|| عهد إلياس ||™ 2023

By sihammahmod

20.1K 924 164

🍃 كنت على الثبات و هزتني 🍃 • هو أمضى و مازال يمضي وقته في العمل دون الأهتمام بأي شيء آخر • • هي رغم تعرضها... More

Ω شخصيات Ω
Ω 1 Ω
Ω 2 Ω
Ω 3 Ω
Ω4Ω
Ω5Ω
Ω6Ω
Ω7Ω
Ω8Ω
Ω9Ω
Ω10Ω
Ω11Ω
Ω12Ω
Ω13Ω
Ω14Ω
Ω16Ω
Ω17Ω
Ω18Ω
Ω19Ω
ΩالنهايةΩ

Ω15Ω

599 36 5
By sihammahmod


"وقته الكلام ده ع الصبح؟!"

تذمرت عهد و تركت ما في يديها عندما اخبرها والدها بضرورة الذهاب إلى الطبيبة حتى تجري بعض الفحوصات من اجل معرفة حالتها عن كثب، تنهد هشام و قال بجدية:

"مش قولنا هنسمع الكلام بقى؟!"

"بابا مفيش فايدة من كل اللي بتعملوه ده اصلا"

"و انتي بتعرفي منين انه مفيش فايدة منه؟!"

انزعج من إستسلامها و عدم محاولتها للتجربة حتى، ربتت تُقى على يده تهدأه و نظرت إلى أبنتها التي كانت تنظر لأسفل و شعرت بحزنها و إنزعاجها:

"يا بنتي احنا عايزين مصلحتك في الاخر عشان كدة هما كام فحص و تحليل بس، عشان نطمن هو انتي مش عايزة ترجعي زي الأول ؟!"

نظرت بأعين دامعة نحوهما و قالت بصوت به غصة:

"انا عايزة ارجع امشي لوحدي من غير ما اتسند على حاجة، عايزة ارجع اجري و اتنطط زي العيلة الصغيرة، عايزة ارجع اسوق العربية و الفزبة زي زمان، عايزة ارقص و اتحرك و اعمل حاجات كتير"

استنشقت بقوة عندما هبطت عبراتها تكمل بحزن و خفوت:

"بس مش عايزة اسمع كلمة مستحيل، مش عايزة اسمع كلمة ممكن تنجح و ممكن لا، مش عايزة اتأمل و اتعشم على الفاضي عشان بعد كدة هتوجع، مش عايزة اتحط في الموقف اللي حصل قبل كدة تاني، ده صعب عليا والله و مش سهل"

"يعني انتي فاكرة انه هو سهل علينا؟! تبقي غلطانة، ده انا و امك مش بنستحمل نفخة الهوى فيكي انتي و اخواتك فما بالك بيكي انتي؟!، ده احنا بنتقطع من جوانا عليكي، مش عايزينك على حالك ده و بندور على الحل اللي يخليكي ترجعي زي الاول و احسن"

صفعت يده سطح الطاولة لتنتفض عهد من غضبه المكبوت:

"و انتي كتر خيرك كل ما نقولك تروحي عند دكتور او دكتورة بتقولي لا و ترفضي من البعد عشان مش عايزة تواجهي خوفك لانك جبانة، و بتقولي كمان انك متغيرتيش يا عهد؟! انتي غلطانة كنتي الاول مبتخافيش من حاجة بس دلوقتي جبانة و اووي كمان"

ازداد بكائها لتحاول تُقى أن تهدأه لكنه هز رأسه رافضاً يكمل بجدية:

"بكرة هنروح عند الدكتورة سوى و رجلك فوق رقبتك ي عهد مفيش اعتراض خلاص"

"يوووه بقى"

انتفضت من مكان جلوسها مستمرة في البكاء تعود إلى غرفتها و اغلقت الباب بقوة جعلت والدتها تجفل منها، نظرت الى زوجها و حاولت التحدث معه لكنه قال بصرامة:

"مش عايز اسمع كلمة اللي قولته هو اللي هيتنفذ، و هي بذات نفسها لما ترجع تمشي ع رجليها زي الاول هتقول يا ريتني سمعت كلامهم من الأول كفاية تأخير بقى"

و خرج من البيت ذاهبا إلى عمله بينما تُقى كتفت يديها الى صدرها قائلة بهمس:

"ده انتوا هتخلوني اشد في شعري منك و من عيالك ربنا يسامحكم ع الشحططة و المرمطة اللي مخلية قلبي واجعني منكم، ربنا يسامحكم"

امسكت قطعة الخيار التي امامها تأكلها بغيظ منهم جميعاً.

.
.
.
.
.

جلست على السرير بينما تبكي و تتذكر كلمات والدها، بعد مدة من الصمت الملوث ببكائها الصامت فكرت في كلماته بعناية نظرت إلى قدمها اليسرى و تلمستها بأنامل مرتجفة و بدأ عقلها يتخيل.

تركض بسرعة و سعادة دون إستخدام عكاز، تستطيع المشي ببطئ كما يحلو لها في الليل برفقة إلياس، تقف امامه يوم زفافهما بثقة دون حاجة لشيء تستند عليه، هبطت دموعها بمرارة أكثر تدرك انها تهرب من هذه اللحظات الجميلة بسبب كلمة واحدة ليست صحيحة مائة بالمائة.

والدها على حق، تخشى محاربة خوفها لانها جبانة خوفاً من سماع كلمة 'مستحيل' مرة أخرى لكن لماذا لا نحاول مجدداً كما السابق؟!، لقد حاولت سابقاً من أجل عملها و ذاتها و تُثبت للجميع و لـ خطيبها السابق أنها قادرة على السير حتى إن كانت تستخدم عكازاً، هذه المرة حتماً ستحاول من اجلها و من أجل إلياس.

مسحت دموعها تستنشق عدة مرات قبل أن يرن هاتفها امسكته باستغراب لتجد أسمه مدون اعلى رقمه الخاص، ابتسمت و حاولت تصحيح صوتها حتى يبدو طبيعياً فـ أجابت:

"السلام عليكم"

"و عليكم السلام، اخبارك ايه؟؟"

"الحمد لله تمام، و أنت؟!"

"تمام، ايه رأيك نخرج النهاردة سوى؟؟"

"هنروح فين؟!"

"معرفش والله هنروح فين بس هنقرر سوى لما أشوفك ايه رأيك؟؟"

ضحك بينما يُجيبها محرجاً قليلاً مما جعلها تقهقه:

"بقى تعزم خطيبتك ..."

"مراااتك، انتي مراتي لو سمحتي انتبهي لالفاظك"

قاطعها بمرح جعلها تضحك من جديد تكمل:

"مااشي ي سيدي، تعزم مراااااتك و متعرفش المكان اللي رايحين فيه؟!"

"والله عادي، اصل انا بخرج و اقول هروح مكان بعد ما اركب العربية اغيره على طوول عشان كدة بطلت اقرر اروح فين عشان تيجي بظروفها بقى"

"مش مشكلة بتحصل، هقول لبابا و ارد عليك و كمان عايزاك في موضوع نحكي فيه لما نتقابل"

"ماشي، عايزة حاجة؟؟"

"تعرف الكل انك ادبست خلاص"

"و دي محتاجة مفهومية بردو عيب عليكي"

ضحكت بخفوت لتنهي المكالمة بينما تمسك الهاتف بقوة بين كفيها.

.
.
.
.
.

كانت تجلس في المكتب عندما أتى، نظرت إلى ظهره العريض حتى وصل إلى مكتبه و استدار ليجلس فأنزلت بصرها إلى ورقة طلب الاستقالة التي كتبتها في الصباح عندما وصلت مباشرة.

كما توقعت رن الهاتف الأرضي لترفع السماعة تُجيب بصوت هادئ:

"أيوة يا فندم؟!"

"هاتيلي فنجان قهوة مزبوط و الملفات لو سمحتي"

"حاضر يا فندم"

طلب منها برسمية و هدوء مشابه لحالتها مما جعل قلبها ينبض بسرعة و لا تستطيع تخمين ما يفكر به، اعدت القهوة و الملفات تأخذهم إليه كما طلب ألقت تحية الصباح بوجه لا يحمل تعابير مردفة:

"الملفات اللي حضرتك طلبتها يا فندم، محتاج أي حاجة تاني؟!"

"لا شكراً، اتفضلي على مكتبك انتي دلوقتي"

"عن اذنك"

هز رأسه ينظر لها بينما ترحل بهدوء، مسد جانب شفتيه متنهداً بحرارة يشعر بنيران تحرقه من الداخل لكن ما لبث قائلا حتى عادت تحمل بين يديها ورقة بيضاء تبدلت ملامحه إلى الاستغراب عند عودتها، وضعتها أمامه بوجه بارد تحاول قدر الإمكان عدم النظر إلى عيناها الحادة التي حدقت في محتويات الورقة.

قبضت على كفيها بقوة و تحدثت:

"أنا مش عايزة اكمل شغل هنا حضرتك، لو سمحتي اقبل استقالتي"

تنفس بقوة جعلتها ترتجف ليرفع كفه و جعد الورقة بسهولة بين أنامله و القاها في سلة المهملات أسفل مكتبه، نظرت له بصدمة تحاول التحدث لكنها لم تستطع فتحدث هو عوضاً عنها ببرود شديد عكس ناره الداخلية:

"طلب استقالتك مرفوض تماماً، و اتمنى مشوفش ورقة زي دي تاني تتحط على مكتبي منك"

"لو سمحت انا مش عايزة اشتغل تاني خلاص هو بالعافية ولا ايه؟!"

سألت بإنزعاج ممزوج بغضب جعله يقف و يبسط صدره بثقة و غرور يليق به واضعاً كفيه في جيوب بنطاله:

"دخول الحمام مش زي خروجه فما بالك باللي عملتيه فيا؟! بعد ما كركبتيني عايز تمشي كدة؟ مستحيل ده يحصل يا تغريد"

"كركبة ايه اللي بتتكلم عنها دي؟! تقصد ايه بكلامك؟!"

ابتسم بخفة حتى يستفزها اكثر:

"انتي عارفة انا اقصد ايه كويس، و بعدين انا عارف انتي حاسة بـ ايه نحيتي بلاش تهربي بقى و فكري صح"

"أنت مجنون، بجد إنسان مجنون"

لوحت بيدها بعصبية تخرج من المكتب لكنها لم تستطع إخفاء خجلها الذي ظهر على وجهها بقوة، ضحك عليها بينما يجلس مجدداً على الكرسي يهز رأسه هامسا:

"و ماله مجنون مجنون المهم تبقي ليا"

نظر بلمحة سريعة إلى الورقة المجعدة في سلة المهملات فألتقطها مجدداً بغضب و مزقها إلى قطع صغيرة حتى باتت كلماتها غير مفهومة ثم ألقاها في السلة، تغريد التي راقبت تصرفه هذا هزت راسها بيأس و صفعت جبينها تبكي بشكل مزيف على حظها العاثر.

.
.
.
.
.

نظرت إلى السماء الكهرمانية بإنبهار كأنها تراها لأول مرة مما جعلها تبتسم بإتساع و عيناها العسلية لمعت ببريق ذهبي جميل، لمس طرف سبابتها لتنتفض شاهقة و صفعت ظهر يده بخفة توبخه:

"يا قليل الأدب قولتلك متلمسش ايدي!!"

عبست ملامحه يمسد كفه مجيبا:

"انتي مراتي على فكرة، اصرخ قدام الناس دي كلها و اقول انك مراتي يعني ولا امسك مكرفون و اذيع؟!"

"اعمل اللي تعمله لكن ايدي مش هتمسكها إلا في الفرح"

"ماشي ي عهد اللي انتي عايزاه"

اومئ لها بينما يستند على مقدمة السيارة التي كانت تجلس فوقها، بعد جولة سعادة قررا أن تكون الوجهة النهائية هي الكورنيش فصف السيارة بجانب الرصيف جلست على مقدمتها بمساعدته و هو كان يقف بجانبها يستند على السيارة يشاهدان غروب الشمس معاً.

كان يوجد الكثير من المارة على الجانبين و حاولت عهد قدر جهدها أن لا تنظر إلى وجوههم بسبب طريقة جلوسها، استرقت النظر إلى إلياس الذي شعر بها لينظر بإبتسامة مردفا:

"خدي راحتك على الاخر كدة كدة محدش يعرفك، و مش مهم الناس"

"ياااااه ده انت كدة ريحتني اوووي شكراً بجد"

سخرت منه بلذاعة جعلته يضحك عليها بسبب تعابير وجهها المُمتعضة:

"اااه منك ي عهد!!"

"ايه ااه منك ي عهد دي كمان؟!"

"مقصدش حاجة!!"

"ولا تقصد هو انت لسا شوفت حاجة اصبر على رزقك"

تلمست فكها و عيناها ضيقة جعلته يضحك مما جعلها تنزعج من ضحكه المتواصل لتضرب كتفه:

"و ربنا انت واحد غتت و غلس"

"شكراً شكراً، تاكلي و تشربي حمص؟!"

"ماشي"

"اثبتي مكانك بقى و متسرقيش العربية هااا ده انا دافع فيها دم قلبي"

"مااشي تلاقيك بتحب العربية اكتر من أي حاجة"

ابتعد قليلا للخلف و اجاب بإبتسامة بينما يضع نظارته الشمسية:

"مش اكتر منك طبعاً"

"يااا لهوووووي ع الفضاااايح!!"

خبأت وجهها الخجول بين كفيها و تضحك بصمت عليه، راقبته بإبتسامة من بعيد بينما يشتري مشروب الحمص لكن تبددت تدريجياً عندما رأته يسير برفقة شقيقته.

جف حلقها، بدأت تتنفس بسرعة، نبضات قلبها إزدادت و شعرت أن قلبها على وشك القفز من صدرها، يسيران جنباً إلى جنب و يضحكان بطبيعية لتنظر إلى قدمها اليسرى و تلمستها بأنامل مرتجفة كأنهما ليسا السبب في ما حدث لها.

يبدو انهما لا يشعران بالذنب تجاهها أو أي شيء!! ضيقت عيناها تنظر لها من جديد لتتعمد أن تجذب انتباههما بينما يقتربان عندما شعرت بالغضب يتصاعد داخلها، نادت على إلياس بصوت مرتفع دون خجل و كان يقترب هو أيضا:

"اخلص ي الياااس تعال بسرعة"

رفع الكوبين بإبتسامة لأعلى مما جعلها تلوح له حتى يأتي بشكل أسرع فسارع بخطواته نحوها يتخطى يوسف و شقيقته دون ان يراهما، لكن يوسف حدق بها بتفاجئ و شقيقته بجانبه قالت له بينما تراها:

"الحق مش دي عهد؟!"

"ايوة هي، بس مين اللي معاها ده؟!"

"و مش بس كدة!! ده كمان بص العربية اللي قاعدة عليها"

نبرة الحسد كانت واضحة في صوتها لتجذبه بقوة صاكة على اسنانها:

"تعال نسلم عليها و نعرف ميتها ايه"

"ملوش لزوم"

"بس اسكت انت"

صمت أمام شقيقته و لم يستطع ردعها، وقف إلياس أمامها و ناولها كوبها الخاص لتميل عليه عهد و همست له:

"بص انا هخليك تمسك ايدي شوية بس خليني اعمل اللي انا عايزاه فيك ماشي؟!"

تعجب من طلبها الغريب ليلاحظ انها تنظر إلى الخلف عدة مرات فكان على وشك النظر لكنها كوبت وجهه بكفيها فأتسعت عيناه بصدمة و قالت بهمس مُصرة:

"مااشي؟ متبصش لورا خليك زي ما أنت و جاريني"

"مفيش حاجة ببلاش، يمكن الوضع يتطور اكتر من مسكة ايدك"

قضمت شفتيها بعجز لتتنفس بعمق كأنه تم حصارها في الزاوية ليبتسم بخبث عندما سمع إجابتها:

"مااشي اعمل اللي أنت عايزه امري لله"

"ده انا اللي امري لله، ملكيش كلمة أبدا ااه منكم انتوا البنات"

"طيب بس اسكت اسكت"

رفعت نفسها و امسكت كوبها الذي وضعتها بجانبها مسبقاً لتراهما يقتربان اكثر منهما، استدار إلياس يتخذ وضعية الحارس الشخصي فجأة دون أن يدرك ليرى خطيبها السابق برفقة فتاة لا يعرفها لكن الابتسامة التي على وجهها جعلته يعرف أن بها خطباً ما.

وقفا أمامهما لتتحدث بنبرة سعادة مصطنعة:

"عهد، عاش من شافك اخبارك ايه؟!"

رفعت عهد نظرها عن كوبها ببرود تُجيب بنبرة لا مبالاة جعلتها تتوتر:

"اهلا، الحمد لله كويسة"

"طيب الحمد لله انك كويسة"

حدقت بها قليلاً لتنظر إلى يوسف الذي كان ينظر إليها دون أن يتحدث، اشارت شقيقته نحو إلياس الذي كان يهندم سترته السوداء دون أن يُعيرهما اي إهتمام:

"مش تعرفينا؟! مين ده؟؟"

نظرت عهد إلى إلياس الذي اقترب منها اكثر يرتب حجابها بلمسة خفيفة لتبتسم في وجهها تديره نحوهما بينما تمسكه من كتفيه و يصبح ظهره مواجهاً لها و بين قدميها، احاطت عنقه تقرب وجهها من خاصته تنظر له بنظرات مملؤة بالحب تُجيب:

"جوزي حبيبي، إلياس حمزة مكاوي"

رغم أن فؤاده انقلب رأساً على عقب من جرائتها و استطاع كلاهما أن يريا التغيير في تعابير وجهيهما لكنه رفع يده بخفة بيتسم بجانبية:

"اهلا و سهلا، مين دول ي حبيبتي؟!"

"خطيبي السابق و اخته ي حبيبي"

"طيب مش تقولي من بدري"

ضحكت بخفة ليقترب إلياس منه بإبتسامة خفيفة يمد يده يصافحه بقوة و ضرب كتفه كأنه يحيه بحرارة لكن يوسف فهم حركاته بسرعة و كتم ألمه من مصافحته القوية:

"فرصة سعيدة يا يوسف"

"اهلا يا إلياس باشا"

ابتسم يوسف يحاول إخفاء ألمه الذي يشعر به في كفه التي تركها إلياس، نظر اليها و كانت حمراء بشدة ليهزها قليلاً:

"طيب عن اذنكم، الف مبروك يا عهد"

نظرت شقيقته إليه بإنزعاج ليجذبها بقوة رغماً عنها يبتعدان عنهما، و لم يُخفى عن عهد و إلياس نظرات شقيقته الحارقة نحوهما فنظر إلياس إلى عهد بحاجب مرفوع فقالت بسرعة:

"قولتلك هخليك تعمل اللي انت عايزه مليكش حجة بقى!"

اقترب منها يحتجزها بين ساعديه مُجيبا بهدوء جعلها تتوتر و تخاف قليلاً:

"عايز اعرف في ايه في دماغك"

حدق بها بهدوء بعد أن توقف عن الحديث، هدوء أربكها و بعثر كيانها، هدوء جعلها تقبض على اناملها بقوة و عيناها متصلة بعيناه تحاول عدم التشتت لكنها فشلت، طأطأت رأسها بعيداً عنه و قالت بصوت منخفض به غصة وتر نبضات قلبه الهادئة:

"أنا خايفة يا إلياس"

لم يرد عليها لتفهم انه يريد أن يستمع إليها دون أن يقاطعها، شعرت بمقلتيها تحرقانها من الدموع و غصة تؤلم حلقها:

"انا عايزة اتعالج عشان ارجع امشي من اول و جديد بس خايفة اسمع تاني كلمة وحدة سمعتها قبل كدة وقتها مش هقدر!!"

شعرت بالحرج من النظر إليه لتبقي رأسها لأسفل تُكمل:

"اول ما صحيت من الغيبوبة كان إياد جنبي وقتها قلي اننا في نص الليل حصلت طراطيش كلام كدة مش فكراها اووي، بس اللي اعرفه اني تعبتهم اووي"

استنشقت بقوة تفرك قمة انفها كعادة منها و دموعها تنهمر، بجانبها و على بُعد بوصات قليلة منها إلياس تحكم بنفسه بصعوبة، رؤية دموعها تهبط من عسليتيها جعله يحزن و شعر أنه عاجزاً، لكن كلماتها الخارجة من بين شفتيها و منبعها قلبها كانت مهمة جداً بالنسبة له، لقد فتحت قلبها له مما جعل حزنه يمتزج بالسعادة:

"تاني يوم صحيت تاني و لقيتهم كلهم حوليا بس الدكتور خرجهم كان اياد و بابا معاه بس، عمل شوية فحوصات بعد كدة جه عند رجليا حرك القلم على رجلي اليمين و حسيت بيها بس كانت متخدرة و تقيلة"

رفعت كفها و تلمست رجلها اليسرى و لم يُخفى عن إلياس تعابير وجهها التي تغيرت بالكامل عندما زمت شفتيها بقوة تُكمل:

"لكن في رجلي الشمال محسيتش بحاجة أبدا كأنها مش موجودة من الأساس، قال انه كان شاكك انه عندي شلل نصفي لكن اتضح انه شلل آحادي عشان جه في رجل وحدة، و قال انه ضروري اعمل جلسات علاج طبيعي و اعادة تأهيل عشان اقدر امارس حياتي الطبيعية لوحدي من غير مساعدة أي حد"

صمتت لبرهة قبل أن تستكمل حديثها ليتنهد بقوة يمسح وجهها بكفيه يرفع رأسها، عيناها حمراء بأهداب مبللة، وجهها احمر من آثار البكاء و تقضم شفتيها حتى لا تخرج شهقاتها المكبوتة، خرج صوتها تكمل و عيناها متصلة بعيناه محرجة:

"بس الخبر ده مصدمنيش قد ما اتصدمت و زعلت لما عرفت انه فسخ الخطوبة حسيت وقتها بجد انه فيا عيب ميقدرش يتصلح، قلبي اتكسر و حسيت اني عاجزة و ضعيفة مش هعرف امشي تاني"

"كان احساس وحش اووي وقتها، لكن لما رجعت وقفت تاني و مشيت بعكازة عشان اثبتله و اثبت للكل انه مفيش حاجة قادرة توقفني عن شغلي لقيت باب اتسد من تاني قدامي لما سمعت كلمة مستحيل"

ابتسمت بسخرية وسط بكائها تكمل:

"هي كلمة وحدة بس كملت عليا، قولت لو انا قدرت امشي اكيد هيجي وقت و اقدر ارجع فيه زي الاول، امشي من غير عكازة، اقدر اسوق الفزبة بتاعتي، اقدر اتحرك من غير ما احس اني متربطة، لكن كل ده اتهد بسبب كلمة وحدة"

"و دلوقتي؟!"

"و دلوقتي لو سمعتها تاني انا مش هقدر اعافر في الطريق اللي مشيت فيه، هقع في نص الطريق و اقعد لا اتقدم خطوة ولا ارجع خطوة، مش هقدر امشي بفستان الفرح لوحدي و امشي في طريق قصير بيني و بينك انت واقف في نهايته و اشوف ضحكتك"

"مش هعرف اسوق الفزبة تاني ولا حتى العربية، مش هقدر امشي جنبك بطبيعية و ماسكة ايدك و بنجري في الشارع، مش هعرف اجري منك لو حبيت انك تجري ورايا عشان عملت حاجة غاظتك او انت مبتحبهاش، مش هعرف اعمل حاجات كتيرة اووي"

ارتجف جسدها من بكائها المكبوت لكنه احتضنها بقوة يحاول مواساتها قدر استطاعته، لتقبض على ملابسه من كلا الجانبين تجهش بالبكاء و تسمعه يهمس بالقرب من أذنها بحنان:

"انتي مش هتقعي في نص الطريق عشان انا هكون جنبك، مش هترجعي لورا عشان هنمشي لقدام لاخر الطريق سوى، هنعمل كل حاجة سوى و مش هسيبك لوحدك، يوم الفرح همشي جنبك في الطريق اللي المفروض اكون مستنيكي في اخره عشان نوصل مع بعض، همسك ايدك و نجري في الشارع سوى، و لو عملتي حاجة مبحبهاش او غظتيني مش محتاجة انك تجري مني عشان انا مش هعملك حاجة اللي انتي عايزة تعمليه اعمليه براحتك حتى لو هتكسري الشقة فوق دماغي"

ضحكت بخفوت على حديثه ليبتسم بخفة يربت على ظهرها:

"ايوة كدة اضحكي، و قوليلي بقى انتي مستعدة تعملي تحاليل تاني؟!"

ابتعدت عنه تمسح قمة انفها مجدداً ليقهقه عليها يقصرها مشاكساً اياها:

"يختي ي ارنوبة"

"بس بقى، ايوة هعمل التحاليل عشان خاطر حياتنا و مستقبلنا سوى"

" و انا مش هسيبك لحظة هفضل دايما جنبك"

امسك كفها و قبل ظهرها بعمق جعلها تشهق و تحمر خجلاً تحاول سحبها لكنها لم تستطع ليقول بخبث:

"خلاااااص انتي كدة ادبستي رسمي، استحملي بقى"

"يااا نهاااار ازرق"

اغمضت عيناها بكفها الحُرة لعلها تُخفي وجهها الخجول و المُحرج منه و تندم على كلماتها التي اسقطتها في حفرة حفرتها لنفسها.

.
.
.
.
.

خرج من الشركة بوجه متجهم و يشعر بالغضب الشديد لانها تتجاهله قدر الإمكان، صعد سيارته و بدأ يقود فقد تأخر كثيراً عن البيت و والدته تهاتفه بإستمرار قلقة عليه.

هل تفعلين هذا بي يا عصفورتي؟! تعاقبين حبي لكِ بالتجاهل و الإبتعاد عني؟ تجعلين قلبي يتألم و يغضب من افعالكِ الطفولية بحُجة أنكِ تُريدينني أن أكرهكِ؟ كيف لكِ أن تحكمي على قلبي و عليّ دون إذني و إرادتي؟! أتظنين أنني لا أستحق حبكِ أم ماذا يدور في عقلك الصغير؟، لكنني لن استسلم و سأجعلكِ تعلمين مَن أنا عندما أحب بعقلي و قلبي.

رن هاتفه ليخرجه من جيب سترته و كان رقم مجهول حدق به بأستغراب قبل أن يُجيب:

"الو؟!"

"ايوة أنا مين معايا؟!"

"اووي اووي أنت فين هجيلك على طول"

"خمس دقايق و هكون عندك"

حدق في شاشة هاتفه بإبتسامة و شعر بحماس يندفع في جسده بأكمله مما جعله يتحدث بصوت عالي دون أن يدرك:

"جااايلك يااا عصفووورتي"

من الذي تحدث معه و جعله يشعر بهذه السعادة العارمة؟!
يبدو أن القدر يقف إلى جانبك هذه المرة يا سالم و أنت لن تترك الفرصة تذهب من بين يديك أو تفلتها مثل صديقك الصدوق إلياس فـ هنيئاً لك أيها الصياد.

.
.
.
.
.

تقلبت فوق السرير عدة مرات بينما عقلها مشغول بالتفكير به، شعرت بالغرابة لانها سقطت له فوراً دون أن تدرك هذا، وضعت كفيها على وجنتيها المحمرة من الخجل و تمتمت بصوت منخفض:

"هو انا طلعت سهلة للدرجة دي؟! ولا ايه الحكاية بالزبط؟!"

اعتدلت تهز رأسها كثيراً مما جعل شعرها يتناثر على ملامحها العابسة:

"لا انا مش سهلة ولا حاجة هو اللي وقعني!!"

جعدت ملامحها تسأل نفسها بأستغراب :

" طيب معقول هو كمان وقع؟! ولا انا بس اللي وقعت؟"

"يووووه بقى"

اخذت الوسادة و دفنت رأسها بها تشعر بالحيرة من فؤادها المضطرب لتحتضنها تنظر إلى اللامكان:

"ياااا ربيييي بقى، استرها على قلبي انا مش عايزة اتوجع او احس بحاجة من اللي بتحصل دي"

عزيزتي ملك هذا القلب لا احد يستطيع التحكم به لهذا لابد أن تخوضي هذه التجربة لكن يبقى الامر بيد القدر و النصيب.

*____________¢___________*

₹ البارت الخامس عشر ₹

السلام عليكم ♥️

كيفكم شو الاخبار؟! بعتذر عن التأخير بس هيني نشرت من جديد😊

شو رأيكم بالاحداث؟؟ اتمنى تكون عجبتكم و بعتذر عن وجود اخطاء املائية🥲

Semo

S.m

Continue Reading

You'll Also Like

2.3M 115K 33
بين الحُبِ والقسوة بين الهلاك والعذاب يوجد ذلك الشيء الذي يلتفُ حول رقِبتي يُلون ماتبقى مِن حياتي باللون الأسود ، أحارب بما تبقى لي من قوةٍ لأزيل بق...
8.5M 148K 57
المركز الأول في رواية بتاريخ 18 /11 فى يوم وليله تحول كل شئ وأصبحت هى زوجته بسبب الظروف تحملت الكثير من اهانات نظرة المجتمع للأرمله صعبه جدا فوافقت ع...
979K 29.6K 41
حسابي في الأنستا ؛ rciwei » لا اُبيح نقل الرواية أو إقتباسها « قد يُعرضك نقل أو إقتباس أو سرقة الرواية بدون إذن من الكاتبة إلى المسائلة القانونية .
59.8K 1.9K 21
تحت ظل العسكرية يقع رجلان في غرام بعضهم bxb-gxg ⚠️روايه عاميه وتحتوي على علاقات مثليه الي مايعجبه يذلف!!