ذات الكتاب الأحمر

By user80293532

62.3K 4.3K 1.4K

لم يكن سحر المكان وحده ما جذبه إلى هذا المطعم المشهور، بل كان أيضاً سحر هذه الفاتنة التي جعلت العازب الشهير ي... More

تنويه
الفصل الأول
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الحادي عشر
الفصل الثاني عشر
الفصل الثالث عشر
الفصل الرابع عشر
الفصل الخامس عشر
الفصل السادس عشر
الفصل السابع عشر
الفصل الثامن عشر
الفصل التاسع عشر
الفصل الحادي والعشرون
الفصل الثاني والعشرون
الفصل الثالث والعشرون
الفصل الرابع والعشرون
الفصل الخامس والعشرون
الفصل السادس والعشرون
الفصل السابع والعشرون
الفصل الثامن والعشرون
شكر وتقدير
الفصل التاسع والعشرون
الخاتمة

الفصل العشرون

1.6K 133 37
By user80293532

الفصل العشرون

كان الممرض يمسك به بقوة بينما هو في حالة هياج شديد، يسبهم ويكيل لهم الشتائم، يقول الطبيب موجهاً حديثه إلى الجد رءوف بحنق:
_أهو زي ماانت شايف كدة، مش مخلي وعايز يخرج من المستشفى، مش عارف ياعمي ايه اللي عرفك على الأشكال دي؟ وليه مصر تساعده؟أنا شايف ان حرام فيه العلاج..ورأيي نسيبه يرجع للشارع والهباب اللي كان بيشربه.

قال الجد :
_ لا طبعا مستحيل أعمل كدة، انت جرالك ايه ياابني؟ هو العلاج خلاص بقى للناس اللي معاها فلوس وبس، والغلابة حرام نعالجهم ده ابن واحدة طيبة قوي واغلب من الغلب ومناها بس ابنها يرجعلها زي ماكان، لو مش هتقدر تعالجه وشايف المركز مش هيقدر يأهله هاخده مكان تاني.

_ياعمي مش مسألة اغنيا وغلابة والله، المشكلة في البني آدم نفسه، انت متعرفش كام مرة حاول يهرب ولحقناه وكم ممرض ضربه، ده كان في مرة هيخنق ممرضة لمجرد انها وقفت في طريقه، معندوش رغبة في العلاج مكنش جه المركز من أصله.

_وهو أشرف اول حالة تيجي المركز وبعدين تغير رأيها؟

_لأ طبعا، بس مبيبقوش بالشراسة والاجرام ده.

_يعني ايه ياابني مش هتقدر تعالجه؟

_هعالجه طبعا بس يقتنع الأول أن العلاج ضروري ليه والا كل اللي بنعمله هيكون من غير فايدة  وفي اول فرصة هيقدر يهرب وتعاطى هيتعاطي.

_طيب سيبني وانا هكلمه وبإذن الله تلاقي واحد تاني ياطارق.

_ياريت ياعمي ياريت.. عن اذنك هقوم ابعتلك على يديله حقنة تهديه لما نشوف آخرتها.

غادر الحجرة بينما نهض الجد وتوجه إلى أشرف الذي رمقه بكره يحاول الافلات من بين ذراعي الرجل الذي احكمهما حوله ليقول بغضب:
_خليه يسيبني أمشي أنا مابقتش قادر أستحمل، مش عايز  اتعالج.. هو بالعافية ياأخي.

حدجه الجد بنظرة باردة وهو يقول:
_لو مش عايز تساعد نفسك تفتكر مين هيساعدك؟ اعقل ياأشرف عشان تفوق م اللي انت فيه وترجع لمامتك ومراتك وبنتك.

_يولعوا كلهم، انت مش عارف النار اللي بتاكل في جسمي دلوقت والسكاكين اللي بتقطعوا حتة حتة، وانا يعني كان مالي؟مايقبلوني زي ماأنا.

_بس ده مش انت، لما يوصلك الإدمان للعقوق ويخليك ترمي الست اللي ربتك وعاشت عشانك عمر بحاله في الشارع وتخليها تلجأ لدار مسنين يبقى لازم تتخلص منه، لما يخليك تإذي مراتك وتضربها وتإذي بنتك لدرجة انها تحتاج لطبيب نفسي يبقى لازم تتخلص منه، لما تبقى فاكر انك كويس وانت بتنتهي عقلياً وجسدياً يبقى لازم تتخلص منه عشان ترجع بجد نفسك اللي فقدتها بسببه.

_بقولك ايه ياراجل انت بلاش شغل الانتخابات ده والكلام الكبير اللي مبنسمعوش غير في الصوانات اللي بيعملوها وقولي مصلحتك ايه م اللي بتعمله معايا؟ عينك ع الست الكبيرة خدها ومتقرفنيش.

صفعة قوية احمر لها وجه أشرف وحاول الفكاك من يد الممرض ولكنه لم يستطع وقد نخر الإدمان جسده وتركه ضعيفا لا يقوي على الدفاع عن نفسه، كاد ان يشتم الجد ولكن الجد اخرسه بنظرة حملت صرامة الدنيا وهو يقول:
_انا مش هرد على قلة أدبك دي، واعرف ان لولا الست دي انا كنت دفنتك مكانك ومكنش حد هيعرفلك طريق، وم الآخر كدة.. خروج من هنا مش هتخرج لحد ماجسمك يخلص خالص من القرف اللي ماليه، وبحذرك للمرة الأخيرة ياتتعدل يااما هوديك بأيدي للبوليس واقولهم بيتاجر في المخدرات وألبسك مصيبة تاخدلك فيها إعدام ونخلص.

طالعه أشرف بمقت بينما حدجه الجد بتحدي مالبث ان خضع لسلطان الأول فنكس رأسه بضعف، دخل الممرض الآخر في هذه اللحظة قائلا:
_الدكتور طارق بعتني أدى الحقنة دي للمريض.

_اديهاله.. انا خلاص خلصت كلامي وهو حر بقى، عقله في راسه يعرف خلاصه زي مابيقولوا.

استدار مغادرا بينما توجه الممرض ليمنح أشرف الحقنة بينما يسمع الممرض الذي يكتفه يقول للآخر بحنق:
_انا مش عارف والله بيجيبوا الأشكال دي منين، مش عايز يتعالج مايسيبوه يمكن يخرج ياخد جرعة زيادة ويريحنا.

_ملكش دعوة يامسعود، خلينا في حالنا وحافظ ياابن الناس على أكل عيشك عشان تقدر تدفع مصاريف علاج بنتك.. صحيح هي أخبارها ايه دلوقت؟

_محتاجة تعمل العملية ضروري، قدمت على قرض وربك يسهلها ويوافقوا وساعتها هعملهالها علطول.

_ربنا يرزقك ويشفيهالك.

_يارب.

أغمض أشرف عينيه وقد بدأ مفعول الدواء يسري بدمه فيخدر جسده بينما عقله يرسم فكرة رآها اكثر من مناسبة لتسهيل هروبه من هذا المكان قبل أن يتسلل الخدر لعقله ويغيب عن الوعي كلية.

___________________

_احنا بنعمل ايه هنا؟بنجمع معلومات برضه؟

_لأ بصراحة أنا جاي هنا سياحة، كنت حابب أشوف بيت جولييت بفيرونا، كنت كتبت عن البيت ده في رواية من رواياتي، شفته وقريت عنه من خلال كتاب بس دي اول مرة اشوفه علي الطبيعة.

_ايه بيت جولييت ده؟ لأ متقولش ان رواية شكسبير روميو وجوليت كانت حقيقية وان ده كان بيتها بجد؟

ضحك طاهر قائلاً:
_مش بالظبط.. ده بيت عيلة كابوليت تقريبا اللي استمد منهم شكسبير الاحداث، لما البلدية في عام ١٩٠٥ شافت ان اسم العيلة هو نفس اسم عيلة جولييت وكمان نفس المدينة اشترته من العيلة وخلته مزار سياحي.. وعلى الرغم من انها شخصية خيالية بس البيت اتحول وبقي قبلة للمحبين وحاوطته أساطير كتيرة زي مثلاً اللي يعلن حبه ويلزق ورقة تشيل اسمه واسم حبيبته في ساحة البيت ميفترقش عنها أبداً.

_وانت جاي تعمل كدة عشان حبيبتك متفترقش عنك مش كدة؟

اكتفي بابتسامة وهو يخرج من جيبه ورقة رفعها أمامها فأشاحت بوجهها تخفي الماً ظهر على ملامحها فوقعت عيناها على اثنين من المحبين يتبادلان القبل في ساحة المنزل وجدت نفسها تلتفت وتخبئ وجهها في صدره وقد كان قريباً منها، كاد ان يرفع يديه ويحيطها بهما يضمها إليه أكثر ويحمي عيناها العذراوتين من هذا المشهد الملتهب ولكنه لم يستطع حتى لا تظنه ينتهز الفرصة ويجعلها تنفر منه، ثوان وابتعدت عنه بخجل كما توقع تقول مطرقة الرأس:
_انا آسفة بس... يعني.. هستناك برة لحد ماتخلص.

أمسك يدها قائلا:
_هنمشي مع بعض ثواني هلزقها وحابب تكوني معايا.

وجدت يدها ترتاح في راحته فأومأت برأسها دون أن تنظر إليه، بالفعل لصق الورقة وخرج سريعاً من المنزل يقول بابتسامة:
_بقولك ايه.. انا جعت ياآيات وبما اننا في إيطاليا بلد الأكل ايه رايك ندور على مطعم عشان ناكل فيه.. بيتزا ولا مكرونة.. إيطاليا مشهورة بالاتنين.

قالت بحماس:
_يبقى ناكل الاتنين.

اتسعت ابتسامته وهو يدرك مجدداً كم حبيبته تعشق الطعام، تماماً مثله.

_____________________

كانت سعاد تتجه إلى حجرة المديرة لتستأذن في المغادرة وقد شعرت ببعض التعب وأرادت ان تأخذ اليوم راحة تعوض به النوم الذي جافاها البارحة ثم تقضي البقية منه بين أختها وطفلتها يشاهدان فيلماً يذهب عنها التفكير الذي قضى مضجعها ويرسلها للنوم دون أن تؤرقها أفكارها التي تدور كلها حوله، وجدت زميلتها بالعمل وفاء توقفها قائلة:
_مبارك ياسعاد وعقبالك.

عقدت سعاد حاجبيها بحيرة قائلة:
_أنا مش فاهمة حاجة مبارك وعقبالك، شكلك مفطرتيش يا وفاء وده اللي ملخبطك بالشكل ده.

_لا والله فطرت سندوتش فول كان يستاهل بقك.

_أمال تقصدي ايه بكلامك ده؟

_بباركلك على إعارة ابن خالتك وبتمنالك إعارة زيها، اوعي تكوني ياسعاد من اللي بيخبوا ويخافوا من العين؟

إعارة؟لمحمد؟منذ متى؟

أردفت صديقتها وقد رأت ملامح الصدمة على وجه سعاد:
_لا والله شكلك اول مرة تعرفي، الظاهر ان ابن خالتك هو اللي بيخاف من العين.. عموماً مفيش حاجة بتستخبي، نوجا صاحبتي لسة قايلالي انه كان عندها في مديرية التربية والتعليم بيخلص ورق رايح السعودية عقبال عندك وعندي.

هزت سعاد رأسها قائلة:
_ان شاء الله بعد اذنك ياوفاء هروح للمديرة آخد اذن عشان اروح، اصل أنا تعبانة شوية.

_اتفضلي طبعا، سلامتك الف سلامة ياحبيبتي.

اتجهت إلى مكتب المديرة وقلبها تتعثر خطواته قبل قدميها، تفكر في هذا الخبر الذي أرسل غصة إلى حلقها وآلم قلبها فكرة الفراق لسنوات، تعلم أنه قراره الذي اتخذه ليبتعد عنها بعد أن علمت بمشاعره تجاهها، يهرب منها على الأغلب ومن مشاعره، توقن من أنه القرار الصحيح له ولها وقد فرقهما النصيب.. خاصة وقد احتل أفكارها منذ علمت بحبه تتمنى في كل لحظة لو كان القدر مغايراً وأصبح هو نصيبها وليس هذا الأشرف ولكن بم تفيد الأمنيات حين يقول القدر كلمته؟ تعلم أن تفكيرها هذا خطيئة في حق زوجها ولكنها لم تستطع ان تحجم مشاعرها التي ظهرت للسطح ماان أزالت الغشاوة من عليها لتدرك انها ما أحبت سواه طوال العمر تظن مشاعرها أخوية بينما هي مشاعر حب خالصة أدركتها بعد فوات الأوان.. ربما الفراق مؤلم ولكنه حتماً الحل الوحيد، لتسرع بخطواتها تبغى عودة لمنزلها كي تضم طفلتها وتذهب في سبات عميق يُريحها من بعض التفكير.

_________________

كان ينتظرها بالأسفل مع عليّة التي تأففت قائلة:
_كل ده بنستنى الهانم، الظاهر غيرت رأيها.. يلا ياماهر نمشي بقى أنا زهقت.

_كل الحكاية عشر دقايق ومنيرة قالت قدامك انها خلصت بس صلاح مسك فيها فبتلاعبه دقايق عشان تسيبه لماما فميتعبهاش، لو زهقانة روحي استني في العربية دقايق وهنحصلك.

_لأ مش هسيبك لوحدك معاها.

_نعم!

_قصدي يعني اني مبحبش اقعد لوحدي في العربية بزهق أكتر.

_شغلي أغاني.

_انت عايز تخلص مني ولا ايه ياماهر؟

كاد صبره ان ينفذ مجيباً إياها بلهجة لاذعة وقد ملّ من تصرفاتها الطفولية ولكن صوت خطواتها في حذائها ذي الكعب العالي جذبه لينظر تجاهها ويتسمر تماماً لمرآها، كانت فاتنة  ترتدي فستاناً بسيطا وردي اللون يضيق عند خصرها ثم ينتهي بتنورة واسعة بدا رائعاً عليها مع انسدال شعرها وهي ترفع غرتها بطوق رقيق فبدت كأميرة تخرج من كتاب الروايات التي كانت تحكيها له والدته، شعرت بوجنتيها تحمران خجلاً وهي تلاحظ نظرته التي أحاطتها بالكامل، تتأمل عيونه كل إنش فيها، لقد رآها بهذا الفستان من قبل حين كانت تقيس الفساتين في محل صديقته ولكن عيونه اليوم تحمل نظرة لم تحملها سابقاً، نظرة شملتها حتى شعرت بوجودها معه وحدهما في شرفة تطل على الحديقة يضمها بيديه فيرقصان على نغمات قلوب خفقت بلحن الخلود، أفاقت على صوت عليّة تقول بحنق:
_انتِ فاكرة نفسك في الستينات، احنا في عصر تاني خالص ياست مروة.

توقفت في مكانها وقد عقدت حاجبيها تشعر بالاهانة ولكن كلمات ماهر ربتت بيد حانية على قلبها فطيبت جُرح كرامتها وأعادت إليها ثقتها بنفسها حين قال:
_ومالها الستينات ياعليّة على الأقل كان فيهم البنات بنات والرجالة رجالة، دلوقتي الواحد لما عينه بتقع على واحدة مبيبقاش عارف هي راجل ولا بنت..ده غير أن الفستان محترم ومفيهوش غلطة.. انا شايف انها كدة حلوة قوي وتقدر تيجي معانا.

غرقت في سحر نظراته حتى اكتفت بالصمت وكلام العيون ينقل له امتنانها ومشاعر أخرى لم تستطع اخفاؤها أكثر، انتفضت على صوت عليّة التي أخذت كلماته على محمل شخصي خاصة وهي ترتدي بنطالا واسعاً على بلوزة تظهر خصرها لتقول بغيظ:
_طب يلا عشان اتأخرنا مش هنستني ساعة على ماتجهز ونفضل ساعة نشعر في جمالها.

مشت بخطوات سريعة تغادر المنزل بينما أشار ماهر لمروة كي تسبقه فمشت بخطوات مرتبكة حتى أصبحت جواره فشعرت بكيانها يشتعل وخطواتها تتعثر تأثراً به فأسرع يسندها بيده فتمسكت بها تطالعه بعيون كالمها غرق في برائتهما ونظرتهما التي ارسلت إليه شتى المشاعر فوجد نفسه يردد:
_عيناك كنهري أحـزانِ
نهرَي موسيقى.. حملاني
لوراءِ وراءِ الأزمـانِ
نهرَي موسيقى قد ضاع
سيدتي.. ثم أضاعاني الدّمعُ
الأسودُ فوقهما يتساقطُ أنغامَ
بيـانِ عيناكِ وتبغي وكحولي
والقدحُ العاشرُ أعماني
وأنا في المقعدُ محتـرقٌ
نيراني تأكـلُ نيـراني
أأقولُ أحبُّكِ يا قمري؟
آهٍ لـو كان بإمكاني
فأنا لا أملك في الدنيـا
إلّا عينيـك وأحـزاني.

_ماهر أنا....

قاطعها قائلاً:
_انتِ نار مصممة تحرقني بلهيبها وللأسف يامروة مش قادر أبعد عنها حتى لو عارف ان فيها هلاكي.

كادت ان تقول شيئاً فقاطعها مجدداً قائلاً:
_القلب هو الشيء الوحيد اللي مبنقدرش نتحكم فيه، وقلبي انتِ عارفة ومتأكدة انه ملكك زي ماأنا حاسس بأن قلبك ملكي لكن النصيب قال كلمته وأجبرنا على الفراق، ساعديني يامروة عشان أقدر اوفي بوعدي، ابعديني عنك حتى لو قربت، قويني على ضعفي.

ألم استقر بعينيها أصابه بمقتل، يدرك أنه يطلب منها ماعجز هو عن القيام به ولكنه في قرارة نفسه يدرك انها لو لم تقاومه لضرب بكل العهود عرض الحائط وتزوجها دون تردد، ففي كل لحظة تمر عليه يقع في العشق أكثر حتي قرب أن يكون الانفصام مستحيلاً.

استقامت تبتعد عنه تمنحه ظهرها قائلة:
_مش وعدك لعليّة بس اللي بيفرق بينا، دم اختي كمان بيفرقنا، حتى لو بحبك زي ماتقول وقلبي ملكك هدوس عليه ومش هسمحله يضعف، انا اللي رافضة القرب ده اكتر منك ياماهر بيه ومتقلقش مش هكون سبب لضعفك وهحاول ابعد عنك على قد مااقدر.. انا وانت منشبهش بعض ومستحيل هنكون مع بعض.

تركته وتبعت عليّة إلى السيارة ينظر في اثرها بألم، يتمنى لو عاد الزمن إلى الوراء لتغير حقاً كل شيء ولأصبح قدرهما مختلفاً، مشي بخطوات متعثرة يتجه إلى سيارته بينما ظهرت السيدة كريمة من مكانها التي توارت به تقول بحزن:
_مش هسمح للمهزلة دي تستمر، الحب واضح في عيونكم وظهر على ملامحكم والحزن امتزج بمشاعركم وكل واحد فيكم بيقاوم احساسه عشان كلام فارغ شايفاه ضعيف قصاد حب اتولد عشان يعيش، انا مش هينفع أسكت ولازم أتصرف.

لتمسك هاتفها وتتصل بأحدهم تبتسم ماان أجابها في مكر ودهاء.

_________________________

وجدت نفسها تمسك هاتفها تبحث عن رقمه وتبعث إليه برسالة من كلمتين..

_خلاص هتمشي؟

لم تحصل على إجابة فتركت هاتفها جانباً تلعن حماقتها وتهورها لتكتب رسالة إليه وقد ارتأت منذ ساعات أن قراره هو الحل الأنسب لمشكلتهما.. أعلن هاتفها عن وصول رسالة فتناولته تفتحه بسرعة، وجدتها رسالة منه  تقول:
_انتِ عرفتي؟

أسرعت تكتب:
_دي حاجة مش هتستخبي يامحمد.

_مكنش قدامي حل تاني.

_هتسافر امتى؟

_مش عارف.

ترددت للحظات ثم حسمت رأيها تكتب بحزم:
_لازم أشوفك فيه حاجات كتير لازم نتكلم فيها قبل ماتسافر.

صمت من جانبه للحظات ثم رسالة:
_بكرة هستناكِ في الكافتيريا بتاعة زمان.. فاكراها؟

_أكيد.. سلام دلوقت.

_سلام.

أغلقت هاتفها لا تدري هل قامت بفعل الصواب حين أرادت رؤيته لآخر مرة وإغلاق الماضي بصورة نهائية أم انها قامت بخطوة ستفتح بها أبواب جهنم حين تفتح أبواب ماض علمت عنه قريباً فقط بينما شعرت به منذ أن تفتحت براعمها كأنثي ولكن غباءها حال بينها وبين ادراكه.

Continue Reading

You'll Also Like

1.5M 31.9K 83
اشد الجروح الما ليست التي تبدو اثارها في ملامح ابطالنا بل التى تترك اثر ا لا يشاهده احدا فى اعماقهم. هي✨ لم تخبره بمخاوفها ...ولكن نقطه نور فى اعم...
5.3M 155K 105
في قلب كلًا منا غرفه مغلقه نحاول عدم طرق بابها حتي لا نبكي ... نورهان العشري ✍️ في قبضة الأقدار ج١ بين غياهب الأقدار ج٢ أنشودة الأقدار ج٣
508K 16.1K 33
فتيـات جميلات وليالــي حمـراء وموسيقـى صاخبة يتبعهـا آثار في الجسـد والـروح واجسـاد متهالكـة في النهـار! عـن رجـال تركوا خلفهم مبادئهم وكراماتهم وأنس...