أسيرة شياطينها

By Merieme_vani

315K 12.9K 9.2K

-"في علاقتنا نحن أكرهك هي أحبك ولا أريدك هي أريدك، اذهبي هي ابقي وابتعدي هي اقتربي" -"فكرتك تروقني شيرني لذا... More

1-مقدّمة ووصف
2-إهانة
3-الورقة الرّابحة
4-صراع المكسيك
5-المجلس الدموي
6-الغاية السامة
7-خطوة نحو الجحيم
9-الجميلة والوحش
10-سيّد الخفاء
11-ميعاد الانتقام
12-صمت مخيف
13-الخائنة البريئة
14-لقد أحببته
15-ربّما النّهاية
16-كنتِ كذبةً جميلة
17-بداية جديدة
18-اصطدام
19-لغة خاصّة
20-وجه الشّيطان
21-النهاية

8-ذات الوجهين

9.4K 524 600
By Merieme_vani

احتجتك كغاية أبرر بها وسيلتي
فوجدت بلقياك مشاعر ضائعة أبطلت مُسلّمَتي



-ابنة العرّاب-

°°°°°°°°°°

التّصرف بشكل طبيعي في تلك اللحظة كان أمر أقرب للمستحيل بالنسبة لسيليا فالخبر الذي التقطته مسامعها أفقدها عقلها بشكل كلّي وقادها نحو طريق الجنون .. أعذروها لكن كيف لا تفقد عقلها دام أن عرّابها قد تعرّض للاغتيال ! ..عرّابها نفسه الذي منحها الحياة وحوّلها من تلك الضعيفة إلى زعيمة الزعماء ..

أقسم أنّ نارا اشتعلت بداخلها مع ذلك لم يجدر بها أن تظهر شرارة تلك النار أمام الوغد القابع أمامها كي لا تكشف أوراقها وتُنهي لعبتها قبل أن تبدأ حتى ..

ظلّت تشجّع نفسها على الصمود بكل ما امتلكته من قوة ثم ما إن سيطرت على نفسها تجاهلت الخبر الذي بُثّ في التلفاز وتنهدت بخفة تجيب ذلك الوغد على الموضوع الذي كانا يتحدثان فيه قبل قليل

"سيّدي يمكنك إيجاد فتاة غيري فأنا حتما
لا أصلح لهذه الصفقة "

زمجر زيوس بغضب ثم حاوط رأسه بيديه ونبس

"لن أجد فتاةً أخرى بيرلا فأنا لا أثق بأحد"

ابتسمت سيليا بسخرية ثم عقدت حاجباها وعلّقت بجدية

"وهل تثق بي إذا؟"

رفع الأخير رأسه ببطء شديد وأخذ يحدّق بها بطريقة غريبة ثم تكلّم

"أجل..أنا أثق بك"

بصراحة هي لم تتوقع إجابته تلك فمعلوم أنّ زيوس يعتبر الثقة غباءً..
صدقوني منذ وفاة صديقه لم يثق الأخير بأحد لكنه الآن وثق بالشخص الخطأ..

"امنحني وقتا سيّدي.."

هذا ما قالته سيليا بنبرة هادئة كالموت فأومأ لها بدوره ونبس

" أريد الإجابة قبل نهاية الأسبوع"

هزّت رأسها بالإيجاب ثم قررت أخيرا أن تتهرب من الأعمال كي تتأكّد من صحّة الخبر الذي تلقّته فمثّلت الضعف أمامه وقالت

"حسنا سأمنحك الإجابة في أقرب وقت"

صمـتت قليلا تبتلع ريقها مدّعية التوتر ثم أكملت:

"سيّدي أنا أشعر بالتعب هلّا سمحت لي بالذّهاب "

شرع زيوس في تمرير عيناه عليها بقلق ثم قبل أن يكشف عن اهتمامه الزائد بها أجابها ببرود ..

"طبعا يمكنك الذّهاب ..سأخبر السائق أن يوصلك"

رفضت الأخيرة فكرة زيوس باندفاع ثم نبست بإصرار

"لا أريد شكرا لك.. صديقتي ستأتي لاصطحابي"

همهم بتفهم ثم أرجع تركيزه على الملفّات وتمتم ببرود

"حسنا كما تريدين..بإمكانك الذهاب"

أومأت له ثم خرجت من المكتب ومن الشركة ككل لتقف بعيدا عن الموقع أين لا يمكن لأحد رؤيتها فسحبت هاتفها الجديد وقامت بتشغيله مُتّصلةً بإدوارد ..

"إدوارد ما اللعنة التي تحدث"

هذه العبارة كانت أول ما نطقت به سيليا عند تلقّيها لإشارة الرّد فتنهّد إدوارد بخفة وتكلّم مجيبا إيّاها بهدوء

"لم يحدث شيء.. العرّاب بخير"

كانت تعلم أنّ القصة لم تكن بتلك البساطة وكانت تعلم أيضا أن والدها تعرّض للهجوم بالفعل لذا ضغطت على أسنانها بغضب ونبست بنبرة مميتة

"لديك عشر دقائق فقط كي
تصطحب لعنتي من هنا"

لعن إدوارد في سرّه بعد أن شعر بغضب جهنّمي لم يمتلك الشجاعة للإفصاح به حتّى فحرفيا زعيمته تقوده إلى الجنون.. تبّا ألا يكفي أنّه تعرّض لإصابة لعينة أثناء تنفيذه لخطّتها الشيطانية !

أغمض الأخير عيناه يحاول تهدئة نفسه كي يحافظ على حياته ثم ما إن تذكّر أنّه لا يزال صغيرا وأنّه لم يحقق أحلامه الغبية مع إليزيا تنهّد بخفة ونبس بنبرة جدُّ محترمة

"أمرك زعيمتي أنا قادم"

ابتسمت بسخرية بعد سماعها لصوته فاللعين استغرق دقيقتان كاملتان في إجابتها لذا علّقت بدورها على فعلته بهدوء أرعبه

"ثمانُ دقائق هي كلُّ ما تبقى لك فقد طال
صمتك أيها الوغد"

بمجرّد ما أنهت كلامها أقفلت الخط وشرعت في انتظار ذلك المسكين بكل ما امتلكته من برود ..

ظلّت على ذلك الحال لدقائق لا تعدُّ ولا تحصى ولأكون صريحة لقد تجاوز إدوارد المدّة التي اشترطتها هي ومنه النتائج ستكون وخيمة ..

احمرّت عينا سيليا بغضب وشرعت في تفحّص ساعة يدها بنوعٍ من الانزعاج ثم قبل أن تفقد سيطرتها على نفسها توقّفت سيارة بسيطة بجانبها فابتسمت ابتسامة لم تكن جميلة أو لطيفة أبدا بل كانت شيطانية لم تدل سوى على جنون صاحبتها ..

فتحت الأخيرة الباب الخلفي للسيّارة وصعدت على متنها دون أن تردف بكلمة فتنفّس إدوارد باضطراب وأقلع بها نحو قصر العرّاب ..

وصلا إلى وجهتهما بعد نصف ساعة فسلّمها إدوارد قناعها الذي أحضره معه لتستلمه بدورها من يده بكل هدوء ثم ارتدته وقالت ببرود

"أريد مسدّسي"

ابتلع إدوارد ريقه بصعوبة ثم سحب سلاحا من علبة السيّارة وسلّمه لزعيمته فشغّله بدورها وأطلقت عليه من الخلف بكلّ برود ثم أردفت

"جرح سطحي هذه المرّة لأنّ حياة ليزا مرتبطة بحياتك..جرّب أن تتأخّر علي من جديد كي أفصل رأسك عن جسدك"

أنهت كلامها لتخرج من السيّارة بكل برود فلعن إدوارد بسخط ووضع يده على الجرح الذي كان جرحا سطحيا بالنسبة لها فقط فالوغد يكاد يقسم أن الرصاصة اخترقت عضلته ..

على كلٍّ هو لن يبقى في هذا المكان لمدة أطول بل سيأخذ صغيرته ويهرب بها من نيويوك ليريح نفسه قليلا فإليزيا لن تكون المستفيدة الوحيدة من هذه الرّحلة ..

أقلع الأخير نحو البيت الذي تقبع فيه صغيرته بينما دخلت سيليا إلى القصر واقتحمت مكتب عرّابها قائلة بنبرة غاضبة

"ما الذي يحدث معك بحق الجحيم!"

رفع فريدريكو عيناه صوبها بهدوء ثم تمتم ببرود

"اجلسي وسأشرح لكِ كل شيء"

تنهّدت الأخيرة بغضب ثم جلست على الكرسي تحرّك قدميها كالمجنونة فابتسم العرّاب بسخرية ثم سلّمها سجارة الماريجوانا التي صنعها لنفسه ونبس

"أعتقد أنّك بحاجتها أكثر مني"

أجل..هي حتما كانت بحاجتها لذا لم تتردّد قبل أن تستلمها منه وتضعها بين شفتيها إذ سارعت في إشعال رأسها بيدين مرتعشتين وسحبت نفسها عميقا منها لتُخرج بعد ذلك دخّانها من فمها وأنفها

"أنا أستمع إليك أبي"

هذا ما قالته الأخيرة بنفاذ صبر فابتسم فريدريكو بهدوء وتكلّم ساردا عليها ما حدث

"قبل أن أركب سيارتي بدقائق حذّرني رجالي من أنّ أحد الأوغاد قام بتثبيت قنبلة بأسفلها حيث أمسكوا بالفاعل وأحضروه إلي فاستعملت معه طرقي الخاصة وأجبرته على ركوب السيارة عوضا عنّي فتفجّر العاهر وحصلت أنا على بعض الأضواء"

ضربت سيليا المكتب بغضب جهنّمي وقد تسببت في جرح يدها وشقّ حطب الطاولة قليلا ثم دون قدرة منها على الكبث صاحت بنبرة غاضبة

"من الداعر الذي أرسل الوغد وأمره بتفجريك"

كان العرّاب مترددا حيال إخبارها بالأمر لكن نظراتها القاتلة جعلته يدرك أنّها لن تغادر مكتبه إلّا بعد أن تُحصّل المعلومات التي تريدها لذا تنهّد بخفة وأفصح أمامها بالحقيقة

"الملك الأسود ..الوغد لا يزال في نيويورك وأراد الانتقام منك بواسطتي"

ابتسمت سيليا بطريقة مرعبة أوحت للعرّاب أنّها فقدت عقلها بشكل كلّي ثم ما هي إلّا ثواني حتى شرع أنفها بالنزيف دلالة على وصولها إلى ذروتها في الغضب ..
مسحت الأخيرة دماءها ثم تكلّمت بنبرة حاقدة

"كنت قد تناسيت أمره بعد أن قمت بتخريب صفقاته لكن يبدو أنّ الوغد يريد الموت بسرعة"

أغمض فريدريكو عيناه بقلّة حيلة يحاول تحديد عواقب العداوة مع عصابة الموت ثم ما إن توصّل في رأسه لمصطلح الهلاك فتح عيناه من جديد وهتف بجدية

"لا تتهوّري سيليا فموته يعني العداوة مع عصابة الموت الهولندية وأنا لن أحبّذ ذلك فقائدهم ديتريش لي كارفالو أقوى مما تتوقّعين"

وضعت سيليا سجارة الماريجوانا بين شفتيها تعيد إشعالها من جديد ثم ما إن استنشقت سمومها قالت بنبرة تحدي

"لا أهتم بماهيته كثيرا ..فإن كان هو زعيم هولندا أنا أكون ابنة العرّاب التي تسيطر على أمريكا وأكون أيضا شيطانة الجحيم التي يُحسب لها ألف حساب"

ظلّ العرّاب رافضا لفكرة العداوة بحكم خبرته في المجال وأثبث ذلك لسيليا بعد أن شابك يداه ببعض ونبس

"أفضل أن تهتمي بإنتقامك وتتركي هذه الأمور لوقت لاحق"

نفت الأخيرة برأسها ترفض كلام العرّاب بشكل قاطع ثم نهضت عن الكرسي وأردفت بجمود

"أستطيع القيام بالأمرين في وقت واحد ..على كلٍّ أنا ذاهبة أبي"

تنهّد فريدريكو بخفّة ثم استسلم أمام رغبتها قائلا

"انتهي على نفسكِ"

أومأت له بهدوء ثم أجابته بنبرة باردة

"وأنتَ أيضا"

بمجرد ما نطقت بتلك الكلمات خرجت من المكتب بسرعة ثم من القصر بأكمله حيث ركبت أحد السيّارات البسيطة التي كان يخفيها والدها من أجل استعمالها في المهمّات سرّية ..

انطلقت الأخيرة بالسيارة تقودها بسرعة فائقة ثم توقّفت في طريق خالٍ وأمسكت بهاتفها الثاني تتّصل من خلاله بإيزابيلا التي ما إن ردّت عليها حتّى تكلّمت ببرود

"بيلا..أريد موقع الملك الأسود"

تنهّدت بيلا بخفة ثم ركضت نحو حاسوبها ونبست

"امنحيني دقيقة فقط"

همهمت سيليا ببرود فشرعت بيلا في العبث بحاسوبها لتتكلّم بجدية

"إنّه في منزله زعيمتي..سأرسل لكِ العنوان حالا"

زفرت تلك الغاضبة بانزعاج بعدما اِلتمست الغرابة في نبرة بيلا ..الغرابة التي حثّتها على التعليق بنبرة خالية من المشاعر

"ما بك؟"

ابتعلت بيلا ريقها بصعوبة وأجابتها بغصّة

"لقد عادت خطيبة ذلك الوغد وأنا حقّا لا أحتمل الأمر"

أغمضت سيليا عيناها لثانية لعينة ثم تنهّدت بخفة ونبست بنبرة مميتة

"كوني صعبة المنال..لا تضعفي أمامه وإلّا قتلتك"

ابتسمت تلك الشقراء بخفة فهي حقا تحب اهتمام زعيمتها بها..صحيح أنّه إهتمام غير مباشر مع ذلك استطاعت فهمه جيّدا

"ليست نائبة ابنة العرّاب من تضعف"

هذا ما قالته بيلا بنبرة لم تخلُ من الجدّية فهزّت سيليا رأسها بهدوء ونبست بنبرة باردة ككل مرّة

"لا تتأخّري في إرسال العنوان"

أقفلت الخط تزامنا مع إنهائها لجملتها فوصلها العنوان بعد ثواني ممّا حثّها على الإقلاع نحو منزل الملك الأسود بغية سفك دمائه النتنة ..

لقد كانت تقود السيارة بطريقة جنونية..عيناها كانتا محمرّتان لدرجة غير طبيعية بينما أنفها لم يجف من الدماء دلالة على غضبها المرعب ..

وصلت الأخيرة إلى بيت فرانك الملقب بالملك الأسود فسحبت مسدسين من خلف مقعد السيّارة أرفقتهما ببعض الأسلحة البيضاء التي ستحتاجها في تشويهه ..

ترجّلت من السيارة بكلّ هدوء ثمّ تسلّلت إلى المنزل خلسة فانتهى بها الأمر وهي واقفة خلف الحرّاس بكل رزانة ليس وكأنّها على وشك كسر جماجمهم ..

تسلّقت بدورها أحد الأشجار دون أن تصدر صوتا ثم ما إن وصلت إلى حيث أرادت صفّرت للحرّاس الأربعة تلوّح لهم بطريقة سيكوباتية فرفعوا أسلحتهم صوبها يريدون الإطلاق عليها لكنّها كانت أسرع منهم إذ سارعت في الإطلاق على أياديهم بسلاحيها فحصل كل واحد منهم على طلقتين أجبرتاه على التّجرد من سلاحه ..

ابتسمت تلك المختلة بعدما رأت آثار الصّدمة على أوجه الحرّاس ثم تكلّمت خلف قناعها بنبرة غامضة

"سلاحي لن يخفّف من غضبي
لكن قبضتي ستفعل"

بمجرد ما أنهت كلامها قفزت على الحارس من ذلك العلو و ركلته بأقصى قوّتها فوقع أرضا واستقرت هي فوق صدره العضلي .. ابتعدت عنه بكل برود فنهض عن الأرض بصعوبة و حاول ركلها لكنها تصدّت لقدمه بعدما ضربتها بيدها فلعن بسخط و أقدم على لكمها لكنها تصدّت لحركته مجددا و كسرت يده بكل وحشية ثم ضربت صدره بقبضة مستقيمة تسببت في وقوعه أرضا ..

ابتسمت سيليا بسخرية ثم انحنت إلى مستواه و نبست

"حارس فاشل..أعتقد أن الموت سيحررك من حياةٍ لم تصلح فيها لشيء"

ضحكت بطريقة جنونية آخر كلامها ثم علّقت سلاحها على رأسه وأطلقت عليه هناك بذلك القرب لتحرّر روحه من جسده النتن ..

ظلّت تحدّق بجثّته لثوانٍ ثم ما إن شعرت بحركة غريبة خلفها فقفزت إلى الجانب الآخر بسرعة و رفعت عيناها ببرود لترى بوضوح أن أحد الحرّاس أراد مهاجمتها بالسيف فهزت رأسها بسخرية و استقامت بطولها تركل يده ليسقط السيف منها ثم قبل أن تنتهي منه ركض رفيقه إليها بغية مهاجمتها من الخلف فشدّت بيديها على يدي الداعر الذي يقابلها وقامت بكسرهما ثم أمسكت بصدره دافعة إياه و كأنها تدفع سيارة وقبل أن يقع دفعت برجلها إلى الخلف لتركل الأخرق القابع خلفها دون أن تلتفت بشكل كلي فوقع أرضا لتُوقع بدورها الآخر خلفه مباشرة ..

اطلقت على الحارسين ببرود ثم التفتت نحو مدخل الفيلا لتلمح الحارس الأخير وهو يحاول الهروب فأطلقت على ساقه بسرعة ثم ركضت نحوه تركله ركلة دائرية خلفية تسبّبّت في فقدانه لتوازنه لكنّها لم تسمح له بالوقوع بل أمسكته من ياقته ولكمته بعنف ثم تبثت يداها على كتفيْه ونطحته بكل قوتها لتستدير بعدها توليه بظهرها إذ سرعان ما انبطحت أرضا وركلته بطرف حذائها بشكل معاكس فوقع الأخير وخلّصت عليه دون أن تفكّر شيء ..

"وداعا أيّها الأوغاد"

هذا ما قالته بنبرة باردة ثم دخلت إلى تلك الفيلا بهدوء وراحت تمشي في أرجائها المظلمة بحذر و احتياط فخرج فرانك أمامها من عدم ونوى الهجوم عليها بضربها على رأسها بواسطة قطعة معدنية حادّة لكنّها أمسكت بيده تلك وجرّدتها من ما تحمله ثم ثبثتها مع كتفها وقامت بقلبه طارحة إيّاه أرضا دون أن تأبه بثقل وزنه فشرع الأخير بإصدار صوتٍ دلّ على ألمه ممّا حثّها على التّعليق بنبرة آمرة

"تبا كم أحبُّ الاصطياد في الظلام"

وقف فرانك بذعر و عاد إلى الخلف بغية الهروب فثبّثت سيليا كفّيها مع الأرض ورفعت قدماها في الهواء ثم قفزت تقرّب المسافة منها و من ذلك الداعر لتقف بعدها بشكل طبيعي تقابله وكأنّها شبح أرسل من عالم آخر لقتله ..

أغمض الأخير عيناه لثواني معدودة ثم عاد إلى الخلف من جديد وباشر في ركل الهواء عوضا عن سيليا لطالما تجنّبت الأخيرة ضرباته أجمع لكن ما إن شعرت بالملل ضربت قدمه بطرف حذائها فوقع أرضا للمرّة الثانية ..

اقتربت تلك المختلة منه بهدوء ثم دعست على وجهه ساحقة إيّاها فأمسك الوغد بقدمها يريد إبعادها عنه بشتى الطّرق لكن جُلّ محاولاته باءت بالفشل لذا ابتعدت عنه بدورها ونبست

"سأمنحك فرصة ثانية وأخيرة..خسارتك أمامي هذه المرّة تعني موتك أيّها الوغد"

تنفّس فرانك باضطراب ونهض عن الأرض بصعوبة ثم هجم على سيليا بعدما شدّ على قبضته ونوى لكمها فحاصرت الأخيرة يده وقامت بلويها خلف ظهره ثم دفعته مع الحائط تكسر رأسه هناك قائلةً:

"أعتذر أيّها الملك..انتهى الوقت"

تزامنا مع انهائها لكلامها لكمته على أنفه بقوّة ثم ضربت أذنه بباطن يدها ولم تكتفِ بذلك بل سحبته من ياقته ثم رفعت رجلها اليمنى للأعلى وركلته أسفل فكه مباشرةً فشُلّت حركة فرانك ووقع أرضا ليصبح شبه واعٍ فدعست سيليا على عضوه بعنف ونبست

"حاولت حرق أبي لذا سأجعلك
تشتهي الموت حرقا"

ضحكت بشر ثم نزلت إلى مستواه و جلست فوقه تطبّق عليه أساليب تعذيبها حيث حوّلته إلى لوحة دموية بعد أن سلخت جلدة وجهه وبعد أن مزّقت جسمه بوحشية ليستمر هو في الصراخ ..

"حان وقت المتعة أيّها الداعر..ستجرّب طعم الحرق بعد قليل"

صفّقت آخر كلامها كالمجنونة ثم نبست من جديد

"أنا متحمسة لتجربة الأمر..انتظرني قليلا أعدك أنّني لن أتأخّر عليك"

بمجرد ما أنهت كلامها ركضت نحو المطبخ وأمسكت بقدرٍ كبيرٍ ملأته بالزّيت ثم وضعته على النار وانتظرت لمدّة ليست ببسيطة إلى أن وصل إلى درجته في الغليان ..

ارتدت سيليا قفازيها ثم حملت القدر بكل هدوء وخرجت إلى ذلك الممر المظلم الذي يقبع فيه فرانك قائلة بنبرة غامضة

"هل أنت مستعد للموت؟"

لم ينجح فرانك في الرّد حيث تصلّب فكه وعُقد لسانه لذا اكفى بهزّ وجهه المدمى فأرجعت سيليا جسدها إلى الخلف وقامت بسكب الزيت المغلي على وجهه ليشرع بدوره في الصراخ فانفجرت ضحكا و نبست

"جسمك لا يزال سليما عزيزي وهذا حتما
لم يرقني"

صمتت قليلا ثم سحبت قارورة بنزين صغيرة من جيب سترتها الجلدية ورمتها عليه لتُلقي بقداحتها على جسمه مما أدّى إلى التهابه..

هكذا فقط خرجت من القصر وهي تدندن بكلمات تلك الأغنية التي كان يغنيها والدها لها وما إن ابتعدت عن الفيلا ألقت أحد متفجراتها هناك وركبت السيّارة بعدما خلّفت دمارا شاملا في المكان ..

كانت هذه بداية اللعبة فقط فهي تعلم أنّ عصابة الموت علمت بكل شيء ومنه العدواة أصبحت معلنة ومباشرة من هذه الدقيقة ..

انطلقت سيليا نحو قصر العرّاب بغية استبدال سيّارتها هذه بسيّارة أخرى أشد أمانا وبساطة فهي حتما ستحتاجها في حياتها اليومية ..

°°°°°

كانت بيلا جالسة في غرفتها الخاصة تناظر شاشة حاسوبها باستغراب بينما تلعن في سرّها بسخط إذ اكتشفت لتوّها وجود نظام تجسّس غريب في الفيلا التي لم تخلُ سوى منها ومن ذلك الوغد وخطيبته السابقة ..

ضربت الأخيرة الطاولة بغضب ثم نزلت إلى الطابق الأوّل واقتحمت غرفة راينا بطريقة همجية فوجدت الأخيرة وهي تُحدّث أحدهم عبر ..

أسرعت بيلا إليها و تكلّمت بنبرة مميتة

"مع من تتحدّثين"

التفتت راينا بهدوء ثم ابتسمت بطريقة ماكرة وأردفت

"ليس من شأنك"

رائع يبدو أنّها أظهرت وجهها الحقيقي أخيرا لذا ستستمتع بيلا كثيرا في رسم خريطة أوروبا على وجهها ..

أجل لقد كانت فرصتها الوحيدة لذا سحبتها من شعرها بقوّة وأوشكت على تجريدها من هاتفها لكن اللعينة ابتسمت بخبث وصرخت بأعلى صوتها تستدعي ماريانو فوصل بدوره إلى غرفتها ليقابله مظهرها الباكي وتعنيف بيلا لها فأغمض عينيه بغضب و صاح بنبرة ساخطة ..

"أتركيها واللّعنة"

احمرّت عينا بيلا بغضب جهنّمي ثم سارعت في تحرير شعر راينا فركضت الأخيرة نحو ماريانو وقامت بمعانقته مُدّعيةً الخوف

"لا أريد البقاء هنا ..هي تريد التّخلص مني أنا خائفة"

استمرّت في ترديد هذه العبارة بينما تلتسق بماريانو كالعلكة فضغطت بيلا على يداها بغضب وتقدّمت منهما تنظر إلى يد وغدها التي كانت تحتضن راينا باهتمام لتبتسم بسخرية قائلة

"هناك نظام تجسّس سرّي في الفيلا وأنا متاكّدة من أنّ هذه العاهرة هي من ثبّثته "

رمقها ماريانو بنظرات قاتلة ثم نبس بحدّة

"يكفي بيلا..راينا أتت البارحة فقط وهي لن تستطيع فعل شيء كهذا لأنّها لم تغادر غرفتها حتّى"

شدّت بيلا على شعرها الأشقر بغضب ثم علّقت زرقاوتيها صوب الأخير سائلة إيّاه بغصب

"منذ متى أصبحت بهذا الغباء؟هل أنت مدرك لحقيقة أنّها الغريبة الوحيدة بيننا؟"

لم يجبها بشيء فانفجرت ضحكا والتفتت نحو راينا مردّدة كالمختلة

"أنا أعلم أنّها تخفي أمرا ما"

حاولت أن تتهجّم عليها مرّة أخرى لكن ماريانو وضعها خلفه يحاول حمايتها ثم صرخ بنفاذ صبر

"ابتعدي بيلا.. تبا لما تتصرّفين كالأطفال"

تحوّلت ملامح بيلا الغاضبة إلى أخرى باردة بشكلٍ لا يصدّق ثم بنبرة اكتسحها الجدُّ تكلّمت

"اصرخ عليّ من جديد وسترى النّتيجة "

رفع ماريانو حاجباه بتحدّي ثم سألها بسخرية

"وبأي صفة تهددينني"

أرجعت بيلا شعرها الأشقر إلى الخلف ببرود ثم تكلّمت بجدّية لم يعهدها عليها

"بصفتي نائبة ابنة العرّاب التي
تعمل بدورك في منظمتها الإجرامية "

احمرّت عينا ماريانو بغضب لا يصدّق أنّ ذلك الكلام قد خرج من فم بيلا ثم دون قدرة منه على التحمل تقدّم نحوها ورفع إصبعه السبّابة في وجهها قائلا

" تذكّري جيّدا الكلام الذي قلته في هذه الدقيقة ولتتحمّلي عواقبه لوحدك فمن اليوم وصاعدا علاقتنا لن تكون سوى علاقة عملية "

هزّت بيلا رأسها بهدوء ثم دون سابق إنذار أمسكت بإصبعه المرفوع في وجهها وقامت بكسره دون أن تفكير لتُنبِس بعدها بتحذير

"اصبعك لا يُرفع في وجهي سيّد ماريانو كاسيل ..لا تنسَ أنّني أعلى منك رتبةً"

بمجرّد ما أنهت كلامها خرجت من الغرفة تريد البحث عن جهاز التّجسس بينما تحوّل ماريانو إلى وحش دمّر غرفة تلك الأفعى التي كانت تراقبه بخوف شديد

°°°°°°°

في صباح اليوم التّالي

ركنت سيليا سيارتها الصغيرة أمام مدخل الشّركة ثم سحبت هاتفها الصّغير و اتّصلت بابن عمّها الذي ردّ عليها باحترام

"أجل سيليا"

عدّلت سيليا من غرّتها القصيرة ثم تكلّمت ببرود

"لقد وصلت لتوّي..هل أنت جاهز لتنفيذ الخطّة؟"

همهم الأخير بالايجاب ونبس

"أجل فقد وصلت قبلك"

ابتسمت سيليا ابتسامة غريبة ثم فصلت الخط وتمتمت بسخرية

"حان الوقت لأسترجع أموالي مع تحقيق الفائدة سيّد زيوس كما أنّ خطّتي هذه ستكون بمثابثة خطوة منّي نحو جحيم عائلتك"

تنهدّت بخفة وترجّلت من السيّارة وهي ترتدي فستانا أبيضا طويل غطّى جسدها المشوه بأكمله ثم راحت تطرق الأرض بكعبها الأبيض تريد الاقتراب من مدخل الشّركة لكن ذلك لم يحدث حيث قاطع طريقها سيّارة سوداء ضخمة ترجّل منها رجلا مقنّعا كان في غاية الضّخامة قام بتخذيرها وأدخلها إلى السيّارة تحت نظرات حرّاس الشرّكة التي ترجمت الصّدمة بمعانيها ..

أقلع آيك بالسيارة مسرعا ففتحت سيليا عيناها بهدوء وتمتمت ببرود

"عمل جيّد آيك .. المقر الذي ستضعني فيه سيكون بعيدا عن المقر الذي سيسلّم فيه زيوس الأموال فأنا أعلم أنّ شيطان الاقتصاد سيقضي على الجميع لو أدرك أنني في نفس مكان التّسليم"

ابتسم آيك أو لانكسي الدّموي كما هو معروف ابتسامته الهادئة ثم تكلّم بهدوء

"لا تقلقي سيليا أنا أحفظ خُطّتك عن ظهر قلب"

همهمت بتفهم ثم قفزت إلى المقعد الأمامي ووضعت رأسها على النافذة تستنشق بعض الهواء فهي حقّا تشعر بالاختناق ..

°°°°°°°°°°

كان زيوس جالسا في مكتبه يتفحّص بعض الملفّات بينما ينتظر قدوم سيليا فقد تأخّرت اليوم على عكس عادتها ..

ظلّ على ذلك الحال يتفحّص ساعته تارةً ويقرأ الملفّات تارةً أخرى إلى أن سمع صوت طرقات خفيفة مسّت الباب فعقد حاجبيه بأستغراب وأدرك بسهولة أنّ الطارق لم يكن سيليا لأنّ المجنونة تقتحم مكتبه دون استئذان حتّى ..

"ادخل"

هذا ما قاله زيوس بنبرة صارمة ففُتِح الباب من قِبَل أحد الحرّاس الذي وقف أمام زيوس بخوف وتكلّم

"سيّدي لقد حدث شيء غريب أمام الشّركة"

عقد الآخر حاجباه باستغراب ونبس ببرود

"ماذا هناك؟ "

ابتلع الحارس ريقه بصعوبة ثم تمتم بجدّية

"تمّ اختطاف سكرتيرتك قبل دقائق"

حرفيا الصّدمة وعدم التّصديق هما كل ما طرأ على زيوس في تلك اللّحظة حيث لم يستطع استوعاب الأمر أبدا بل فقط فتح عيناه بدهشة وتمتم بنبرة ساخطة

-"تبًّا لي ما الذي حدث..وضّح أكثر"

-"الآنسة كانت قادمة باتجاه البوابة لكن فجأة وقفت في طريقها سيارة ترجّل منها رجلا ضخما وقام باختطافها قبل عشر دقائق من الآن"

بعدما سُرِد الحدث على زيوس من قبل الحارس اشتعل جحيم بداخله حيث لم يقوى على السيطرة على نفسه بل أمر الأخير بالمغادرة وأمسك بهاتفه يريد الاتّصال بصديقه جوني كي يأمره بالبحث عن الخاطف لكن قبل أن يفعل ذلك تلقى اتّصالا من رقم غريب فرّد عليه وراح ينتظر مبادرة المتصل بالكلام ليقول آيك بنبرة هادئة

"مرحبا سيّد زيوس..أخبرني أحدهم أنّك تريد استرجاع سكرتيرتك"

ضغط زيوس على أسنانه بغضب ثم أردف ببرود

"من أنت أيّها الوغد"

ضحك آيك بسخرية ثم راح يسرد عليه قصّةً كاذبة

"أنا الرّجل الذي رفضت سكرتيرتك العمل معه فكان اختطافها هو النتيجة"

شيطانة الكورليوني حسبت حسابا لكل شيء حيث سبق لها أن أخبرت زيوس برفضها للتعاقد مع رجلٍ فاسد يقيم في شيكافو وطبعا أخبرته أنّه لم يرد الإفصاح بهويّته أمامها بل أراد أن تتم الأمور في سرية ..

ضغط الأخير على يده بقوة كبيرة ثم علّق بنبرة ساخطة

"واجهني إن كنت رجلا"

انفجر آيك ضحكا ثم أجابه بنبرة مستفزّة

"أستطيع أن أثبت لك رجولتي دون مقابلتك.."

صمت قليلا يحاول استفزاز ذلك الشّيطان أكثر ثم أكمل بمكر

"أستطيع مثلا أن أعيد لك سكرتيرتك وهي حامل"

صرخ زيوس بغضب واحمرّ وجهه بشدّة ثم ركل الطاولة التي قابلته ونبس بتوعد

"سأقتلك أيّها الوغد"

قلب آيك عيناه بملل ثم تنهد بخفة وتكلّم بجدية

"من الأخير سيّد ليكافولي..أريد مئة مليون دولار بعد ساعتين كي أرسل لك موقع سكرتيرتك"

تضاعف غضب زيوس ولم يجد نفسه إلّا وهو يعلّق بسخط

"الابتزاز لن ينفع مع أمثالي يا سر شيكاغو العظيم"

أصدر آيك صوتا ساخرا ثم ردّ عليه ببرود

"القرار قرارك يا شيطان الإقتصاد .. ادفع مئة مليون كي تسترجع ورقتك الرّابحة أو تصرّف كما يحلو لك كي أُرسِل تلك البريئة إلى الجحيم وذلك بعد أن آخذ منها معلومات سرّية عن شركتك "

أغمض زيوس عيناه بغضب وشرع في محاربة شياطينه ليقول بنفاذ صبر

"ارسل لي الموقع اللعين حالا وإيّاك أن تلمس شعرة من بيرلا"

ضحك ذلك الماكر بسخرية ثم نبس

"أنت مُراقَب سيد ليكافولي ولن تستلم موقع بيرلا خاصتك إلّا إذا سلّمتنا المبلغ كاملا"

حاوط زيوس رأسه بنفاذ صبر ثم جلس على الأريكة وتمتم بنبرة مميتة

"لا تنطق باسمها أيّها القذر"

زفر الأخير بملل ثم نبس ببرود

"حسنا لا تغضب..سأرسل لك موقع الاستلام وسأعيد وأكرر لا تحاول اللّعب معي"

بهذا فقط أقفل الخط وعاد إلى بروده المعتاد فتحدّثت سيليا ببرود وجدّية

"اخرج عن الحوار مرّة أخرى كي أقتلك دون تردد"

ابتلع آيك ريقه ليتذكّر ما قاله قبل قليل..تبًّا من المؤكًد أنّ كلامه الذي استفزّ به زيوس لم يعجب ابنة عمّه لذا لعن في سرّه بسخط وأكمل قيادته إلى المكان الذي اختارته الأخيرة دون أن ينبِس بحرف ثم بمجرّد ما وصلا إلى وجهتهما ترجّلت سيليا من السيّارة ودخلت إلى أحد البيوت المهجورة فلحقها ذلك المعتوه إلى هناك بسرعة ليجدها تحدّق في المكان بطريقة غريبة ..

حرفيا نظراتها الغريبة تلك أرعبته وبشدّة إذ تمنّى أنذاك أن يعرف سببها ويبدو أنّ سيليا لم تبخل عليه بالسّبب حيث اقتربت من جدران البيت وشرعت في ضرب رأسها هناك إلى أن تناثرت الدماء على وجهها ثم سحبت سكّينا من جيبها وقامت بتمريره على يدها لتجلس بعدها على الكرسي الذي توسّط المكان الفارغ تحاول تجاهل نظرات آيك المنصدمة

"لا وقت لدينا ابن العم..هيا قم بتقييدي"

أومأ لها بهدوء ثم قيّدها بأحد الحبال وأغلق فمها ليخرج بعدها من المنزل تاركا إيّاها وحيدة..أجل فهكذا كانت الخطّة من البداية ..

°°°°

بعد ساعتين

وصل زيوس إلى الموقع الذي أرسله اللعين إليه وبصراحة كان يخطّط للقضاء على الجميع لكن ذلك الوغد صرّح له أنّه مراقب وأنّ افتعاله للمشاكل أو إيذائه لرجاله يعني موت سكرتيرته لذا و لأوّل مرّة في حياته تصرّف بهدوء ولم يلجأ إلى العنف حيث ترجّل من سيارته وتقدّم نحو أحد الحرّاس قائلا

"الأموال في الشاحنة بامكانكم التّأكد"

هزّ الأخير رأسه بهدوء وأرسل رفيقيه للتّأكد من كلامه ثم بمجرّد ما علموا أنّه يقول الحقيقة تلقّى إتّصالا من آيك فردّ عليه ببرود

"تمّ تسليم المبلغ..أريد الحصول على بيرلا الآن"

ابتسم آيك بسخرية ثم نفّذ الجزء الثاني من الخطة وقال

"انتظر قليلا..دع رجالي يخرجون من المنطقة أوّلا ثم بمجرد ما أضمن وصول المال إلي سأرسل لك العنوان"

شتم زيوس بسخط فقد اتّضح أنّ العهرة أذكى مما تصوّر لطالما خطّط الأخير أن يوقع بهم في فخّه وأن يرسل رجاله إليهم بمجرد ما يصل إلى سكرتيرته لكن هيهات فهذه لم تكن خطّة شخص يقل عنه ذكاءً بل كانت خطّة صغيرة وتافهة من ابنة العرّاب ..

ظلّ زيوس في تلك المنطقة لمدّة نصف ساعة ثم بمجرّد ما أصبحت الشحنة في أمان أرسل آيك موقع سيليا إليه فركب سيّارته كالمجنون وأقلع نحو ذلك المكان الذي تقبع فيه الأخيرة..

لقد كان يقود السيّارة بأقصى سرعته خوفا من أن يتأخّر فيحدث شيئا سيئا معها..حرفيا لقد شعر بالخوف على أحدهم لأول مرّة بعد سنوات إذ لم يفكّر في أعماله أو خسارته بل كلًُ ما فكّر فيه هو ظمان سلامتها ..

ظلّ على ذلك الحال لمدة أربعين دقيقة ثم بمجرّد ما وصل إلى تلك المنطقة المقفرة ترجل من سيارته بسرعة وركض نحو المنزل الذي توسط المكان فدخله بسرعة ليجد سيليا هناك وهي مقيّدة على كرسي حديدي ..

أسرع نحوها لتشتعل عيناه بغضب ما إن لمح وجهها المدمى ويداها المجروحتان فحاوط وجنتاها بيده وشرع في التّحديق بعينيها الذابلتين..

كان من الواضح أنّها لم تبكِ لأنّها فقدت رغبتها في البكاء منذ أن كانت في العاشرة من عمرها ومنه كانت تمثيلية البكاء هي الشّيء الوحيد الذي لم تنجح فيه ..

قام زيوس بفكّها كلّيا ثم حاوط وجنبتها مرّة أخرى وتكلّم بنبرة دافئة لم تسمعها منه من قبل

"أنت في أمان بيرلا..لا أحد قادر على إيذائك فأنا موجود"

لم يلقى ردًّا منها حيث ظلّت تناظره بشرود وقد حاولت جاهدة أن تمثّل دور الضحيّة بأتم وجه فأغمض زيوس عيناه بقهر وضمّها إلى صدره يحاول حمايتها من العالم ..أجل شيطان الاقتصاد القاسي تزعزت مشاعره لأول مرّة وجعل من صدره العضلي البارد ملجأً لامرأة ممّا تسبّب في جمدان الدماء في عروق تلك الماكرة حيث شعرت بشيء غريب يسري في أغوار نفسها..

حرفيا هي لم تشعر بشعور كهذا من قبل فخلال السنوات الماضية لم تعانق شخصا بخلاف أختها ليزا لكن ما أحسّت به عندما عانقها زيوس كان مختلفا تماما إذ استسلمت في حضنه وارتخت في أحضانه تريح نفسها من الهموم ..صحيح أنّها لم تبادله العناق لكنّها سمحت لنفسها ببعض من الرّاحة في أحضان شخص لم يعانق امرأة غيرها ..

تنهّد زيوس بخفة ثم مسح على شعر سيليا القصير بحنان ونبس يحاول أن يشعرها بالأمان

"لن يتكرّر الأمر..أنا أعدك.. اخبريني هل رأيت وجهه"

هزّت رأسها بخفة ثم أدرفت

"لم ألمج وجهه بسبب قناعه"

ابتلعت ريقها بصعوبة وتكلّمت من جديد

" أريد العودة إلى المنزل"

أومأ لها بتفهم ثم ابتعد عنها قليلا ليحملها بين يديه شاقًّا بها طريقه نحو سيّارته حيث وضعها على الكرسي الأمامي وركب بدوره ليُخرج علبة الإسعافات الأولية من الصندوق يصدمها للمرّة الثانية بما لم تتوقّعه حيث عقّم جروحها بحذر أجبرها على تأمُّله بنوع من الاستغراب ..

لربّما أي شخص مكانها كان سيشعر بتأنيب الضمير لكن سيليا كانت مختلفة..قلبها كان باردا لدرجة غير طبيعية حيث لم تشفق على زيوس ولم تشعر بالنّدم حتّى بل ففط شعرت بالسّعادة لأنّها اقتربت من هدفها

هكذا وبعد دقائق قليلة انتهى الأخير من تعقيم جروحها فأرجع علبة الإسعافات إلى موضعها وأقلع بسرعة نحو المجمّع السكني الذي تعيش فيه سكرتيرته البريئة حيث أوصلها في وقت وجيزٍ وذهب إلى منزله المنعزل عن الجميع يريد أن يريح رأسه قليلا ..

°°°°°°°

توقّفت سيارة حمراء فاخرة أمام أحد المطاعم المعروفة في نيويوك فترجّل منها السائق بسرعة وفتح الباب لتلك الحسناء التي نزلت بطلّتها الجميلة والأنيقة حيث كانت ترتدي فستانا أزرقا بدون أكمام مموّج بطريقة أنيقة بينما يصل بطوله إلى أسفل الركبة

كان نصف شعرها منسدلا و النصف الآخر مرفوع على شكل كعكة صغيرة وقد زيّنت وجهها الجميل القليل من مساحيق التّجميل ..

لمعت رماديتاها بمجرّد ما رأت المكان فحرفيا هي لم تحلم يوما بزيارة مطعمٍ فاخرٍ كهذا لطالما كانت تمضي ليليها في الملهى ونهارها في بيتها الصغير لذا الأمر كان غريبا عليها ..

ابتسمت شونا بتوتر ثم دخلت إلى المطعم لتلمح مايكل وهو جالس على أحد الطاولات بهدوء فاتّسعت ابتسامتها بشكل أكبر وأخذت تلوح له بعفوية حثّته على النهوض والتّحديق بها باعجاب كبير ..

ظلّ على ذلك الحال إلى غاية ما وصلت الأخيرة إليه فابتسم في وجهها بطريقة لطيفة وسحب الكرسي لها بلباقة لترفع بدورها حاجبيها بعدم تصديق ثم جلست ليفعل مايكل المثل ..

تبا.. بمجرّد ما أخذ موضعه شرع في تأمُّلها وكأنّها أجمل شيء في الكون فانفحرت شونا ضحكا وتمتمت بنبرة ساخرة

"أعتقد أنّك وقعت لي"

قلب مايكل عيناه بملل لا يصدّق أنّ قلبه مال لفتاة بجرأتها ..حسنا بينه وبينكم هو معجب بها وبشدة..يراها مختلفة عن الجميع بحكم أنّها الوحيدة التي لم يعد يفكّر فيها بطريقة شهوانية قذرة ..صحيح أنّه أراد إيقاعها في ففخّه لكنّه الآن لا يريد سوى اكتشاف شخصها .. يريد أن يكتشف من هي شونا وكيف أوصلها القدر إلى تلك الحانة..يريد أن يتعرّف عليها أكثر لكن هذا لا يعني أنّه يحبُّها فالوقت لايزال باكرا على الحب ..

"أنا معجب فقط أيّتها الحسناء"

هذا ما قاله مايكل بهدوء فابتسمت شونا بخفّة ثم مرّرّت رماديتاها على المكان ونبست

"أستطيع رؤية اعجابك بوضوح بيبي فحجزك للمطعم من أجلي وتأمّلك لي بهذا الشّكل هما دليلين قاطعين على كلامك"

قهقه الأخير بخفة ثم رفع يده الموشومة ليمسك بيد شونا قائلا

"هل تذكُرين صفقتنا؟"

أومأت له بهدوء ثم تكلّمت ممازحةً إيّاه

"تلك الصفقة التي ستجعلني ثرية صحيح؟"

هزّ رأسه بالإيجاب ثم باشر في الضحك كالمختل..أقسم أنّه لا يضحك بهذا الشّكل المثير للسُّخرية إلّا عندما يجلس بجانبها فأجوبتها المباشرة تسبب له الجنون

"بما أنّك ستصبحين لي لمدّة أسبوعين أريدك أن تنتقلي إلى الشقّة التي اشتريتها لأجلك..لا ترفضي طلبي رجاءً"

أنهى كلامه ليضع المفتاح على الطاولة فأغمضت شونا عيناها باحراج وقالت

"أعتقد أنّ الأمر زاد عن حدّه أعتذر مايكل لكن لا يمكنني قبول هديتك"

أوشك مايكل على تقديم حجج عديدة لاقناعها لكنّها انفجرت ضحكا تضرب الطّاولة كالمختلة ثم أضافت

"بحقك مايكل من الغبية التي سترفض الخروج من منطقة الدّعارة للعيش في شقّةٍ فاخرة"

صمتت قليلا لتّكمل ضحكتها الهستيرية ثم سحبت المفتاح إليها وقالت

"أردت تقمّص شخصية الفتاة المحافظة قليلا لكن مع الأسف أنا لست محافظة أنا عاهرة مميّزة لذا شكرا لك"

ابتسم مايكل بسخرية وشرع في التّحديق بها وكأنّها أغرب مخلوق على وجه الأرض فابتسمت شونا بخفة ثم بدأت في تناول طعامها بطريقة طبيعية، أجل تناولت طعامها بطريقة طبيعية لا تخلو من الأناقةً، حاولوا تصديق هذا الكلام كما سأصدقه أنا

°°°°°°

في صباح اليوم التّالي

اقتحمت سيليا مكتب زيوس بطريقةٍ همجية فرفع الأخير عيناه صوبها وأخذ يناظرها بكلِّ هدوء .. حرفيا لو لم تقتحم المكتب بهذه الطّريقة كان سيعتقد أنّها تعاني من خللٍ ما ..
لربّما كان الأمر يزعجه في بادئ الأمر لكنّه اعتاد عليه الآن تماما كما اعتاد على جميع تصرُّفاتها الغريبة ..

جلست الأخيرة على الأريكة بتوتُّر ثم لوّحت له بغباء تطلب منه التّقدم فهزّ رأسه بيأس وتقدّم منها بخطوات بطيئة لينتهي به الأمر وهو جالس بجانبها يتسمع لكلامها باهتمام

"لقد فكّرت في عرضك كثيرا و أنا موافقة على مساعدتك .. أنا موافقة على أن أكون زوجتك أمامك العلن"

ابتسم زيوس بجانبية ثم عقد حاجبيه بنوع من الاستغراب و تساءل:

"كيف غيّرتي رأيك بهذه السُّرعة"

ابتلعت سيليا ريقها تدّعي التوتر ثم أجابته بجدية

"إنّه ردٌّ للدين..لقد خسرت مبلغا كبيرا من أجل انقاذي لذا سأقبل بعرضك من أجل مساعدتك لربّما أردُّ لك الجميل بهذه الطريقة"

أجل..كانت ماكرة لهذه الدرجة فقد أخبرتكم من قبل أنّ خطّتها لم تعد تقتصر على استرجاع أموالها فقط بل أصبحت ذات بعد آخر سيكون بمثابثة خطوة منها نحو جحيم آل ليكافولي ..

تنهّد زيوس بخفة ثم نهض عن كرسيّه وعاد إلى مكتبه بعدما أشار لسيليا أن تلحقه فلحقته الأخيرة بسرعة وجلست مقابلة له فمرّر عقد الزواج إليها يخبرها أن توقّع ..

اتّسعت عينا الأخير بصدمة ثم تمتمت بعدم تصديق

"كيف جهّزت الأوراق وأنا لم أخبرك
بإجابتي حتّى !"

حدّق بها زيوس لثواني قليلة قبل أن ينفجر ضحكا على ملامحها اللّطيفة المصطنعة فرفعت سيليا حاجبها بدهشة لا تصدّق أنّ شيطان الاقتصاد يضحك معها فهو حقًّا قليل الضحك !

حسنا بعيدا عن ضحكته الجميلة وبعيدا عن ميلانها للجو الذي تعيشه
لما نظر إليها وضحك ترى هل حسبها مهرّجا أم ماذا؟

هدأ زيوس من نوبة ضحكه تلك فابتسم بجانبية ونبس

"تعلمين أنّني متأثّر بفلسفة الذرائع صحيح"

هزّت رأسها بسخرية ثم أجابته بهدوء

"طبعا فهذا أمر واضع سيّد وليام جيمس "

لم ينزعج من سخريتها هذه المرّة بل اكتفى بتجاهل كلامها ونبس

"لهذا السبب أنا أحسب حسابا لكل شيء.. هيا دعينا نوّقع الأوراق بسرعة "

همهمت بتفهم ثم أمسكت بتلك الورقة التي ستغيّر حياتها وقامت بالتوقيع في المكان المناسب ثم أرجعت الورقة لزيوس ليفعل المثل وكأنّ زواجهما كان لعبة أطفال..أساسا هو حتما كذلك فزيوس تزوّجها كي يحطّم رغبة والده وسيليا تزوّجته كي تخلّصه من عائلته ..

مدّ الأخير يده نحوها يريد مصافحتها فصافحته بدورها وهي تبتسم بسخرية لاذغة ..

°°°°°°°°°

في نهاية الأسبوع


قصر ليكافولي

كانت صالة القصر ممتلئة بالضّيوف حيث حضر أفراد عائلة كاستيلو الأربعة إبتداءً من سولينا ووالدها أنتوني وصولا إلى عمّها موريس وزوجته روكسي ..

صدّقوني مصطلح الخبث يعتبر مصطلحا غير كافٍ للتعبير عن جوهر أولئك الأربعة فحرفيا هم أمكر البشر خاصّة موريس و روكسي اللذان يمقتان سولينا ووالدها كثيرا مع ذلك يستمرّان في اصطناع الحبّ عليهما كي لا يتم حتفهما ..

كانت الأجواء هادئة إلى حدٍّ ما إذ لم تخلُ سوى من محادثات بسيطة بين ساشا وروكسي ومخطّطات سامة حول صفقة التّهريب بادر في طرحها كلٌّ من أنتوني وسايمون وموريس ...

حرفيا الوحيدة التي كانت صامتة أنذاك هي سولينا فهي فتاة قليلة الكلام..ليس لأنّها عاقلة أو ما شابه بل لأنّها تكره التّحدث إلى الغير..هي إنطوائية إلى حدٍّ ما ولم تكن لتحضر مع أهلها لولا أنّ الأمر يخصّها هي وزيوس فحبيبها طلب من والده أن يقابل الجميع في هذا اليوم ..

لقد كانت تشعر بحماس كبير لرؤية زيوس عن قرب..كانت متحمّسة للتّحدث إليه والظهور أمامه لكنّها لم تتوقع أبدا ما سيفعله مالك قلبها بها ..

ظلّ الوضع على حاله إلى أن دوى صوت كعبٍ عالي في القاعة فرفع الجميع أنظارهم بدهشة ليقابلهم ذلك المنظر الذي هزّ كيانهم..منظر زيوس وهو يحاوط خسر تلك الفتاة الجميلة صاحبة الشّعر القصير والتي كانت في غاية الأناقة حيث ارتدت بذلة أثنوية كلاسكية بيضاء اللّون ووضعت مكياج خفيف يليق بالمواجهة

لقد كانت تنظر إلى ساشا وسايمون بحقد كبير..تنظر إليهم وكأنّها على وشك سفك دمائهم فوجهيهما يذكّرانها بكلّ ما حدث معها في الماضي..يذكّرانها بما مرّت به هي وأختها إليزيا وهذا حتما سيفقدها صوابها ..

بينما كانت هي على ذلك الحال كانت سولينا المختلة ترمقها بنظرات أشد حقدا وجنونا حيث تمنّت من أعماق قلبها أن تهجم عليها وتحطّم رأسها..تمنّت أن تمزّق جلدها وتكتب على جسدها أنّ زيوس ملكا لسولينا فقط..

أغمضت الأخيرة عيناها بقهر وراحت تردد في سرّها أنّها ستحقّق رغبتها عن قريب وأنّها ستتمالك نفسها كي لا تكشف أمرها أمام الآخرين وتزامنا مع هذا تقدّم سايمون نحو زيوس بغضب بعد أن تساءل أنتوني عن المسرحية التي تحدث فتكلّم الأخير بغضب يوجّه كلامه لابنه

"ما الذي يحدث هنا بحق الجحيم ومن هذه الفتاة"

شدّ زيوس على خصر سيليا بقوّة أكبر ثم علّق بنّيتاه على والده وتلكّم بكل برود

"إنّها زوجتي"


•••••

نهاية الفصل

أخيرا ستبدأ دراما الزوج والزوجة إضافة إلى المهووسة ..

كيف كان الفصل؟

رأيكم بشخصية شونا عاهرة مايكل المميّزة😂؟

•رأيكم بمشهد ماريانو و بيلا و راينا الخبيثة 😶؟

•برأيكم كيف ستبدأ العوادة بين ابنة العرّاب
وزعيم عصابة الموت الهولندية😁؟فقتل سيليا للملك الأسود لم يكن مشهدا عابرا لاثباث جنونها بل هو مشهد سأحتاجه كثيرا لأنّه أساس العداوة ..

تذكروا معي شخصية كيانا..مساعدة بيلا التي تمّ خداعها في الشّركة فقريبا سيبدأ دورها..

إلى اللقاء يا أصدقاء😁❤✨

شكرا على القراءة

Continue Reading

You'll Also Like

5K 158 7
هذه الرواية ليست حيت الساحرة و الاميرة بل رواية حيت الاميرة هي نفسها الساحرة في عالم المافيا حيت الظلال و النيران يلتقي ملِكان خلقهما الماضي بقسوته...
11.6M 919K 70
صرت اهرول واباوع وراي شفت السيارة بدأت تستدير ناحيتي بمجرد ما يجي الضوء عليه انكشف أمامهم نجريت من ايدي وگعت على شخص ردت اصرخ سد حلگي حيل بعدها أجان...
4.9K 1K 50
أشعر كأني كتبت خطابات مغلفة باللهفة لشخص أحبه ، كتبت فيها كل الأشياء والمشاعر.. تخلصت من كل ما بداخلي ، وارسلتها لعنوانٍ خاطئ .. هكذا كانت كل جهودي...
770K 22.6K 38
لقد كان بينهما إتفاق ، مجرد زواج على ورق و لهما حرية فعل ما يريدان ، و هو ما لم يتوانى في تنفيذه ، عاهرات متى أراد .. حفلات صاخبة ... سمعة سيئة و قلة...