الفصل الحادي والعشرون

16.2K 325 7
                                    


" منزل زاهر قدرى ليلا "
فى غرفة نوم عتيقة تعود أخشابها لأكثر من عقدين من الزمن .. يتوسطها فراش كبير و على أحد أركانها دولاب كبير والجانب الآخر تسريحة فخمة قديمة الطراز .. على أحد جوانبها عطور فخمة والجانب الآخر زجاجة عطر تركيب رخيصة لا يتجاوز سعرها أكثر من خمس و عشرين جنيه و مشط بلاستيك رخيص مكسور أحد أسنانه و زجاجة زيت شعر لا يتبين نوعها بسبب قدم استخدامها .. يجلس زاهر على الفراش يتابع زوجته صفصف و هى تتمم على حقائب السفر الخاصة بها هى وزوجها و سبق أن طلبت من الخادمة ترتيبها .

زاهر بحنق بعد أن خالف كلام أبيه و رفض الزيجة بسبب زوجته التى لا يطمئن لها خاصة وهى تتمم على الحقائب بحماس منقطع النظير و الذى يعنى ل صفصف زوجته كلمة واحدة و هى كارثة قادمة بالطريق .. مما جعله يحاول إقناعها بعدم الذهاب للمرة الأخيرة .

زاهر بحنق :
      يا ستى كان لازمتها إيه الزفة دى كلها ..
     أنا وأنتى و منير و مراته و رائد و خطيبته
     .. ما كنت رحت سلمت على أبويا و أختى
    و أعدت يومين و تنى راجع على طول .

صفصف بمكر :
      و ده اسمه كلام مش لازم نعد لنا كام يوم
      و نسلم على سعاد و نصالح عمى .

زاهر متوجسا :
    و ده من أمتى الحنية دى يا صفصف ؟!..
    ما تيجى على بلاطة و تقوليلى كده أنتى
    ناوية على إيه ؟ .. إيه اللى فى دماغك ؟
    .. بدل ما نروح و يحصل حاجة زيادة و
    يخلى أبويا يغضب علينا .. محناش
   ناقصين كفاية جوازة ابنك .1
صفصف :
    مش لازم ننول رضا عمى قدرى و نوريه
   العروسة الايما والسيما بنت العز الهاى
   اللى اخترتها ل رائد بدل البت اللى كانوا
   عاوزين يجوزوها ليه و لبسها أصلان .

زاهر مستشعرا قدوم المصائب :
      آه قولتيلى.. تبقى ناوية على خراب يا
      صفصف .. متنسيش يا هانم إن فشخرتك
     أدام صاحبتك اعتماد و بنتها نانى من
     فلوس أبويا فبلاش تعملى مشاكل هناك
     عشان متخسريش .
صفصف بفشخرة :
      الحق عليا .. أنا اللى عاوزة أصالح عمى
      بعد الزعل اللى حصل بينا بسبب
      المحروسة اللى كان عاوز يلبسهلنا
      .. و هخدلوا رائد و نانى و أوريه هما
      بيجيبوا لابنى إيه و أنا بنقيله إيه .. و
     أنا متأكدة لما يشوفوها هينبهروا بيها و
     يقولوا إن كان عندى حق فى اللى عملته
    زاهر ... زاهر ..... يا زااااهر .................1

لم ينتبه زاهر لكلام صفصف .. بل كل عقله فى السبب الرئيسى لذهابه لبلدته و هو رغبته فى رؤية ربيبة حبيبته " صفية المنصورى "
ويأمل أن يحالفه الحظ و يلتقيها صدفة قادمة لزيارة ابنتها .. فهو لم يتوقع أن تظل محتفظة بجمالها الذى لم تمحيه السنين و ذلك عندما شاهدها تدافع عن ابنتها كنمرة شرسة ..
و كأن السنين لم تفت فهى مازالت محتفظة بطبعها النارى .. و يتسآل فى نفسه عن وجود
بقايا مشاعر تجاهه

زهرة اصلانWhere stories live. Discover now