ذات الكتاب الأحمر

By user80293532

62.3K 4.3K 1.4K

لم يكن سحر المكان وحده ما جذبه إلى هذا المطعم المشهور، بل كان أيضاً سحر هذه الفاتنة التي جعلت العازب الشهير ي... More

تنويه
الفصل الأول
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الحادي عشر
الفصل الثاني عشر
الفصل الثالث عشر
الفصل الرابع عشر
الفصل الخامس عشر
الفصل السادس عشر
الفصل السابع عشر
الفصل الثامن عشر
الفصل التاسع عشر
الفصل العشرون
الفصل الحادي والعشرون
الفصل الثاني والعشرون
الفصل الثالث والعشرون
الفصل الخامس والعشرون
الفصل السادس والعشرون
الفصل السابع والعشرون
الفصل الثامن والعشرون
شكر وتقدير
الفصل التاسع والعشرون
الخاتمة

الفصل الرابع والعشرون

1.7K 130 11
By user80293532

الفصل الرابع والعشرون

_حمد الله ع السلامة ياأشرف.. كنت فين ياجدع؟ مهاجر ولا مسافر؟

_كنت في سجن ياأخويا.

_سجن؟ ليه؟ عملت إيه بس؟وخرجت ازاي؟

جلس أشرف على أقرب كرسي قائلاً بسخرية:
_بلغت عنك.

انتفض مغاوري وهو يتلفت ذات اليمين والشمال قائلاً:
_بقى كدة ياأشرف تبيعني بعد كل اللي عملته عشانك، مكنش العشم ياأخويا.

ابتسم أشرف قائلاً:
_أقعد ياعبيط انا بهزر معاك،وصبح على أخوك لإنه خرمان واتحرم بقاله كام يوم من اصطباحته.

جلس مغاوري وقد عاد اللون إلى وجهه يخرج من جيبه كيساً إلتقطه أشرف بلهفة يفتحه ويستنشق مابه بينما يقول الأول بحيرة:
_انت كنت في السجن صحيح؟

أمسك أشرف رأسه يغمض عيناه وقد سري السم في شرايينه يتلون الكون من حوله من جديد قبل أن يفتح عيونه التي احمرت تأثراً بتعاطيه فصارت كلون الدم، يطالع مغاوري قائلاً بلسان ثقل قليلاً:
_كنت في مصحة.. سجن نضيف يعني، دقت هناك المر والعذاب وطلعت روحي.

_طب إيه اللي جبرك ياخويا تعمل كدة؟

_الطمع.. كنت فاكر اني هقدر أبطل الهباب ده وأكون إنسان جديد على رأي شعبولا.. رسملي بيه كبير البحر طحينة وقالي لو بطلت هشتغل في مصنعه بمبلغ محلمش بيه، ده غير اني قلت وقتها حياتي هتتصلح مع مراتي وأمي بس طلعت انسان ضعيف قوي مقدرتش اتحمل العذاب اللي كنت بعيشه كل ليلة.. سكاكين كانت بتقطع في جسمي
وراسي كانت بتنفجر، كنت افضل اخبطها لغاية مايغمي عليا.

هز مغاوري رأسه قائلاً:
_الواد عكاشة حاول يبطل زيك بس من تاني يوم جه عندي ياخد اصطباحته، حكالي عن العذاب اللي شافه لما حاول، بس على ايه تتعذبوا ؟ التموين موجود وأنا جاهز والدنيا حلوة ولا إيه؟

_إلا قولي يامغاوري.. انا عمري ماشفتك بتضرب هيروين ولا بتشرب حتى سيجارة حشيش.. هو طباخ السم مش بيدوقه برضه؟

ظهر الارتباك على وجه مغاوري قائلاً:
_ها.. آه طبعاً بيدوقه..عيب عليك ياجدع، بس انا صاحب مزاج احب ادوقه وانا لوحدي أو مع مزة مش مع خناشير زيكم.

_حقك ياكبير.. المهم شوفلي بقى مكان أبات فيه يومين.

قطب مغاوري جبينه قائلاً:
_ليه.. انت مش هتروح على بيتك؟

هز أشرف رأسه قائلاً:
_لا.. ده اول مكان هيدوروا فيه عليا.. انا كنت هروح لسعيد، الوحيد يعني اللي كان يعرف بموضوع المصحة دي بس تليفونه مقفول فجيتلك طوالي.. هستني يومين في اي مكان تشوفهولي وأول ماالأمور تهدي هروح.

ربت مغاوري على يد أشرف قائلاً:
_المكان موجود ياأخويا، البيت بيتك ومطرحك تقعد فيه لما تزهق.

ابتسم أشرف قائلا:
_ده العشم ياصاحبي.. هقوم أريح بقى شوية، بقالي كتير منمتش نومة طبيعية.

_قوم ياأخويا قوم، ريح في تاني أوضة ع الشمال، انا كمان هنزل مشوار وارجع أسهرك سهرة ملوكي.

هز أشرف رأسه وهو ينهض مترنحاً يحاول الوصول للحجرة بينما يتابعه مغاوري بعينيه هامساً:
_آل عايزني أدوقه آل.. وأنا أهبل زيكم أضيع فلوسي وصحتي ع السم ده؟ مستحيل طبعاً.

_____________________

دلف محمد إلى المنزل فوجد والدته تصلي، جلس جوارها وما ان ختمت صلاتها حتى قبل يدها، ابتسمت قائلة:
_ربنا يراضيك ياابني.

_أيوة كدة ياست الكل ادعيلي، محتاج قوي دعواتك الفترة الجاية.

توجس قلبها خيفة وهي تقول:
_انت خلاص نويت؟

رفع الورق بيده أمامها قائلاً:
_هسافر آخر الأسبوع بإذن الله.

ترقرقت الدموع بعينيه على الفور فقال محمد بلوعة:
_لا ياأمي أبوس إيدك بلاش الدموع دي، أنا مقدرش أشوفها في عينيكي، بتضعفني وتوجعني وأنا فيا اللي مكفيني.

مسحت دموعها قائلة:
_بعيد الشر عنك ياحبيبي من الوجع، خلاص مبعيطش اهو، انا حتى مبسوطة وفرحانة كمان.

ابتسم بحزن قائلاً:
_مبتعرفيش تكدبي ياطيبة.

_اعمل ايه بس؟ هتوحشني يامحمد..انا مليش في الدنيا دي غيرك، مين بس اللي بياخد باله مني ومن مواعيد الدوا بتاعي؟ مين اللي بيصبح علية ويمسي ويقولي منورة حياتي ياست الكل؟ مين اللي نفسه بس في البيت بيخليني اقوم من فرشتي عشان أقعد معاه واحس اني حية؟مش انت ياضنايا؟

اغروقت عيناه بالدموع قائلا:
_كفاية ياأمي.. متزوديهاش عليا.. انا مش هسيبك وأسافر كتير كلها أسبوعين تلاتة هظبط أموري وأبعتلك تجيلي.

_الأسابيع هتبقى شهور والشهور هتبقى سنة هي الغربة بالساهل.. وياعالم الوجوه هتتلاقي من تاني ولا هقابل وجه كريم قبل ما.....

قبل يدها قائلاً:
_بعيد الشر عنك ياأمي متقوليش كدة الله يرضى عنك.. خلاص مش مسافر.. هقعد معاكِ هنا ومش هسيبك..انتِ أهم عندي من الدنيا دي كلها.. اهم عندي من نفسي.

ربتت على يده قائلة بحنان:
_لو كنت لفيت الدنيا دي كلها مكنتش لقيت ابن بطيبتك وحنيتك يامحمد، سافر ياابني.. سافر وهدعيلك وبإذن الله هتتيسر أمورك ياضنايا.

____________________

كانت قدماها تطويان الأرض بإتجاه حجرة الطعام وقد عرفت من الخادمة ان السيد ماهر قد عاد صباح اليوم، تباً لقلب افتقده حد الجنون، لم يمضي على الفراق سوي يوم واحد بدا كدهر أنهك القلب شوقاً، دلفت إلى حجرة الطعام فتركزت عيناها على مقلتيه اللتان تعلقتا بها، عيون في لون الدخان أطلقا عليها سحراً لم تستطع فك طلاسمه والأدهي أنها لا ترغب في هذا رغم كل شيء، تحبه كما لم تحب من قبل وتدرك أن الحب لعنة ان أصابت قلب فمن المستحيل الافلات منها.

وجدت صوتها يهمس قائلاً:
_صباح الخير.

قالت السيدة كريمة بابتسامة بشوشة:
_صباح الخير يابنتي واقفة بعيد كدة ليه؟ قربي واقعدي عشان تاكلي.

اقتربت من الطاولة دون أن ينقطع اتصال عيونهم، جلست وهي تقول:
_حمد الله على السلامة.

تأمل ملامحها وكأنه يتشرب منها قائلاً:
_الله يسلمك.

_صحيح ياماهر، انت كنت قايل هتغيب كام يوم في القاهرة، هو يوم واحد ورجعت..حصل حاجة هناك؟

اضطر لقطع اتصال الأعين وهو يطالع والدته قائلا:
_لا ياماما محصلش حاجة، كل الحكاية انكم وحشتوني.

قال كلمته الأخيرة وهو يعود بنظراته إلي مروة التي تسارعت خفقاتها بقوة فأطرقت برأسها حتى لا يظهر الحب جلياً على ملامحها بينما سمعت كريمة تقول بخبث:
_وحشناك.. قلتلي.. يعني مضيت العقد ولا هتسافر تاني؟

رفع فنجال قهوته يرشف منه رشفة وهو يقول:
_احنا مضينا العقود الابتدائية وهسافر تاني عشان نمضي العقد النهائي ونسجله، وقتها ممكن آخدك عشان تزوري الحسين زي ماكنتِ عايزة ولو مروة حبت تيجي هي وصلاح عشان تزور صاحبتها انا معنديش مانع.

رفعت وجهها تقول بلهفة:
_ياريت.

ابتسم ماهر ابتسامته الحانية التي تجعله اكثر جاذبية فترفع من وتيرة خفقاتها حد الجنون، عادت تطرق برأسها فاتسعت ابتسامته قائلاً:
_يبقى اتفقنا.. بالمناسبة ياماما.. هي فين عليّة؟ دادة منيرة قالتلي انها مش في البيت وخرجت من بدري.

ضمت مروة قبضتها بقوة، تشعر بالغيرة تحرقها ماان يبدي اهتمام بعليّة، تدرك ان لها الحق فيه كخطيبته ولكنه الحب الذي تكنه له مايجعلها غير قادرة على تقبل اهتمامه بأنثي غيرها حتى وان كانت خطيبته.

_والله عليّة بقالها يومين مش على طبيعتها ياماهر، مش عارفة جرالها إيه؟ علطول حزينة وقاعدة في اوضتها، انا خايفة تعمل حاجة في نفسها زي المرة اللي فاتت.

المرة الماضية.. هل حاولت عليّة الانتحار سابقاً؟

قطب ماهر جبينه قائلا:
_وهي فين دلوقت؟

_أكيد في النادي.. ده المكان اللي ممكن تكون فيه من بدري كدة.

هز رأسه وكاد ان يقول شيئاً ولكن رنين هاتف مروة قاطعه، لتطالع مروة الشاشة بارتباك قبل أن تقول:
_ده مراد.. عن اذنكم هرد عليه.

أخذت الهاتف وابتعدت فتجهمت ملامح ماهر وقبض يده بقوة بينما تتابعه والدته، تبتسم بداخلها وقد أدركت أن والدها تنهشه الغيرة في هذه اللحظة، عادت مروة إليهما قائلة:
_هو ممكن ياكريمة هانم تاخدي بالك من صلاح؟ هروح النادي ساعتين وراجعة علطول.

كادت كريمة ان تجيب ولكن صوته الحاد قاطعها وهو يقول:
_رايحة النادي ليه؟

قطبت جبينها تتعجب من لهجته الحادة، تقول بحيرة:
_عادي يعني وهم الناس بيروحوا النادي ليه؟

_متستفزنيش يامروة ومتجاوبيش سؤال بسؤال.

_اهدي ياابني.

_استنى انتِ ياماما أما أشوف الهانم رايحة النادي ليه؟

_انا مش شايفة أي سبب لأسلوبك ده معايا.

_حضرتك رايحة النادي مع مراد اللي بقيتي بتقولي اسمه كدة من غير ألقاب وكأنه متربي معاكِ.. مش كدة؟

إنه يغار.. نعم يغار.. وبقوة.. لم يبد هذه الغيرة تجاه عليّة حتى وهي ترقص مع غيره بينما يبديها تجاهها لمجرد نطقها اسم صديقه دون ألقاب، هل يمكن أن يفرح القلب أكثر؟

نظرتها إليه جعلته يدرك أنها نفذت إلى أعماقه وعلمت كيف يشعر الآن بالتحديد.. ليلعن قلبه الخائن الذي يعشقها ثم يطلب منها الفراق والآن يحاسبها على المضي قدما بحياتها، هل توقع ان تعش هي راهبة بينما يتزوج هو من أخرى؟ تبا فكرة زواجها من آخر تقتله فما بالك لو أصبحت حقيقة.. لم يعد يستطيع المكوث أكثر ووالدته تطالعه بنفس النظرة وكأن الاثنان يلومانه على حب يخفيه بالقلب وتضحية يقوم بها من أجل احساس بالذنب يتملكه.. فهل هو على صواب أم علي خطأ؟ في هذه اللحظة لا يدري حقاً.

نهض يترك منشفته على الطاولة ويتجه للخارج بخطوات واسعة، بينما التفتت كريمة إلى مروة قائلة:
_روحي يابنتي النادي وانا هاخد بالي من صلاح.

_لأ خلاص هتصل واعتذرله....

قاطعتها قائلة:
_تعتذري ايه بس؟ روحي وقضي وقت حلو في النادي، مراد دمه خفيف وهتتبسطي وياه.. أنتِ من ساعة ماجيتي وانتِ قاعدة في البيت مبتخرجيش..قومي يابنتي عيشي سنك.

ظهر التردد على وجه مروة قبل أن تهز رأسها بالايجاب.

___________________

توقفت عن الجري تثني جذعها وتمسك ركبتيها تلهث من كثرة الركض، تحاول أن تطغى بالمجهود على التفكير ولكن هيهات تتردد كلماته في أذنها فتسمع صداهم يتردد بجنباتها.. هل هي حقاً كما أخبرها مراد؟ تحاول أن تجعل طبيعتها مناسبة لمن تريده، تارة ضعيفة وتارة قوية بينما هي مزيج من الاثنين، استقامت تزفر وهي تمسح بيدها على شعرها القصير، تتعجب من صراع ملك عليها جوارحها، تتساءل لماذا انتفض جسدها وتسارعت خفقاتها حين أعرب لها عن حبه؟ انتابتها مشاعر جارفة حتى أنها أسرعت بالهرب من أمامه كي لا تضعف وتستسلم لقوة مشاعره التي ظهرت بمقلتيه ونبراته.. تخشي التخلي عن قدرها وهو الزواج من العائلة كما كان والدها دوماً يردد على مسامعها.
لا أحد قد يحبك كابن عمك..
لا أحد سيحافظ عليكِ مثله..
هو الذي سيحميكي من كل الشرور..
هو الذي سيكون راغباً فيكِ وليس في أموالك..
لا تنظري لغيره.. لا تفكري بسواه..
كوني له وحده مهما كان.

وقد كانت لصلاح، أحبته من كل قلبها ووضعت فيه أمانيها ثم كانت لماهر رغم ان القلب ظل يخلد ذكرى رجل واراه الثري،ولكن علاقتها بماهر شابها الأمان تدرك انه مثلها جرحه الحب فصار مُحرماً عليه، تربطهما علاقة دم وثقة لا تنفصم.. حتى البارحة حين صارحها مراد بحبه فوجدت نفسها تفكر فيه في كل لحظة، وكأنه احتل جزء من قلبها بالماضي حين كانوا رفقاء وكبر هذا الجزء تدريجياً دون أن تشعر ليكشف عنه الغطاء تماماً حين واجهها بمشاعره، والآن ماذا تفعل؟ هل تتخلى عن أمانها وتستسلم لعواطفها مجدداً.. هل تستطيع أن تثق فيه كثقتها بماهر؟

تنهدت وهي تدرك أنها في هذه اللحظة يتغلب ضعفها على قوتها فتخشي القادم وتؤثر امان الحاضر، ستذهب لتأخذ حماماً وتبدل ملابسها ثم تعود للمنزل وتتصل بماهر تطلب منه تعجيل عقد قرانهما لتحسم هذه الأفكار وتقضي عليها بالكامل.

_______________________

_ممكن نتكلم بصراحة أكتر يامراد؟

طالعها مبتسماً وهو يقول:
_أكيد طبعاً.

_انت عايز مني ايه؟

قطب جبينه قائلاً:
_صداقتك يامروة، انتِ انسانة رقيقة وطيبة وأكيد اي حد يتمنى تكوني صديقته.

تراجعت في مقعدها قائلة:
_كان ممكن أصدق الكلام ده قبل مافيه حاجات بينتلي انك قاصد ماهر بخروجك معايا.

تأملها للحظة قبل أن تنفرج أساريره قائلاً:
_ذكية فعلا وصريحة ومباشرة.. انتِ من البنات اللي فعلا بتعجبني يامروة يمكن كنت حبيتك لو.....

صمت فقالت مروة بحزم:
_لو مكنتش بتحب عليّة.. مش كدة؟

عقد حاجبيه قائلاً:
_ازاي عرفتي؟معتقدش اني واضح قوي بالشكل ده؟

_الحب بيبان من أقل حاجة، وانت يوم الحفلة بان الحب في كلامك ونظرة عيونك ليها، لدرجة اني خفت ماهر ياخد باله وتحصل مشكلة.

_خفتي عليه ولا عليا؟

طالعته ببرود فأردف مبتسماً:
_عليه طبعاً.. عموماً ياستي متخافيش.. ماهر عارف اني بحبها، يمكن مااتكلمناش في الموضوع بس انا متأكد انه حاسس.

_وانت كمان حسيت انه مهتم بيا فحبيت تردهاله وتاخدني منه.. مش كدة؟ عموماً أحب أطمنك واقولك اني مش في دماغه أساساً فياريت تطلعني انا كمان من دماغك.

ابتسم قائلاً:
_انا شايف انه مش مهتم بيكِ بس.. لأ كمان بيحبك.

كادت ان تعارضه ولكنه قاطعها قائلاً:
_أنتِ قلتي الحب بيبان من كلمة او نظرة واللي عمله ماهر يوم الحفلة اكتر من كدة بكتير، مش قادرة تشوفي مشاعره او بتكدبيها فانتِ حرة، لكن لازم أوضح اني مش انسان وحش لدرجة اني اعمل اللي قلتيه من شوية.. لو كنت عايز أخون صاحبي او أأذيه كنت خدت منه عليّة، على الأقل بحبها وهي بتحبني حتى لو لسة معترفتش بده لنفسها .

عقدت مروة حاجبيها قائلة:
_أمال بتعمل كدة ليه؟

_خدمة لحد بحبه وبقدره، حب يشوف مشاعر ماهر هتتحرك وياخد موقف ويتمسك بحبه ولا هيفضل الواجب عنده أهم من روحه.. مش هنكر اني نفسي يفوق قبل ما الكل يخسر وأولهم قلبي لو فضل متمسك بغباؤه.

_من فضلك متقولش عليه غبي.

_الظاهر ان المشاعر متبادلة.. عموماً كدة أحسن.

_ممكن اعرف مين اللي طلب منك الخدمة دي؟

_آسف دي أمانة.

_طيب من فضلك وصل للي طلب منك الخدمة دي ان شاكرة أفضاله ومستغنية عنها، مش أنا اللي ممكن تإذي حبيبها او تلوي دراعه عشان يتمسك بيها، ماهر مش صغير وقادر يعرف هو عايز إيه وإن فضّل واجبه على حبه فده قراره اللي فهمته دلوقتي ولازم أحترمه، هو عارف قد ايه عليّة محتاجة الأمان قبل الحب وقادر يديهولها، ومش هاجي وأبعده عنها زي ماأختي بعدت عنها صلاح.. ماهر بيضحى بحبه  عشان بنت عمه اللي متمسكة بيه وحاطة أملها فيه وأنا كمان لازم أعمل زيه وأضحي، عليّة حالتها النفسية مش مستقرة وممكن تعمل في نفسها حاجة لو........

_لو سابني زي صلاح ماسابني..مش كدة يامروة؟

نهضت مروة تستدير إلى محدثتها بهلع بينما حدجها مراد عاقداً حاجبيه، لتقترب منها مروة قائلة:
_ماهر مش ممكن يسيبك، انسى الكلام اللي سمعتيه دلوقتي ارجوكِ.

طالعتها عليّة بعيون دامعة وهي تقول:
_خايفة عليا أنتِ كمان.. خايفة انتحر مش كدة؟

_وتنتحري ليه بس؟ طيب هتسيبي ماهر لمين؟

_ليكِ.. ماهر مش عايز غيرك أنتِ.. مش ده اللي قلتوه؟

_قلتلك انسى اللي قلناه وامشي ورا احساسك.

_ماهو احساسي اللي قاللي من اول يوم انك أخدتيه مني خلاص.

_انا مخدتش حد ومش عايزة حد.. أقولك انا هرجع القاهرة، هبعد عنكوا خالص عشان ترتاحوا مني.

_وصلاح؟!

جرت دموعها على وجنتيها قائلة:
_هاجي أزوره.. بس أرجوكِ تنسى اي حاجة اتقالت هنا وارجعي لماهر.. اتجوزيه.. عيشي عشانه واوعى تفكري تإذي نفسك مرة تانية..لو حصل ماهر هيموت من احساسه بالذنب.

اخذت حقيبتها ومسحت دموعها وهي تسرع مغادرة بينما تتابعها عليّة بعيون حائرة، انتفضت على يد وضعت على كتفها وصوته المهتم يصلها وهو يقول:
_أنتِ كويسة ياعليّة؟

استدارت إليه تقول بمرارة:
_إيه خايف اعمل في نفسي حاجة انت كمان؟ خايف أموت وتشيل الذنب.

وضع يده على فمها قائلاً:
_بعيد الشر عنك.. أنتِ متعرفيش حالتي كانت عاملة ازاي لما قطعتي شرايينك وفضلتي في المستشفى بين الحيا والموت ٣ أيام بلياليهم..

ليمسك يدها اليسرى يمر بإبهامه على ندوب رسغها يغمض عيناه قائلاً:
_كنت مبنامش.. قاعد جنبك ليل ونهار.. ماسك ايدك وبدعي ربنا مايحرمنيش منك، ياخد عمري ويديهولك بس أشوفك صاحية من تاني، لغاية لما فقتي وفتحتي عيونك حسيت بروحي بترد فيا، ولما سألتي عن ماهر..

فتح عيونه لتظهر في مقلتيه ناراً أشعلت مشاعرها وهو يردف:
_ ورغم اني قريتها في عنيكِ.. بتدوري على امانك فيه وهتتعلقي بيه عشان تعيشي، ورغم نار حسيتها  بتحرقني بس خرجت ندهتله علطول وانسحبت.. كان كل همي حياتك وسعادتك حتى لو في سبيلهم  هموت قلبي بالفراق.. كان ممكن أفضل العمر بعيد عنك لكن صدقيني احساسي بيقولي اني لازم أقرب في الوقت ده وأعبرلك عن اللي جوايا عشان في يوم مندمش وأقول ياريتني قلتلها عن اللي في قلبي.. وانا قلبي دلوقت بين ايديكي، ياترحميه من عذابه ياتخرجيه من حياتك والمرة دي للأبد ياعليّة.. ها.. قلتي إيه؟

طالعته عليّة بعيون اشتعلت فيها كل المشاعر فمنحته إجابتها في كلمتين.. كلمتين فقط لاغير.

______________________

دلفت سعاد إلى المنزل فوجدت نهال تتحدث مع أحدهم بالهاتف بينما تقي تلعب جوارها بعروستها، أشارت لها بفمها دون صوت تقول :
_ماما؟

فهزت نهال رأسها نفياً وهي تقول لمحدثتها:
_حاضر ياخالتي هنستناكي.. لا إله إلا الله.

أغلقت الهاتف فقالت لها سعاد :
_خالتي جاية النهاردة؟

_لأ بكرة.. هتيجي الساعة ٤ على ماتيجي من المدرسة، هكون أنا في الدرس بس قلتلها تستناني.

هزت رأسها قبل أن تقول:
_طيب قومي ياقمر بقى عشان تساعديني جايبالكم لحمة تستاهل بقكم، هفرمها ونعمل صينية البشاميل اللي طلبتوها مني الصبح.

تبعتها نهال إلى المطبخ قائلة:
_على فكرة خالتي قالتلي ان أبيه محمد هيسافر السعودية آخر الأسبوع.

تجمدت يدا سعاد على الطنجرة بينما تردف نهال قائلة:
_عايزين نروح نودعه قبل مايسافر،انا مش عارفة هو ازاي هيسافر ويسيب خالتي لوحدها؟ ده روحه فيها وروحها فيه، شكلها زعلان قوي ومعيطة..سعاد.. ياسعاد روحتي فين؟

لم تستدر إليها وهي تقول:
_ها.. لا.. مفيش.. يلا هاتي البصل من التربو وقشريه على ماأسلق المكرونة وأعمل البشاميل.

أسرعت نهال تفعل ماطلبته منها أختها بينما تملأ سعاد طنجرتها بالمياه المنهمرة، لتنهمر الدموع من عينيها بدورها كهذا الصنبور.. ولكن دون صوت.

Continue Reading

You'll Also Like

1.1M 67.8K 104
" فرحات عبد الرحمن" شاب يعمل وكيل نيابة ويعاني من مرض اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع مع ارتباط وثيق باضطراب النرجسية مما يجعله ينقاد نحو كل شيء معاك...
5.3M 156K 105
في قلب كلًا منا غرفه مغلقه نحاول عدم طرق بابها حتي لا نبكي ... نورهان العشري ✍️ في قبضة الأقدار ج١ بين غياهب الأقدار ج٢ أنشودة الأقدار ج٣
8M 509K 53
رجلٌ شرسٌ شُجاع مُتقلبُ المزاج غريبُ الطورِ عديَمُ المُشاعر حيَادي لا ينحاز سَديدُ الرأي رابطُِ الجأَشِ وثابِتُ القلب حتىٰ.. وقعت تلك الجميلةُ بين...
291K 25.4K 12
في عالمٍ يملأهُ الزيف غيمةً صحراويةً حُبلى تلدُ رويدًا رويدًا و على قلقٍ تحتَ قمرٍ دمويْ ، ذئبا بشريًا ضخم قيلَ أنهُ سَيُحيى ملعونًا يفترسُ كلُ منْ ح...