عازفه على وتر قلبه(جزء 1)

By YasmineAhmed245

24.3K 806 437

مقدمه طعن فى فؤادة بسبب فتاه كان يظن أنها تبادله نفس الشعور أحبها بصدق لكنها غدرت به دون أن يرمش لها جفن تركت... More

مقدمه
البارت الاول
البارت الثاني
البارت الثالث
البارت الرابع
البارت الخامس
تنويه
البارت السادس
البارت السابع
البارت الثامن
البارت التاسع
البارت العاشر
البارت الثاني عشر
البارت الحادى عشر
البارت الثالث عشر
البارت الرابع عشر
البارت السادس عشر
البارت السابع عشر
البارت الثامن عشر
البارت التاسع عشر
البارت العشرون
البارت الواحد والعشرون
اعتذار
البارت الثاني والعشرون
البارت الثالث والعشرون
البارت الرابع والعشرون
البارت الخامس والعشرون
البارت السادس العشرون
البارت السابع والعشرون
البارت الثامن والعشرون
البارت التاسع والعشرون
خاتمة الجزء الاول
صور الابطال
تنويه

البارت الخامس عشر

475 19 9
By YasmineAhmed245

التفاعل ياقمرات مش تنسوا الفوت وفرحونى.

البارت الخامس عشر

عاد حمدان وأولادة من السفر بعد جهود مضنيه للحصول على السماد الخاص بمحصول الأرض بينما كانت زوجات أولاده سعداء بعودة أزواجهن حيث كانت السعادة تملأ المنزل ماعدا زهرة التى كان عقلها مشغول دايما بشقيقها وقلقها المتزايد بشأنه لاسيما أن شبكه المحمول غير مجديه وكلما حاولت الأتصال به كانت الشبكه غير متاحه لتزفر بحسرة وقررت الخروج من غرفتها لتجد عواد يقف على أعتاب باب غرفته المقابلة لها ويتحدث مع زوجته بشأن رحله سفرهم لتقع عينيه عليها وتسمر فى مكانه ولم يعبىء بحضور زوجته التى لاحظت ذلك حيث كان ينظر إلي زهرة بنظرات ثاقبه ويتفحصها من أول منبت شعر رأسها حتى أخمص قدميها ثم ظهرت فوق ثغرة أبتسامه سمجه مثله ليقوم بمسح شاربه بأنامله كى يلفت أنتباها لكنها نظرت إليه بأشمئزاز وأشاحت ببصرها عنه لتتجه إلى الأسفل وقامت بالترحيب بعمها ثم ذهبت إلى المطبخ لأعداد الطعام وبعد وقت قصير نزلت راويه ونوارة لمساعدتها فى أعمال الطبخ بعدما توطدت علاقتهن وبعد أنتهائهن قاموا برص الأطباق فوق طاوله السفرة وجلست كل زوجه بجوار زوجها ..أما عنها هى فجلست بجوار عمها مستندته بمرفقها على الطاولة واضعه كفها فوق صدغها الأيسر بشرود ويدها الحرة تمسك بها الملعقه وتلعب فى طبقها وهى تنظر الى الفراغ الذى أمامها بأعين حزينه حتى أنها لم تمس شيء من الطعام فكل مايشغلها هو كيفيه الهروب من هذا البيت وبأى ثمن لكن كيف وأبن عمها يضع رجاله أمام الباب لحراستها ومنعها ليقوم حمدان بوضع كفه فوق كفها وأخذ يربت عليها برفق محاولا أخراجها من شرودها محمحما بصوت قوى أجبر زهرة على الأنتباة ليسألها بأستفسار.

-: مالك يابتى سرحتى فى أيه أكدة كف الله الشر؟
قالت زهرة بطمأنه : أبدا ياعمى مافيش حاجه.

نظر حمدان إلى عينيها وحاول قراءة مايدور بخلدها لكن على مايبدو أنه فشل فى قراءة لغة العيون لكنه قال بحزم : زهرة أنى عارف أنك محبوسه من يوم ماجيتى حدانا فى الدوار وعارف كومان أنك مش حابه الجو ده وعاوزة ترجعى لدارك بس فى حديت مهم جوى محتاج أتحدته معاكى شوي خصوصا أن الموضوع يهمك فياريت بعد ماتخلصى الوكل تيجى على مكتبى لأن اللى هاجوله مهم جوى وفى مصلحتنا كلاتنا ومش بس أكده لع وهيصير فوج رجبه الجميع ومرت ولدى خابرة بده زين مش أكدة ولاأيه.

كان حديثه موجه إلى زوجة أبنه وهو يرمقها جانبا بحزم وعاد ليطالع زهرة بصمت لتومئ برأسها بتفهم وللوهله الأولى من حديث عمها الصارم حتى تحولت شكوكها الى يقين وأنه بالفعل يخطط لتزويجها من أبنه كما سردت راويه طمعا فى ميراثها وليس حبا فيها كما يدعى ليخيم الصمت على الجميع بضع لحظات ليعيد حمدان حديثه بنبرة حازمه.

-: ها جولتى أيه يابت خوى !!

أومأت زهرة برأسها دون أن تعقب ,,أما راويه ونوارة فكانوا يتبادولون النظرات بينهم وبين زهرة حتى أنهو طعامهم وذهبت إلى مكتب عمها وهى تقدم قدم وتأخر الأخرى لتطرق على الباب وأذن لها بالدلوف لتدلف على أستحياء ثم طلب منها أغلاق الباب لتفعل هى دون أعتراض وجلست على الكرسى المقابل له تنتظر سماع حديثه بينما كان هو مشبكا أصابعه ببعضهم وهو ينظر إليها ليقول بصوت قوى.

-: شوفى يابتى جدك الله يرحمه كتبلك 10 أفندة من الأراضى الزراعية بأسمك وجال فى وصيته جبل مايموت أنك تتصرفى فيهم كيف مابدك هتجوليلى طب ليه خبيت عنك مع أنى كنت عندك !! أنى هأجولك ,,شوفى زمان جدك كان طلب من أبوكى أنه يتجوز صبيه مليحه أسمها نفيسه العدوى من حدانا أهنه وجتها كانت بنت عمده الكفر لكن أبوكى رفض وحكلنا حكايته مع أمك وأنه لايمكن هيتنازل عنها مهما حصل رغم معارضتى الشديده أنا وجدك فكان شرطه الوحيد أما أنه يتراجع عن جرارة من جوازة من أمك أوهيحرمه من الميراث لكن أبوكى عصاه وأصر على موجفه وأتحرم نهائى أنه يشوف جدك وجدتك طول عمرة وأتحرم من نصيبه فى الميراث.....زفر بأسى وعاد ليكمل تباعا : بعدها بمدة جدتك مرضت وماتت وجدك ماأستحملش من الصدمه ووقع منينا فأضطرنا ندخله المستشفى علشان كانت جتله جلطه مفاجأة وفضل راجد أسبوع وبعدين رجعناة الدوار تانى وحس أنه خسر كل شىء اللول ولده وتانيها موت مرته لكن عرف أن ربنا رزقه بحفيدة حلوة زيك وكنت فاكر أن ده هيخفف من صدمته وتعبه لكن للأسف فضل راجد فى سريرة ورفض أنه يكمل العلاج وبعد أكده طلب أنه يشوف أبوكى لأنه كان وحشه جوى بس هو كان تملى يرفض بسبب مجاطعتنا ليه وجسوتنا عليه وتخلينا عنه فى عز ماكان هو محتاج لنا وفضل يتنجل من شجه للتانيه لدرجه أنه دوخنى معاه وماكنتش عارف له عنوان ثابت علشان أجدر أزوركم فيه بصراحه أكدة كانت دماغه أنشف من الحجر وفاتت سنين كتيرة عرفت أن أمك ماتت وماخبرش وجتها عن السبب وكان لازما أتدلى الأسكندريه علشان أحضر العزاء وحضرته من دون علمه وعدت سنه ورا التانيه وبجيت كل فترة أتدلى الأسكندرية أروحله وأترجاة أنه ينزل يشوف جدك ولو لمرة واحدة لكن ماكنش منيه فايده ولما جدك يأس من نشفيه دماغ أبوكى جال فى وصيته أنه لو حصله حاجه أبجى أعطيكى ورثك وحجك الشرعى طالما أبوكى رافض أنه يأخد منينا حاجه بس الأوان كان فات لأن بعد وفاة جدك بحوالى سنه ونص كان أبوكى حصله ومات هو كومان وحجيجى كان نفسى آجى أعزيكى بس كيف وأنتى حتى ماشوفتنيش ولا مرة وماتعرفيش عنى أيتوها حاجه لأن أبوكى الله يسامحه كان بيستعر أنه يحكيلكم أى حاجه عننا دة أنى حتى معرفش أن لكى أخ غير بعد ماأتدليت أنى وعواد حتى أنتى كومان رفضتى تسمعينا وطردتينا من الشجه ...صمت ثوان وأكمل بأسى : صدجينى يابتى أنى فى للول والأخر مايهمنش غير مصلحتك حتى ولو كان فوج رجبتى أنى شخصيا ولأزما تعرفى أنى مش هجبرك على أيتوها حاجه بس الوحيد الجادر على حمايتك من غدر البشر وطمعهم هو ولدى عواد كل اللى طالبه منيكى أنك تفكرى بعجلك الزين فى موضوع جوازك منيه وهو الله كيف النسمه صحيح هو عصبى شوي لكن مافيش أطيب من جلبه وهيحافظ عليكى وعلى حجك من أى حد غريب بصى أنى هسيبك يومين تفكرى ومنتظر منك رد.

بعد أنتهاء حمدان ظلت زهرة توزع نظراتها بين عمها وأبن عمها بجمود ثم مسحت شفتيها بأناملها كنوع من الأستياء والرفض متنهده بقله حيله وهتفت بضيق.

-: خلاص موافقه أنى أتجوز أبنك طالما هيحفظلى حقى زى مابتقول.

علت السعاده على وجه عواد وأزدادت أتساع أبتسامته السمجه وهو ينظر إليها برغبه بينما قال حمدان بأتزان : لع يابتى الموضوع ده لأبد تفكرى فيه صوح وتأخدى وجتك الكافى.

هتف عواد بأعتراض: يابوى طالما هى موافجه يبجى فين المشكل؟
رمقه حمدان بنظرة تحذيريه ثم عقب بحده : أنى لما أتحدت أنت تسد خشمك عاد فاهم ولالع.

قال عواد بتأفف: أمرك يابوى.
على الجانب الأخر كانت راويه تقف أمام عتبه الباب من الخارج واضعه أذنيها هى ونوارة يسترقون السمع للحديث الدائر بالداخل ليمتقع وجهها بالغضب مستنكرة مايحدث : شايفه يانوارة البت وعمايلها دى بتأكل بعجلنا حلاوة لع واللى يشوفها أو يتعامل معها يجول عنها كيف النسمه وهى خبيثه بتعرف تضحك على الكل صوح أنى هموتها وأرتاح منها.

شعرت نوارة بالضيق بسبب تسرع سلفتها وحكمها على الأخرين لتقول بحدة : جرى أيه ياراويه أنتى نسيتى ولاأيه مش أحنا أتفجنا معها من اللول على أكدة وأنتى خابرة أنه كان هيحصل بعد رجوعهم يبجى أيه مشكلتك مع زهرة فهمينى بس.. أهدى أكدة وبلاش تسرع على الفاضى وخلينا نفكر بالعجل فى الخطوة الجايه.

خرجت زهرة من مكتب عمها تحت نظرات راويه الغاضبه لاسيما بعد سماعها الموافقه على الزواج من زوجها بينما كانت زهرة شاعرة بالأختناق بسبب أهلها وطمعهم لتنظر إلى راويه ونوارة نظرة أخيرة ثم أسرعت فى الهروب من أمامهم وماأن دلفت الغرفه حتى أغلقت الباب خلفها وبكت على حالها وبعد بضع لحظات وجدت قرع متواصل على الباب لتقوم بمسح دموعها وفتحت لتدلف المرأتين إليها بصمت وقاموا بغلق الباب خلفهم لتقول راويه بعتاب ولوم.

-: مبروك ياعروسه فرحتلك جوى بجى ده اللى أتفجنا عليه يازهرة!!
شعرت زهرة بحديث راويه الساخر لتقوم ببسط كفها على كتف الأخيرة وهى تنظر إليها بأسى قائله برجاء حار : راويه صدقينى أنا مافيش حاجه بينى وبين جوزك لا بحبه ولاعمرى فكرت فيه من الأساس كل اللى طلباة منك أنك تساعدينى فى الهروب من هنا وبأى طريقه وبعدين أنا مش معايا لا البطاقة الشخصيه ولا صور ولا حتى شهاده الميلاد لأنى نسيتهم فى الشقه ومش هينفع يتم الجواز من غير حاجات مهمه زى دى وزوجك هيضطر يأجل الجواز ومش بعيد يطق فى عقله ويبعت حد من معارفه يسافر الأسكندريه ويوصل الشقه ويستغل غياب أخويا فى المدرسه ويفتح الشقه علشان يجيب الحاجات دى ولو دة حصل مش هقدر أهرب من مصيرى المحتوم معاة وهيتم الجواز بالغصب وبعدين أنا كنت مضطرة أجاريهم علشان يطمنوا ليا مش أكتر من كده علشان خاطرى ياراويه أتصرفى وهربينى بأى طريقه قبل الفأس ماتقع فى الرأس وأفضل هنا طول عمرى.

شعرت راويه بأرتياح بعدما تأكدت من صدق نوايا زهرة لتقوم هى الأخرى ببسط كفها فوق كتف زهرة وقالت بحزم : ماتخافيش يازهرة أنى هساعدك بس جوليلى للول مامعاكيش رجم حد مجرب منيكى أقدر أتصل عليه أجوله يخلصك من الجوازة الشؤم دى؟

حركت زهرة رأسها بالأيجاب ثم فتحت حقيبه يدها وأعطت لها رقم سامر لكنها تذكرت أن الشبكه رديئة لتقول بيأس : أيوة بس الشبكه هنا وحشه جدا ومابعرفش أتصل بحد ده أنا حتى حاولت أتصل على أخويا علشان أطمن عليه معرفتش ويأست وبعدين تعالى هنا أفرضى وأنتى بتتصلى بالرقم جوزك طب عليكى فجأة وقفشك هتتصرفى أزاى؟

قالت راويه بثقه : ملكيش دعوة أدينى الرجم بس وأنى هأعرف أتصرف بطريجتى...طالعتها راويه بنصف عين لتقول بمكر : الأ جوليلى يازهرة يبجى مين المحظوظ صاحب الرجم ده؟

أبتسمت زهرة وأخذت تحرك رأسها بيأس بسبب فضول راويه لتقول بشوق مستتر : ده ..دة أستاذى فى معهد الموسيقى ها أرتحتى ولالسه يارورو يافضوليه.

تعمقت راويه للنظر فى عين زهرة التى كانت تبوح عما بداخلها لتهتف بمشاكسه : آة أكدة أنى فهمت بس جوليلى لول يابت يازهرة هو حلو أكدة زى عواد؟

حدقت زهرة فى وجهها ثوان لتقول بثقه : لا ياأختى طبعا هو أحلى منه بكتير هه قال عواد قال أشبعى بعواد بتاعك دة.

قهقه الثلاثه معا وبعد وصله من الضحك المتواصل أعطت زهرة رقم سامر لراويه دون أن تسألها كيف ستتصل به لكنها بدأت هى وزوجات أولاد حمدان يخططن فى طريقه هروبها من هذا المنزل الذى كانت تطلق عليه السجن الكبير بسبب مساحته الواسعه والضخمة ..وبعد مرور يومين بالتمام والكمال كان عمها قد حدد مع أبنه أقامه حفل زفاف فى المنزل وقبل يوم واحد من الزفاف قامت راويه بالأستئذان منهم للخروج مع نوارة بحجه شراء بعض المستلزمات الخاصه بزهرة واضعه هاتف الأخيرة بين جلبابها الريفى وعقب أبتعادهم عن المنزل بمسافه كافية ظلت تبحث عن مكان به شبكه جيده حتى نجحت وأتصلت على سامر وبعد فترة قام بالرد عليها وبدأت تسرد عليه القصة من أولها لأخرها وأن كان يهمه أمر زهرة فعليه التحرك كى ينقذها من مخطط عمها وأبن عمها ..ليأتى اليوم الموعود وبينما كانت نوارة تقوم بتجهيزها وألباسها فستان الزفاف حتى قامت راويه بوضع منوم فى كأس العصير الخاص بعواد وعندما سيرتشفه سينام وبالرغم حاله الأرتباك الظاهرة على وجوه الجميع بما فيهم هى الأ أنها كان لديها بصيص أمل ولو واحد فى المليون أن يأتى منقذها ويخلصها فى اللحظه الأخيرة لكن على مايبدو أن لاشىء مما تمنته قد حدث لتتنهد بأحباط لكن راويه طمأنتها وأخبرتها أن كل شىء يسير على مايرام وعليها أن تهدأ من أعصابها وتنفذ باقى الخطه بأحكام عن طريق مناداتها على عواد وعندما سيأتى إليها ستدعوة للتحدث فى أمر هام قبل نزولهم لعقد القران,,,, وبالفعل أختبئت راويه أسفل أحدى الأرائك التى كانت بجانب الغرفة كى تستطيع تهريب زهرة عقب نوم زوجها ,,لتقوم الأخيرة بالمناداه عليه ليصعد عواد بخطوات سريعه كالفهد وهو يكاد يطير من السعادة لأن حلمه بات على وشك التحقق وعقب دلوفه طلبت هى منه أن يحتسى معها القليل من العصير وبعدها ستنزل معه لعقد القران ليأخذ هو من يدها الكأس وأرتشفه دفعه واحدة ثم مسح شاربه بكم جلبابه لتشعر هى بالنفور وبعد ثوان أصبحت الرؤيه مشوشه لديه ليمسك بأنامله الجسر الذى بين عينيه بأرهاق ثم سقط مغشيا عليه لتخرج راويه من أسفل الأريكه وقامت بأعطاء زهرة عباءة ريفيه وطرحه سوداء ثم طلبت منها النزول عبر النافذة فهى المكان الأنسب لها لاسيما أن المنزل من الداخل والخارج يعج بأقارب حمدان وأصدقاء عواد لتقوم زهرة بتبديل الفستان بالعباءة وقبل رحيلها أحتضنتها راويه ونوارة بقوة لتبتسم لهم من بين دموعها لتقول راويه بمرارة الفراق والوادع.

-: خدى بالك من نفسك يازهرة أنى أتصلت على سامر وحكيت له على كل حاجه وهو وعدنى أنه هيجى علشان ياخدك من أهنه معرفش أيه اللى أخرة لحد أكدة يمكن يكون رجاله عواد منعوه كعادتهم المهم لما توصلى عند لول الطريج الرئيسى شاورى لأى مواصله هترجعك إسكندريه طوالى.

أبتسمت زهرة لراويه وقامت بوضع كفها على كتفها قائله بثقه: أطمنى ياحبيبتى أن شاء الله هتصرف المهم أدعيلى أنتى بس لحد ماأمشى من هنا.

عادت راويه لأحتضان زهرة وودعتها هى ونوارة لتقوم الأخيرة بالنزول من النافذة عبر تسلقها حبل قوى ومتين حيث أمسكته بكلتا يديها وظلت تنزل عليه بخفه وتمهل وماأن لامست قدميها الأرض حتى زفرت بأرتياح وأشارت بيدها لهم كعلامة بتوديعهن ....وعلى الجانب الأخر كانت راويه قد أخفت الحبل بين ملابسها الريفيه وخرجت تتسحب فوق أطراف أصابعها من الغرفه وبصحبتها نوارة وتخلصوا من الحبل عبر ألقاؤة فى سله مهملات كبيرة كانت موجودة خارج الباب الخلفى للمنزل وقامت بربط الكيس بشكل محكم وأخذته فى مكان بعيد بمنأى عن العيون وألقته فى مقلب القمامه وعادت من الباب المؤدى للمطبخ لمساعده نوارة والخدم فى أعداد الطعام كأن شيئا لم يكن....أما عن زهرة فأخذت تتلفت برأسها يمينا ويسارا بحذر كى تتأكد أن لأحد يمر من المكان الذى تسير فيه ثم أسرعت بخطى ثابته وظلت تركض ركض متواصل حتى أبتعدت عن المنزل ببضع خطوات ولكن أثناء ركضها تعسرت قدمها فى قطعه طوب صغيرة ليلتوى كاحلها وهوى جسدها على الأرض لتشهق بفزع أما عن صدرها فقد كان يعلو ويهبط بخوف لكنها تحاملت على نفسها ونهضت وعادت للركض من جديد لكنها تعسرت مرة أخرى ووقعت على الأرض ثم سرعان مانزفت أحدى ساقيها عندما أنغرست قطعه خشبيه صغيرة كانت مغروسه فى الأرض ودخلت فى أسفل كاحلها لتصرخ متأوهه من الألم وأمسكت تلك القطعة برفق وحاولت أخراجها من قدمها المصابه وهى تعض على شفتيها السفلى بألم لكنها أبت الأستسلام وعادت النهوض ولكن قبل تواصلها للركض فوجئت بمن يسحبها من ملابسها للخلف واضعا يدة فوق فاها وكممها كى لاتصرخ بينما ظلت هى تتململ بين يديه محاوله الأفلات من قبضته بكل قوة ظنا منها أنه أحد معارف حمدان أو عواد لذا قاومت مرارا ولم تستطع تبين ملامحة لأسيما أن المكان مظلما الأ من بصيص ضوء القمر الخافت الذى كان ينير المكان غير أنه كان يخفى معالم وجهه لتظل ترفسه بقدميها حتى وصل بها عند أول الطريق الرئيسى بينما كانت تبكى ليقوم بأبعاد يدة من على فمها وقام بأشعال مصباح هاتفه مبعدا الوشاح عن وجهه لتتسع عينيها بصدمه رغم بكاءها فلم يكن هذا الملثم سوى سامر لتزفر زهرة بأرتياح وحاولت أخذ أنفاسها بينما أنخفضت نسبة الأدرنالين فى جسدها شاعرة ببرودة تسرى فى أطراف أصابعها ويديها ترتجف بشده وبقت هكذا حتى هدأت ليبتسم لها سامر أبتسامه هادئه وأمرها بالصعود فى السيارة وصعد بدورة ثم أنطلق بها بأقصى سرعته وبعد فترة من الوقت أستعادت زهرة هدوئها النسبى ونظرت إلي سامر بحيرة ثم سألته بأستفسار.

-: أتأخرت كده ليه وليه كممت بوقى؟
أستدار سامر نحوها ليقول بهدوء : كان لأزم أتاخر علشان أتأكد أنهم مشغولين فى الفرح والهيصه وكممت بوقك علشان ماتصرخيش وحد يسمعك. المهم طمنينى عليكى أنتى كويسه فى حد أذاكى أو جه جنبك؟

حركت رأسها بنفى : الحمد لله أنا كويسه مافيش حد أذانى بس رجلى بتنزف ووجعانى أوى.

أوقف سامر محرك السيارة فجأة وقد بدى على وجهه القلق ليقول بغصه وألم أجتاح قلبه : رجليكى بتنزف منين يازهرة؟

أشارت بيدها نحو قدمها المصابه قائله بأرهاق : هنا.

أبعد سامر طرف الجلباب الريفى الذى كانت ترتديه ليجد جرح عميق فى أسفل كاحلها ينزل من السيارة متجها نحو حقيبه السيارة وأخرج منها علبه أسعافات أوليه يحملها معه فى أوقات الطوارىء وعاد إلى زهرة وفتح علبه الأسعافات مخرجا منها زجاجه مطهر وشاش قطنى وبعض الضمادات وعقب وضعه المطهر على الجرح حتى صرخت متأوهه بألم ليقول سامر بآسف وأعتذار.

-:معلش يازهرة أستحملى الألم شويه هو المفروض أنى أخدك أوديكى لأقرب مستشفى علشان يشوفوا الجرح ويعالجوة كويس لكن زى ماأنتى شايفه الوضع متوتر جدا وزمان أهلك بيدوروا عليكى فى كل شبر فأستحملى لحد مانرجع وأول مانوصل هجيبلك دكتور يشوف الجرح ويعمل اللأزم أنا حاليا طهرته وهأربطه كويس.

قام سامر بربط كاحلها بالشاش والضمادات بينما حركت هى قدمها على مضض لتجد أن الألم قد هدأ قليلا لتقول بأمتنان وشكر : الحمد لله رجلى بقت أحسن شويه متشكرة على تعبك معايا .

قال سامر معاتبا أياها : زهرة من فضلك مش كل ماأعمل حاجه بسيطه تقوليلى متشكرة وبعدين أنا ماعملتش حاجه تستاهل يعنى المهم يلا نمشى من هنا لأحسن أنا مش ضامن شر أهلك.

عاد سامر لأقتياد سيارته بينما ظلت زهرة صامته لثوان ثم مالبثت أن قالت بشوق وحنين أتجاه شقيقها : رامى واحشنى أوى ياترى عامل أيه دلوقتى ومين بيهتم بيه!!

أبتسم سامر أبتسامه هادئه ليقول بثقه: وأنا روحت فين؟

نظرت زهرة إليه بحيرة ليقول بأطمئنان : أطمنى يازهرة أخوكى قاعد عندى فى البيت وجالى المعهد وقالى أنك مش موجودة فى الشقه وبصراحه قلقت عليكى أوى لأنى عارف أنك مابتتحركيش غير من المعهد للمدرسه اللى بتدرسى فيها وحكالى عن عمك وأبن عمك وأنك طردتيهم من الشقه لما جم عندكم وأنا ووعدته أنى مش هييأس وهفضل أدور عليكى لغايه لما أرجعك وسافرت فعلا عند أهلك لكن كان فى مجموعة من البلطجيه قاطعين عليا الطريق بالعصيان والشوم وكانوا بيهددونى ومش بس كدة دول كانوا بيتعمدوا أنهم يكدبوا لما ذكرت على لسانى أسم عمك وغالبا كانوا بيعملوا كدة علشان معرفش المكان اللى أنتى فيه ولما لجأت للشرطه وبلغتهم باللى حصل للأسف محدش منهم أتحرك وخد أى أجراء ضد البلطجيه دول ومع ذلك ميأستش وفضلت كل يوم أدور عليكى وكل مرة ألاقى البلطجيه قاطعين الطريق وبيرفضوا أى حد يمر بعربيته ....تنهد بحرارة وعاد ليكمل حديثه تباعا : ماصدقت أن الست اللى أسمها راويه أتصلت عليا وقالتلى كل حاجه وأن أهلك طمعانين فيكى وفى ورثك وعلشان كدة عمك أتفق مع أبنه بتعجيل الجواز ويقنعك أنك تتنازلى عن حقك وبكدة يكون ضمنك زوجه لأبنه وتبقى تحت نظرهم على طول وكمان ضمن أن ميراثك مش هيروح لحد غريب وهيرجع لهم فى الأخر ...عارف أنى أتاخرت عليكى لكن الحمد لله أنك عرفتى تهربى منهم على العموم أنا هحاول أزود من سرعه العربيه علشان نوصل بسرعه المهم حاولى ترتاحى وتنامى شويه لحد مانوصل أتفقنا.

أومات زهرة برأسها وأرجعت ظهرها للخلف مستنده برأسها على مقعد السيارة بأراحيه ناظرة من النافذه المقابله لها بشرود وهى تدعو من قلبها بأن لايعيق أى حد من أهلها عليهم الطريق.
*****************************************
فى بيت حمدان النجدى كان القلق قد بدأ يتسرب إلى قلب الأخير لاسيما أن أبنه قد صعد إلى الدور العلوى ولما يأتى إلى الآن علما بأنه طلب منه عدم التأخر,,وعلى الجانب الأخر فقد كان يقف عتمان بجوار والدة لأستقبال المهنئين ليهمس حمدان بصوت خافت لأبنه.

-: أخوك لحد دلوجتى لا نزل ولا حتى جاب عروسته روح أستعوجهم خلينا نكتب الكتاب ونخلص من الموال ده.

أوما عتمان برأسه وفى لمح البصر كان قد أختفى وصعد بخطوات ثابته نحو الغرفه وماأن أقترب من الباب حتى وجده مفتوحا ليطل برأسه ووجد شقيقه مددا على الفراش ويغط فى نوم عميق لتتسع عينه بصدمه وتحرك بأتجاهه وسرعان ماقام بالمناداة على راويه ونوارة اللأتى ماأن سمعن صوته القوى حتى أرتعدت أوصالهن وصعدن فى صمت ليقول عتمان بصوت جهورى : العروسه راحت فين ياحرمة منك ليها .

كانت راويه تشعر بالضيق بسبب صوت عتمان لتقول مستنكرة : حديتك دة فيه أتهام صريح لينا ياعتمان وأنى مش هأجبل بده واصل لأنى أنا ونوارة جهزناها ولبسناها وسبناها لوحديها ونزلنا نساعد الخدم فى تحضير الوكل حتى ماكناش فاضيين علشان نطلع نشأر عليها ومعرفش أيه اللى حصل بعد أكدة...يمكن تكون هربت.

ضرب عتمان بيده فوق صدره بصدمه وتحدث بعويل : ياوجعه مربربة وبعدين هتصرف كيف أنا دلوجتى طب وبوى اللى جاعد تحت بيستجبل المعزايم هأجوله أيه أجوله عروسه ولدك هربت يوم فرحها!!

كانت راويه تمثل أمام زوج سلفتها كحمل وديع لتقول بلامبالاة : أنى عارفه بجى على العموم أنزل أنت بلغ عمى على ماأفوج اللى زى الجتيل دة وربنا يستر من اللى الجاى.

تركهم عتمان وذهب إلى والده ليهمس فى أذنيه وبدأ بسرد ماحدث لتتسع عين حمدان بصدمه وسرعان ماأمتقع وجهه بالغضب الشديد حتى أن المهنئين لاحظوا ذلك ليستأذن من ضيوفه بأدب وصعد مع عتمان حيث وجد عواد يغط فى نوم عميق ليقوم بضرب عصاة الغليظه فوق الأرض بحنق ما جعل الكل يرتعد منه برهبة وقام بأمساك كوب الماء الموضوع فوق الكمودينو وسكبه فوق وجه عواد لينتفض الأخير بفزع فهو لايدرى بما حدث وبعد أن أستفاق بدأ هو ووالدة وشقيقه بأستجواب راويه ونوارة اللأتى أنكرن أى معرفة بهروب زهرة لينتهى ضجيج الحفل وأنفض المهنئون من الفرح.

بينما كان حمدان يضع يده فوق رأسه بخيبه أمل وهو يندب حظه مثل النساء ليقول بأستنكار : يافضيحتك ياحمدان الفرح بجى محزنه وزمان أهل الكفر كلاته شمتانين فيك لما العروسه تهرب يوم فرحها يبجى أنى ماعرفتش أربى ولدى صوح.

عقد عواد حاجبيه بغضب ليقول بوعيد : ماتخافش يابوى أنى هأتدلى حالا أنى وعتمان ندور عليها لحد مالاجيها وجسما بالله لأشرب من دمها الفاجره دى وبكرة تشوف عواد هيتصرف كيف.

حدجه حمدان بنظرات ناريه ليقول بسخط : أنت تتنيل على عينك تسد خمشك عاد لأحسن جسما بالله أنزل فيك ضرب لحد مايبان لك صاحب جبر يلم عفشك ......قام حمدان بتضييق عينيه بتوعد ليقول بنبرة ثاقبه: أما بالنسبه لزهرة فأنى هعرف أرجعها بطريجتى ولحد ماأعرف هى هربت ليش وكيف مش عاوزك تفتح خشمك واصل فاهم ولالع.

أنكمش عواد على نفسه مثل الفأر بسبب نظرات والده الغاضبه ليقول بصوت خافت : حاضر يابوى اللى تشوفه صوح أعمله.
********************************
كانت عقارب الساعه فى لوحه سيارة سامر تشير إلى الثانيه عشر ظهرا أى بعد مرور ساعات متواصله من قيادته للسيارة ولم يغمض له جفن ,,أما عن زهرة فكانت تشعر بالأعياء الشديد وبحاله يرثى لها بسبب كميه النزف التى نزفتها مما سبب لها تورم فى كاحلها وأرتفعت درجه حرارتها..وعقب وصولهم أطفأ سامر محرك السيارة ونزل منها ثم فتح الباب المقابل وأخرج زهرة ثم حملها بين ذراعيه وسار بها حتى وصل أمام باب الشقه وظل يطرق على الباب لتفتح له المدبرة وشهقت بصدمه ثم أفسحت له المجال كى يمر بسهولة ليقول هو بأرتباك.

-: ست نعمه ماما صاحيه ولالا ؟
-:أيوة يابيه صاحيه وقاعدة فى أوضتها.

قال بحزم :طب أنا هاطلع أدخل زهرة فى أى أوضه لأنها تعبانه جدا وبعدين هروح لماما أبلغها لحد ماأجيب دكتور يجى يشوف جرح رجلها بس عاوزك تعملى لها أكل خفيف لأن أكيد الدكتور هيكتب لها علاج ولأزم تأكل كويس علشان مش تأخد الدوا على معده فاضيه.

أومات المدبرة برأسها دون أن تعقب وأتجهت نحو المطبخ لأعداد الطعام ,,أما هو فقد صعد وهو يحمل زهرة حتى أوصلها إلى الغرفه ووضعها على الفراش وتركها لترتاح متجها إلى غرفه والدته ليطرق على الباب وأذنت له بالدلوف وأخبرها بأنه نجح فى أحضار زهرة لتتسع أبتسامتها وقفزت من مكانها وأسرعت مع أبنها إلى الغرفه التى بها الأخيرة ..أما عن رامى فكان فى مدرسته ولم يعلم بعودة شقيقته,,ليخرج سامر هاتفه من جيب بنطاله وأتصل على الطبيب وبعد مايقرب من نصف ساعه حضر الطبيب وبدأ بأزاله الضمادات الملوثة بعنايه وتفحص كاحلها المتورم ليقوم بأعطائها حقنه مخدرة وبعد دقائق من سريان المفعول بدأ بتنظيف كاحلها من أثر بقايا تلك الخشبة الملوثه التى أنغرست فى قدمها وقام بتقطيب الجرح وتعقيمه ولفه بالشاش وكتب أدويه تأخذها بأنتظام وطمأنهم بأن حالتها مستقرة ولاداعى للخوف ثم أستاذن منهم وعقب رحيل الطبيب نظرت ثناء إلى زهرة النائمه بلوعة وحسرة وقالت بحزن.

-: عينى عليكى يابنتى وعلى اللى صابك ياترى أهلك عملوا فيكى أيه؟
ربت سامر على كتف والدته مطمئن إياها وقائلا بنبرة لينه : أطمنى ياأمى زهرة كويسه لما تصحى هتحكي لك على كل حاجه بالتفصيل الممل المهم دلوقتى نسيبها تستريح وتنام كويس كفايه عليها اللى شافته.
أومات والدته بتفهم وتركوها لتستريح.
*****************************************
داخل شقه ألهام كانت تتململ على مضجعها بنوم متقطع وجسد متشنج ووجه يتصبب عرقا محاولة أخراج صوتها والصراخ لكن هيهات فصوتها بح وبدى مكتوما كمن يطبق بيده على رقبتها وعلى مايبدو أنها كانت تحلم بكابوس لتقوم بتمرير يدها على عنقها بحركه لاأراديه وسرعان مافتحت عينيها بزعر حقيقى لتعتدل بتوجس وظلت تتلفت برأسها يمينا ويسارا بأعين زائغه وبعد فترة أدركت أنها تحلم وتيقنت أنها فى منزلها لتزفر بأرتياح شديد ثم أنهارت فى بكاء متواصل وظلت هكذا حتى هدأت لتقوم بأزاحه الغطاء عنها ونزلت على أطراف أصابعها حتى لامست الأرض وعندما همت بالنهوض للسير نحو الحمام حتى ألتوى كاحلها فجأة وصرخت متأوهة بألم بينما كانت مديحه تمر بالقرب من غرفه أبنتها وسمعت صراخها لتقوم بفتح باب الغرفه وهرولت نحوها وظلت تربت على كتفيها محاوله تهدأتها لتسألها عن السبب.

-: مالك يابنتى أيه اللى حصل خلاكى تصرخى كدة؟
أنحنت ألهام ووضعت كفها فوق كاحلها تدلكه برفق ثم أعتدلت وهى تقول بألم : رجلى ألتوت وأنا رايحه للحمام ماتشغليش نفسك ياماما أنا كويسه.

نظرت والدتها إليها لتجد بقايا دموع فوق وجنتيها ودموع أخرى تهدد بالسقوط لتقول بألم ولوعة على حال أبنتها : بتعيطتى ليه بس يابنتى؟

تنهدت إلهام بحسرة لتقول بآسى: أبدأ ياماما أصلى كنت بحلم بكابوس ولما صحيت منه غصب عنى دموعى خانتنى ماتخافيش حاجه مش مستاهله.

عادت مديحه لتقول بهدوء : طيب أنا وأخوكى مستنينك تحت علشان نفطر سوا خدى وقتك وأنزلى على راحتك .

أبتسمت إلهام أبتسامه خافته وأومات برأسها لتتركها والدتها بينما أتجهت هى إلى الحمام للأغتسال وبعد عده دقائق خرجت وأرتدت بيجامه لبنى على عجل وعادت بتدليك حاكلها بمرهم للألتواءات ولفته برباط ضاغط كى تستطيع السير ثم نزلت لتناول الطعام مع والدتها وشقيقها وبعد أنتهائهم ذهبوا للجلوس فى الشرفه الواسعه كما طلبت مديحه من مدبرة منزلها أحضار بعض العصائر...أما هى فقد أخذت من شقيقها سيجارة وأشعلتها بالقداحه ساحبه منها نفسا عميقا بينما عقلها شرد فى الماضي.

Flash back.
قامت إلهام بأمساك هاتفها الخلوى وداست على رقم سامر وأتصلت به ليجيب عليها بعدما أرتسمت على ثغرة أبتسامه مريحه متحدثا إليها بشوق: وحشتينى آوى يا إلهام.

قهقت إلهام بملء فاها قائله بتغنج : حبيبى ماأحنا كنا مع بعض إمبارح لحقت أوحشك بالسرعه دى؟

-: أنتى بتوحشينى فى كل لحظه يا إلهام صورتك أنطبعت جوة قلبى وعقلى.
رغم صدق مشاعر سامر لها إلا أنها دائما تأخذ مجرى حديثه مداعه للسخريه وهى تلوى شدقها بعدم رضى لكنها مع ذلك قالت بصوت أنثوى ألهب مشاعرة : كل دة حب ياسمورتى.

قال سامر بحزم : طبعا ياحبيبتى أنتى لسه عندك شك فى كدة ؟
ظهرت أبتسامه خبيثه على وجهها لتقول بمكر : طيب بما أنى حبيبتك هتعزمنى على الغدا !!

تحدث سامر بنبرة يلمؤها العشق : أنتى تأمرى وأنا عنيا الأتنين لكى.

أعطت له إلهام عنوان مطعم للأسماك البحريه يعتبر من أفخر المطاعم على الأطلاق ورغم علم سامر أن تكاليفه باهظة الثمن الا أنه وافق أرضاء لها وبعد نصف ساعه تقابلوا فى المطعم وطلبت هى أفخر أنواع الأسماك....أما هو فكان سعيد لسعادتها لكنها لم تراعى وقتها أنه مازال شابا فى بدايه حياته لتتعمد أحراجه يوميا وطلبها عزومتها ما جعله يضطر للأستدانه من أصدقاؤة كى يدفع ثمن الطعام وشيئا فشيئا بدأ يشعر بالأستياء بسبب متطلباتها الكثيرة التى لاتنتهى وفى أحدى المرات تشاجر معها بسبب ألزامه دفع وجبات غاليه الكلفه رغم تناولها القليل لكنه تحامل على نفسه كى لايظهر بمظهر الضعف أمامها وكى لايشعر أنه صغيرا فى عينيها حيث دفع ثمن الفاتورة للجرسون ونظر إلى إلهام نظرة عتاب وتركها فى المطعم مشيرا إلى سيارة أجرة تعيده إلى شقته المتواضعه أما هى فقد أبتسمت بسخريه وعدم رضى لتقوم بوضع حقيبه يدها على كتفها وخرجت من المطعم وأقتادات سيارتها وفى منتصف الطريق تعطلت السيارة لتزفر بتأفف وقامت بضرب مقدمه السيارة بقدمها كنوع من الأستياء حاولت تشغيلها لكن هيهات فسيارتها أبت التحرك من مكانها وقررت العودة إلى بيتها بسيارة أجرة لكن فجأه ظهرت سيارة لموزين بيضاء كبيرة ليأمر صاحب تلك السيارة الفاخرة من سائقه التوقف بجانبها ليلبى السائق نداؤة وأطل صاحب السيارة برأسه من النافذة وهو يرتدى نظارته السوداء ليسألها بحيرة.

-: أى خدمه أقدر أقدمها لكى يامدام؟

أستدارت إلهام بوجه عابس نحو صاحب الصوت قائله بسخريه : مدام ؟ليه شايفنى ساحبه فى أيدى عيلين مثلا ؟ ولا البعيد مابيشوفش؟....آة معلش أصلى مأخدتش بالى أنك راكب عربيه لموزين كبيرة وفرحان ومتباهى بيها ولاهمك؟

نزل وسيم من السيارة وهو ينظر إلى تلك الحسناء الواقفه أمامه من أسفل نظارته السوداء وقام بخلعها وبدأ يطالعها من أول منبت شعر رأسها حتى أخمص قدميها بأعجاب ثم أقترب منها ليقول بأسف وأعتذار.

-: أوة متأسف جدا والله معقوله حد يشوف الجمال الربانى دة ويقول عليكى مدام برضه لا أنا فعلا معنديش نظر.

كلمات وسيم المقتضبه جعلت ألهام تغضب لتقول بحده: أحترم نفسك ياأستاذ أنت وياريت تبعد شويه مايصحش تقرب منى بالشكل ده.

زفر وسيم بضيق بسبب لسانها السليط لكن قال بخفوت : حاضر هأبعد رغم أنى شايف قدامى بسم الله ماشاء الله جسم متناسق بأبداع وحرفيه بس صحبته لسانها طويل شويتين وعاوز قصه على العموم أتفضلى أوصلك فى سكتى على ماأبعت حد يشوف سبب العطل اللى فى عربيتك يرضيكى الحل ده ولاأيه ؟

أومات إلهام برأسها تاركه سيارتها مصطفه جانبا وصعدت فى سيارته ليبدأ بسرد حياته لها وتعريفها كل شىء عنه ثم بدأ يرمى شباكه عليها شيئا فشيئا أوهمها أنه لم يسبق له الزواج ويرغب فى الأستقرار وللوهلة الأولى أعجبت إلهام بحديث وسيم الهادىء الرنان وأنساقت وراء كلامه المعسول وشعاراته الزائفه والمنمقه التى لاتسمن ولاتغنى من جوع ضاربه بحب وأخلاص سامر عرض الحائط وكانت النتيجه الحتميه لذلك هو جوازها الفاشل من هذا البائس .
Flash back. أنتهى

كانت مديحه تنظر إلى أبنتها بتحسر ولوعة على ماألم بها لكنها السبب فلو كانت صبرت وتحملت مع سامر متاعب الحياه وتمسكت به ماكانت وقعت فريسه لزوج ديوث لتقوم والدتها بالتربت على كفها كى تخرجها من شرودها لتقول بهدوء .

-: إلهام علشان خاطرى حاولى تنسى ياحبيبتى طب أقولك على فكرة حلوة خدى خالد وأخرجى أتفسحى غيرى جو حاولى تطلعى من الحاله اللى أنتى فيها دى.

أنتبهت إلهام لتقول بضيق: أووووف ياماما علشان خاطرى مش تغصبي عليا أنا مرتاحه كدة ولو زهقتى منى هأطلع أوضتى أترمى فيها أو أشوف أى فندق أقعد فيه.

وقبل أن تفتح مديحه فاها كانت إلهام قد أعطت ظهرها لوالدتها وصعدت بخطوات سريعه نحو غرفتها وقامت بصفق الباب خلفها بقوة وأتجهت نحو السرير وألقت بنفسها عليه وعادت تبكى بأنهيار تنعى حظها العسر.

Continue Reading

You'll Also Like

1M 38.6K 41
فتيـات جميلات وليالــي حمـراء وموسيقـى صاخبة يتبعهـا آثار في الجسـد والـروح واجسـاد متهالكـة في النهـار! عـن رجـال تركوا خلفهم مبادئهم وكراماتهم وأنس...
493K 37.4K 63
من رحم الطفوله والصراعات خرجت امراءة غامضة هل سيوقفها الماضي الذي جعلها بهذة الشخصيه ام ستختار المستقبل المجهول؟ معا لنرى ماذا ينتضرنا في رواية...
374K 14.4K 47
رجال آلقوة.. وآلعنف آلغـآلب آلمـنتصـر.. وكذآلك آلعقآب لآ نهم ينقضون على صـيده بــكسـر جـنآحـيهم آي بــضـمـهمـآ آوبــكسـر مـآيصـيدهم كسـرآ آلمـحـطـم آ...
313K 14.9K 22
مًنِ قُآلَ أنِهّآ لَيَسِتٌ بًآلَأمًآکْنِ کْمً آشُتٌآقُ لذالك المكان الذي ضم ذكريات لن تعود