الأنـاة

By Quietlist

550K 25.5K 49.7K

ما أصعب ان تكون مُخير، وما أظلم هذا الخيار. #Gay More

| المُزْنُ ١.١ |
| المُزْنُ ١.٢ |
| المُزْنُ ١.٣ |
| أوصال ٢.١ |
| أوصال ٢.٢ |
| أوصال ٢.٣ |
| آرام ٣.١ |
| آرام ٣.٢ |
| الدَّيسق ٤.١ |
| الدَّيسق ٤.٢ |
| الدّيسق ٤.٣ |
| اكْتَانَ ٥.١ |
| اكْتَانَ ٥.٢ |
| اكْتَانَ ٥.٣ |
| أغسان ٦.١ |
| أغسان ٦.٢ |
| أغسان ٦.٣.١ |
| أغسان ٦.٣.٢ |
| سِيناء ٧.١ |
| سِيناء ٧.٢ |
| سِيناء ٧.٣ |
| المَعْنُ ٨.١ |
| المَعْنُ ٨.٢ |
| المَعْنُ ٨.٣ |
| عَبق ٩.١ |
| عَبق ٩.٢ |
| عَبق ٩.٣ |
| الوجوم ١٠.١ |
| الوجوم ١٠.٢ |
| الوجوم ١٠.٣ |
| جمُوح ١١.١ |
| جمُوح ١١.٢ |
| جمُوح ١١.٣ |
| البدر ١٢.١ |
| البدر ١٢.٢ |
| البدر ١٢.٢ ~|
| البدر ١٢.٣ |
| السَفساف ١٣.١ |
| السَفساف ١٣.٢ |
| السفساف ١٣.٣ |
| رجب ١٤.١ |
| رجب ١٤.٢ |
| رجب ١٤.٣ |

| آرام ٣.٣ |

12.3K 689 1.2K
By Quietlist


| عودة للماضي |

وصل سلطان واهله للبير الي بالشمال

والي دله سحيم لهم، رغم ان سلطان تكتم عن الامر وما قال ان ذاك الشخص هو الي دلهم هنا

خلا احد من الشباب يتأكد من البير اذا باقي فيه ماء وأن الماء مو نجس ( طايحه في جثه او مسمم او مرمي فيه بقايا اكل )

وبعد ما أكد له الشاب ان البير نظيف فرحوا الباقين لأنهم لقوا ماء اخيراً

ابتسم سلطان برضى وهو يشوف اهله يتجمعون حول البير ويملون حافظاتهم بماءها ويشربون منه

يروون عطشهم الي ظل ٤ ايام متتالية والبعض ظل اسبوع، لأن الاولوية خلوها للاطفال والنساء ولو بقى منه شربوا الباقين

بدأ الكل ينصب خيمته وامتلت الارض بالخيم والبعض بدأ يحرث الارض ويجهزها للزراعة بعض الخضروات الي معهم

والبعض بدأ يطبخ الغداء والدنيا صارت مستقره على هالشعب البسيط

لكن واحد منهم ما كان مرتاح

كونه عارف ان هالمكان من اختيار سحيم

كشر وسحب نفسه يناظر حوله بصمت، قبل ما يقرب منه سلطان ويسأل: رجب، شد ارضك

رجب بأنزعاج: وين اشدها وانت رايحٍ لأرض العدو

سلطان: سحيم مهوب عدو

التفت رجب لـ سلطان وتكلم بغضب واضح على وجهه: وش عرفك.؟

تنهد سلطان وصد عن رجب وتكلم: ان كانت الارض مب عاجبتك، أخذ اغراضك وشد رحالك .. انا عاجز والعجز يكفيني بعد كل هالسنين مقدر أوجه وأقيد وأحارب بالترحال، أبي ارض سالمه بعيد عن هالناس مب حروب مستمره بين القبايل والأراضي

انزعج رجب اكثر لكن كلام الشيخ صادق

هو بعد تعب من هذا كله، وخايف على اهله

خايف على ولده رماح الي باقي بمهاده

شد قبضته وهو يسمع خطوات سلطان تبعد عنه

لطالما كان كذا، شديد ودايم معصب

لكن الي واجهه مو سهل، خاصةً انه ذراع سلطان اليمين والي يحتمون وراه هم اهله كيف ما ياخذ حذره من شخص صادف انهم يلتقون به بهالصحراء.!

،

بهذيك الليلة ما نام رجب، كان جالس يحرس المكان

عينه على النار الي تحول حطبها رماد، وباله سرحان رغم الم الصداع

ايه له اسبوعين ما نام الا ساعتين،
كوابيس ورا كوابيس

يشوف فيها اهله يموتون قدامه، وشخص غريب واقف بعيد وينادي بأسمه..

كان خايف من ان ذاك الشخص هو من قتل اهله،
ولسبب .. يحس ان هالشخص هو سحيم

سحيم: توقعت هالأرض محدٍ باغيها

التفت رجب بسرعة لمصدر الصوت الي وراه، وبسرعة طلع سلاحه وحطه على سحيم الي رفع يده بكل هدوء.

سحيم: جيت بعلاج يفيد شيخك

تكلم رجب بأندفاع وهو ماخذ حذره من انه يقرب من سحيم: انا قايل لك، محدٍ يبي عونك

بان حزن طفيف على ملامح سحيم قبل ما يسأل: وش اسمك.؟

رد رجب: وليه تبي اتعرف.؟

سحيم: عشان اعرف احكي معك

تردد رجب لكنه تكلم بالأخير: رجب

ابتسم سحيم: رجب .. سبحان من سماك

عقد رجب حواجبه ورجع سحيم يتكلم بعد ما نزل يدينه: أنا سحيم، مولود بنجد .. وعمري ٢٧، مهتم بعلم الفلك وحافظ هالصحراء من شرقها لغربها .. وهذا خيلي سِنان ..

قاطعة رجب: ما سألت عنك

هز سحيم راسه بتفهم بعدها رد بنبرة هاديه: حتى لو ما سألت، أنا أبيك اتعرف يا رجب

عقد رجب حواجبه، ورجع خطوة ورا بعد ما انتبه لـ وجود سحيم هنا: ليه جيت.؟ ... اتعرف اننا بنكون هنا واكيد جايبٍ معك أحد

رمش سحيم بعدها جاوب: جايبٍ أحد.! اتشوف احد بسطح هالصحراء.؟ ولا دافنين نفسهم بالرمل؟

رجب: أجل وش جابك يا سحيم، دليتنا على هالأرض وجيتها بالليل .. وش المغزى من جيتك غير انك تبي تتأكد اننا هنا

ضحك سحيم ضحكة خافته تارك رجب يزداد غضبه لأنه يستهزأ فيه، لكنه بالاخير ابتسم و جاوب: ايه كنت ابي اتأكد انكم وصلتوا بالسلامة

رجب: نواياك اكيد خبيثه

سلطان: من اتكلم يا رجب

التفت رجب لـ سلطان الي كان يمشي بعصاته، ولأنه بعد شوي قدر يشوف سلطان مين هالشخص الي قاعد يتكلم مع رجب

وانصدم انه سحيم.!

سلطان: سحيم!

ابتسم سحيم و رد: تذكر اسمي

قرب سلطان وهو يمشي على مهله ولما شاف رجب ان سلطان جاي راح له على طول عشان يساعده بالطريق

مسك يد سلطان وخذاه للجلسة الي كان هو جالس فيها، تحت انظار سحيم الي كان يناظر رجب بتركيز

ابتسم بعد ما اشر له سلطان بأنه يجلس،
فـ جلس ووقف وراه خيله

سحيم: السلام عليكم شيخ سلطان

سلطان: وعليكم السلام، ليه انت هنا؟

كان سؤال سلطان مباشر بدون لف و دوران، لأن بعد تفكير طويل .. ليه سحيم جاي فالأرض الي دلهم عليها كأنه يوضح لهم ان في باله شي يبي ينفذه عليهم

هل هو مثل ما قال رجب ( فخ ) ولا هي زيارة .؟

ناظر سحيم بعين سلطان بعدها جاوب: جيت أعطيك دواك

طلع سحيم كيس القماش من جيبه ومده لـ سلطان وهو يقول: شريته من رحالين بمبلغ بسيط

اخذ سلطان الكيس وهو يسمع كلام سحيم، وبدافع الفضول فتح الكيس وشاف الاعشاب الي فيه بصمت

هي فعلاً اعشاب ومن ريحتها وشكلها ما تدل على انها اعشاب ضاره

رجع يربط الكيس وتكلم: اتعني عشان غريب؟
( اتعني = تمشي مسافة طويلة )

سحيم: محدٍ غريب في هالأرض، وكلنا أخوان في الأسلام .. احتسب فيك الأجر بالعلم الي وهبه لي ربي لعلها تفتح علي الرزق بمولود أنحرمت منه سنين

اتسعت عين سلطان وشده كلام سحيم عن رغبته بـ خليفه

سلطان: متزوج؟

تنهد سحيم، وناظر النار وهو يقول: زوجتي توفت يا شيخ

سلطان: الله يرحمها ويغفر لها

رجب كان يناظر في سحيم الي منزل راسه بضيق، قبل ما يرفعه ويتبدل حزنه بالابتسامة اللطيفه: امين يارب ويرحم موتاكم وموتى المسلمين

سلطان: امين

عم الصمت لثواني قبل ما يتكلم سحيم وهو يقوم: أعذروني

رفع سلطان راسه وهو يرقب سحيم الي نفض الرمل عنه قبل ما يستقيم ويبتسم لهم ابتسامة خفيفه: لازم أسري،في أمان الله

رجع لـ خيله وطبطب عليه قبل ما يسبقه صوت سلطان: راحل فالليل.؟

رد سحيم: راحل حتى مغيب شمس اليوم الثاني

رجب فهم وش بيقول سلطان فـ تكلم لسلطان: خله يرحل

سلطان: وين أكرام الضيف؟

رجب بهمس: اكرمناه بأستقبالنا وقهوتنا وش يبي بعد؟

انزعج سلطان وتكلم بصوت عالي: أرتاح هنا اليوم، لين ما تشرق الشمس .

رفع سحيم حاجبه بعدها التفت وراه وناظر في سلطان

رغم انه ما يبي يجلس اطول في هالمكان،
لوهلة حس انه شخص مو مرحب فيه

هز راسه بنفي وابتسم قبل ما يرد: مشكور يا الشيخ سلطان

ركب سحيم خيله، وودعهم وداع أخير وراح بطريقة

.
.
.
.

مرت الشهور وسحيم ماله حس عند سلطان الي توقع زيارته بيوم من الايام.

كان مستغرب، هل معقول سحيم راح للأبد .. ولا مات في هالصحراء

بعد تفكير طويل بينه وبين نفسه سمع صراخ من احد رجاله

كان يصرخ ويركض له وهو يقول: جانا ضيف جانا ضيف

فز سلطان وفز معاه رجب الي استغرب من هالكلام

ضيف.؟ هم ما عندهم ضيوف ابد

مشى سلطان على عصاته وشاف هفة الشعر من بعيد وعرف صاحبها على طول.

سحيم جا

هذا الي دار بعقل سلطان وهو يناظر سحيم يقرب من عندهم وهو مبتسم.

نزل من على خيله وقرب من سلطان قبل ما يخطف نظره سريعة لـ رجب الي بانه عليه الانزعاج كالعادة

سحيم: السلام عليكم

سلطان و رجب: وعليكم السلام

التفت سحيم لـ صراخ الاطفال وهم يلعبون، تمنى بداخله لو كان ولده واحد منهم، يلعب هنا وهناك مع باقي الاطفال

ابتسم ورجع يناظر في سلطان الي تكلم: أشوف انك جاي ومعاك الغنايم

هز سحيم راسه وقال: جبتها لك من الحجاز

سلطان بذهول: الحجاز.؟ رحلت للحجاز؟

راح سحيم لـ خيله وأخذ كيس كبير قماش مربوط من على ظهره ورجع لـ سلطان و رجب وهو يقول: ببيعها عليكم

رجب: تشتريها فيذاك وتبيعها هنا؟

رد سحيم: وليه ما أبيعها هنا؟

رجب: سحيم .. انت غريب في أرضنا، ليه نشتري منك

سحيم: ما تبي تستفيد يا رجب؟

كان بيتكلم رجب لو ما سكته سلطان: إنا نبي الفايدة، ورنا وش عندك من غنايم

فتح سحيم الكيس وبانت الاغراض قدام سلطان و رجب

من بذور ومن باديات ( صحون ) ومن حبال، صوف، كتب، ذهب، جلد، وأدوات بسيطه مثل بعض ادوات الخياطة وبعض ادوات الزراعة وبعض ادوات الصناعة

سحيم: الباقي موجود على هالجمال، وعندي غنمتين وقعود

انصدم رجب من الاغراض كلها، كيف لـ رحال واحد يجيب هذا كله!

اما سلطان ابتسم لشعوره بأن الخير جاه لعنده وهو الي كان شايل همه

كمل سحيم: عندي بنادق تفيدكم تحمون أرضكم فيها و تفيدكم بالصيد

سلطان: هب لي كل الي عندك

انصدموا رجب وسحيم على كلام الشيخ

وتكلم رجب: كلها يا شيخ!

سلطان: ايه، أرضي لزوم انها تعمر، بكرة بأذن الله بيكبرون عيالنا وبياخذون هالأرض دار لهم، كيف بتكون الدار لو ما كان فيها المحاصيل والأمان

رجب: ووش الي عندنا عشان نعطيه لـ سحيم مقابل ذا كله.؟

ناظر سلطان بـ سحيم وسأل: وش هو المقابل يا سحيم

تردد سحيم، لكنه وقف وتكلم: بنت من بناتكم يا شيخ، اتزوجها على سنة الله ورسوله وان كانكم خايفين عليها ابخليها تعيش وتعمر في أرضكم ...

رجب: بناتنا.؟

سلطان فكر وهو يناظر في سحيم، بيعطيهم كل هالغنايم مقابل انه يتزوج بالحلال من وحده من بنات أرضه

لكنه خايف!

لو سحيم ضرها ولا تركها ولا حتى كسر قلبها الرقيق وش بيكون عذره قدامها.؟

لازم يعرف وش نوايا سحيم

رجب: وليه تاخذ من بناتنا؟

سحيم: أنتو اهل ما شفت منهم الخبث ولا السوء، وكونكم عايشين بفضل الله ثم فضلي .. اطلب منكم هالطلب البسيط

رجب: فضلك.؟ اتحسب ان هالأرض ملكك.؟

عقد سحيم حواجبه وجاوب: مهب أرضي لكني كنت دليلكم لها

انفعل رجب اكثر والتفت لـ سلطان: شيخ سلطان انا قايلٍ بأنه نجس وخبيث .. لو انه رجال ما قال هالكلام

تنهد سلطان ورجع يناظر سحيم: رحلت كثير بهالصحراء، واخترت زواجك من هالأرض .. وش الي يدور ببالك يا سحيم

سحيم: أبي استقر يا شيخ، رزقني الله بالعقل والجسم وأغناني عن حاجة الدنيا من مواشي ومحاصيل .. باقي رزق واحد، لعل ربي كاتب انه يكون عندكم ومنكم

فكر سلطان بعمق تحت نظرات رجب وترقب سحيم

بعدها هز راسه وقال: موافق

| عودة للحاضر |

...

تنهد معن لأنه فقد خريطة ابوه، فالواقع التنهيده مجرد تعبير بسيط للحزن الي بداخله.

مو مصدق ان كان عنده كنز من ابوه وضيعه بسبب خلاف بين ناس ما يعرفهم.

هو دليلهم بس شفايدة الدليل بدون عِلمٍ يدله

نفض أفكاره، لطالما درس وراقب النجوم

ان كانت الشمس تدلهم بالنهار فالنجوم بتدلهم بالليل

وخريطة ابوه مجرد جزء لا يتجزأ من كنوز سحيم ..

حسب كلام امه برسايلها

أن سحيم تاجر يبيع ويشتري، وهذي وظيفته الي اخذ منها خير واجد ومحاصيل لكن مو كلها تركها عند زوجته

بل كان سفره كل شهر واختفاءه يدل ان له مكان ثاني يخبي فيه محاصيله.

مسح على خيله وابتسم، حتى خيله له أب

وأبوه صديق وافي لـ ابو معن ( سحيم )

فهل راح يكونون أصحاب وافين مثل ما كانوا اباءهم.؟

،

كان رماح يناظر معن بين فترة وفتره

شمس الظهر رغم حرارتها الا ان الجو بارد، حرك عينه لطريقهم قبل ما يعقد حواجبه لشوفته لـ مجموعة جايه من بعيد

حرك خيله ومشى قدام معن يمنع همام من انه يتحرك بوقوف أصيل

استغرب معن من حركة رماح وعقد حواجبه وهو يسمع صهيل خيله ووقوفه بسبب جسد أصيل

معن: علامك.؟

رماح: رحالين ثانين

ركز معن وشاف فعلاً ان فيه مجموعة قدامهم ..
لكن الي خلاه يخاف هو وجود الاسلحة معاهم

يليها صوت رصاصة عابره بسبب تصويب صاحبها الخاطئ،
والي اكد انها رصاصة هو اختراقها للرمال قبل ما يصهل همام لمعرفته بأصوات طلق النار

طلع رماح سلاحه وهو يوجه كلامهم للموجودين: إلي قدامنا عدو، لحد يترك المواشي والباقي خذوا البنادق وأرموهم ( اطلقوا النار عليهم )

كان همام هو اكثر الخيول توتر وبسبب حركته ورفعه لنفسه ما قدر معن يتمسك بشعره وطاح من فوقه وهو مصدوم من انفعاله

صار تبادل طلق النار ..

نزل معن راسه بعد ما شاف همام يرفع رجوله ويضرب فيها الأرض، لولا حركته السريعة كان دعسه وهذا الي خلاه يصارخ بأسم همام

وقف بسرعة بعد ما ركض همام بعيد،

وركض لـ همام الي كان رايح عكس الطريق

وبين المجموعة شاف ابراهيم ان معن يركض عكس اتجاهم فـ صرخ بصوت عالي: معن ينحاش، معن ينحاش

كان رماح مشغول بطلق النار وقدر يصيب ثلاثة، لكن صراخ ابراهيم شتته وخلاه يلتفت بمجرد ما سمع هالجملة

معن ينحاش.!

قلبه انقبض وعقله تشتت وهو يدور مع بعينه بين الموجودين، وفعلاً شاف معن يركض .. بس كان يركض ورا خيله!

حرك خيله عشان يركض لكن سبقته رصاصة اخترقت ذراعه وطاح من فوق خيله الي صهل خوف عليه

نزل أصيل راسه لـ رماح لكن رماح رغم الالم صرخ على أصير واشر بيده الثانية على همام: رح يا اصيل، رح

فهم أصيل امر رماح وركض بسرعة لـ همام الي كان يبعد مع الوقت ومعن حس بالتعب وهو يلحقه

كان يصارخ وينادي بأسمه لكن همام ما يسمع

جثى على الارض بعد ما حس انه فقد همام ..

بس انقطع احساسه لما مر اصيل من جنبه وهو يضرب الارض بقوة دليل على سرعته.

وقدر يلحق همام ويوقف قدامه عشان ما يركض ويوقف.

وفعلاً وقف همام وصهل لكن أصيل رفع نفسه وصهل بصوت عالي وهو ينفخ الهواء من خشمه

نزل همام اذنه بعدها رفعها لما سمع صفير،
وما كان الا صفير صاحبه

وكأنه رجع لـ وعيه ورجع يركض لـ صاحبه الي شاف الموقف الي صار بين الخيلين.

نزل اصابعه عن فمه وهو يشوف همام جاي عنده ووراه اصيل

استغرب ان اصيل جاي بدون صاحبه

واول ما قرب منه همام شاف اندفاعه وهو يحط راسه على صدره

تنهد معن براحه وطبطب على همام وهو يقول: لا تخاف، محد بيأذيك

قرب أصيل من معن، وطبطب عليه معن قبل ما يبتسم: شكراً

.

عند رماح

حبس انفاسه وهو يفك غترته ويربطها حول ذراعه المصاب بعد ما بعد عنه أصيل.

الألم اي قاعد يزيد مع الوقت يضعف كل قواه

كيف لا وهي رصاصة حاده كانت بتخترق عظمه لو تقدر

مد يده السليمة ومسك بندقيته لكن البندقيه تحتاج يدين عشان يصوب

انزعج وطلع سلاح جده وحاول يصيب الموجودين ..

وفي وقت قصير مع تبادل طلق النار، انحاشوا الي كانوا واقفين ضدهم بعد ما انصاب عدد كبير منهم وبعضهم مات!

التفت رماح للموجودين وشاف بعضهم مصابين، لكن مافيه حالة وفاه.

شاف خيل شجاع واقف بعيد وجنبه كان سيف الي حاضن فروة شجاع.

التفت وشاف ان شجاع جنبه يلقط انفاسه بصعوبة

شجاع: وش الي صار! وين معن!!

رماح حط كفه على ذراعه المصاب ووقف يدور بعينه عن معن

بعدها تكلم: ما راح بعيد

شجاع بعصبية: هو صدق انحاش.؟ تركنا بعد ما جت الصمايل؟

رماح بأنزعاج: يا ولد اذكر الله وأهجد، ما كان على خيله يوم ركض .. وهذا يدل ان خيله ممكن خاف وفقد معن سيطرته عليه

شجاع: وش السوات الحين

رماح: بننتظر معن يرجع

كان بيتكلم شجاع لكن رماح قاطعه بصراخه على الموجودين: تفقدوا بعض، والاطباء عالجوا ربعكم .. أن رجع معن بنبعد عن هالمكان

أبراهيم: ان رجع معن؟ انا شايفه ينحاش بعد ما بدأ طلق النار

رماح بعصبية: ليتك تلفقه، ما أنصابت يدي الا من صراخك وليته على شي يسوى

سكت ابراهيم، اما رماح حس بتعبه يزيد وعرقه يصب بكثره

رغم هذا كان يقاوم ويحارب التعب وهو يتفحص الموجودين بعيونه

رجع شجاع لـ سيف وشافه يتنافض برعب ومخبي راسه.

تكلم بدون ما يناظر سيف: خلاص راحوا

رفع سيف راسه بسرعة ولما شاف شجاع سليم ما منع نفسه بأنه يوقف ويضمه وهو يتنافض

سيف: ا.انت بخير، الحمدلله يارب الحمدلله

بدأ سيف يصيح مسبب الصدمة لـ شجاع الي كان يحاول يستوعب الحضن بينهم!

حاول يبعد سيف عنه ونجح

وشاف وجه سيف الي كان مبين عليه ان ملامحه مخطوفه ومرعوب.

شجاع: سيف ..

قاطعة سيف: ليه تركتني شجاع، ليه خليتني مع وهاج .! بظنك الخيل بينقذني.؟

شجاع: انا رحت اساندهم تبيني اجلس معك واخليهم ينصابون؟

ظل سيف يتنافض لانه خايف على شجاع وخايف من الي صاير: صابك شي.؟ تكفى شجاع لا تروح مره ثانية .. لو صابك ..

قاطعة شجاع بعصبية: رجعت لموضوعك يا سيف! رجعت للكلمة الي حذرتك منها!!!!! كنت داري انك ما تنفع بهالترحال .. مدري ليه الشيخ قال لك رح وانت حتى بندقية ما تعرف تمسكتها .. لين متى بتستمر تكون عائق بهالرحلة

اتسعت عين سيف وهو يسمع كل هالكلام ..

انقبض قلبه بألم ونزلت دموعه زياده

وش ذنبه اذا هو ما عنده الي عندهم، من صحة ولياقه!

وش ذنبه اذا هو الوحيد الي في ارضهم مصاب بمرض بقلبه؟

وش ذنبه يحاول يثبت انه يقدر لكن قلبه وضعفه يعيقونه!

حس بالدنيا تضيق اكثر واكثر

فصخ فروة شجاع ورماها عليه بكل عصبية

قبل ما يصرخ بوجهه: اكتفييييت، اكتفيت منك يا شجاع .. لين متى بتعاملني كذا، عشاني احبك؟ عشان قلبي دق لأسمك؟ تأذيني كأني سويت فيك ذنب وانا الوحيد المذنب هنا حتى ...

ما قدر سيف يكمل كلامه بسبب نوبة زارته بوقت غضبه

حط يده جهة قلبه وطاح على الأرض وهو يشاهق وعيونه متسعه

خاف شجاع ونزل لمستوى سيف بعد ما حط يده على كتفه: سيف! سيف وش فيك

انخرش شجاع لما شاف ذيب يسحب سيف عنه

وجلسه عدل وهو يمسك وجه سيف ويكرر له: سيف تنفس بشويش، اخذ نفسك بشويش

كان ذيب يمثل لسيف كيف يتنفس عشان يقلده، وبدأ سيف يسوي الي يقوله له ذيب لين بدأ يهدأ

رفع ذيب شعر سيف عن جبينه المتعرق وهو يقول: أستمر لين تهدأ بالكلام

شجاع: سيف ...

التفت ذيب لـ شجاع وناظره بحده قبل ما يقول: رح شف وش امر رماح ومعن بدال وقفتك هنا

سكت شجاع وهو يشوف ذيب يرجع يناظر في سيف ويمسح العرق عن جبينه وهو يكلمه بصوت هادي وحنون

انزعج ان سيف مو معبره فـ راح لـ رماح ومعن وهو يشد قبضته

.

بلع سيف ريقه وتنهد

اما ذيب قرب ومسك يد سيف وحط اصابعه على معصمه متجاهل رجفة سيف لما سوى حركته هذي

بعد فترة قصيرة، ترك ذيب يد سيف وقال: الي جاك مهوب بسيط، انتبه لنفسك ولا تضيق وتعصب وانت تدري ان قلبك ما يتحمل

ظل سيف ساكت اما ذيب قام وحط فروته عليه وهو يقول: أركب معي

سيف: ا..

ذيب: عشان اكون قريب منك واهتم فيك لا صابك شي

تنهد سيف ومشى مع ذيب الي ابتسم وخذاه للموجودين

وصله للخيل حقه والي كان مزيج بين الابيض والبني الغامض

كان مميز شكله مثل حق الثلاثة الموجودين

لكن ما ينكر حبه لـ وهاج

يذكر ان خال شجاع يجيبه عندهم عشان يلعبون معاه لما كانوا صغار وكان هو صغير.

وبرضو لان شجاع ملكه وصار صاحبه

،

ركب سيف على خيل ذيب

وركب وراه ذيب تحت نظرات شجاع

ابتسم ذيب وهو يشوف قرب سيف منه

وما منع تمرده بأنه يحط يده على خصر سيف ويسحبه له تارك اجسامهم تتلاصق

انتفض سيف والتفت لـ ذيب وهو ما يحس براحة: لـ.ليه قربتني

ذيب: جلستك على الخيل مب صحيحه، بيأثر عليه

بلع سيف ريق وهو يحس بعضو ذيب ضد مؤخرته: ط.طيب

شجاع ما فاته الموقف الي صار، وما انتبه لقضبته المشدوده وهو يناظر ذيب.

يقدر يشوف احمرار اذن سيف دليل على خجله وهذا الي ازعجه زياده

.

من جهة معن

بعد ما رجع مع اصيل وهمام، تلقى ذم من الموجودين كالعادة

لكن قلبه طاح اول ما شاف الدم على ثوب رماح

نزل من خيله وركض له وهو يقول: علامها يدك! وش صابك! متى انصبت! ...

ظل رماح متصنم بمكانه وهو يسمع اسئلة معن

فالواقع كان تايه بحسن هالجمال

فكرة ان هالجمال جاي لعنده لانه قلق عليه خلته يحس بالنعيم

ما يدري ليش ارتاح قلبه ونسى المه

ما يدري ليش نبرة معن القلقه هزت جبله القاسي

ما يدري ليش وده يضم معن لصدره ويبوس راسه

معن: رمااح!

صحى رماح من شروده وناظر في معن بعدها رد بنبرة هاديه وحنونه: انا بخير، انت طمني ورا خيلك ركض بعيد وخلاك

انتفض قلب معن من بعد هالنبرة

وظل يناظر في رماح قبل ما يجاوب: ا.انا بخير، بس انت مصاب

رماح: بلنها اصابة بسيطه، مب ضارتني بأذن الله .. الحين خلنا نتحرك ونلقى مكان نحتمي فيه عشان نرتاح من بعد الي صار

رفع معن يده لكنه ارتبك ونزلها تحت انظار رماح

بلع ريقه وسحب نفسه لـ خيله قبل ما يلتفت لـ رماح من جديد ويشوفه وهو يواجه صعوبة بأنه يركب خيله بيد وحده

كان بينزل يساعده لكن رماح نادى على شجاع

فالواقع كان رماح عارف ان معن بينزل لكن ما يبي يتعبه ويأذيه وهو يحاول يداري ثقله

فالحجم بينهم فرقه كبير واكيد وزنهم يختلف

ظل معن يناظر في رماح، بعدها نزل راسه وعض شفايفه

معن بهمس: لا يكون انصاب بسببي

،

من جهة رماح وبعد ما ركب خيله

رجع يلتفت لـ معن وشافه سرحان

فـ تكلم بينه ويين نفسه: لو تدري كيف انقبض قلبي يوم عرفت انك مب حولي كان ما سألت عن حال يدي .. شفه للحين يدق ويتنافض رغم انه شافك وتطمن انك بخير

Continue Reading

You'll Also Like

702K 28.6K 46
لعلنا خلقنا لنظل هكذا .. خطين متوازيين يعجزان عن الفراق وعن التواصل ولن يلتقيا الا اذا انكسر احدهما. "حاولت أتجاوز مين انت و مين أنا اعشاني ابيك معاي...
15.9K 399 7
العالم كلة يجثو على صدري، أنه الخذلان يعبر عن نفسة بطريقة أخرى، بعض من الاختناق وقليل من الإنحناء في الظهر والكثير الكثير من الحزن، (أصَيل) رواية قا...
430K 13.9K 25
"ورَائِحَةُ الشوقِ عنّدَ اللِقَاءِ؛ كرَائِحةِ الأرضِ بعّد المَطَرِ" - مثلية، ١٨+ - عامّية - مكتملة *جميع الحقوق محفوظة لي وأي تشابه بالأحداث أو الأ...