الفصل التاسع عشر

20K 357 5
                                    


ذهب أصلان إلى عمله مع أسامة و محمد لا ينتوى على شئ سوى العمل مسرعا ثم الذهاب للتنعم بقطته إلا أنه لم يكن فى انتظاره سوى مشاكل العمل التى انتهت بضرورة سفره لتخليص بضاعة متفق عليها و إكمال بعض الإجراءات و الأوراق الضرورية لتسيير أعماله وهو الأمر الذى ليس جديدا عليه أصلان القديم أما اﻵن فاختلف الأمر حيث تعد المرة الأولى التى يفارق بها قطته و يبتعد عنها .. كما إنه لا يستطيع أخذها معه حيث يرافقه بعض العمال و زوج أخته أسماء الأمر الذى يجعل من سفرها معه مستحيل و قد اختفت تدريجيا ابتسامته التى ظهرت حديثا و حل محلها انعقاد حاجبيه و عبوس وجهه و ضيق صدره .

فوجئت زهرة بالسيدة نعمة و هى تحتضنها بعد أن ودعت أصلان قبل ذهابه لعمله وقد اطالت السيدة نعمة إحتضانها لزهرة فرحة ﻹبنها و مداراة لدموعها التى انهمرت رغما عنها بعد أن يأست من صلاح حال اﻷصلان و اعتقدت أنها فقدته و لو جزئيا مع فقدانها لابنتها بثينة .. إلا أن الله سبحانه وتعالى شاءت حكمته أن يوقع تلك الزهرة فى طريقه و كانت سببا بعودته إلى نفسه قبل أن يعود إليهم .. يشاهدهم الجد من بعيد بعد أن ذهبت سوما وأسماء لقضاء بعض الأعمال و هو لا يقل فرحة من السيدة نعمة لحفيده الذى فقد نفسه مع الحادثة التى غيرت حياتهم جميعا إلا أن تلك الصغيرة التى ما إن رآها الجد أدرك أنها لا تليق بأحد سوى الأصلان ولا أحد جدير بها و قادر على حمايتها سوى الأصلان .. خرجت زهرة ببطئ من بين ذراعى السيدة نعمة و على وجهها ابتسامة رقيقة حبا لتلك السيدة التى لا تقل فى حنيتها عن عمتها السيدة صفية و أزالت دموع السيدة نعمة كعادتها منذ أن دخلت بيتهم
- ماما ... ليه الدموع دى ؟
- مفيش يا بنتى فرحانة بيكى أنتى و أصلان .
ثم أمسكت السيدة نعمة يديها قائلة :
- أنا لو أعدت أشكرك على اللى عملتيه يا بنتى مش هوفيكى حقك .
فردت زهرة و ابتسامتها الرقيقة لا تفارقها مصححه لها
- بس أنا معملتش حاجة يا ماما .. أصلان طول عمره رقيق و طيب و حنين
   بيراعى الكل لدرجة أنه كتير بيجى على نفسه عشان الكل .. يبقى
   بتشكرينى على إيه .. " صمتت قليلا ثم تنهدت بعشق " أنا اللى بحمد
   ربنا إنه خلانى من نصيب أصلان .. أنا .. أنا .. ماما أنا بحبه أوى أوى
   .. هتضحكى عليا لو قولتلك إنى بخاف عليه زى ما يكون .. ما يكون
   ابنى أو .. أو .. مش عارفة .. ماما .............................

و ارتمت زهرة بين ذراعى السيدة نعمة من خجلها و من هول ما تشعر به تجاه أصلانها .. ابتسمت السيدة نعمة ثم ضحكت على تلك التى تدافع عن ابنها بهذا الشكل و هى تعلم صدق ما قالته و لكن ليس الكل يرى تلك الحقيقة بابنها الذى أخفى صفاته الطيبة بوحشيته و التى لا يراها إلا من يحبه حبا صادقا كتلك الفتاة التى يعلم الله كم زادت مكانتها فى قلب السيدة نعمة .. ذهبت السيدة نعمة و زهرة للجد للجلوس معه ثم أنضم بعد ذلك لهم سوما و أسماء و بودة يتبادلون الأحاديث المختلفة و بعدها انسحبت زهرة كعادتها ﻷداء أعمالها اليومية و مساعدة أم أحمد و فاطمة و ورد فى إعداد الغذاء مع تبادل بعض اﻷحاديث الودية أثناء العمل يمر عليهم العم أبو أحمد من وقت إلى آخر لشرب الشاى أو لجلب بعض الخضروات التى أصر على زراعتها فى الحديقة الخلفية للمنزل .

زهرة اصلانМесто, где живут истории. Откройте их для себя