نظرت له عهد بصدمة بينما صرخت منال :- يا مررري
فقال رجب :- ايه اللي بتقولو ده يا علي ...انت اتجننت
نظر لعهد بجواره وقال :- ؤوحي علي اوضه جليلة .....يلا
ظلت تنظر له ولكنها ذهبت فذهب لجده وقال :- جدي عاوز اتكلم معاك كلمتي
منال بصراخ :- كلاااام ايه انا اللي عاوزة اتكلم معاااك ازاي تقول كده ...جواااز ايه ده
علي بغضب :- كلمة كمان وهتبقي طااالق ....واشار لنجوي سكتيها ....
اخذ جده وغادر للمندرة وخلفه رجب فقال سلمان :- فهمني ايه اللي عملته ده
علي :- اسمع يا جدي ...البنت دي انت اللي جيبتها لحد هنا غصب عني وهددت خالها ومشيته وسيبتها هنا ومتحسبش انها هتقعد وترضي البنت دي تربية برا وواعيه ومش هتسكت واديك شوفت اول ما عرفت هربت ....عايز تقعدها مت مصطفي ياخد غرضه منه ويرميها لا هيعرف يسيطر عليها ولا يسكتها وهنفضل كل يوم في مشكلة وفضيحة يا هتموت نفسها يا هتموته ....
متفتكرش اني عاوز اتجوزها لغرض في نفسي ..لا انا عايزها تبقي تجت طوعي عشان تقدر اسكتها واقعدها هنا من غير فضايح ...لو عاوز تجوزها لمصطفي جوزهاله بس اي من هنا ورايح البت دي وخالها انا مليش فيهم لو ولعت في القصر ولا لو قتلته وهو جارها محدش يقول علي فين
مصطفي :- ملكش صالح انا هعرف اسكتها
علي :- ايوة زي ما عرفت تسكت اللي غلطت معاها
مصطفي :- كله من تحت راسك
قام علي ليضربه فحماه رجب فقال سلمان بعصبية :- بس ....بس يارجب خد ابنك زاطلعو برا ..سيبوني مع علي لوحدنا
غادر رجب وجذب مصطفي رغما عنه فقال سلكان :- انا خايف هليك يا ولدي بنات مراد كيف الحيات يلفو ع الراجل ويأخدوه لحسابهم ..البنت دي هتغيرك وتبهدلك
علي :- ما عاشت ولا كانت اللي تبدل شعرة في راس علي صفوان يا جدي ..انا مش غاوي حريم ولولا اللي حصل النهاردة وجري وراها في الشوارع الم الفضيحة وموافقتك علي جوازها لمصطفي انا عمري ما كنت فكرت فيها ....وقولتلك اللي عندي
تنهد سلمان وقال :- خلاص ...اللي تشزفه يا علي
التفت علي وخرج فوجد عمه ومصطفي مع المأذون فقال :- جرا يا عم الشيخ مش هتعقد
وضع يده في يد جده وسط غضب مصطفي الشديد وقال سليمان :- يلا يارجب انت وابنك عشان تمضو شهود
في غرفة جليلة
كانت عهد تنام علي السرير وجليلة تمسح علي راسها في شفقة فدخل علي فقالت :- عملت ايه يا ولدي ...هتتجوز مصطفي صح ؟
نظر علي لعهد النائمة فتنهد وجلس وقال بهدوء : - لا يا خالة ...أني اللي كتبت عليها
شعرت عهد بجسدها ينقبض ولكنها لم تتحرك فقالت جليلة :- كيف يا ولدي ...ومرتك ؟ ...وهي نفسها هتوافق ؟
علي :- مرتي !! مرتي هي اللي ورا كل ده خليها تشرب بقي ....مفيش قدامي حل تاني لو سيبتها لمصطفي ودناوته هيبهدلها ومش بعيد تموت نفسها قبل ما تتجوزه ....ولو سيبتها دلوقتي هيفضل مترصد لها هو وجدي ومش هيهدي الا لما ياخدها
زفر ونظر بعيدا للنافذه يسترجي الهواء وقال :- يعلم ربنا انها عندي كيف ليلي في حسبة اختي وهتفضل كده انا بس هكتب عليها عشان تحرم علي مصطفي وعلي اي راجل غريب لحد ما نلاقي ....
جليلة بصدمة :- كيف يا ولدي ....ده جواز علي سنة الله ورسوله
علي :- عندك حق
جليلة :- ربنا يحنن قلبك عليها يا ولدي
نظر علي ناحيتها ثم خرج علي وجلس في سيارته ثم اخرج سيجارة واشعلها واغمض عيناه ...لا يتخيل ان يترك تلك الفتاة لمصطفي المستهتر ليعذبها ولكن اخر ما يريده ان يكتبها علي اسمه ....يشعر ان ذلك الزواج يكتب البداية لطريق الانتقام ...انتقام روح سهر المعذبة منه ومن عائلة صفوان كلها ، يشعر انه حين ينام ستأتي خالته سهر وتحرقه ليبتعد عن ابنتها ولكنه في الحالتين سيحترق
لا يستطيع ان يفرط بها ويتركها تموت او تعذب علي يد مصطفي وجده ولا يستطيع ان يقترن بها طوال عمره زفر دخان سيجارته وعيناه تفيض بوجع لا يتحمله
ملامح سهر تتشكل امامه في السماء المظلمة علي هيئة امرأه حزينة .يؤخذ منها روحها وطفلتها وهو لا يقوي علي المواجهة ...يهرب ..يهرب ولا يتحمل الشعور بهذا الذنب الثقيل المعلق برقبته ....
في الداخل
كانت عينا عهد شاخصتان في الفراغ المظلم امامها وصوت انفاس جليلة المنتظمة هو ما يكسر السكون ..عيناهاتفيض بدمع الغدر والخذلان من خالها وعائلته وقلبها لا يستوعب ما يحدث ....ليست ستظل هنا للابد بل ستتزوج علي !!!!
وان رفضت سيقف لها مصطفي مترصدا ينتظر رفضها لعلي ليأخذها لنفسه ....لا يبدو ان هناك مفر من هذا المأزق سوي الموت ..الموت أهون من كل هذا العذاب ...لا تنسي خالها وهو يغادر ولا تنسي سيدرا التي طالما تشاركتا كل شئ من صغرهما وكانتا أختين وهي تنادي علي والدها ليركب مسرعا ويترك عهد ....وأدهم ....حتي أدهم هانت عليه !!!!
تركوها للضياع ....بلا أهل ...ولا بيت ...ولا مال ..ولا احد يهتم لأمرها ...تركوها كانها لا شئ خلفهم ....
تشعر بقلبها يتكسر حتي فرغ مكانه واصبح الهواء يدخل صدرها ويغادره جافا حارقا وروحها تؤلمها ...قامت بهدوء قدماها لا تحملها تتخبط في جدران الغرفة المظلمة حتي وصلت للباب ....
لا تعلم كم الساعة ولكن القصر مظلم وهادئ ، لا صوت داخله بعد العواصف التي كانت هنا منذ ساعات ، ذهبت للمطبخ وهي تترنح تبحث عن ماء يهدئ صدرها المحترق ....
اطفأ علي سيجارته ودخل ، فشعر بصوت في المطبخ ، تجاهله ولكنه شعر بالقلق فمن سيكون مستيقظ الان ...ذهب للداخل ونظر من بعيد فوجدها ...كانت تحمل زجاجة ماء في يد والبد الاخري بها شئ ما ...
نظر لها باستغراب وحين ابتلعت ما يدها اندفع نحوها واحني رأسها أرضا وقال بحده :- تفي اللي بلعتيه ده ....
حاولت ان تتملص منه فقد اوشكت علي الاختناق ولكن يده القوية تمنعها فتفلت ما فمها واخذت تسعل بشده ...تركها فرفعت رأسها تنظر اليه رأي وجهها المتورم وعيناه التي اختلط لونتا باحمرار وبضعة حبوب تتساقط من فمها ..مد يده وازاحهم فنزلت دموعها فقال بتنهد :- وبعدهالك ......دي تاني مرة ...فاكرة الموت هيريحك ؟
وضعت الزجاجة وارتمت علي الكرسي تبكي فقال :- خلاص ...خلاص البكا مبيرجعش اللي راح ...
مسحت دموعها وقالت بخفوت :- ليه هددتوه ...ليه طلبتو منهم يمشو ويسيبوني ...نظر لها علي ثم جلس هو الاخر ..ظل ينظر لها ثم قال :- قولتلك اهلك هنا مش هناك ...هما عمرهم ما كانو اهلك
تحولت نظراتها للغضب وقالت :- لو مكنتوش هددتوه مكانش سابوني
علي بثبات :- يمكن جدك هددهم ...بس لو انتي بنتهم فعلا مكانوش خافو وسابوكي ، وعلي فكرة لولا انك هربتي وروحتي ولحقتيهم كانو ماشيين من غير حتي ما يعرفوك .... لما اختارو بينك وبين حياة ابنهم اختارو ابنهم لانك مش زيه ..بطلي تبكي علي حاجة ملهاش قيمة
عهد :- ملهاش قيمة ...دول اهلي اللي عيشت عمري كله وسطهم ...ومعرفش غيرهم
علي :- لو كان هيريحك انك تفتكري انهم سابوكي عشان هددناهم ماشي ....بس لازم تعرفي انهم لو عايزين يتعبو نفسهم ويدورو علي طريقة يرجعوكي بيها كانو عملو كده ....والايام هتثبتلك ان مفيش حد منهم هيفكر يبص وراه ويرجعلك ....
كانت تنظر له بعينان محتقنه فقال :- غسلي وشك ونامي ومتفكريش والصبح ربك يحلها ....
قام علي ليغادر فقالت بهدوء :- انا مش هتجوز حد ....
التفتت علي وقال :- الصبح نشوف الموضوع ده ....
تركها وصعد لغرفته وبمجرد ما فتح الباب وجد منال في وجهه ، زفر بضيق فلم يعد يقدر علي الحديث فقالت بغضب :- انا عاوزاك تفهمني اللي حصل ده .....هتتجوز البت دي !!!
تنهد علي :- مش فايقلك ....
منال بحدة :- لازم تفوق لي .....
التفت علي وقال :- لو فوقتلك هحاسبك علي كتير ..كتيييير قوي يا منال.... فخليني ساكت
منال :- لا اتكلم قول انا عملت ايه يخليك تعمل فيا كده
علي بحدة :- مين ورا فكرة جواز مصطفي من البت دي .....
تراجعت قليلا فقال :- ايوة ...فكرتك انتي مش كده ...اخوكي بصباص وبتاع بنات بس عمره ما كان هيتجرأ ويطلب البنت دي الا اذا انتي وامك سهلتو الموضوع ليه وشجعتوه ....ليه يا منال .....عشان تبقي تحت طوعكم وطوع امك تعمملو فيها ما بدالكم ....
منال :- انا كنت خايفة عليك ...كنت خايفة لتلف عليك وتاخدك مني .لو فضلت هنا هتاخدك مني
علي :- والنهاية ايه .. .....اشربي بقي ....عشان غبية مش كل النسوان صابحة عشان تعرفي تأذيها انتي وامك ومحدش يحاسبكم
منال :- انا هخرج الموضوع من راس مصطفي بس وحياة عيالنا ....
قاطعها بحدة :- وهتقدري تخرجيه من دماغ جدك .....بعد ما عرفتيه الفكرة الجهنمية اللي يحافظ بيها علي ورث البنت دي تحت يده طول العمر ....
قولت من اول يوم انا معاوزش البنت دي هنا ....وعاوزها ترجع لخالها ...قولت نعاملها حلو عشان تمشي من هنا بس لأ ..لازم نخطط ونرتب ونعمل مكايد ليها عشان نبعدها وادي آخرة المكايد .....انقلب السحر علي الساحر ....
البنت دي انا هتجوزها وهتفضل هنا زيها زيك ، وحسك عينك تدوسي لها علي طرف ساعتها ورحمة ابوي اللي ما حلفت بيه كذب لأكون مطلقك وراميكي يا منال .....وده اخر كلام
في الصباح
ظل علي مستيقظا طوال الليل في سريره بمفرده ثم قام زبدل ملابسه ونزل للاسفل ...قابلته جليلة وقالت كيفك يا ولدي الفطار جاهز والحاج مستنيك
هلي :- انتي اللي بتحضري الفطار بنفسك
جليلة :- منال وخالتك نجوي لساتهم زعلانين من امبارح
علي :- وده ماله ومال شغل الدار ....عموما بناقص ....انا هشيع اجيبلك اتنين نسوان يساعدو صابحة ابقي بس خليكي معاهم وعلميهم الدنيا ...
جليلة :- ماشي يا ضنايا اللي تشوفو
علي - وهستأذنك في حاجة كمان ...عايزك تاخدي عهد وتاخدي السواق وتشتريلها حاجات زي اللي كنتي شارياها ل ليلي
اومات جليلة وقالت :- بس يا ولدي نجوي ومنال مهايسمحونيش لو عملت كده ...بس اقولك انا هاخدها وامري لله
علي :- لا خلاص يا حاله انا هكلم عليا تاخدها هي ...خلي بالك منها لو حد قربلها كلميني
جليلة :- ماشي يا ولدي
غادر علي وفي طريقه مر ببيت عليا ....
فتحت عليا الباب واستغربت مروره في هذا الوقت وقالت :- علي خير يا اخويا ...حد جراله حاجة
اوما ب لا ودخل وقال :- عاوزك في كلمتين ....
عليا :- خير ....
حكي غلي لها ماحدث ، ظن انها ستصدم مثل الجميع ولكنه تفاجأ خين قالت :- كده احسن يا اخوي
علي :- كيف يا عاليا ...احسن اني اتجوز بنت في سنها واتجوز علي منال
عاليا بتنهد :- ايوة ....مبقاش ليها حد هتعمل ايه وانت تعرف ربنا وهتتقي الله فيها ومش هتظلمها
علي :- ده ظلم يا عاليا في حد ذاته ....المهم هاوزك تاخديها وتشتريلها حاجات وتتكلمي معاها هبعتلك السواق وهي معاه خلي بالك منها واشتري لها اللي هي عاوزاه
اومات عاليا وقالت :- حاضر يا اخوي
في الاعلي
استيقظت عهد تائهة راسها يدور تنظر لغرفتها التي اصبحت سجن لها للابد هنا في هذا القصر ...فنامت مرة اخري ...ايقظتها جليلة وهي تقول :- عهد ...قومي يا بنيتي السواق عاوزك تحت عشان تروحي لعاليا
قالت بصوت متحشرج :- عاليا .....ليه
جليلة :- هتعرفي اما تروحي يالا ....اومأت عهد وقامت تحتاج عاليا في هذا الوقت ربما تتكلم مع علي ليترك تلك الزيجة ..قامت وبدلت ملابسها ونزلت ...
ركبت مع السائق وانطلق بها ....طوال الطريق كانت شاردة عيناها منطفئة وذابله ووجهها شاحب ...توقف امام البيت فخرجت عليا مرتدية ملابسها فقالت عهد :- احنا رايحين فين
جلست عاليا وقالت :- علي حكالي كل حاجة هنروح نشتري حاجات للفرح
عهد بتوهان :- فرح مين
عاليا بتنهد :- اطلع يا اسطي ...اطلع
انكلق السائق وبقت تائهة تخاول الخروج من هذا الكابوس حتي وصلو للمركز ....نزلت عليا امام احد المحلات للملابس المنزلية ورفضت عهد النزول وظلت في السيارة فنزلت عاليا واخذت تختار لها ملابس ....
هكذا طوالل الطريق تنزل عاليا بين الحين والاخر تختار ملابس من اكثر من محل حتي امتلئت حقيبة السيارة بالاكياس ...وعادو اخيرا للقرية
قالت عاليا للسائق وصلنا البيت وارجع انت علي جاي ياخدها بالليل
اوما بنعم وانزلهم وغادر للقصر ....
نزلت عهد تمشي كالموتي لا تشعر بقدمها حتي سقطت علي الاريكة في غرفة عاليا التي قالت بهدوء :- شوفتي ...قولتلك خالك يوم ما بختار بينك وبين ولاده هيختار ولاده اهو سابك ومشي من غير حتي ما يعرف مصيرك
نظرت لها بدلا من ان تواسيها تذكرخا فقالت عاليا "-بصي يا عهد انتي كيف بناتي ...مش هضحك عليك ولا اواسيك انا هايزاكي تفوقي لنفسك وتقفي علي رجليك وتحمدي ربنا لولا علي كان زمانك متجوزة مصطفي ابن نجوي واخو منال متخيلة كانو هيعملو فيكي ايه ....انما علي اللي هيحميكي
عهد بدموع :- مش عاوزة اتجوز ....
عاليا :- متبقيش خايبة قولتهالك وبقولهالك انتي لا أب ولا أم الحياة مهترحمكيش لازم تأمني نفسك وامانك مع علي
اعتصرت عيناها وقالت ببكاء :- انا مبحبش علي ...علي كبير عليا وعنده ولاد ومتجوز ومش عايزة اعيش في القصر ده تاني ....خليه يسيبني انا اقدر اسافر اتعلم لوحدي واعيش لوحدي
عاليا :- ومين هيرضي يأجرلك شقة لوحدك في مصر كلها ....الف كلب هيقرب منك وهيطمع فيك ويضحك عليك ...وبعدين هتصرفي منين وعلي تعليمك ده منين ....فوقي يا عهد الحياة مش وردي احنا مش في الافلام ولا الروايات الحياة ظالمة علي الستات لو ملكيش راجل وضهر هينهشوكي ...استهدي بالله كده وفكري بعقل
عندك بيت يرمح فيه الخيل وراجل الكل بيخاف منه وميراث يسد عين الشمس عاوزة ايه تاني !
نزلت دموعها اكثر لا تستطيع ان تفكر تبحث عن طريقة للخلاص ...حديث عاليا يعذبها بقدر صدقه وواقعيته ...اغمضت عيناها بحزن فقالت عاليا قومي معايا نعمل الغدا ....
منال ونجوي وجليلة
في المساء
وقف غمر وقال :- خالي هيتجوز البنت دي
اومات عاليا فتابع واخدها من مصطفي ...عفارم عليه بس مرته الحرباية دي وافقت دول هياكلوها ...حرام والله ما ياخد لها بيت بعيد عنهم
عاليا :- متتدخلش في اللي مالكش فيه انت مالك
عمر :- الحق عليا خايف علي خالي ...ضرب الجرس فقالت روح افتح ....
ذهب عمر فوجد علي فقال :- اهلا بالعريس الجديد ....
علي :- مالك بتتريق اياك
عمر :- لا ....بس يا خالي انت خدتها من مصطفي لنفسك مفكرتش فيا مثلا ...مقولتش اجوزها للواد عمر متجوزش خالص كلنا اتجوزنا الاهو
علي :- تفرق ايه عن الاهطل اللي هناك
عمر :- كده بتشبهني بقعر الحلة ده
علي :- اسكت بقي اسكت ونادي امك
اتت عاليا وقالت :- ها يا اخويا ....عامل ايه
علي :- بخير ...عملتو ايه
عاليا :- جيبنا كل حاجة ...بس هي منزلتش من العربية ولا رضيت تختار حاجة
عمر بضيق :- انت واخدها غصب ولا ايه يا خال
نظر له علي فقالت عاليا :- انا مش قولت انت مالك ...خش جوا
عمر :-اسكتي انتي ياما ....نظر لعلي :- خال البنت لو مش موافقة الجوازة باطلة انت عندك بنات متغصبش عليها ...خدلها بيت بعيد تعيش فيه وسيبها تعيش
عاليا :- انا قولت ايه
عمر :- ياما انتو عندك بنات انتي كمان ...لو البنت رافضة تغصبيها ليه ....حرااام
عاليا :- شكلك كده مش هتجيبها لبر
علي :- سيبيه يا عاليا ....هبقي افهمك بعدين ....المهم ناديها
ذهبت عاليا واتت بعهد التي كانت حالتها اسوا من الصباح .راها عمر فنظر لخاله بصدمة راها علي ولكنه تجاهلها وقال :- يلا عشان نمشي ....مشت امامه فاوقفه عمر وقال :- راجع نفسك يا خال ...بلاش شايف منظرها
تركه علي وغادر فوقف عمر مصدوم منه
ركبت السيارة وركب علي وانطلق ...كوال الطريق كانت صامته حتي توقف امام المسجد وقال :- هنزل اصلي العشا ..نزل واغلق السيارة عليها فاغمضت عيناها بقهر ....لم تمض نصف ساعة واتي وقال :- انزلي دقيقتين ....نظرت له ثم نزلت ...نظر لملابسها ثم خلع عبائته وقال البسي دي
وضعتها حولها ومشت خلفه حتي دخلو المسجد الذي اصبح خاليا من الرجال ، وجدت رجل ذو لحية بيضاء يقرأ القران ابتسم حين راها بينما تراجع علي قليلا وقال :- انا في العربية برا اما تخلصي تعالي ....نظرت له بعدم فهم ولكنه غادر
ذهبت للشيخ فقال :- اقعدي يا بنتي ....جلست ارضا امامه واحكمت العباءة حولها فقال الشيخ :- اسمك ايه يا بنتي
عهد :- عهد
الشيخ تبارك الله اسمك جميل ....زعلانة ليه يا عهد ...
لم تعرف ماذا تخبره فقال:- سي علي قالي انك زعلانة عشان الناس اللي اتربيتي وسطهم سابوك ومشيو ومأخدوكيش معاهم ...صح
لم تتمالك نفسها فهربت دمعه من عيناها فقال :- متزعليش نفسك يا بنتي الناس في حياتنا ماهما الا أسباب ...اسباب بيسببها عشان يحمينا بيها او يرزقنا بس في النهاية اللي بيحمينا ويرزقنا هو ربنا سبحانه وتعالي ...لما الاسباب دي تخلص وتختفي من حياتنا نرفع ايدينا للسما ونقول يارب عوضنا ....هيعوضك ويجبر بخاطرك
نظرت له فتابع :- الاب والام مسيرهم يموتو ويختفو من حياة ولادهم الاهل والاخوات ، بس ربنا رحيم بيخلق للانسان ناس جديدة في حياته زوج وزوجة واطفال واصحاب عشان كده يا بنتي متزعليش علي اللي بيروحو طالما ربنا معاكي قادر يعوضك بناس احسن متهونيش عليهم .....
قوليلي يا بنتي كيف حالك مع ربنا بتصلي ....نظرت له بصدمة واومات ب لا فقال:- ده كلام ....ازاي لا لازم تصلي وتقربي من ربنا ...عشان يحبك ويراضيك ويقف جنبك ....الناس بتموت وبتتغير وبتكره بس ربنا حي لايموت وبيحب عباده ورحيم وبيغفرلهم خطاياهم في حقه ...ادعي ربنا هيقف جارك .....
اومات بنعم فقال :- يلا عشان متتاخريش علي سي علي ...ولو عوزتي حاجة انا هنا خليه يجيبك معاه
اومات بنعم وقامت وغادرت للخارج
كان ينتزرها في السيارة فركبت بجواره وانطلق فقالت بهدوء :- انا مش عاوزة اتجوزك ....مش عاوزة اتجوز اي حد تاني
علي :- ولا أنا .....
نظرت له فقال :- فاكرة اننا غاوي وجع قلب ومشاكل مع منال واللي في القصر ...ولا فاكرة اني هكون عاوز احط علي ذمتي ست في عمر ولادي لا تعرف عاداتنا ولا تقاليدنا . ..
عهد :- طب ليه ...طالما انت مش عاوز وانا مش عاوزة
هلي :- عشان الحقيقة اللي مش عاوزة تفهميها .....خالك سافر هو وعيلته وبالمناسبة المعلومات اللي عندي انهم في دبي تاني مش في مصر ...وملكيش مكان غير القصر وسي الاستاذ مصطفي طالب يدك لو اني قلت مش عاوز هو هيقول عاوز من الصبح ....وجدك موافق ومش هيوافق علي غيره ما هيصدق عشان تفضلي تحت عينه ...
عهد :- طب ما تسيبني ادخل الجامعة وابقي اتجوز بعدين
علي :- معندناش بنات تدخل جامعات
عهد :- اشمعني انت كنت في جامعة ....ليلي قالتلي
علي :- عشان انا ولد ...انما البنات عندنا مش محتاجة جامعات لانهم مش محتاجين شغل مكانش الرجالة ماتو يعني ....وسلمان صفوان مستحيل يسمح لبنت من بناته تتعلم ......
تنهد علي وقال :- اسمعي يا بنت الناس ....انا مش هقف في وش جدك ولا هعارضه في حاجة خسرانه وغيري هيستغلها ضدي لو مش عاوزة الجوازة دي تتم انا موافق من الصبح بس منك لجدك لمصطفي انا أحسن لي اطلع منها المشكلة دي ....
اسندت راسها علي الزجاج وقالت بدموع :- ياريتني ما جيت ياريتني ماعتبت البلد دي ....