17 |غاضب|

8.1K 920 476
                                    

لم يستغرق الأمر أكثر من أسبوع حتى عاد آدم للجامعة، لمحتُه في الصباح منعزلاً لا يكلم أصدقاءه كثيراً ويحاول أن يبدو طبيعياً، أسبوعٌ كانت فترةً طويلة وعرفتُ أنني بالفعل أثقلتُ عليه بمحاولتي لإخافته، ولكني لم أندم، كان يستحق، لم أقابل رونالد أيضاً، كنتُ أشعر بهالته المميزة بين فترةٍ وأخرى لكن لم نلتقِ، وكان ذلك جيداً.. أظنه يحاول تحليل ما فعلتُه، وأظن أيضاً خلال فترةٍ قليلة سيعرف أنني نصف جني فما كنتُ أملك من قدراتٍ مختلفٌ نوعاً ما عن الأجناس الأخرى، دخلتُ لمكتبي لأضع أغراضي والأشياء الأخرى وآخذ جهازاً صغيراً يساعدني في محاضرتي، كانت الساعة السابعة والنصف صباحاً ويفصلني ساعةٌ كاملة عن محاضرتي الأولى، قاطعتني طرقاتٌ على الباب واشتممتُ رائحة آفيلين من الطرف الآخر لأقول بهدوء "ادخلي."

فتحت الباب ودخلت، كانت ترفع شعرها الأحمر بكعكةٍ كبيرةٍ أعلى رأسها وترسم على شفتيها ابتسامةً صغيرة، حين توسطت المكتب أشرتُ لها لتجلس ففعلت وهي تضع كتبها على الطاولة ثم نظرت لي وقالت "كيف حالكَ أستاذ مارتينوس؟"

"بخير.. ماذا عنكِ؟"

"أنا جيدة، أردتُ سؤالك.. هل حصل شيءٌ مع آدم؟" لم أجبها لتحك مؤخرة عنقها بإحراج وأضافت "لم يتجاهلني للحظةٍ واحدة منذ بداية السنة الأولى، واليوم حين رأيتُه بدا على وجهه نظرةً لم أفهمها وتركني ومشى مبتعداً.. كان مضطرباً كثيراً!"

"هذا جيد، أنتِ أردتِه أن يبتعد."

"هل فعلتَ شيئاً ما؟" قالت بتوتر لأبتسم وأقول "لن يكون هناك آدم حولكِ مجدداً"

"ولكن؟"

"هل كنتِ تريدينه أن يواصل التحرش بكِ آفيلين براين؟" قلتُ بحدةٍ وغضبٍ بعض الشيء، اضطربت أكثر ولسببٍ ما أردتُ أن أصرخ بتلك الجملة مجدداً وكأن فكرة اقتراب آدم منها تؤذيني أنا، لا أعلم إن كانت تلك شهامة أم مشاعر أخرى، ولا أعلم متى ولدت هذه المشاعر بداخلي.

"أنا آسفة.. لا أريد.. ولكن.."

تمتمت بترددٍ واضح لأنهض من مكاني وأقف أمامها مواصلاً "لماذا تسألين عنه إذاً؟"

"ما الذي فعلتَه له؟" قالت تتصنع الشجاعة لأنها رأت أستاذها غاضباً لمرة مما دفعني لأقول "لا علاقة لكِ، لو كنتِ منزعجةً جداً يمكنني أن أسحب ما فعلتُه ببساطة."

"آدم لا يرد على أحد، ولكن أصدقاءه قالوا أنه خائفٌ للغاية ومشتتٌ وغائبٌ من أسبوع، ما الذي يستطيع شخصٌ مثلكَ أن يفعله؟"

"إن كنتِ خائفةً عليه يمكنكِ الذهاب نحوه، سيرحب بكِ على سريره."

قلتُها ببرود ولم أكد أنهي جملتي حتى وقفت وصفعتني، صفعتها لم تكن قوية، ولكنها صدمتني! جعلتني أقف أمامها مشدوهاً أحدق بها بفمٍ مفتوح، لم أصدق أنني قلتُ لها هذا، أن مشاعري سيطرت علي إلى هذا الحد حتى أخبرتُها بهذه الأمور، ولكني لم أصدق مطلقاً أنها صفعتني، وكأن ذلك آخر شيء توقعتُ أن تفعله فتاةٌ مثلها.

Hybrid | هجينWhere stories live. Discover now