الفصل التاسع عشر

1.6K 128 54
                                    

الفصل التاسع عشر

تأملت آيات الطبيعة الخلابة من خلال نافذة السيارة التي استأجرها طاهر للتجول بين القرى، لم ترى الريف قبلاً في مصر ولكن مارأته في إيطاليا أثار شغفها لرؤية الريف المصري والاستمتاع بنقاء الجو وصفاءه إلى جانب المساحات الخضراء الممتدة والتي منحتها سكون وطمأنينة، استدارت تجاه طاهر فرأته يطالعها بنظرة احتارت في تفسيرها، بها إعجاب واضح جعلها تشك في اخلاصه لحبيبته، حاولت نفض الفكرة حتى لا يسقط طاهر من علياءه وقد وضعته في مكانة خاصة لم يمكث فيها سوي والدها، نظرت أمامها قائلة:
_مقلتليش انت مودينا على فين؟

_هنبتدي الجولة بقرية( أتراني) قربنا نوصلها خلاص، هوديكي مطعم هناك على البحر علطول، هتاكلي فيه سمك وجمبري محصلوش، بتحبي الجمبري ياآيات؟

هزت كتفيها قائلة:
_معتقدش فيه حاجة مبحبهاش.

ابتسم بداخله.. تحب الأكل مثله، تماما كما تخيلها.

_لكن استنى شوية وفهمني، انت ازاي عرفت بالمطعم ده؟انت مش قلت انك جاي لأول مرة تستكشف المكان عشان بطل روايتك اللي هيتنقل بين قرى إيطاليا وفي واحدة منهم هيقابل حبيبته.

_ها.. آه.. ماانا مكنتش هاجي من غير مااكلم حد زار القرى دي قبل كدة عشان تكون عندي فكرة ومتوهش في الغربة.

_قلتلي والحد ده واحد ولا واحدة؟

رمقها بابتسامة جذابة وهو يقول:
_وهتفرق كتير؟

كادت ان تقول نعم ولكنها هزت كتفيها عوضا عن ذلك قائلة:
_لأ مش هتفرق.

ثم أردفت قائلة:
_وياتري هنقعد في القرية دي كتير؟

_ساعتين تلاتة وبعدين هنروح قرية (كاستيلو تشينو) ودي على قمة تل، تعتبر أعلى قرية فوق سلسلة جبال الابينين وفيها أماكن سياحية وجناين طبيعية هتعجبك قوي.

مطت شفتيها قائلة:
_ليه حاسة ان احنا جايين نتفسح مش نشتغل ياطاهر؟

غمزها قائلاً:
_مفيهاش حاجة لو جمعنا بين الاتنين.

ثم اردف قائلاً بنبرات حانية مست قلبها:
_آيات سيبي نفسك تعيش الحياة صح، لو الحياة أصبحت بالنسبة لك شغل وبس هتبقى مملة ومتستاهلش تتعاش.

هزت رأسها وهي تعاود النظر إلى خارج السيارة، لا تدري لماذا تعترض على قضاءهم الوقت في التجول بين هذه المناطق الخلابة، لقد كان حلمها الدائم السفر إلى أي مكان ولطالما نحت هذا الحلم جانباً لإن عمل والدها لا يسمح له بالسفر والابتعاد عن معمله مدة طويلة وهي لا تستطيع الإبتعاد عنه.. متعلقة به منذ الصغر وزاد تعلقها به بعدما كبرت ، وهاهو الحلم يتحقق.. سافرت إلى إيطاليا، مدينة رائعة حقاً.. إذا لم لا تستطيع الاستمتاع وحسب، لما تريدها مهمة عملية؟ هل تخشي التعلق بمرافقها أكثر وهو على هذه الحالة من البساطة والجاذبية يعاملها بحنان ومرح؟ لقد تعلقت به وانتهى الأمر لابد وان تعترف بذلك وتتوقف عن إدعاء العكس.. تعلم انه يحب أخرى ولكن فلتنس هذا مؤقتاً برحلتهما حتى تعود إلى مصر فتتذكر حينها.

ذات الكتاب الأحمرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن