الفصل الثالث عشر

13.5K 357 4
                                    

.
- أصلان : أنتى هنا ضيفة وبس ... و كمان ضيفة مش مقبول وجودها يعنى
          كام يوم و نروحك ... يعنى استحالة تكونى هنا حاجة .. فاهمة .

- صراخه أوقف دموعها ... أوقف حركة الجد ... أوقف حركة نعمة ...
  أصمت البيت كله ... فقد حدث ما حدث و أهانها أمام الجميع .. حتى من
  يساعد بالمطبخ خرجوا على صراخه ... وحاوطتها نظرات الشفقة من
  الجميع ... لم يهينها أحد من قبل كما لم يتحدث معها أحد بهذا الشكل
  مسبقا ... وضعت ما كانت متمسكة به بيدها كل تلك الفترة على الطاولة
  وهى علبة دوائه اليومى وغادرت بهدوء إلى غرفتها لا ترى دربها من
  دموعها ولا يرتسم على وجهها سوى نظرة خيبة منه ... وانسحب
  بعدها سوما وأسماء إلى غرفهم ، وأسامة ومحمد للعمل ... و أم أحمد
  و وردة و فاطمة إلى المطبخ... وأصلان غادر للعمل أيضا لا يرى دربه
  من ضيقه ولا يصدق أنه من جرحها بهذا الشكل ولا يفارقه النظرة التى
  ارتسمت على وجهها وهى خيبتها منه ... أما الجد لم يذهب لمكان هو و
  نعمة بل جلسوا مصدومين مما حدث وامامهم طاولة الطعام الذى لم
   يمسه أحد .

-صعدت زهرة إلى غرفتها لا يتردد أمامها سوى نفوره منها أمام الجميع
وأهانتها له وكأنها تلتصق به كالعلكة... يتردد صوته بأذنها مرة ثم مرة ثم
مرة و عيناها دامعتان إلى أن دخلت غرفتها ثم إلى الحمام .. فتحت الماء
ووقفت تحت تيار الماء المنهمر بملابسها  ... فى نفس الوقت الذى صعدت
فيه نعمة للاطمئنان عليها لتجدها جالسة تحت الماء بملابسها وشاخصة
ببصرها للبعيد .. لطمت على صدرها وأسرعت إليها تنتشلها من تحت الماء
ثم سحبتها للغرفة وأبدلت لها ملابسها ... و كأن كلتاهما قد نسيا الكلام
  .. وتركتها زهرة و اتجهت للفراش .. غطت نفسها بغطاء خفيف و نامت
  و للعجب نامت بعمق بسرعة غريبة .. لم تلق نعمة للأمر أهمية بل كان 
  إهتمامها منصبا على حماية تلك اﻹبنة الغالية على قلبها ومعاقبة أصلان
  على إهانته لها .. فنزلت متجهة للجد الجالس بصالة البيت :
- نعمة بعصبية شديدة :
        ينفع كده يا عمى .

- الجد بعصبية مماثلة :
       أنتى بتجوليلى أنى ... أنى هعرفه إزاى يهنها كده ... المهم هيا
       عاملة إيه الوقتى .

- نعمة : لقيتها يا حبة عينى أعدة على اﻷرض فى الحمام و فاتحة المية
          عليها ... شديتها خليتها تغير هدومها و نامت من غير متنطق
          بكلمة واحدة ... أنا خايفة عليها أوى يا حج .. دى لونها مخطوف
          ووشها رايح خالص حتى النفس كانت بتخده بالعافية .

- الجد : طاب إبقى شقى عليها كل شوية ... ولما تصحى أنا هتكلم معاها
          إن شاء الله تكون اتحسنت شوية ولو صحيت وكانت لسه تعبانة
          نوديها للدكتور .

- الجد : لا حول ولا قوة إلا بالله ... البنت نخدها من بيتها زى الوردة
          تتبهدل عندنا كده ... ذنبها إيه .... دى أخته اللى الغلط راكبها
          من ساسها لراسها مشتكيتش منهم .. نقوم إحنا نبهدل الغلبانة
          اللى ملهاش ذنب دى .
.
.
.
.
.
.

زهرة اصلانWhere stories live. Discover now