عند سحيم -
قدر مع الوقت يلقى له أرض
ناسها قليل لكن عندهم من المحاصيل الي يكفيه هو والي معاه بترحالهم.
كان يناظر الارض من بعيد وهو سرحان، قبل ما يقاطع سرحانه رد مبارك: نقدر نقتلهم ونستفيد من المحاصيل كلها
انزعج بكر من الكلام و رد على مبارك بتهجم: شايف بعينك حالهم، تقتلهم ليه؟
التفت مبارك لـ بكر بعدها صد عنه وهمس لـ سحيم: اذا ما سكته والله ان تشهد مقتله يا سحيم
تنهد سحيم ورفع سلاحه للسماء قبل ما يطلق النار مسبب الرعب لأهل الارض الي بدأو يركضون ويتخبون في خيمهم وبعضهم ركض بعيد عن هالارض خوف من الموت.
انتظر سحيم لدقايق ينتظر اي احد منهم يطلع بسلاحة ويدافع لكن مافيه اي احد.
التفت بعدها لـ مبارك وتكلم ببرود: ما يحتاج نقتلهم
تحرك سحيم تحت انظار مبارك الي انزعج والتفت لـ بكر
فالمقابل ابتسم له بكر ابتسامة واسعة لأنه انتصر في هالموضوع وبعدها مشوا يتبعون سحيم الي وقف عند اول خيمة ونزل من خيله
خطواته كانت متزنه يمشي بحذر تحسب لأي حركة
واول ما طل من عند الخيمة شاف طفل صغير يناظر حوله بتشتت
والواضع ان مع رعب اهل هالارض تركوه لحاله
اخذ سحيم نفس وراح له قبل ما ينزل لمستواه ويشوف ان هالطفل مو طفل عادي، بل كان فيه عيب خلقي.
عيونه كان فيها انحراف، لسانه كبير، يدينه صغيرة ..
ابتسم سحيم وضرب انف الطفل بخفيف وهو يقول: لا عجب انك هنا لحالك، الواضح ان اهلك ما يبونك بسبب شكلك المختلف عن باقي الاطفال
مبارك: مو ذا هدفنا يا سحيم، وابعد عنه لا يكون فيه مرض خلا اهل هالارض ينفرون منه
سحيم: ما هو مرض معدي، هذا خلقته مختلفه لا اكثر.
تكتف مبارك ورجع يتكلم: وذا مو هدفنا
طلع سحيم قطعة قماش صغيرة فيها قروش ( عملات معدنية )
وعطاها الطفل الي مسكها بيده وكان يتحسسها قبل ما يسمع صوتها ويبتسم.
سحيم بإندهاش: يميز القروش
انزعج مبارك ومسك يد سحيم قبل ما يرفع عن الطفل ويكلمه بعصبية: ما عندنا وقت يا سحيم خلنا ناخذ الي علينا ونروح
بعد سحيم يد مبارك بعنف قبل ما يطلع بعدها الخنجر ويحطها على عينه بتهديد: عيدها
بكر حس بالجو المشحون فـ تكلم وهو يشوف واحد واقف قرب خيمة ويناظر الطفل بخوف: ا.. شرايكم نسأل الرجال ذاك عن المحاصيل
شال بكر الطفل ومشى للرجال الي رجع خطوة بعد ما عرف ان بكر جايه لكن بكر تكلم يطمنه: جينا نشتري بعض من خيركم
رفع يد الطفل الي فيها القماش: نبغى نشتري بهالثمن
وقف الرجال وقرب من بكر قبل ما يمد يده وياخذ الطفل منه بعدها اخذ القماش وفك الحبل عنه وشاف انها فعلاً قروش!
رفع راسه وناظر بكر وتكلم: وش بغيتو
كان بيتكلم بكر لكن سبقه سحيم: ماء، ولحم، ولو عندك من الخضره شي هبه لنا.
هز الرجال راسه وبدأ يكلم اهل ارضه ويقنعهم يعطون من الي عندهم عشان يعيشون سالمين وان القروش جاهزه بيده
وبعدها بدقايق بدأو يطلعون ويعطونهم من الموجود عندهم وسحيم يراقب كل شي بدقة لين ما قال: وقف
التفتو كلهم لـ سحيم الي قرب من احد الرجال وتكلم: ذا لحم فاسد
بدأ يتوتر الرجال وقال: هاه، لـ.ا لا ابداً ذا الي عندي وتوني ماكل منه
ناظره سحيم من تحت بحكم طوله، وبعدها ابتسم ورد بهدوء: اجل اطبخه وكله
انصدم الرجال من كلام سحيم وبان على وجهه الخوف والتردد قبل ما يتكلم بصوت عالي: والله ما عندي اكل يكفيني، وخفت اعطيك الي عندي وما القى من يعطيني ...
انزعج مبارك وصارخ عليه: ما عندك وبدال ما تقول تبي تقتلنا
تنهد سحيم وراح معطي ظهره لهم وهو يقول: خذو الي بقى
بدأو الي معاه يجمعون الاكل ويربطونه بالخيول والجمال بعدها مشوا لاحقين سحيم الي ما قال شي من بعد كلامه
...
عند رماح -
ظل يراقب النار بصمت وهو يفكر في كلام سيف
بعدها التفت لـ معن الي اخيراً قرر ينزل من الكثبان
اخذ بعض من التراب وبدأ يدفن النار لين ما خمدت، وبعدها لحق معن الي دخل الخيمة بهدوءه كالعادة
بدأ ينزل فروته عنه، وينفض شعره عن التراب وهو يدري ان رماح وراه ويناظره لكنه ما تكلم.
اخذ المشط وبدأ يمشط شعره وهو يناظر اطرافه الي بدت تجف ..
قرب رماح وفصخ غترته قبل ما يجلس قرب معن بشوي
وبعد فترة من الصمت تكلم معن: لا تحاول تقنعني اتنازل عن قراري
رد رماح: انا ما احاول اقنعك، انا ابي اقول لك اني بروح معك
وقف معن عن تمشيط شعره والتفت بصدمة لـ رماح الي ناظره وكمل كلامه: بنلقى سحيم مع بعض
شد معن قبضته على المشط قبل ما يصد عن رماح ويقول: لا يا رماح، لازم ترجع لأهلك
رماح: وانا ما برجع بدون الباقي من اهلي
تنهد معن من دقات قلبه وحبه ورد: درب سحيم طويل
رد رماح بجدية: على الاقل يطول وحنا معك، ولا يطول وانت لحالك
بلع معن ريقه والتفت لـ رماح وكأنه يترجاه بعيونه، لكن رماح رد بأصرار: ان كانك تبي فهو ذا الحل، غيره ابترجع للشمال يا معن
ضاق معن فالمقابل قرب منه رماح ومسك على قبضته عشان يقول له: لا يضيق صدرك، انا محترم قرارك بس ابي قلبي مطمن
رفع معن عينه وناظر في رماح: واخوانك؟
ابتسم رماح لذكر اسمهم وقال: بيجون معي
اتسعت عين معن وقال: سيف ما يتحمل طول هالترحال
رماح: سيف هو الي اقترح نروح معك .. وهم خايفين عليك مثل ما انا خايف عليك
نزل معن راسه يفكر لكن رماح مد يده وحطها تحت ذقنه قبل ما يرفع راسه عشان يناظر.
رماح بهمس: حنا اهلك
استسلم معن لهمس رماح وغمض عيونه يرخي راسه على صدر الاكبر الي ضمه بين ضلوعه وبدأ يمسح على شعره ويبوسه.
قدر يستشعر معن نبضات قلب رماح ولسبب ما هو ارتخى جسمه مطمن انه بأمان.
...
الغدوة ( ٩ الصباح )
فتح معن عينه قبل ما يفزع لثواني لما شاف النور يدخل بين نسيج الخيمة، رفع نفسه وشاف انه كان نايم على صدر رماح.
وانهم حتى ما ناموا على مفرشهم، دليل ان رماح ظل طول الوقت كذا عشانه شاف معن مرتاح
وهالشي اخجل معن الي همس ينادي عليه: رماح
رفع يده متمادي على خصلات شعر رماح المبعثره ووقتها اكتشف لاول مرة ملمس شعر حبيبه
ابتسم لهالشعور، قبل ما يناظر ملامح رماح الي فتح عينه كون نومه خفيف وانه صحى من اول ما تحرك معن.
ابتسم يوم طاحت عينه على عين معن، وبعدها رفع نفسه دامج شفايفه بشفايف معن الي ابتسم بوسطها وبعد
معن: قم نتفطر شكلهم نسونا
رد رماح: نتفطر؟
وقف معن وبدأ يفصخ ثوبه عشان يبدله بثوب جديد وهو يقول: ولا اشبعتك بوستك؟
فتح رماح فمه يبي يجاوب لكن لسانه فقط الكلام
معن يعرف يبادله الغزل لكنه ما يبادر الا بشكل مفاجئ
وهذا الي يخلي قلبه يهتاج ويبي اكثر!
وقف وقرب من معن قبل ما يخطفه بحركة سريعة وضم جسمه الشبه عاري بين يديه.
وقتها انحرج معن وتكلم بصوته الهادي: استح شوي
ابتسم رماح وباس كتف معن وهو يقول: وليه؟ هماك وافقت على مهرك؟
رد معن: باقي ما شفته
رماح: بتشوفه، بس خلني اعرفك اكثر
ابتسم معن وهو يرتب ثوبه عشان يلبسه: ولا كني كنت معك بالشمال ٢٧ سنة
ابستم رماح وجاوب: اعذرني، عاينت النجوم قبل القمر
اتسعت ابتسامة معن قبل ما يبعد عن رماح ويلبس ثوبه بكل هدوء ويرد بكل ثقة: زين انك تعرف
فصخ رماح ثوبه وتكلم: اثاريك عارفٍ نفسك
بدأ معن يلف الغترة على راسه: مب عارف انا ...
سكت معن لما شاف جسم رماح، وتنهد من هالعضلات البارزة والعرض المثالي.
تكلم رماح يبي معن يكمل جملته، وهو عارف ومستانس من نظرات معن له: وانت؟
رفع معن عينه لـ وجه رماح وجاوب بثقة: انا المعن
ابتسم رماح ولبس ثوبه وهو يقول: سحيم والمعاجم
ضيق معن عينه وقرب من رماح يسأله: وش تقصد؟
رماح: ابد انت ابخص بأبوك
تنهد معن فـ كمل رماح كلامه عشان يرضي خاطره: سحيم ميزك بهالارض بأسم ماله شبيه لا قبل ولا الظاهر بعد
حاوط خصر معن واستمر يتكلم: لما سمعوه لأول مره من جنان، كلهم سألوا عن معناه مذهولين من الاسم .. واذكر حينها، يوم قالت ان كل الصفات الحسنة مجتمعه بهالاسم.
رفع معن راسه وسأل: قد شفت امي؟
رماح: اكيد شفتها، لكن بحكم عمري وقتها اكيد ما بذكره
معن: ولا سحيم؟
رماح: سحيم ..
حاول رماح يتذكر سحيم ويناظر في معن قبل ما يقول: ملامحك تشبهه بالحيل عدا انه ...
فتح معن اذنه بفضول قبل ما يكمل رماح: اطول منك
انزعج معن قبل ما يبعد رماح الي ضحك وقال: انا اقول الحق، سحيم كان بطول ابوي
معن: وما ذكرت الا طوله
رد رماح: هذا الي اذكره
راح معن لوحده من الكتب واخذها وهو يقول: لا شفته بعرف ليه الناس تشبهني فيه
هز رماح راسه وهمس بعدها: بأذن الله
...
كريستوفر: أحقاً ستذهبون للبحث عن سحيم؟
حط معن يده على كتف كرستوفر: ليه ما تروح معي
التفت كريستوفر لـ فيصل الي كان يقرأ كتابه كالعادة.
وبعدها جاوب بتردد: لا أعلم ..
همس معن وهو يناظر للجهة الي يناظرها كريستوفر: تبيه
التفت كريستوفر بتساؤل قبل ما ينتبه ان معن يناظر فيصل، وهالشي اربكه وخلاه يتكلم: لا .. انه ليس كما تظن، لم اكن انظر اليه كنت افكر
فكر معن شويتين قبل ما يجاوب بهدوء: يمكن نحتاج طبيب شاطر مثل فيصل.
تحمس كريستوفر وقال: هذا رائع يمكننا الذهاب معكما ..
ناظر معن في كريستوفر الي حس بكلامه وحاول يصلح لنفسه: اعني كـ طبيبين، ا.اليست فكرة رائعة؟
ابتسم معن قبل ما يدخل سيف بسالفتهم: قسمت كل شي وتركت رماح يكلم الباقين .. اعتقد كل شي جاهز وكل واحد مننا بيشد رحاله
معن: وافقوا؟
سيف: فالبداية لا، لكن رماح قدر يقنعهم
معن: وكيف بيرجعون للشمال
ناظر سيف في وسام الي كان ماسك بيده كتاب: ما بيضيعون، عندهم دليل يشابه دليلنا
كريستوفر: ومتى سيبدأ الترحال
معن وسيف: الحين
...
عند فيصل -
قفل كتابه اول ما شاف ان الكل بدأ يشيل الاغراض وينزلون الخيم، دليل على انهم خلصوا كل حاجاتهم في الحجاز وبيرجعون للشمال.
دخل خيمته يرتب اغراضه هو بعد، ويفكر بنهاية الترحال الي راح يرجع فيه كريستوفر لأرضه وممكن ما عاد بيشوفه.
بدأ يحط الكتب بشكل مرتب وبالحروف الابجدية قبل ما يطيح بيده كتاب الي نام كريستوفر وهو يقرأه ..
تنهد وحطه قبل ما يدخل سيف الخيمة ويشوفه يرتب اغراضه.
سيف: السلام عليكم
التفت فيصل له بعدها وقف ورد: وعليكم السلام، امر.. تحتاج علاج؟
هز سيف راسه وقال: لا انا بخير بفضل الله ثمٍ علمك.
ابتسم فيصل: الحمدلله
قرب سيف متردد في سؤاله لكنه تشجع: ابطلب منك، تروح معنا ندور على سحيم.
ظل فيصل ساكن لفترة بسيطة بعدها سأل: سحيم؟ ابو معن؟
سيف: ايه .. طلع حي ومعن يبي يلتقي به عشان يعرف وش سبب ذا كله ...
وبدأ سيف يشرح السالفة كلها بأختصار لـ فيصل.
.
فيصل واهله
ناس بسيطة تحب العلم، ووهبهم الله بحب علم الطب والعلاج لدرجة ان اي مرض يصيب احد بأرض سلطان كانوا يلقون له علاج بفترة قصيرة.
وكثرة الكتب والاعشاب في خيمتهم توضح اهتمامهم الكبير بهالمجال.
،
هو يذكر الليلة الي تكلم فيها ابوه عن سحيم
وذكر ان سحيم ما قصر معاه بأي طلب لدرجة ان اغلب الكتب والاعشاء كانت جايه عن طريقة!
وذكر ابوه ان سحيم طبيب شاطر وافضل منه بمراحل وكان يعلمه على اشياء كثير وكيف يتدبر اذا كان المرض اول مره يمر عليه.
ورغم سالفة الحرب
الا ان ابو فيصل ما نكر انه تعلم على يد سحيم.
وما كان له ضغينه اتجاهه او حتى اتجاه معن ..
فكر فيصل بعد ما سمع سالفة سيف
وربطها بسالفة ابوه
لو قابل سحيم شخصياً راح يسأله عن بعض الاعشاب، والاهم ممكن يساعده بأنقاذ سيف.
فيصل: بروح
...
عند رماح -
ركب خيله وهو يناظر الباقين يروحون بطريقهم وهم يودعونهم.
كلهم راحوا وصار الوقت لهم يروحون بطريقهم بعد
التفت رماح لـ معن وسأله: وين وجهتنا؟
فكر معن بعدها جاوب بهدوء: مداح
...
عند بدر -
بدر: انا ما سرقتهم هم سرقوا ابوي
دُنا: سرقوا ابوك! بدر اقطع هالحكي وتعذر منهم
انزعج بدر وتضايق قبل ما يقول: مانيب معتذر، باخذ حق ابوي يعني باخذه.
بان الغضب على ملامح دُنا الي راحت وهي تتكلم: انت ما ينفع معك الا مداح.
تكتف بدر و رد عليها: علميه
راحت دُنا للمجلس الي ينام فيه مداح، وبدأت تطق الباب بشويش.
وكانت ثواني قبل ما يفتح مداح الباب ويتكلم بعدها بأدب: امريني
دُنا: انت اتعرف بلي سواه بدر؟
هز مداح راسه وهمس: بربيه بس تركته يفكر بلي سواه
دُنا: هو فكر يا مداح لكنه مصر انه على حق، يحسب كل من ضر ابوه يقدر هو يضره وهالتصرف ما كان في بدر، وش جاه هالولد
تنهد مداح و رد: ابشري بلي يرضيك يا ام بدر
ابتسمت دُنا وتكلمت: تبشر بالجنة
،
طلع مداح من البيت بعد كلام دُنا،
وكل الي قابله في وجهه هو معن الي كان يناظر فيه.
انزعج وتكلم وهو يسقي الزرع: وش جابك
معن: ابيك تدلني على سحيم
عقد مداح حواجبه وترك الي بيده والتفت لـ معن: سحيم؟
هز معن راسه وقال: انت تعرف وينه
ابتسم مداح بسخرية وقال: لا ما اعرف
قرب معن بخطوتين وتكلم: مداح
نزل مداح عينه بحكم طول معن وجاوب: سحيم ماله مكان، كيف تبيني ادلك؟
معن: اجل كيف تروح له لا بغيت
مداح: مب كلما بغيت رحت، سحيم يرسل الي معه يجون يدلوني عليه.
تنهد معن وتكلم في نفسه: دامه يسوي كذا، ليه ما يرسل احد لي لما كنت بالشمال ..
معن: بيجيك احد؟
رد مداح: ايه
معن: ابي اروح معاك
مداح: لا
غمض معن عيونه واخذ نفس عميق قبل ما يقول: مداح ..
قاطعة مداح: لو يبيك كان وصى عليك، لكن انت .. مجرد غلطة وجات على الدنيا، المفروض تفهم ان كونه ما جاك ولا سأل عنك يعني انه ما يبيك معه والمفروض انت كـ شخص منبوذ من هالشخص ما تروح تدور عليه .. احفظ ماء وجهك واذلف عني