|| عهد إلياس ||™ 2023

By sihammahmod

25.4K 1.1K 164

🍃 كنت على الثبات و هزتني 🍃 • هو أمضى و مازال يمضي وقته في العمل دون الأهتمام بأي شيء آخر • • هي رغم تعرضها... More

Ω شخصيات Ω
Ω 1 Ω
Ω 2 Ω
Ω 3 Ω
Ω4Ω
Ω5Ω
Ω6Ω
Ω7Ω
Ω8Ω
Ω9Ω
Ω10Ω
Ω12Ω
Ω13Ω
Ω14Ω
Ω15Ω
Ω16Ω
Ω17Ω
Ω18Ω
Ω19Ω
ΩالنهايةΩ

Ω11Ω

882 50 12
By sihammahmod

ما فعله هشام و حمزة ليس صحيحاً، انهما يعرفان بعضهما البعض كما انهما يعلمان أن عهد و ملك صديقتان منذ زمن، لكن لم يتطرق أحدهما و سأل عن اسماء الابناء الاخرى، يعلم هشام انه لديه إبن كبير لكن لم يسأل عن اسمه مع معرفته بأنه يحب عمله، و كذلك حمزة يعلم أن ابنه مهندس و مبتعداً عن البيت بسبب عمله، كما انهما منذ البداية يناديان بعضهما البعض بأسمائهما دون الحاجة إلى الالقاب التشريفية مثل يا أبو فلان.

تصافح الإثنان فيما بينهما بإبتسامة جعلت كلا من إلياس، عهد و ملك يفكروا في هذه الخدعة التي بلا فائدة، فقال حمزة بقهقهة على عجل:

"قال جات عليا انا و انت يعني؟!!"

"مش عارف والله!، ايه الصدفة دي بس؟!"

"صدفة حلوة، اعرفك بشكل رسمي إلياس ابني الكبير"

صافح هشام إلياس بإبتسامة و ربت فوق ظهر يده باليد الاخرى ممتناً:

"بشكرك على إنقاذك لبنتي، انت مش انقذتها هي بس ده انت انقذتنا كلنا معاها"

"متشكرنيش يا عمي ده واجبي والله"

"تسلم يا ابني فيك الخير، و الف سلامة على ايدك"

"الله يسلمك، الحمد لله عدت على خير"

"الحمد لله، ده بقى إياد أبني"

إقترب إياد و صافح حمزة و إلياس بإبتسامة خفيفة ثم ابتعد دون أن يتحدث في اي تفاصيل، راقب سالم تغريد التي كانت تقف بعيداً عنه و هي تسترق النظرات اليه من حين إلى آخر.

إذاً ايتها العصفورة الصغيرة إتضح أنكِ شقيقة حبيبة صديقي!!، لهذا لم يُخفى عني تشبيه هذه الملامح بها بسبب العلاقة بينكما، لكن لماذا اشعر أنني مخدوع بكِ؟! رغم أنه ليس باليد حيلة لكنني أعترف بأنني حزين لهذه الحقيقة حالياً كنت اتمنى أن اعرف في وقت ابكر من هذا قليلاً، على الأقل عندما رأيتكِ أول مرة لكن و والله ما زادتني هذه الحقيقة إلا إهتماماً بكِ أيتها العصفورة.

لوح سالم لـ إياد و والده يعرف عن نفسه بمرح:

"أنا سالم أبو الهنا، شريك و صاحب إلياس في كل حاجة"

"اهلا تشرفنا، على كدة بنتي تغريد بتشتغل في الشركة عندكم؟!"

"ايوة يا عمي، سكرتيرتي الخاصة بعيداً عن إلياس خالص بس متقلقش بنتك في الحفظ و الصون"

"لا طبعاً مش هقلق انا كدة هطمن"

أمسك حمزة يد ابنته و همس لها بصوت منخفض:

"هو انتي تعرفي البشمهندس منين؟!"

"شوفته مرة في الفندق اللي كنت بشتغل فيه لما كان بيجدد حتة ارض وراه، كان في الفندق هو و زمايله وقت الشغل"

"ماشي هنتكلم بعد ما نرجع البيت"

"حاااضر"

تنهدت بضيق عندما علمت انها ستتعرض للتحقيق المباشر من والدها فطلبت المساعدة من شقيقها عبر نظراتها لكنه لم يركز معها بل كان ينظر إلى عهد مما جعلها تنظر إلى إياد الذي كان يحدق بها، شهقت داخلها لتبتعد ذاهبة إلى عهد تفحصتها و تحدثت معها قليلا ثم غادر حمزة مع ابنائه الثلاثة الغرفة.

جلس هيثم على الكرسي قائلا بعدم تصديق:

"ده انتوا تاريكم كلكم عارفين بعض و مش عارفين بعض ايه التشابك الغريب ده!! انت ي إياد تعرف ملك و ملك تعرفك، تغريد بتشتغل سكرتيرة سالم ابو الهنا صاحب إلياس و شريكه في الشركة، و عمو هشام يعرف ابوها ده غير انه دلوقتي كلكم عرفتوا إلياس يا سبحان الله!!"

"كل حاجة كانت عبارة عن كارثة في الاوضة دي!! ايه ده انا اصلا اتفاجئت"

وضحت تغريد بشكل بسيط عن حالة الفوضى التي كانت داخل الغرفة، نظروا إلى بعضهم البعض بينما عهد مستلقية على السرير تفكر في كلماته الاخيرة قبل أن يأتي أحد.

.
.
.
.
.

كانت تنظر له و تذرف الدموع من عيناها بخوف و قلق كفها متصلة بكفه و تحاول أن لا تلمس جرحه حتى لا يتألم، تنهد إلياس ينظر إليها و قال بهدوء يطمأنها:

"والله انا كويس يا ست الكل، اهدي بقى مفيش داعي للعياط ده كله"

عبس وجهها من حديثه لكن بسبب ملامحه الهادئة و الابتسامة الخفيفة على شفتيه سيطرت على نبرة صوتها و قالت بخفوت بنبرة باكية:

"يا ابني انا مليش غيرك أنت و أختك، متوجعش قلبي عليك حرام عليك ده انا مبصدق اشوفك راجع من الشغل سليم، تروح أنت ترجع المرة دي و ايدك محروقة؟!"

ازداد بكائها ليحتضنها و يقبل رأسها عدة مرات متتالية يقول:

"انا آسف حقك عليا، متزعليش بس كفاية عياط بقى"

جلس حمزة بجانبها و امتلكها بين ذراعيه و قال بحزم لـ إلياس:

"اوعى كدة بعيد عن مراتي، بقى انت بتزعلها على آخر الزمن؟؟"

"في ايه يا حاج مالك؟!"

اندهش إلياس من تغير والده معه لتستغرب ملك مما يحدث فـ اكمل حمزة:

"انا لو كنت ساكت فـ ده عشان خاطرها هي لكن كفاية بقى دلعك لحد هنا"

"يعني ايه؟! تقصد إيه بكلامك؟!"

جعد حاجبيه و لم يستطع حل اللغز وسط كلمات والده ليجيب حمزة بجدية تامة:

"أنت ايه اللي يخليك تخاطر بحياتك عشان عهد؟! ما كان ممكن أي حد يروح و ينقذها غيرك، ليه أنت بالذات؟!"

لم يستطع إلياس فهم والده البتة في هذه اللحظة، ما الذي يقوله؟ و لماذا يتحدث بتلك النبرة عن عهده!، لقد كانت في خطر كيف لا يساعدها ثم هي من لجأت إليه بالطبع لن يتركها وشأنها، صمت قليلاً صاكاً على أسنانه بقوة جعلت أوردة عنقه بارزة و عيناه اصبحت داكنة و ملامحه اصبحت غاضبة و منزعجة شعر بأن دواخله عبارة عن نيران تحرقه:

"ممكن افهم ايه لازمته الكلام ده دلوقتي؟!"

"لازمته كتير، انا ملاحظ حاجة غريبة فيك من ساعة ما كنت في المستشفى بتبصلها بصات غريبة، حالك مش عاجبني ولا عاجب امك عشان كدة انا و لأول مرة هغصب عليك في حاجة انت اكيد مش عايزها"

صُدمت ملك من والدها لتنظر إلى شقيقها و إليه بالتناوب فـ قالت بصوت هادئ تحاول التخفيف من حدة الموقف:

"بابا، اهدى كدة مينفعش الي بتعملوه ده"

"انتي تسكتي خالص"

وضعت فوراً كفيها على فمها تهز رأسها بخوف، ما هذا الموقف؟! لماذا تحول والدها الحنون و اللطيف الذي كان دائماً مراعياً لهما و يحب أن يتناقش في أي شيء يخصهما بالهدوء إلى أب صارم و معقد لا يقبل النقاش حتى؟!، كان حال إلياس كما هو لكنه سأله بهدوء و كأنه فهم ما يريد أن يقوله تالياً:

"أنت دلوقتي عايزني اتجوز غصب عني ولا ايه؟!"

"ايوة، مبحبش اشوف ابني تكون عينيه زايغة على البنات يبقى تتجوز عشان متحصلش حاجات تانية"

"أنت بتقول اييه؟! ازاي بتفكر فيا انا بالطريقة دي؟! انا تربيتك من صغري و عمري ما عملت حاجة تخليك زعلان مني أو حتى تصغرك قدام نفسك قبل الناس، تشك فيا أنا كدة؟! و ليه عشان كنت ببصلها بس؟!"

خرجت الكلمات من فمه بصعوبة، قبل أن تكون مثل السكين التي تطعن والده لقد فعلت ذلك به ألف مرة، يكفي انه بدأ يشك به و بأخلاقه التي تربى عليها، شعر بالخذلان و الحزن من والده و هذا اسوء شعور، لكنه و يا ليته يعلم حقيقة شعوره نحو عهد، ما الذي كان به خلال سنوات مضت دون أن يدري به أحد.

لكنه معذور فـ والده لا يمتلك قدرة خارقة كالنظر داخل قلبه حتى يعرف من يحب و من يكره، وقف و هز رأسه قائلا بحدة رافضاً ما يقوله:

"انا مش هقبل اني اتجوز غصب عني، ده مستحيل"

"هتعمل كدة و رجلك فوق رقبتك"

"ابدا لا يمكن"

رفض مجدداً ليقف حمزة مقابله و امسكه من ثيابه بقوة يجذبه إليه، هربت ملك نحو والدتها تشعر بالخوف مما يحدث لتهدأها عزة بعيناها و همست لها بشيء جعلها مصدومة كلياً:

" أنت هتنفذ كلامي و مفيش إعتراض خلاص كدة كفاية، خليتك تعمل كل اللي انت عايزه دلوقتي جه دورك تعمل اللي انا عايزه"

"إلا في الحتة دي، متوجعش قلبي في الحاجة الوحيدة اللي بتمناها طول عمري!! كله إلا دي"

"ليه؟! بتحب حد و انا معرفش؟ حتى لو انا معرفش مش تقول و انا اخطبهالك، ياخي ده انت حتى مهانش عليك تقولي حاجة بسيطة زي دي و كنت فاكر اننا اتنين صحاب مش اب و ابنه"

امسك إلياس معصم والده بيده السليمة و هز رأسه:

"احنا فعلاً كدة، بس لو انت غصبت عليا اتجوز يبقى خسرتني و لو ده حصل مش هتعرف ترجعني تاني، انت عارف زعلي وحش"

نظر حمزة إلى زوجته و قال بتعجب:

"شوفي ابنك ابن الكلب رغم الضغط ده كله مش راضي ينطق اسمها قدامنا حتى!! قافل على اسمها جواه بالضبة و المفتاح"

نفضه بذراعه و جلس على المقعد منزعجاً:

"إذا كنت مش قادر تقول كل حاجة قدامنا بصراحة يبقى أنت معترف بنفسك انك بتحبها ازاي؟! عايز افهم مخك ده متركب ازاي؟!"

تنهد ماسحاً وجهه بكفه و جذب شعره ليصرخ بنفاذ صبر بسبب التلاعب به:

"هو ايه الجنان ده؟؟ انا لا فاهمك بتتكلم عن ايه ولا انت عايز تعرف اييه؟ هو في ايه اصلا؟!"

تسأل بحيرة شديدة ليجيب حمزة:

"يعني انت مش عارف في ايه؟! انا عارفك بتحب تستعبط ايوة ايوة كمل في التمثيل بتاعك ده، حبك ده مش حب و لا يمكن يتسمى حب، انت إنسان جبان و عمرك ما هتتحرك من مكانك طالما أنت متردد كدة"

"يا لهووووي عليا و على ايامي أنا!!، بردو مش فاهم؟"

صرخ مجدداً بسبب هذه المهزلة لينهره والده بجدية و ملك تكافح حتى لا تتفجر ضحكا و تكاد تموت من ضيق التنفس بين احضان والدتها:

"تبقى غبي و حمااار لو مفهمتش، بس ماشي هقولك أنا عشان تعبت منك جبت اخري معاك"

تنهد حمزة مكملاً:

"بتحب عهد و قلنا ماشي، البت اتخطبت و قولنا نصيب و سكتنا، انت استبهيت لشغلك و قولنا الحمد لله نسي الموضوع، اتاريك أصلا عمرك ما نسيتها لحظة وحدة؟! طيب البت و قدامك انت ايه اللي مخليك ساكت؟! مستنيها تضيع منك زي ما ضاعت مرة قبل كدة؟! كانت ممكن تموت النهاردة لولا ستر ربنا و انك روحتلها كنت هتتندم طول عمرك ي ابني ولا ايه انا مش فاهم عليك؟!"

يا اللهي!!، لقد توقف عقل إلياس عن التفكير بينما يتحدث إليه والده، كيف علم بهذا الامر؟ نظر إلى ملك بحدة لتصرخ ملك بسرعة تتمسك بوالدتها:

"والله العظيم تلاتة انا ما نطقت بأي حرف ليهم ولا اعرف هما عرفوا منين!!"

"تعرف لو كلمتها او مديت ايدك عليها ما هتعرف اللي هيحصلك يا إلياس اختك ملهاش دعوة بأي حاجة من اللي حصل دلوقتي"

حذره حمزة بقوة مما جعل إلياس ينظر إليه ليعرف الآن تقريباً كل شيء، جلس على المقعد المقابل لوالده و سأله بخفوت:

"انت عرفت منين؟؟"

"مش مهم عرفت منين"

"اكيد سالم اللي قلك"

"يا سلااام اشتغل عقلك دلوقتي؟!"

" و عملتوا كل ده عشان اقولك اني بحبها و مش هتجوز غيرها؟!"

"و يا ريتك عملت كدة بس انت اخرس!!"

"طيب انت عايزني افرض نفسي عليها يعني ولا ايه؟؟ هي مكنتش تعرف اني اخو الموكوسة إلا من فترة قصيرة عايزني اقولها انا بحبك من زمان اتجوزيني و هي هتقبل على طول؟؟"

"ممكن يحصل كدة و الله اعلم!!"

صمت إلياس و لم يعرف ما الذي سيقوله حتى، اصبح كل شيء خارج عن نطاق سيطرته فجأة و هذا بسبب والده ذو التفكير الداهية لأنه لم يتوقع منه أن يفعل ذلك، نظر إليه حمزة و قال بهدوء:

" انت لو مدافعتش عن اللي بتحبها في اللحظات اللي زي دي يبقى حبك ده ميتسماش حب، لو انت مقاتلتش عشانها و عشان حبك ليها ميتسماش حب، هتكون جبان و تكتفي بحبك ليها اللي من طرف واحد و ده اللي بيوجع اكتر من اي حاجة رغم انه عمره ما حد اعترف بانه الحب اللي من طرف واحد يبقى حب، يا ابني الحب مش واحد زائد واحد يساوي اتنين لا ..."

مال عليه و قال بإبتسامة هادئة:

"الحب هو واحد بيحب واحدة يبقوا هما الاتنين واحد مع بعض"

وقف حمزة و ذهب إليه بجانبه قائلا بصرامة مزيفة:

"أنت كدة عرفت حُكم المحكمة ايه دلوقتي ولا عايز تعرفه بعد المداولة؟!"

ضحك ليشاركوه بعد إنتهاء هذه المسرحية ليحتضنه حمزة و ربت على رأسه بحنان، تلى ذلك إمساك عزة به و بدأت تنهمر عليه بالاسئلة و هو يُجيب دون كلل أو ملل.

ابتسمت ملك بإتساع تشعر بالسعادة فـ ها هو يفصل بينه و بين تحقيق حلمه خطوة واحدة فقط و يجب عليه إنتهاز هذه الفرصة حتماً.

.
.
.
.
.

"ممكن نفهم بقى اللي حصل في المستشفى؟!"

كانت جميع الانظار على تغريد التي كانت متوترة بشكل كبير، لقد عادوا إلى المنزل بسلام و اصبحت حالة عهد جيدة، اخبروا تُقى بما حدث بهدوء بالطبع لم يسلم الأمر من ذرفها للدموع لأنها خائفة على أبنتها لكن هشام هدأها بسرعة.

في هذه الاثناء كانت تجلس عهد، والدها، إياد في غرفة الجلوس ينتظرون شرحها بشأن ما تم سماعه سابقاً، رطبت شفتيها الجافة قبل أن تتحدث دون لعثمة قدر الإمكان:

"بصوا هو انا مليش ذنب أساساً في سوء الفهم ده والله، كله بسبب البطاقة عشان مكتوب فيها اني عازبة لاني مغيرتهاش أصلا بعد ما اتجوزت و حتى بعد الطلاق فـ الكل فاكر إني آنسة"

تشابكت أناملها اسفل نظراتهم الهادئة و تنهد والدها بضيق لتعلم انه غاضب:

"و حتى استاذ سالم بردو ع طول بيقولي ي آنسة ي آنسة ف انا كل ما اقول هحاول افهمه اني مش كدة بلاقي نفسي اتحطيت في موقف يخص الشغل او تحصل حاجة متخلنيش اتكلم اصلا لحد دلوقتي و بحاول اني اقول و اوضح سوء الفهم ده بس مفيش فرصة"

رفعت كتفيها دلالة على عدم قدرتها في إنهاء الأزمة بشكل سريع و حله مما جعل إياد و هشام ينظران إلى بعضهما البعض و كان احدهما على وشك التحدث لكن سبقتهم عهد بصوت منخفض مبحوح آثر ما مرت به:

"انتي مأذنبتيش و مغلطتيش كمان عشان ده سوء فهم منهم مش منك، غلطك الوحيد كان هيكون لو انتي محاولتيش تصححي سوء الفهم ده 'سعال' بس كل ما هنالك انه مجاتش فرصة مناسبة عشان تتكلمي"

قرصت فخذ إياد بخفة دون أن يلاحظ أحد ففهم حركتها يتحدث بهدوء:

"زي ما قالت عهد، احنا مش هنمنعك من الشغل بسبب سوء فهم بسيط زي ده لكن في اقرب وقت اتكلمي مع مديرك و اشرحيله، مش كدة ي بابا ولا ايه؟!"

بنظرات خفية تنهد هشام:

"طبعاً مكنتش همنعها من الشغل للسبب ده، انا اللي يهمني هو انتي مش حاجة تانية، اكيد انتي مش مرتاحة في الشغل بسبب اللي حصل و انا عايزك مرتاحة دايما، سوء الفهم ده لو اتصلح انتي هتكوني كدة و متعاتبيش نفسك و تلوميها انتي ملكيش ذنب يا بنتي ماشي؟!"

سألها بإبتسامة لتلمع الدموع في عيناها بينما تومئ بسرعة مبتسمة و تجاهد حتى لا تسقط عبراتها:

"حاضر يا بابا، حاضر"

ذهب إياد إليها و احتضنها بقوة لتبادله تحاول عدم البكاء فدلفت تالين تمسك لعبتها المفضلة بإبتسامة لكنها عبست عندما رأت والدتها و ملامحها مختلفة عما إعتادت عليه، ركضت نحوها و سألتها بقلق و خوف:

"ماما، ماما انتي كويسة؟!"

تنفست تغريد الصعداء لتمسك ابنتها و تضعها في حجرها قائلة بإبتسامة:

"ايوة ي حبيبتي انا كويسة، بس كنت زعلانة على خالتو هدهد"

احتضنتها تالين و ربتت تواسيها بطفولية جعلتهم يضحكون عليها:

"لا يا ماما مش تزعلي، خالتو هدهد كويسة اووي و هتجيبلي شوكولاتة كمان"

بسبب تفكيرها الطفولي إعتقدت انه عندما تخرج عهد و تشتري لها شوكولاتة حين عودتها هذا يدل على انها بصحة جيدة و كل شيء على ما يرام، لتومئ عهد هامسة:

"شوف البت رغم انه تفكيرها صغير بس فاهمة بردو"

أشارت عهد إلى إياد ليقترب منها فمدت يدها يساعدها على الوقوف و سألها:

"مش هتتعشي معانا؟!"

"لا مليش نفس انا عايزة انام بس"

"عشان الدوا"

عبست ملامحها عندما ذكرها والدها بالدواء لتومئ على مضض، ذهب الجميع إلى طاولة السفرة و تناولوا العشاء معاً بمرح بفضل إياد و نكاته تلى ذلك عودة عهد إلى غرفتها بمساعدة إياد ليتركها بمفردها، تركت لـ هيثم مهمة التحدث إلى مدام هدى و إخبارها بضرورة حاجتها إلى إجازة مرضية بسبب الحادث و قد اعطته كرت الذاكرة ليهتم بالعمل و يسلمه لها.

استلقت على السرير بعدما تناولت الدواء و امسكت هاتفها، وصلتها عدة رسائل خلال الفترة الزمنية السابقة لتتصفحها بأكملها و اهمها من ثلاث دردشات جذبت إنتباهها، محادثة ملك التي تم تثبيتها على رأس الدردشات الباقية و اسفلها محادثة هيثم كذلك المثبتة مثلها بينما الثالثة كانت من رقم مجهول الهوية.

في البداية قرات رسائل هيثم:

[رجعت من عند مدام هدى و وافقت على الإجازة المرضية]

[هيصي بقى عندك اسبوع بحاله إجازة ... حد قدك انتي 😉😂؟!]

[انا العبد لله هتفحم في الشغل من غيرك 🥺🥲💔]

ضحكت بخفة عليه تتخيل وجهه في العمل بدونها لترد عليه:

[متقلقش يا شقيقي حصتك محفوظة عندي😌]

[ بس متاكلش نصيبي من المكافآة عشان انا عارفاك طماع ... 🙄]

اخرجت لسانها بظرافة عندما ارسلت ردها له لتخرج من المحادثة و فتحت محادثة ملك:

[انتي كويسة؟؟ محصلش حاجة صح؟!]

[طمنيني عنك اول ما توصلي البيت، مش هرن عشان عارفة انك هتكوني تعبانة]

[ يومين بالكتير و اكون عندك في البيت خلي بالك من نفسك ...♥️]

ضغطت اناملها على لوحة المفاتيح تجيب عليها:

[انا كويسة متقلقيش الحمد لله]

[ التلفون مكانش معايا عشان كدة لسا برد عليكي دلوقتي]

[ هكلمك بكرة ڤيديو بعد ما ترجعي من الشغل، خلي بالك من نفسك ...♥️]

خرجت من المحادثة لتنظر إلى الرقم مجهول الهوية تحاول تذكر الرقم لكنها لم تستطع، فتحت الدردشة لتجد بضع جمل قصيرة:

[السلام عليكم .... أنا إلياس]

[آسف اني بعتلك رسايل على رقمك من غير إذن بس حبيت اطمن عليكي]

[ انتي كويسة دلوقتي؟!]

ابتسمت بخفة عندما رأت أسمه في الرسالة الأولى و اعجبها أنه كان مباشراً في التعريف عن نفسه، قبل أن تُجيب على رسائله فتحت صفحته الشخصية لترى صورة له و هو يمسك حصان أبيض من لجامه، حدقت في الصورة بشكل مكثف و دقيق كأنه تتفحصها إن كان بها عيوب أم لا.

كان يرتدي بنطال جينز أزرق و قميص أسود عقف أكمامه إلى مرفقيه يُظهر ساعديه القويين و قبضته الكبيرة، كانت نظراته هادئة و إبتسامته الخفيفة لا تشوبها شائبة، شعره المصصف بعناية يبدو أنه تبعثر بسبب الرياح اثناء إلتقاط الصورة، حتى السماء الزرقاء ذات السُحب البيضاء مثل القطن لعبت دوراً في الخلفية الطبيعية مع السياج الخشبي و اللون الاخضر خلفه، كانت صورة رائعة بكل ما للكلمة من معنى.

سحبت الشاشة لأعلى حتى تتحرك صفحته و ترى حالته الكتابية التي جعلتها مندهشة قليلاً و اعجبتها في ذات الوقت:

﴿ و لعَلّنا مِن بَعدِ بُعدٍ نَلتَقي 🥀🖤 ... A ﴾

عادت للدردشة فضغطت على الصندوق فظهرت لوحة المفاتيح لترد:

[و عليكم السلام، ولا يهمك ي أستاذ إلياس]

[انا الحمد لله كويسة بفضل ربنا اولا و بفضلك من بعده، شكراً لانك انقذتني و الكلمات لوحدها مش كفاية]

[شكرا لسؤالك و إهتمامك، انت كويس؟؟ و جرحك؟!]

لم تتمكن حتى من الخروج من المحادثة لترى أنه اصبح على إتصال و أيضاً قرأ رسائلها، نبض قلبها بسرعة و لم تتمكن من التنفس بشكل صحيح، شعرت بآلم طفيف محبب داخل معدتها و كأنه تم إمساكها متلبسة أثناء إرتمابها لـ جريمة ما غير هذا دارت عيناها من الهلع عندما رات كلمة صغيرة في الأعلى أسفل رقمه لأنها لم تسجل جهة إتصاله بعد:

'يكتب الان...'

توقف عقلها عن التفكير لوهلة قصيرة قبل أن يصدر تنبيه طفيف تزامناً مع ظهور رسالته لتقرأ:

[دي أقل حاجة ممكن اعملها، متشكرنيش ع واجبي]

صدر تنبيه آخر:

[كويس الحمدلله، متشغليش بالك حرق صغير مش مهم]

شعرت بالإنزعاج يتصاعد داخلها لأنه يستهين بجرحه فردت بسرعة:

[ ممكن تكوني مهتم بنفسك شوية، متكونش مهمل كدة]

ثم ارسلتها بنقرة واحدة لتشعر بالندم و عضت على شفتيها لكن كان الأوان قد فات حتى تحذفها لانها رأاها، بدأ يكتب ثم صدر تنبيه مع ظهور رسالته:

[حاضر، هعمل كدة]

كم يحب الرد بإختصار هذا الرجل!!، فجأة تذكرت صوته و ما اخبرها به عندما كانوا في المشفى:

{{ أنا محتاج وضع احسن من كدة عشان اصلح كل حاجة و اكون على الطريق الصح بس الوقت مش مناسب عشان الكل هيجي دلوقتي}}

ضغطت بسرعة لترسل له:

[ممكن اسألك سؤال؟!]

[اتفضلي]

[كنت تقصد ايه بكلامك قبل ما يجي اهلك و اهلي ع الاوضة؟!]

[قصدك قبل ما يتم الاقتحام]

[ايوة😂]

ضحكت على كلماته ليبدأ بالكتابة و ظهرت رسالته:

[محتاج اقابلك عشان افهمك]

[مبحبش كدة، بحب اتكلم وش لوش]

ابتسمت بإعجاب لشخصيته المباشرة، أجل لقد اعجبها هذا كثيرا، كانت على وشك الرد عليه لكنه أرسل مجدداً:

[بعد ما تبقي كويسة قوليلي عشان نتقابل .... ضروري]

لا تعرف لماذا لكن دق جرس الإنذار داخلها عندما رأت كلمة 'ضروري'، رغم ذلك ردت بكلمة واحدة موافقة:

[ماشي]

ثم انهت المحادثة دون إلقاء كلمة وداع لتنظر إلى سقف غرفتها بشرود تحاول تهدئة نبضات قلبها المتسارعة.

.
.
.
.
.

يقف في شرفة غرفته يشرب من مشروبه المفضل ناظراً إلى السماء الحالكة بنجومها المرصعة بشكل جميل، كان القمر مختفياً الليلة مما جعله يتكئ على السور المنخفض بسبب طوله الفارع و ينظر إلى كوبه بين يده، فكر قليلاً فيما حدث اليوم.

اثناء عمله ورده إتصال من أحد الموظفين يخطره بأن إلياس ذهب إلى المشفى بعد الحادث مما جعله ينهي الإجتماع على عجل و خرج مباشرة من الشركة دون العودة إلى سكرتيرته تغريد و إخبارها بذهابه، و عند وصوله للمشفى في ذات الوقت مع وصول حمزة و ملك ذهبوا مباشرة إلى الإستقبال يسألون عنه ليخبرهم الموظف بأنه في غرفة الفحص في الطوارئ.

لكن سبقهم عدة اشخاص دلفوا غرفة ليروا إلياس واقفاً بالقرب من الباب ليدخلوا الغرفة كذلك، لم يتعرف عليهم سالم إلا عندما رأى عهد على السرير مستلقية ليفهم ما حدث فوراً، ليس هذا و حسب لكنه صُدم عندما رأى تغريد التي أرتبكت و توترت عندما إلتقت نظراتهما فـ بررت موقفها بسرعة انها شقيقتها.

ابتسم بذهول عندما لم يخيب ظنه بأن تغريد كانت على صلة بـ عصفورة إلياس، حسناً لقد كانت تغريد العصفورة الكبيرة لـ عصفورة إلياس!! شعر بأنه غاضباً في البداية لإخفائها الحقيقة لكن عند التفكير بمنطقية هي ليست مُذنبة لهذا غضبه كان بلا فائدة و لا داعي له.

تنهد يستقيم في وقفته و ابتسم:

"تغريد يا تغريد؟! ايه حكايتك ي تغريد، شغلتيني و شغلتي بالي معاكي!!"

لقد إهتز عندما رأى وجهها اول مرة بالفعل، يبدو بأنك يا سالم بدأت تسقط رويداً رويداً داخل حفرة الحب التي كنت تهرب منها لفترة طويلة، هل حان الوقت حتى اتبع قلبي و اجعل عقلي يتفق معه؟! لنتحرك و نحاول حتى نتعرف على تغريد التي جعلتني فضولي و اهتم بها رغم المدة الوجيزة التي مرت على وجودها في حياتي.

صدح رنين هاتفه داخل جيبه ليخرجه فيجد إلياس ابتسم بجانبية مجيباً:

"اهلا بعريس الغفلة"

"بقى انت تعمل فيا انا كدة؟!"

"عايزني اعمل ايه يعني؟!، اشوفك في الحال اللي كنت فيه زمان و اسكت؟! مينفعش عشان كدة حطيتك قدام الامر الواقع"

"بالطريقة دي ي سالم؟!"

جلس سالم و ارتشف من كوبه مجيبا بهمهمة بسيطة:

"ايوة ي شريكي بالطريقة دي، اهلك و مش معترضين ع العروسة مستني ايه؟!"

لم يُجب إلياس ليكمل سالم عندما علم بتفكير صديقه:

"اسمعني، قولتها قبل كدة و هقولها تاني، الوقت بحل أي حاجة حتى اللي حصل مع عهد، انت ممكن تكون الحل عشان تخرجها من الازمة اللي هي فيها، و طالما انت مباشر معاها في كل حاجة يبقى هتمشي معاك سكة"

"على آخر الزمن اسمع كلامك و اتعلم منك!!"

"تستاهل انت اللي جايبه لنفسك، ع العموم اخطبها و الوقت قدامكم تتعرفوا على بعض لا اقصد هي تتعرف عليك عشان انت عارفها من زمان"

"بدأت اتحرك اصلا، مستني بس انها تبقى كويسة من اللي حصل النهاردة و اكلمها"

"جدع، اهو هو ده الكلام ولا بلاش"

"عقبالك"

"تصدق خضيتني"

تحدث بنبرة صدمة مصطنعة جعلت إلياس يضحك ليقول سالم بهدوء ينظر إلى كوبه الفارغ و يحركه بهدوء يتذكرها:

"بس هقولك على حاجة"

"اشجيني يا عم"

"تغريد هشام الرفاعي"

"اخت عهد، اممم مالها؟!"

"هزتني ي برنس الليالي، كنت بفكر فيها من ساعة ما اشتغلت معايا بس لما عرفت انها اخت عصفورتك بدأت افكر فيها اكتر"

"طيب مش يمكن انت معجب بيها عشان شاطرة في شغلها مش اكتر؟!"

هز رأسه بسرعة مدركاً شيء صغير اثناء التحدث معه:

"لا لا، ممكن يكون إعجاب بس مش لشغلها، منكرش انها شاطرة في الشغل بس انا معجب بيها لشخصها هي، هي و بس مش حاجة تانية"

"الله!، اتثبت ي سالم ابو الهنا!!"

"و ماله يعني، هجرب حظي و أشوف"

"اختار صح، شوف قلبك و عقلك مع بعض"

ضحك بسخرية عليه:

"شوفوا مين بيتكلم؟!، على العموم إن شاء الله نصيبي يكون حلو"

"والله ي شريكي انا اتمنالك كل الخير و السعادة ي صديقي الصدوق"

ابتسم لنبرته المرحة ليومئ سالم لنفسه قائلا:

"إن شاء الله ربنا مش هيخيب عشمي"

"إن شاء الله"

و انتهت المكالمة بكلمات وداع قصيرة ليضع الهاتف على الطاولة يكمل تأمله في السماء التي غاب عنها قمرها.

*____________¢___________*

₹ البارت الحادي عشر ₹

Semo

S.m

Continue Reading

You'll Also Like

92.5K 3.6K 41
ماذا أذا وجدت ذاتك فيٰ عالم ملئ بالسموم والخبث والمكر؟؟ ماذا أذا وجدت ذاتك وسط عالم لايعلموا شئ عن ألانسانية؟! ماذا أذا أصبح عالم البشرية غريب كليا...
70.3K 3.8K 35
يمهہ عيونها تموت فلك طرها چنها اول قصيدة بعين شاعرها انعصر عصرة المذنب بالگبر لو مات هيجي احساسي من تبرد مشاعرها انا ، عنودي ومزاجي وخشمي يابس حيل...
152K 5.7K 21
في احد الليالي العاصفه والممطره تُركت تلك الطفله التي لم يمر علئ انجابها الا سوئ دقائق خلف احد الصخور الموجوده في احد مقرات اخطر الزعماء الذي تم تصني...
141K 5.5K 30
عزيز الروح 🌸 جوري الحياه عندما تكون البطله يتيمه الام والاب وتسكن مع خالتها الكبيره ولكن بسبب ظروف يسكنون العائله الى منزل الخاله الكبيره ويقع بحبها...