Hybrid | هجين

Rawan--Almasri

496K 47.5K 26.4K

الأشخاص المختلفون وحيدون دوماً، يؤمنون أنهم حين يموتون لن يجدوا تراباً يبكي عليهم! هجين.. "مارتينوس إيثوس" R... Еще

Hybrid
1 |الهزيمة|
2 |قطيع إيثوس|
3 |رفيق|
4 |مشاكل شخصية|
5 |احتفال|
6 |المنبوذ|
7 |علاقات كاذبة|
8 |كذبات|
9 |بداية جديدة!|
10 |منقذتي|
11 |رغبات مسروقة|
12 |المستذئب الذي يحب الشمس!|
13 |أدوية نفسية!|
14 |مكتبة|
15 |مستذئبي النار|
16 |معركة!|
17 |غاضب|
18 |سبات!|
19 |وحيد|
20 |كائنان في الظلام|
21 |زيارة غير متوقعة|
22 |موحش|
23 |الفتاة القريبة من الذئب!|
24 |كلمات خجولة|
25 |رغبة قتل!|
26 |شخصٌ مختلف|
27 |تجربة جديدة|
29 |اليوم الأول|
30 |حب بلا أسباب!|
31 |طفل العائلة المثالية|
32 |حول النيران في ليلةٍ باردة!|
33 |الكابوس!|
34 |دفءٌ وسط عالمٍ بارد!|
35 |أناني!|
36 |ضحكات وإلفة!|
37 |مدرس الميكانيك الحديث|
38 |شائعات|
39 |تصيد الفرص|
40 |جنية!|
41 |انهيار|
42 |تضحية|
43 |معنى الحياة!|
44 |انتماء!|
45 |وحوشي!|
46 |النهاية|
هجين2
منشور يكتب لمرة واحدة

28 |دعوة غير متوقعة|

8.1K 922 477
Rawan--Almasri

انتهت السنة الدراسية في الجامعة التي أعمل بها قبل أن يتسنى لي العودة لرؤية طلابي وإكمال مقرر التحريك الذي كنتُ أعمل عليه، ولكني استجبتُ لرغبتهم وتواصلت مع المدرس البديل لي وأخبرتُه أني أريد وضع الأسئلة لطلابي وتصحيح الأوراق ولم يعترض بكونها مادتي أصلاً. والآن بعد أسبوع من بداية العطلة لدي مجموعةٌ هائلة من الأوراق المتكدسة فوق بعضها البعض في صالة منزلي تحتاج العمل عليها، أردت البحث عن ورقة آفيلين من بينها، ولكني قررتُ لاحقاً أن أصلح الأوراق دون رؤية الاسم كي أكون عادلاً مع الجميع، أنا أعرف أن آفيلين مميزةً لي كثيراً حتى أنني متأكدٌ أني سأميل للتساهل إن كانت ورقتها بين يدي.. كنتُ أنظر للاسم بعد الانتهاء من التصليح لأني كنتُ أملك فضولاً لمعرفة إنجاز طلابي.

عشرة أشهر كاملة مرت منذ وصولي إلى هنا، بطريقةٍ أو بأخرى، بعض الأيام كنتُ أعود للمنزل مرهقاً أحضر محاضرتي وأنام بسلام، وأيامٌ كثيرةٌ أخرى يصفعني الحنين فأصحو، بعض الأيام مرت بهدوء، وأخرى كانت تدوس على صدري وتمر من فوقي وكأنها تؤذيني، عشرة أشهر كاملة تغير الكثير، وعلاقتي مع آفيلين هي أكبر دليلٌ على ذلك.

كانت قادرةً على القفز بعقلي طوال الوقت، حتى وأنا أعد فنجان قهوة كبير أشربه لأبدأ تصليح الأوراق كنتُ أفكر بها، وبما حصل بيننا، وذلك الشيء الغريب الذي اتفقنا عليه، والذي كان استغلالياً كثيراً لها، وتقبلت ذلك.. مما دفعني لأسأل نفسها.. هل أعني لها الكثير حقاً؟

كنتُ أفكر بها، ثم أسكب القهوة السوداء في الفنجان الأبيض الذي كتب عليه بخط أسود "Be a good person" والذي وجدتُه مع أغراض المنزل منذ أتيتُ أول مرة، بالعودة نحو صالة المنزل كان هاتفي يرن، التقطتُه من على الطاولة بعد أن أخرجتُه من قابس الشحن، كنتُ أحافظ عليه ممتلئاً لأنه لم يعد شيئاً لا داعي له، أحصل على عددٍ من الاتصالات من لويس، وتراسلني آفيلين كل يوم.

بدأت تخبرني عن حياتها، عن الأشياء التي تفعلها، غابت لفترات أثناء الامتحانات ولكنها تعود لتخبرني كيف كان تقديمها رغم أني لم أسألها، في البداية كان ذلك مضجراً ومزعجاً وطفولياً، ولكن شيئاً فشيئاً.. اعتدتُ عليه، اعتدتُ على الاستيقاظ كل صباح وأجد "صباح الخير أستاذ مارتينوس" في خانة الرسائل الجديدة، اعتدتُ على كونها تسألني كل صباح كيف كانت ليلتي، واعتدتُ أني لا أنام حتى تتصل بي وتسألني كيف كان يومي ثم تثرثر الكثير حول يومها، اعتدتُ على كونها ثرثارة، ومتطلبة، وكثيرة الشكوى، كما أحببتُ حقيقة أنها كثيرة الضحك، كثيرة الابتسام، ولا تحمل الأشياء أكبر من حجمها، بل تمرر الأمور ولا تفكر بها ثم تسخر منها.

ربما تعاملتُ معها بهدوء وجمود كثيراً، ربما لم أكن جيداً بما يكفي معها، لم أبادلها كل هذه الضحكات، واستمعتُ لها أكثر مما قلت، ولكني اعتدتُ عليها، ونهاري بدونها كان ناقصاً للغاية، ولم أعرف مطلقاً متى تسللت هذه الأحاسيس إلي.

لم تكن تعترض على ردودي الباردة على مشاعرها المتقدة، ربما لأنها كانت تؤمن أن فترة التواصل هذه بيننا كانت لأجل أن أتعرف عليها، بينما هي تقبلني كما أنا، رغم أني أخبرتُها مراتٍ عديدة أنها لا تعرف حقيقتي.

وضعتُ فنجان القهوة على الطاولة ورميتُ بجسدي على الأريكة ريثما أضع الهاتف على أذني لأسمع صوتها الجميل من الطرف الآخر "صباح الخير أستاذ مارتينوس، هل استيقظت؟"

"أجل.. منذ فترةٍ طويلة"

"هل تناولتَ إفطارك؟"

"فعلت، أشرب فنجان قهوتي الثاني وأنا على وشك تصليح أوراق امتحانكم، ماذا عنكِ؟"

"إنه اليوم الثالث من العطلة، سهرتُ البارحة مع أصدقائي لذا استيقظتُ للتو." قالت بنبرةٍ حفظتُها واستطعت أن أشعر بوجهها الأحمر يزداد احمراراً لأسأل "من هم أصدقائك؟"

"هناك العديد من الأشخاص، أربعة فتيات، وثلاثة شبان، ولا تخف جميعهم مرتبطين." ضحكتُ بسخرية حين قالت الكلمة الأخيرة لأنها ظنت أني أسأل غيرةً عليها، الأمر لم يتبادر لذهني مطلقاً، كنتُ أحاول فقط اختلاق حديث، ولكن نبرتي الجامدة جعلتني فاشلاً بهذا لأنها فهمتني بشكلٍ خاطئٍ تماماً.

"سينا وآرثر كانوا هنا." همست، صوتها خافت، واستطعتُ سماع نبرة حزنٍ خفيضةٍ به، ثم ضحكت وأضافت "هل تصدق أنني كنتُ الوحيدة هناك بدون أن أكون في ثنائي."

"مازلتِ في التاسعة عشر من عمرك، من الغريب أن تكوني مرتبطةً أصلاً."

"تعلم.. هكذا تسير الأمور هذه الأيام."

"أجل.. لا تتحدثي وكأنني جدكِ، تخرجتُ منذ سنة وحسب وأنا أكبر منكِ بسبع سنوات وحسب."

"هذا ما يجعلكَ أكثر أستاذ مثير للاهتمام في جامعتنا." سخرت مجدداً ولكني شعرتُ بشيءٍ مختلف في صوتها، الأمر وحده دفعني لأسأل معيداً محادثتنا إلى نقطة المنتصف "هل أزعجكِ ذلك البارحة؟"

"أوه لا.. مطلقاً، ضجرتُ وعدتُ للمنزل قبل ساعتين فقط!" ضحكت بالجملة الأخيرة وتنهدتُ لتقول بسرعة "على أي حال، أريد أن أمر على منزلكَ لعشر دقائق وحسب وأخبركَ بشيءٍ ما، هل يمكنني؟"

"أجل."

"بعد ساعتين، ما رأيكَ أستاذ مارتينوس؟"

"جيد.. يمكنني أن أعد الإفطار."

"لا تشغل نفسك، سأتناول الإفطار وأخرج من السكن، متشوقةٌ لرؤيتك."

قالت الكلمة الأخيرة بحماس مما دفعني لأضحك وأغلقت الهاتف لأرميه على الطاولة قبل أن أنفجر بالضحك مجدداً، كان يمكنها أن تقول ما تريد على الهاتف ولكنها فقط تصنع حجةً للمجيء، منذ المرة الماضية مرت على منزلي مرتين أو ثلاث ولكنها توقفت عند نهاية السنة الدراسية لأنها انشغلت بالإعداد للعودة إلى منتصف كندا حيث عائلتها.

آفيلين براين كانت فتاةً مختلفةً عني بكل شيء، لديها حياةٌ مثالية بكل ما تعنيه الكلمة، عائلةٌ محبة، والدان عطوف، شقيقان شابان يجعلان حياتها مليئة بالصخب، لديها مجموعة أصدقاء كبيرة وهي صادقةٌ تجاه صداقتهم، هذا مختلفٌ للغاية عني، مختلفٌ للغاية عن الشاب الذي كذب طوال خمس سنوات على أصدقاء جامعته لأجل الاختلاط بمجتمع البشر، ولهذا السبب بالذات أنا لم أعد أتواصل مع تلك المجموعة مطلقاً بعد أن اتصلوا ليطمئنوا علي.

حياتها المثالية لم تكن صعبة، وإنما مرت ببساطة، بعض المشاكل العابرة والكثير من الأيام السعيدة، تعيش في السكن الجامعي لأن منزلها يبعد ساعتين عن الجامعة وتزور عائلتها في معظم أيام العطلات، لديها مرض "متلازمة القلق المزمن" منذ أن كانت طالبةً في الإعدادية وتفاقم معها في الثانوية مما جعلها تأخذ أدويةً عصبية، وهذا الأمر على أي حال كان أمراً غبياً، هذا ما كانت ستقول عنه روسلين، لأن تعاملها مع القلق بالتمارين الذهنية والبرمجة العصبية كان ليكون أفضل من الأدوية التي تجعل حالات التوتر المفرط التي تصيبها تؤدي لردات فعل عنيفة مع جسدها إن لم تأخذ الدواء، تماماً كما حصل حين هوجمت في ذلك الحي القذر وارتجف جسدها كعصفورٍ جريح.

هذه الفتاة جريئة، تملك لساناً يقول ما تفكر به دون تفكير، ولكن بسبب مرضها وتوترها الاجتماعي فهي تحمر خجلاً بسرعة، لذلك أجدها متناقضة ولطيفةٌ للغاية أيضاً. أحب جرأتها، أحب أنها تتحدث بصراحة وأن الكلمات التي تخرج من فمها بعفوية قد تجعلني في عاصفة، وبالمقام نفسه أحب خجلها المفرط وتوترها الجميل وقلقها المرضي.. كنتُ أحبه رغم أنه كان مؤذياً لها.

وقعت بالحب مرةً واحدة، وهذا الأمر رغم صعوبته فقد كان جميلاً، هي تعرف هذه المشاعر وتقدرها، حبيبها السابق آرثر بقي معها لثلاث أشهر قبل أن ينفصلا، ذهب إليها وأخبرها أنه شعر بالانجذاب نحو صديقتها سينا، وأنه لا يريد البقاء معها وهو ينجذب لصديقتها حتى لا يشعر أنه خائن، وانفصلا بسلامٍ مطلق، الأمر ترك بعض الجراح في صدرها ولكنها لم تكن عميقةً كثيراً، لم تصبح ندوباً، ولم تجعلها مشوهة، لذا كان بوسعها أن تقع بالحب مجدداً حتى مع شخصٍ مقيتٍ مثلي.

كانت تضحك دوماً وتقول "سينا مذهلة، لا ألوم أي شخص يقع بحبها." ولكنها كانت كاذبةً حول عدم اكتراثها للأمر، ومن البداية كانت حمقاء لأنها صدقت كذبة آرثر، كان واضحاً للغاية أن آرثر لاحظ أنها تكن له الإعجاب فعرض عليها مواعدتها، وهكذا تقرب من سينا، وبعد فترة طلب الانفصال كرجلٍ نبيل، ثم ترك الأمور تهدأ لشهر قبل أن يطلب مواعدة سينا، الأمر الأسوأ أن سينا أدركت ذلك ووافقت! ولكن خلال سير تلك الأحداث لم يكن أحداً سيلاحظ أن الأمر متعمدٌ للغاية، ولكن حين حكت لي القصة شعرتُ بنية ذلك الشاب، وكيف كانت خطته واضحةً للغاية.

حين أخبرتني بهذه القصة دوناً عن غيرها كانت أمامي، في منزلي، وعلى الأريكة التي أجلس عليها وتدير جسدها بالكامل نحوي، بيننا مسافةٌ كافية ولكنها قصيرةٌ بما يكفي لألتقط صوت أنفاسها، يومها بالذات استعملت الكثير من الشتائم المستهزئة، والتعابير الساخرة، وضحكت ببلاهة بلا توقف، ولكني استطعتُ سماع اضطراب تلك الأنفاس من الفتاة الصغيرة التي بجانبي، استطعتُ سماع ضربات القلب المضطربة، وشعرتُ كيف تخبئ هذا الجرح وراء الكوميديا المبتذلة التي صنعتها، وراودتني رغبةٌ عميقةٌ باحتضانها.

لم أحتضنها.. كان ذلك سيجعل محاولاتها البائسة للكذب فاشلة، ولم أكن أريد أن أكون واضحاً حول هذا، لذا ابتسمتُ بخفة وأخبرتُها أن تتمنى لهم السعادة وتمضي بحياتها، وعيناها اللامعتان اللتان نظرت بهما نحوي جعلتني أشعر بشعورٍ دافئ، وكأنني أنا طريقها الوحيد الآن لتمضي وتبحث عن سعادتها، وحبها..
لم يكن ذلك يزعجني على وجه الخصوص، بل بشكلٍ ما.. ذلك أسعدني!

بعد ساعتين سمت طرقات عديدة على الباب جعلتني أنهض من مكاني، وجدتُها أمامي بابتسامة واسعة، ترتدي سترةً من الفرو الأبيض وتضع ضفيرتها الحمراء على جانب كتفها، ابتسمت باتساع لأبتسم لها بدوري وأقول "هذه الملابس سميكة في هذا الوقت، هل تشعرين بالبرد؟"

"كندا باردةً طوال السنة، كما أن علي الذهاب إلى عدة أماكن مشياً، لذا.. فقط تحسباً لهطول المطر."

"ادخلي.." أفسحتُ لها المجال فتجاوزت عتبة الباب وحسب، أغلقتُ الباب وأشرتُ لها بالدخول ولكنها حركت رأسها نفيا، خلف الباب المغلق، ترادوني دوماً رغبة باحتضانها وتقريبها إلي أكثر وأكثر طالما أننا وحدنا، ولا يوجد قيود، ولكني لم أكن واثقاً من حقيقة أي شيء في داخلي، ولم أرد أن أستغلها بأي شكل.

"هذه لك." أخرجت من يدها بطاقةً ملونةً ومنحتها لي، حالما فتحتُها وجدت صورة لشاب وفتاة يتزلجان وعلى جانب الصفحة صور خيم كثيرة ونيران مشتعلة في المنتصف، في الأعلى كُتب بخط عريض "مخيم جامعة ريكاتي في العطلة الشتوية"

"ماهذا؟" سألتها وأنا أغلق البطاقة لتقول "إنه مخيم تقوم به الجامعة في كل عطلة بين السنوات، يُشارك به الطلاب والطالبات وبعض المعلمين الذين يرغبون بذلك، كل سنة تكون الرحلة لمكانٍ مختلف عن الآخر، وأي شخص يحمل بطاقة الدعوة يمكنه الحضور."

"ستذهبين؟ "

"أجل.. وأنا أدعوكَ أن تذهب."

"آفيلين.. لا أحب هذه الأجواء." قلتُ بتملل وعرفتُ أنها ستؤلم رأسي بكلامها لتوقفني بقولها "هل جربتَ الذهاب من قبل؟"

"لا.. ولكني لا أرغب بذلك. "

كانت فرصةً لتجربة شيء جديد، ولكن التفكير بوجودي وسط ذلك العدد الهائل من الأشخاص الذين ينادونني "أستاذ" سيشعرني بالتوتر، لستُ معتاداً على الزحام، وحتى في الجامعة، طالما أنني أقف على جانب السبورة وليس في جانب الطلاب يجعلني في منحى آخر عنهم ولا أشعر بزحامهم، ولكن ذهابنا لمخيم معهم قد يجعلنا أقرب وهذا ما لم أرده.

"أظنها فرصةً مناسبةً لتقضي الوقت، العطلة ستستمر لشهرين تقريباً، والمخيم لثلاث أسابيع، سيمر الكثير من الوقت دون أن تشعر به."

شعرتُ وكأنها تقرأ أفكاري، فبقدر خوفي من قضاء الوقت بين كل هؤلاء البشر كنتُ خائفاً من فكرة قضاء هذه العطلة الطويلة في منزلي الفارغ وتلك الوحدة المخيفة.. في المرة الماضية أنا لم أتحمل الأمر لأسبوع!

"لدي أكوامٌ من الأوراق بالداخل تحتاج لتصليح، وصدقيني.. مكتب الامتحانات يثرثر كثيراً حول تأخر أي معلم بتسليم الأوراق والنتائج. "

"أجل.. ولكن الأستاذ لويس أخبرني أن أقول لكَ أن مكتب الامتحانات يعطي وقتاً طويلاً إضافياً للأساتذة الذين يشاركون في المخيم."

"لويس؟" ضيقتُ عيني نحوها لتضحك مجدداً وتقول "تم تكليفي من قبل مكتب التنظيم أن أوزع بطاقات الدعوة لمجموعةٍ من الأشخاص، لذا ذهبتُ للأستاذ لويس الذي يدرس السنة الرابعة، وسألني عنك.."

"لويس سأل عني؟"

"في الحقيقة.. توقعتُ أنكما أصدقاء، الطلاب كانوا يرونكما معاً كثيراً كما أنكما الأصغر عمراً والوحيدين من لم يحصلوا على الدكتوراه بعد لذا أنتما متشابهان تقريباً!
على أي حال.. أخبرتُه أني سأذهب إلى عندكَ بعد المرور على عدة أشخاص وقال لي أن أخبركَ بهذا."

ضحكتُ بقوة حين قالت ذلك، وكأن لويس عرف أني سأتهرب بل وعرف الحجة التي سأقولها أيضاً..

"هذا الرجل.."

"عليك بالذهاب، سمعتُ أن المخيم ممتع للغاية، وأنا حقاً أرغب بمشاركتكَ هذه الأيام، ستُتاح لنا الفرصة لنتعرف على بعضنا أكثر."

همست بقلق، نبرتها مترجية، ووجهها الجميل يحمل تعبيراً طفولياً دفعني لأتنهد باستسلام وأومئ موافقاً لتقفز بحماس وتعانقني.

تجمدتُ مكاني لوهلة أشعر بذراعيها حول عنقي، دفئٌ اتتشر عبر جسدي، ولم أضيع الفرصة لأحيط خصرها بيدي وأقربها نحوي أكثر، أشتم رائحتها بعمق، هذه الفتاة.. مختلفةٌ للغاية، ربما هي عاديةٌ إن قارنتُها بغيرها، ولكنها مختلفةٌ عني تأثيرها علي قويٌ للغاية، وهي تغيرني.

ابتعدت عني بتردد ثم التقطت حقيبتها الواقعة على الأرض والميليئة ببطاقات الدعوة لتقول "علي إيصال ثلاث بطاقات لمنزل الدكتورة ليليان، سأتصل بك مساء حين أنهي هذه المهمة."

أومأتُ لها لتبتسم باتساع وفتحت الباب راكضةً نحو الخارج حيث ستذهب لمنزل جارتي الوحيدة التي تحدثتُ معها، بينما بقيتُ في مكاني.

مثل كل مرة حين كانت بجانبي.. كنتُ -كالعادة- قادراً على استماع صوت ضربات القلب المضطربة العالية، وللمرة الأولى كان هذا صوت قلبي.

«وكنتِ تضحكين فألقي نظرةً على ما حولي، كل شيءٍ في مكانه إلا قلبي❤️.»

...

To be continued

R.M

...

رأيكم؟ ❤️😁

توقعاتكم لأحداث المخيم 😍

س/ مكان تتمنى الذهاب برحلة تخييم إليه؟

تصبحون على سعادة جميعاً❤️

Продолжить чтение

Вам также понравится

Life in Gray || حياة بلون رمادي Giyo Naoo

Художественная проза

105K 10.8K 82
شيئاً بعد الآخر، شقيقتي، صحتي، حبي، رغبتي بالحياة... بعدها صديقتي الواحدة الوحيدة، وظيفتي، قدرتي على القيام بأي فعل آخر، خسرتُ شيئاً بعد الآخر حتى بت...
Shadows | ظلال خريف 🍁

Про оборотней

20.9K 1.7K 7
" .. و تذكر أن كل ظل ولد من نور ! " . # القصة الحائزة على المركز الأول في مسابقة الفئات - فئة المستذئب . جميع الحقوق محفوظة ©
Alpha's Sin Amira_aj_

Про оборотней

521K 39.6K 37
أنتَ الآن في عام 2070 . حيث التطور الذي طرأ على المُجتمعات ، لتختلط الاجناس والمخلوقات فبعد إن كان شائع بأن البشر هم الحُكام الوحيدين على الأرض ،مُح...
12.1K 950 50
بيني و بينكَ ما بين البينِ بينٌ ، شيءٌ من اللاشيء ، كقاف بعد الشين و ما قبل الشينٌ عينٌ هو فقط ذكرى جملية