جرح الماضي.

De Roaaga10

11.8K 640 1.7K

_فراقِك صعبٌ، قلبي مشتاق حتىٰ أنه لا يقطع العتاب وإن كان كلانا‌ مخطِء. _أما فراقك فهو أصعبُ بكثير فهو يقضي... Mai multe

توضيح عن الرواية. ✨
المقدمة. ✨
اقـتـبـاس 1.✨
اقتباس 2.✨
اقتباس 3.✨
اقتباس4.
الشخصيات و الوصف.
الفـصـل الأول✨._من الماضي!_
الفصل الثّاني✨._رفاق للمستقبل؟!_
الفـصـل الثّالث._طريق الرجوع._
خدو قلبى
اقتباس5. ✨
الفـصـل الرّابع._أنتَِ!!!_
الفـصـل الخامس._عندكم دباديشب؟!_
الفـصـل السادس._نورصاد_
الفـصـل السابع (الجزء الأول)._ما لا تشتهيه السفن):_
الفـصـل السابع (الجزء الثانى)._حقيقة الماضي!_
الواحد زهقان
الفـصـل الثامن._البطة السودة_
الفصل التاسع._فاق!!!_
الفـصـل العاشر._عنيدة!_
الفـصـل الحادي عشر._أحمر شفاه ومحاولة اعتراف!!!_
الفصل الثاني عشر._مكياج؟!!!_
الفصل الثالث عشر _عودة_.
اقتباس6.
الفصل الرابع عشر._انفجار!!!!_
الفصل الخامس عشر._حكاية قبل النوم!_
الفصل السادس عشر._لأول مرة بعد الاقتران._
اقتباس7.
الفصل السابع عشر._عجمي_
الفصل الثامن عشر._بحبك_
الفصل التاسع عشر._خِطبة_
الفصل العشرين._ليريا ميكي_
الفصل الواحد وعشرون._ملهى!_
الفصل الثاني وعشرون _شراكة ثلاثية_
بخصوص النشر
قرار أخير.
ملخص للأحداث
الفصل الثالث وعشرون.✨_ذات البحر_
كومك✨
الفصل الرابع وعشرون_صقر._✨
الفصل الخامس وعشرون.✨_رصاصة طائشة_
رمضان مبارك💖.
الفصل السادس وعشرون✨_الحقيقة_
بضحكم عالله تتفاعلوا😡
الفصل الثامن وعشرون✨_ابن عمكم._
اقتباس8✨
الفصل التاسع وعشرون_الشمراني._✨
الفصل الثلاثون _ماما_✨
واحد وثلاثون _حي المـلـوك! دفتر الأسرار✨_
الفصل الثاني وثلاثون _صفحة الماضي، ماضي✨_
الفصل الثالث وثلاثون_الأفعى أم عصام✨_

الفصل السابع وعشرون✨_اقتران_

75 10 43
De Roaaga10

#جرح_الماضي.
#الفصل_السابع_وعشرون
#رؤىٰ_جمال.
#اقتران.

لا تنسى إنارة النجمة الجميلة مثلك بالنهاية ⭐.

مر شهران وأكثر على تلك الذكرى وبعدما كانوا ينتظرون فرح بنهاية الأسبوع الآن ينتظرون إفاقة نورسين من حالة اللاوعي وعدم التصديق.

كان يجلس بمكتبه يتذكر ذلك اليوم بل لا يحيد عن ذاكرته!
يومها لم يرى نورسين و والدها بل رأى ذاته، هو يتذكر ذلك اليوم وبشدة كانت والدته هنا بالاسكندرية تُنهي بعض الأعمال وتعب والده بشدة فذهب به بمساعدة آسر وسيف ورأفت والدهم للمستشفى بالقاهرة.

كان يرقد على الفراش وهو بجانبه يوصيه ثم تشدق بعياءٍ واضح:
"مهند يا حبيبي عايزك تكون راجل وسند لمامتك وارفع راسي دايمًا عايز أموت محدش يحس ولا شغل يتأثر ولا أي حاجة."

بكى بخوف من تلك الفكرة، أن يتركه والده وصديقه الأول وأردف:
"بابا بلاش كلام من ده أنت هتفضل معايا العمر كله عشان خاطري... ولو مش عشاني يبقى عشان حبيبتك حبيبة."

ابتسم بخفوت مردفًا بابتسامة ظهرت بعد عناء:
"اوعى يواد تكون فاكر إني مبحبكش ده أنا مبحبش قدك في الدنيا دي كلها أنت وحبيبة، ده أنت عندي أغلى من روحي اللي بتفارقني دلوقتي يا حبيبي."

"بابا متسبنيش!"
أردف بها بصعف وهو يحتضن والده بقوة يود أن يظل بجانبه فلن يقدر على الحياة بدونه، أو هكذا ظن فنحن نقدر على العيش بدون من فارقونا وليس الحياة، فنعيش مهمشين الأرواح نتحرك كالأجساد دون روح.

"قول لحبيبة أني بحبها وجدًا كمان وبحبك أنت كمان وقولهم كلهم أني بحبهم وخلي بالك من صاحبتك واعتبرها أختك بجد وكل أصحابك برضو بس دي عبيطة حبتين."
زاد من ضمه مردفًا بتذمر:
"اسكت يا بابا لحد ما آسر يجيب الدكتور."

"بحبك، أشهد أن لا إله إلاّ الله وأن محمد رسول اللـ..."

يتذكر جيدًا كيف انهار ذلك اليوم وحينما جاءت والدته كان رجلٌ كما وعد والده وقف بجانبها واتخذ مبدأ الرجال الذين يدعون ذاتهم بالرجال الشرقيين وأنه لا يصح لهم البكاء فلم تزرف عيناه دمعة واحدة لأجل والدته.
لا يتذكر أنه بكى من بعدها غير يوم وداع رأفت والده الثاني وكان بمثابة جُرح عميق الِتأم بصعوبة لدى الثلاثة _إن الِتأم من الأساس_خالقًا ندبة كبيرة بهم لن تُمحىٰ أبدًا.

وذلك اليوم يوم وفاة والد نورسين بدلًا من أن يسندها وقف بعيدًا خائفًا كان قد تعالج على تقبل الصدمات لكن ماذا حدث ولما رأى ذاته محلها لا يدري فقط ما يدريه أنه خذلها في ذلك الوقت.

أفاق من كل تلك الحروب الداخلية على طرق الباب ليسمح للطارق بالدخول وكانت نورسين، وقف سريعًا ينظر لها ويتفحصها مردفًا بعجالة:
"نورسين! خير أنتِ كويسة والكل كويس، ماما فيها حاجة؟"

ابتسمت بهدوء وهي تقترب من المكتب هاتفة بهدوء كي تُطمئنه:
"اهدى يا مهند إحنا كلنا بخير الحمد لله..."
اقترب وجلس على المقعد المقابل لها، يهز رأسه وهو يقول بقلق:
"خير يا نورسين؟!"

عقدت حاجبيها بتذمر مردفًا:
"نورسينَ يا مهند."
أصدر ضحكة هادئة قائلًا:
"يا عيون مهند، وحشتيني... وحشتيني جدًا."

أخفضت رأسها بخجل قائلة بخفوت:
"وأنت كمان..."
ضحك بجُل صوته على خجلها قائلًا:
"وأنت كمان إيه!"

"مهند!"
قالتها بدهشة ليضحك مجددًا ورويدًا هدأت ضحكاته وعيناه تفحصها بل تحتضنها كي يطمئن عليها فهو تقريبًا لم يراها منذ هذان الشهران.

"أنا آسف..."
نظرت له بعدم فهم، على ماذا يعتذر ليُكمل حديثه "آسف مكنتش جمبك وخاصةً لحظة انهيارك."

قاطعته بتساؤل وفضول:
"كنت مكاني."
صمتت ثم أكملت بتوضيح وهي ترى عدم الفهم على ملامحه:
"شوفت نفسك مكاني لحظتها، أصلًا أنا لحظتها افتكرت كلامك عن اللحظة دي وعمو محمود بيموت قدامك وأنت عاجز لحظتها بصتلك اطمن عليك بس لقيتك منهار في الزاوية وقافل عينك بقوة وكأنك خايف... خوفت أنا كمان يا مهند وبكيت أكتر وضغَط على عقلي عشان افتكر ذكرى وفاة ماما وياسين ففقدت الوعي، محبتش خالص ضعفك أو متعودتش أشوفك ضعيف دايمًا بشوفك ثابت و واقف جمبي."

أكمل هو تلك المرة بما حدث قائلًا وهو يتذكر ذاك اليوم جيدًا:
"فقدتي الوعي والخوف تملك مني بقوة وجريت عليكي، كنت خايف تسيبيني بعد ما اتعلقت بيكي وحبيتك بل شكلي عشقتك يا بنت إسماعيل."

ضحكت بخفوت وقالت بعدما ارتسمت بسمة خجولة على محياها:
"معلش هرجع لموضوع الموت بس عندي سؤال، لحظة ما كنت نايم على والدك إيه اللي كان في دماغك؟"

قالتها بفضول وألم تود معرفة مشاعره لعلها تشبه خاصتها، ابتسم لتذكره تلك اللحظة رغم سوء الذكرى ذاتها وأردف:
"كنت عايزهُ يقوم عشان نكمل حاجات حلوة كتير مع بعض، بابا كان صاحبي وأخويا مش مجرد أب أنا حقيقي بتمنى أكون زيه في لحظة، زيه في كل شيء يا نورسينَ حتى حبه لماما كان حنين بدرجة تخلي الغلطان يندم إنه غلط قصاده بجد..."

أنهى حديثه بابتسامة لتذكره جل مواقف والده بحب لتقاطع نورسين تلك اللحظات قائلة:
"أنا وأنت كنا في نفس المكان بنفس الأمنية... باختلاف إني اتمنيته يقوم عشان أعمل معاه ذكريات جميلة غير كل الندوب اللي في قلبي، ماما قالتلي دايمًا إن بابا كان بيحبني جدًا، جدًا يعني وياسين برضوا، كان فرحان بياسين لأنه اتجوز الأول وبعدين ماما فضلت فترة متحملش وأخواته يعيروه، بس ربنا أراد إن ماما أول واحدة في كل زوجات أعمامي تجيب الواد وبعدين جابوني وكان بيحب البنات جدًا فحبني بس الشيطان لما بيدخل لنفس ضعيفة غير راضية مبيرحمهاش..."

تنهد بحزن عليها مردفًا:
"فوقي أنتِ بس من كل ده واسمحيلي أمحي كل اللي حصل بذكرياتنا وأنا أبعت أجيب المأذون ونكتب وقتي."

ضحكت على حديثه قائلة بخجل:
"مش للدرجة دي في إيه؟!"
ابتسم بسعادة بعدما جعلها تضحك قائلًا:
"للدرجة دي وأكتر أنا بتمنى اللحظة اللي تكوني فيها مراتي قدام ربنا والعالم كله."

"اتفق أنت وسيف وكرم_لأنه ولي أمري دلوقتي_ على كل حاجة خلينا نبدأ في تحقيق الحلم..." أردفت بذلك الحديث بابتسامة ثم أضافت:
"أعتقد كفاية حزن لحد كده، كفاية كل حاجة وحشة وخلينا نرمي الماضي بكل شيء ونشوف المستقبل مخبيلنا إيه..."

بالمدرسة الخاصة بألماسة حان موعد الذهاب ولم يأتي أحدهم لها وكانت تنتظر برفقة أحمد أمام بوابة المدرسة.

"ألماسة نفسك تطلعي دكتورة؟
أصل المس بتقول إن أحلامنا دكتورة أو ظابط!!!"
أردف بتلك الكلمات أحمد وهو ينظر لها وهي تتأمل السماء.

نفت برأسها قائلة وما زالت عيناها متعلقة بالسحاب:
"مش عايزة أكون دكتورة لأني مش بعرف أعالج الناس."

"ما أنتِ هتتعلمي!"
قالها بدهشة فبالتأكيد سيُعلمها أحد كيف تساعد المرضى.

"عارفة بس أنا عايزة أكون مصممة في شركة بابا مش أكون دكتورة!"
أنهت حديثها وعيناها لم تنزاح عن السماء تتلو لها حلمها كي تخفيه بين السحاب.

أردف بحزن قائلًا:
"يعني مش هتعلجيني لما أكبر؟!!!"

"أعالجك؟!"
قالتها بدهشة وهي تنظر له مسترسلة:
"أعالجك من إيه أنت تَعبان؟!"

هز رأسه بالنفي قائلًا بنظريةٍ أتلاها عليه والده:
"لأ أنا الحمد لله كويس، بس أكيد لما أكبر هكون مريض بالحب زي بابا وعايزك أنتِ اللي تعلجيني، عشان هكون مريض بِـحُبِك."

"ليه هو أنت مش بتحبني دلوقتي؟!"
أردفتها بضيق وحزن من ألا يُحبها صديقها الوحيد ليُردف أحمد:
"لأ بحبك بس الأكيد إني هحبك أكتر بعدين..."

قاطع حديثهما دخول والد أحمد 'مالك' من بوابة المدرسة وتقدمه منهما هاتفًا بأسف:
"آسف يا أحمد اتأخرت عليك عشان كنت مشغول في الشغل ومأخدتش بالي من الساعة وماما كانت مكلماني إني أجيبك عشان مشغولة في البيت."

أنهى حديثه السريع وهو يحتضن ابنه ليبادله أحمد الحضن وعيناه متعلقة برفيقته ثم قال:
"بابا ممكن نوصل ألماسة عشان محدش جالها لحد دلوقتي."

ابتسم مالك لألماسة وهو لتوهِ قد لاحظها فكان منشغلًا بالاطمئنان على ابنه، ابتسم وهو يتابع ابتسامة ألماسة الحرجة وعيناها المأخوذة من والداها، ملامحها المشابهة أكثر لألماس بطابع آسر لكن مهما تشابهت بعض الملامح مع والدتها تظل ابنة آسر بدون جدال، ابنة صديقه منذ الطفولة، قد اشتاق له حقًا!

ابتسم وهو يشعر بالألم من فكرة عدم التواصل بينهم مردفًا:
"طبعًا ألماسة تنورنا، اتفضلي نوصلك..."
"لا شكرًا..."

بعد عدة دقائق
"شكرًا يا عمو."
أردفت بها وهي تركب بالسيارة من الخلف تفرك بيدها بتوتر تتمنى لو أصرت على الرفض لكن أمام إصرار والد صديقها لم تقدر على الرفض وهي لا تُدرك لما تأخر والديها حتى الآن من الأساس!

بعد قليل من الوقت وصلوا أمام الشركة التي يعمل بها مالك ليردف أحمد بدهشة:
"طب وألماسة يا بابا؟"

"هنادي السواق يجي يوصلكم عشان أنا متأخّر على الشغل..."
أردف بها وهو يهبط من سيارته يتجه لأحد السائقين بالشركة يوصيه بإيصال ألماسة لقصر الأسيوطي ثم صغيره للمنزل وأن يُطمئنه حينما يوصل كُلًّا منهما.

بالسيارة أردفت ألماسة بحماس بعدما خطر ببالها شيء:
"أحمد..."
أجابها وهو ينظر لها باهتمام:
"خير يا لولي."

ابتسمت تقول ما يجول بخاطرها:
"إيه رأيك لو خليت بابا يعزم باباك على فرح عمي ومامتك وماما يبقوا صحاب؟!"

أردف أحمد بحماس لتلك الفكرة:
"حلوة الفكرة، بس الفرح امتى؟!"
ليأتيه الرد من ألماسة بحزن:
"بصراحة مش عارفة عشان هما أجلوا الفرح عشان عمو بابا طنط نورسين وكده."

أماء بحزن على تلك النورسين التي فقدت والدها يبدو شُعورًا سيء يتمنى ألا يشعر به.
أتى السائق ليعود الصمت من جديد حليفهم.

كان آسر يجلس بمقدمة الطاولة يمينه ياسر ويساره باتجاه القلب تجلس معذبة قلبه 'ألماس' تليها نورسين ثم مهند ثم حبيبة وباتجاه ياسر كانت نور ثم سيف.

أردفت نورسين وهي تنظر لآسر:
"أنا بقول نبدأ نشوف تجهيزات الفرح بقى عشان نفرح وكِفايانا حزن."

"متأكدة؟!"
قالها آسر وهو ينظر لها بدقة هي تحارب شيء بداخلها، يعلم تلك المشاعر القاسية، قد ذاقها حتى يشعر أنه أصبح لديه مناعة اتجاهها!

أماءت نورسين بحزن كانت تتمنى أن يكن بجانبها أي شخص من عائلتها وعلى ذكر ذلك طُرق الباب ودخل كرم.

نهضت سريعًا بسعادة هاتفة بشوق لأخيها ورفيق كل ما مضى:
"كرم!"
احتضنته بقوة مانعة ذاتها من البكاء وهي تقول:
"وحشتني جدًا يا كرم."

"وأنتِ كمان يا نور وحشتيني جدًا حمد لله على سلامتك، أنا قولت البنت جالها توحد."
ضربته بكتفه بضيق هاتفة بحدة:
"توحد في عينك ياض."

بعد دقائق من النقاشات والنزاعات بينهما كأي أخوة هتف آسر بضيق فهو يريد الإنتهاء سريعًا للتفرغ لبقية الأعمال:
"أعتقد كفاية لحد كده ونشوف اللي ورانا..."

أماء الجميع وعادوا لمقاعدهم بعدما كانت ألماس تتشاجر مع سيف ومهند أما كرم فمع شقيقته ومهند وعن نور فكانت صامتة تثير أعصاب سيف.

أردف آسر موجهًا حديثه لأخيه:
"سيف المهر والشبكة وغيره مع ياسر وكذلك أنت يا مهند تتفق مع كرم بما إنه موكل نورسين دلوقتي"
أنهى حديثه ناظرًا لمهند ثم استرسل قائلًا:
"دلوقتي بقى نتفق على الأسياسيات الفرح، الحنة لو هتعملوا، كتب الكتاب قبل الفرح مباشرةً؟!"

أردف سيف وهو يشعر بأن الحلم سيتحقق وأخيرًا بعد شهورٍ عادلت أعوام:
"كتب الكتاب بكره...."

"نعم؟!!! لاء طبعًا."
هتفت بها الفتاتان وياسر وكرم أما ألماس فأطلقت زغرودة بعلوِ صوتِها وشاركها مهند الفرحة هاتفًا:
"يحيا سيفو وأفكاره دماغك أبوسها ياض."
و وقف نصف وقفة منحنيًا وقبل رأس رفيقه الجالس جواره.

أردفت نور بحدة وضيق:
"ما بتصدق جنازة وتشبع فيها لطم."
أشار لها مهند بالصمت متشدقًا بضيق من فالها ذلك:
"بس أنتِ وبعدين جنازة إيه وبتاع فال الله ولا فالك إحنا نعمل كتب الكتاب والفرح بكره."

"لأ لأ أنا من رأيي نستنى فترة تتعرفوا على بعض."
هتف بها ياسر بغيرة على صغيرته وهو يسحبها لأحضانه، أيده كرم قائلًا لمهند وهو يُجاري ياسر بالحديث:
"ونسأل عنك وكده."

ضحك الجميع عليهما وأردفت حبيبة بهدوء وابتسامة:
"ده كتب كتاب وبعدين هما هيتجوزوا مش هيسافروا مجرة تانية وأنتم متعودين إنكم تكونوا بُعاد عن بعض..."

"ما هو عشان كنت بعيد عايزها معايا دلوقتي." هتف بها ياسر بضيق شديد ليؤيده كرم مجددًا قائلًا:
"فعلًا أنا عايز أعوضها اللي فات..."

"هعوضها أنا يا جماعة والله ما هخليها تحتاج تشوف حد غيري حتى."
أردف مهند بذلك غامزًا وهو يُضيف موجهًا حديثه لنورسين:
"مش كده يا جميل؟!"

ضحكت بخفوت وخجل وما لبثت ثواني حتى ارتفعت صوت ضحكتها أثر ضرب كرم لمهند بوجهه هاتفًا:
"اتلم يا روميو."

"عنيف وغبي"
هتف بها مهند وهو يلوي ثغره موجهًا نظره اتجاه آسر ليتنهد قائلًا بسؤال:
"تسمحولي اقترح اقتراح؟"

اكتفى الجميع بالإيماء ليسترسل حديثه:
"كتب الكتاب بعد بكره وبعد أسبوعين الحنة والفرح ونكون خلصنا شغلنا ونطلع شهر عسل."
أردف سيف مُضيقًا عيناه بعدم فهم:
"خطة حلوة وكل حاجة، بس نطلع؟! أكيد تقصد أنا ومهند؟!"

ضحكت ألماس بسماجة نافية برأسها ثم أردفت وهي تمسك يد آسر بحماس شديد:
"أنا قررت، أقصد يعني قررنا أنا وآسر أسوري حبيبي نطلع معاكم شهر عسل جديد."
ليُمىء آسر بابتسامة مزيفة فهي أجبرته ولم تأخذ رأيه حتى ولا مجال للرفض، إما القبول أو النكد هكذا خيرته.

قاطعهم دخول ألماسة بغضب هاتفة بنبرة معاتبة:
"محدش جه أخدني ليه؟!!"
أنهت حديثها مقوصة شفتاها للأسفل وكان وجهها حزين والدموع تتلألأ بعيناها.

نهضت ألماس سريعًا تقترب منها تحتضنها هاتفة:
"أنا آسفة يا حبيبتي أنا مفكرتش بابا يجي ياخدك واتلهينا في تحديد الفرح، أنا آسفة."

حملت ألماس صغيرتها وأشارت لهم أنها ستصعد ليتقدم آسر منهما حاملًا هو طفلته ويصعدان للأعلى، يتركوهم لتحديد بقية الأشياء بعد وضع الخطوط العريضة.
ولمصالحة تلك الصغيرة أو رابط الحب.

"هو أنتم نسيتوني يا ماما؟!" سألت وعيناها قد شرعا بالبكاء.

اقتربت ألماس منها تحتضن وجهها بين يداها هامسة لها بصوت مسموع:
"مقدرش أنساكِ للحظة يا كتكوتة ماما... كل الحكاية إني انشغلت ونسيت أفكر بابا أنتِ عارفة إننا مضغوطين الفترة دي عشان الفرح."

محت دموع ابنتها بيدها لتبتسم لها وتنظر لوالدها ليبادلها الابتسامة ثم اقترب واحتضن اثنتاهما وقال:
"أنا آسف يا لولا أني مجتش أجيبك... صحيح مين جابك؟!"
هتف بدهشة وقد لاحظ لتو أنه لم يبعث أحد!

جلست أمام والداها ثم روت لهم ما حدث منهية الحديث بـ:
"هو ممكن نعزم أحمد ومامته وباباه في فرح عمو سيف وعمو مهند؟!"

ابتسم آسر مردفًا:
"مفيش مشكلة يا لولا أنا هكلم باباه وأعزمه."
فرحت ألماسة كثيرًا ونهضت مهلهلة بسعادة للخارج تترك والدتها تندرج بدائرة العِتاب ولوم الذات مجددًا.

"قبل أيّ شيء أنا الغلطان وأنا اللي نسيت تمام؟"

ابتسمت لتفهمه ما كادت تقول لتجلس على الفراش تُرح ظهرها للخلف قائلة:
"بسأل نفسي كتير أنت إزاي كده؟ بس الإجابة الوحيدة اللي بلاقيها أنك شخص مسؤول فيك روح الأب والأخ والصاحب والحبيب فيك كل حاجة يا آسر حنية وعقل وهدوء وجنون، نضج ومراهقة معايا أنا بس ها..."

قالتها بحدة ليضحك فاسترسلت "فيك كل حاجة وعكسها بس بتعرف تطلع دي امتى ودي امتى وده الشيء اللي بحبه فيك أو أنا أصلًا بحبك كلك على بعضك، وبتفهمني ودي point ليك وعَشرة على عشرة يا حبيبي."

ضحك على حديثها لتبتسم بخجل من حديثها الجريئ بالنسبة لها فلم تعتد قول مثل ذلك الحديث.

ارتمى جِوارها على الفراش أخذًا من وضعية النوم  مهربًا مغمضًا عيناه بهدوءٍ وهي اعتدلت على جانبها تناظره بهدوءٍ.
فتح إحدى عيناه نصف فتحت ثم ابتسم بهدوء قائلًا بعشقٍ تغلل بين أوردته:
"شكلك حلو زيادة انهارده."

ابتسمت مردفة وهي تمسك يداه:
"ده انعكاس حلاوتك."
ضحك بملء صوته ساحبًا إياها لأحضانه وهو يُردف بتساؤل:
"واخدة حبوب جراءة انهارده؟!"

أصدرت صوت متذمر وهي تضربه بصدره:
"ييي رخم انهارده على فكرة."
شدد على أحضانها بقوةٍ قائلًا بتحذير:
"بتقولي حاجة يا حبيبتي."

ضحكت وهي تكاد تنخنق تسحب حديثها:
"لأ مفيش مفيش."
ابتعد قليلًا حتى تتنفس براحة لتنظر بعيناه، ابتسم تلقائيًا وبدأت عيناه بالارتخاء ليهمس وهو يغلق عيناه:
"هنام شويه.... تصبحي على خير."

ابتسمت تتأمله وبعد مدةٍ أفاقت من تأملها لتهتف:
"آسر قوم غير هدومك! آســـــر."

لم يجيبها لتُدرك أنه غفى فابتسمت بحب كم تُحبه بل تعدت تلك المرحلة منذ زمن، كانت مُخطئة خطأً فادح حينما ابتعدت تُقسم أنها كانت تشتاق له!
لا يهم ما يهم أنها الآن معه وبين أحضانه تروي شوقها ذلك.

ابتسمت عائدة لأحضانه وهي تُبعد كل الأفكار عن عقلها وتحظى بغفوة تُريح بها عقلها وجسدها.

"أنا مش موافقة."
هتفت بضيق تشيح بنظرها عنه وعن أباها.

ليبتسم مقتربًا منها وهو يجلس على المنضدة المقابلة للأريكة التي تجلس عليها بعدما انفرد بهما بغرفة مكتبه قائلًا:
"نور الشبكة والمهر وكل ده هدية مني ليكي وأنا هديتي غير الدهب والمهر هي نصف الفيلا دي."

"بس كده كتير!"

نظر سيف لياسر بنفاذ الصبر لن يظل اليوم بطوله يُقنعها بأن نصف ذلك المنزل ستملُكه هي، مد يده لياسر يصافحه وهو يقول:
"استعنا بالله الفرح بعد أسبوعين إن شاء الله وكتب الكتاب آخر الأسبوع زي ما آسر قال."

صافحه و وقف مغادرًّا الغرفة سريعًا قبل اعتراض نور أو ياسر الذي دُهش من معاد عقد القران الذي استقروا عليه، ما زال لم يروي شوق كل الأعوام التي مضت!!!

"يا بنتي افهمي أنا كتبت ليكِ الجزء بتاعي بيع وشراء ناقص بس امضتك وأسجله في الشهر العقاري."
هتف بتلك الكلمات مهند بضجر من عِناد نورسين.

نظرت نورسين له بسخرية وتهكم قائلة:
"لا والله! أنت كاتبلي نص فيلا مش نص شقة يا مهند؟! كده كتير والله!"
ثم نظرت لأخيها تهتف بحدة:
"ما تتكلم يا كرم؟!"

رفع منكبيه بعدم معرفة لما من المفترض أن يُقال قائلًا:
"ما بصراحة اقتنعت دي هديته ليكي، وبعدين يا نورسين هيساعدني أقولها فخلاص بقى."

قال الحديث الأخير وهو يزجر أخته فضحكت بدهشة قد تخلى أخيها عن مناصفتها بالحديث مقابل مساعدة مهند له بالإعتراف لتلك من يُحبها بل وأقنعه أن تلك ما هي إلا هديةٌ لها و وجب قبولها.

"الحمد لله، السكوت علامة الرضا، بعد كتب الكتاب نروح الشهر العقاري نسجل الملكية."

مر اليومان بانشغال الجميع والعمل بكل طاقة ليحدث عقد القران كما يخططوا له بالإضافة لعدم المعرفة على أخذ أجازة إلا يومًا واحدًا فانشغلوا بأعمالهم.
واليوم وبعد طول الانتظار حان عقد القران وربط القلوب رسميًا، كم اشتاق كلًا منهم لذلك اليوم، لم تكن إلا شهور مغلفة بعام وأكثر لكن خلقت بقلب كلًا منهم الشوق.

دلفت ألماس لمكتب آسر وبجانبها تلك الصغيرة ورابط الحب بينهما لتردف:
"آسر..."
أجابها وهو يرفع عيناه عن حاسوبه بابتسامة:
"عيونه؟"

تقدمت ألماسة وجلست على قدمه قائلة:
"وأنا إيه؟!"
جلست ألماس على المكتب أمامهما تستمع لذلك الحوار ليردف آسر وهو ينظر لألماس:
"أنتِ ناتج عشقي لمامتك، أنتِ قطعة من روحي ممزوجة بروحها، أنتِ نابعة عن كل الحب اللي بكِنه 'أحمِلُه' ليها، فبحبك أكتر من نفسي أنتِ جزء مني بس أنا بحب الجزء اللي فيكي منها أكتر، أنتِ ضي عيوني."

أنهى حديثه بابتسامة عاشقة بادلته إياها ألماس بعشقٍ تعدى الحدود لتقاطع ألماسة تلك الابتسامات وحديث الأعين ذلك قائلة بعدم فهم:
"مفهمتش حاجة يا بابا!"
ضحك آسر وهو يضمها أكثر قائلًا:
"أنا بحبك يا لولا."

ضمته بسعادة هاتفة:
"وأنا بحب ماما..."
نظر لها بدهشة وحاجب مرفوع قائلًا:
"نعم يا أختي؟!"

ضحكت تضمه بسعادة قائلة بطفولة:
"بهزر يا بابا، أنا بحبكم جدًا."
لينظر لها بحاجبٍ مرفوع مجددًا وتهكم فقد فضلت والدتها عليه! ولكنه ابتسم لتلك النقطة، قد انزاحت الحواجز بينهما.

تشعر بمشاعر مختلفة تغلبها السعادة وهي تنظر لذاتها بالمرآة كم تبدو جميلة بذلك الزي الأبيض، من تصميم والدة زوجها وأمها الثانية 'حبيبة.'

وبرغم كل ما حدث من والدها إلا أنها تفتقده وبشدة بذلك اليوم، تفتقد والدتها وأخيها ياسين ذاك الحبيب الأول كم تشتاق لأهل الماضي دون الماضي.

وبجوار 'نورسين' كانت 'نور' بمشاعر مضطربة يغلبها الخوف، لا تدري لِمّا ولكن بباطن قلبها هناك سعادة، إذًا تلك ما هي إلا رهبة اللحظة؟!

دقائق ويتغير كل شيء، تلك الحياة، لما البرودة تحتل أوصالهما إذا!!!

نظرت كلًا منهما للأخرى بقلق لتهتف نورسين وهي تحاول السيطرة على ذاتها:
"هي مالها بردت كده ليه؟!"
ا

بتلعت الأخرى ريقها بصعوبة قائلة:
"أنا خايفة..."

قاطعهم دخول بقية الفتيات بعدما تجهزن 'ليلى، فريال، إلهام، ريهام، ألماس.'
تقدمت ليلى منهما قائلة بسعادة:
"مبارك يا عسل أنتِ وهي."

أماءت نورسين بابتسامة قائلة:
"الله يبارك فيكي يا 'لي لي' أنتم السابقون ونحن اللاحقون."

اقتربت فريال بسعادة تُطلق الزغاريد قائلة:
"انهارده فرحي يا جدعان..."
أكملت بقية الأغنية بحماس شديد قاطع تلك الأجواء هتاف نور قائلة:
"حساكم متحمسين أكتر مننا!"

أتى دور ألماس التي كانت تُطلق الزغاريد بحماس، لتجلس بجوارهن هاتفة بهدوء:
"بصي هو لازم شوية خوف كده بس صدقيني كل ده هيتبخر لما المأذون يقول 'بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير' لحظتها الشعور بيختلف، الدموع بتتجمع كده إنك ودعتي حياة العزوبية بس دموع السعادة بتضغي على كل ده، وخاصةً لما تشوفي فرحة شريك حياتك."

أنهت حديثها مبتسمة بحنين لذلك اليوم التي عُقد به قرانها وابتدى حبل الوصال بينها وبين رفيق روحها.

أردفت إلهام بحماس شديد لذلك اليوم قائلة:
"آسر قالنا يومها اللي مش هتزغرط يا رب ما تتجوز."
عَلَى ضحكهن على تلك الذكرى لتُكمل فريال:
"وزغرطنا ورقصنا وبرضوا لسه متجوزناش!"

أردفت ليلى بغرور مصتنع وهي تنظر لبقية رفاقها فهي الوحيدة من بينهم من تزوجت فهناك من ارتبطت فقط دون رباط رسمي كـ'فريال' والأخرى تمت خطبتها كـ'إلهام' أما عن ريهام فما زالت حتى الآن...
"اتكلمي عن نفسك يا عسل أنا اتجوزت الحمد لله، والله يا أخت فريال هي نيات، صح يا ألماس؟"

ضحكت ألماس تُشاركها الحديث:
"الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات."

صرخت فريال حينا ذلك برجاء قائلة:
"أهو أنا بقى نفسي أنزل بوست واحد وأكتب فيه 'الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، اتجوزت' مش حتى اتخطبت أصل كل مرة أنزل فيها أكون بقول نجحت."

ضحكت الفتيات على حديثها لتُعلق ريهام وهي تغفو بخيالها:
"ياه لو يجي اليوم اللي أقول فيه الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات..."

علت الضحكات مجددًا لتفق بخجل وهي تسمع تعليق فريال:
"إن شاء الله يتلحلح انهارده ويعترفلك ونخلص."
أصتبغت وجنتاها بحمرة الخجل سائلة:
"هو مين؟!"

لوت كلٌ منهن ثغرها وأضافت نورسين:
"موت يا حمار!"
ثم أضافت بحياء مصتنع وابتسامة بلهاء:
"أنا جعانة."

نظرت كلٌ منهنّ لها بضيق إلا ريهام التي سألت بدهشة، فهي لم تجتمع معهم من قبل:
"جعانة! نورسين أنتِ يدوب مخلصة طبقك؟!"
أشارت لها على الطبق الفارغ أمامها ثم قالت بتساؤل:
"ولا ده من التوتر؟!"

أطلقت فريال ضحكة ساخرة قائلة:
"لا يا أختي مش توتر هي دي نورسين أكل ومرعى وقلة صنعة."

نظرت لها نورسين مُضيقة عيناها وهي تهتف بتهكم:
"مالك يا فريال يا حبيبتي أنتِ قارشة ملحتي ليه! عشان أنا معايا دبلة بتدفيني يعني وأنت لأ؟"
نظرت لها بغيظ قائلة:
"بت شغل دبلته مدفياني ده مش عليا، ماشي؟!"

تدخلت نور بالحديث وهي تعطي طبقها لنورسين:
"خلاص بقا يا فريال وأنت يا نونه أهو الأكل..."

وبغرفة الشىباب كان كلًا منهما قد انتهى من التجهيز لينظر سيف لمهند فاتسعت ابتسامة كلًا منهما ليهتف بحماس:
"وجه اليوم يا مهند؟!! أنت مصدق؟"

أنهى حديثه ضاحكًا بخفة ليشاركه مهند الحماس قائلًا:
"مصدق! أنا منمتش من يوم ما حددنا اليوم."
ضحك على ذاته وبسعادة قائلًا:
"والأحلى إن زي ما كنا مع بعض في كل حاجة هنكون مع بعض انهارده."

ابتسم لأخيه ورفيق دربه قائلًا:
"مع بعض انهارده وبقيت العمر..."

لطالما كانا معًا ولم يفترقا أبدًا ولطالما أحبا مشاركة الأشياء معًا واليوم وبأهم الأيام نسبةً لهما قرر المشاركة.
ابتسما الاثنان وهما يلتقطان صور لهما كي يضيفوها لألبوهما الخاص.

قاطعهما دخول آسر الذي ابتسم قائلًا:
"مبارك ياض أنت وهو عيشت وشوفت كل واحد فيكم وهو ملموم وهيتجوز."

رفع مهند حاجبه بتهكم وسخرية قائلًا:
"شوف مين بيتكلم ده أنت عملتها واتلميت وإحنا تلامذتك."
ضربه بذراعه قائلًا قبل أن يحتضنه:
"وعشان طولة اللسان دي يا شوية تلامذه هنسافر بكره القاهرة..."

بادله سيف العناق بصدمةٍ قائلًا:
"هنسافر بكره! طب ليه؟"

"بص يا سيدي إحنا هنسافر المفروض عشان إمضاء عقود شركات وغير كده فروع القاهرة مُهملة من فترة."

لوى مهند ثغره بضيق قائلًا:
"بس أنا كده مش هلحق أقعد مع نورسينَ!"

شاركه سيف الحزن قائلًا:
"نفدت من إيدي بنت ياسر، كنت ناوي أخلص عليها."

ضحك آسر عليهما قائلًا:
"معلش الجايات كتير ده أنتم يدوب هتكتبوا كتب الكتاب ده لو محصلش حاجه."

"فال الله ولا فالك إيه يا آسر؟!"
هتف بها سيف ليردف آسر بسعادة قائلًا:
"عارفين بعد كتب الكتاب هروح لمين؟"

انتبه له الاثنان وما كاد يقول حتى طُرق الباب ودخل كرم هاتفًا بنبرة شامتة لمهند لم يفهموا مقصدها:
"مُبارك يا أبو نسب."

عقد حاجبيه سائلًا بتوجس وأعين سيف وآسر يتابعان الحديث:
"الله يبارك فيك يا كرم، خير؟!"

هتف بغضب وتسلط مصتنع وهو يستند بذراعه عليه:
"اسمي أستاذ كرم باشا بيه، وتقولي يا حمايا."

نظر له باشمئزاز وهو يضربه في ذراعه مبتعدًا:
"بقولك إيه الشغل ده مش عليّا، أخو ريهام صاحبي وممكن أشعلله عليك ونلغي حوار انهارده."

هتف آسر بدهشة وسخرية قائلًا:
"إيه ده كرم تمثال هيتلحلح ويكلم ريهام؟!"

ضحك سيف ومهند على تشبيهه لِكرم فبالفعل هو كالتمثال يُحب ريهام منذ مدة ولم يتحدث كل ذلك الوقت.

"أنتِ مستغرب إني هتكلم ومش مستغرب إني بحبها؟ أنتم قولتوله؟!"
هتف كرم بالأخير يسأل الاثنان الآخران ليتولى آسر حق الإجابة قائلًا:
"مش محتاجين يقولولي أنت مقفوش أوي وكل البلد عارفه."

لوى ثغره بضيق بتحسر قائلًا:
"إلا هي!"

ضحكوا عليه بشماته ليُردف كرم قائلًا بعدما تذكّر سبب قدومه:
"صحيح يا مهند أنت وسيف فين تليفوناتكم؟"

هتف مهند بدهشة من سؤاله "ليه؟"
أما سيف فأردف:
"في غرفة النوم، ليه؟"

حاول كتم ضحكاته قائلًا بأسف مصتنع وهو يُخرج هاتفة باحثًا به:
"أصـل... سوارين باشا باعت ليكم استدعاء أنتم الاتنين والبت خطيبتك يا سيف."

أنهى حديثه بعدم اهتمام وسخرية منهما أن أول أسبوع لهما في تلك الزيجة وتم استدعائهم يخشى ألا يحضروا حفل زفافهم بسبب استدعاء ما.
لكمه سيف بعنف قائلًا بسخرية:
"مسمهاش بت يا بتاع ريهام."

هتف مهند بضيق شديد قائلًا:
"الله واشمعنا أنا بقى ما أخدش نورسينتي معايا؟!"
أجابه آسر بهدوء وابتسامة حاول ألا تظهر شامته بهما:
"كان نفسي أقولك جيبها معانا بس إحنا هنتحرك في عربية واحدة وكده completed."

قوص شفتاه بحزن شديدة وهو يستمع لضحكاتهم وانتبه على حديث كرم:
"أصلًا أنا ونورسين هننزل البلد بكره."

اقترب منها بابتسامة تُشع بهجةً وعيناه تتلألأ بهما الدموع، عانقها بقوة قائلًا:
"شكلك جميل يا عيون بابا."

"أنا بحبك جدًا يا بابا."
قالتها وهي تقاوم البُكاء تتعلق بوالدها أكثر.

"أنا هكتب الكتاب الأول."
أردف بها مهند بحماس وهو ينظر لنورسين بعشق.
نظر له سيف باشمئزاز هاتفًا:
"اشمعنا؟! لأ أنا الأول."

شاركتهم نور الحديث وهي بأحضان والدها:
"سيبهم هما يا سيف على ما أعيد التفكير..."

ضحك مهند مهللًا بسعادة وانطلقت صيحة من سيف قائلًا:
"نعم يا أختي! تعيدي إيه؟!"

احتضنت والدها بشدة وغلافٌ غلف عيناها بطبقةٍ من الدموع قائلة:
"مش عايزة أسيب بابا... أنا مش هتجوز خلاص لأ."

كانت نبرتها جادة وهي تعود للخلف بدموعٍ ترقرقت بعيناها، دُهش الجميع من قرارها ذلك فتبدوا جادة لينظروا لـ'سيف' يتابعون ردة فعله.

تنفس بهدوءٍ مقتربًا منها وهناك ابتسامة تزين ثغره، وحينما وقف مقابلًا لها بدأ الحديث بحنانٍ وخفوت:
"نور أنا مش هاخدك من ياسر يا حبيبي، إحنا هنتجوز بس عشان تبقى علاقتنا رسمية وحلال يا حبيبي وهنفضل قاعدين على قلب باباكي عادي جدًا..."

تقوصت شفتاها للأسفل بحزن واضيقت عيناها قائلة:
"مش عايزة أبعد عن بابا."

"وتبعدي عني أنا؟!"
صمت ثم استرسل بـفُصحةٍ أتقنها:
"أقسم إن فعلتِها لانفطر ذاك العضو من الشجن."
أنهى حديثه مشيرًا لقلبه لتبتسم وهناك دموعٍ قد هبطت.

مد يده يُزيل دموعها مُردفًا وهو يُشير حيث المأذون الذي أتى:
"يالا عشان قدامنا عُمر طويل."


"أحمد أنا قولت اللي عندي، مفيش نزول."

صرخت بها بانفعال من الداخل وهي تُكمل ما بيدها من أعمالٍ منزلية.

نظر حيث والدته في الداخل ثم تحدث لأبيه:
"بابا أنا نازل."

قالها وتركه وما كاد يرحل حتى أردف والده:
"مش مامتك قالت لأ؟!"

نظر له بدهشة مصتنعة وأردف بخبث طفل:
"وهي ماما هتمشي كلمتها عليك؟!"

ابتسم على ابنه فلطالما فعل هكذا ليتشدق بسخرية:
"لأ يا محترم مش هتمشي كلمتها عليا، يالا انزل ومتتأخرش."

ركض بسعادة هاتفًا:
"على عشرة يا حج."

أُغلق الباب بقوة خرجت على أثرها 'ملاك' متشدقة بعصبية:
"برضو نزل الحيـ‌ـوان؟!"

اقترب منها بابتسامة يحتضنها من الخلف قائلًا:
"أنا اللي سيبته ينزل وأهو نقعد براحتنا."

لوت ثغرها بضيق وهي تبتعد حيث المطبخ:
"نقعد براحتنا إيه بس ده أنا عندي جبل مواعين جوه."

لحق بها وهو يرفع ملابسه عن ساعديه قائلًا:
"هساعدك فيهم يا حبيبي."

نظرت له بحب قائلة:
"أنا بحبك جدًا يا مالك."

"وعيناكِ تجعلني أذوب بكِ عشقًا."
أردفها بالانجليزية بحبٍ لمع بعيناه وهو يقترب منها.

اقترب ينوي طبع قبلة على وجنتها لتصرخ شاهقة وهي تركض حيث البوتجاز:
"الشــــاي!!!!!"

ضرب مقدمة رأسه بيده وهو يتمتم بالاستغفار فما لبث أن حمد ربه على خروج ولدهم.

" بطاقة الشاهدان..."
تشدق المأذون بتلك الكلمات ليقترب آسر وسيف بالبطاقات وكما شهدا سيف ومهند على زيجة آسر سيشهد هو والآخر على زيجة مهند.

"بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير."
رددها الجميع بحماس وسعادة طغت بالأجواء فالحفل مُقتصر على رِفاقهم.

علت الزغاريد بالأجواء واقتربت حبيبة من زوجة ابنها قائلة وهي تحتضنها:
"مبارك يا حبيبتي."

"الله يبارك فيكي."
استقبلت بقية التهاني بذات الطريقة وعقلها شارد بلقب "مدام" التي نادتها به فريال، لقب غريب على مسامعها برغم أنها زيجتها الثانية إلا أنها لم تُناد به من قبل.

اقترب مهند بعد تلقي التهاني من رِفاقه، أمسك يديها يطبع قبلة عليهما ثم نظر لها قائلًا:
"مبارك يا نورسينَ."

ابتسمت بخجل أثرت تلك الفراشات المتجولة بداخلها قائلة بخفوت وصل بصعوبة:
"الله يبارك فيك..."

قاطعهم علو الأصوات مجددًا بقول:
"بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير."

أطلقت فريال مجددًا الزغاريد تُشاركها ليلى بسعادة غارمة واقترب ياسر من ابنته يضمها بقوة.

بكت نور ولا يخيل لعقلها أن بعد عدة أيام ستستيقظ جوار شخص غريب عليها ولن ترى والدها أول شيء.

أبعدها ياسر برفقٍ عنه قائلًا:
"مبارك يا عيون بابا، فاكرة الهدية اللي وعدتك بيها؟"
أنهى حديثه بابتسامة يغير موضع الحديث عن دموعها قائلًا:
"فاكرة أنا واعدك بإيه يوم فرحك؟"

عقدت حاجبيها تحاول التذكر عن أي وعد يتحدث والدها فلطالما وعدها وعودٌ كثيرة بصغرها وللحق كان يفي بما يقدر عليه.

أخرج من جيبه عُلبة مجوهرات لخاتمٍ ثم فتحه بهدوء والفضول يخرج من عيناها، ضحكت بسعادة فور أن رأت ذاك الخاتم فقد كانت رأت على مواقع التواصل الاجتماعي أن أحد الأباء أهداه لابنته خاتمٌ محفورٌ عليه 'أنا أحببتك أولًا.'
وقد كان الذي جلبه لها والدها بذات النقش ولكن بخط الرُقعة.

ارتدته بيدها اليُمنى بسعادةٍ لا توصف وهي تزيد من احتضان والدها بقوة.
هبطت دموعها بسعادة مُزجت بالحزن ولا تقدر على البُعد، حتى سمعت حمحمات خافتة من سيف من خلفهما بعدما تلقى التهنئات...

ابتعدت نور عن والدها وهي تمحي دموعها تنظر أرضًا فاقترب سيف من ياسر يعانقه وهو يهتف:
"مبارك عليا بنتك يا صقر."

ضحك ياسر يُهنئه قائلًا يُذكر الآخر بأنه من جلب لذاته المتاعب بالزواجِ أولًا وباختياره لنور ثانيًا:
"افتكر إني حذرتك وقولتلك بلاش."
شاركه سيف الضحك وهو ينظر بطرف عيناه لنور ليتركهم ياسر مبتعدًا حيث تجمع البقية.

ابتسم سيف بسعادة وهو يتشدق بهمس:
"نور..."
رفعت عيناها له بخجل وفور ما التقت عيناهما حتى ابتسما كلاهما فاقترب سيف يضمها لأحضانه بسعادة.

همس جوار أذنها ولم يُبعدها عن أحضانه:
"بحبك."



وعلى بُعدٍ من ذاك التجمع كان مهند هو الآخر يضم نورسين هامسًا لها بحبه:
"بحبك يا نورسينَ."

ابتعد عنها يناظرها لتخجل من نظراته وهي تشعر بتوتر قائلة بخفوت:
"ااا... أنا..."

أمال رأسه ناظرًا ينتظر اعترافها حتى دُهش من قولها الملعثم:
"أنا... أنا جعانة."

صرخ بها بدهشةٍ ألجمت كل نصائح اللين معها قائلًا:
"نعم يا أختي!!!!

______

لا تحكم دون رؤية النهاية فقد تكن دامية.

#رؤىٰ_جمال.
#ما_يكمن_بالفؤاد.
#جرح_الماضي.

دمتم في رعاية الله وحفظه.

Continuă lectura

O să-ți placă și

479K 27.3K 67
إن كنت صديقي.. ساعدني كي أرحل عنك.. أو كنت حبيبي.. ساعدني كي أشفى منك لو أني أعرف أن الحب خطيرٌ جداً ما أحببت لو أني أعرف أن البحر عميقٌ جداً ...
13.4M 558K 75
زفر بهوى حار لفح وجهي من قوته، گام وشال السلاح الحاطه ؏ المكتب ولبسه بخصره عدل شواربه ولبس طاقيته بَـس مبين عليه متوتر من هذا الرائد عاصم لكن خاب توق...
126K 6.6K 43
فتاه تجبرها الظروف على اتاخذ قرار صعب ! تنكرها بولد ودخولها لمدرسة عيال . القصه جداً غير عن القصص الي تشبها من العنوان اتمنى تنال اعجابكم . الكتابه:...
133K 4.6K 52
اول رواياتي"معذورة لو تكبرت مغرورة يا بخت الغرور" أُفضل عدم التصريح عن اسمي الحقيقي"الاسم مُستعار" الكاتبة:الشيهان العُمر✍️