#جرح_الماضي.
#رُؤىٰ_جمال.
#الـفصل_الثالث_عشر.
#عودة.
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته، صلوا على رسول الله في بادية الأمر.
جئت اليوم لأقول لك إن رب الخير لا يأتي إلا بالخير فتفائل و ثق بأن ما يحدث هو الخير.
الماس: مش عايزة حد يتعرف عليَّ.
نور: هو جوزك مش وحشك.
نورسين: و عيلتك و بنتك.
الماس بحزن: وحشوني جدًا جدًا يعني.
نور بابتسامة و أمسكت يديها: يبقى تشيلي المكياج ده و تنزلي تروحيلهم لو هما هنا و لو مش هنا سافريلهم متسيبهومش يا الماس متسبيش سعادتك و تقعدي وسطينا.
الماس و الدموع بعيناها: بس أنا بحبكم.
نور بحنان: و إحنا بنحبك جدًا و مش معنى إنك رجعالهم إنك هتسيبينا.
ثم قالت بنبرة حزينة تحاول أن تظهر المرح بها: و لا أنتِ هتنسينا!
ضحكت الماس من وسط دموعها: مقدرش ده أنتم ولادي.
نورسين: طب أنا عايزة حنان يا ماما.
حضنتها الماس و هي تضحك: عيوني.
لتدخل نور بينهما: و أنا و أنا.
أنهت الفتيات ضحكاتها لتقول الماس: هقوم ارجع الماس القديمة و أجي.
دخلت الماس غرفتها و أخرجت صورة من بين ملابسها: أنا جيالكم.
مرّت دقائق لتخرج الماس ترتدي تيشرت أبيض و جينز غامق ممزق بعض الشيء كالموضة و كانت تترك العنان لخصلاتها و أزالة مساحيق التجميل من وجهها فأصبحت ملامحها هادئة و جميلة تدل على أنها فتاة ذات التاسعة عشر من عمرها.
صدحت صوت التصفير في البيت خارجة من نور و نورسين: يا واد يا جامد.
ضحكت الماس: شُكرناتُ.
نورسين: أنتِ عندك كام سنة؟
نور: تسعتاشر.
ضحكت الماس: كفايه لا أتغر، المهم قبل ما امشي يا نونه الحب حلو و واضح إنك بتحبيه و أنا واثقة إنه بيحبك و هخليه يعتذرلك ماشي.
نورسين بابتسامة: ملوش لازمة تتعبي نفسك يا ميسو.
ضحكت الماس: أنا مش هتعب نفسي هو هيجي بنفسه و متسأليش إزاي أو كده هفهمك بعدين، أنا هروح أعمل مشوار هيرجع حياتي القديمة.
ضحكت نور: يا ولا يا ولا سلملي على العريس.
أنهت نور كلامها بغمزة و هبطت الماس بابتسامة.
***
في قصر الأسيوطي عاد آسر و جلس بردهة المنزل ينتظر قدوم الماس فقد عزم تلك المرة على معرفة لِمَّا تجذبه دونًا عن البقية، كان يجلس أمامه شيري عيناها لا تفارق الباب لتدخل الماس و كانت الماسة تهبط الدرج لتتجه إليها.
الماسة بدهشة: أنتِ مين؟
الماس بابتسامة: أنا مس الماس يا لولا.
خفق قلب آسر بسعادة لحضورها لتقف شيري و تتجه لالماس بغرور: شوفتي لما لبستي حلو و غيرتي الفساتين الهبلة بتاعتك بقيتي أحلى إزاي.
ابتسمت الماس بسخرية لتكمل شيري: و الـmakeUp حلاكِ.
زادت السخرية على وجه الماس لتنزع شيء ما من بين أسنانها_كان يغير نبرتها_ فتعود شيري للخلف بخوف لتضحك الماس بهدوء و تقوم بارجاع خصلاتها خلف أذنها و تتكلم ببرود: أو شيلت الـmake up و بقيت طبيعية.
لتتسلل نبرتها لفؤاد آسر تحي ذكريات كان قد أخملتها هي ليتذكر:
آسر و هو يُجلس زوجته أمامه: ميمو خليكِ هنا و اكتبي الحوار إللِ هيدور بيني أنا و كارولين.
لتقول بنبرة تحمل كل معاني الغيرة: دي الباردة اللي شتمتني المره اللي فاتت صح؟
ضحك آسر و أماء برأسه لتضربه في صدره: و أنتَ فرحان كده ليه يا أخويا دي قالتلي أنتِ وحشة... هو أنا وحشة و لا إيه!
آسر و هو يقترب منها: قطع لسان اللي يقول على قلبي وحشة.
_و اللهِ بأمارت ما منعتي أضربها بنت الشقرا دي.
ليقاطعهم طرق الباب و دخول المدعوة كارولين لتقترب منهما و هي تقول: أوووه آسر وحشتني... تؤتؤ أنتِ حطيتي Make up.
لتجلس على المكتب ببرودٍ: أو شيلت الMake up و بقيت طبيعية.
ليقف آسر و ينظر خلفه لالماس ليبتلع ريقه بصدمة: ال...م...اس.
ليتقدم منها بخطوات بطيئة حتى وصل أمامها و الماسة تقف على اليمين و شيري على اليسار.
آسر بعدم تصديق: ماستي!
الماس بنبرة ملأتها اللهفة و الاشتياق: وحشتني يا آسو.
ابتعد آسر خطوة للخلف: أنا مش بحلم زي كل مرة؟
لتهز رأسها برفض و انسدلت الدموع: أنا أسفة المرادي بجد.
تقدمت تلك الخطوة بأسفٍ رآه هو بعينها ليحتضنها و يحملها لتصل لمستواه و يدفن رأسه بعنقها و هو يردد: وحشتيني.
كان الماس تبكي و هي تكرر أسفها الشديد و اكتفى آسر بدفن رأسه بعنقها و تكرار اشتياقه لها و الماسة لا تفهم شيء أما شيري فاستشاطت غضبًا و ابعدت الماس عن آسر و هي تصرخ:
إيه ده! ده أنا مراتك و مش بتلمس إيدي حتى!
الماس و عيناها لم تفارق آسر: ذوقك بقى وحش يا ريس.
شيري: بت أنتِ كلامك معايا أنا.
نفخت الماس بضيق: شيري أنا مش بت أنا الماس كابوس المراهقة تمام و بالنسبة لكلامي معاكِ فأنا حره I am Free.
قاطع ذلك النقاش دخول سيف و هو يصرخ: أنا جيييت...... ميموووو لاء أنتِ جرافيك يا بت.
الماس و هي تتجه له: مسميش بت ياض.
ليتأكد سيف أنها حقيقة فيحتضنها: وحشتيني يا كلبة.
ضحكت الماس: و أنتَ كمان أوي.
سيف بلوم: هونا عليكِ كل ده يا قاسية.
الماس: بصراحة لاء كنتم وحشني كلكم.
سيف بمكر: إحنا برضوا اللي كنا وحشينك!
أنهى كلامه بغمزة لتصدح ضحكات الماس و هي تضربه فيتبعها دخول مهند.
مهند: أوبا إيه الضحكة دي هو في مزز في القصر من ورايا و لا إيه أخيرًا حد غير الغفر اللي هنا.
قال تلك الكلمات قبل أن ينظر لالماس حتى نظر لها بدون تصديق و لسيف و كأنه يسأله (هل ما أراه صحيح أما أني أتوهم) ليحرك سيف رأسه و يفيق على صوت الماس.
الماس بسخرية: هو أنا كنت معاك امبارح يا ابني.
ضحك مهند بعدما أدرك كل شيء و احتضنها: ميمو! وحشتيني.
الماس: و أنتِ كمان.
آسر و هو يستشيط غضبًا: مش كفايا بقى.
مهند: يا عم اسكت بقى دي وحشاني.
ابتعدت الماس عن مهند قليلٍا لتقول الماسة.
الماسة لوالدها: I do not understand anything ,dad.
دخلت حبيبة: آسر عيزاك عشان اللي مترباش مهند.
كادت تكمل شكواها لتقاطعها الماس: براحة بس و أنا هعلقهولك.
نظرت لها حبيبة بصدمة: الماس.
حضنتها الماس باشتياق و دموع: وحشني حضنك أوي يا ماما حبيبة.
عانقتها حبية بشدة و ابتسامة لقول الماس لها ماما فهي لم ترزق إلا بمهند و كان آسر و سيف بمثابة أولادها منذ زواج آسر و الماس أصبحت ابنتها الأولى و الوحيدة وسط هؤلاء الفتيان.
جلس الجميع و صعدت الماسة لأعلى لتقطع الماس الصمت: آسر قولتلي هتسفر بنتنا و تغير اسمها و تجيب بنت و تسميها نفس الاسم دلوقتِ أنا بنتي فين و إسمها إيه؟
أغمض عيناه بعصبية و أخرج مسدسه و أطلق بالفراغ عدت طلقات ليهدأ ذاته أدى لانخفاض شيري بخوف و حبيبة بقليل من الخوف و خرجت الخادمات و تجمع الحرس فلأول مرة تخرج أصوات رصاصات بقصر الأسيوطي ليصرفهم سيف بيده و تنظر الماس ببرود لآسر...
آسر بعصبية: لسه زي ما أنتِ بتشكِ في.
الماس و هي تأخذ سلاحه ببرود: و أنتَ زي ما أنتَ مش قادر تصدق إنك الوحيد اللي عمري ما أخاف منه.
حبيبة: آسر خد الماس و روح المكتب اتكلموا و بهدوء ها هدوء و عقل.
الماس و هي تقف و تنظر حولها: عيب عليكِ يا بيبة أنتِ عارفة إن نقاشي مع الكل هادي.
دائمًا ما كانت تعلوا الأصوات في المنزل بسبب الماس و كانت تضع ذاتها بالنقاشات الحادة عمدًا و النزاعات.
نظرت الماس لآسر و هي تشير على ممر ما: المكتب من هنا آخر غرفة صح, كنت حاسه إنه تصميمي قوم قدامي يا قمري.
ابتسم آسر بدون إرادته على مشاكستها له و تحرك خلفها و هي تسير بحرية و كأنها زارت القصر و تحركت به من قبل.
مهند و هو ينظر لشيري: و أخيرًا رجعت ست البيت يا غنم.
صعد مهند و سيف و خلفهم حبيبة لأعلى لتنظر شيري لممرالمكاتب بشرود.
: كنت خايفة تتقرب منه و تاخد مكاني اللي مش موجود طلع مش تشابه أسماء لأ طلعت نفس الشخص الماس.
الماس من تسللت لحياتهم عن طريق سيف و مهند و أصبحت جزء من فريقهم حتى تمكنت من قلب آسر دائمًا ما كرهتها و أحبت آسر فاستغلت الفرصة بعد الماس و سفرها لأميركا كما تعتقد و تقربت منه ليوافق حتى تظهر معه و شَرِط عليها ألا تقول لالماسة أي شيء عن أمها.
شيري مكمل حديثها لذاتها: و أنا اللي خوفت من الظابط صاحبة مهند و سيف... بس دلوقتِ آسر لو طلقني مهند مش هيتجوزني و مهند أصغر مني أصلًا و لو رجعت أعيش مع عاصم بدل ما أكون مسؤولة عن الماسة هبقى مسؤولة عن نادر و تامر... لازم أكسب حاجة من ورى أي حد تعيشني ملكة و بعدين أسافر برة و أسيبهم يولعوا كلهم في بعض و قبل كل ده لازم اللي إسمها الماس تندم عشان تعرف هي من الأول لعبت مع مين الLocal دي.
لا تدري أنها من ستندم و لكن أرى أن القدر له رأي آخر
***
في مكتب آسر جلست الماس و اشارات لـ آسر بأن يجلس على المقعد الأساسي بالمكتب لكنه اتجه للجلوس أمامها لتبتسم له وتأخذ أنفاسها و تقول: و الله يا آسر هي مش حكاية إني مش بثق فيك كل الحكاية إني عرفاك أو كنت يعني وعارفة إن آسر لما بيقول حاجة بيعملها حتى لو على حساب نفسه.
صمتت تنظر له ثم أكملت: قولي هي بنتي و لا لأ أنا بحس إني أمها بس حوار إنك بتعمل كل حاجة تقول عليها دي مبوظ الدنيا خالص يا آسر, أنا روحت القصر اللي كنا فيه بتاع القاهرة بعد موت بابا عشان أعترف إني غلطانة بس ده بابايا مهما حصل يا آسر... أنا أسفة و بحبك أوي.
اتجه آسر إليها لتقف أمامه: و أنا دورت كتير و عندك حق في حوار إني بعمل كل كلامي بس ده مخصوص مقدرتش دي مهما كانت بنتي و الحاجة اللي فضلت منك غير الكام طقم اللس حضرتك سيبتيهم.
ضحكت الماس: إيه مش عايني أسيبلك ذكرى مني كمان.
احتضنها: بحبك و وحشتيني أوي.
ابتعدت و نظرت له ليهز رأسه بمعنى (ماذا هناك): قصدك إن الماسة بنتي صح؟
ليهز رأسه بمعنى نعم فتهرول لأعلى و هي تصرخ بأنها لم تحب غيره لتدخل الغرفة و تنظر لالماسة التي اقتربت منها: أنتِ مامي صح.
لتحتضنها الماس بقوة و تبكي هل كانت بذلك الغباء كيف أبعدت ذاتها عن حضن ابنتها ذلك الحضن المليء بالدفء و أحضان آسر حبها الأول و الأخير حبها الأبدي.
الماس: أنا أسفة كنت بعيدة عشان شغل أنا أسفة.
الماسة: ماما أنا بحبك أوي.
الماس: و أنا كمان بحبك جدًا يا قلب ماما.
مهند ببكاء مصتنع: والله أثرتوا في.
سيف و هو يمسح دمعة وهمية: أثرتوا في معاميع معاميعي.
الماس: دك قرف اسكت ياض أنتَ و هو.
الماسة: أخيرًا الشلة بتاعتكم اتلمت و هتفرج على خناقاتكم الهايفة.
الماس: على فكرة خناقتنا مش هايفة يعني مرة أنا و الواد ده (و أشارت على سيف) اتخنقنا عشانك كده تبقى خناقة هايفة؟
الماسة: لأ طبعًا... احكولي.
سيف: أنا هحكي.
الماس و هي تقذفه بالخدادية: لأ أنا.
سيف و هو يقذفها بنفس الخدادية: بت.
الماس بعصبية: ولااا.
ليدخل آسر: رجعنا للهبل تاني بقى.
ضحك الجميع لتجذبه الماسة الجالسة على قدم والدتها و تجلس بجانبهم فتنظر له الماس بتوتر.
آسر: احكي يا الماس.
بدأت تروي لهم و هي تتذكر: دخلت الماس الصالة الصغيرة بالأعلى بصخب: توووووت.
سيف و هو يقذفها بوسادة: بس يا هبلة.
الماس: و الله ما في أهبل منك و هات بنتي ملكش دعوة بيها.
و حاولت أخذ ابنتها سيف: دي بنت أخويا و البيست بتاعتي مالك أنتِ.
الماس: دك مله على ودانك.
بدأت صوتهم يعلوا لتأتي عايدة كبيرة الخدم بالقصر القديم و مربية آسر و سيف.
عايدة: بطلوا هبل وهاتوا البنت.
الماس بشكوة: هو اللي أهبل و رخم يا عيود.
سيف بعصبية: مين ده اللي أهبل يا بت أنتِ امسكِ يا عايدة كدة. و أعطى عايدة الماسة ثم قال: أنتِ المفروض تشكريني يا بت عشان جوزتك أخويا القمر.
ليأتيهم صوت آسر وهو يشكره: شكرًا أنا عارف إني قمر.
وقفت الماس بجانب سيف و ابتسمت بسماجة: أنت هنا من امتى.
آسر و هو يأخذ الماسة: من ساعة ما عيود جت.
الماس: طب نروح نلعب إحنا بقى يا سيفو.
سيف و هو ينظر لها: إشطا هنلعب عسكر و حرامي.
الماس بسعادة: إشطا أوي و أنت الحرامي بقى و سرقت بنتي.
اسيف: لأ أنت الحرامية أنا معايا مسدس حقيقي.
شهقت الماس بشدة: هتقتلني يا سيف!
عايدة: ده اللي هامك مهمكيش إنه لسه داخل الكلية فإزاي معاه سلاح.
سيف ببرود: هاخد سلاح آسر.
قذفته عايدة بالوسادة الملقية على الأرض: اسكت يلا.
آسر و هو ينظر لعايدة: أنا تعبان و رايح ارتاح لو حبيتي تقتليهم اقتلي.
أخذ آسر الماسة و ذهب لجناحه و خلفه عايدة بيأس من هؤلاء فالماس و آسر تزوجوا منذ عامين و ظنت هي أن الماس هادئة و ستجبر سيف على أن يعقل فهي غريبة بالمنزل لكن كيف و هي صديقته المجنونة ليعم الجنون بأرجاء المنزل و خاصة إن تواجد مهند فأصبحوا ثلاثتهم و آسر المفسد لهم من الأساس و لكنه يُظهر أحيانًا أنتي عاقل و ذلك فقط عندما يتذكر أن لديه فتاة.
جلس سيف و الماس يشاهدان التلفاز ليقول سيف: مالهم دولا؟
لترفع الماس منكبيها: مش عارفة يكونشي آسر بيغير منك؟
ليضربها سيف على رأسها: ده أنتِ أخونا التالت يا بت.
لتبصق الماس بوجه و تتركه و ترحل.
انهت الماس كلامها و هي تبتسم: كنتم وحشني أوييييي.
صمت الجميع ثم قال مهند و سيف و الماس بذات الوقت: ممكن طلب.
كانت أنظارهم لآسر ليضحك: خير ربنا يستر.
مهند: ممكن تبعت لعايدة تيجي.
سيف بسماجة: ممكن يا أحلى ريس.
الماس و هي تنظر له ببراءة: ممكن.
ضحك آسر: إشطا و ماله.
حبيبة: لولا ممكن تروحي أوضتك بس عشان عايزة آسر في حوار.
نظرت الماسة لوالدتها: تعالي معايا.
الماس: استنيني في أوضتك و مش همشي متخفيش.
الماسة: و الله.
الماس: و الله.
خرجت الماسة لتقول حبيبة بشكوة.....
يتبع..... عادت الماس للعائلة و كل توقعاتكم كانت صح بس تمام.
جرح الماضي.
رُؤىٰ جمال.
دمتم في رعاية الله و حفظه ❤.