الفصل الثامن والعشرون

1.7K 137 21
                                    

الفصل الثامن والعشرون

كان يجلس منتشياً بروح قد أصابها جليد قاس فجمدها يطالع جثة صديقه الغارق بدمائه.. وجد نفسه يضحك بهستيرية.. ثم ينهض مترنحاً وهو يشير إليه:
_تستاهل ياسعيد.. مش انت اللي بخيت السم في وداني و حرمتني منها يبقى تستاهل كل اللي يجرالك.

ليتجمد واقفاً وعيناه تملؤها الحسرة قبل أن تُغرقها الدموع وهو يقول :
_لأ مش انت السبب.. أنا السبب.. ضعفي السبب.. وجودي وسطيكم هو اللي خلاني اعمل كدة..خلتوني أشرب طبعا ماهو لو مشربتش مبقاش راجل.. وهو الراجل برضه يضيع حياته ومستقبل ويإذي مراته ويضربها لأتفه سبب؟ الراجل يرمي أمه في الشارع فمتلاقيش ملجأ ليها غير دار مسنين؟ أمه اللي عاشت عشانه طول عمرها وضحت بكل حاجة حتى نفسها.. مستني ايه من واحد اتحلست دماغه بسبب الهباب اللي بنشربه ده..أكيد في الاخر هيقتل حد بيحبه بسبب أوهامه ومش بعيد يقتل نفسه.. أصل خلاص مبقاش فيه حاجة أعيش عشانها ياسعيد.. أمي وأكيد كرهتني ومراتي وابني ماتوا بايدية حتى بنتي هيحرموني منها لاني قتلت أمها يبقى هعيش ليه ياسعيد.. بتقول ايه؟الدنيا حلوة.. لأ الدنيا وحشة قوي ولازم أنساها.. آه لازم أنساها وأنسى اللي شفته فيها.. أروح أشرب كمان يمكن أنساها وأرجعلك نكمل كلامنا ماشي.. متمشيش.. ها؟

ذهب يفتح هذا الدرج الخفي الذي رأي مغاوري يخرج منه أكياس المخدرات ليسحب كيساً آخر، اقترب من الطاولة مترنحاً ووضعه عليه ثم استنشقه كاملاً قبل أن يرجع ظهره إلى الخلف ويرفع وجهه إلى السماء.

________________________

_جبتنا هنا ليه ياماهر ومروحتنيش علطول؟انا حقيقي تعبانة ومحتاجة أنام.

_مكنش ينفع تعدي الليلة قبل ماقلبي يرتاح واقول كل اللي جواه.

_وايه اللي جواه؟

_بحبك.

تسارعت خفقاتها كأنهم في سباق واضطرب جسدها بالكامل، مع حروف تسمعها لأول مرة طربت لها آذانها وتمنت أن تسمعها مراراً وتكراراً ولكنها فجأة تذكرت عليّة ليظهر الحزن على وجهها وهي تطرق قائلة:
_وعليّة والتزامك ناحيتها وخوفك عليها.....

قاطعها قائلاً:
_بصيلي.

رفعت عيونها تجاهه فقال بحنان:
_اوعي تخبي عيونك عني تاني، عيونك هم اللي سحروني وخلوني أحبك.. نظرة البراءة اللي جواهم.. قوتهم لما حد بييجي عليكِ.. شغفهم بالحياة.. فرحتهم وحزنهم.. عيونك هم مراية قلبك واللي بيعرفوني كل حاجة عنك.

تعلقت عيناها بخاصته تتيه في جمال أحرفه ومشاعر غمرتها تلقاء سماعها هذه الكلمات حتى أنها نسيت كل شيء حال بينهما ليذكرها هو قائلاً:
_أما بالنسبة لعليّة فمش هنكر اني بحبها بس زي أختي، التزامي ناحيتها ثابت بس هيتغير من التزام الخطيب لالتزام الأخ.. هي بنفسها اللي طلبت مني ده وحذرتني من اني أضيعك من ايدية لأنك نصي التاني وحبي الحقيقي.

ذات الكتاب الأحمرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن