زهرة اصلان

Autorstwa MeriemKhali

661K 13.1K 355

تدور احداث الرواية حول بطل الرواية أصلان وهو الذي يتحكم في العائلة ويصبح كبيرها بعد جده، وتأتي في طريقه الزهر... Więcej

الفصل الاول
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الحادي عشر
الفصل الثاني عشر
الفصل الرابع عشر
الفصل الخامس عشر
الفصل السادس عشر
الفصل السابع عشر
الفصل الثامن عشر
الفصل التاسع عشر
الفصل العشرون
الفصل الحادي والعشرون
الفصل الثاني والعشرون
الفصل الثالث والعشرون
الفصل الرابع والعشرون
الفصل الخامس والعشرون
الفصل السادس والعشرون
الفصل السابع والعشرون
مهم عن الرواية
الفصل الثامن والعشرون
الفصل التاسع والعشرون
الفصل الثلاثون
الفصل الحادي والثلاثون
الفصل الثاني والثلاثون
الفصل الثالث والثلاثون
الفصل الرابع والثلاثون
الفصل الخامس والثلاثون
الفصل السادس والثلاثون
الفصل السابع والثلاثون
الفصل الثامن والثلاثون
الفصل التاسع والثلاثون
الفصل الاربعون
الفصل الحادي والاربعون والاخير
الفصل الاضافي

الفصل الثالث عشر

13.9K 361 4
Autorstwa MeriemKhali

.
- أصلان : أنتى هنا ضيفة وبس ... و كمان ضيفة مش مقبول وجودها يعنى
          كام يوم و نروحك ... يعنى استحالة تكونى هنا حاجة .. فاهمة .

- صراخه أوقف دموعها ... أوقف حركة الجد ... أوقف حركة نعمة ...
  أصمت البيت كله ... فقد حدث ما حدث و أهانها أمام الجميع .. حتى من
  يساعد بالمطبخ خرجوا على صراخه ... وحاوطتها نظرات الشفقة من
  الجميع ... لم يهينها أحد من قبل كما لم يتحدث معها أحد بهذا الشكل
  مسبقا ... وضعت ما كانت متمسكة به بيدها كل تلك الفترة على الطاولة
  وهى علبة دوائه اليومى وغادرت بهدوء إلى غرفتها لا ترى دربها من
  دموعها ولا يرتسم على وجهها سوى نظرة خيبة منه ... وانسحب
  بعدها سوما وأسماء إلى غرفهم ، وأسامة ومحمد للعمل ... و أم أحمد
  و وردة و فاطمة إلى المطبخ... وأصلان غادر للعمل أيضا لا يرى دربه
  من ضيقه ولا يصدق أنه من جرحها بهذا الشكل ولا يفارقه النظرة التى
  ارتسمت على وجهها وهى خيبتها منه ... أما الجد لم يذهب لمكان هو و
  نعمة بل جلسوا مصدومين مما حدث وامامهم طاولة الطعام الذى لم
   يمسه أحد .

-صعدت زهرة إلى غرفتها لا يتردد أمامها سوى نفوره منها أمام الجميع
وأهانتها له وكأنها تلتصق به كالعلكة... يتردد صوته بأذنها مرة ثم مرة ثم
مرة و عيناها دامعتان إلى أن دخلت غرفتها ثم إلى الحمام .. فتحت الماء
ووقفت تحت تيار الماء المنهمر بملابسها  ... فى نفس الوقت الذى صعدت
فيه نعمة للاطمئنان عليها لتجدها جالسة تحت الماء بملابسها وشاخصة
ببصرها للبعيد .. لطمت على صدرها وأسرعت إليها تنتشلها من تحت الماء
ثم سحبتها للغرفة وأبدلت لها ملابسها ... و كأن كلتاهما قد نسيا الكلام
  .. وتركتها زهرة و اتجهت للفراش .. غطت نفسها بغطاء خفيف و نامت
  و للعجب نامت بعمق بسرعة غريبة .. لم تلق نعمة للأمر أهمية بل كان 
  إهتمامها منصبا على حماية تلك اﻹبنة الغالية على قلبها ومعاقبة أصلان
  على إهانته لها .. فنزلت متجهة للجد الجالس بصالة البيت :
- نعمة بعصبية شديدة :
        ينفع كده يا عمى .

- الجد بعصبية مماثلة :
       أنتى بتجوليلى أنى ... أنى هعرفه إزاى يهنها كده ... المهم هيا
       عاملة إيه الوقتى .

- نعمة : لقيتها يا حبة عينى أعدة على اﻷرض فى الحمام و فاتحة المية
          عليها ... شديتها خليتها تغير هدومها و نامت من غير متنطق
          بكلمة واحدة ... أنا خايفة عليها أوى يا حج .. دى لونها مخطوف
          ووشها رايح خالص حتى النفس كانت بتخده بالعافية .

- الجد : طاب إبقى شقى عليها كل شوية ... ولما تصحى أنا هتكلم معاها
          إن شاء الله تكون اتحسنت شوية ولو صحيت وكانت لسه تعبانة
          نوديها للدكتور .

- الجد : لا حول ولا قوة إلا بالله ... البنت نخدها من بيتها زى الوردة
          تتبهدل عندنا كده ... ذنبها إيه .... دى أخته اللى الغلط راكبها
          من ساسها لراسها مشتكيتش منهم .. نقوم إحنا نبهدل الغلبانة
          اللى ملهاش ذنب دى .
.
.
.
.
.
.

- فى المطبخ :

- اتجه أبو أحمد للمطبخ كعادته كل يوم فى ذلك الوقت يتحدث قليلا مع
  زوجته و يمزح مع فاطمة ووردة وزهرة .. إلا أنه لم يجد بالمطبخ
  زهرة والسيدة نعمة كما أن زوجته وفاطمة ووردة يعملون وعلى وجههم
  ملامح التجهم الشديد وحالة صمت غريبة سائدة على جو المطبخ الذى لا
  يخلو عادة من اﻷصوات .

- أبو أحمد متعجبا :
       بسم الله الرحمن الرحيم .. خير يا جماعة لا أسكت الله لكم حسا .

- أم أحمد ألتفتت له : تعالى يا أبو أحمد أشربلك كوباية شاى .

- أبو أحمد : آه والنبى ألحقينى بيها ... أشربها على متناديلى زهرة
             أوريها بزور الورد الجديدة اللى وصيتنى عليها .

- تبادل الجميع بالمطبخ نظرات الحزن والخيبة ، والتى لم تفت أبو أحمد
  و توجس قلبه من أن تكون تلك التى أعتبرها إبنته مريضة لا قدر الله ،
  وقد ترجم لسانه السؤال الذى دار بباله .. ولم يجيبه سوى شهقات
  أم أحمد التى يعلم الله كم أحبتها هى الأخرى كأبنة لها .. لتواضعها
  معها ومساعدتها لها وكأنها أمها.. أوقع بكاء زوجته قلبه له خاصة عندما
  وجد فاطمة ووردة حاوطنها لمواستها ...

- أبو أحمد : الله فى إيه يا جماعة ... فهمونى .. الله يرضى عليكم .

- أنطلقت فاطمة ووردة تقصان عليه ما حدث على الإفطار .. وهو لايصدق
  أذنيه مما يسمع .. وقد أحزنه إهانتها وكأنها إبنته .. وأكملت فاطمة :
   بقى ست البنات دى اللى عمرها ما زعلت حد يتعمل فيها كده .

- قاطعت وردة كلامها :
          لأ و محدش يدافع عنها كلهم بيتفرجوا بس .. والحج قدرى والست
          نعمة طبعا مقدروش يحوشوه عنها .
- رد أبو أحمد :
          متظلموش الجماعة كانوا هيعملوا إيه يعنى .. محدش يقدر يعمل
          حاجة أدامه... ثم أكمل ... لا حول ولا قوة إلا بالله متستهلش
          كده .

- أكملت أم أحمد التى أثرت شهقاتها على صوتها :
        لو تشوف البت وهو ماسكها كانت عاملة زى العصفورة .. منتقطتش
        و لا كلمة وطلعت ياحبة عينى ودموعها على خدها .. الله يسامحه.

- ردت وردة :
       الوحيدة اللى كانت بتساعدنا مع الست نعمة .. ولو مفيش شغل
       كانت كل شوية تدخل تشقر علينا لو محتاجين حاجة .

- وأكملت فاطمة : وبتعاملنا كإننا أخواتها .. ولا تسمعنا كلمة وحشة حتى
          لو مخلصناش .. كانت تقولنا الله يكون فى عونكوا وتحط إيديها
          معانا وتساعدنا وتقول إيد على إيد تساعد عشان نعد كلنا مرة
          واحدة.
- أم أحمد :
     قطعت قلبى ... بهدلها جامد أوى يا أبو أحمد ... ومسحت دموعها ..
     طاب خليها تنزل وأنا أخدها آعدها معانا هنا .. طالما هو مش عاوزها
     إحنا عاوزنها... ومش هخلي يشوف ضوفرها حتى .

- فاطمة : آه و النبى يا خالتى .. دى إحنا هنضحكها ونسيها اللى حصل.
- وردة : ومش هنخليها تعوز حاجة أبدا .. وتأكل هنا معانا إحنا بنحبها
          أوى .. صح يا فاطنة  .

- فاطمة : آه أمال إيه ... بس أما تنزل مش هنخليها تطلع غير على النوم.

- أبو أحمد : إن شاء الله .. هي تستاهل كل خير ونعمة التربية صحيح  ..
               وأنا كمان هخدها معايا الجنينة تروح عن نفسها ..هي بتحب
              الورد أوى .. بس أما تيجى ابعتولى وإحنا نكلمها. . يلا
              أنا خارج أشوف أشغالى. . والله ما أنا عارف مين ليه نفس
              يشتغل بعد اللى سمعه ده .. أستغفر الله العظيم .
.
.
.
.
.
.
.
.
- أتجه أصلان لعمله لا يفارقه نظرة خيبتها منه التى أرتسمت على وجهها
  التى آكلت له قلبه و أضاقت له صدره حتى أصبحت الدنيا من حوله كخرم
  إبرة كما يقولون لا يرى منها شئ ... وقد أخرج ضيقه فى العمل من طرد
  وخصم وصراخ على العمال لأتفه الأشياء .. لا أحد يفهم ما به سوى
  أسامة ومحمد اللذان لم يخاطرا بالذهاب لمكتبه طوال اليوم .. حتى
  ذهبا للمنزل قبل العصر وقد أبلغهم أنه لديه المزيد من العمل ..فتركاه
  وعادا للمنزل .. الذى تجمع أهله بالصالة الكبيرة صامتون جميعا ومتجهموا
  الوجه .

- أسامة بشئ من المرح :
           السلام عليكم يا أهل الدار  .

- ولما لم يرد عليه أحد ، قال محمد بسخرية :
        شكل البيت مش أحسن من الشغل أوى .

- تبادل النظرات هو وأسامة ثم أتجها للجلوس معهم ... ولما طال الصمت
- أسامة :
     أمال مش هنتغدا ولا إيه ؟
- نظر الكل له باستنكار وكأنه قال نكتة فى عزاء ما .. وردت نعمة عليه
   بحسرة :
    و مين له نفس يأكل .

- رد أسامة بلهفة على أمه : إحنا ... يقصد هو و محمد ... ثم أكمل :
       أصلان إنهاردة فحتنا شغل .. ومش طايق نفسه لدرجة إن اللى
       مأخدش منه خصم اترفد .

- الجد :
      وهو فين بسلامته ؟
- محمد :
       إحنا فتنا عليه عشان نروح قال وراه شغل و هيتأخر إنهاردة .

- الجد :
       أحسن .

- قاطعهم صوت أسامة العالى :
      فين الغدا يا ناس .

- نعمة بنرفزة :
       جرا إيه يا واد ... فلقتنا ... الغدا .. الغدا ... مفيش ... محدش ليه
       نفس يعمل حاجة ... عاوزين أكل خشوا كلوا أى حاجة من جوا .

أسامة بسخرية :
      خشوا كلوا أى حاجة من جوا ... هى بقت كده ... طاب إحنا ذنبنا
      إيه طيب ؟ ... متشطرتوش على أصلان أتشطرتوا عليا أنا و الغلبان
      ده .

نعمة بغضب :
    أنت وهو السبب ... أعدتوا تتخانقوا لحد ماعصبتوه ولبستها الغلبانة
    دى لوحدها .. وأنت وهو زى البغل أهو .. لأ وجاى عاوز تاكل يا
    بجحتك يا أخى ...( ثم ببكاء)..أنا مش هسامحكوا أنتوا كمان لو البت
    دى جرالها حاجة .

- أسامة بتنهيدة وشعور بالذنب :
       يا أمى يا حبيبتى ... أنا بقول فين اﻷكل عشان نتجمع  ونزل زهرة
       تعد معانا عشان نصالحها و نطيب خاطرها .. دى نيتى والله ..
        صح يا محمد .

- محمد :
       آه والله يا خالتى واتفقنا أنا وهو ... بعد اﻷكل نخدها ونعد فى
       الجنينة و معانا أسماء و سوما عشان ننسيها شوية اللى حصل .

- أسامة :
       والله يا جدى من ساعة ما شوفتها و أنا بعتبرها أختى الصغيرة
        وتعرف عنى اللى محدش يعرفه .. و دايما معايا أنا و سوما فى
         كل حاجة .

- محمد :
         وأنا والله ربنا يعلم ... هى بحسبة أختى الصغيرة أنا معنديش
         أخوات وربنا يعلم بعزها أنا وأسماء أد إيه .... و طالما أصلان
         مش عايزها ملناش دعوة بيه ... لكن إحنا عايزنها.
- وقد أضاء كلام محمد نقطة هامة فى عقل الجد وتعتبر حل للتوتر الحالى.

- أسماء :
      والله فكرة ... إيه رأيك يا ماما نطلعلها أنا و سوما ونحاول ننزلها
      تعد معانا .

- الجد :
      بس كلكوا خلاص ... روحى يا فاطنة أنتى وورد جهزوا أى حاجة عشان
      نأكل ... وانتى يا نعمة بعد الأكل شقى عليها .. هى مش هترضى
      تنزل قدام حد دلوقتى .

- بعد أن تناول أهل المنزل الطعام ... استئذن أسامة الجد ليتحدث إلى
  سوما قليلا بالحديقة ... بينما محمد وأسماء صعدوا لغرفتهم ... أما نعمة
  أتجهت لترى زهرة ... والتى وجدتها كما هى على نومتها لم تتحرك ولو
  حركة واحدة ... فتركتها كما هى ظنا منها أن النوم سيريحها قليلا ويخفف
  من حدة الموقف و آثرت أن تستيقظ على حريتها اﻷمر الذى أيده الجد
  على أساس نفس ظنها ... حتى جاء الليل و إزداد قلقهم عليها لإستحالة
  نومها كل تلك الساعات ... مما جعل الجد يصعد بنفسه مع نعمة ليرى
  اﻷمر ... ووجداها أيضا على نفس الوضعية الأمر الذى لم يريحهما و
  أسرعت نعمة لايقاظها والجد بجانبها ... إلا أنها لم تستيقظ وقد شحب
  وجهها الذى لم يروه لأنها تعطيهم ظهرها ... لطمت نعمة على صدرها
  و صرخت بأعلى صوتها ... وكذلك الجد صرخ على أسامة ومحمد ....
  وقد صادف ذلك الصراخ دخول أصلان من باب المنزل .

- على صراخ نعمة ركض الجميع على غرفتها إستطلاعا للأمر ... وقد
  استقبلهم الجد عند باب الغرفة يطلب من محمد وأسامة إحضار الطبيب
  بسرعة .... و أدخل سوما وأسماء لمساعدة نعمة فى إيفاقها....
  أسرع أسامة ومحمد لتنفيذ أوامر الجد و أصرف الجد الباقى على عمله
  ... ولم يتبقى إلا هو أمام غرفتها فى انتظار الطبيب و ذلك العاشق
  القاسى فى آخر الردهة.... وقد شحب وجهه وسقط قلبه الذى أخبره
  بوجود خطب ما بملاكه إلا أن نظرات الجد منعته من التقدم للتأكد من
  سلامتها ولكنها أخبرته بصحة ظنه ... فظل مكانه يتبادل مع جده النظرات
  التى تحمل اتهام واضح من الجد أنه هو السبب بما حدث لها .. وأكد
  ذلك كلمات الجد التى تلت اتهامه الصامت .

- الجد موجها كلامه لأصلان بأقتضاب شديد :
         من ساعة اللى حصل الصبح أمك طلعت وراها لقتها أعدة ف أرضية
         الحمام و فاتحة عليها المية و مبتتكلمش... خدتها غيرت ليها هدومها
         و نامت ومن ساعتها مصحيتش ....اللوم مش عليك اللوم عليا أنا
         اللى استئمنتك عليها ... أنت فعلا متستهلهاش ... لو ربنا أومها
         بالسلامة ملكش دعوة بيها وأنا بنفسى اللى همنعها .. متشكرين
         يابنى أنت لحد كده مهمتك خلصت .

- و صمت الجد بعد أن أنهى حديثه دفعة واحدة من حرقته على تلك الفتاة
  البريئة التى ظلمها عندما تمناها زوجة لحفيده. .كذلك حزنا علي ذلك
  الأصلان الذى أضاع زهرته من بين يديه .... أما أصلان صدمه حديث الجد
  الحازم معه والأكثر صدمة له أن الجد هو من أبعده عنها ... أليس هذا
  ما كان يريده ؟ ... إذا لما يشعر بقبضة بصدره ؟ ... لما يشعر وكأن
  أحدهم منعه مما هو ملكه ........ وقد قاطع أفكاره و صمت الجد
  وصول أسامة ومحمد بصحبة الطبيب ... الذى سرعان ما أدخله على زهرة
  ... وقد أخرج الطبيب بدوره سوما وأسماء اللتان أنهارتا من البكاء أمام
  أسامة ومحمد وذلك البعيد الذى لم يعد له حق بها ... إلا أنه ظل مكانه
  يستمع لأسماء التى تهدج صوتها وهى تقص على محمد وأسامة ما حدث
  لها وأنها لا تفق على الرغم من محاولاتهم .

- فى غرفة السيدة نعمة .. تجلس نعمة على الفراش بجانب زهرة والجد
  عند باب الغرفة الذى أغلقه وراءه ... يتابعون الطبيب وهو يقوم بالكشف
  عليها ... ولم يكف لسان ذلك الطبيب الخمسينى عن ذكر الله وهو
  يفحص ذلك الملاك الصغير أمامه .... وعند انتهائه تقريبا .. سأل الجد
  بلهفة .

- الجد : خير يا دكتور ... مالها ... مبتفوجش ليه ؟

- الطبيب :
      دى مش مغمى عليها عشان تفوق .. دى نايمة .

- نعمة :
    نايمة إزاى يا دكتور ... دى من الصبح وهى على الحال دا ... و
    متحركتش من مكانها ... ولا فاقت لما بنصحيها.
- الطبيب :
      بصوا يا جماعة ... أنا مبدأى الصراحة لأن أنتوا كمان هيبقى ليكوا
      دور فى شفائها ... المريضة من الواضح متعرضة لضغط نفسى
      شديد جدا أو زعل ... وهى شكلها ما شاء الله من النوع الرقيق يعنى
      عايشة فى بيئة محمية عمرها متعرضت للضغط ده قبل كده و حسب
      ما فهمت من الحاجة إن كلامها قليل يعنى كتمت فى نفسها و دا
      أثر عليها مخلهاش تستحمل ... و كانت الوسيلة الوحيدة عشان جسمها
      يخفف الضغط ده من عليه هى النوم عشان متتألمش وهى صاحية ...
      يعنى زى الغيبوبة كده .

- نعمة بخوف وهى تمسح دموعها :
        ياالهوى ..... غيبوبة .

- الجد حزينا على حال ملاكه الصغير :
        لا حول ولا قوة إلا بالله .

- الطبيب :
     يا جماعة أهدوا لو سمحتوا .... أنا لسه مخلصتش كلامى .... أنا
     بقول زى الغيبوبة عشان اقربلكم الموضوع بس مدتها قليلة على
     ما الجسم يخفف الضغط اللى عليه .... بالكتير يومين واحتمال
     كبير تصحى قبلها .... وترجع تنام تانى فترات طويلة عن النوم العادى
     بعدين تصحى لحد ما تهدى خالص .... فهمتوا.
- لم ترد نعمة وانخرطت فى البكاء ثانية ... والجد يحوقل باستمرار ....
  ثم أكمل الطبيب ...

- الطبيب :
       على العموم أنا حقنتها بمهدئ عشان تفوق بسرعة وضغطها يرجع
       طبيعى لأنه عالى جدا و دا خطر عليها .... وهكتبلها على حقنة
       تانية تاخدها بعد ما تفوق بساعتين وتكون أكلت و أدوية تاخدها
       تهدى الضغط .... وأهم حاجة اﻷكل لأنها هتنام كتير يعنى هتفوت
       وجبات فلازم تعوض عشان متدوخش و كمان عصاير كتير وممنوع
       المشروبات المنبهة عشان ضغطها .... واﻷهم من كل حاجة أنا قلتها
       متعرضوهاش لزعل اﻷيام دى عشان ميحصلهاش حاجة لا قدر الله
       .... ولو حصل أى حاجة بلغونى بسرعة علشان نلحق نتصرف ....
      أنا هعلق لها محلول مغذى لأن سكرها واطى شوية و طبعا على
      كلامكم مأكلتش يفضل معاها لحد مايخلص ولو كملت نوم لبكرة
      الضهر نحط لها واحد تانى .... و أشوفها إن شاء الله بعد ٣ أيام
      .... وأعطى الطبيب للجد الروشتة .... أنا عاوز الأدوية دى
      وكمان يا ريت تجيبوا الحاجات دى عشان أعلقلها المغذى قبل ما
     أمشى .

- الجد : حاضر يا دكتور ....
- خرج الجد من الغرفة ليجد أسامة ومحمد وأسماء و سوما اللتان تبكيان
  و ذلك البعيد الذى أكله القلق على قطته .... فوجه كلامه لمحمد .

- الجد :
     محمد هات الحاجات دى عشان الدكتور يعلقها الوقتى لزهرة....
      وشهل اوام كده .

- محمد : حاضر يا جدى .... وأسرع لإحضار ما طلبه الجد .

- أسماء :
        عاملة إيه الوقتى يا جدى ... عاوزين ندخلها .

- الجد باقتضاب ولم ينظر لأصلان :
          لسه مفقتش ومش هتفوق إنهاردة .
- سوما :
      يالهوى .... يعنى إيه .

- الجد وقد نفذ صبره :
      يعنى غيبوبة .... ثم تجاهل شهقة سوما وأسماء وطلب من أسامة
      أن يستدعي له أم أحمد لتساعد نعمة واستعجال محمد .... كما رفض
      عرض سوما وأسماء بالمساعدة .... فهو أقسم على حماية تلك
      الصغيرة طيبة القلب التى أغدقته برعايتها له وأحتلت جزء كبير من
      قلبه حتى ولو على حساب حفيده الغالى أصلان .... و أمر الفتاتان
      بالذهاب لغرفتهم .... ولم يتبقى سواه هو والقابع بآخر الردهة ...
      والذى جنونه على تلك التى ملكت عليه كيانه ...
- فتقدم لغرفة أمه تتبعه نظرات الجد الذى أوقفه قائلا :
         على فين ؟
- أحس أصلان بثقل لسانه بسبب نظرات الجد التى استوحشت .... إلا أنه    استطاع أخيرا أن يقول :
   أنا هبص عليها بس .

- الجد : ليه ؟
- أصلان متلعثما :
        عشان ....... عشان ......
        ثم قال فى "نفسه ": عشان حبيبتي.... حبيبتى أنا وبس ....
         أنا اللى أزعلها وأنا اللى أصالحها... إلا أنه صمت ولم يجب الجد .

- أما الجد فقد قرأ اﻹجابة فى عينى حفيده إلا أنه أراد تعليمه درسا على
   غباءه.... فهو يفقد تعقله تماما عندما يتعلق اﻷمر بتلك الصغيرة .....
   كما أنه لن يجعلها لقمة سائغة له لابد أن يعززها و يمنعه عنها
    ويرد لها كرامتها التى فقدتها بسببه .... فهو يشعر بالذنب على
    إقحام تلك الصغيرة فى حياتهم وأنه ليس من العدل أن يتحكم في
    حياتها ... كما أنه أيضا ليس من العدل أن يجعلها دمية لحفيده ....
   فهو يشعر وﻷول مرة أنه أجار بقراراته وأمانيه عليها .... ويريد
   أن يصحح خطأه قبل أن يقابل ربه وذنبها معلق برقبته .
 
- الجد :
       ﻷ يابنى ....ملكش صالح بيها .... كمان الدكتور مانع عنها أى حاجة
       تزعلها .... يعنى أنت بالذات متدخلش .

- جرح كلام الجد أصلان ... إلا أن الجد تعمد ذلك حتى يعلم مقدار خطأه ...
  ثم أكمل ... أنت مش عاوزها يبقى أعتبرها ضيفة زى مابتقول و أبعد
  عنها ... أنت مش قابلها دا شئ يرجعلك محدش بيحب حد غصب لكن
  إحنا عاوزينها و بنحبها و متقلقش هنخليها متقربش منك تانى ....
  وعشان كده بقولك مفيش داعى تدخل .

- لم يجد أصلان ما يرد به على جده فهو بالفعل قد قلل منها أمامهم جميعا
   ... و جرحها بشدة لذا ابتعد ثانية و ذهب تلك المرة إلى مكتبه ...
   وقابل بطريقه أسامة مع أم أحمد التى كانت تمسح دموعها بحجابها الذى
   تضعه على رأسها ولم تنظر له أما أسامة فنظر له ولأول مرة نظرة
   لوم وعتاب له على ما تسبب به لتلك الصغيرة التى أحبوها جميعا .

يتبع...

Czytaj Dalej

To Też Polubisz

4M 60.5K 66
تتشابك أقدارنا ... سواء قبلنا بها أم رفضناها .. فهي حق وعلينا التسليم ‏هل أسلمك حصوني وقلاعي وأنت من فرضت عليا الخضوع والإذلال فلتكن حر...
4.6M 169K 50
بريئة و لكنها تحمل خطايا ليس لها بها من ذنب تدفع ثمنها فى كل يوم من أيام عمرها على يد من أذاقها يوماً من نعيم حبه.. اما الأن فهو يذيقها من المرار اض...
16.1M 344K 57
باردة حياتها معه ....لا تعلم سبباً واحداً يبرر بروده معها أو عدم اهتمامه بها...فقد تزوجها و لا تدرى لما اختارها هى تحديداً..؟! سارت كالعمياء فى طريقه...
923K 33.7K 39
فتيـات جميلات وليالــي حمـراء وموسيقـى صاخبة يتبعهـا آثار في الجسـد والـروح واجسـاد متهالكـة في النهـار! عـن رجـال تركوا خلفهم مبادئهم وكراماتهم وأنس...