#جـرح_الـمـاضـِى.
#الـفـصـل_الخـامـس.
إلى أحدهم المنطفئ:
كيف تحزن وربك رحيم رؤوف بعباده، اذا ضاقت بك الدنيا تذكر أن ربك ترك لك رسائل من شأنها أن تريح قلبك وتقر عينك :
۞ وَ أَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَ أَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ۞
هل تستطيع و أنت في غمرات الألم، و تحت وطأة الوجع أن تستحضر يقينك بأن ربك أرحم الراحمين إن فعلت ذلك فترقب الفرج.
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
داخل فيلا آل المجد: دخل الجميع للفيلا و كانت أولهم الماسة مسرعة و هي تصرخ:
_بيــبة تيتــا.
لتخرج حبيبة من المطبخ: لـــولا. "و تحتضنها بقوة".
الماسة: وحشاني كتــير قوي.
حبيبة و هي تقبلها: و أنتِ كمان قوي يا سُكرة تيتا.
الماسة: فين أنكل مهند.
حبيبة: فوق اطلعي اندهيله.
الماسة: okay.
و صعدت بسرعة للأعلىٰ و خلفها صوت آسر:
_براحه يا الماسة عشان متقعيش.
حبيبة: اقعدو علىٰ ما الأكل يطلع من الفرن.
آسر بإبتسامة: أوه اديني من طبيخ بيبة الجامد.
لتضحك حبيبة: تعالىٰ أنتَ كل يوم و هعملك أحلىٰ أكل.
بغرفة مهند كان ممسك بالهاتف، و الإبتسامة تحتل ثغرة ليدق الباب و يأذن مهند بالدخول للطارق و هو يظنها والدته ليغلق مهند إحدىٰ صفحات الانترنت و يقول:
_أي يا ماما الجو ده ليه بتخبطي.
لتصرخ الماسة بفرحة: أنكـــــل.
لينظر لها مهند و يجري عليها: لولا.
الماسة: حبيبي إللِ وحشنييي.
ليكتم مهند فمها: بسسس لو أبوكي سمعك هيعلقنــا.
لتضحك: طب يلا ننزل عشان ناكل.
ليصرخ الاثنان من منظر نورسين فهي أنهت صدر الفرخة بالكامل.
نورسين: أيي.
نور بصدمة: أي في زورك أنتِ أكلتي الصدر كله!
نورسين: أه و الحمدلله شبعت بالهنا و الشفا يا نونه علىٰ قلبك.
الماس: هنا دي تبقىٰ خالتك يا روح خالك أنتِ.
نورسين و هي لا تعلم سبب غضبهم:
_ماتو ماتو يا الماس خالي و خالتي ماتوا من غير ما أبصلهم.
لتصرخ نور بشدة و تقترب منها:
_أنتِ يا طفسه يا بنت الناس الطيبة متخلفة أنتِ أكلتي نايبنا إحنا التلاته!
نورسين: نايبنا إي يا هبله دى البت الماس الخبيثة خبت بقيت الفرخة عشان مأكلهاش.
لتصرخ الماس: يا بنت ال*** أنتِ هو إحنا بناكل غير الصدر!
نورسين: أنتِ بتشتمي! بس تصدقي صح.
فتقترب نور منها أكثر و تمسكها من ثيابها:
_شوفتي بقىٰ.... ليه كده يا نورسين ليه دا متنيله تعبانة و خارجة من المستشفى.
نورسين: يا ستي نسييت الله سيبي بقىٰ التيشرت لأحسن أوسخك بأيدي إللِ مكان الأكل.
لترد الماس بسخرية: دي زي الشنطة فيها كتاب دين مثلًا.
لـ تجلس الماس و بجانبها نور ينظران لبقايا الفرخة و تقول نور:
_كانت حلوة؟
نورسين: قوي قوي يا نونو.
فترد الماس و هي تنهض:
_بالهنا و الشفا علىٰ قلبك يا نونو.
فتبتسم نورسين بإتساع و جاءت ترد لتتسع إبتسامتها و الماس تكمل كلامها:
_اطلبلنا أوردر يا نور.
نورسين بسعادة: و أ...
فتقاطعها الماس مكملة:
_علىٰ حساب نورسين يا نونو.
لتندهش نورسين و تصرخ نور بسعادة:
_تعيش ميسو تعيــش.
فتضربها نورسين بشدة و تصرخ: اتفو عليكي دا أي الإفتره دا.
لتجري نور و هي تضحك: افتراء، و الله بالله افتراء.
لتقول الماس من الخارج: خلصي يا نور عشان جعانة و أنتِ يا بهلوان اغسلي الأطباق مكانك.
هبطت من السيارة أمام قصر الأسيوطي و بدأت بتأمل تلك المملكة الكبير و الجميلة و أحست بدقات قلبها ترتفع لتقول:
_آخر مرة نبض قلبي كده افتكر كانت من خمس سنين تقريبًا.
Flash Back:
دخلت القصر لتقف بالمنتصفِ و تحدث ذاتها:
_أي يا قلبي أي ليه النبض و الاشتياق دا؟
ليرد شيءً ما بداخلها و كان القلب: الماس كله يهون عشان بنتك و بعدين من إمتىٰ و أنتِ بتضايقي عشان بباكي... مش دا إللِ كان هيخليكي تطلقي عشان يجوزك واحد تاني و عشان أي! الفلوس.
ليرد العقل: بس برضوا ميقتلوش!
القلب: لا لأ مقتلوش كل الحوار إن الحارس ضرب بالغلط.
العقل: و مين قالك مش ممكن يكون متفق مع الحارس.
لترد الماس: أه صح ممكن.
القلب: خلاص باباكي مامتش.
العقل: بس في العناية المركزة.
لتقول الماس بقلةِ حيله: طب أعمل أيي.
ليرد العقل: اتعملي ببرود.
كان حوارٌ عنيفً يدورُ بين العقلِ و القلبِ لينتصر العقل بالتفكير الخطأ.
Back.
تفيق الماس من الذكريات علىٰ صوتي أحد الحراس يوجهها فتقول في ذاتها: أي الهبل دا فوقي.
دخلت ذلك القصر الّذي يجذبها و كان هناك مصعد بالمنتصفِ و درج من اليمين و درج من اليسارِ و هي تجلس بالمنتصف.
أما عن آسر فكان يقف علىٰ أحد الأدراج و ظهره للأسفل فبدأ بمحادثة ذاته:
_أي يا آسر مال قلبك بينبض بعنف كده و كأنها حواليك.... أي الهطل دا.
و يتجه لمكتبه فتنظر الماس حولها بحيرة و هي تقول لذاتها:
_بس بقىٰ هو مش موجود.
لتفيق من قتالِ قلبها علىٰ صوتِ الماسة و هي تقول:
_مستــي.
لتحتضنها الماس: حبيبة مستك.
يجلسان الاثنان و تبدأ الماس بالشرحِ تحت أنظار شيري المغتاظة فمِن الواضحِ أن الماسة تحب الماس جدًا و هي تكرها، فكيف ذلك و يجب أن يُحبها أي أحد في ذلك المنزل حتىٰ لا ترحل عندما ينفذ صبر آسر منها.
بعد قليل من الوقتِ كانت نور تنظر لمهند، و سيف بتفحصها ثم قالت لمهند: أنتَ سيف؟
لينظر لها الاثنان و يقول مهند و هو بغلق الهاتف: أنا!
نور: أه أنتَ سيف.
ليرد سيف و هو يرمي بعض الأوراق علىٰ الأرض بزهق:
_لأ أنا سيف.
لتقول نور و هي تضيق عيناها: مسألتكش.
سيف بقرف: نانانا.
لتنظر نور لمهند: فكك منه ها إسمك أي؟
ليضحك مهند: أنا مهند يا ستي.
لتبتسم نور: و أنا نور يا مهند باشا.
مهند بضحكه: دا أنتِ إللِ باشا يا سكر.
فتبتسم نور: هل دي معاكسه.
مهند: لا لأ متفهمنيش صح.
فتبتسم نور و تقول: أسفه علىٰ امبارح كنت نيرڤژ شويه.
سيف و هو يكتم ضحكته: شويه شويه خـالص.
نور: ملكش دعوة.
مهند: خلاص بقىٰ قوموا نخرج.
سيف: تؤ هخرج مع حبيبتي.
مهند: تمام و أنتِ يا نور؟
نور بتفكير: تمام نتقابل بعد ساعة في كافية "لورا".
سيف: سلام أنا.
ليخرج فتنظر نور في أثره و تقول بسخرية:
_سلام أنا، اتفو عيل رخم.
مهند بإبتسامة سمجه: إحم إحم.... هقوله.
نور: لأ أنتَ طيب يا هنود، و مش هتقوله.
مهند: متقوليش هنود دي مستفزة كده قولي لوكا.
نور و هي ترحل: خلاص بقىٰ يا عم.
سيف و هو يدخل القصر: لولاااا.
الماسة: عمــو.
ليقول آسر و كان يهبط الدرج: يا حب يا حب.
الماسة: يا لاڤ يا لاڤ.
ليضحك سيف و يقول لآسر: أنا هاخد لولا و نخرج.
ألماسة بفرحة عارمة: yes! يعيش عمو سيف يعيش، يعيش سيفو يعيش، يعيش سيفو السكر أبو عيون حلوة.
ليقاطعها آسر: لأ.
الماسة: باباا!
آسر: لا تقعدوا في البيت لا خلاص.
سيف: ليه بس يا آسر.
آسر: كده.
لينهي الحديث و يرحل لمكتبه و تجري الماسة بحزن للأعلىٰ فيلحقها سيف.
في غرفة الماسة كانت تجلس علىٰ الأريكة بدموع، و تقول: ماما يا ماما ارجعي، ارجعي بقىٰ بابا مش بيحبني يا ماما، و مش بيرضىٰ يخرجني من غيره، و أنا بحب أخــرج، يا ماما ارجعي بقىٰ، بابا مش بيحبني.
ظلت تبكي تلك الطفلة علىٰ عدم وجود والدتها بجانب انشغال والدها بالعملِ كثيرٍ ليس ذلك بل و لا يمزح إلا قليل، فقط جسد بلا روح كَالروبوتات و زوجته الكارهة لها لِمَ تزوجها والدها؛ لأجلها! حسنًا لا تريدها...
لا تريد الحياة فقط والدتها و لا تريد أعمامها فهم مشغوليين بحياتِهم و لن تجبِرهم علىٰ المكوث معاها بكل تأكيد!
لتقول، و هي تقذف ما حولها بقوة: بكرهكــم يا مامــا يا ماما مامـــا يا ماما خديني.
لتنهار علىٰ الأرض و هي تبكي بشراسة وبذات الوقت دخل سيف بسرعة و خلفه آسر و كان يجري على الدرج.
اقترب آسر منها بسرعة و جذبها لأحضانه لتحاول الخروج و لكنه أحكم يديه عليها فاستقر بأحضانه و استمر دقائق علىٰ تلك الحالة هي تبكي و والدها ينفطر قلبه علىٰ ما حدث لصغيرته و سيف ينظر لها بحزن شديد من يرىٰ فرحتها من قليل لا يراها الآن.
هدأت الماسة و خرجت من حضن والدها و وقفت و هي تمسح دموعها بملابسها:
_أنا كويسة بس عايزة أنام شوية.
آسر: أنا أسف يا ألماسة.
لتبتسم: بابا مينفعش تعتذر أنا إللي حاجة دخلت عيني.
سيف: طب تعالي يلا ننزل تحت أو نخرج و آسر معانا.
الماسة و هي تتجه للحمام:
_لأ أنا كويسة هغسل وشي و أنام.
لتدخل الحمام و يقف آسر و بجانبه سيف لا يعلمان ماذا يفعلان فتخرج الماسة و تتجه للفراش ثم تتوقف و تنظر لهما، و تقول:
_ اتفضلوا أقعدوا.
ليجلس الاثنان بحيرةٍ و تقول:
_ هو مش ماما ميته برضوا أنا لية مينفعش أروح عندها اشمعنا صحبتي بتروح تزور باباها.
لينظر الاثنان لبعضهم فتقاطع نظراتهم هيَّ و تقول:
_خلاص خلاص عرفت أنه كلام كبار أنا هنام.
ليقف آسر: الماسة مش كل حاجة لازم تعرفيها دلوقتي و خلال نص ساعة تكونوا تحت هنخرج.
ليغادر آسر الغرفة، و تبتسم ألماسة، و تقول لسيف:
_بحب بابا دا لله في الله.
أما آسر فكان يهبط و يتذكرة والدة الماسة:
Flash Back:
كان يجلس آسر بمكتبة ليُفتح الباب و تدخل والدة الماسة بضوضاء: تــوت تــوت تــوت.
ليبتسم لها آسر و يُجلسها علىٰ أرجله:
_خشي في الموضوع علىٰ طول و بدون أي لف و دوران.
لتضحك و تقول بسماج:
_حبيبي إللِ فهمني... بص أنا عايزة أنزل مع سيف.
ليرد عليها بسماجة هو الآخر: لأ.
لترد بصدمة: أي دا لأ أنا هنزل علىٰ فكرة!
آسر: لا بجد، هو إجباري.
_و لا إجباري و لا بتاع أنا هخرج.
آسر: مفيش خروج يا ماسة.
_ متقوليش ماسة هه و علىٰ فكرة لمّا أحمل لو بنت مش هسميها ماسة يلا بقىٰ و مش كده و بس لأ أنا هخرج.
ليدخل سيف: أوبــا شكلكوا شادّين فهطير أنا.
_ و الله! مش أنت إللِ قولتلي أقوله إني هاجي معاك و لو رفض أقوله لأ و أعاند.
آسر ضحك: كان بيوقع بينا يا هبلة عشان متروحيش معاه.
لتبدأ عيناه بتجميع الدموع: أنا مش هبلة هه.
سيف: علىٰ فكرة البت دي هرمون النكد و هرمون العييط عالي عندها الفترة دي.
ثم يقول: قومي يا أختي نطلع فوق عشان شكلي اتعاقبت معاكِ.
لتقوم بفرحة عارمة: yes يعيش آسر السكره.
ليضحك آسر عليها: بس يا هبلة، ها كنتم رايحين فين؟
سيف: اجتماع سخيف من اجتماعات الشلة.
لتكمل قلب آسر: و كنا رايحين عشان نشوف مين هيتخانق المرة دي؟
آسر: مبتحبوش المشاكل خالص أنتم.
الاثنان معًا: خالص مالص بالص يا آسو.
آسر: بغبغنات، فككم من الحوار دا و نقعد مع بعض
.
لينظر الاثنان لبعض ثم ينظران لآسر و تقول قلبه كما يُلقبها:
_ليه شايفنىٰ فران تجارب هتتسله بيهم و لا بلالين ملاكمة.
سيف: و لا شايف العُمر بعزقه بقىٰ!
_لأ أنا طالعة أقعد علىٰ كنبتي و برموتي كده قدام الشاشة تحت التكيف و مش عاوزه أخرج هه.
سيف: يلا يا باشا.
_ يلا يا صاحبي.
آسر: مكانك أنتِ و هو، إحنا هنخرج إحنا التلاتة حلو و لا؟
سيف: يعيش آسر يعيش.
لتحتضنهُ: حبيب هارت قلبي.
ليضحك آسر: رنوا علىٰ هَنَّدْ.
سيف: one minute.
Back.
داخل منزل البنات دخلت نور و هي تستمع لصوت خرفشة و كأن هناك شخص بالداخل، وضعت هاتفها أسفل كتب في مكتبة بالمنزل و أخرجت سلاحها و اتجهت اتجاه الصوت لتدرك أن الصوت من المطبخ فتدخل و فورىٰ دخولها علا صوت الصريخ بالمنزل و كانت الماس تدخل المنزل فقذفت حقيبتها علىٰ الأرض و ركضت للمطبخ.
كان المشهد هكذا نور تقف علىٰ باب المطبخ و تصوب سلاحها علىٰ نورسين الّذِى تجلس علىٰ منضدة المطبخ و حولها حقائب كثيرة فارغة و أوراق لحلوىٰ كالشيكولاتات و الآيس كريم و الإندومي و الشيبسي و فواتير لمأكلوت جاهزة من الخارج.
الماس: يا ولاد المجانين! نزلي سلاحك يا نور.
رمت نور سلاحها و هي تنظر لنورسين: ربنا يكون في عون إللِ أنتِ من نصيبه يا بنت المفجوع.
نورسين بغباء فهي لمْ تفعل شيء: ليه!
الماس: ليه أي! إحنا هنشحت علىٰ إيدك يا نورسين أي كل الأكل دا؟
نورسين و قد فهمت مقصدهما فتضحك و تقول:
_لأ فهمتوني غلط خالص.
نور: لا بجد! بطلِى ضحك و فهمينا صح.
نورسين: الأكياس دي كانت فىِ الأوضة و فىِ كان تحت الكنبة مخبياه و فىِ هنا فـىِ المطبخ كده يعني.
نور: أيوة برضوا لميتِى زبالتك ترميها مش تحطيها على الطربيزة و تقعدِى وسطهم!
نورسين: ملكيش دعوة أنا كنت بدور علىٰ حلويات... عندكوا حلويات؟
الماس: لأ.
نورسين: أمال عندكم أي دباديشيب؟
الماس: لأ شباشب يا حيوانة.
لتقف نورسين علىٰ المنضدة: و الله لو ما جبتولي حاجة حلوة لأنط من هنا و انتحر هه.
ليخرج الاثنان و يتركوها لتصرخ و تقول:
_ طب نزلوووني لُطفي استنىٰ يا لُطفي لُطفيييي.
بارت لطيف =تفاعل لطيف منك يا لطيف 😂❤.
رُؤىٰ جمال.
دمتم فِى رعاية الله و حفظه ❤.