THE HORIZON.|| الافق

Oleh Delphi16_12

113K 8.7K 1.5K

لَقَدْ كَانَ يَرَى دَائِمًا الْأُفُقِ مِنْ السَّمَاءِ . . إلَّا أَنْ يَدَهُ الَّتِي مَدَّهَا لِلْأَعْلَى لَمْ... Lebih Banyak

Part 1
Part 2
Part 3
Part 4
Part 5
Part 6
Part 7
Part 8
Part 9
Part 10
Part 11
Part 12
Part 13
Part 14
Part 15
Part 17
Part 18
Part 19
Part 20
Part 21
Part 22
Part 23
Part 24
فصل خاص
Part 25
Part 26
Part 27
Part 28
Part 29
Part 30
Part 31
Part 32
فصل خاص
Part 33
Part 34
Part 35
Part 36
Part 37
The End
فصل خاص
فصل خاص.

Part 16

3.2K 281 14
Oleh Delphi16_12

المكان مظلم.. هذا ما استطاعت ادراكه فقط! حولها الكثير من الظلام الذي يأكل جسدها ببطئ شديد.. و مع انها كانت تدرك كونها في فوه الظلام إلا انها لم تتحرك.. بقيت واقفه بمكانها تنظر للأرض المظلمه بعين باهته و كأنها جسد بلا روح.. تسائلت حينها ان كان الظلام حولها يعني انها ماتت اخيرا!

لازالت تتذكر محاوله اغراق ستيڤ لها.. ربما نحج في ذلك و قد ماتت اخيرا!.. مع ذلك، هل كان الموت دائما دافئ بهده الطريقه!!؟

سمعت صوت بكاء ما فجأه.. يبدو كـ نحيب ما ثقيل جدا مما جعلها ترفع رأسها ببطئ لعلها تجد مصدر الصوت فقد كانت تعتقد انها الوحيده في هذا المكان المظلم..

لمجرد رفعها لرأسها حتى رأت ممر ضيق تنيره الشموع فقط! مما جعلها تعقد حاجبيها بحيره متسائله اين هي الان؟! لقد كان المكان مجرد لوحه سوداء قبل لحظات!!؟

' هل هذا حلم اخر؟!'

حدثت نفسها بينما تتقدم للأمام ناحيه صوت البكاء الذي تسمعه.. إن كان حلما حقا فـ سيكون مختلفا عن جميع احلامها! لم تحلم قط بحلم تكون واعيه به بوضوح عدى عن هذا الحلم بالطبع!

صوت البكاء الخافت كان يزداد وضوحا كلما تقدمت اكثر في حين انه مع كل خطوه تخطوها قدمها للأمام يتقطع قلبها ببطئ شديد لمجرد سماعها لذلك الصوت الحزين

وصلت لباب خشبي كان مفتوح لها بدى قديم جدا.. الصوت كان اكثر وضوحا لتدرك ان مصدر البكاء من هذه الغرفه مما جعلها تتقدم للأمام بحذر شديد مخافه ظهور شيء غير متوقع كـ جميع كوابيسها!

إلا ان الامر كان مختلفا هذه المره، فلمجرد دخولها للداخل حتى تجمدت اطرافها بينما تنظر للرجل الذي يظهر بأحلامها بشكل مستمر يجلس على الارض بينما يحتضن جسد امرأه بين يديه بقوه شديده..

ضوء الشموع الخافت كان يعيق رؤيتها.. و مع ذلك كان بأستطاعتها رؤيه الدماء بجسد تلك المرأه بشكل واضح.. لقد بدى و كأنها قد غاصت في بركه دماء عميقه و قد انتهي بها الامر بالخروج من دون روحها!

ارتجف فك إيڤا للحظات، لتتقدم ببطئ شديد بينما عقدت حاجبيها بحزن محاوله قدر الامكان عدم البكاء بعد سماعها لصوت بكائه الخافت الذي اخذ يقطع قلبها

توقفت امامه حينها و قد استطاعت رؤيه جسده الضخم المرتجف.. بينما وجهه قد اخفاه بين رقبه تلك المرأه التي يحتضنها بقوه شديده مخافه فقدانها.. مع انه فقدها بالفعل! .. الدماء كانت تغطي يده و ملابسه السوداء.. في حين انها لم تستطع رؤيه وجه المرأه عدى شعرها الاسود القصير الذي تم قصه بهمجيه شديده!

ابتلعت ريقها بصعوبه حينها لتجثو امامه تنظر له بعين سوداء حزينه مليئه بالشوق! لقد كانت تشتاق له في كل مره.. في كل كابوس تحلم به، لقد كانت ممنونه لظهوره في كل مره.. فقد كان الوحيد من يشعرها بالامان!. و مع انه كان يشعرها بكل ذلك.. إلا انه لم يبدو وكأنه شعر بـ الأمان من قبل!

" إيڤان.."

تمتمت بصوت خافت بدى مضطرب مليئ بالالم.. مع ذلك، فهو لم ينظر لها او يبعد وجهه عن رقبه المرأه التي يحظنها.. كل ما استطاعت رؤيته هو خصلات شعره البيضاء المتساقطه و صوت بكائه الخافت!

ارتجف فكها في حين انها قضمت شفتيها لمحاوله عدم البكاء.. مع ذلك فقد هبطت دموعها ببطئ شديد حين شعرت بعدم استجابته لها او حتى سماعها.. وكأنها مجرد شبح يقف امامه! اغلقت عينيها بقوه حينها لتهطر دموعها العالقه اكثر.. في حين انها صرخت بصوت عالي بقدر استطاعتها لعله يستمع لها!

" إيڤان!.. استمع إلي! انظر إلي!!"

ولكنه لم يفعل، لقد بدى وكأنه احتضن جسد تلك المرأه اكثر بقوه شديده بينما ارتفع صوت بكائه فجأه.. حرك وجهه حينها بين رقبه تلك المره في حين انه امسك بقوه بيد تلك المرأه الميته لعلها تفيق.. ولكن ذلك لم يحصل في حين ان هذا جعل قلب إيڤا يتهشم بينما تنظر لأحوائه لأمرأه اخرى امامها!

لقد كان لها فقط! في احلامها لقد كان لها و لم يحب غيرها! لم يتجاهلها ابدا في اي حلم حلمت به.. لقد كان الشخص الوحيد الذي يحبها بصدق.. ولكن الان، هو يحتضن امرأه اخرها لا تعرفها حتى!

قضمت شفتيها بقوه اكبر حتى شعرت انها قد تجرحها.. ولكن ذلك لم يهمها بقدر انزعاجها من الرجل الذي يجلس امامها.. لم تعرف من تلك المرأه حينها، و لم تكن تهتم ان كانت حية او لا.. ولكنها لم ترد رؤيه هذا الرجل برفقه امرأه اخرى غيرها! لقد اعتقدت ان هذا الرجل لها وحدها فقط ولا يحق لأمرأه اخرى الاقتراب منه!

قررت الصراخ بصوت عالي لعله يتوقف عن تجاهلها الذي يسبب لها الألم.. إلا انها لم تفعل ذلك و بدلا من هذا فقد تجمدت جسدها بصدمه في حين ان اطراف جسدها قد بردت حتى شعرت انها تكاد تتقيئ، اتسعت عينها بصدمه شديده بعد ان سقط رأس تلك المرأه للجانب بسبب تحرك إيڤان الذي حاول احتوائها بطريقه ما

لقد كانت تشبهها، تلك المرأه.. لقد امتلكت عين دائريه ذات رموش سوداء كثيره مشابه لها إلا انها مغلقه بهدوء، بشرتها القمحيه متماثله لها إلا ان الفرق الوحيد هو كون جلد وجهها ملطخ بالدماء.. لقد كانت جميع تفاصيل وجهها تشبهها تماما وكأنها ترى نفسها ميته بين يدي الشخص الذي تحبه!

صعب التنفس عليها فجأه في حين انها اكتفت برؤيه إيڤان الذي حرك رأس المرأه التي تشبهها نحو صدره بينما يضع يده الاخرى على معدتها المتضرره.. انقلبت معدة إيڤا حين رأت احشاء المرأه التي تشبهها خارجه من جسدها.. لم يكن بالنسبه لها رؤيه نفسها بذلك المنظر امر ممتع على الاطلاق.. بل هو مقزز، مؤلم.. و محزن!

مع ذلك، لم تشيء الابتعاد و الفرار من هنا! هذه المرأه ليست هي! لم تكن قد ماتت بعد!! و لن تترك الرجل الذي تحبه يغرق في الحزن بهذه الطريقه!

اقتربت ناحيته بشده لتقول بصوت متحشرج بينما عقدت حاجبيها بألم شديد بعد رؤيتها لوجهه الباكي المتألم

" ه. هذا غير صحيح!!.. ه. هذا ليست انا!!"

سآلت دموعها بشده بعد رؤيته يحتضن ذلك الجسد الدامي له اكثر في حين انها قبضت على يديها بقوه قبل ان تقترب اكثر قائله بصوت عالي مليئ بالغصه و الالم

" إيڤان هذه المرأه ليست انا!! انظر إلي!! انا اجلس امامكَ! لم امت بعد إيڤان!!"

لم يجب، بدى و لها و كأنه يعاملها كـ شبح لا يمكن رؤيته ابدا و ذلك جعل قلبها يتهشم اكثر! قضمت شفتيها مجددا بقوه كاره تجاهله لها لتقرر حينها مد يدها و ابعاد جسد تلك المرأه المزيفه عنه.. إلا ان يدها تجمدت فجأه في الهواء

ادركت حينها ان هذا مجرد حلم.. و كـ كل مره في جميع احلامها كانت تموت في النهايه، إلا انها لم ترى قط حالته بعد ذهابها.. انزلت رأسها تنظر للأرض بعين متسعه بصدمه.. يستحيل ان تكون هي! لم تمت بعد.. لا تريد ذلك! لما عليها رؤيه مثل هذا المشهد امام عينيها.. لما جميع احلامها قاسيه جدا عليها!!

لفتت انظارها الدماء المتدفقه على الارض لتغلق عينيها بقوه محاوله تدارك الالم الذي تشعر به.. عليها الاحتمال! هي لم تمت بعد! هذا مجرد كابوس اخر و ليس حقيقي!! ابتلعت ريقها بصعوبه لتفتح عينها المليئه بالدموع لترفع بصرها تنظر له بعزم شديد.. لن تستسلم بعد!! ان كانت المرأه التي يحتضنها ميته فهي لم تفعل!! ان كان لا يستطيع النظر لها اذا هي تستطيع!

انحنت نحوه اكثر لتقترب رافعه يدها ناحيه وجهه لعلها تستطيع لمسه في حين ان على وجهها دموع رطبه و ابتسامه تعيسه، يدها الممدوده تجاوزت وجهه كأنها سراب لا يمكنها لمس شيء إلا انها لم تهتم بقدر اهتمامها بـ إيقاف حزن الرجل الذي ينهش قلبها

" انظر إلي إيڤان!! لم امت بعد عزيزي!! انا مازلت على قيد الحياة!! تلك ليست انا!! انظر إلي ارجوك!!"

لم يجب عليها.. و مع ذلك، فقد رفع رأسه ليتضح وجهه لها، بدى متعبا حينها.. شعره الابيض قد تساقط على عينه الباهته التي اصبحت ضبابيه في حين ان هالاته السوداء كانت واضحه.. حاجبيه الابيض الكثيف قد عقد بألم شديد بينما ينظر للأمام بعين بيضاء حاده خاليه من الرحمه ناحيتها مما جعلها ترجع للوراء للحظات بخوف شديد

" اغربي عن وجهي"

نبس بصوت ثقيل مليئ بالغصه جعل جسد إيڤا ينتفض! اتسعت عينها بينما تراه يضع عينه بعينها مما جعل شفتيها ترتجف!.. هل هي بحلم حقا!!؟

لم تمتلك الوقت للتفكير بكل هذا.. فقد كانت فرصتها الوحيده! ان كان يراها اذا عليها اخباره انها الحقيقه!! من يحتضنها بقوه باكيا عليها ليست سوى اخرى مزيفه!!.. كادت تتحدث حينها محاوله توضيح كل شيء.. إلا انها انتفضت برعب شديد حين دوى صوته العالي الغاضب فجأه في المكان

" لقد قلت انني لا اريد رؤيه احد.. دعيني وحيدا! اذهبي من هنا!! "

ارتجف فكها منذرا لنفسها انها على وشك البكاء فـ لم يصرخ إيڤان عليها من قبل.. لم ينظر لها بتلك الحده و الشراسه من قبل.. مع ذلك،فهي تدرك انها لا يمكنها تغير شيء.. لقد كان مجرد كابوس في النهايه! شيء لا تمتلم الاراده المطلقه به لتغير احداثه حتى و ان كانت تتحرك بحريه!

" لقد تم دفن السيد الصغير.. "

صوت ما من خلفها جعلها تنتفض برعب لتستدير نحو مصدر الصوت بسرعه.. لقد كانت إمرأه قصيره القامه بشكل مدهش تبدو باهته الشكل.. خلفها رجلان اخرين من نفس الطول يمسكان بسرير متحرك ابيض يلائم طولهما..

استدارت حينها للنظر إلى إيڤان بسرعه.. لتنظر تحديدا لعينه البيضاء الحاده الشرسه التي كانت تنظر لتلك المرأه.. في النهايه لم يكن يحدثها هي! لقد كان غاضبا من تلك المرأه فقط!

تنهدت براحه حينها ،إلا ان تفكيرها بما ستفعله بعد ذلك جعل راحتها تتبدد.. كيف ستتصرف الان؟ لا يبدو وكأن احد يمكنه رؤيتها كما انها لم تعرف بعد اين هو هذا المكان.. ولكن يبدو ان ما يجرى هنا هو فقط سيناريو عليها مشاهدته بينما يتقطع قلبها بألم

تحركت تلك المرأه خلفها مما جعل انظار إيڤا تلتفت لها.. لقد بدى و كأنهم اتو إلى هنا لأخذ ذلك الجسد الخالي من الروح وقد بدى ان إيڤان كان يرفض ذلك فقد احتضنها إلى نفسه اكثر قائلا بصوت مهزوز مليئ بـ الألم بعكس نبرته الاولي

" دعيني ابقي معها لدقائق اخرى.. ارجوكِ."

لم يتمني سوى البقاء معها لمده اطول، ولكن في النهايه سيتم اخذها منه كـ كل مره..إلا انه يدرك ان الامر مختلف هذه المره! فقد كانت هذه المره هي المره الاخيره و لن يكون بمقدوره رؤيتها مجددا

لقد كان يدرك انه قد استغرق الكثير من الوقت مع هذا الجسد الخالي.. إلا انه مازال لا يمكنه تخطي ما حصل، لقد كان حريصا جدا على عدم حح
حصول شيء لها.. و كان اكثر حذرا حين اصبحت حاملا بطفله! إلا انه فشل مجددا لترحل عنه مره اخرى و للابد!

اقتربت حيتها تلك المرأه العجور نحوه مما جعله يحتضنها اكثر له مقبلا جبينها قبل اخذها عنه، في حين ان دموعه قد هبطت بصمت شديد شاعرا بتقطع قلبه من الداخل!.. و قد امل حينها ان تشفق غافا عليه و تتركها بين يديه اكثر.. إلا ان الاخرى اقتربت منه برفقه القزمين الاخرين ليتم اخذ جسدها عنه ببطئ شديد

لم يظهر مقاومه حينها.. إلا انه كان ينظر لها بعين ذابله تعيسه مليئه بالدموع.. رموشه البيضاء الكثيفه قد تم اغراقها بالدموع إلا انهم لم يشفقو على حاله ابدا.. فقد بدى ان ملكهم سيظل معها للأبد ان لم يأخذوها عنه!.. و كل ما استطاع فعله حينها هو النظر لجسدها الذي يبتعد عنه ليكون هذا هو اخر اتصال بينهما

نظر لجسدها الذي تم وضعه على السرير المتحرك ليتم اخذها للدفن و شيئا ف شيئا اصبحت تختفي في الظلام بعيدا عنه... انتفض جسده فجأه ليرفع يده المليئه بالدماء ينظر لها بعين ذابله باهته.. دمائها مجددا تغطيه! هل ولد ليكون ملطخ بدماء رفيقته دائما؟ لماذا عليه ان يرى هذا الالم طوال حياته

ثقلت انفاسه فجأه مما جعله يسند رأسه و جسده على الجدار خلفه مغلقا عينه المتعبه.. في حين انه عقد حاجبيه بألم شديد حين شعر بهجيناه يهتاجون بألم شديد اخذ يفتك به!

رؤيته محطما و تعيسا كان قد آلم قلبها بشده لتتقدم حينها نحوه جالسه بقربه بينما تتحدث بصوت متحشرج حزين

" تلك المرأه ليست انا.. لذي لا تحزن! لا تبكي صغيري.. انا مازلت بقربك"

حاولت جعل صوتها حنون قدر الامكان.. اخذت تنظر لشكله المتعب بقلب مفطور.. مع انها تدرك انه مجرد كابوس إلا انها لم تستطع رؤيته هكذا و ترك كل شيء على حاله! كيف يمكنها ترك من تحب يتألم بينما تكتفي بالنظر له فقط!..

لم يجب حينها، وبدلا من ذلك فقد لاحظت تنفسه الذي اصبح ثقيلا و غير طبيعي في حين ان حاجبيه الابيض قد عقد بألم شديد و قد ادركت ذلك حين سمعت انينه الخافت!

لم تستطع فعل شيء حينها سوى الاقتراب منه لأحتضان رقبته بين يديها بقوه لعل ذلك يخفف عنها و عنه.. إلا ان ذلك لم يحصل، فلم يكن يشعر بها.. في حين انها لم تشعر سوى وكأنها تحتضن الهواء.. بدى لها انهما منفصلين حتى و هما بهذا القرب

ابتعدت عنه ببطئ شديد حينها لتكتفي بالنظر لوجهه المتعب و الشاحب بينما يغلق عينيه.. هبطت دموعها اكثر لتكتفي فقط حينها بالجلوس امامه ناظره للأرض المليئه بالدماء بينما تحاول ابتلاع غصتها القويه

" في النهايه.. انا لست إيڤا خاصتكَ"

تحدثت من بين دموعها في حين انها رسمت ابتسامه مضطربه على وجهها البريئ و هي تنظر للأرض.. لقد كانت تعتقد ان ذلك قد يخفف عنها ألم ما اخذت تفكر به.. لقد كان حلما على ايحال، ولكنه كان كثيرا عليها بطريقه غريبه!

تسائلت متى سينتهي هذا الحلم؟! لم تعد تقدر على الاحتمال بعد الان.. لا تريد رؤيه هذا الألم ابدا.. قلبها يؤلمها وكأنه على وشك الانفجار بها بسبب ما يجري حولها

استمرت بالبكاء حينها حتى اصبحت دموعها تقطر على الارض.. و لم تعرف حينها كم المده التي اخذتها حينها.. إلا ان الوقت قد طال و لم تستفيق بعد من هذا الكابوس و لم تنهض لترى سقف غرفتها.. هل علقت في هذا المكان؟ او ربما محاولات ستيف لأغراقها قد نجحت و هي الان تعيش في غيبوبه لا نهايه لها؟!

التفكير بذلك وحده جعل دموعها تشتد.. هل ستبقي في هذا المكان ترى الرجل الذي تحب بلا حول او قوه يتعذب بسبب موتها؟! ذلك لم يكن امر تود تجربته ابدا.. نفت برأسها محاوله ابعاد هذه الافكار عنها فقد كان لكل حلم نهايه حتميه!

" ا. إيڤا؟!.."

انتفضت فجأه حين سمعت صوته المضطرب يناديها لترفع رأسها تنظر له بعين سوداء متسعه مليئه بالدموع.. و بعكس المره الاولى حين نادته، فقد كان هذه المره ينظر لها بعين بيضاء ذابله مليئه بالتشوش!

رمشت للحظت لتتساقط دموعها العالقه بين رموشها.. لقد كان يستحيل ان ينظر لها! لقد كانت مجرج سراب قبل لحظات!.. قررت الاستداره حينها معتقده انه يحدث شخص ما خلفها إلا انها و قبل ان تفعل ذلك مد هو يده ببطئ شديد جعلها تتجمد بينما تنظر لوجهه المتعب بدهشه!

اقشعر جسدها لمجرد شعورها بأطراف اصابعه التي لمست خدها القمحي مما جعل بؤبؤه عينها السوداء تتسع بصدمه.. نبض قلبها بشكل غريب عنها في حين انها رفعت يدها بشكل لا إرادي لتضعها على يده التي احتضنت خدها بلطف

اغلقت عينيها بعد ان عقدت حاجبيها بحزن شديد بينما قبضت على يده بقوه اكبر شاعره ببعض الراحه في قلبها.. لا تعرف ما الذي يحصل هنا! لا تعرف ما هو هذا الحلم بالضبط.. ولكنه في النهايه ليس سيء كما اعتقدت! ففي النهايه لقد جعلها تلمسه للمره الاولى

" من انتِ؟"

نبس بصوت باهت بينما ينظر لها بعين بيضاء مشوشه.. لقد كان متأكد من ان تم اخذها عنه قبل لحظات.. ام هل اصابه الجنون اخيرا بعد رؤيتها تموت لمئة مره امامه؟ مع ذلك، فقد كان ملمس خدها الطري حقيقيا بطريقه جعلته يصاب بالقلق من كونه اصبح مجنونا حقا!

فتحت هي عينيها اخيرا لتنظر له بحزن شديد، في النهايه لم تكن إيڤا التي تخصه في هذا الزمن! لقد كان مجرد حلم بالنسبه لها.. و كان مجرد خيال بالنسبه له! انهمرت دموعها على يده حينها لتبتسم من بين دموعها قائله بصوت حاني

" انا اسفه.. اسفه لأنك تمر بكل هذا بسببي!.. اسفه صغيري"

همست بصوت مليئ بالالم بقرب اذنه بعد ان اقتربت منه محتضنه رقبته بين يديها.. و بعكس السابق.. كان يمكنها الشعور بدفئ جسده بين يديها.. في حين انه اكتفي بالصمت و عدم الاجابه

بالنسبه له، لابد انه كان قد اصيب بالجنون حقا! إيڤا لم تناديه من قبل بـ صغيري! كما ان ملابس هذه المرأه تختلف عن المتعارف عليه في هذا الزمن.. و مع ذلك فقد امتلكت رائحه إيڤا الساحره، دفئها و صوتها كان يخص إيڤا فقط! و قد كانت المرأه التي اخذوها عنه قبل لحظات لدفنها

اهتزت عينه البيضاء بضياع شديد و لم يعرف ما الذي يحصل معه الان.. لا يمكنه ان يرى نفس الشخصين في نفس الوقت و في نفس المكان إلا اذا كان مجنون حقا!

رفع يده لمستوى عينه لينظر للدماء التي تغطي كف يده.. لقد كانت دماء إيڤا الحقيقيه من دون شك! لذي يستحيل ان تكون التي تحتضنه سوي خيال ما!

اشتد احتضانها له مما جعله ينزل يده يضع تركيزه في المرأه التي يظن انها مجرد خيال.. تسائل حينها ما الذي يجب ان يفعله؟ هل يبادلها الاحتضان و يقبل اعتذارها المتكرر بتركه وحيدا دائما!

" هل يفترض ان اقبل اعتذاركِ الان؟.. هل من الجيد إراحتكِ انتِ فقط!؟"

و ماذا عنه.. من يمكنه إراحته بعد ذهاب هذا الخيال.. هل يجب عليه الغوص في بؤسه و وحدته للأبد فقط لأجل اعتذار كان دائما يواجه صعوبه في قبوله!

ارتجفت شفتيها بحزن، ليس وكأنها ارادت الحصول على الراحه وحدها! مع ذلك.. فهي لا تمتلك شيء هنا قد يريحه سوى الكلمات الحنونه و الاعتذارات المتكرره!.. ابتلعت ريقها بصعوبه لتبتعد قليلا عنه محتضنه وجهه بين يديها، اقتربت لتضع جبينها على جبينه مما سمح بتشابك شعرها الاسود مع شعره الابيض في حين انها اغلقت عينيها بقوه قائله بصوت مهزوز مليئ بالتعب

" اعرف.. ولكن ليس بمقدوري سوى الاعتذار!..
انا اسفه و انا احبك!"

نظر لعينها المغلقه، لرموشها الكثيفه المغطاه بالدموع.. انفاسها المضطربه التي تضرب شفتيه المغلقه.. و قد كان من الصعب حينها التصديق ان هذا مجرد خيال بالنسبه له! لقد كان يشعر بيدها و رائحتها الجميله كان يمكنه سماع صوت نبضات قلبها السريعه.. إلا انه يرفض تصديق كونها امامه.. فقد ماتت بالفعل!..

رفع يده حينها ليحتضن خصرها يسقطها على جسده في حين انها فتحت عينيها لتنظر لملامحه الشاحبه المتعبه.. نظرت لعينه البيضاء التي تراقبها بجمود شديد جعل ملامحها تهبط بحزن.. لقد كانت تدرك على ايحال انه من المستحيل ان يتأثر بمجرد شخص مثلها!! قررت الابتعاد حينها.. فقد بدى لها ان الاقتراب اكثر سيفقدها عقلها و نفسها.. إلا انه منعها من ذلك حين ضغط بقوه على خصرها لدرجه شعورها بتحطم عظامها مما جعلها تمد يدها للأمساك بملابسه بقوه شديده بعد عقدها لحاجبيها بألم.. انين خافت صدر منها مما جعله يخفف قبضه يده ناظرا لها بتشوش اكبر.. هي مجرد خيال؟ صحيح! مع ذلك.. كيف يمكن لخيال ان يتألم بهذه الطريقه!

ابعد هذه الافكار عن رأسه.. لينظر لإيڤا بعين باهته متعبه.. انها مجرد خيال.. لا يملك ادنى فكره عن نوع الخيال الحقيقي الذي يعيشه إلا انها ليست حقيقيه.. و لأنها خيال.. يمكنه الافصاح عن مشاعره بشكل طبيعي! لانها لن تعرف حقيقه مشاعره التعيسه التي كان يحاول اخفائها عنها بينما ينتظرها دائما.. و ربما لانه اعتقد انها مجرد خيال فقد قرر اخرج كل ما بقلبه

رفع يده الملطخه بالدماء ليحتضن خدها مقربا وجهها منه اكثر في حين ان يده الاخرى التفت حول خصرها يقربها نحوه حتى التصق جسدها بجسده مما جعل هجيناه الموشكان على الموت ينفعلان قليلا!.. لم يكن يفهم ما الذي يجري حوله حقا.. و مع ذلك كان يمكنه استغلال هذا الوضع لتقليل فرصه موت هجيناه.. قرب وجهها إليه ليهمس بصوت هادئ ينافي مشاعره الحاليه بينما اخذ ينظر لعينها السوداء الواسعه التي لم تتوقف عن البكاء

" لقد اعتذرتي لي كثيرا! دائما.. جميعها فقط حين ترحلين عني!.. و قد وافقت عليها فقط لأراحتكِ قبل موتكِ.. ولكن ماذا عني؟ "

صوته خرج متألم في النهايه، بدى وكأن هدوئه الذي حاول الحفاظ عليه قد تبدد تماما لتظهر مشاعره الحقيقيه.. لم يعد كونه اصبح مجنونا أم لا امرا مهما في هذه اللحظه.. لقد احتاج اخبارها بكم يعاني بسببها! كم كان يتألم في كل مره حين ترحل.. اراد ان يفصح عن مشاعره حتى و ان كان لخيال من عقله

اغلق عينيه تزامنا مع وضعه لجبينه على جبينها متنفسا بثقل شديد ضد فمها في حين ان دموعه اخذت تهطل بصمت شديد على وجهه الشاحب.. اردف حينها بغصه جعلت قلبها ينتفض بألم شديد

" هل تعتقدين انه لمجرد اعتذاركِ دائما يمكن للمشكله ان تحل؟! "

لقد سأم من الاعتذار المتكرره الخاص بها.. لقد سأم من رحيلها المتكرر.. لقد سأم من كل المعاناه التي يعيشها! و مع ذلك،ف كان يجد نفسه يتقبل كل اعتذاراتها لانه في النهايه سيرجعها إلى جانبه حتى و إن ماتت! إلا ان الامر كان مختلفا هذه المره!.. لقد شارف جسده القوى على الانهيار و إن كان يريد النجاة هو و وحوشه عليه التوقف عن إعاداتها لجانبه!

تذكره لعدم مقدرته على ارجاعها لجانبه جعله يرص على اسنانه بقوه شديده.. لن تكون هناك فرصه ثانيه بالنسبه له بعد الان! لقد خسر في هذه اللعبه منذ البدايه على ايحال..

أنين ألك صدر منه في حين انه انزل رأسه إلى صدرها يضعه هناك بعد ان اشتدت دموعه الصامته.. و لم تكن قادره على فعل شيء لتخفيف عنه و عن نفسها إلا عن طريق احتضان رأسه بحنان مقربه إياه من صدرها.. شعرت بتحريكه لرأسه بشكل مستمر وببطئ، كان بأمكانها الشعور بدموعه المتساقطه على ملابسها حينها

الشعور بنبضات قلبها السريعه و صوت تنفسها كان يريحه و يربكه بطريقه ما.. الشعور بأناملها و بصدرها الذي يعلو و يهبط كان امر يحيره و مع ذلك كان يشعره بالسكون..و ربما هذا ما جعل مشاعر الالم في نفسه تفيض اكثر لينطق حينها بنبره متألمه ضائعه

" ما الذي يجب ان افعله الان؟.. لقد تم اخذكِ مني مجددا.. ولكن هذه المره ليس انتي فقط! لقد اخذو طفلي حتى"

لم يتخيل نفسه منذ ولادته انه قد يصبح أبًا في وقت ما.. و ربما حين ألتقى بـ إيڤا للمره الاولى كان قد وضع خيالا باهتا كـ عائله سيعده إلا انه في مرحله ما نسي امر ذلك الخيال و اخذ يركز على احيائها لتبقي بحانبه.. بالنسبه له ،المرة المئه كانت شيء مثل السعاده التي جعلته يتجاوز السماء شاعرا بالراحه.. إلا انه سقط فجأه على الارض بقوه حين خسر كل شيء.. لم يعد هناك شيء يبقيه على قيد الحياة بعد الان!.. يفضل الموت و اللحاق بها و بأبنه الصغير!

انتفض فجأه بين يديها في حين ان عينه البيضاء قد اتسعت بدهشه بعد شعوره بهاله سحريه مشؤومه تنبعث من جسد المرأه الذي تحتضنه بقوه مما جعله يبتعد بسرعه ينظر للوجه الذي يشبه رفيقته بتشوش شديد محاولا استيعاب ما يحصل هنا!

كاد يتحدث سائلا عن هويه المرأه التي تنظر له بألم و حزن ممزوج بشوق.. فقد كان يستحيل للخيال ان يختلط بالسحر ابدا! إلا انها سبقته بالتحدث حين احتضنت وجهه بين يديها قائله بأبتسامه حزينه

" انتظرني.. انتظرني مجددا، سأبحث عنكَ و سأحميكَ بنفسي! سنعيش معها.. نحن الاثنان برفقه إيزل!"

" إ. إيڤا..؟!"

همس بتشويش بعد ان رفع يده ليحتضن يديها بينما ينظر لكل تفصيل صغير بوجهها و تسائل حينها ما الذي يحصل بالضبط في هذا المكان! هل هو حقا يتخيل رفيقته ام ان هناك شيء اكبر من هذا!

" عدني انكَ ستبقي على قيد الحياة حتى اجدكَ! اخبرني انكَ ستنتظرني حتى اجدكَ! "

تحدثت مجددا بصوت متألم، في حين ان جسدها بدأ يختفي شيئا فـ شيئا امام ناظره و ذلك جعله يندفع قائلا بسرعه حين شعر انها ستختفي بالكامل مجددا عنه

" ا. اعدكِ.. "

لقد وصل لم لمرحله لم يعد يمانع بها ان كان سيعيش مع خيالها! لقد كان فقط يريد حياة طبيعيه معها و مع ابنه الذي لم يولد!

" سترى.. في المستقبل، سأكون بجانبكَ.. و سنحضر ابننا الصغير ايضا، لذي لا تفقد الامل حتى رؤيتي مجددا إيڤان "

..

فتحت عينيها فجأه لتنهض بسرعه من سريرها، نظرت بتشويش لأرجاء غرفتها و تسائلت كيف وصلت إلى هنا! إلا انها رمت هذه التسائلات لخلف عقلها لتنهض بسرعه متجه ناحيه المرحاض لتنظر لوجهها

فتحت الباب بقوه لتدخل تنظر لنفسها في المرآه بينما صدرها يعلو و يهبط بقوه! هل كان ذلك حلما حقا!!؟ هل وصل الامر بها لتشعر بيده على خدها!

وضعت يدها على خدها بينما اخذت تنظر لوجهها بشرود.. لقد كانت يده بارده جدا! كان يمكنها الشعور بتلك اللمسات المرتجفه خاصته! تنهدت بخفوت قبل ان تبعد عينها لتنظر لصنبور المياه

" يجب ان ابحث عن إيڤان"

همست بخفوت بينما تحدث نفسها.. لقد بدأت احلامها تتخذ منحني غير طبيعي إلى حد ما! لقد كان يستحيل بالنسبه لها ان تكون تلك مجرد احلام عابره تحلم بها!.. كما انها بالفعل وعدته انها ستبحث عنه و لن تتخلي عن هذا الوعد مهما وصفها الاخرين بالجنون!

رجعت للنظر لوجهها بالمراه بعد ان اصبحت ملامحها جاده! لا يمكنها التراجع بعد الان! يجب ان تجد إيڤان لمعرفه ما الذي يحصل معها!.. و مع ذلك، لقد كانت تجهل من اين يجب ان تبدأ؟ كل ما تعرفه هو شكله الفريد من نوعه!

عبست بأنزعاج حين فكرت بقله معلوماتها حوله، إلا ان عبوسها لم يدم طويلا فقد رفعت حاجبيها بحيره حين انتبهت لشفتيها المتورمه!.. رفعت يدها لتتلمس شفتيها برقه متسائله عن ما الذي حصل؟ إلا انها لم تجد جواب ما!؟

و مع مرور الوقت، تجاهلت التفكير حول هذا الامر.. ربما قد ضربت نفسها في مكان ما! لتقرر حينها الذهاب و الاستحمام حتى تخرج للعمل مجددا في المزرعه فقد تأخرت في عملها جدا و لم يعد يهمها الوقت الان!

ارتدت بنطال و تيشيرت ابيض لمجرد خروجها من الاستحمام، و بينما تجفف شعرها الاسود الطويل اخذت تنظر لأرجاء الغرفه بهدوء شديد.. تسائلت حينها من احضرها إلى هنا؟

لقد كانت تتذكر بوضوح ان ستيڤ حاول إغراقها إلا انها لم تمت وبدلا من ذلك هي كانت تنام بغرفتها بسلام..

قررت التوقف عن التفكير بهذا الموضوع اكثر، لتترك المنشفه حينها و تمشط شعرها تربطه بشكل ذيل حصان.. خرجت حينها من غرفتها لتنظر لأرجاء النزل بصمت

لا احد هنا، بدى و كأن الجميع قد اختفى.. و ذلك كان مريب جدا بالنسبه لها! هل يخططون لشيء ما؟ او ربما هناك شيء قد حصل اثناء نومها!

خرجت من النزل لتنظر للغابه حولها، لقد حل الليل.. و مع ذلك، لا احد في الداخل او الخارج مما جعلها تشعر بالقلق من حدوث شيء ما للجميع!

" ما الذي تفكيرن به إيڤا؟! لماذا انت قلقه هلى هولاء الاشخاص؟!"

همست لنفسها بأنزعاج! لماذا عليها ان تقلق على من يتمنى لها الموت!؟ لن تهتم بما يحصل لهم! ليست مجبوره على ذلك...و مع انها من قرر ذلك، إلا ان قلبها كان ينبض بقلق شديد من حدوث امر خطير قد يهدد الجنس البشري!

ابعدت تلك الافكار الغريبه عن رأسها حين رأت تجمع عدد كبير من البشر في مكان ما بقرب مزرعتها.. عقدت حاجبيها بحيره و تسائلت ما الذي يجري حتى يجتمع الجميع لتقرر حينها التقدم ناحيتهم مقرره اشباع فضولها حول هذا الامر

تقدمت ناحيه دائره التجمع لتقف على اطراف اصابعها محاوله رؤيه ما يجري.. فقد كانت اقصر من معظمهم!.. و كل ما استطاعت رؤيته حينها كان امراه تبكي على قبر احدهم! مما جعلها ترمش للحظات متسائله عن هويه الشخص! قررت سوال اقرب شخص حولها إلا انها و قبل ذلك سمعت صراخ احد ما قائلا بحقد شديد

" انها هنا!! المرأه القاتله هنا!"

انتابتها الحيره لمجرد سماعه لما قال، و تسائلت ما اللعنه الذي يتحدث عنه! لا تتذكر انها قتلت احد ما و لكن يبدو ان هولاء الاشخاص كانو يخالفونها الرأي فقد نظر لها الجميع بنظرات جامده بارده و حاقده.. في حين ان تلك المرأه التي كانت تبكي على القبر قد تقدمت بسرعه ناحيتها لتصفع إيڤا بقوه على خدها

اتسعت عينها السوداء بصدمه بينما التف وجهها للجانب.. شعرت حينها بخدها الذي ينبض بقوه و لسعاته التي اشتدت فجأه!..

" اذهبي للموت ايها العاهرة!! يجب ان تموتي كما قتلتي ابني!! يجب ان تختفي من هنا ايتها العاهره!!"

صرخت تلك المرأه بينما تبكي بحسره و هي تضرب إيڤا بكل قوتها في حين ان إيڤا وضعت يدها مكان الصفعه بينما جسدها قد تجمد تماما.. ما الذي تقوله هذه المرأه؟! كيف بالضيظ قد تقتل هي احدا ما!!

دفعتها تلك المرأه العجوز لتسقط على الارض بقوه مما جعلها تغلق عينيها عند شعورها بالالم.. في حين ان تلك المرأه اخذ تركل جسدها بكل ما اوتيت من قوه.. حاولت إيڤا حينها التحرك و إيقافها إلا ان الاخرى لم تسمح لها حتى بفعل شيء بل اخذت تضرب رأسها بقوه حتى فتحت ربطه شعرها ليتناثر شعرها الاسود حولها

اشتد ضرب تلك المرأه لها.. في حين ان الجميع اخذ يراقب و علامات الرضي على وجوههم.. في حين ان جسد إيڤا كان راضخ تماما بينما تتعرض للضرب من قبل عجوز ما.. سمعت صوت قهقه خافته فجأه...مما جعلها ترفع عينها الباليه تنظر لسماثا التي تنظر لها بأبتسامه واسعه سعيده بدت مستمتعه

قضمت شفتيها بقوه شديده حينها حتى شعرت بالدماء تخرج منها.. في حين انها قبضت على يدها بقوه شديده و هي تشعر بالالم من ما يجرب! لماذا عليها تحمل كل هذا الألم!! لماذا يجب ان تتعرض لهذا الضرب في حين انها لم تفعل شيئ سيء لأحد!

شعرت بطعم دمائها لتدرك حينها مدى غضبها من ما يجري حولها.. امسكت حينها الرمال تحتها لتنثرها نحو عين تلك العجوز صارخه بغضب شديد بينما تنظر لهم بعين لامعه

" توقفي عن ضربي ايتها اللعينه!! انا لم اقترب من ابنكِ ولا اعرف شيء عما تتحدثين عنه!!"

ابتعدت واقفه مسافه آمنه تنظر لهم جميعا بشراسه.. و مع انها قالت ذلك إلا ان نظرات عدم التصديق كانت تعلو وجوه الجميع، في حين ان تلك المرأه قد فركت عينها بقوه شديده لتنظر لها بعين حمراء غاضبه مليئه بالحقد

" تمتلكين الجرائه للتحدث ايتها اللعينه!! سأقتلكِ بيدي!! سأجعلكِ تعيشين في الجحيم ايتها العاهرة اللعينه!!"

انتفض جسد إيڤا بخوف حين سمعت كلامها.. و قد انتابها القلق حينها من ما قد يحصل تاليا! لا يمكنها الموت الان!! عليها ايجاد إيڤان اولا و اخباره كم اشتاقت له!

تقدمت تلك العجوز نحوها مقرره ضربها في حين ان إيڤا نظرت للجميع لعلهم يساعدونها.. فهي لم تكن لتمد يدها على امرأه كبيره في السن اكثر من هذا.. إلا ان نظرات الاشمأزاز و الحقد كانت مرسومه على وجوه الجميع! و ذلك ببساطه جعلها تدرك مجددا ان جميع هولاء البشر يتمنون موتها!

ادراكها لذلك جعل التعاسه تصيب قلبها في حين انها نظرت للمرأه العجوز تقترب منها لترف يدها محاوله صفعها مما جعل إيڤا تغلق عينيها بقوه مقرر تحمل هذا للأن بدلا من الهروب

و مع ذلك بدلا من الشعور بصفعه على خدها، شعرت بيد تلتفت حول خصرها لترجها للخلف شاعره بجسدها يصتدم بصدر احدهم.. سماعها لصوت اجش ساحر ذو بحه جميله جعلها تفتح عينيها على وسعها بينما نبض قلبها ضعف المعتاد

" العين بالعين و السن بالسن.. ان الموضوع ابسط مما تتصورين ايتها العجوز"

نظرت ليد المرأه التي تعلقت في الهواء بأرتباك.. و لوهله شعرت انها تحلم.. إلا ان رؤيتها ليد بيضاء شاحبه قويه ممسكه بيد المرأه العجوز جعلها توقن ان هذا ليس بحلم!! لم تمتلك القدره للأستداره حينها و بدلا من ذلك بقيت متجمده بين يديه.. لم تهتم بما يجري بقدر اهتمامها بذلك الصوت الذي سمعته!!.. يستحيل ان تنسى هذا الصوت!! لقد كانت تحفظه عن ظهر قلب و لم تنساه ابدا!

لقد كانت هذه فرصتها الوحيده حينها لأكتشاف شكوكها التي انتابتها فجأه.. كادت تستدير حينها بسرعه ناحيته لرؤيته إلا انها لم تفعل ذلك ابدا.. و خاصه حين شعرت بيده التي تحركت على رقبتها ببطئ شديد لترسل رجفه لعمودها الفقري

اتسعت عينها بدهشه في حين ان انفاسها قد ثقلت بفعل لمسات رجل لم تره بعد.. و كان اخر ما سمعته إيڤا حينها هو صوت خافت ساحر اجش قرب اذنها جعل دقات قلبها تهتاج حتى شعرت انه قد يتوقف في لحظه

" ما رأيكِ بالنوم مجددا عزيزتي"

و حينها كل ما رأته إيڤا قبل سقوطها بين يديه كان وجه سماثا الذي تغيرت ملامحها للرعب الشديد وكأنها رأت شبح ما..

حملها بين يديه لمجرد نومها مجددا لينظر للجميع للحظات قبل ان يقرر الرحيل إلا ان صوت تلك العجوز الغاضب قد اوقفه حين تحدثت بأنفعال شديد

" من انتَ؟ كيف تتجرأ على القدوم و إيقافي!!"

كان يمكن للجميع ان يدرك ان هذا الرجل لم يكن بشريا ابدا! فـ رؤيتهم لإيڤا تنام ببساطه شديده وكأنه ألقي سحرا ما عليها يجعلهم يتأكدون من هذا تماما.. و لم يكن احد من البشر يود الانخراط مع شخص اقوى منهم.. إلا ان المرأه العجوز كانت منزعجه تماما لتجاهل ذلك

" س. سيدة مارغرت!!. ا. اعتقد ان هذا يكفي!! دعينا لا نجعل يوم وفاة ابنكِ تعيس!!"

تحدثت سماثا بهلع شديد بعد ان شعرت ان هذه المرأه العجوز الحمقاء قد تفعل شيء متهور.. لم تكن حمقاء للتطلع لموتها ابدا.. لازالت تتذكر هذا الرجل الذي تجرأ بكل بساطه بقتل رجل امام الالفا.. لقد كان خطيرا جدا و قد بدى مجنونا تماما بالنسبه لها.. كان فقط الابتعاد في الوقت الحالي امر جيد لحياتها الثمينه!.. على ايحال، لم تكن تهتم بحياة الاخرين بقدر حياتها.. إلا انها حتى ان هربت من هنا ستشعر ان هذا الرجل قد يلحقها و يقتل جميع البشر معها

ابتسمت سماثا بتوتر ممزوج براحه حين رأت موافقه مارغرت على كلامها مما جعلها تتنهد براحه شديده معتقده انها نجت من خطر عظيم..

نظر لهم إيڤان للحظات بهدوء قبل ان يبتسم بسخريه.. لقد كان يعرف نوع البشر امثالها.. للنجاه بأنفسهم قد يفعلون المستحيل حتى و ان كان ذلك سيجعلهم قتله ايضا!

" بالطبع.. الهرب بالنسبه لأمثالكِ هو الحل المناسب في مثل هذه الاوقات!"

تحدث بسخريه شديده جعلت سماثا تنتفض برعب شديد لتنظر له بهلع معتقده انه قد يقتلها في هذه اللحظه.. في حينها اخذت تتذكر كيف تم قتل ستيف بوحشيه امامها مما جعلها ترجع للخلف بخوف شديد.. إلا ان الاخر تجاهل رد فعلها الممله لينظر للعجوز قائلا بتململ

" ابنكِ يجني ما يحصده.. لقد حاول قتل احدهم ولكنه قُتِل في النهايه! اليس هذا عادلا جدا!! "

لم يبدو ان ما سمعته مارغرت حينها قد اعجبها فقد عتقد حاجبيها بغضب مقرره الصراخ بحده إلا انه منعها من ذلك حين تحدث بصوت جامد خالي من الرحمه

" لا احد يعبث مع إيڤا.. انه مجرد تحذير صغير يجب ان يتم وضعه كـ قاعده في هذا المكان.. ان لم يكن يريد احد ان يموت! "

اردف مجددا بنبره محذره لجمع البشر الذين نظرو له بقلق شديد..بالنسبه له.. كان من الغريب كيف ان هولاء الاشخاص يكرهون رفيقته.. في رأيه، رفيقته كانت شخص لا يمكن ان يتم كرهه ابدا.. لقد كانت جميله و قويه، تهتم للأخرين كما انها مميزه و رائعه.. مع ذلك كان دائما يتواجد اشخاص قد يكرهون هذا النوع من الاشخاص.. على ايحال، كان من الجيد بالنسبه له ان يجد من يكرهها و ذلك لأنه سيقتل جميع من يفعل ذلك!!

يتبع..

_________________________________________

هاي🖐🏻

كيفكم انشاء الله بخير♥️

كيف الفصل؟ بتمني عجبكم 😁

اسفه للتأخير حبايب قلبي، لكن كنت مريضه و صحيت فوقت متأخر لتعديل الفصل وهيك.. اسفه🙏🏻

° لم يتم التدقيق ف الاملاء!

باي👋🏻

Lanjutkan Membaca

Kamu Akan Menyukai Ini

1K 120 10
ذهب الثرى و زال الهوى، حكمٌ سقط، و مجدٌ هوى، عائدون يا آمتي لا تيأسي. فمن ذا الذي يُحيك أن عاش فيكِ وضيعٌ ذو مصّلبي. عائدون يا أمتي لا تيأسي. شددنا ا...
1.1M 66.3K 33
هيَ وهوَ كانا رفيقين مختلفين عن الآخرين.. شعرت بقبضةٍ حديديةٍ تعصر صدري حتى أصبح صدري يعلو وينخفض بوتيرةٍ غير منتظمةٍ وإرتجفت شفتاي بغير تصديق.. شعر...
15.1K 1.8K 33
تنبيه: هذه الرواية تجمع القصص تحت هاشتاق غير متوقع «عالمي الخاص- دقيقة من التفكير-بارانويا- أمل زائف» لا أنصحك بقرائتها ان لم تقرأ هذه القصص. ـــــ...
2K 164 3
"حيِن عُدت أقسَمتُ إنَ جميع الأسبابِ ألتي تدفَعُوني للحياةِ ماتتْ معها وحينَ رأيتُ إبتِسامتكِ طلبتُ مِن الرب أن يغفِرَ لي قَسمي ألكاذب" Kim taehyung ...