حواجبه من ناظرها وصرخ عليها ؛ غبيه انتي ؟
ناظرته بذهول ؛ بتقوم ولا كسرت هذي على راسك .
رفع حواجبه بذهول ؛ بنت !!
غمض عيونه من الدوخه الي حس فيها ورمى نفسه على الطرف الثاني من السرير ؛ جيبي لك مسكن راسي بينفجر .
ناظرته بهدوء وحنيه ، واتجهت له حطت يدها على كتفه وسرعان ما انتفض من برودة يدها ، همست له ؛ طيب قوم وبدل ملابسك وتاكل وتاخذ مسكن ؟
هز راسه بالنفي بغضب والم ؛ مالك دخل فيني وجيبي لي مسكن قبل لا تطق اعصابي عليك .
ناظرته بسخريه ؛ وش بتسوي ؟ بتضربني يعني ؟
كانت ثواني بس وسحب يدها يرميها على السرير بجنبه وهمس لها ؛ ما اضربك لكن في طريقه ثانيه احسن.
وسعت عيونها بذهول من فهمت تفكيره ، وهزت راسها بالنفي ؛ خلاص بجيب لك مسكن بس ابعد عني .
دفعها بعيد عنه وطلعت هي من المكتب واتجهت لغرفتها تاخذ مسكن وكانت دقايق ونزلت بسرعه تدخل المكتب ، رجعت للغرفه تشوفه للحين في مكانه والواضح انه يصارع الالم ، اخذت كاسة مويا وتقدمت له ؛ فهد قوم خذ .
رفع راسه بهدوء ، وعدل جلسته ياخذ منها كاسة المويا والمسكن وبلعه فوراً يشرب المويا ، ناظرها بهدوء ؛ وش جابك ؟
ابتسمت هي بهدوء ؛ جايه انكد عليك.
ناظرها بغرابه وقام من مكانه وكانت ثواني واخّتل توازنه تسنده ليان ، ابتسمت هي بعبط ؛ تخيل لو اني مو موجوده كان الحين انت متكسر .
ناظرها وضحك على روقانها وعبطها معه ، وجذبها يمّه يدفنها في صدره ، وضربت هي ؛ خنقتني فهد !
ابعدها عنه بحدّه ؛ علشان تعرفين كيف اتكسر .
كشرت في وجهه ، ودخل هو الحمام ياخذ له شاور علشان اجتماعه الي بيكون العصر .
« العصر في بيت فهد »
تعرف ان فهد مو موجود وتعرف انه بيتأخر بشغله ، والاهم ان لا اسماء ولا مناهل ولا حتى جيلان موجودين في البيت ، هي لحالها موجوده ، دخلت مكتبه بهدوء ، وهي لاحظت من فترة شي جذبها في درج المكتب قبل ، فتحته بكل هدوء وابتسمت من كان دخان فهد
من فترة وهي ودّها ترجع له من فتره وشوقها له يزيد ، اخذت البكت ودورت على ولاعه لكنّها ما حصلت ، طلعت من المكتب ودخلت المطبخ بهدوء من دون ما احد يشوفها ، اتجهت للفرن وكانت تحاول
تشغل النار الا انها ما تعرف اماكنهم ، بدت تشغل بالازار بهدوء ، وقدرت تشغل واحد بعد ما عبثت بالباقي ، اخذت زقاره وحطتها على النار وثواني واشتعلت بهدوء ، اخذت منها نفس رغم تحذيرات الدكتوره الا انها ما تقدر تخليها بخاطرها ، طلعت من المطبخ واتجهت لغرفتها تستمتع بزقاره كامله بدون ما يكون في فهد يمنعها .
« عند فهد »
ركب سيارته بكل هدوء بعد اجتماع ازاح هم كبير عليه ، ابتسم من اتصل غيث عليه ؛ هلا ابو اوس .
هز راسه غيث بالنفي ؛ ياحبيبي نادني ابو ريما لو سمحت .
ابتسم فهد بذهول يحرك سيارته ؛ وش الطاري ؟
تنهد غيث يرمي نفسه على السرير ؛ فكرت فيه وانا بالطياره راجع السعوديه .
ابتسم فهد ؛ وصلت ؟
هز راسه غيث بالنفي ؛ والله يا ابو سعود جاتنا شغله في الشرقيه شكلي باخذ اسبوعين على ما اخلص مشكلة الفرع الي هنا.
تنهد فهد وعيونه على الطريق ؛ م عليه يابو ريما ، هونها وتهون .
احد نفس غيث يغمض عيونه ؛ اشتقت لرياض باللي فيها .
كان يعنيها يعني ليان ، يحس شوقه لها فج قلبه نصفين من كثره ، حاول يتحمل كثير الوقت الا انه مو قادر يصبر عليها ، ودّه يرجع لها لكنّ ودّه يخلص شغله كله علشان يتفضى لها ، تنهد فهد وابعد جواله من اتصال فارس عليه ، ورجع يكلم غيث ؛ ابو ريما بس دقايق ياخوك وارجع اتصل عليك .
قفل فهد من عند غيث ، ورد على فارس ؛ هلا فارس .
ناظر فارس المدى بتوتر ؛ طال عمرك وينك ؟
رفع حاجبه فهد ؛ بالطريق راجع للبيت ، في شي ؟
بلع ريقه فارس ؛ تعال بسرعه البيت يحترق .
دب الخوف بقلبه ، يحس عظامه ما عاد لها القدره على انها تبقى صامده ؛ كيف فارس وش تقصد ؟ من في البيت فارس ؟
توتر فارس من دخان البيت الي يتصاعد ؛ طال عمرك ماعندي علم من في البيت بس تعال بسرعه .
قفل فهد من فارس بغضب ، ولا بعرف كيف قطع طريقه يمشي بكل سرعته يوصل للبيت ، شهق بعالي صوته من كان الحريق يتآكل الدور الارضي كله ، نزل يفتح باب السياره يركض ، شاف الكل موجود ، حتى امه ومناهل وجيلان الي توهم وصلو موجودين العاملات جميعهم موجودين وهو بنفسه حسبهم ، صرخ بعالي صوته ؛ سعود ولدي !
ركض سعود لابوه بخوف ورفعه فهد بحضنه يناظر الدخان الي يتصاعد ، ناظره فهد ويمسح دموعه ؛ لا تخاف كلنا موجودين .
هز راسه سعود بالنفي ؛ لولي ابوي لولي داخل .
وسع عيونه فهد من نساها ، كان متوقع تكون بينهم الا انه ما شافها ، نزل سعود على الارض وكان على وشك يدخل الا ان الدفاع المدني منعوه يدخل ، صرخ بعالي صوته ؛ هي داخل البنت داخل .
نطق الرجل ؛ طال عمرك محد داخل البيت كلنا فتشنا بس ما كان فيه احد جوا .
ناظره فهد بحدّه ؛ تكذب ، وينها ما اشوفها معهم طيب ؟
توجهت له جيلان تمسك كتفه بهدوء ؛ فهد !
ناظره فهد بخوف وغضب ؛ وينها ليان ؟
همست جيلان من شافت خوف اخوها الواضح ؛ بالحديقه الخلفيه .
ركض فهد على طول يمّها ، وكل خطواته يحسّها ثقيله ، ندم اشد الندم انه طلع من البيت ، وتركهم لحالهم ، بلع ريقه من شافها سانده نفسها على الكرسي ومرجعه ظهرها على ورا مغمضه عيونها ، تقدم لها بخوف ؛ ليان !
ناظرته هي بهدوء وقامت تحس نفسها كلها تختنق ، من لحظة ما دخنت ما قدرت اساساً تكمل الزقاره تتركها على الطاوله ، ومن بعد ما سمعت صوت انفجار خفيف بالمطبخ هي طلعت للمكتب ومن الباب الخلفي هي طلعت للحديقه ، ناظرها فهد بتفحص وحاوط ملامحها بيدينه ؛ فيك شي ؟
هزت راسها بالنفي تبعد يده ؛ احس ما اقدر اتنفس فهد .
ما ينكر انه خاف ومسك كفها من كانت بتطيح ؛ كم كان لك بالحريق ؟ ما طولتي صح ؟
هزت راسها بالنفي ؛ يمكن خمس دقايق.
ضمّها يحمد ربه انها بخير وما صار لها شي ، ركض سعود يمّ ابوه ؛ ابوي يبغونك .
ناظر ليان بهدوء ؛ تقدرين تمشين صح ؟
هزت راسها بالايجاب ومسك هو كفها احتياط لو طاحت هو حولها ، مشى فهد للرجل وناظره من نطق ؛ اولاً الحمدلله على سلامة الاهل ، الدور الارضي كلها محترق وقدرنا نطفي الحريق ، الدور الثاني سليم تماماً وما فيه شي .
ناظره فهد ؛ وش سبب الحريق ؟
تنهد الرجل ؛ في اسلاك كهرباء موجوده بالمطبخ مو مركبه بالشكل الصحيح ، ونتيجتها كانت كهرباء بسيطه بينهم لكن وقت صار في شرار كان ممكن الموضوع يصير اهون من كذا الا ان في غاز الفرن كان شغال وبسببها صار الحريق ، ممكن تسريب الغاز كان غير مقصود .
ناظر فهد فيه بحدّه ؛ يعطيك العافيه .
ومن لحظة ما انصرفوا الفريق كله ، صرخ فهد بكل حدّه على العاملات ؛ مين فيكم تارك غاز الفرن شغال ؟
ناظرهم وكيف انهم خايفين ويتلفتون في بعضهم وكأنهم يحاولون يطلعون الفاعل ، جميعهم صار منهم الرفض وان ولا واحد فيهم كان موجود في المطبخ في الفتره الي راحت ، وبلعت ريقها ليان من تراود لبالها تعبثها بالفرن ، من تذكرت هي حست بالاختناق وشدت على كف فهد ، ولف فهد عليها يناظرها ، رفع حواجبه من كانت تحاول تلقط نفسها ، رفع عينه على الاسعاف الي لا زال موجود واشر لهم يجونه ، وفعلاً كان فريق طبي موجود واخذو ليان على الحماله يدخلونها السياره ، وبدأوا يحطون لها الاكسجين يتركونها تسترد نفسها ، لف فهد عليهم وناظرهم ؛ والله لو ما تقولون مين الي ترك الغاز يتسرب بيصير خصم على الكل ولا واحد فيكم بياخذ راتبه كامل .
ناظرو بعضهم بخوف وتقدمت وحده منهم ؛ استاذ ولا احد فينا دخل المطبخ وكنّا بغرفنا كلنا لان ما كان احد من الاهل موجود ، ولما طلعنا كان الحريق في المطبخ .
تنفس هو بغضب ؛ الكاميرات بتوضح لي كل شي .
ناظر فارس واشر له يجي ؛ احجز فندق جناح لاهلي كلهم .
هز راسه فارس بالايجاب وتنهد فهد ؛ وعطيني كاميرات الدور الارضي وخصوصاً حول المطبخ .
هز راسه فارس بالايجاب ، وناظر فهد سعود الي يناظر سيارة الاسعاف بخوف ، انحنى فهد له ؛ ليش هالخوف كله ؟ كلنا بخير .
هز راسه سعود بالنفي يأشر على سيارة الاسعاف ؛ لولي مو بخير شفت وجهها كان لون ثاني ابوي .
هز راسه فهد بالايجاب وشاله بحضنه يتجهه فيه لسيارة الاسعاف ؛ تروح معهم الفندق ولا تجي معي لشقتي ؟
هز راسه سعود بالنفي يترك راسه على كتف ابوه ؛ بجي معك .
هز راسه فهد بالايجاب وابتسم من شافها تحاول تنزل الاكسجين ؛ مافيني شي خلاص صرت بخير .
رفعت عينها عليه ومد يده لها ومسكت هي تنزل من سيارة الاسعاف ، وتنهد هو وناظرته ليان برعب ؛ فهد لو عرفت من سرب الغاز وش بتسوي فيه ؟
رفع حاجبه فهد بحدّه ؛ بلعب معه ! وش بسوي ليان ، تشوفين الخساير الي بدفعها انا على ترميم الدور كله بأثاثه ، وغير كذا لو واحد فيكم كان داخل كان بيموت وهذا انتي اختنقتي .
بلعت ريقها وهزت راسها بالايجاب ، وهي لاول مره اخاف منه ، يمكن لانه مع كل حرف يقوله كان يشد على يدها بقوه من غضبه ، وناظرت العاملات واهله وهمست ؛ وين بيقعدون ؟
لف نظره لها ورفع صوته فارس ؛ الحجز تم طال عمرك ، اجهز السيارات ؟
هز راسه فهد بالايجاب ، وناظرته ليان بعدم فهم ، وتنهد ؛ بيكونون بالفندق لين يخلص ترميم البيت .
ناظرته هي ؛ يكونون ؟ يعني انت مو معهم ؟
هز راسه بالنفي ؛ انا وسعود بشقتي .
رفعت حاجبها ؛ وانا ؟ بالشارع ؟
ضحك سعود وضحك فهد من ضحكته وهز راسه سعود بالنفي ؛ ابوي ما نروح لحالنا لولي تجي معانا .
ناظرته ليان وهمست هي بحدّه ؛ زوجة ابوك يالطيب ، من حقي اروح معه .
ناظرها فهد بذهول ؛ مو كأنك بديتي تتجاوزين حدودك ؟
وناظرته هي بطرف عينها ؛ مو هذا الصدق ؟ ولا وش حقوقي عليك ؟
تنهد هو ؛ بتجين معي سواءً رضيتي ولا لا .
« شقة فهد »
دخلت وكفها بكف سعود ، وشنطهم خلفها بيد فهد وناظرت الشقه ، كانت صغيره وبسيطه تشرح الصدر ، عرفت ليش ما جابهم هنا ، من صغرها ، ركض سعود جهة المطبخ وفتح الثلاجة وصرخ ؛ ايسكريم !
عقدت حواجبها ليان بهدوء ؛ ليش متحمس مره انت ؟
جاء من خلفها فهد ؛ ودك انتي بعد ؟؟
ارتعبت لانه جاء بدون اي صوت ، ولفت عليه ؛ لا ما ابي .
نزل فهد الشنط وناظرها ؛ ودك بشي تاكلينه ؟
هزت راسها بالنفي وابتسم هو بسخريه ؛ على الطاقه الشمسيه عايشه ، اذا ودك بأي شي انا بالمجلس .
هزت راسها بالايجاب ، وتوجهه هو للمجلس وهي جلست بهدوء على الكنب ، رغم انها تحاول كثير انها تخرج من قوقعة الحزن الا ان في كل لحظه هي تجلس فيها مع نفسها لوحدها تعيشها من جديد ، رجعت ظهرها على ورا وتركت راسها على ورا تغمض عيونها ، ما ودّه تفكر بشي ، ودّها بس تعيش ، تعيش حياتها بدون وجع بدون الم بدون خوف من ان اوراقها كلها تنكشف ، ودّها تعيش حياه طبيعيه حالها حال كثير من ناس ، بين اخوانها بين زوج يحبها ، لكنّ وكأن الدنيا تحلف ما تتركها ثانيه وحده تعيشها براحه ، فتحت عيونها من حست فيه يجلس جنبها ويدخل كفوفه الصغيره في كفها ، شدت هي عليه وهو اركى راسه على بطنها ؛ عادي تبقين معانا طول الوقت ، للابد ؟
نزلت نظرها له ورفعت اكتافها ؛ يمكن ما اعيش !
ناظرها بهدوء وابتسم ؛ ترا انا صغير صح بس افهم ، اعرف انك حزينه من عيونك بس ما اعرف ليش ، عادي قولي ترا ابوي احيانا يشتكي كثير بس ما افهم وش يقول لكن بالنهايه ينام عندي وانا اسوي نفسي نايم وافتح عيوني اشوفه نايم ومرتاح كثير ، تقدرين تنامين في حضني عادي !
ضحكت هي وثواني وتجمعت الدموع بمحاجرها ، هزت راسها بالنفي ؛ مو حزينه انا بس يمكن تعبانه .
رفع نفسه هو ومسح عيونها بكفه الصغيره وبمسحته نزلت دموعها على طول ، وميل راسه هو يناظرها ؛ تعبانه مره حتى عيونك تعبانه وتبكي ، اكلم ابوي تروحين مستشفى ؟
هزت راسها بالنفي ؛ ابي انام تنام معي ؟
هز راسه بالايجاب ، ووقفت هي ومسك كفها هو ؛ انتي اول مره تدخلين البيت هذا انا بوديك للغرفه .
اخذها لغرفة ابوه ودخل هو وناظرته هي لثواني ؛ بجيب شنطتي وببدل ملابسي وننام ، ابدلك ملابسك ؟
ناظرها بخجل وهز راسه بالنفي ؛ انا اخلي ابوي يبدل لي ملابسي ، انتي بدلي ملابسك .
ابتسمت هي من خجله الواضح وتنهدت هي تاخذ شنطتها تدخلها الغرفه ، ركض سعود لابوه وبيدينه بجامته الصغيره ، فتح باب المجلس ودخل سعود يناظر ابوه الي يكلم بجواله ، مشى بهدوء وابتسم فهد من شاف ملابسه بيده وهو للحين مو قادر يبدل ملابسه لحاله او يترك احد غير ابوه يبدل له ، مد سعود لابوه واخذه فهد وبدا يبدل له ، كانت دقايق وجلّسه فهد في حضنه ؛ بتنام ؟
هز راسه بالايجاب سعود ؛ قالت لي نام معي .
ضحك فهد وهز راسه بالايجاب ، ونزل سعود يركض ولكن ثواني والتفت على ابوه يرجع يركض له من جديد ، يقبّله بخده ، ورجع يركض يطلع من المجلس واتجهه لها بالغرفه شافها ترفع شعرها ، وابتسمت هي واخذته في حضنها ، وتمددت على السرير ينام هو معها ، مسحت على راسه بهدوء ، رغم انه ولد زوجها الا انها تحبه ، رغم انه ولد البنت الي تكرهها الا انها تحبه ، م كانت كذا ، ما كانت تحب الاطفال ولا كانت تهتم لهم الا ان ريلام غيرت كل شي ، تنهدت هي بهدوء ، رغم الي عاشته هي من وجع وخوف والم الا انها على قيد الحياه ، غيرها لو عاش الي هي عاشته من اجهاد نفسي كان مات على فراشه ، رغم كل الي يحصل معها الا انها تحاول تعيش ، تحاول تعطي نفسها حقها من الدنيا .
« بالمجلس »
تنهد يرجع ظهره على ورا يغمض عيونه بهدوء تام ، مرت الساعات بلخبطة مشاعر ، ما يدري هو يكره ولا يحب ما يدري هو يصدّ ولا يتلهف ، لأول مره يعترف لنفسه انه يحبّها ، لكن يعرف انه مو نفس مستوى الحب السابق ، العثرات القويه الي صارت في زمانهم خففت من حبّه ، بيدها ولسانها هي دمرت كل شي ، لكن رغم ذلك هو يحبّها ، ناظر جهازه من ارسله فارس الكاميرات الخاصه بالبيت ويحمد ربه انها ما احترقت بسبب الحريق ، بدأ يراقب دخول وخروج العاملات ولا اهتم ولا ركز حتى ، لكنّ فز كله من شافها تدخل المطبخ ، كانت دقايق بس وطلعت وشاف بيدها الزقاره ، اشتحن كله بالغضب ، منها وعليها ، الاختناق الي حصل لها والكتمه ما كانت بسبب الحريق ابداً ، كانت من الدخان الي هي شربته ، يدري انه ما ترك ولاعه بمكتبه لانه يخاف تكون بيد سعود ويتأذى ، عرف انها دخلت المطبخ وهي الي شغلت الفرن ، شد شعره بكل غضب يحاول يهدي نفسه لا يقوم ويلعنها الحين ويكسر ضلوعها ، ما تهمه الخساير الي هو بيدفعها ، ما كان يهمه الا هي واهله ، لو صار لهم شي ، مجرد تفكير انهم تأذى واحد فيهم يقتله في ارضه ، ناظر جواله الي يتصل ، ورفعه يرد ووصله صوت امير ؛ زعلان ؟
غمض عيونه فهد ؛ تعال !
رفع حاجبه امير ؛ وين ؟
تنهد فهد ؛ شقتي يا امير ، تعال ولا حرقت الحي كله ، تعال !
قفل منه فهد ، وانتظر وقته ينتظر جيّته ، كانت كلها نصف ساعه ، وقام فهد من سمع صوت دقة الباب ، فتح الباب وناظر امير ، ودخل فهد يترك امير عند الباب ، دخل المجلس فهد ، وجلس يسكر جهازه ، ودخل امير يناظره ، رفع حاجبه امير ؛ ترا ما درينا ولا قصدنا ولا كانت فكرتي ، ام ريلام هي الي تكلمت وقالت انها ودّها تشوف صديقتها عايشه مو محبوسه عندك يا فهد .
ناظره فهد بغضب وحدّه ؛ محبوسه ؟ عدل لسانك يا امير .
جلس امير ورفع اكتافه ؛ من النهايه لا نكذب على بعض ، وش داعي زواجك منها يافهد ، قولي الاسباب الاساسيه ، اسباب قلبك ولا تكذب ترا اعرفك .
ناظره فهد بحدّه وهو تعب من الكتمّ ؛ اقولك اني بالبدايه قلت بتزوجها علشان تذوق الوجع الي ذقته منها ، كان ودّي العب عليها مثل ماهي لعبت علي ، لكن كل شي تغير يا امير كل شي ، من لحظة ما دخلت البيت وعيني ما نزلت عنها ، كل يوم اقول اني ما احبها كل يوم اردد على نفسي لعل قلبي يسمعه ويفهمه ، الا اني عجزت عجزت يا امير ، لاضحكت ضحكت معها لا زعلت زعلت معها لا نطقت لها بكلمة تجرح احس قلبي هو الي يتقطع ، لاشفتها احس ما اشوف في الدنيا الا هي ، على الي سوته معي كله الا اني احبها يا امير احبها ، اجبر نفسي اني اكرهها لكني عجزت عجزت يا امير .
شد امير على كف فهد بهدوء ؛ دامك تحبها وراك ما تعيش حياتك .
رفع اكتافه بعدم معرفه ؛ عجزت يا امير عجزت ، هي تشد وانا اشد ولا واحد فينا راضي يتنازل ، عزة نفسي يأمير كبيره ، ماودي ارجع احب من جديد وتصدني نفس قبل ، انا بادرت قبل وهي الحين تبادر .
ناظره بهدوء فهد وبنبرة غريبه ؛ واذا ما تعدل الوضع ماني ملزوم في احد .
ناظره امير بهدوء وهو ودّه يترك فهد يتكلم يطلع كل الي بقلبه ، وفعلاً نطق فهد بهدوء ؛ صح اني متزوج من قبل ، وتزوجت الحين لكن في فرق بينهم ، فرق كبير يا امير كبير ، اولهم قلبي ! قلبي الي ما احس فيه الا وقت اشوف ليان ، ولا مناهل صدقني ما اهتم لها كثير ، ان اهتميت لجل امي مو اكثر ، ما شفت سعود كيف مع ليان وكأنها امه ، كأنها العوض له عن امه ، ليان بكل مره تثبت لي ان مكانها اقوى من اشوف سعود معها ، وضعي يا امير وضع المشلول الي يبي الماء .
تنهد امير وجلس يسمع لفهد الي يشكي من قلبه من عدم ثباته وعدم صدّه رغم ودّه بالصد ، لكن عجز قلبه كبير وطاغي .
« غرفة فهد »
دخل بهدوء من بعد ما حكى لساعات مع امير ، وصار الحين اخر الليل ، ناظر سعود الي متوسط حضن ليان ، وناظرها كيف هي نايمه لكن واضح انها منزعجه بنومتها ، اخذ سعود بهدوء بين يدينه ، وطلع فيه من الغرفه لغرفة سعود يتركه على السرير بهدوء ، طلع بعد ما غطا سعود بهدوء وقبّل خده ، دخل غرفته يناظرها يتأملها ، يتأمل حسنها، يتأمل خلق ربي فيها ، قطع عليه كل تأملاته صحوتها ، وقت فتحت عيونها تناظره يتأملها ، وتنهدت هي ؛ لوحه عندك تتأملني ؟
تقدم هو لها بهدوء يناظرها ؛ أتأمل كيف قدرتي تحرقين دور كامل ؟
بلعت ريقها بهدوء وعدلت جلستها تناظره ؛ فهد !
هز راسه بالنفي ؛ لا تناديني ، كيف قدرتي تصيرين بكل هالهدوء ؟
هزت راسها بالنفي تهمس له ؛ فهد !
تقدم اكثر يقترب منها يرفع يده لملامحها ؛ المفروض اعصب صح ؟ المفروض اكسر ضلوعك ضلع ضلع على الي صار صح ؟
هزت راسها بالنفي تمسك كفه لا شعوريًا ؛ فهد !
ثبت عينه بعينها بهدوء ؛ ليش حرقتي البيت ؟ وعلشان وش ؟
بلعت ريقها من قربه ، وهزت راسها بالنفي ؛ فهد انت معصب !
ابتسم هو بهدوء رغم الانهيارات والبراكين الي داخل جوفه الا انه يبين العكس على ملامحه ؛ مين قال اني معصب ؟ انا بس اسألك وجاوبيني ، عجبك الدخان ؟
لأول مره تكرهه تجربة الدخان ، تمنت لو انها ماتت بالحريق ولا عاشت مشاعر الخوف باللحظه هذي ، رغم ابتسامته الا انها تعرفه ، تعرف الخافي الي داخله تعرف حجم الغضب الي يحسّه ، ناظر عيونها بهدوء تام ؛ ودك تجربين شي ألذ من الدخان ؟
ما انتظرها ترد او حتى تبرر افعالها ، وتلامست شفايفه بشفايفها ، ياخذ قبّله من شفاها ، يروي ضما شوق السنين ، قبّلها بكل هدوء بكل رهبه بكل تبعثر داخله ، قبّلها يتركها تغمض عيونها تنزل دموعها ، قبّله لأول مره بعد سنين من الجفا ، سنين من الصد ، سنين من الحنين والتخبط ، قبّله يحلف انها من داخل قلبه ، هو ودّه بقبّلتها ، يحلف انه ما كان عقاب ولا انتقام كان من حب مخبيه في قلبه ولا قدر يترجم حروفه الا عن طريق قبّله على شفايفها ، ابتعد بهدوء يناظرها يناظر عيونها الغرقانه بدموعها ، وهزت راسها بالنفي تهمس له ؛ ابعد عني !
هز راسه بالنفي ، مستحيل يقولها ما جيتك الا اني ولهان ومتلهف مستحيل يرجع يبادر من جديد ويترك الغلط يعيد نفسه ، همس لها بهدوء تام بعثر مشاعرها بالمقابل ؛ انتي حرقتي البيت وعلشان دخان تشربينه ، وكل غلط في الدنيا وله عقابه ، يأما ضرب او تعذيب ويمكن لو احد غيري في نفس مكاني يبلغ الشرطه ، لكن انا ما امد يدي على بنت ولا انا باللي يدور الفضيحه وابلغ الشرطه ، عقابك عندي افضل من الضرب والشرطه كلها .
قرب منها بكل هدوء يهمس في اذنها ؛ بنت فيصل وحرم فهد !
قبّل عنقها بكل هدوء ، يترك دموعها تنهمر وابعدت هي عنه الا انه ثبتها في حضنها و هزت راسها بالنفي لكنّه رفض اشد الرفض يبعدها عن حضنه ، يمشي طواعيةً لقلبه ، رغم دموعها الا ان الوصل للمحبوب خيره ، يعلنها قلبه ان هالليله فارقه عن كل ليله ، ليلة ينشد بها نجومها عن وصلها ، يروي اوجاع الحنين بوصلها ، شقى سنينه كلها تبخرت ، الجليد المصنوع من الصد والجفا والهجران انصهرت ، تجددت المحبه والشوق ، وكبرت ذرات الحب داخل قلبه ، مين كان يصدق ان هالقلب الي عانى من الم الحب الليله هو يتنعم بوصل محبوبته ، سيدة داره .
« الظهر »
صار له من صحوته ساعتين بالكثير ، من بعد ليلته امس الي يحلف انها جددت مشاعر الحب والشوق والحنين اكثر من قبل ، وقت فتحت عيونه يناظر دنيته قدام عينه ، ندمه الوحيد دموعها ، نظراتها وقت كانت ترتجيه الا انه عصى نظراتها ومشى على افعال قلبه ، وقت قام واخذ شاور هو طلع من الغرفه على طول ، دخل من جديد يشوفها ناظرها كانت صاحيه ودموعها على خدّها ، من شافته يفتح الغرفه هي شد الغطا على جسدها ، ولا شعورياً نزلت دموعها من تذكرت موقف امس ، دخل هو بهدوء رغم انه يحس فيها وفي خاطرها تقوله اطلع ؛ ليان !
هزت راسها بالنفي وبنبرة كسر ؛ لا تكلمني فهد ، اطلع الله يخليك .
هو ما تحمل صوتها ولا تحمل نبرتها يتقدم لها يقبّل جبينها يبين ان لها كامل احترامه لها كامل حقوقها منه وعليه ؛ ما صار الي صار الا وانا ابيك كلك مو انتقام ولا عقاب صدقيني .
ناظرته بهدوء وهمست له ؛ اطلع .
هز راسه بالايجاب وطلع هو بهدوء ، شهقت من كل قلبه ، شهقه من اقصاها ، شهقة وجع وكسر منه ، شهقة مشاعر كثيره ، كانت اخر شي تتوقعه يكون الوصل بينهم ، اخر شي تمنته يحصل ، وقفت بهدوء ودخلت الحمام تاخذ لها شاور ، تنساب دموعها مع قطرات الماء ، تغسل نفسها كلها من الوجع ، تحاول تستوعب الي حصل ، صارت هي زوجته بحق وحقيق ، زوجته قول وفعل ، طلعت منها كلمة " اهخ " من شدة وجع قلبها ، من الالم الي تحسّه فيها ، ما كان ودها يصير هالوصل وعلاقتهم سيئه ، ما ودّها يكون وصل عابر ، ودّها يكون من قلبه فعلاً ، من حب من حنين من شوق ، ما ودّها تكون رغبه في لحظه ، طلعت من الحمام ولبست هودي يسترها كلها لبست بنطلون ابيض ، وجلست هي على طرف السرير ، ما تدري كم قضت وهي بالحمام لكن الي تعرفه انها غرقت مع قطرات الماء مشاعرها ، رفعت عينها على دخوله ، على عينه الي باين فيها التوتر والخوف ؛ ما مت انا لا تخاف .
دخل بكل هدوء يمشي عندها بجذب الكرسي يجلس عليه مقابل لها ، ومسك كفها بكل هدوء الا انها ازاحت يدها عنه ؛ لا تفكر تلمسني من جديد فهد .
ناظرها فهد وتنهد بهدوء ؛ انتي زوجتي يا ليان زوجتي.
ضحكت هي بسخريه ولا استمرت ضحكتها ثواني ونزلت دموعها ، تضرب صدره ؛ زوجتك ؟ لا تكذب فهد لا تكذب ، تقولي قلبي ما يحمل لك اي ذرة حب وقربت مني ، تقولي لا تعيشين دور انك زوجتي وقربت مني ، هذا مو زواج فهد مو زواج هذا اغت..
قبل لا تكمل كلمتها هو ترك يده على فمها ، هز راسه بالنفي بحدّه ؛ ليان ! ما صار الي صار الا وانا بكامل وعييّ افهم وش اسوي ، ما قربت منك اعاقبك ولا قربت منك لانك رغبه وبس ، القرب الي صار صدقيني جدد كل مشاعر الحب .
رفع يده يوضح لها حجم حبه سابقاً ؛ كان حبي هالقد يا ليان هالقد ، لكن بقربك صار اكبر واطغى ، ما قربت الا انا ودي فيك زوجه ، عجز قلبي يفهم عجز يستوعب كرهك عجز والله العظيم ، على الي سويتيه فيني الا اني ما قدرت اكرهك ، صح كنت معصب منك وزعلان لكن كل شي تبخر من عقب امس .
هزت راسها بالنفي تبعد يده ؛ واذا قلتك ان كلامك هذا كله لو قلته لي قبل لا تقرب مني كنت بسمح يا فهد بسمح لك والله لكن بعد وش قلته بعد ما فعلت جريمتك فهد ؟ اقولك اني ما عاد صرت اطيق اشوفك ، ولا عاد صرت اتحمل وجودك والله العظيم ، صرت ما ودي احكي معك .
لانت ملامحه بأسى ؛ ليان !
هزت راسها تصرخ عليه ؛ ما ابي اشوفك فهد ما ابي ، كرهت نفسي بسببك والله كرهت نفسي ما عاد صرت اطيق اشوف نفسي احسني ملوثه فهد .
ناظرها بذهول ما توقع هذي مشاعرها ، توقع تكون نفس المشاعر الي هو يحس فيه لكن ما حسب حساب تكون عكسه تماماً ، هو ودّه يكون معها الا انها تنفر منه ، هو بدا حبها يكبر فيه الا انها ما عاد صارت تطيق شوفته ، ما كانت خيرة الوصل لها كانت له فقط ، ما توقع ان الي عاشه هو من حب هي تعيشه من كرهه ، وقف بهدوء وناظرها ؛ تجين تاكلين طيب ؟
هزت راسها بالنفي ودّها تنام ودّها تبعد عن العالم الي هو فيه ، وتنهد هو وطلع بكل هدوء ، ما توقع ان الحب الي عاشه الليل كله هي كانت تكتم كرهها ، ارتمت على الفراش تشهق كلها ، تبكي وتنزل دموعها من جمر ، تمنت لو انها ماتت بالسجن ولا عاشت هاللحظات ، تمنت لو ان المرض انهى حياتها ما يتركها تشوف هالليله ، تمنت لو ان كلمت سنينها كلها في السجن ولا حست بقربه ، احتياجها الحين كله غيث ، ودّها فيه ، ودّه تروح لحضنه تلمّ نفسها كلها في حضنه
قراءه ممتعه 🤎
حسابي انستا ؛ s__32g
تشرفوني حياكم ✨