46 |النهاية|

13.5K 1.1K 1.8K
                                    

"تدعوكم جامعة تورنتو لحضور مناقشة رسالة الدكتوراه في هندسة الميكانيك للطالب (مارتينوس إيثوس)

تحت عنون (التحريك في مفاهيم الميكانيك الحديث)

تجري المناقشة مع مجموعة من المختصين كلٌ منهم برتبة بروفسور في جامعة تورنتو - قسم هندسة الميكانيك - المدرج السابع عشر

الدعوة عامة، يفضل حضور أصحاب الاختصاص."

قرأت آفيلين الإعلان للمرة الرابعة أمامي لأتنهد متذمراً وأقول "فقط اذهبي إلى منزلكِ وغيري ملابسك!"

"مازال هناك ثلاث ساعات، لم تريدني أن أذهب؟"

"لأنكِ تستمرين بالتحدث حول حماسكِ بالموضوع وأنا لا أشعر بذرة حماس، أنا مليءٌ بالتوتر!" قلتُ وأنا أغرس يدي في شعري أرجعه للوراء بعد أن طال قليلاً لتنهض من مكانها وتقف أمامي، حدقتُ بها بتركيز لتقف على أطراف أصابعها حتى وصلت لطولي وصففت شعري بيدها الناعمة وأنهت ذلك بالمسح على رأسي، هي تعرف أنني أحب ذلك فأنا أحمل ذئباً في داخلي، والذئاب تصبح حيواناتٍ أليفة بين يدي من يحبها.

"ستكون بخير، أنا أثق بك!" قالت وهي تنخفض قليلاً تقبل كتفي لأنحني وأفعل المثل، قبلتُ كتفها حيث وضعتُ علامتي فابتسمت بخجل ترجع خصلةً من شعرها خلف أذنها وتقول "أنا سأذهب لأبدل ملابسي وآتي."

"من سيقلكِ؟"

"عائلتي بأكملها قادمة، أمي وأبي وأخي الصغير."

"ماذا عن شقيقكِ الأكبر؟"

"سيأتي مع زوجته، قال إنه لن يضيع فرصة حضور مناقشةٍ لك فقد كان سعيداً في كل مناقشاته الكلامية معكِ على أي حال."

ابتسمتُ بخفة وربتُّ على كتفها لتخرج من منزلي بينما رميتُ جسدي على أريكتي المفضلة أحدق بحاسوبي المحمول الموضوع والشاشة المفتوحة على رسالتي، والأوراق المتناثرة هنا وهناك وملابسي المعلقة والموضوعة على الأريكة المقابلة والتي اشتريتُها الأسبوع الماضي أنا ولويس.

"سأكون بخير!" همستُ مخاطباً نفسي ثم زفرتُ وأضفت "سنكون بخير فوبوس وديموس، فقط ليركز كل واحدٍ منكما على الفقرة المكلف بها."

*أنا جاهز، سنؤدي عرضاً مذهلاً.* ديموس قال بينما تابع فوبوس 'نحن معك، سنكون بخير.'

كنتُ قد قسمتُ الفقرات بين ثلاثتنا، تقريباً أنا واثقٌ من كل فقرةٍ كتبتُها، رفعتُ نظري نحو المكتبة الكبيرة في الجدار أمامي والتي كانت أكبر بأربع مرات من المكتبة التي كانت لدي في سنتي الأولى هنا، حتى أنني طلبتُ إذن الجامعة بجعلها أكبر فالمنزل ليس لي فهي لم تكن مصنوعةٌ من الخشب وإنما محفورة بداخل الجدار.

كل هذه الكتب تشهد لي، المساحة الممتلئة بالأبحاث في حاسوبي المحمول تشهد لي، الأريكة التي أجلس عليها تشهد لي، كلهم يشهدون أني بذلتُ جهداً كبيراً، وأنني آخذ نتائج هذا الجهد.

Hybrid | هجينWhere stories live. Discover now