وَهْم [P.J]

By mar0_00

3.3K 254 1.1K

"هذا يعني أنَّ كلَ ماحصل ..كان وهم؟" :جوليا آلبرت :بارك جيمين Started in :27/8/2022 ended in: More

homecoming
birthday night
old friend
PARTY
Hair Tie
infection
Reunion
camping
The fake truth
RED DRESS
second chance
A new start
reproach
A memory

Pain of past

75 9 80
By mar0_00

"ألمُ الماضي"

تجاهلوا الاخطاء الاملائية إن أمكن ~

Enjoy the illusion,
.
.
.
.
.

"فررتِ هاربةً الى مكانٍ ظننتِ بأنكِ ستنجينَ مما كنتِ تعانينَ منه"
ناطقًا من كان يتوسط كرسيّ مكتبه يضع نظاراته الطبية مرتديًا مأزرهُ الابيض فوقَ قميصه ذا اللون نفسه

"لكنّي اراكِ ها هنا عند باب عيادتي بعدَ إتصالٍ دام لثوانٍ علمتُ حينها انكِ عدتِ "
نهضَ من كرسيّهُ يخلع نظاراته وبخطواتٍ متزنة يتقدم نحوي ويداه خلف ظهره كما إعتاد السير سابقًا

"لم تعودِ لهم هذه المرة ،بل لنفسكِ"
إبتسامةٌ واثقة كانت ترتسمُ على محياه يُظهرُ كم هو بارعٌ في قراءة الناس بمجرد النظر لعيونهم

صامتةً كنتُ لم اعرف بما انطق لم افهم لما اردتُ المجيء هنا بينما ليس لدي ما أقوله

نبضاتُ قلبي المضطربة تسارعتْ حينَ مرَّ امام ناظري شريطُ ذكرياتٍ قد رثاها الزمن منذ حين

عالقةٌ برأسي تأبى الرحيل

أصواتٌ ترددتْ بمسامعي
صراخُ اطفالٍ ، أم يبدو كأنه بكاء
انغامٌ هادئة تُقلل من حدة بكائهم

بغرفةٍ غزاها اللون الوردي بكل مكان
من ورق جدرانٍ على ألعاب ودمى

أسِرَّةٌ خشبية مطلية باللون الوردي ايضًا
ملتصقان ببعضهما كما حال الطفلتان بداخلها

بأيادٍ متماسكة تبكي طفلتان
كلٌ منهنّ على سرير وكلتاهما ترتديان الوردي
حتى توردت وجنتاهما لشدة البكاء

تتشابهان بالانف والوجنات والفم
انهما توأم

اتمنى حقًا ان لايفترقا مستقبلًا

لحظاتٌ مرتْ حتى فُتِحتْ باب الغرفةِ تدخلها إمرأةٌ هالعةٌ
أرعبها بكاء طفلتيها حتى رفعتهما وعلى صدرها ضمتهما
بطبطبةٍ خفيفةٍ على ظهرهما حتى توقفتا عن البكاء
انها امهن رائحتها مؤلوفةٌ لهنّ لذا هدأن متشبثاتْ بقميص نوم والدتهن

يُطالبنَ مركز أمانهن الامان

فُتحتْ الباب مرةً اخرى ليدخل بعدها رجلٌ بدا عليه الخوف وبيداه رضاعتان باللون الوردي ،المعتاد

"ماسببٌ بكائهما ،لم يكونا كذلك طوال الاشهر الماضية"
مدّ الرضاعة لمن تربعت أرضًا و طفلتاها بحضنها
حتى وضعت لكل واحدة الرضاعة بفمها وتقوم بهزّ جسدها لهنّ

"لا أعلم ،أهو الحليب؟غيرته منذ يومان"
بقلقٍ واضحٍ على محياها تناظر من نامتا بسلامٍ داخل حجرها
متقاربتان قلبًا الى قلب






"عزيزي،هلّا ساعدتني بحمل سويون انا سأغير ملابس شقيقتها"
نادتْ وقد لبّى عزيز قلبها النداء فحملَ طفلته يضمها الى قلبه حيث تنتمي

"لااعلم كيف سأعود للعمل ،اكاد اموتُ شوقًا حين يناما فكيف سأفارقهما نهارًا كاملًا،تخيلي حبيبتي نهارًا كامل!"
ختم كلامه يطبع قبلاتٍ متفرقة على وجه صغيرته النائمة على صدره

بينما زوجته واقفةٌ عند الطاولة تغير ثياب الصغيرة الاخرى بأبتسامةٍ واسعة فرحةً بكلام حبيبها

"أرى إنكَ احببتهما اكثر مني؟"
بغيضٍ مصطنع وملامح عابسة نطقتْ ويداها توزع بودرة الجسم على جسم صغيرتها حتى تعطرت بالكامل
تحت حركات الصغيرة اللامتناهية

"وكيف اجرؤ على التفكير بذلك حتى! انتِ قلبي وهاتان الصغيرتان هما محبوبتا قلبي"
قبلةٌ كانت من نصيب زوجته بعد ماانتهت من تلبيس طفلتهما الاولى
حتى قبّل كلتا صغيرتاه



"سوميناه ،هيا صغيرتي تعاليّ إلي"
ترتكزُ بركبتاها على الارض تنادي صغيرتها ذات الخمسة اشهر التي بدأت بالحبو إليها مُسرعةً حتى اختفت بين احضانها تحت ضحكاتهما المتعالية

"ليا، انظري الى سويون انها تحبو "
نادى زوجها عليها لتلتفت تنظر لصغيرتها الاخرى تحبو تجاه والدها بطريقةٍ بطيئة تدلُ على تعلمها الحبو للتو

"سومين اسرع منها،هي تتعلم بسرعة عكس سويون"



حاملًا لكامرته يقوم بتصوير صغيرتاه
ف أحداهما تمسكُ قلمًا وترسمُ على اوراقٍ مُلِئَتْ بالالوان
والاخرى تمسكُ دميةً تُناظرها بعيناها البنية بأنبهار

"اظن ان سومين ستكون موهوبةً مستقبلًا ،إنظر اليها كيف تمسك القلم"
تربعتْ زوجته قرب ابنتها ذات التسعة اشهر من تمسك بقلمها وتخطط الورقة كاملةً بالالوان

"كذلك سويون لقد كانت ترسم قبل قليل ،دمجت الالوان بشكلٍ لطيف"



"امي هل يمكنني النوم عند سويون الليلة ارجوكِ"
ترجتْ طفلةٌ لم تتعدى الثلاث سنوات والدتها كي تنام بغرفة شقيقتها كونهما بغرفتان منفصلتان تمامًا

"لا اعتقد انكِ تريدين ان تُعاقبي سومين أليس كذلك؟"
بنبرةٍ ملأها الغضب ردتْ على طفلتها
والتي من خوفها صمتتْ تتراجع بخطواتٍ مثكلةٌ بالخيبة



"مرتْ سنة كاملة وانتَ تقول لي ان الشركة ستتحسن اين التحسن؟كل يومٍ ارى مصيرنا بالحضيض وانا لن اقبل بهذا"
بصوتٍ صارخ غاضب وبوجهٍ متجهمٍ تضع هاتفها على اذنها تكلم زوجها بعد ان اتصل بها يُعلمها ان الصفقة التي من المفترض ان تنجح هذا الصبح قد فشلت بسبب انسحاب المستثمر

"سومين لماذا ماما تصرخ بالهاتف ؟"
صاحبة العينان البنية تسائلت بهمسٍ خوفًا من سماع والدتها لصوتها فهي تتجنبها منذ فترةٍ طويلة وتغضب لو ارتفع صوتها حتى ولو كانت تضحك

"انها مشاكل الكبار حبيبتي ،دعينا لا نتدخل ونكمل اللعب "
عيونٌ قد ملأها القلق والخوف بسبب صوت والدتها لكنها فقط حاولت تهدئة شقيقتها فسحبتها لحضنها تسيران معًا بخطواتٍ صامتة الى غرفة اللعب



"الم احذركِ من الاقتراب لسومين؟اتريدينها ان تكون غبيةً مثلك؟"
كما المعتاد صوتها الغاضب ويدها التي تسحب شعر طفلتها ذات الاربع اعوام فقط لانها نادت شقيقتها لتلعب معها بدلًا من جلوسها على الكنب تقرأ مجلةً بنظرها غير مفيدة

"امي ارجوكِ انا فقط اردتُ اللعب معها"
فاضتْ عيناها وإبتلتْ وجنتاها قهرًا وألمًا على حالها

"اذهبِ الى غرفتكِ ولن تخرجي منها حتى اناديكِ ،فهمتِ؟"
صفعةٌ ادارتْ وجه صغيرتها التي اومئتٍ وبخطواتٍ راكضة الى غرفتها توجهت حتى لحقتها والدتها تُقفل الباب عليها لتتأكد من عدم تلصصها الى خارج الغرفة




"لما انا التي تُعاقَبٌ دومًا وانتِ تجلسينَ هنا دون ضرر؟"
صارخةً بغضب تلك التي اكملتْ عامها الرابع لتدخل بسن الخامسة
بعينان بنية كما والدها وشعرٍ كما عيناها لونهُ  والتي اخذته وراثةً من والدتها يصل حتى كتفها بسبب القص المستمر له بنمشٍ قد ظهرَ وزيّنَ وجنتاها وحتى طرف انفها

"لا اعتقدُ انني من يطلب من والدتي معاقبتكِ"
بهدوءٍ ردت من تعاكس شقيقتها المظهر
فهي تمتلك نفس الملامح عدا عيناها فهي باللون الازرق كما عينان والدتها وشعرها اسودٌ كما والدها وفرقها عن شقيقتها بطولِ شعرها فهو طويلٍ حتى وصل طوله الى خصرها

"انها تكرهني بسببكِ"
دموعٌ قد انهمرتْ على وجنتيها وبصوتها الصارخ غصةٌ خنقتها حاولت اكمال حديثها
لقد تعبتْ من معاملة والدتها لها وعلى العكس شقيقتها تنعم بالهدوء والحب




"لقد مللتُ منكَ ومن اعذاركَ الواهنة ،اتظنني غبيةً لتلكَ الدرجة؟"
مشكلةٌ اخرى قد حصلتْ وكانت نتيجتها بكاء الطفلتان خلف الحائط الذي يفصل بين المطبخ وغرفة الطعام حيث يجتمع والديهما

"ايةُ اعذارِ تقصدين ليا؟امامكِ كل المستندات التي تثبتُ ان شركتي افلستْ لم اعد املكُ شركةً بعد الان ولااحد يوافق على الاستثمار مع شركة مفلسة لا احد يدعمها "
برر ولكن بصوتٍ هادئ عكس التي استشاطتْ غضبًا فوقَ غضبها وبيديها العاريتين قد رمت الصحون والاكواب التي كانت على طاولة الطعام وكان مصيرها التحطيم لا محالة

"اتظنني سأعيش بالفقر معك؟اتطنني سأقبل جلوسكَ بالبيت بينما انا اعمل اربع وعشرون ساعةً يوميًا بين الامراض لأكسب قوت يومي وانت تجلس هنا تنعم بالهدوء؟"
بنظراتٍ مستغربة عاينها ،أهذا مايهمها حقًا؟

"من قالَ لكِ انني سأبقى دون عمل ؟ بل سأعمل سأبحثُ عن اي عملٍ لن يجعلكِ تشعرين بالنقص ولن اجعل طفلتاي تعيشان بفقرٍ كما تطنين"
طفح كيلهُ حتى صرخ نهاية حديثه فما عاد بمقدوره التحمل اكثر

"اوهام والمزيد من الاوهام ،هذا ما جعلتني اعيشه معك طوال الخمس سنواتٍ الماضية"

"ماذا تقصدين؟"
إستغرب كلامها فلم تقُل شيئًا كهذا منذ زواجهم بل على العكس هي التي كانت تعيش اجمل ايام حياتها معه كما كانت تقول

"اقصد انني ام اعد اتحمل العيش معك ومع اكاذيبك،نحن انتهينا"
راميةً لخاتمها على الطاولة امه تخرج من الغرفة بخطواتٍ متسارعة مشحونةٌ بالغضب ،وربما الخيبة؟




"اين تظنين نفسكِ ذاهبةً بأبنتي؟"
صرخَ ولأول مرةٍ امام طفلتاه ف زوجته تحمل سومين بيدٍ وباليد الاخرى تسحب حقيبة ملابسها

"الى مكانٍ يخلو منكَ ومن اكاذيبك"



"سيدتي ما الاسم الذي تنوين تغييره؟"
رجلٌ بمنتصف عمره يقف امامها حاملًا قلمٌ وعدة اوراق يدون عليها ما تمليه هي

"جون سومين حوّله الى جوليا آلبرت"
بحزمٍ نطقتْ وصفلتها خلفها تتمسكُ بفستان والدتها خائفة مما يحدث
فمنذ خروجها من منزل والدها هي لم تشعر بالامان مطلقًا

"احتاج توقيعكِ هنا سيدتي "



"جوليا هيا حبيبتي ستتأخرين عن اول يومٍ دراسي اكٍ "
نادتها بأبتسامةٍ واسعة تدلُ على مدى سعادتها بطفلتها التي تكبرُ يومًا بعد يوم

"امي هل يمكنني رؤية سويون؟لقد اشتقتُ لها"
برزانةٍ ومن دون تلكؤ طالبتْ والدتها بطلبها المعتاد وكان الرد هو واحد لم يتغير على مدار سنةٍ كاملة

"هذه اخر مرةٍ اسمعكِ تنطقين اسمها والا سأعاقبكِ جوليا"
صرختْ بنفاذ اعصاب لسببان
الاول هو ضغط الجامعة لكونها اكملت دراسة الطب بعد ان تركته لسنتان كي تعتني بطفلتيها
هي الان بمرحلة التخرج
والسبب الاخر هو ضغط طفلتها عليها لكونها اشتاقت لوالدها وشقيقتها




"طعامكِ جاهز بالثلاجة إن شعرتِ بالجوع قومي بتسخينه فقط ،حسنًا؟"
بإستعجالٍ تحدثت ترتدي اقراطها ثم حذائها تتجه بخطواتٍ متسارعة نحو الباب

"ادرسي جيدًا لأختباركِ لا تنامي قبل ان تُنهي واجباتكِ سأيقضكِ ان لم تكمليها"
حذرتها وخرجت من المنزل تاركةً طفلتها ذات العشر سنواتٍ بين كتبها المبعثرة حولها

والتي كانت تدرسُ او بالاحرى تمثل انها تدرس
فماعادت تتحمل حرقة عيناها فأنصبت دموعها تُحرّم عليها الرؤية بوضوحٍ وغصتها التي إبتلعتها عدة مراتٍ اخرجتها بشهقةٍ تُعبّر عن مدى حزنها على حالها

مشتاقةٌ لنصفها الاخر فلم ترَ شقيقتها منذ خمس سنواتٍ وهما الات لم تفترقا منذ الولادة

حتى انها لا تمتلك صورةً تجمعهما سويةً فوالدتها رمتها كلها واحتفظت بصورها هي مع ابنتها جوليا فقط

حتى والدها رأته مرةً واحدةٍ بعد خروجها من المدرسة
كان واقفًا عند الباب بعينان فاضت الدموع بهما فقد رأى حبيبة قلبه أخيرًا حتى فتح يداه لها يُطالبها بعناقٍ قد يعيد له حياته التي سُلبَ نصفها برحيلها مع والدتها

خافتْ رغم اشتياقها له بكتْ وفرّت هاربة حتى سيارة السائق
وعن عودتها للمنزل طالبتْ والدتها رؤية اباها
حتى جُنَّ جنون والدتها لينتهي بها الامر تحبس صغيرتها في الغرفة ليومٍ كامل من دون طعام عقابً لها لكونها ذكرته امامها







"اريد اللانتقال لمدرسةٍ اخرى"
ذات الاحد عشر عامًا بظفائر فحمية وعينان بحرية تحدثتْ لمن تجلس خلف مكتبٍ داخل غرفة نومها توقعُ على اوراقٍ تُثبتُ انها إبنة الطبيب الفرنسي المعروف بآلبرت
فبعد وفاته منذ عام هي استلمت املاكه ولكونها مشغولةٌ بدراستها قررت تأجيل التحويل حتى تنتهي

وهاي هي اكملت الاجرائات لتضع الاوراق على جهةٍ من المكتب وتخلع نظاراتها وتنظر لأبنتها بألتسامة واسعة

"كنتُ سأقول لكِ هذا الكلام لكنكِ سبقتني ،سأنقلكِ لمدرسةٍ اخرى حبيبتي"
لم تستفسر سبب رغبة طفلتها بالانتقال من المدرسة
بل كان خبرًا افرحها حتى لا تتعذب بأقناع الصغيرة بالانتقال لمدرسةٍ اخرى



"اهلًا بكِ في فرنسا حبيبتي ،موطن والدتكِ الاصلي "
ممسكةٌ بيد صغيرتها غادرت السعادة عيناها منذ عدة سنين وهي طفلةٌ لم ترى سوا الالم


"لا اريد الذهاب للمدرسة ،سأدرس بالبيت فقط"
على طاولة العشاء كانت تُقلبُ اللكل بصحنها ومن دون النظر لملامح والدتها هي نطقتْ برغبتها

لقد كرهت الجميع وفضلت عدم الاختلاط بأحد

ووالدتها لم تعترض بل فرحت كي تحافظ على ابنتها من الجميع حتى لا يأثروا على ذكائها وموهبتها


"حبيبتي كلُ عامٍ وانتِ بخير "
حاملةً لكعكةِ ميلادٍ تحمل الرقم ستة عشر
تحتفل بميلاد إبنتها قرة عينها جوليا
حيث نست ان لها ابنةٌ اخرى بأرض كوريا مع والدها هناك لااحد يعلم اخبارهم

"هذه هديتكِ صغيرتي"
مجموعةُ كتبٍ لم يكن عنوانها سوى الطب
فهي تطمح لتكون طفلتها طبيبةٌ مثلها وهذا ماتفعله بكل مرةٍ تُحفزُ صغيرتها على الدراسة

"جوليا سنعودُ لكوريا ،هنالكَ مستشفى لوالدي يجب ان اديره "
دخلتْ غرفة ابنتها من دون طرقٍ للباب ولم يخب ظنها حين فتحته فهاهي ابنتها بين كتبها المبعثرة بالارض تقوم بحل معادلةٍ رياضية
قبل ان ترفع رأسها وتومئ لوالدتها دون الحديث او الرد لها
وهذا ما تريده والدتها

"لايمكنكِ للاسف الدراسة بالمنزل ،يجب عليكِ الذهاب للمدرسة على الاقل هذه السنة وبعدها سأقوم بتدبر الامر "
وضعتْ كتب ابنتها على مكتب الاخرى التي اومئت كما المعتاد
تُكمل كتابة البحث الذي طالبتها والدتها به

"لما لا تجيبيني؟"
صرختْ بصوتٍ مرتفع تسبب بتوقف يد ابنتها عن الكتابة لترفع عيناها الباهتة اليها

"حسنًا امي "
بكلمتان انهت الحديث وعادتْ تُكمل ما تفعله
لكن هذا لم يُعجب والدتها التي قامت برمي الكتب التي على المكتب وبعدها قامت بتمزيق الاوراق الي كان تركيز ابنتها عليها

"هذه اخر مرة تتجاهلينني بها ،افهمتِ؟"
صرختْ مرة اخرى ولم تجد اجابةً غير ايماءةً من الاخرى
مما جعلها تفقد اعصابها حتى امتدت يدها الى وجنتها تصفعها عدة صفعاتٍ حتى نزف انفها

ومن دون ردة فعلٍ من جوليا كونها معتادة على مايحدث لذا هي فقط التزمت الصمت

"تشبهينه انتِ،نسخةٌ من عهره صامتةً طوال الوقت وبعدها تنفجربن بكلامٍ حقير كما حقارته ،اتمنى له الموت"
صراخٌ وصراخ هذا ماكان يملأ الغرفة وعند ختامها حديثها بأمنيةٍ إعتصرت قلب جوليا وكأن روحها قد غادرت جسدها

وبدفعةٍ من والدتها لها حتى سقطت من كرسيها على الارض وحينها لم تتحرك مطلقًا

"حقيرة"
صرختْ وبعدها عمّ السكون المكان حين خروجها من الغرفة واغلاقها للباب بالمفتاح
يُعلن عن بدء عقابٍ قاسِ لجوليا
ألا وهو الحرمان من الطعام والخروج من الغرفة
والنوم ايضًا حيث ستدخل والدتها الغرفة كل نصف ساعة حتى البوم التالي وان رأتها تغفو على المكتب او على السرير هي فقط ستضربها مرة اخرى





"لدينا طالبةٌ جديدة ،عادت قبل عدة ايامٍ من فرنسا رجاءً رحبوا بها،عرفي بنفسكِ ابنتي"
معلمها الجديد بمدرستها الجديدة كان يُرحب بها لم يكن مهتمًا بالبداية لكن حين علم من تكون والدتها وقف على اقدامه بعد ان كان جالسًا على كرسي مكتبه بثقة

"جوليا آلبرت،مرحبًا بكم"
همستْ؟ربما لكن هنالك من سمع صوتها
فتاةٌ بشعرٍ بني مرفوعٌ على شكل ذيلٍ وعينان كما لون شعرها النمش يزين وجنتاها وطرف انفها

انه نفس صوتها ،صوت شقيقتها


"لما عدتِ؟"
نطقتْ تقفُ عند كرسي التي تكتبُ بدفترها الملاحظات التي قالها المعلم لهم اثناء الدرس

لم تكن ستهتم لها لكن سؤالها جعلها تستغرب الواقفة عندها
ماذا تقصد ب لما عدتِ؟

فحين رفعها نظراتها للتي تقف عندها حتى اتسعتْ عيناها لما تراه

"سويون؟"
همستْ بصوتٍ مسموع للتي عضت شفاهها قهرًا مما يحدث





"اياكِ والاقتراب مني ، اسمعتِ؟"
صرختْ بشقيقتها التي ملأ عيناها الدموع تاركةً اياها بين كتبها المبعثرة على طاولتها بالصف



"اتظنين ان سويون تتذكرني؟"
بعينانٍ خالية من شتى المشاعر تُقلّب الطعام بصحنها بشوكتها التي تُمسكها بوهنٍ كأن روحها ستغادر جسدها بهذه اللحظات

"كم من مرةٍ حذرتكِ من ذِكرِ إسمها؟"
صرختْ كالمعتاد حتى اصاب الصداع رأس إبنتها

"لا احد بهم يستحقُ ذِكراكِ لهم،لم يهتموا لكِ"
"كان يأخذها بأحضانه وانتِ يرميكِ علي"
"منبوذةٌ من حبه الذي اغرق الاخرى به"
بكلامٍ قد مزقَ خافقها ترددهُ امامها دون الاكتراث لمشاعرها

أهذا فعلًا والدها؟لكن ذكرياتها تقول العكس
أصبحتْ مجنونة؟




"لدي اختبارٌ غدًا لا اريد اي ازعاج،لو سمحتي"
اردفتْ ومن دون انتظارٍ لرد والدتها اتجهتْ لغرفتها تغلق الباب خلفها
وقد اتخذت الارض مجلسًا حيث كتبها المبعثرة
عادةٌ ام تتخلص منها منذ طفولتها
رغم وجود مكتبٍ مُزيّنْ بكل ماتريد
لكنها ترفض وتفضل الارض

رناتٍ متتالية من هاتفها المرمي على سريرها جعلها ترمي كتابها وتحمل المسبب بهذا الازعاج

كانت رسالة واحدة من رقمٍ مجهول
إستغربتهُ وإستغربتْ محتوى الرسالة

"لا اعتقدُ انكِ تريدين البقاء بوهمٍ أليس كذلك؟"





"اكملتِ عامكِ السابع عشر حبيبتي ،انا فخورةٌ بكِ "
هديةٌ مغلفة بأتقان تحملتا بيدها اليسرى
واما اليد الاخرى تحمل بها كعكةٍ صغيرة مزينة بحباتٍ من الفراولة

"الكعكة كما تحبين حبيبتي مزينة بالفراولة وكريمة الفراولة"
هي تكرهها ،لكن لم تتحدث



"هنالكَ رحلةٌ مدرسية نهاية الاسبوع اتمنى منكم ان تحضروا موافقةً من اولياء اموركم ،يومًا طيبًا"
انهى مساعد المدير كلامه ليخرج من الصف يتبعه معلم اللغة الانكليزية بعد ان انتهتْ حصته

وبدأ الطلاب بالخروج للاستراحة
بينما هي تُلملم كتبها بحقيبتها

حتى قاطع الهدوء دخول عدة طلاب
بصخبٍ يضحكون ويُمازحون بعضهم
ليقتربوا من شقيقتها التي كانت تستند برأسها على الطاولة نائمةً طوال الدرس وحتى الان

"منذ متى هي نائمة؟"
نطقَ صاحب الشعر الاسود من بين الذين قد صبغوا شعرهم
كان يخترق عيناي بسوادِ خاصته وبإبتسامته الواسعة تُظهر صف اسنانه الامامية والتي إلتوتْ قواطعها على بعضها
لربما حادثٌ بسيط

"طوال الدرس"
إختصرتْ إجابتها تُكمل وضع كتبها بالحقيبة
حتى سمعت همسهم بكلماتٍ لم تستطع فهمها جيدًا

"انتِ سومين أليس كذلك؟"
عاد يُحادثها هو نفسه ذات الشاب
ماخطبه معها؟ تسائلتْ بداخلها بدايةً لتستوعب بعدها
انه نطق اسمها الحقيقي ،من اين يعرفها؟

"انتِ شقيقة سويون التوأم"






"يمكنكِ الذهاب للرحلة ،إستمتعي"
بتوقيعٍ من قلمها انهت خطاب موافقتها لذهاب ابنتها لهذه الرحلة
رغم رفض ابنتها وعدم رغبتها بالذهاب

"لكن اياكِ وخرق القوانين"
حذرتها قبل ان تعطي الورقة للتي ادارت ظهرها تخرج من مكتب والدتها متجهةً نحو غرفتها
وما فعلته عند دخولها هو رمي الورقة على المكتب لترمي بنفسها ايضًا على سريرها تُطلق العنان لدموعها وشهقاتها التي تعالتْ شيئًا فشيئًا

روحها تُهلَكْ يومًا بعد يوم ولا أحد يشعر بها
تمنتْ لو ان شقيقتها تتصالحُ معها لكن الاخرى ترفض حتى النظر لها


"يمكنكِ مرافقتنا "
نفسه هو ماكان اسمه؟اجل نعم لقد تذكرته بعد عانت بسبب ذاكرتها
'بارك جيمين'
يكبرها بعامين هذا مارأته في هويته التي يُعلقها على ثيابه المدرسية
هو في السنة ماقبل الاخيرة من الثانوية





"هيا سومين ننتظركِ"
"سومين انا أصّر على مجيئكِ"
"لن تُزعجينا بالطبع"
"هيا أيتها النجمة المنطفئة"


كانتْ تناظرهم واحدًا تلو الاخر
من الذي قد تربع بجانبها الايمن ألا وهو جونغكوك
بنفس عمرها هي وشقيقتها وعلى سيرتها هي تجلس بالقرب منه
وعلى يمينها كيم نامجون بسنته الاخيرة من الثانوية
يجلس قربه جيمين نفسه الجالس على يسارها يضحك بصخبٍ
على ملامح سويون الممتعضة لجلوس سومين اوبالاحرى جوليا بينهم

"توقف عن جلبها معنا بكلِ مكانٍ نذهب اليه"
صرختْ ولم تحترم فارق العمر بينها وبين صاحب الخصلات الفحمية والذي عقد حاجبيه بأمتعاضٍ لسببان
الاول رفض سويون اختلاطهم بشقيقتها
والثاني انها بدأت تتمادى بتصرفاتها معهم

"لا بأس ،لن اجتمع معكم "
نطقتْ من كان قلبها يتهشم بسبب توأمها وكلامها
عن ابتعادها عنها بينما يجب ان تكون سندًا لها

"توقفِ عن التمثيل،ألم تتعبي؟ألم تشعري بالملل ؟كفاكِ كذبًا "
"عشتِ حياتكِ بعيدًا عنا ،تنعمتِ بالراحة والاموال تحت قدميكِ"
"كل ماتطلبينه يجثو عندكِ أرضًا يطلبُ رضاكِ"
"سرقتِ سعادتي،راحتي،نومي وسكوني"
"تأتين الان لتسرقي اصدقائي مني؟لن اسمح بهذا"





"انا اسفٌ حقًا لما قالته سويون لكِ ،انا اقسمُ لك انها لم تقصد ماقالته،حقًا لقد كانتْ سعيدةٌ برؤيتكِ وتمنتْ لو ان الظروف لم تفرقكم"
لاهثًا قد نطق بعد ركضه خلفها هي التي ركضت هاربةً من صراخ شقيقتها حتى تعبتْ وجلست أسفل احد الاشجار تضمُ ساقيها لصدرها وتخبئ وجهها بينهم

"جوليا "
همسَ مرةً اخرى مما اثار دهشتها ،لم ينطق هذا الاسم منذ تقابلوا دائما مايناديها سومين
يُعطيها الدفأ فقط من حروفٍ تخرجُ من فاهه




انه اخر يومٍ في هذه الرحلة التي دامتْ لأسبوع
جميعُ الطلابِ يحتفلون برقصهم وغنائهم
فهذه اخر ايام الفصل الاول فالعطلة الربيعية على مشارف الدخول لحياتهم المدرسية المملة من نظرهم

كانت هي بمفردها تناظرهم بهدوء يعكس دواخلها
فارغة الملامح والمشاعر
هكذا تعودتْ ان تكون منذ طفولتها التي سُرقتْ على يد والدتها التي طمعتْ بذكاء ابنتها

حتى اتى بخطواتٍ راقصة وبنغماتٍ يدندنها تتخلخلها ضحكاته التي تعالتْ ما ان رأها تبتسم له عند مطالبته لها بالرقص معه
ولم ترفض

هو معجبٌ بها، وهي تخاف



"هي لم تأكل منذ اسبوع سيدتي ،الطعام على حاله بكل مرةٍ نقدمه لها"
احدى خادماتها نطقتْ حين استفسرت ليا عن حال ابنتها
فهي عادت للتو من فرنسا بعد ان اتمت احدى صفقات الاستثمار مع احد مذاخر الادوية بالقرب من مستشافها

"سأصعد اليها، يمكنكِ الانصراف"
وقد نفذتْ كلامها حتى صعدت هي حتى غرفة ابنتها تحمل بيدها علبةً بيضاء اللون


"هذه مضادات اكتئاب ،خذيها ستشعرين بالتحسن "
إبتسمتْ بينما تمسح على شعر صغيرتها التي إمتثلتْ لأوامر التي تقبع بجانبها

"رأسي سينفجر"
همستْ بصوتٍ شبه مسموع لم ينتبه لها احدٌ من الطلاب الذين حولها
الا شقيقتها قد استغربت حالها
فهي تمسكُ رأسها مغلقةُ العينين ودموعها تتساقط على الكتاب

حتى ازداد انينها وتعالت شهقاتها
نبّهتْ الجميع بوجود خطبٍ بها
صرختْ وبكتْ رمت كتبها على الارض وسقطتْ خلفها
حتى إرتدَ رأسها على الارض




"ما الخطب معها؟"
تسائل بقلقٍ قد أوضحته ملامحه

"لا احد يعلم ،اتت والدتها هنا وهي معها في غرفة الممرضة"
جونغكوك من اجاب يحتضن سويون التي انهارت اعصابها من منظر شقيقتها ومن رؤية والدتها بعد كل تلك السنين

"ستكون بخير ،انا متأكدة من هذا"
نطقتْ بدموعٍ إنهالتْ على وجنتاها تترجى الاله بحفظ شقيقتها
رغم الذي قالته لها لكنها تحبها واشتاقت لها كثيرًا





"جوليا،انا احبكِ ولستُ مجردَ معجب"
"احبكَ ايضًا جيمين"
بعناقٍ دافئ إجتمع قلبيهما قبل اجسادهم
خلف المدرسة بحديقةٍ امتلئت بزهور التوليب


لسنتان متواليتين ،تحسنت علاقتها بشقيقتها
رغم معرفة والدتها بهذا وكثرت عقاباتها حتى ادى بها الى الضرب المبرح والحبس لأسابيع دون طعام
لكنها فقط اعتادت

حتى انها لم تعد تشعر بالجوع بالايام العادية
معدتها فارغة وان تناولت شيئًا ستسفرغه لامحالة

ورغم عودة الابتسامة لمحياها لم تترك الدواء الذي اعطته والدتها لها ،هي مستمرةٌ عليه فوالدتها تجددهُ لها كل شهر

"جيمين ،من تلكَ التي كانت تجلس قربك؟"
"من؟"

"سويون ابتعدي عني "

"إياكَ والاقتراب مني جيمين،اقسم انني لن اسامحكَ ابدًا"


"انا اسف جوليا ،لكنني اقسمِ بحبي الذي اكنه لكِ انني لم اتواجد قربَ إحداهن"

"ماخطبكِ واللعنة؟لستِ على طبيعتكِ منذ عدة ايام"


"انا اسفة،لقد تهيأ لي انك تجلس بقرب فتاةٍ اخرى"
"لا اعلم ماخطبي "
"انا اسفة"


لأسبوعٍ اخر تمت معاقبتها لهروبها من المنزل لتتجه لمنزلهم القديم حيث يتواجد والدها ذو الشيب الدي ملأ رأسه وملامحهُ التي رسم الزمن عليها علاماته اكن ورغم هذا ،حضنه دافئ



كانت تشعر بالجوع الشديد ووالدتها ترفض اعطائها الطعام
عطشة،جائعة،متعبة

لقد اخذت حبتان من مضاد الاكتئاب كما امرتها والدتها قبل ساعات
وكل ماحولها قرر الاختفاء

تركض بأقدام حافية بالخلاء،لايوجد شيء حولها
الظلام فقط مايحيطها كانت تبكي بحرقةٍ وبصوتٍ مرتفع تصرخ وتطالب المساعدة

لكن لا مجيب حتى سقطتْ ارضًا لشدة تعبها وعينيها بدأت بالانغلاق حتى رأسن نورًا يقترب منها
ومن بعدها غاصت بالظلام مرة اخرة

"والدتي سافرت الى باريس "
بأبتسامةٍ واسعة اخبرته هو الذي حملها يدور بها في حديقة احد المتنزهات بعدما طالبته هي بالخروج معها

فكل مرةٍ يطلب منها هي ترفض متحججة بوالدتها
ولكن الان هي معه ولااحد سيمنعها


اخذها معه الى مقهى والده حيث كان يعمل معه بعد المدرسة
اما الان فهو مشغول بالجامعة

"المعجنات لذيذة حقًا"
إستطعمتها ،هي ذاتها التي تذوقتها بفرنسا لا اختلاف بينهما غير ان هذه الذ بكثير

"انها ايادي السيد بارك الماهرة"
كان يتفاخر بعمل والده والذي بذكره قد تقدم لطاولتهما يُلقي التحية على من أسرت قلب ابنه






"كل عامٍ وانتما بخير"
صرخَ جميع من كان متواجد بهذه القاعة الصغيرة
جونغكوك نامجون جيمين وبعض الاصدقاء من المدرسة
يحتفلون بميلادها مع شقيقتها
ولأول مرةٍ بعد فراق تحتفلان سويةً تحت ضحكاتٍ واغانٍ اعادت لقلبها البهجة

والفضل يعود لمحبوب قلبها


"مفاجأتي ستكونُ بعد الحفلة"
همس عند اذنها بينما يحتضن خصرها من الخلف
يتمايلان بأنسجامٍ تام تحت انغام الموسيقى الهادئة






"والدتي عادت من فرنسا"
نطقتْ حين سقوط هاتفها من يدها تناظر املها الوحيد بالنجاة
والذي ضمها لصدره يُطمئنها ولو كانت مجرد اكاذيب
سيكذب ليحميها من افكارها

"سآتي مع والدي مساءً لاتقلقي "
"لن اترككِ انا اقسم"
"معكِ حتى اخر نبضةٍ من قلبي بأسمكِ"
"اعتمدي علي"
وعودٌ ام اوهام؟
كانت تتسائل بينها وبين ذاتها

اكان يعنيها حين قال انه معها؟
لكن اين هو الان؟هي بحاجته،اين حمايته لها؟

سبعُ سنواتٍ قد مرت بعيدًا عنه بعيدًا عن حبه وأمانه
بعيدًا عن دلاله وحنانه

سبعُ سنواتٍ قضتها بالنحيب والالم لما تراه
وتعيشه مع والدتها

التي زاد عقابها لأبنتها يومًا بعد يوم
وازدادت قسوةً منعت عنها الطعام بأنواعه
وكل عدة ايام تعطيها طبقًا واحد بمنظورها سيبقيها على قيد الحياة

مسكناتٌ للألم ، مضادات اكتئاب ، ڤيتامينات
كانت تعطيها الادوية حتى دون استشارة من طبيب نفسي

كانت تعلم مصلحة ابنتها جيدًا

بكل ليلةٍ حاولتْ بها النوم استيقضت مفزوعةٌ مرعوبة
ترى نفسها بظلامٍ دامس
مقيدةٌ بسلاسلٍ لم تستطع حتى كسرها

أرقٌ وكثرة التفكير اعاد إليها مشاهدٌ من ماضيها معه
تمنت حينها الموتُ على رؤيته

بأحدى المرات التي سافرت بها والدتها أخبرته بذلك ليرسل لها عنوانٌ لشقةٍ كان يسكنها مخبرًا اياها بالمجيء اليه

لم تهتم لتحذيرات والدتها ولا للحراس الذين وضعتهم لمراقبتها
هي ارتدت حذائها ومعطفها تحمل هاتفها وتركض خارجةً من المنزل

لم تستقل سيارة اجرة ولا حتى استعانت بسائقها الخاص
كان العنوان قريبٌ على منزلها ففي احدى العمارات القابعة هناك
بالطابق العاشر الشقة رقم ثلاثة عشر

إستغربتْ بدايةً تواجده هنا بينما يمكنهما الاجتماع بشقتهما الخاصة
التي اثثاها سويًا وقضوا اغلب وقتهم بها
لكنها فقط تجاهلت افكارها لتطرق الباب عدة طرقاتٍ تنتظره حتى يفتحها

كانت تجهزُ كلامًا برأسها تستعد لتخبره به
كم انها اشتاقت له وكم انها تحبه
كم هي سعيدةٌ...لكن تلاشت افكارها كما ابتسامتها

حين فُتحتْ الباب على اوسعها تُظهر امامها منظرٌ حطّم قلبها عيناها التي اغرورقت بالدموع أبصرته يحتضنُ فتاةً عارية الجسد كما حال جسده يقرم بتقبيلها وبتحسس جسدها

لم تستوعب صدمتها حتى تلاشى كل شيء ليحيطها الظلام مرةً اخرى




"انا اسفٌ لقول هذا لكِ جوليا، لكنكِ بأعلى مراحل الادمان "
طبيبي النفسي ،جونغ هوسوك
قالها بهدوءٍ تام على العكس تمامًا لمدى تأثير كلامه

انا مدمنة؟

"ادمان المسكنات ومضادات الاكتئاب، فمنذ اخر مرة زرتيني بها قبل عدة سنوات كانت نسبة المسكنات بجسدك ٥٪؜"

"لكن النسبة زادت الان ،وهذا هو السبب بكل ما تمرين به "
كان يقرأ التحليل الذي قمتُ به قبل مجيئي اليه
لم اقرأه رغم كوني طبيبة لكنني لم اتجرأ

كنتُ اعلم ان الادوية التي تعطيني اياها امي لها تأثير سلبي على نفسي ،لكنني كنتُ اطاوعها فقط

"الاوهام التي ترينها يعود سببها لهذه الادوية"
اكملَ ولم يكن ينتظر مني اجابة فهو يعلم انني قليلة الكلام حين يصف حالتي ،ابقى صامتةً وعقلي هو الذي يتحدث بصخبِ الافكار المتوالية

"لم تكن اوهام،هي حقيقة انا اعلم بهذا"
بررتُ وكُلّي يقين بأنه سيصقدني ،سيعلم ان دراسته خاطئه وان ماامر به حقيقي ،سيعلم انني عانيتُ بسبب من احبهُ قلبي
هو بالطبع يعلم

"بل اوهامٌ جوليا،رسمها عقلكِ بفعل المهدئات ليجعلكِ تعانين اكثر مما كنتِ تفعلين"

"والسبب الرئيسي لكل ما مررتِ به ،هو والدتكِ"

.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.

اولا ،هاااااييييييي
اشتقتلكم كلش كلش هواي
شلونكم؟شنو اخباركم؟

عدوي اللدود"الصيف"شلونه عندكم؟
انا عن نفسي على وشك الموت ولله الحمد

اي نجي لفقرتي المفضلة

رأيكم بالبارت؟

شيء مافهمتوه؟

جوليا؟طفولتها؟امها؟

خيانة جيمين؟

حبيت اوضح شغلة
بالبارتات الاولى ظهر مقطع لخيانة جيمين لجوليا
مع بنت مجهولة الملامح بس جوليا عرفتها
وعرفت اسمها "سومين"
هي كانت جاهلة لنفسها السابقة ماتذكرت نفسها وماتذكرت حتى اسمها الحقيقي ،كان همها الوحيد هو خيانة جيمين
ف لما سألت الكل عن سومين
كان جوابهم"لا توجد فتاة تدعى سومين "
لأنها هي الوحيدة الي اسمها سومين

لهذا،فكروا شوي
خيانات جيمين المتكررة مع من كانت؟
وشنو سببها؟
وهل هي اوهام؟احلام؟ام حقيقة لماضي مؤلم؟

وتوضيح ثاني ،اخر مشهد بهذا البارت لما جوليا قالت"والدتي عادت من السفر"هذا كان مشهد مفاجأة الميلاء الي سواها جيمين لجوليا على التل والسيارة المليانة بالونات
والي هو اخر لقاء الهم

شنو تتوقعون نهاية الرواية؟
حزينة؟سعيدة؟ام نهاية مفتوحة؟
لان تقريبا باقي خمس بارتات
وتنتهي الرواية
ولتخافون التفاصيل والاحداث موجودة ومو بشكل مختصر
رح تفهمون كلشي


حبيبتي سومين"جوليا"


الخاين اي نعم خاين
لانه مسك ايد الراقصة الي معه💔

يلا اخوان نستودعكم
انتبهوا لنفسكم ولصحتكم

الى لقاء آخر من وهم~

Continue Reading

You'll Also Like

13.1K 1.3K 51
-أ تَعنـي أنَ كُلَ شَيئ قَد بَدَء بِسَبَب ذلِك ألعَصفور؟! -أنه لَيس كأي عَصفـور ، أنهُ عَصفور تويتَر. بارتـات قَصيرة~ مُكتَـمِلة~ ٭بـدأت بـ 10/09/2...
199K 17.7K 20
يُقال ان الحُب الحقِيقي لا وجُود له،ايُها السُفهاء فما هُويه حُبي اذاً؟. "جِيون جُونغكُوك!" "مَن انتِي؟!" كِلارا كِيم. . جِيون جُونغكُوك. القِصص ال...
339K 23.4K 22
-جونغكوك عَليْكَ أَن تَكونَ حَذِراً من الوقوع بِـ حُبّها. -مَاذا إنْ فَعلتَ هِيونْغ؟ -لَن تَفّعَل. -لَكِنّي فَعَلْت. «مُكتَمِلة» "J E O N J U N G K...
69.4K 5.4K 13
رافقت الشقراء و السمراء، عرِفتُ الحسناء و الشمطاء، رأيتُ الفتياتُ أشكالاً و ألواناً و لكن مالم أتوقعه أن يتعلق قلبي بحورية بحر. .. هل دقات قلبي اللعي...